-
ألَّ
- ـ ألَّ في مَشْيِهِ يَؤُلُّ ويَئِلُّ : أسْرَعَ ، واهْتَزَّ ، أو اضْطَرَبَ ،
ـ ألَّ اللَّوْنُ : بَرَقَ وصَفا ،
ـ ألَّ فَرائِصُهُ : لَمَعَتْ في عَدْوٍ ،
ـ ألَّ فلاناً : طَعَنَه ، وطَرَدَهُ ،
ـ ألَّ الثَّوبَ : خاطَهُ تَضْريباً ،
ـ ألَّ عليه : حَمَلَهُ ،
ـ ألَّ المريضُ ، والحزينُ يَئِلُّ ألاًّ وألَلاً وألِيلاً : أنَّ وحَنَّ ، ورَفَعَ صَوتَهُ بالدُّعاءِ ، وصَرَخَ عندَ المصيبَةِ ،
ـ ألَّ الفرسُ : نَصَبَ أُذُنَيْهِ ، وحَدَّدَهُما ،
ـ ألَّ الصَّقْرُ : أبى أن يَصيدَ .
ـ أَلِيلُ : الثُّكْلُ ، كالأَليلَةِ ، وعَلَزُ الحُمَّى ، وصَليلُ الحَصى والحَجرِ ، وخَريرُ الماءِ .
ـ أَلِيلَةُ : الراعِيَةُ البعيدةُ المَرْعَى ، كالأُلَّة .
ـ إِلُّ : العَهْدُ والحَلِفُ ، وموضع ، والجارُ ، والقَرابةُ والأصلُ الجَيِّدُ ، والمَعْدِنُ ، والحِقْدُ ، والعَداوةُ ، والربوبِيَّةُ ، واسمُ اللهِ تعالى ، وكلُّ اسمٍ آخِرُه إلٌ أو إِيلٌ فَمُضافٌ إلى اللهِ تعالى ، والوَحْيُ ، والأمانُ ، والجَزَعُ عند المُصيبةِ ، ومنهُ روِيَ : '' عَجِبَ رَبُّكُمْ منْ إِلِّكُمْ ''، فيمنْ رَواهُ بالكسر ، وروايةُ الفتح أكْثَرُ ، ويُرْوَى : أزْلِكُمْ ، وهو أشْبَهُ ،
ـ أَلُّ : الجُؤارُ بالدعاءِ ، وجمعُ ألَّةٍ : للحَرْبَةِ العريضةِ النَّصْلِ ، كالإِلالِ ،
ـ أُلُّ : الأوَّلُ ، وليس من لَفْظِه .
ـ أَلَّةُ : الأَنَّةُ ، والسِّلاحُ ، وجميعُ أداةِ الحَرْبِ ، وعُودٌ في رأسهِ شُعْبَتان ، وصَوتُ الماءِ الجاري ، والطَّعْنَةُ بالحَرْبَةِ .
ـ إِلَّةُ : هيئةُ الأَنينِ .
ـ الضلالُ ابنُ الأَلالِ : إتْباعٌ ،
ـ أَلالُ : الباطِلُ .
ـ إلَّا : تكونُ للاستِثْناءِ { فَشرِبوا منه إلاَّ قليلاً }، وتكون صِفَةً بمَنْزِلَةِ غَيْرٍ ، فيوصَفُ بها أَو بِتاليها أَو بِهما جميعاً ، جمعٌ مُنكَّرٌ : { لو كان فيهما آلهَةٌ إلا اللّهُ لَفَسَدَتا }، أو شِبْهُ مُنَكَّرٍ ، كقولِ ذي الرُّمَّةِ : قَليلٌ بها الأصْواتُ إلاَّ بُغامُها ، فإِنَّ تَعريفَ الأصواتِ تَعْريفُ الجِنْسِ ، وتكونُ عاطفةً كالواو ، قيلَ : ومنه : { لِئَلاّ يكونَ لِلناسِ عليكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الذين ظَلَموا } { لا يَخافُ لَدَيَّ المُرْسَلونَ إِلاَّ مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ }، وتكونُ زائِدَةً ، كقولِهِ : حَراجيجُ ما تَنْفَكُّ إلاَّ مُناخَةً .
ـ ألاَّ : حَرْفُ تَحْضيضٍ ، تَخْتَصُّ بالجُملِ الفِعْلِيَّةِ الخَبَريَّةِ .
ـ أَلالُ وإِلالُ : جَبَلٌ بِعَرَفاتٍ ، أو حَبْلُ رَمْلٍ عن يَمينِ الإِمامِ بِعَرَفَةَ ، ووَهِمَ مَنْ قال : الإِلُّ ، كالخِلِّ .
ـ أُلَالَةُ : موضع .
ـ ألِلَتْ أسْنانُهُ : فَسَدَتْ ،
ـ ألِلَتْ السِّقاءُ : أرْوَحَتْ .
ـ أَلَّلَهُ تأْليلاً : حَدَّدَهُ .
ـ أَلَلانِ : وَجْها الكَتِفِ ، أَوِ اللَّحْمَتانِ المُتَطابِقَتانِ في الكَتِفِ بينَهُما فَجْوَةٌ على وَجْهِ عَظْمِ الكَتِفِ ، يَسيلُ بينَهُما ماءٌ ، إذا نُزِعَ اللَّحْمُ منها .
ـ أَلَلُ : صَفْحَةُ السِّكِّينِ ، وَهُما ألَلانِ ، ولُغَةٌ في اليَلَلِ : لِقِصَرِ الأَسْنانِ وإِقْبالِها على غارِ الفَمِ ،
ـ إِلَلُ : القَراباتُ ، الواحِدَةُ : إِلَّةٌ .
ـ أُلَلُ : جَمْعُ أُلَّةٍ ،
ـ أُلُلُ : للرَّاعِيَةِ .
المعجم: القاموس المحيط
-
أفَّ
- ـ أفَّ يَؤُفُّ ويَئِفُّ : تَأَفَّفَ من كَرْبٍ أو ضَجَرٍ .
ـ أُفِّ : كَلِمَةُ تَكَرُّهٍ .
ـ أفَّفَ تأفيفاً ، وتأفَّفَ : قالَها ، ولُغاتُها ، أربعون : أُفِّ وأُفُّ وأُفَّ وأُفٍّ وأُفٌّ وأُفّاً وأُفِ وأُفُ وأُفَ وأُفٍ وأُفٌ وأُفاً .
أُفْ ، أُفّ ، أُفَّى بغيرِ إمالَةٍ ، وبالإِمالَة المَحْضَةِ ، وبالإِمَالَةِ بَيْنَ بَيْنَ ، والأَلِفُ في الثلاثَةِ للتأنيثِ ، أُفِّي ، أُفُّوهْ أُفُّهْ ، بالضم مُثَلَّثَةَ الفاءِ مُشَدَّدَةً ، وتُكْسَرُ الهمزةُ ، إفْ ، إفّ ، إفِ ، إفٍ إفٌ إفاً إفٍّ إفٌّ إفّاً ، إفُّ ، إفَّا ، إفَّى بالإِمالَةِ ، إفِّي أَفِّي ، أفْ ، أفِّ ، آفْ ، أفٍ آفٍ .
ـ أفُّ : قُلامَةُ الظُّفُرِ ، أو وسَخُه ، أو وَسَخُ الأذُنِ ، وما رَفَعْتَه من الأرض من عُودٍ أو قَصَبَةٍ ، أو الأفُّ : وسَخُ الأُذُنِ ، والتَّفُّ : وسَخُ الظُّفُر ، أو الأفُّ : معناهُ : القِلَّةُ ، والتُّفُّ : إتْباعٌ .
ـ أفَّةُ : الجَبانُ ، والمُعْدِمُ المُقِلُّ ، والرَّجُلُ القَذِرُ .
ـ أَفَفُ : الضَّجَرُ ، والشيءُ القَلِيلُ .
ـ يافُوفُ : الجَبانُ ، والمُرُّ من الطَّعامِ ، والسَّريعُ ، والحَديدُ القَلْبِ ، كالأفُوفِ ، وفَرْخُ الدُّرَّاجِ ، والعَيِيُّ الخَوَّارُ .
ـ إِفُّ والإِفَّانُ والأفَفُ والتَّئِفَّةُ : الحينُ والأوَانُ .
ـ أفُوفَةُ : المُكْثِرُ من قَوْلِ أُفِّ .
المعجم: القاموس المحيط
-
أنَّ
- ـ أنَّ يَئِنُّ أنَّاً وأنيناً وأُناناً وتَأْناناً : تَأَوَّهَ .
ورَجُلٌ أُنانٌ ، وأَنَّانٌ وأُنَنَةٌ : كثيرُ الأنين ، وهي أنَّانَةٌ .
لا أفْعَلُه ما أنَّ في السماءِ نَجْمٌ : ما كانَ .
أنَّ الماءَ : صَبَّه .
مالَه حانَّةٌ ولا آنَّةٌ : ناقةٌ ولا شاةٌ ، أو ناقةٌ ولا أمَةٌ .
أُنَنٌ : طائرٌ كالحَمامِ ، صَوْتُهُ أنينٌ ، أُوهْ أُوهْ .
إنَّهُ لَمَئِنَّةٌ أن يكونَ كذا ، أي : خَليقٌ ، أو مَخْلَقَةٌ مَفْعَلَةٌ ، من أنَّ ، أي : جَديرٌ بأَنْ يقالَ فيه إنَّهُ كذا .
تأنَّنْتُه وأَنَّنْتُهُ : تَرَضَّيْتُهُ .
بِئْرُ أنَّى ، أو أُنَى ، أو أنِي : من آبارِ بني قُرَيْظَةَ بالمدينة .
أنَّى : تكونُ بمعنَى حيثُ ، وكيفَ ، وأيْنَ ، وتكونُ حَرْفَ شَرْطٍ .
المعجم: القاموس المحيط
-
وَألَ
- ـ وَألَ إليه يَئِلَ وَأَلاً ووؤولاً ووَئِيلاً وواءَلَ مُواءَلَةً ووِآلاً : لَجَأَ وخَلَصَ .
ـ وَأْلُ : المَوْئِلُ .
ـ وَأَلَ ووَاءَلَ : طَلَبَ النَّجاة ،
ـ وَأَلَ إلى المكانِ : بادَرَ . وألَ المكانُ وأوْأَلَهُ هو .
ـ وَأْلَةُ : أبعارُ الغنمِ والإِبِلِ جميعاً تَجْتمِعُ وتَتَلَبَّدُ ، أو أبوالُ الإِبِلِ وأبعارُها فقطْ .
ـ مَوْئِلُ : مُسْتَقَرُّ السَّيْلِ .
المعجم: القاموس المحيط
-
كان يئوسا
- شديد اليأس و القنوط من رحمتنا
سورة : الاسراء ، آية رقم : 83
المعجم: كلمات القران
-
لا يئوده
- لا يُثقله ، و لا يشق عليه
سورة : البقرة ، آية رقم : 255
المعجم: كلمات القران
- انظر التحليل و التفسير المفصل
-
آوى
- آوى يُئوِي ، آوِ ، إيواءً ، فهو مُئوٍ ، والمفعول مُئوًى :-
• آوى اللاَّجئَ أوَاه ، أنزله عنده وشمِله رعايته :- { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى } .
• آوى فلانًا إليه : ضمّه إليه ، أسكنه وأنزله مطمئنًّا عنده :- { وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ ءَاوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ } - { وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُُ } .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
يَئوس
- يَئوس :-
صيغة مبالغة من يئِسَ / يئِسَ من : شديد اليأس والقنوط :- { وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ } .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
آدَ
- آدَ يَئود ، أُدْ ، أودًا وإيادًا ، فهو آيد ، والمفعول مئود :-
• آد الأمرُ فلانًا أثقله ، أعجزه ، أضناه ، أتعبه ، أجهده :- { وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
أوَّبَ
- أوَّبَ يئوِّب ، تأويبًا ، فهو مُئوِّب :-
• أوَّب العابدُ سبَّح ورجَّع التسبيح :- { يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ } .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
أوَّلَ
- أوَّلَ يُئوِّل ، تأويلاً ، فهو مئوِّل ، والمفعول مئوَّل :-
• أوَّل الكلامَ فسَّره ووضَّح ما هو غامض منه :- { وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ } .
• أوَّل الموقفَ أو العملَ : فسَّره وردَّه إلى الغاية المرجوّة منه .
• أوَّل الرُّؤيا : عبَّرها ، حاول أن يفسِّرها :- { نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
أف
- أف - يؤف ويئف ، أفا
1 - قال « أف » من حزن أو ضجر
المعجم: الرائد
-
آبَ
- آبَ / آبَ إلى يَئوب ، أُبْ ، أوْبًا وأوْبَةً وإيابًا ، فهو آيب ، والمفعول مئوب إليه :-
• آب الشَّخصُ رجع وعاد :- آب من الرِّحلة / السَّفر / عمله .
• آب إلى الله :
1 - تاب ورجع عن معصيته .
2 - رجع إلى الله بعد موته :- { إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ } .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
آلَ
- آلَ إلى يئُول ، أُلْ ، أوْلاً وإيالاً وأيلولةً ، فهو آيل ، والمفعول مئول إليه :-
• آل إليه الأمرُ رجع أو انتهى إليه :- آلت إليه السُّلطةُ / التّرِكة :-
• آيل إلى الزَّوال : يوشك أن يزول .
• آل الشَّيءُ إلى كذا : صار وتحوّل :- آل مصيرُه إلى السجن ، - آل المنزل من الأب إلى الابن ، - آل الماءُ إلى بخار ، - آل بها الحال إلى التسوُّل :-? آيل للسُّقوط : محتمل سقوطه .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
وأل
- وأل - يئل ، وألا ووئيلا ووؤولا
1 - وأل من كذا : طلب النجاة منه . 2 - وأل اليه : لجأ وخلص . 3 - وأل الى المكان : بادر إليه ، أسرع . 4 - وأله : اتخذه « موئلا »، أي ملجأ . 5 - وأل الى الله : رجع . 6 - وأل المكان : صار ذا « وألة »، وهي ما تجمع وتلبد من أبعار الماشية وأبوالها .
المعجم: الرائد
-
إن
- أن - يئن ، أنا وأنينا وأنانا وأنة وتأنانا
1 - تأوه وصوت لألم أو حزن
المعجم: الرائد
-
أنَّ
- أنَّ أنَنْتُ ، يَئِنّ ، ائْنِنْ / إنَّ ، أنًّا وأنينًا ، فهو آنّ :-
• أنَّ المريضُ تأوّه ألمًا بصوتٍ عميق وشكوى متواصلة :- أنَّ جريح / متوجِّع .
• أنَّ بابٌ : أحدث صوتًا عميقًا متردّدًا يشبه الأنين :- أنَّتِ الرِّيحُ .
• أنَّت القوسُ ونحوُها : رنَّ وترُها في امتداد .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
أفف
- " الأُفُّ : الوَسَخُ الذي حَوْلَ الظُّفُرِ ، والتُّفُّ الذي فيه ، وقيل : الأُفُّ وسَخ الأُذن والتُّفُّ وسَخ الأَظفار .
يقال ذلك عند اسْتِقْذارِ الشيء ثم استعمل ذلك عند كل شيء يُضْجَرُ منه ويُتَأَذَّى به .
والأَفَفُ : الضَّجَرُ ، وقيل : الأُفُّ والأَفَف القِلة ، والتُّفُّ منسوق على أُفّ ، ومعناه كمعناه ، وسنذكره في فصل التاء .
وأُفّ : كلمة تَضَجُّرٍ وفيها عشرة أَوجه : أُفَّ له وأُفِّ وأُفُّ وأُفّاً وأُفٍّ وأُفٌّ ، وفي التنزيل العزيز : ولا تَقُلْ لهما أُفٍّ ولا تَنْهَرْهُما ، وأُفِّي مُـمالٌ وأُفَّى وأُفَّةٌ وأُفْ خفيفةً من أُفّ المشددة ، وقد جَمَعَ جمالُ الدِّين بن مالك هذه العشر لغات في بيت واحد ، وهو قوله : فأُفَّ ثَلِّثْ ونَوِّنْ ، إن أَرَدْتَ ، وقُل : أُفَّى وأُفِّي وأُفْ وأُفَّةً تُصِبِ ابن جني : أَما أُفّ ونحوه من أَسماء الفِعْلِ كَهَيْهاتَ في الجَرّ فَمَحْمُولٌ على أَفعال الأَمر ، وكان الموضع في ذلك إنما هو لِصَهْ ومَهْ ورُوَيْد ونحو ذلك ، ثم حمل عليه باب أُف ونحوها من حيث كان اسماً سمي به الفعل ، وكان كل واحد من لفظ الأَمر والخبر قد يَقَعُ مَوْقِع صاحبِه صار كل واحد منهما هو صاحبه ، فكأَنْ لا خِلافَ هنالك في لفظ ولا معنًى .
وأَفَّفَه وأَفَّفَ به :، قال له أُف .
وتأَفَّفَ الرجلُ :، قال أُفَّةً وليس بفعل موضوع على أَفَّ عند سيبويه ، ولكنه من باب سَبَّحَ وهَلَّلَ إذا ، قال سبحان اللّه ولا إله إلا اللّه (* هنا بياض بالأصل .).. .
إذا مَثَّلَ نَصْبَ أُفَّة وتُفّة لم يُمَثِّلْه بفعل من لفظه كما يفعل ذلك بسَقْياً ورَعْياً ونحوهما ، ولكنه مثَّله بقوله (* هنا بياض بالأصل .).. .
إذ لم نجد له فعلاً من لفظه .
الجوهري : يقال أُفّاً له وأُفَّةً له أَي قَذَراً له ، والتنوين للتنكير ، وأُفَّةً وتُفَّةً ، وقد أَفَّفَ تأْفِيفاً إذا ، قال أُف .
ويقال : أُفّاً وتُفّاً وهو إتباعٌ له .
وحكى ابن بري عن ابن القطاعِ زيادةً على ذلك : أَفَّةً وإفَّةً .
التهذيب :، قال الفراء ولا تقل في أُفَّة إلا الرفع والنصب ، وقال في قوله ولا تقل لهما أُفّ : قرئ أُفِّ ، بالكسر بغير تنوين وأُفٍّ بالتنوين ، فمن خفض ونوَّن ذهب إلى أَنها صوت لا يعرف معناه إلا بالنطق به فخَفَضُوه كما تُخْفَضُ الأَصواتُ ونَوَّنُوه كما ، قالت العرب سمعت طاقٍ طاقِ لصوت الضرب ، ويقولون سمعت تِغٍ تِغٍ لصوت الضحك ، والذين لم يُنَوِّنُوا وخَفَضُوا ، قالوا أُفِّ على ثلاثة أَحرف ، وأَكثر الأَصوات على حرفين مثل صَهٍ وتِغٍ ومَهٍ ، فذلك الذي يخفض وينون لأَنه متحرك الأَوّل ، قال : ولسنا مضطرين إلى حركة الثاني من الأَدوات وأَشباهها فخفض بالنون ، وشبهت أُف بقولهم مُدّ ورُدّ إذا كانت على ثلاثة أَحرف ، قال : والعرب تقول جعل فلان يَتَأَفَّفُ من ريح وجدها ، معناه يقول أُف أُف .
وحكي عن العرب : لا تقولَنَّ له أُفًّا ولا تُفًّا .
وقال ابن الأَنباري : من ، قال أُفّاً لك نصبه على مذهب الدعاء كما يقال وَيْلاً للكافرين ، ومن ، قال أُفٌّ لك رفعه باللام كما يقال وَيْلٌ للكافرين ، ومن ، قال أُفٍّ لك خفضه على التشبيه بالأَصوات كما يقال صَهٍ ومَهٍ ، ومن ، قال أُفِّي لك أَضافه إلى نفسه ، وم ؟
قال أُفْ لك شبهه بالأَدوات بمَنْ وكَمْ وبل وهل .
وقال أَبو طالب : أُيفٌّ لك وتُفٌّ وأُفَّةٌ وتُفّةٌ ، وقيل أُفٌّ معناه قلة ، وتُفٌّ إتباعٌ مأْخوذ من الأَفَفِ وهو الشيء القليل .
وقال القتيبي في قوله عز وجل : ولا تقل لهما أُفّ أَي لا تَسْتَثْقِلْ شيئاً من أَمرهما وتَضِقْ صدراً به ولا تُغْلِظْ لهما ، قال : والناس يقولون لما يكرهون ويستثقلون أُف له ، وأَصل هذا نَفْخُكَ للشيء يسقط عليكَ من تُراب أَو رَماد وللمكان تريد إماطةَ أَذًى عنه ، فقِيلَتْ لكل مُسْتَثْقَلٍ .
وقال الزجاج : معنى أُف النَّتْنُ ، ومعنى الآية لا تقل لهما ما فيه أَدنى تَبَرُّمٍ إذا كَبِرَا أَو أَسَنّا ، بل تَوَلَّ خَدْمَتَهما .
وفي الحديث : فأَلقى طرَفَ ثَوْبه على أَنْفِه وقال أُف أُف ؛ قال ابن الأَثير : معناه الاسْتِقْذارُ لما شَمَّ ، وقيسل : معناه الاحْتِقارُ والاسْتِقْلالُ ، وهو صوتٌ إذا صوّتَ به الإنسانُ عُلِم أَنه متضجر مُتَكَرِّه ، وقيل : أَصل الأَفف من وسَخِ الأُذن والإصْبع إذا فُتِلَ .
وأَفَّفْتُ بفلان تَأْفِيفاً إِذا قلت له أُفّ لك ، وتأَفَّفَ به كأَفَّفَه .
وفي حديث عائشة ، رضي اللّه عنها : أَنها لما قتل أَخوها محمد بن أَبي بكر ، رضي اللّه عنهم ، أَرْسلت عبدَ الرحمن أَخاها فجاء بابْنِه القاسِم وبنته من مصر ، فلما جاء بهما أَخَذَتْهُما عائشةُ فَرَبَّتْهما إلى أَن اسْتَقَلاَّ ثم دعت عبد الرحمن فقالت : يا عبد الرحمن لا تَجِد في نفسك من أَخْذِ بني أَخِيك دُونكَ لأَنهم كانوا صِبياناً فخشيت أَن تتأَفَّفَ بهم نِساؤك ، فكنت أَلْطَف بهم وأَصْبَرَ عليهم ، فخذهم إليك وكن لهم كم ؟
قال حُجَيَّةُ بن الـمُضَرِّب لبني أَخيه سَعْدانَ ؛
وأَنشدته الأَبيات التي أَوَّلها : لجَجْنا ولَجَّتْ هذه في التَّغَضُّبِ ورجل أَفَّافٌ : كثير التَّأَفُّفِ ، وقد أَفَّ يَئِفُّ ويَؤُفُّ أَفّاً .
قال ابن دُريد : هو أَن يقول أُفّ من كَرْبٍ أَو ضَجَر .
ويقال : كان فلان أُفُوفةً ، وهو الذي لا يزال يقولُ لبعض أَمره أُفّ لك ، فذلك الأُفُوفةُ .
وقولهم : كان ذلك على إفِّ ذلك وإفَّانه ، بكسرهما ، أَي حِينه وأَوانه .
وجاء على تَئِفَّةِ ذلك ، مثل تَعِفَّةِ ذلك ، وهو تَفْعِلَةٌ .
وحكى ابن بر ؟
قال : في أَبنيةِ الكتاب تَئِفَّةٌ فَعِلَّةٌ ، قال : والظاهر مع الجوهري بدليل قولهم على إفِّ ذلك وإفّانِه ، قال أَبو علي : الصحيح عندي أَنها تَفْعِلةٌ والصحيح فيه عن سيبويه ذلك على ما حكاه أَبو بكر أَنه في بعض نسخ الكتاب في باب زيادة التاء ؛ قال أَبو عليّ : والدليل على زيادتها ما رويناه عن أَحمد عن ابن الأَعرابي ، قال : يقال أَتاني في إفّانِ ذلك وأُفّان ذلك وأَفَفِ ذلك وتَئِفَّةِ ذلك ، وأَتانا على إفِّ ذلك وإفَّتِهِ وأَفَفِه وإفَّانِه وتَئِفَّتِه وعِدَّانهِ أي على إبَّانِه ووَقْته ، يجعل تَئِفَّةً فَعِلَّةً ، والفارسيّ يَرُدُّ ذلك عليه بالاشتقاق ويحتج بما تقدَّم .
وفي حديث أَبي الدرداء : نعم الفارسُ عَوَيْمِرٌ غيرَ أُفَّةٍ ؛ جاء تفسيره في الحديث غيرَ جَبانٍ أَو غيرَ ثَقِيلٍ .
قال ابن الأَثير :، قال الخطابي أَرى الأَصل فيه الأقَف وهو الضَّجَرُ ، قال : وقال بعض أَهل اللغة معنى الأُفّةِ المُعْدِمُ الـمُقِلُّ من الأَفَفِ ، وهو الشيء القليل .
واليأْفُوفُ : الخفِيفُ السريع ؛
وقال : هُوجاً يَآفِيفَ صِغاراً زُعْرا واليأْفُوفُ : الأَحمقُ الخفِيفُ الرأْي .
واليأْفُوفُ : الرّاعي صفة كاليَّحْضُور واليَحْمُوم كأَنه مُتَهَيِّءٌ لرِعايته عارِفٌ بأَوْقاتِها من قولهم : جاء على إفَّانِ ذلك وتَئِفَّتِه .
واليأْفُوفُ : الخفيف السَّرِيعُ ، وقيل : الضَّعِيفُ الأَحمقُ .
واليأْفُوفَةُ : الفراشةُ ، ورأَيت حاشية بخط الشيخ رَضِيِّ الدين الشاطبيّ ، قال في حديث عمرو بن معديكرب أَنه ، قال في بعض كلامه : فلان أَخَفُّ من يأْفُوفَةٍ ، قال : اليأْفُوفَةُ الفَراشةُ ؛ وقال الشاعر : أَرى كلَّ يأْفُوفٍ وكلَّ حَزَنْبَلٍ ، وشِهْذارةٍ تِرْعابةٍ قد تَضَلَّعا والتِّرْعابةُ : الفَرُوقةُ .
واليأْفُوفُ : العَييُّ الخَوَّار ؛ قال الرَّاعي : مُغَمَّرُ العَيْشِ يأْفُوفٌ ، شَمائِلُه تأْبَى الـمَوَدَّةَ ، لا يُعْطِي ولا يَسَلُ قوله مُغَمَّر العَيْشِ أَي لا يكادُ يُصِيبُ من العَيْشِ إلا قليلاً ، أُخِذَ من الغَمَر ، وقيل : هو الـمُغَفَّلُ عن كلِّ عَيْش .
"
المعجم: لسان العرب
-
يأس
- " اليَأْس : القُنوط ، وقيل : اليَأْس نقيض الرجاء ، يَئِسَ من الشيء يَيْأَس ويَيْئِس ؛ نادر عن سيبويه ، ويَئِسَ ويَؤُس عنه أَيضاً ، وهو شاذ ، قال : وإِنما حذفوا كراهية الكسرة مع الياء وهو قليل ، والمصدر اليَأْسُ واليَآسَة واليَأَس ، وقد استَيْأَسَ وأَيْأَسْته وإِنه لَيَائِسٌ ويَئِس ويَؤُوس ويَؤُس ، والجمع يُؤُوس .
قال ابن سيده في خطبة كتابه : وأَما يَئِسَ وأَيِسَ فالأَخيرة مقلوبة عن الأَوْسِ لأَنه لا مصدرَ لأَيِسَ ، ولا يحتج بإِياس اسم رَجُل فإِنه فِعالٌ من الأَوْس وهو العطاء ، كما يُسَمى الرجل عَطِيَّةَ اللَّه وهِبَة اللَّه والفَضْلَ .
قال أَبو زيد : علياء مضر تقول يَحْسِبُ ويَنْعِم ويَيْئِس ، وسفلاها بالفتح .
قال سيبويه : وهذا عند أَصحابنا إِنما يجيء على لغتين يعني يَئِسَ يَيْأَس ويأَس يَيْئِس لغتان ثم يركب منهما لغة ، وأَما ومِقَ يَمِق ووَفِقَ يَفِقُ ووَرِمَ يَرِمُ ووَلي يَلي ووَثِقَ يَثِق ووَرِثَ يَرِث فلا يجوز فيهن إِلا الكسر لغة واحدة .
وآيَسَه فلان من كذا فاسْتَيْأَس منه بمعنى أَيِسَ واتَّأَسَ أَيضاً ، وهو افتَعَل فأُدغم مثل اتَّعَدَ .
وفي حديث أُم معبد : لا يَأْسَ من طُولٍ أَي أَنه لا يُؤْيَسُ من طوله لأَنه كان إِلى الطول أَقرب منه إِلى القصر .
واليَأْسُ : ضد الرَّجاء ، وهو في الحديث اسم نكرة مفتوح بلا النافية ورواه ابن الأَنباري في كتابه : لا يائِس من طول ، قال : معناه لا يُؤْيَس من أَجل طوله أَي لا يَأْيَسُ مُطاوِلُه منه لإِفراط طوله ، فَيائِس بمعنى مَيْؤُوس كماء دافِق بمعنى مَدْفُوق .
واليَأْسُ من السِّلُ لأَن صاحبه مَيْؤُوسٌ منه .
ويَئِسَ يَيْئِسُ ويَيْأَس : عَلِمَ مثل حَسِب يَحْسِبُ ويَحْسَب :، قال سُحَيْم ابن وَثِيلٍ اليَرْبُوعي ، وذكر بعض العلَماء أَنه لولده جابر بن سُحَيْم بدليل قوله فيه : أَني ابنُ فارس زَهْدَم ، وزهدم فرس سحيم : أَقُولُ لَهُمْ بالشِّعْبِ إِذ يَيْسِرُونَني : أَلم تَيْأَسُوا أَني ابْنُ فارِسِ زَهْدَم ؟ يقول : أَلم تعْلموا ، وقوله يَيْسرونني من أَيسار الجَزُور أَي يَجْتَزِرُونني ويَقْتَسمونني ، ويروى يَأْسِرونني من الأَسْر ، وأَما قوله إِذ يَيْسِرونني فإِنما ذكر ذلك لأَنه كان وقع عليه سِباءٌ فضربوا عليه بالمَيْسِر يتحاسبون على قسمة فِدائه ، وزهدم اسم فرس ، وروي : أَني ابن قاتل زهدم ، وهو رجل من عبس ، فعلى هذا يصح أَن يكون الشعر لسحيم ؛ وروي هذا البيت أَيضاً في قصيدة أُخرى على هذا الرويِّ وهو : أَقول لأَهل الشَّعب إِذ ييسرونني : أَلم تيأَسوا أَني ابن فارس لازِمِ ؟ وصاحِب أَصْحابِ الكَنِيفِ ، كأَنَّما سَقاهم بِكَفَّيْهِ سِمامَ الأَراقِمِ وعلى هذه الرواية أَيضاً يكون الشعر له دون ولده لعدم ذكر زَهْدَم في البيت .
وقال القاسم بن مَعْن : يَئِسْتُ بمعنى عَلِمْت لغة هَوازِن ، وقال الكلبي : هي لغةَ وَهْبِيل حيّ من النَّخَع وهم رهط شَريكٍ ، وفي الصحاح في لغة النَّخَع .
وفي التنزيل العزيز : أَفَلَمْ يَيْأَس الذين آمنوا أَن لو يَشاء اللَّه لَهَدى الناسَ جميعاً ؛ أَي أَفَلم يَعْلَم ، وقال أَهل اللغة : معناه أَفلم يعلم الذين آمنوا علماً يَئِسوا معه أَن يكون غير ما علموه ؟ وقيل معناه : أَفلم يَيْأَس الذين آمنوا من إِيمان هؤُلاء الذين وصفهم اللّه بأَنهم لا يؤمنون ؟، قال أَبو عبيد : كان ابن عباس يقرأُ : أَفلم يتبين الذين آمنوا أَن لو يشاء اللَّه لهدى الناس جميعاً ؛ قال ابن عباس : كتب الكاتب أَفلم يَيْأَس الذين آمنوا ، وهو ناعس ، وقال المفسرون : هو في المعنى على تفسيرهم إِلا أَن اللّه تبارك وتعالى قد أَوقع إِلى المؤمنين أَنه لو شاء لهدى الناس جميعاً ، فقال : أَفلم ييأَسوا علماً ، يقول يُؤْيِسهم العلم فكان فيه العلم مضمراً كما تقول في الكلام : قد يَئِسْتُ منك أَن لا تُفْلح ، كأَنك قلت : قد علمته علماً .
وروي عن ابن عباس أَنه ، قال : يَيْأَس بمعنى عَلِم لغة للنَّخَع ، قال : ولم نجدها في العربية إِلا على ما فسرت ، وقال أَبو إِسحق : القول عندي في قوله : أَفلم يَيْأَس الذين آمنوا من إِيمان هؤلاء الذين وصفهم اللَّه بأَنهم لا يؤْمنون لأَنه ، قال : لو يشاء اللَّه لهدى الناس جميعاً ، ولغة أُخرى : أَيِسَ يَأْيَسُ وآيَسْتُه أَي أَيْأَسْتُه ، وهو اليَأْسُ والإِياسُ ، وكان في الأَصل الإِيياسُ بوزن الإِيعاس .
ويقال : اسْتَيْأَس بمعنى يَئِسَ ، والقرآن نزل بلغة من قرأَ يَئِسَ ، وقد روى بعضهم عن ابن كثير أَنه قرأَ فلا تَايَسُوا ، بلا همز ، وقال الكسائي : سمعت غير قبيلة يقولون أَيِس يايَسُ ، بغير همز .
وإِلْياس : اسم .
"
المعجم: لسان العرب
-
أنن
- " أَنَّ الرجلُ من الوجع يَئِنُّ أَنيناً ، قال ذو الرمة : يَشْكو الخِشاشَ ومَجْرى النَّسْعَتَين ، كما أَنَّ المرِيضُ ، إلى عُوَّادِه ، الوَصِبُ والأُنانُ ، بالضم : مثل الأَنينِ ؛ وقال المغيرة بن حَبْناء يخاطب أَخاه صخراً : أَراكَ جَمَعْتَ مسْأَلةً وحِرْصاً ، وعند الفَقْرِ زَحّاراً أُنانا وذكر السيرافي أَن أُُناناً هنا مثل خُفافٍ وليس بمصدر فيكون مثل زَحّار في كونه صفة ، قال : والصِّفتان هنا واقِعتان موقع المصدر ، قال : وكذلك التأْنانُ ؛
وقال : إنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ خيراً من التَّأْنانِ والمَسائِلِ (* قوله « إنا وجدنا إلخ » صوّب الصاغاني زيادة مشطور بين المشطورين وهو : بين الرسيسين وبين عاقل ).
وعِدَةِ العامِ وعامٍ قابِلِ مَلْقوحةً في بَطْنِ نابٍ حائلِ .
ملقوحة : منصوبةٌ بالعِدَة ، وهي بمعنى مُلْقَحَةً ، والمعنى أَنها عِدةٌ لا تصح لأَن بطنَ الحائل لا يكون فيه سَقْبٌ مُلْقَحة .
ابن سيده : أَنَّ الرجلُ يَئِنُّ أَنّاً وأَنيناً وأُناناً وأَنَّةً تأَوَّه .
التهذيب : أَنَّ الرجلُ يَئِنُّ أَنيناً وأَنَتَ يأْنِتُ أَنيتاً ونأَتَ يَنْئِتُ نَئِيتاً بمعنى واحد .
ورجل أَنّانٌ وأُنانٌ وأُنَنةٌ : كثيرُ الأَنين ، وقيل : الأُنَنةُ الكثيرُ الكلام والبَثِّ والشَّكْوَى ، ولا يشتقّ منه فعل ، وإذا أَمرت قلت : إينِنْ لأَن الهمزتين إذا التَقَتا فسكنت الأَخيرة اجتمعوا على تَلْيينِها ، فأَما في الأَمر الثاني فإنه إذا سكنت الهمزة بقي النونُ مع الهمزة وذهبت الهمزة الأُولى .
ويقال للمرأَة : إنِّي ، كما يقال للرجل اقْررْ ، وللمرأَة قِرِّي ، وامرأَة أنّانةٌ كذلك .
وفي بعض وصايا العرب : لا تَتّخِذْها حَنَّانةً ولا مَنّانةً ولا أَنّانةً .
وما له حانَّةٌ ولا آنّةٌ أَي ما لَه ناقةٌ ولا شاةٌ ، وقيل : الحانّةُ الناقةُ والآنّةُ الأَمَةُ تَئِنّ من التعب .
وأَنَّتِ القوسُ تَئِنُّ أَنيناً : أَلانت صوتَها ومَدّته ؛ حكاه أَبو حنيفة ؛ وأَنشد قول رؤبة : تِئِنُّ حينَ تجْذِبُ المَخْطوما ، أَنين عَبْرَى أَسْلَمت حَميما .
والأُنَنُ : طائرٌ يَضْرِبُ إلى السَّواد ، له طَوْقٌ كهيئة طَوْق الدُّبْسِيّ ، أَحْمَرُ الرِّجْلين والمِنْقار ، وقيل : هو الوَرَشان ، وقيل : هو مثل الحمام إلا أَنه أَسود ، وصوتُه أَنِينٌ : أُوهْ أُوهْ .
وإنِّه لَمِئنّةٌ أَن يفعل ذلك أَي خَليقٌ ، وقيل : مَخْلَقة من ذلك ، وكذلك الإثنان والجمع والمؤنث ، وقد يجوز أَن يكون مَئِنّةٌ فَعِلَّةً ، فعلى هذا ثلاثيٌّ .
وأَتاه على مَئِنّةِ ذلك أَي حينهِ ورُبّانِه .
وفي حديث ابن مسعود : إنّ طُولَ الصلاةِ وقِصَرَ الخُطْبةِ مَئِنّةٌ من فِقْهِ الرجل أَي بيانٌ منه .
أَبو زيد : إنِّه لَمَئِنّةٌ أَن يفعل ذلك ، وأَنتما وإنّهنّ لَمَئِنّةٌ أَن تفعلوا ذلك بمعنى إنّه لخَليق أَن يفعل ذلك ؛ قال الشاعر : ومَنْزِل منْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ به ، مَئِنّة مِنْ مَراصيدِ المَئِنّاتِ به تجاوزت عن أُولى وكائِده ، إنّي كذلك رَكّابُ الحَشِيّات .
أَول حكاية (* قوله « أول حكاية » هكذا في الأصل ).
أَبو عمرو : الأَنّةُ والمَئِنّة والعَدْقةُ والشَّوْزَب واحد ؛ وقال دُكَيْن : يَسْقِي على درّاجةٍ خَرُوسِ ، مَعْصُوبةٍ بينَ رَكايا شُوسِ ، مَئِنّةٍ مِنْ قَلَتِ النُّفوسِ
يقال : مكان من هلاكِ النفوس ، وقولُه مكان من هلاك النفوس تفسيرٌ لِمَئِنّةٍ ، قال : وكلُّ ذلك على أَنه بمنزلة مَظِنَّة ، والخَروسُ : البَكْرةُ التي ليست بصافية الصوتِ ، والجَروسُ ، بالجيم : التي لها صوت .
قال أَبو عبيد :، قال الأَصمعي سأَلني شعبة عن مَئِنَّة فقلت : هو كقولك عَلامة وخَليق ، قال أََبو زيد : هو كقولك مَخْلَقة ومَجْدَرة ؛ قال أبو عبيد : يعني أَن هذا مما يُعْرَف به فِقْهُ الرجل ويُسْتَدَلُّ به عليه ، قال : وكلُّ شيءٍ دلَّكَ على شيءٍ فهو مَئِنّةٌ له ؛
وأَنشد للمرّار : فَتَهامَسوا سِرّاً فقالوا : عَرِّسوا من غَيْر تَمْئِنَةٍ لغير مُعَرِّس ؟
قال أَبو منصور : والذي رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي وأَبي زيد في تفسير المَئِنّة صحيحٌ ، وأمّا احْتِجاجُه برأْيه ببَيْت المرار في التَّمْئِنَة للمَئِنَّة فهو غلط وسهوٌ ، لأَن الميمَ في التَّمْئِنة أَصليةٌ ، وهي في مَئِنّةٍ مَفْعِلةٌ ليست بأَصلية ، وسيأْتي تفسير ذلك في ترجمة مأَن .
اللحياني : هو مَئِنَّةٌ أَن يفعل ذلك ومَظِنَّة أَن يفعل ذلك ؛
وأَنشد : إنَّ اكتِحالاً بالنَّقِيّ الأمْلَجِ ، ونَظَراً في الحاجِبِ المُزَجَّجِ مَئِنَّةٌ منَ الفعال الأعْوجِ فكأَن مَئِنّةً ، عند اللحياني ، مبدلٌ الهمزةُ فيها من الظاء في المَظِنَّة ، لأَنه ذكر حروفاً تُعاقِب فيها الظاءُ الهمزةَ ، منها قولُهم : بيتٌ حسَنُ الأَهَرَةِ والظَّهَرةِ .
وقد أَفَرَ وظَفَر أَي وثَب .
وأَنَّ الماءَ يؤُنُّه أنّاً إذا صبَّه .
وفي كلام الأَوائل : أُنَّ ماءً ثم أَغْلِه أَي صُبَّه وأَغْلِه ؛ حكاه ابن دريد ، قال : وكان ابن الكلبي يرويه أُزّ ماءً ويزعُمُ أَنَّ أُنَّ تصحيفٌ .
قال الخليل فيما روى عنه الليث : إنَّ الثقيلةُ تكون منصوبةَ الأَلفِ ، وتكونُ مكسورةَ الأَلف ، وهي التي تَنْصِبُ الأَسماء ، قال : وإذا كانت مُبتَدأَةً ليس قبلها شيءٌ يُعْتمد عليه ، أَو كانت مستأْنَفَةً بعد كلام قديم ومَضَى ، أَو جاءت بعدها لامٌ مؤكِّدَةٌ يُعْتمد عليها كُسِرَتْ الأَلفُ ، وفيما سوى ذلك تُنْصَب الأَلف .
وقال الفراء في إنَّ : إذا جاءت بعد القول وما تصرَّف من القول وكانت حكايةً لم يَقَعْ عليها القولُ وما تصرَّف منه فهي مكسورة ، وإن كانت تفسيراً للقول نَصَبَتْها وذلك مثل قول الله عز وجل : ولا يَحْزُنْك قولُهم إن العِزَّة لله جميعاً ؛ وكذلك المعنى استئنافٌ كأَنه ، قال : يا محمد إن العزَّة لله جميعاً ، وكذلك : وقوْلِهم إنَّا قَتَلْنا المسيحَ عيسى بن مَريَمَ ، كسَرْتَها لأَنها بعد القول على الحكاية ، قال : وأَما قوله تعالى : ما قلتُ لهم إلا ما أَمَرْتَني به أَنِ اعْبُدوا الله فإنك فتحْتَ الأَلفَ لأَنها مفسِّرة لِمَا وما قد وقع عليها القولُ فنصبَها وموضعُها نصبٌ ، ومثله في الكلام : قد قلت لك كلاماً حسَناً أَنَّ أَباكَ شريفٌ وأَنك عاقلٌ ، فتحتَ أَنَّ لأَنها فسَّرت الكلام والكلامُ منصوبٌ ، ولو أَردْتَ تكريرَ القول عليها كسَرْتَها ، قال : وقد تكون إنَّ بعد القول مفتوحةً إذا كان القول يُرافِعُها ، منْ ذلك أَن تقول : قولُ عبد الله مُذُ اليومِ أَن الناس خارجون ، كما تقول : قولُكَ مُذ اليومِ كلامٌ لا يُفْهم .
وقال الليث : إذا وقعت إنَّ على الأَسماء والصفات فهي مشدّدة ، وإذا وقعت على فعلٍ أَو حرفٍ لا يتمكن في صِفةٍ أَو تصريفٍ فخفِّفْها ، تقول : بلغني أَن قد كان كذا وكذا ، تخفِّف من أَجل كان لأَنها فعل ، ولولا قَدْ لم تحسن على حال من الفعل حتى تعتمد على ما أَو على الهاء كقولك إنما كان زيد غائباً ، وبلَغني أَنه كان أَخو بكر غَنِيّاً ، قال : وكذلك بلغني أَنه كان كذا وكذا ، تُشَدِّدُها إذا اعتمدَتْ ، ومن ذلك قولك : إنْ رُبَّ رجل ، فتخفف ، فإذا اعتمدَتْ قلت : إنه رُبَّ رجل ، شدَّدْت وهي مع الصفات مشدّدة إنَّ لك وإنَّ فيها وإنَّ بك وأَشباهها ، قال : وللعرب لغتان في إنَّ المشدَّدة : إحداهما التثقيل ، والأُخرى التخفيف ، فأَما مَن خفَّف فإنه يرفع بها إلا أَنَّ ناساً من أَهل الحجاز يخفِّفون وينصبون على توهُّم الثقيلة ، وقرئَ : وإنْ كلاً لما ليُوفّينّهم ؛ خففوا ونصبوا ؛
وأَنشد الفراء في تخفيفها مع المضمر : فلوْ أَنْكِ في يَوْمِ الرَّخاءِ سأَلْتِني فِراقَك ، لم أَبْخَلْ ، وأَنتِ صديقُ وأَنشد القول الآخر : لقد عَلِمَ الضَّيفُ والمُرْمِلون ، إذا اغْبَرَّ أُفْقٌ وهَبَّتْ شمالا ، بأَنَّكَ ربيعٌ وغَيْثٌ مريع ، وقِدْماً هناكَ تكونُ الثِّمال ؟
قال أَبو عبيد :، قال الكسائي في قوله عز وجل : وإنَّ الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد ؛ كسرت إنّ لِمكان اللام التي استقبلتها في قوله لَفي ، وكذلك كلُّ ما جاءَك من أَنَّ فكان قبله شيءٌ يقع عليه فإنه منصوب ، إلا ما استقبَله لامٌ فإن اللام تُكْسِره ، فإن كان قبل أَنَّ إلا فهي مكسورة على كل حال ، اسْتَقبَلَتْها اللام أَو لم تستقبلها كقوله عز وجل : وما أَرسلْنا قبْلَك من المُرْسَلين إلا إنهم ليَأْكلون الطعامَ ؛ فهذه تُكْسر وإن لم تستقبلها لامٌ ، وكذلك إذا كانت جواباً ليَمين كقولك : والله إنه لقائمٌ ، فإذا لم تأْتِ باللام فهي نصبٌ : واللهِ أَنَّكَ قائم ، قال : هكذا سمعته من العرب ، قال : والنحويون يكسرون وإن لم تستقبلها اللامُ .
وقال أَبو طالب النحوي فيما روى عنه المنذري : أَهل البصرة غير سيبويه وذَوِيه يقولون العرب تُخَفِّف أَنَّ الشديدة وتُعْمِلها ؛
وأَنشدوا : ووَجْهٍ مُشْرِقِ النَّحْر ، كأَنْ ثَدْيَيْه حُقَّانِ أَراد كأَنَّ فخفَّف وأََعْمَلَ ، قال : وقال الفراء لم نسمع العربَ تخفِّف أَنَّ وتُعْمِلها إلا مع المَكْنيّ لأَنه لا يتبيَّن فيه إعراب ، فأَما في الظاهر فلا ، ولكن إذا خَفَّفوها رفَعُوا ، وأَما من خفَّف وإنْ كلاً لمَا ليُوَفِّيَنَّهم ، فإنهم نصبوا كُلاًّ بِلَيُوَفِّيَنَّهم كأَنه ، قال : وإنْ ليُوفِّينَّهم كُلاًّ ، قال : ولو رُفِعت كلٌّ لصلَح ذلك ، تقول : إنْ زيدٌ لقائمٌ .
ابن سيده : إنَّ حرف تأْكيد .
وقوله عز وجل : إنَّ هذانِ لساحِران ، أَخبر أَبو علي أَن أَبا إسحق ذهب فيه إلى أَنَّ إنَّ هنا بمعنى نَعَمْ ، وهذان مرفوعٌ بالابتداء ، وأَنَّ اللامَ في لَساحران داخلةٌ على غير ضرورة ، وأَن تقديره نَعَمْ هذان هما ساحِران ، وحكي عن أَبي إسحق أَنه ، قال : هذا هو الذي عندي فيه ، والله أَعلم .
قال ابن سيده : وقد بيَّن أَبو عليٍّ فسادَ ذلك فغَنِينا نحن عن إيضاحه هنا .
وفي التهذيب : وأَما قول الله عز وجل : إنَّ هذان لَساحِران ، فإنَّ أبا إسحق النحوي اسْتَقْصى ما ، قال فيه النحويون فحَكَيْت كلامه .
قال : قرأَ المدنيُّون والكوفيون إلا عاصماً : إنَّ هذان لَساحِران ، وروي عن عاصم أَنه قرأَ : إنْ هذان ، بتخفيف إنْ ، وروي عن الخليل : إنْ هذان لساحِران ، قال : وقرأَ أَبو عمرو إنّ هذين لساحران ، بتشديد إنّ ونصْبِ هذين ، قال أَبو إسحق : والحجةُ في إنّ هذان لساحِران ، بالتشديد والرفع ، أَن أَبا عبيدة روى عن أَبي الخطاب أَنه لغةٌ لكنانةَ ، يجعلون أَلفَ الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد ، يقولون : رأَيت الزيدان ، وروى أَهلُ الكوفة والكسائي والفراء : أَنها لغة لبني الحرث بن كعب ، قال : وقال النحويون القُدَماء : ههنا هاءٌ مضمرة ، المعنى : إنه هذانِ لساحِران ، قال : وقال بعضهم إنّ في معنى نعَمْ كما تقدم ؛
وأَنشدوا لابن قيس الرُّقَيَّات : بَكَرَتْ عليَّ عواذِلي يَلْحَيْنَنِي وأَلومُهُنَّهْ ويَقُلْنَ : شَيْبٌ قدْ علاّ كَ ، وقد كَبِرْتَ ، فقلتُ : إنَّهْ .
أَي إنه قد كان كما تَقُلْن ؛ قال أَبو عبيد : وهذا اختصارٌ من كلام العرب يُكتفى منه بالضمير لأَنه قد عُلِم معناه ؛ وقال الفراء في هذا : إنهم زادوا فيها النونَ في التثنية وتركوها على حالها في الرفع والنصب والجر ، كما فعَلوا في الذين فقالوا الَّذِي ، في الرفع والنصب والجر ، قال : فهذا جميع ما ، قال النحويون في الآية ؛ قال أَبو إسحق : وأَجودُها عندي أَن إنّ وقعت موقع نَعَمْ ، وأَن اللام وَقَعتْ موقِعَها ، وأَنّ المعنى نعَمْ هذان لهما ساحران ، قال : والذي يلي هذا في الجَوْدَة مذهبُ بني كنانة وبَلْحَرِث بن كعب ، فأَما قراءةُ أَبي عمرو فلا أُجيزُها لأَنها خلافُ المصحف ، قال : وأَستحسن قراءةَ عاصم والخليل إنْ هذان لَساحِران .
وقال غيرُه : العرب تجعل الكلام مختصراً ما بعْدَه على إنَّه ، والمراد إنه لكذلك ، وإنه على ما تقول ، قال : وأَما قول الأَخفش إنَّه بمعنى نَعَمْ فإنما يُراد تأْويله ليس أَنه موضوع في اللغة لذلك ، قال : وهذه الهاء أُدْخِلت للسكوت .
وفي حديث فَضالة بن شَريك : أَنه لقِيَ ابنَ الزبير فقال : إنّ ناقتي قد نَقِبَ خفُّها فاحْمِلْني ، فقال : ارْقَعْها بجِلدٍ واخْصِفْها بهُلْبٍ وسِرْ بها البَرْدَين ، فقال فَضالةُ : إنما أَتَيْتُك مُسْتَحْمِلاً لا مُسْتَوْصِفاً ، لا حَمَلَ الله ناقةً حمَلتْني إليك فقال ابن الزبير : إنّ وراكِبَها أَي نعَمْ مع راكبها .
وفي حديث لَقيط ابن عامر : ويقول رَبُّكَ عز وجل وإنه أَي وإنه كذلك ، أَو إنه على ما تقول ، وقيل : إنَّ بمعنى نعم والهاء للوقف ، فأَما قوله عز وجل : إنا كلَّ شيء خلْقناه بقَدَر ، وإنَّا نحنُ نحْيي ونميت ، ونحو ذلك فأَصله إنَّنا ولكن حُذِفَت إحدى النُّونَين من إنَّ تخفيفاً ، وينبغي أَن تكونَ الثانيةَ منهما لأَنها طرَفٌ ، وهي أَضعف ، ومن العرب من يُبْدِلُ هَمْزَتَها هاء مع اللام كما أَبدلوها في هَرَقْت ، فتقول : لَهِنَّك لَرَجُلُ صِدْقٍ ، قال سيبويه : وليس كلُّ العرب تتكلم بها ؛ قال الشاعر : أَلا يا سَنا بَرْقٍ على قُنَنِ الحِمَى ، لَهِنّكَ من بَرْقٍ عليَّ كريم وحِكى ابن الأَعرابي : هِنّك وواهِنّك ، وذلك على البدل أَيضاً .
التهذيب في إنّما :، قال النحويون أَصلها ما مَنَعت إنَّ من العمل ، ومعنى إنما إثباتٌ لما يذكر بعدها ونفيٌ لما سواه كقوله : وإنما يُدافعُ عن أَحسابهم أَنا ومِثْلي المعنى : ما يُدافع عن أَحسابِهم إلا أَنا أَو مَنْ هو مِثْلي ، وأَنَّ : كإن في التأْكيد ، إلا أَنها تقع مَوْقِعَ الأَسماء ولا تُبْدَل همزتُها هاءً ، ولذلك ، قال سيبويه : وليس أَنَّ كإنَّ ، إنَّ كالفِعْلِ ، وأَنَّ كالاسْمِ ، ولا تدخل اللامُ مع المفتوحة ؛ فأَما قراءة سعيد بن جُبيَر : إلاَّ أَنهم ليأْكلون الطعام ، بالفتح ، فإن اللام زائدة كزيادتها في قوله : لَهِنَّك في الدنيا لبَاقيةُ العُمْرِ الجوهري : إنَّ وأَنَّ حرفان ينصبان الأَسماءَ ويرفعان الأَخبارَ ، فالمكسورةُ منهما يُؤكَّدُ بها الخبرُ ، والمفتوحة وما بعدها في تأْويل المصدر ، وقد يُخَفِّفان ، فإذا خُفِّفتا فإن شئتَ أَعْمَلْتَ وإن شئت لم تُعْمِلْ ، وقد تُزادُ على أَنَّ كافُ التشبيه ، تقول : كأَنه شمسٌ ، وقد تخفف أَيضاً فلا تعْمَل شيئاً ؛ قال : كأَنْ ورِيداهُ رِشاءَا خُلُب ويروى : كأَنْ ورِيدَيْهِ ؛ وقال آخر : ووَجْهٍ مُشْرِقِ النحرِ ، كأَنْ ثَدْياه حُقَّانِ ويروى ثَدْيَيْه ، على الإعمال ، وكذلك إذا حذفْتَها ، فإن شئت نصبت ، وإن شئت رفعت ، قال طرفة : أَلا أَيُّهَذا الزاجِرِي أَحْضُرَ الوغَى ، وأَن أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ ، هل أَنتَ مُخْلدي ؟ يروى بالنصب على الإعمال ، والرفْعُ أَجود .
قال الله تعالى : قل أَفغَيْرَ الله تأْمرونِّي أَعبُدُ أَيُّها الجاهلون ، قال النحويون : كأَنَّ أَصلُها أَنَّ أُدخِلَ عليها كافُ التشبيه ، وهي حرفُ تشبيه ، والعربُ تنصب به الاسمَ وترفع خبرَه ، وقال الكسائي : قد تكون كأَنَّ بمعنى الجحد كقولك كأَنك أميرُنا فتأْمُرُنا ، معناه لستَ أََميرَنا ، قال : وكأَنَّ أُخرى بمعنى التَّمَنِّي كقولك كأَنك بي قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجِيدَه ، معناه لَيْتَني قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجيدَه ، ولذلك نُصِب فأُجيدَه ، وقيل : تجيء كأَنَّ بمعنى العلم والظنِّ كقولك كأَنَّ الله يفعل ما يشاء ، وكأَنك خارجٌ ؛ وقال أَبو سعيد : سمعت العرب تُنشِد هذا البيت : ويومٍ تُوافينا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ ، كأَنْ ظَبْيَةً تَعْطُو إلى ناضِرِ السَّلَمْ وكأَنْ ظَبْيَةٍ وكأَنْ ظَبْيَةٌ ، فمن نَصَبَ أَرادَ كأَنَّ ظَبْيَةً فخفف وأَعْمَل ، ومَنْ خفَض أَراد كظَبْيَةٍ ، ومَن رفع أَراد كأَنها ظبْيَةٌ فخفَّفَ وأَعْمَل مع إضمارِ الكِناية ؛ الجرار عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشد : كأمَّا يحْتَطِبْنَ على قَتادٍ ، ويَسْتَضْكِكْنَ عن حَبِّ الغَمامِ .
قال : يريد كأَنما فقال كأَمَّا ، والله أَعلم .
وإنِّي وإنَّني بمعنى ، وكذلك كأَنِّي وكأَنَّني ولكنِّي ولكنَّني لأَنه كثُر استعمالهم لهذه الحروف ، وهم قد يَسْتَثْقِلون التضعيف فحذفوا النون التي تَلي الياء ، وكذلك لَعَلِّي ولَعَلَّني لأَن اللام قريبة من النون ، وإن زِدْتَ على إنَّ ما صارَ للتَّعيين كقوله تعالى : إنما الصَّدَقاتُ للفُقراء ، لأَنه يُوجِبُ إثْباتَ الحكم للمذكور ونَفْيَه عما عداه .
وأَنْ قد تكون مع الفعل المستقبل في معنى مصدرٍ فتَنْصِبُه ، تقول : أُريد أن تقومَ ، والمعنى أُريد قيامَك ، فإن دخلت على فعل ماضٍ كانت معه بمعنى مصدرٍ قد وقَع ، إلا أَنها لا تَعْمَل ، تقول : أَعْجَبَني أَن قُمْتَ والمعنى أَعجبني قيامُك الذي مضى ، وأَن قد تكون مخفَّفة عن المشدَّدة فلا تعمل ، تقول : بَلَغَني أَنْ زيدٌ خارجٌ ؛ وفي التنزيل العزيز : ونُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الجنَّةُ أُورِثْتُموها ؛ قال ابن بري : قوله فلا تعمل يريدُ في اللفظ ، وأَما في التقدير فهي عاملةٌ ، واسمها مقدَّرٌ في النيَّة تقديره : أَنه تِلْكُمْ الجنة .
ابن سيده : ولا أَفعل كذا ما أَنَّ في السماء نجْماً ؛ حكاه يعقوب ولا أَعرف ما وجهُ فتْح أَنَّ ، إلا أَن يكون على توهُّم الفعل كأَنه ، قال : ما ثبت أَنَّ في السماء نجْماً ، أَو ما وُجد أَنَّ في السماء نجْماً .
وحكى اللحياني : ما أَنَّ ذلك الجَبَل مكانَه ، وما أَن حِراءً مكانَه ، ولم يفسّره وقال في موضع آخر : وقالوا لا أَفْعَله ما أَنَّ في السماء نجْمٌ ، وما عَنَّ في السماء نجْمٌ أَي ما عَرَضَ ، وما أَنَّ في الفُرات قَطْرةٌ أَي ما كان في الفُراتِ قطرةٌ ، قال : وقد يُنْصَب ، ولا أَفْعَله ما أَنَّ في السماء سماءً ، قال اللحياني : ما كانَ وإنما فسره على المعنى .
وكأَنَّ : حرفُ تشْبيهٍ إنما هو أَنَّ دخلت عليها الكاف ؛ قال ابن جني : إن سأَل سائلٌ فقال : ما وَجْهُ دخول الكاف ههنا وكيف أَصلُ وضْعِها وترتيبها ؟ فالجوابُ أَن أَصلَ قولنا كأَنَّ زيداً عمرٌو إنما هو إنَّ زيداً كعمْرو ، فالكاف هنا تشبيهٌ صريحٌ ، وهي متعلقة بمحذوف فكأَنك قلت : إنَّ زيداً كائنٌ كعمْرو ، وإنهم أَرادُوا الاهتمامَ بالتشبيه الذي عليه عقَدُوا الجملةَ ، فأَزالُوا الكاف من وسَط الجملة وقدّموها إلى أَوَّلها لإفراطِ عنايَتهم بالتشبيه ، فلما أَدخلوها على إنَّ من قَبْلِها وجب فتحُ إنَّ ، لأَنَّ المكسورة لا يتقدَّمُها حرفُ الجر ولا تقع إلاَّ أَولاً أَبداً ، وبقِي معنى التشبيه الذي كانَ فيها ، وهي مُتوسِّطة بحالِه فيها ، وهي متقدّمة ، وذلك قولهم : كأَنَّ زيداً عمروٌ ، إلا أَنَّ الكافَ الآنَ لمَّا تقدَّمت بطَل أَن تكون معلَّقةً بفعلٍ ولا بشيءٍ في معنى الفعل ، لأَنها فارَقَت الموضعَ الذي يمكن أَن تتعلَّق فيه بمحذوف ، وتقدمت إلى أَوَّل الجملة ، وزالت عن الموضع الذي كانت فيه متعلّقة بخبرِ إنَّ المحذوف ، فزال ما كان لها من التعلُّق بمعاني الأَفعال ، وليست هنا زائدةً لأَن معنى التشبيه موجودٌ فيها ، وإن كانت قد تقدَّمت وأُزِيلت عن مكانها ، وإذا كانت غير زائدة فقد بَقي النظرُ في أنَّ التي دخلت عليها هل هي مجرورة بها أَو غير مجرورة ؛ قال ابن سيده : فأَقوى الأَمرين عليها عندي أََن تكون أنَّ في قولك كأَنك زيدٌ مجرورة بالكاف ، وإن قلت إنَّ الكافَ في كأَنَّ الآن ليست متعلقة بفعل فليس ذلك بمانعٍ من الجرِّ فيها ، أَلا ترى أَن الكاف في قوله تعالى : ليس كمِثْله شيءٌ ، ليست متعلقة بفعل وهي مع ذلك جارّة ؟ ويُؤَكِّد عندك أَيضاً هنا أَنها جارّة فتْحُهم الهمزة بعدها كما يفْتحونها بعد العَوامِل الجارّة وغيرها ، وذلك قولهم : عجِبتُ مِن أَنك قائم ، وأَظنُّ أَنك منطلق ، وبلغَني أَنك كريمٌ ، فكما فتحت أَنَّ لوقوعِها بعد العوامل قبلها موقعَ الأَسماء كذلك فتحت أَيضاً في كأَنك قائم ، لأَن قبلها عاملاً قد جرَّها ؛ وأَما قول الراجز : فبادَ حتى لَكأَنْ لمْ يَسْكُنِ ، فاليومَ أَبْكي ومَتى لمْ يُبْكنِي (* قوله « لكأن لم يسكن » هكذا في الأصل بسين قبل الكاف ).
فإنه أَكَّد الحرف باللام ؛ وقوله : كأَنَّ دَريئةً ، لمّا التَقَيْنا لنَصْل السيفِ ، مُجْتَمَعُ الصُّداعِ أَعْمَلَ معنى التشبيه في كأَنَّ في الظرف الزَّمانيّ الذي هو لما التَقَيْنا ، وجاز ذلك في كأَنَّ لما فيها من معنى التشبيه ، وقد تُخَفَّف أَنْ ويُرْفع ما بعدها ؛ قال الشاعر : أَنْ تقْرآنِ على أَسْماءَ ، وَيحَكُما منِّي السلامَ ، وأَنْ لا تُعْلِما أَحَد ؟
قال ابن جني : سأَلت أَبا عليّ ، رحمه الله تعالى ، لِمَ رَفَع تَقْرآنِ ؟ فقال : أَراد النون الثقيلة أَي أَنكما تقْرآن ؛ قال أَبو علي : وأَوْلى أَنْ المخففة من الثقيلة الفعل بلا عِوَض ضرورة ، قال : وهذا على كل حال وإن كان فيه بعضُ الصَّنعة فهو أَسهلُ مما ارتكبه الكوفيون ، قال : وقرأْت على محمد بن الحسن عن أَحمد بن يحيى في تفسير أَنْ تقْرآنِ ، قال : شبَّه أَنْ بما فلم يُعْمِلها في صِلَتها ، وهذا مذهب البَغْداديّين ، قال : وفي هذا بُعْدٌ ، وذلك أَنَّ أَنْ لا تقع إذا وُصلت حالاً أَبداً ، إنما هي للمُضيّ أَو الاستقبال نحو سَرَّني أَن قام ، ويُسرُّني أَن تقوم ، ولا تقول سَرَّني أَن يقوم ، وهو في حال قيام ، وما إذا وُصِلت بالفعل وكانت مصدراً فهي للحال أَبداً نحو قولك : ما تقومُ حسَنٌ أَي قيامُك الذي أَنت عليه حسن ، فيَبْعُد تشبيهُ واحدةٍ منهما بالأُخرى ، ووُقوعُ كلّ واحدة منهما مَوْقِعَ صاحبتها ، ومن العرب من يَنصب بها مخففة ، وتكون أَنْ في موضع أَجْل .
غيره : وأَنَّ المفتوحةُ قد تكون بمعنى لعلّ ، وحكى سيبويه : إئتِ السوقَ أَنك تشتري لنا سَويقاً أَي لعلك ، وعليه وُجِّه قوله تعالى : وما يُشْعِركم أَنها إذا جاءت لا يؤْمنون ؛ إذ لو كانت مفتوحةً عنها لكان ذلك عذراً لهم ، قال الفارسي : فسأَلتُ عنها أَبا بكر أَوانَ القراءة فقال : هو كقول الإنسان إنَّ فلاناً يَقْرأُ فلا يَفْهم ، فتقول أَنتَ : وما يُدْريك أَنه لا يَفْهَمُ (* قوله « إن فلاناً يقرأ فلا يفهم فتقول أنت وما يدريك إنه لا يفهم » هكذا في الأصل المعوَّل عليه بيدنا بثبوت لا في الكلمتين ).
وفي قراءة أُبَيٍّ : لعلها إذا جاءَت لا يؤْمنون ؛ قال ابن بري : وقال حُطائِط بن يعْفُر ، ويقال هو لدُريد : أَريني جَواداً مات هَزْلاً ، لأَنَّني أَرى ما تَرَيْنَ ، أَو بَخيلاً مُخَلَّدا وقال الجوهري : أَنشده أَبو زيد لحاتم ، قال : وهو الصحيح ، قال : وقد وجدته في شعر مَعْن بن أَوس المُزَني ؛ وقال عدي بن زيد : أَعاذِلَ ، ما يُدريكِ أَنَّ مَنِيَّتي إلى ساعةٍ في اليوم ، أَو في ضُحى الغَدِ ؟ أَي لعل منيتي ؛ ويروى بيت جرير : هَلَ انْتُمْ عائجون بِنا لأَنَّا نرى العَرَصاتِ ، أَو أَثَرَ الخِيام ؟
قال : ويدُلك على صحة ما ذكرت في أَنَّ في بيت عديّ قوله سبحانه : وما يُدْريك لعله يَزَّكَّى ، وما يُدْريك لعل الساعةَ تكون قريباً .
وقال ابن سيده : وتُبْدِل من همزة أَنَّ مفتوحةً عيناً فتقول : علمتُ عَنَّكَ منطلق .
وقوله في الحديث :، قال المهاجرون يا رسول الله ، إنَّ الأَنصارَ قد فَضَلونا ، إنهم آوَوْنا وفَعَلوا بنا وفَعَلوا ، فقال : تَعْرفون ذلك لهم ؟، قالوا : نعم ، قال : فإنَّ ذلك ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء مقطوع الخبر ومعناه إنَّ اعترافكم بصنيعهم مُكافأَةٌ منكم لهم ؛ ومنه حديثه الآخر : من أُزِلَّتْ إليه نِعمةٌ فليُكافِئْ بها ، فإن لم يجِدْ فَليُظهِر ثناءً حسَناً ، فإنَّ ذلك ؛ ومنه الحديث : أَنه ، قال لابن عمر في سياق كلامٍ وَصَفه به : إنَّ عبدَ الله ، إنَّ عبدالله ، قال : وهذا وأَمثاله من اختصاراتهم البليغة وكلامهم الفصيح .
وأَنَّى : كلمة معناها كيف وأَين .
التهذيب : وأَما إنْ الخفيفةُ فإنّ المنذري روى عن ابن الزَّيْدي عن أَبي زيد أَنه ، قال : إنْ تقع في موضع من القرآن مَوْضعَ ما ، ضَرْبُ قوله : وإنْ من أَهل الكتاب إلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ به قبْل موتِه ؛ معناه : ما مِن أَهل الكتاب ، ومثله : لاتَّخَذْناه من لَدُنَّا إنْ كنَّا فاعلين ؛ أَي ما كنا فاعلين ، قال : وتجيء إنْ في موضع لَقَدْ ، ضَرْبُ قوله تعالى : إنْ كانَ وعْدُ رَبِّنا لَمَفْعولاً ؛ المعنى : لقَدْ كان من غير شكٍّ من القوم ، ومثله : وإنْ كادوا لَيَفْتِنونك ، وإنْ كادوا ليَسْتَفِزُّونك ؛ وتجيء إنْ بمعنى إذْ ، ضَرْبُ قوله : اتَّقُوا اللهَ وذَروا ما بَقِيَ من الرِّبا إن كنتم مُؤْمنين ؛ المعنى إذْ كنتم مْمنين ، وكذلك قوله تعالى : فرُدُّوه إلى الله والرسول إن كُنتمْ تُؤْمنون بالله ؛ معناه إذْ كنتم ، قال : وأَنْ بفتح الأَلف وتخفيف النون قد تكون في موضع إذْ أَيضاً ، وإنْ بخَفْض الأَلف تكون موضعَ إذا ، من ذلك قوله عز وجل : لا تَتَّخِذوا آباءَكُم وإخْوانَكم أَوْلياءَ إن اسْتَحَبُّوا ؛ مَنْ خَفضَها جعلَها في موضع إذا ، ومَنْ فتحها جعلها في موضع إذْ على الواجب ؛ ومنه قوله تعالى : وامْرأَةً مُؤمِنةً إن وَهَبَتْ نَفْسَها للنبيّ ؛ من خفضها جعلها في موضع إذا ، ومن نصبها ففي إذ .
ابن الأَعرابي في قوله تعالى : فذَكِّرْ إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى ؛ قال : إنْ في معنى قَدْ ، وقال أَبو العباس : العرب تقول إنْ قام زيد بمعنى قد قام زيد ، قال : وقال الكسائي سمعتهم يقولونه فظَنَنْتُه شَرْطاً ، فسأَلتهم فقالوا : نُرِيدُ قد قام زيد ولا نُرِيدُ ما قام زيد .
وقال الفراء : إن الخفيفةُ أُمُّ الجزاء ، والعرب تُجازِي بحروف الاستفهام كلها وتَجْزمُ بها الفعلين الشرطَ والجزاءَ إلاَّ الأَلِفَ وهَلْ فإنهما يَرْفعَانِ ما يليهما .
وسئل ثعلبٌ : إذا ، قال الرجل لامرأَته إن دَخلتِ الدارَ إن كَلَّمْتِ أَخاكِ فأَنتِ طالقٌ ، متى تَطْلُق ؟ فقال : إذا فَعَلَتْهما جميعاً ، قيل له : لِمَ ؟، قال : لأَنه قد جاء بشرطين ، قيل له : فإن ، قال لها أَنتِ طالقٌ إن احْمَرّ البُسْرُ ؟ فقال : هذه مسأَلةُ محال لأَن البُسْرَ لا بُدّ من أَن يَحْمَرّ ، قيل له : فإن ، قال أَنت طالِقٌ إذا احْمَرَّ البُسْرُ ؟، قال : هذا شرط صحيح تطلُقُ إذا احْمرَّ البُسْرُ ، قال الأَزهري : وقال الشافعي فيما أُثْبِت لنا عنه : إن ، قال الرجل لامرأَته أَنتِ طالقٌ إن لم أُطَلِّقْكِ لم يَحْنَِثْ حتى يُعْلَم أَنه لا يُطَلِّقُها بموته أَو بموتِها ، قال : وهو قول الكوفيين ، ولو ، قال إذا لم أُطَلِّقْك ومتى ما لم أُطَلِّقْك فأَنت طالق ، فسكتَ مدَّةً يمكنه فيها الطّلاق ، طَلُقَت ؛ قال ابن سيده : إنْ بمعنى ما في النفي ويُوصل بها ما زائدة ؛ قال زهير : ما إنْ يَكادُ يُخلِّيهمْ لِوِجْهَتِهمْ تَخالُجُ الأَمْرِ ، إنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَك ؟
قال ابن بري : وقد تزاد إنْ بعد ما الظرفية كقول المَعْلوط بن بَذْلٍ القُرَيْعيّ أَنشده سيبويه : ورجَّ الفتى للْخَيْر ، ما إنْ رأَيْتَه على السِّنِّ خيراً لا يَزالُ يَزِيدُ وقال ابن سيده : إنما دخَلت إنْ على ما ، وإن كانت ما ههنا مصدريةً ، لِشَبَهَها لفظاً بما النافية التي تُؤكِّد بأَنْ ، وشَبَهُ اللفظ بينهما يُصَيِّر ما المصدريةَ إلى أَنها كأَنها ما التي معناها النفيُ ، أَلا ترى أَنك لو لم تَجْذِب إحداهما إلى أَنها كأَنها بمعنى الأُخرى لم يجز لك إلحاقُ إنْ بها ؟
قال سيبويه : وقولُهم افْعَل كذا وكذا إمّا لا ، أَلْزَموها ما عوضاً ، وهذا أَحْرى إذ كانوا يقولون آثِراً ما ، فيُلْزمون ما ، شبَّهوها بما يَلْزَم من النوتات في لأَفعلنّ ، واللامِ في إِنْ كان لَيَفْعل ، وإن كان ليْس مِثْلَه ، وإنَّما هو شاذ ، ويكونُ الشرطَ نحو إنْ فعلتَ فعلتُ .
وفي حديث بيع الثمر : إمّا لا فلا تبَايَعُوا حتى يَبْدُوَ صلاَحُه ؛ قال ابن الأَثير : هذه كلمة تَرِدُ في المُحاورَات كثيراً ، وقد جاءَت في غير موضع من الحديث ، وأَصلها إنْ وما ولا ، فأُدْغِمت النونُ في الميم ، وما زائدةٌ في اللفظ لا حُكمَ لها ، وقد أَمالت العربُ لا إمالةً خفيفةً ، والعوامُّ يُشْبِعون إمالَتها فتَصيرُ أَلفُها ياءً ، وهي خطأٌ ، ومعناها إنْ لم تَفعلْ هذا فلْيَكن هذا ، وأَما إنْ المكسورة فهو حرفُ الجزاء ، يُوقِع الثانيَ من أَجْل وُقوع الأَوَّل كقولك : إنْ تأْتني آتِك ، وإن جِئْتني أَكْرَمْتُك ، وتكون بمعنى ما في النفي كقوله تعالى : إنِ الكافرون إلاّ في غُرور ؛ ورُبَّما جُمِع بينهما للتأْكيد كما ، قال الأَغْلَبُ العِجْليُّ : ما إنْ رَأَينا مَلِكاً أَغارا أَكْثَرَ منه قِرَةً وقَار ؟
قال ابن بري : إنْ هنا زائدةٌ وليست نفياً كما ذكر ، قال : وقد تكون في جواب القسم ، تقول : والله إنْ فعلتُ أَي ما فعلت ، قال : وأَنْ قد تكون بمعنى أَي كقوله تعالى : وانطَلَق الملأُ منهم أَنِ امْشُوا ؛ قال : وأَن قد تكون صِلةً لِلَمَّا كقوله تعالى : فلما أَنْ جاء البشيرُ ؛ وقد تكون زائدةً كقوله تعالى : وما لهم أَن لا يُعَذِّبَهم الله ؛ يريد وما لهُم لا يعذِّبُهُم الله ؛ قال ابن بري : قول الجوهري إنَّها تكونُ صلةً لِلَمّا وقد تكون زائدةً ، قال : هذا كلامٌ مكرَّر لأَنَّ الصلةَ هي الزائدةُ ، ولو كانت زائدةً في الآية لم تَنْصِب الفعلَ ، قال : وقد تكونُ زائدةً مع ما كقولك : ما إنْ يقُومُ زيد ، وقد تكون مخففةً من المشددة فهذه لا بد من أَنْ يدخُلَ اللامُ في خبرها عوضاً مما حُذِفَ من التشديد كقوله تعالى : إنْ كُلُّ نفسٍ لمَّا عليها حافظٌ ؛ وإنْ زيدٌ لأَخوك ، لئلا يلتبس بإنْ التي بمعنى ما للنفي .
قال ابن بري : اللامُ هنا دخلت فرقاً بين النفي والإيجاب ، وإنْ هذه لا يكون لها اسمٌ ولا خبر ، فقولُه دخلت اللامُ في خبرها لا معنى له ، وقد تدخُلُ هذه اللامُ مع المَفعول في نحو إنْ ضربت لزَيداً ، ومع الفاعل في قولك إن قام لزيدٌ ، وحكى ابن جني عن قطرب أَن طَيِّئاً تقول : هِنْ فَعَلْتَ فعلتُ ، يريدون إنْ ، فيُبْدِلون ، وتكون زائدةً مع النافية .
وحكى ثعلب : أَعْطِه إنْ شاء أَي إذا شاء ، ولا تُعْطِه إنْ شاءَ ، معناه إذا شاء فلا تُعْطِه .
وأَنْ تَنْصب الأَفعال المضارِعة ما لم تكن في معنى أَنَّ ، قال سيبويه : وقولُهم أَمَّا أَنت مُنْطلِقاً انْطلقْتُ مَعَك إنما هي أَنْ ضُمّت إليها ما ، وهي ما للتوكيد ، ولَرِمَت كراهية أَن يُجْحِفوا بها لتكون عوضاً من ذَهاب الفعل ، كما كانت الهاءُ والأَلفُ عوضاً في الزّنادقةِ واليَماني من الياء ؛ فأَما قول الشاعر : تعَرَّضَتْ لي بمكانٍ حِلِّ ، تَعَرُّضَ المُهْرَةِ في الطِّوَلِّ ، تَعَرُّضاً لم تأْلُ عن قَتْلاً لي فإنه أَراد لم تأْلُ أَن قَتْلاً أَي أَنْ قَتَلَتْني ، فأَبدل العينَ مكان الهمزة ، وهذه عَنْعنةُ تميمٍ ، وهي مذكورة في موضعها ، ويجوز أَنْ يكون أَراد الحكاية كأَنه حكى النصبَ الذي كان معتاداً في قولها في بابه أَي كانت قول قَتْلاً قَتْلاً أَي أَنا أَقْتُلُه قَتْلاً ، ثم حكى ما كانت تَلَفَّظُ به ؛ وقوله : إني زَعيمٌ يا نُوَيْقَةُ ، إنْ نجَوْتِ من الرَّزاح ، أَنْ تَهْبِطينَ بلادَ قَوْ مٍ يَرْتَعُون من الطِّلاح .
قال ثعلب :، قال الفراء هذه أَن الدائرةُ يليها الماضي والدائم فتَبْطُل عنهما ، فلما وَلِيها المستقبل بطلت عنه كما بطلت عن الماضي والدائم ، وتكون زائدة مع لما التي بمعنى حين ، وتكون بمعنى أَي نحو قوله : وانْطَلَق الملأُ منهم أَنِ امْشُوا ؛ قال بعضهم : لا يجوز الوقوف عليها لأَنها تأْتي ليُعبَّر بها وبما بعدها عن معنى الفعل الذي قبل ، فالكلامُ شديدُ الحاجةِ إلى ما بعدها ليُفَسَّر به ما قبلها ، فبحسب ذلك امتنع الوقوفُ عليها ، ورأَيت في بعض نسخ المحكم وأَنْ نِصْفُ اسمٍ تمامُه تَفْعَل ، وحكى ثعلب أيضاً : أَعْطِه إلا أَن يشاءَ أَي لا تُعْطِه إذا شاء ، ولا تُعْطِه إلا أَن يشاءَ ، معناه إذا شاء فأَعْطِه .
وفي حديث رُكوبِ الهَدْيِ :، قال له ارْكَبْها ، قال : إنها بَدنةٌ ، فكرر عليه القولَ فقال : ارْكَبْها وإنْ أَي وإن كانت بَدنةً .
التهذيب : للعرب في أَنا لغاتٌ ، وأَجودها أَنَّك إذا وقفْتَ عليها قلت أَنا بوزن عَنَا ، وإذا مضَيْتَ عليها قلت أَنَ فعلتُ ذلك ، بوزن عَنَ فَعَلْتُ ، تحرّك النون في الوصل ، وهي ساكنة منْ مثلِه في الأَسماء غير المتمكنة مثل مَنْ وكَمْ إذا تحرَّك ما قبلها ، ومن العرب من يقول أَنا فعلت ذلك فيُثْبِتُ الأَلفَ في الوصل ولا يُنوِّن ، ومنهم مَن يُسَكِّنُ النونَ ، وهي قليلة ، فيقول : أَنْ قلتُ ذلك ، وقُضاعةُ تمُدُّ الأَلفَ الأُولى آنَ قلتُه ؛ قال عديّ : يا لَيْتَ شِعْري آنَ ذُو عَجَّةٍ ، مَتى أَرَى شَرْباً حَوالَيْ أَصيصْ ؟ وقال العُدَيْل فيمن يُثْبِت الأَلفَ : أَنا عَدْلُ الطِّعانِ لِمَنْ بَغاني ، أَنا العَدْلُ المُبَيّنُ ، فاعْرِفوني وأَنا لا تَثنيهَ له من لفظه إلا بنَحْن ، ويصلح نحنُ في التثنية والجمع ، فإن قيل : لم ثَنَّوا أَنْ فقالوا أَنْتُما ولم يُثَنُّوا أَنا ؟ فقيل : لمَّا لم تُجِزْ أَنا وأَنا لرجلٍ آخرَ لم يُثَنُّوا ، وأَما أَنْتَ فَثَنَّوْه بأَنْتُما لأَنَّك تجيز أَن تقول لرجل أَنتَ وأَنتَ لآخرَ معه ، فلذلك ثُنِّيَ ، وأَما إنِّي فتَثْنيتُه إنَّا ، وكان في الأَصل إنَّنا فكثُرت النوناتُ فحُذِفت إحداها ، وقيل إنَّا ، وقوله عز وجل : إنَّآ أَو إِيَّاكم ( الآية ) المعنى إنَّنا أَو إنَّكم ، فعطف إياكم على الاسم في قوله إنَّا على النون والأَلف كما تقول إني وإيَّاك ، معناه إني وإنك ، فافْهمه ؛
وقال : إنّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَعْدَكم ، فحَمَلْت بَرَّةَ واحْتَمَلت فَجارِ إنَّا تثنيةُ إني في البيت .
قال الجوهري : وأَما قولهم أَنا فهو اسمٌ مكنيٌّ ، وهو للمتكَلِّم وحْدَه ، وإنما يُبْنى على الفتح فرقاً بينه وبين أَن التي هي حرفٌ ناصب للفعل ، والأَلفُ الأَخيرةُ إنما هي لبيان الحركة في الوقف ، فإن وُسِّطت سَقَطت إلا في لغة رديئةٍ كما ، قال : أَنا سَيْفُ العَشيرةِ ، فاعْرفوني جميعاً ، قد تَذَرَّيْتُ السَّنامَا واعلم أَنه قد يُوصل بها تاءُ الخطاب فيَصيرانِ كالشيء الواحد من غير أَن تكون مضافة إليه ، تقول : أَنت ، وتكسر للمؤَنث ، وأَنْتُم وأَنْتُنَّ ، وقد تدخلُ عليه كافُ التشبيه فتقول : أَنتَ كأَنا وأَنا كأَنتَ ؛ حكي ذلك عن العرب ، وكافُ التشبيه لا تتَّصِلُ بالمضمر ، وإنما تتصل بالمُظهر ، تقول : أَنتَ كزيدٍ ، ولا تقول : أَنت كِي ، إلا أَن الضمير المُنْفَصل عندهم كان بمنزلة المُظْهَر ، فلذلك حَسُنَ وفارقَ المُتَّصِل .
قال ابن سيده : وأَنَ اسم المتكلم ، فإذا وَقفْت أَلْحَقْتَ أَلَفاً للسكوت ، مَرْويّ عن قطرب أَن ؟
قال : في أَنَ خمسُ لغات : أَنَ فعلتُ ، وأَنا فعلْتُ ، وآنَ فَعلتُ ، وأَنْ فعلت ، وأَنَهْ فعلت ؛ حكى ذلك عنه ابن جني ، قال : وفيه ضعف كما ترى ، قال ابن جني : يجوز الهاء في أَنَهْ بدلاً من الأَلف في أَنا لأَن أَكثر الاستعمال إنما هو أَنا بالأَلف والهاء قِبَلَه ، فهي بدل من الأَلف ، ويجوز أَن تكون الهاءُ أُلْحِقَتْ لبيان الحركة كما أُلحقت الأَلف ، ولا تكون بدلاً منها بل قائمة بنفسها كالتي في كتابِيَة وحسابِيَة ، ورأَيت في نسخة من المحكم عن الأَلف التي تلحق في أَنا للسكوت : وقد تحذفُ وإثباتُها أَحْسَنُ .
وأَنْتَ : ضميرُ المخاطَب ، الاسمُ أَنْ والتاء علامةُ المخاطَب ، والأُنثى أَنْتِ ، وتقول في التثنية أَنْتُما ، قال ابن سيده : وليس بتثنيةِ أَنْتَ إذ لو كان تثنيتَه لوجب أَن تقول في أَنْتَ أَنْتانِ ، إنما هو اسمٌ مصوغٌ يَدُلُّ على التثنية كما صيغَ هذان وهاتان وكُما مِنْ ضرَبْتُكما وهُما ، يدلُّ على التثنية وهو غيرُ مُثَنّىً ، على حدّ زيد وزيدان .
ويقال : رجل أُنَنَةٌ قُنَنَةٌ أَي بليغ .
"
المعجم: لسان العرب
-
وأل
- " وَأَلَ إِليه وَأْلاً ووُؤُولاً وَوَئيلاً ووَاءَلَ مُواءَلَةً ووِئالاً : لجأَ .
والْوَأْلُ والمَوْئِلُ : الملجأُ ، وكذلك المَوْأَلَةُ مثال المَهْلَكة ؛ وقد وأَلَ إِليه يَئِلُ وَأْلاً ووُؤُولاً على فُعول أَي لجأَ ، ووَاءل منه على فاعَل أَي طلب النجاة ، ووَاءَلَ إِلى المكان مُوَاءَلَةً ووِئالاً : بادر .
وفي حديث عليّ ، عليه السلام : أَن دِرْعَه كانت صَدْراً بلا ظَهْر ، فقيل له : لو احترزتَ من ظَهْرِك ، فقال : إِذا أَمْكَنْت من ظهري فلا وَأَلْتُ أَي لا نجوْت .
وقد وَأَلَ يَئِلُ ، فهو وائِلٌ إذا التجأَ إِلى موضع ونَجا ؛ ومنه حديث البَراء بن مالك : فكأَنَّ نفسي جاشَتْ فقلت : لا وَأَلْتِ أَفِراراً أَوَّل النهار وجُبْناً آخره ؟ وفي حديث قَيْلة : فوَأَلْنا إِلى حِواءٍ أَي لجَأْنا إِليه ، والحِواء : البيوتُ المجتمِعة .
الليث : المَآلُ والمَوْئلُ المَلْجأُ .
يقال من المَوْئل وأَلْتُ مثل وَعَلْت ومن المآل أُلْتُ مثل عُلْت مآلاً ، بوزن مَعَالاً ؛
وأَنشد : لا يَسْتَطيعُ مآلاً من حَبائِلهِ طيرُ السماء ، ولا عُصْم الذُّرَى الوَدِقِ وقال الله تعالى : لن يَجِدوا من دونه مَوْئلاً ؛ قال الفراء : الموْئل المَنْجَى وهو المَلْجأُ ، والعرب تقول : إِنه لَيُوائل إِلى موضعه يريدون يذهب إِلى موضعه وحرزه ؛
وأَنشد : لا واءَلَتْ نفسُك خلَّيتها للعامِرِيَّيْن ، ولم تُكْلَم يريد : لا نَجَتْ نفسُك .
وقال أَبو الهيثم : يقال وَأَلَ يَئلُ وأْلاً ووَأْلةً وواءَل يُوائل مُواءلةً ووِئالاً ؛ قال ذو الرمة : حتى إِذا لم يَجِدْ وَأْلاً ونَجْنَجَها ، مَخافةَ الرَّمْي حتى كلُّها هِيمُ يروى : وَعْلاً : ويروى : وَغْلاً ، فالوَأْل المَوْئل ، والوَغْل المَلْجَأُ يَغِل فيه أَي يدخل فيه .
يقال : وغَل يَغِل فهو واغِل ، وكل ملجاءٍ يُلجأ إِليه وَغْل ومَوْغِل ، ومَن رواه وَغْلاً فهو مثل الوَأْل سواءً ، قُلبت الهمزة عيناً ؛ ونَجْنَجَها أَي حَرَّكها وردَّدها مخافة صائد أَن يرميها .
الليث : الوَأْلُ والوَعْل الملجأ .
التهذيب : شمر ، قال أَبو عدنان ، قال لي مَن لا أُحْصِي من أَعْراب قيسٍ وتميم : أَيلةُ الرجل بنو عمه الأَدْنون .
وقال بعضهم : مَن أَطاف بالرجل وحلَّ معه من قَرابته وعشيرته فهو إِيلَتُه .
وقال العكلي : هو من إِيلَتِنا أَي من عشيرتِنا .
ابن بُزُرْج : إِلَةُ فلان الذين يَئِلُ إِليهم وهم أَهله دِنْياً ، وهؤلاء إِلَتُك وهم إِلَتي الذين وأَلْت إِليهم .
وقالوا : رَدَدْته إِلى إِيلَته أَي إِلى أَصله ؛ وأَنشد : ولم يكن في إِلَتي غوالي يريد أَهلَ بيته وهذا من نوادره .
قال أَبو منصور : أَمّا إِلَةُ الرجل فهم أَهلُ بيتِه الذين يَئِلُ إِليهم أَي يَلجَأُ إِليهم ، من وَأَلَ يئل .
وإِلَةُ : حرف ناقص أَصله وِئْلةٌ مثل صِلةٍ وزِنةٍ أَصلهما وِصْلة ووِزْنة ، وأَما إِيلةُ الرجل فهم أَصله الذين يَؤُولُ إِليهم ، وكان أَصلُه إِوْلةٌ فقلبت الواو ياء .
التهذيب : وأَيْلة قرية عربيَّة كأَنها سميت أَيلة لأَن أَهلها يَؤُولون إِليها ، وأَمَّا إِلْيةُ الرجل فقَراباته ، وكذلك لِيَتُه .
والمَوْئل : الموضع الذي يستقِرُّ فيه السَّيْل .
والأَوَّل : المتقدّم وهو نقيض الآخِر ؛ وقول أَبي ذؤيب : أَدانَ ، وأَنْبَأَهُ الأَوَّلونَ بأَنَّ المُدَانَ مَلِيٌّ وفِيّ الأَوَّلون : الناس الأَوَّلون والمَشْيخة ، يقول :، قالوا له إِنَّ الذي بايعته مَلِيٌّ وفِيٌّ فاطمئِن ، والأُنثى الأُولى والجمع الأُوَل مثل أُخْرى وأُخَر ، قال : وكذلك لجماعة الرجال من حيث التأْنيث ؛ قال بَشير ابن النِّكْث : عَوْدٌ على عَوْدٍ لأَقوامٍ أُوَلْ ، يَموتُ بالتَّرْكِ ويَحْيا بالعَمَلْ يعني ناقة مسنَّة على طريق قَديم ، وإِن شئت قلت الأَوَّلون .
وفي حديث الإِفك : وأَمْرُنا أَمْرُ العرب الأُوَل ؛ يروى بضم الهمزة وفتح الواو جمع الأُولى ، ويكون صفة للعَرب ، ويروى أَيضاً بفتح الهمزة وتشديد الواو صفة للأَمر ، وقيل : هو الوجه .
وفي حديث أَبي بكر ، رضي الله عنه ، وأَضيافِهِ : بسم الله الأُولى للشيطان ، يعني الحالة التي غضب فيها وحلَف أَن لا يأْكل ، وقيل : أَراد اللُّقْمة الأُولى التي أَحنثَ بها نفسَه وأَكَلَ ؛ ومنه الصلاةُ الأُولى ، فمن ، قال صلاة الأُولى فهو من إِضافة الشيء إِلى نفسه أَو على أَنه أَراد صلاةَ الساعةِ الأُولى من الزَّوال .
وقوله عز وجل : تَبَرُّجَ الجاهِلِيّة الأُولى ؛ قال الزجاج : قيل الجاهلية الأُولى مَن كان من لَدُن آدم إِلى زمن نوح ، عليهما السلام ؛ وقيل : مُنْذ زمن نوح ، عليه السلام ، إِلى زمن إِدريس ، عليه السلام ، وقيل : مُنْذ زمن عيسى إِلى زمن سيدنا محمد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : وهذا أَجود الأَقوال لأَنهم الجاهلية المعروفون وهم أَوَّل من أُمة سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وكانوا يتَّخِذون البَغايا يُغْلِلْن لهم ؛ قال : وأَما قول عَبيد بن الأَبرص : فاتَّبَعْنا ذاتَ أُولانا الأُولى الْمُوقِدِي الحرْب ، ومُوفٍ بالحِبال فإِنه أَراد الأُوَل فقلَب وأَراد ومنهم مُوفٍ بالحِبال أَي العهود ؛ فأَما ما أَنشده ابن جني من قول الأَسْود ابن يَعْفُرَ : فأَلْحَقْتُ أُخْراهُمْ طَريقَ أُلاهُمُ فإِنه أَراد أُولاهم فحذف استخفافاً ، كما تحذف الحركة لذلك في قوله : وقَدْ بَدا هَنْكِ من المِئْزَرِ ونحوه ، وهم الأَوائل أَجْرَوْه مُجْرى الأَسماء .
قال بعض النحويين : أَما قولهم أَوائل ، بالهمز ، فأَصله أَواوِل ، ولكن لما اكتنفت الأَلفَ واوانِ ووَلِيَت الأَخيرةُ منهما الطرَفَ فضعفت ، وكانت الكلمة جمعاً والجمع مستثقل ، قلبت الأَخيرة منهما همزة وقلبوه فقالوا الأَوالي ؛ أَنشد يعقوب لذي الرمة : تَكادُ أَوالِيها تُفَرِّي جُلودَها ، ويَكْتَحِل التالي بِمُورٍ وحاصِبِ أَراد أَوائلَها .
والجمع الأُوَل .
التهذيب : الليث الأَوائل من الأُول فمنهم من يقول أَوَّلُ تأسيسِ بِنائِه من همزة وواوٍ ولامٍ ، ومنهم مَن يقول تأْسيسُه من واوين بعدهما لامٌ ، ولكلٍّ حجة ؛ وقال في قوله : جَهام تَحُثُّ الوائلاتِ أَواخِرُه ؟
قال : ورواه أَبو الدُّقَيش الأَوَّلاتِ ؛ قال : والأَول والأُولى بمنزلة أَفعَل وفُعْلى ، قال : وجمع أَوَّل أَوَّلون وجمع أُولى أُولَيات .
قال أَبو منصور : وقد جمع أَوَّل على أُوَل مثل أَكْبَر وكُبَر ، وكذلك الأُولى ، ومنهم من شدَّد الواوَ من أَوَّل مجموعاً ؛ الليث : من ، قال تأْليف أَوَّل من همزة وواو ولام فينبغي أَن يكون أَفعَل منه أَأْوَل بهمزتين ، لأَنك تقول من آبَ يَؤُوب أَأْوَب ، واحتج قائل هذا القول أَنَّ الأَصل كان أَأْوَل ، فقلبت إِحدى الهمزتين واواً ثم أُدغمت في الواو الأُخرى فقيل أَوَّل ، ومَن ، قال إِنَّ أَصلَ تأْسيسِه واوانِ ولام ، جعل الهمزة أَلف أَفْعَل ، وأَدغم إِحدى الواوين في الأُخرى وشدَّدهما ؛ قال الجوهري : أَصل أَوَّل أَوْأَل على أَفعَل مهموزَ الأَوْسط قلبت الهمزة واواً وأُدغم ، يدلُّ على ذلك قولهم : هذا أَوَّل منك ، والجمع الأَوائل والأَوالي أَيضاً على القَلْب ، قال : وقال قومٌ أَصله وَوَّل على فَوْعَل ، فقلبت الواو الأُولى همزة .
قال الشيخ أَبو محمد بن بري ، رحمه الله : قوله أَصْل أَوَّل أَوْأَل هو قول مَرْغوبٌ عنه ، لأَنه كان يجِب على هذا إِذا خفِّفت همزته أَن يقال فيه أَوَل ، لأَن تخفيف الهمزة إِذ سكَن ما قبلها أَن تحذَف وتلقى حركتُها على ما قبلها ، قال : ولا يصح أَيضاً أَن يكون أَصله وَوْأَل على فَوْعَل ، لأَنه يجب على هذا صَرْفه ، إِذْ فَوْعَل مصروف وأَوَّل غير مصروف في قولك مررت برجل أَوَّلَ ، ولا يصح قلب الهمزة واواً في وَوْأَل على ما قدَّمت ذكرَه في الوجه الأَوَّل ، فثبت أَن الصحيح فيها أَنها أَفْعَل من وَوَل ، فهي من باب دَوْدَن (* قوله « انها أفعل من وول فهي من باب دودن إلخ » هكذا في الأصل ) وكَوْكَب مما جاء فاؤه وعينُه من موضع واحد ، قال : وهذا مذهب سيبويه وأَصحابه ؛ قال الجوهري : وإِنما لم يُجمع على أَواوِل لاستثقالهم اجتماعَ الواوين بينهما أَلفُ الجمع ، قال : وهو إِذا جعلته صفةً لم تصرفه ، تقول : لَقِيتُه عاماً أَوَّلَ ، وإِذا لم تجعله صفة صرفته ، تقول : لقيتُه عاماً أَوَّلاً ؛ قال ابن بري : هذا غلط في التمثيل لأَنه صفة لعام في هذا الوجه أَيضاً ، وصوابه أَن يمثِّله غير صفة في اللفظ كما مثَّله غيره ، وذلك كقولهم ما رأَيت له أَوَّلاً ولا آخِراً أَي قديماً ولا حديثاً ؛ قال الجوهري :، قال ابن السكيت ولا تَقُلْ عامَ الأَوَّلِ .
وتقول : ما رأَيته مُذْ عامٌ أَوَّلُ ومُذْ عامٍ أَوَّلَ ، فمَنْ رفع الأَوَّل جعله صفةً لعامٍ كأَنه ، قال أَوَّلُ من عامِنا ، ومنْ نصبه جعله كالظرْف كأَنه ، قال مذ عامٍ قبل عامِنا ، وإِذا قلت ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ ضَمَمْته على الغاية كقولك : افْعَلْه قبلُ ، وإِن أَظهرت المحذوف نصَبت قلت : ابْدَأْ به أَوَّلَ فِعْلك ، كما تقول قبلَ فِعْلِك ؛ وتقول : ما رأَيته مُذْ أَمْسِ ، فإِنْ لم تَره يوماً قبل أَمْس قلت : ما رأَيته مُذْ أَوَّلُ من أَمْس ، فإِنْ لم تَره مُذْ يومين قبلَ أَمْس قلت : ما رأَيته مُذْ أَوَّلَ من أَوَّلَ من أَمْس ، ولم تُجاوِز ذلك .
قال ابن سيده : ولقيته عاماً أَوَّلَ جرى مَجْرى الاسم فجاء بغير أَلف ولام .
وحكى ابن الأَعرابي : لقيته عامٍ الأَوَّلِ بإِضافة العامِ إِلى الأَوَّلِ ؛ ومنه قول أَبي العارم الكلابي يذكر بنتَه وامرأَته : فأَبْكل لهم بَكِيلةً فأَكلوا ورَمَوْا بأَنفسهم فكأَنما ماتوا عامَ الأَوَّلِ .
وحكى اللحياني : أَتيْتُك عامَ الأَوَّلِ والعامَ الأَوَّلَ ومضى عامُ الأَوَّلِ على إِضافة الشيء إِلى نفسه .
والعامُ الأَوَّلُ وعامٌ أَوَّلٌ مصروف ، وعامُ أَوَّلَ وهو من إِضافة الشيء إِلى نفسه أَيضاً .
وحكى سيبويه : ما لقيته مُذْ عامٌ أَوَّلَ ، نصبه على الظرْف ، أَراد مُذْ عامٌ وقَع أَوَّل ؛ وقوله : يا لَيْتَها كانت لأَهْلي إِبِلا ، أَو هُزِلَتْ في جَدْب عامٍ أَوَّلا يكون على الوصف وعلى الظرفِ كما ، قال تعالى : والرَّكْبُ أَسْفَلَ منكم .
قال سيبويه : وإِذا قلت عامٌ أَوَّلُ فإِنما جاز هذا الكلام لأَنك تعلم أَنك تعني العامَ الذي يَلِيه عامُك ، كما أَنك إِذا قلت أَوَّل من أَمْس وبعد غد فإِنما تعني به الذي يليه أَمْس والذي يَلِيه غَد .
التهذيب : يقال رأَيته عاماً أَوَّل لأَن أَوَّل على بناء أَفْعَل ، قال الليث : ومَنْ نَوَّن حمله على النكرة ، ومَنْ لم ينوِّن فهو بابه .
ابن السكيت : لَقِيته أَوَّل ذي يَدَيْنِ أَي ساعة غَدَوْت ، واعْمَل كذا أَوَّل ذات يَدَيْنِ أَي أَوَّل كل شيء تعمَله .
وقال ابن دريد : أَوَّل فَوْعَل ، قال : وكان في الأَصل ووَّل ، فقلبت الواوُ الأُولى همزة وأُدغمت إِحدى الواوين في الأُخْرى فقيل أَوَّل .
أَبو زيد : لقيته عامَ الأَوَّل ويومَ الأَوَّل ، جَرَّ آخِرَه ؛
، قال : وهو كقولك أَتيت مسجدَ الجامِعِ من إِضافة الشيء إِلى نعتِه .
أَبو زيد : يقال جاء في أَوَّلِيَّة الناس إِذا جاء في أَولهم .
التهذيب :، قال المبرّد في كتاب المقتضب : أَوَّل يكون على ضَرْبين : يكون اسماً ، ويكون نعتاً موصولاً به من كذا ، فأَما كونه نعتاً فقولك : هذا رجل أَوَّلُ منك ، وجاءني زيد أَوَّلَ من مجيئك ، وجئتك أَوَّلَ من أَمس ، وأَما كونه اسماً فقولك : ما تركت أَوَّلاً ولا آخِراً كما تقول ما تركت له قديماً ولا حديثاً ، وعلى أَيِّ الوجهين سميْت به رجلاً انصرف في النكرة ، لأَنه في باب الأَسماء بمنزلة أَفْكل ، وفي باب النعوت بمنزلة أَحْمَر .
وقال أَبو الهيثم : تقول العرب أَوَّلُ ما أَطْلَع ضَبٌّ ذنَبَه ، يقال ذلك للرجل يصنع الخير ولم يكن صنعه قبل ذلك ، قال : والعرب ترفع أَوَّل وتنصب ذنَبَه على معنى أَوَّل ما أَطْلَع ذنبَه ، ومنهم من يرفع أَوَّل ويرفع ذنبَه على معنى أَوّلُ شيء أَطلعه ذنَبُه ، قال : ومنهم مَنْ ينصب أَوَّل وينصب ذَنَبَه على أَن يجعل أَوّل صفة ، ومنهم مَنْ ينصب أَوّل ويرفع ذنَبَه على معنى في أَول ما أَطلع ضَبٌّ ذنَبُهُ أَي ذنبُهُ في أَوّل ذلك .
وقال الزجاج في قول الله عز وجل : إِن أَوّل بيت وُضِعَ للناس لَلَّذي بِبَكَّة ، قال : أَوَّل في اللغة على الحقيقة ابتداءُ الشيء ، قال : وجائز أَن يكون المبتدأ له آخِر ، وجائز أَن لا يكون له آخر ، فالواحدُ أَوَّل العَدَدِ والعَدد غير متناهٍ ، ونعيمُ الجنة له أَوَّل وهو غير منقطع ؛ وقولك : هذا أَوَّلُ مال كسَبته جائز أَن لا يكون بعده كَسْب ، ولكن أَراد بل هذا ابتداء كَسْبي ، قال : فلو ، قال قائل أَوَّلُ عبدٍ أَملكهُ حُرٌّ فملك عبداً لَعَتَقَ ذلك العبدُ ، لأَنه قد ابتدأَ الملك فجائز أَن يكون قول الله تعالى إِنَّ أَوَّلَ بيتٍ وُضِعَ للناس هو البيت الذي لم يكن الحجُّ إِلى غيره ؛ قال أَبو منصور ولم يبيّن أَصْل أَوَّل واشتقاقه من اللغة ، قال : وقيل تفسير الأَوَّل في صفة الله عز وجل أَنه الأَوَّل ليس قبله شيء والآخِر ليس بعده شيء ، قال : وجاء هذا في الخبر عن سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فلا يجوز أَن نَعْدُوَ في تفسير هذين الاسْمين ما رُوي عنه ، صلى الله عليه وسلم ، قال : وأَقرب ما يَحْضُرني في اشتقاقِ الأَوَّل أَنه أَفْعَل من آل يؤول ، وأُولى فُعْلى منه ، قال : وكان أَوَّل في الأَصل أَأْوَل فقلبت الهمزة الثانية واواً وأُدغمت في الواو الأُخرى فقيل أَوَّل ، قال : وأُراه قول سيبويه ، وكأَنه من قولهم آل يَؤُولُ إِذا نجا وسبق ؛ ومثله وأَلَ يَئِل بمعناه ، قال ابن سيده : وأَما قولهم ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ ، فإِنما يريدون أَوَّلَ من كذا ولكنه حذف لكثرته في كلامهم ، وبُنِيَ على الحركة لأَنه من المتمكِّن الذي جعل في موضع بمنزلة غير المتمكِّن ؛ قال : وقالوا ادخُلُوا الأَوَّلَ فالأَوَّلَ ، وهي من المَعارف الموضوعة موضع الحال ، وهو شاذ ، والرفع جائز على المعنى أَي ليَدْخُل الأَوَّلُ فالأَوَّلُ .
وحكي عن الخليل : ما ترَك أَوَّلاً ولا آخِراً أَي قديماً ولا حديثاً ، جعله اسماً فنكَّر وصرَف ، وحكى ثعلب : هنَّ الأَوَّلاتُ دُخولاً والآخِراتُ خروجاً ، واحدتها الأَوَّلة والآخرة ، ثم ، قال : ليس هذا أَصل الباب وإِنما أَصل الباب الأَوَّل والأُولى كالأَطْوَل والطُّولى .
وحكى اللحياني : أَما أُولَى بأُولى فإِنِّي أَحمَد الله ، لم يزدْ على ذلك .
وتقول : هذا أَوَّلُ بَيّنُ الأَوَّلِيَّة ؛ قال الشاعر : ماحَ البِلادَ لنا في أَوْلِيَّتِنا ، على حَسُود الأَعادي ، مائحٌ قُثَمُ وقول ذي الرمة : وما فَخْرُ مَن لَيْسَتْ له أَوَّلِيَّةٌ تُعَدُّ ، إِذا عُدَّ القَديمُ ، ولا ذِكْرُ يعني مَفاخِر آبائه .
وأَوَّلُ معرفةً : الأَحَدُ في التَّسمية الأُولى ؛
، قال : أُؤَمِّلُ أَنْ أَعِيشَ ، وأَنَّ يَوْمي بأَوَّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبَارِ وأَهْوَن وجُبَار : الاثنين والثلاثاء وكل منهما مذكور في موضعه .
وقوله في الحديث : الرُّؤْيا لأَوَّلِ عابِرٍ أَي إِذا عَبَرها بَرٌّ صادقٌ عالم بأُصولها وفُروعها واجتهدَ فيها وقعتْ له دون غيره ممن فَسَّره بعدَه .
والوَأْلَةُ مثل الوَعْلة : الدِّمْنةُ والسِّرْجِينُ ، وفي المحكم : أَبْعارُ الغنم والإِبلِ جميعاً تجتمع وتَتَلَبَّد ، وقيل : هي أَبوالُ الإِبل وأَبْعارُها فقط .
يقال : إِن بَني فلان وَقُودُهم الوَأْلة .
الأَصمعي : أَوْأَلَتِ الماشيةُ في المكان ، على أَفْعَلَتْ ، أَثَّرت فيه بأَبْوالها وأَبْعارها ، واسْتَوْأَلَتِ الإِبلُ : اجتمعت .
وفي حديث عليّ ، عليه السلام :، قال لرجل أَنت من بَني فلان ؟، قال : نَعَم ، قال : فأَنت من وَأْلةَ إِذاً قُمْ فلا تقرَبَنِّي ؛ قيل : هي قبيلة خسيسةٌ سميت بالوَأْلةِ وهي البعرة لخسَّتها .
وقد أَوْأَل المكانُ ، فهو مُوئِل ، وهو الوَأْلُ والوَأْلةُ وأَوْأَلَهُ هو ؛ قال في صفة ماء : أَجْنٍ ومُصْفَرِّ الجِمامِ مُوئِل وهذا البيت أَنشده الجوهري : أَجْنٌ ومُصْفَرُّ الجِمامِ مُوأَل ؟
قال ابن بري : صواب إِنشاده كما أَنشده أَبو عبيد في الغريب المصنَّف أَجْنٍ ؛ وقبله بأَبيات : بمَنْهَلٍ تَجْبِينه عن مَنْهَلِ ووَائل : اسم رجل غلَب على حيٍّ معروف ، وقد يُجْعَل اسماً للقبيلة فلا يُصرف ، وهو وائل بنُ قاسِط بن هِنْب بنِ أَفْصَى بنِ دُعْمِيٍّ .
ومَوْأَلةُ : اسم أَيضاً ؛ قال سيبويه : جاء على مَفْعَل لأَنه ليس على الفعل ، إِذ لو كان على الفعل لكان مَفْعِلاً ، وأَيضاً فإِن الأَسماءَ الأَعْلامَ قد يكون فيها ما لا يكون في غيرها ؛ وقال ابن جني : إِنما ذلك فيمن أَخذه من وَأَلَ ، فأَما من أَخذه من قولهم ما مأَلْت مَأْلَةً ، فإِنما هو حينئذ فَوْعَلة ، وقد تقدم .
ومَوْأَلةُ بن مالك من هذا الفصل .
ابن سيده : وبنُو مَوْأَلةَ بطْن .
قال خالد ابنُ قَيْس بنِ مُنْقِذ بن طريف لمالك بن بُحَبره (* قوله « لمالك بن بحبره » هكذا في الأصل من غير نقط ): ورَهَنَته بَنُو مَوْأَلَة بن مالك في دِيةٍ ورَجَوْا أَن يقتلوه فلم يَفْعَلوا ؛ وكان مالك يحمَّق فقال خالد : لَيْتَك إِذ رُهِنْتَ آلَ مَوْأَلَهْ ، حَزُّوا بنَصلِ السيفِ عند السَّبَلهْ ، وحَلَّقت بك العُقابُ القَيْعَله ؟
قال ابن جني : إِن كان مَوْأَلَة من وَأَل فهو مُغَيَّر عن مَوْئلة للعلميَّة ، لأَن ما فاؤه واوٌ إِنما يجيء أَبداً على مَفْعِل بكسر العين نحو مَوْضِع ومَوْقِع ، وقد ذكر بعض ذلك في مأَل .
"
المعجم: لسان العرب