" الجَوْنُ : الأَسْوَدُ اليَحْمُوميُّ ، والأُنثى جَوْنة . ابن سيده : الجَوْنُ الأَسْوَدُ المُشْرَبُ حُمْرَةً ، وقيل : هو النباتُ الذي يَضْرِب إلى السواد من شدّة خُضْرتِه ؛ قال جُهَيْناءُ الأَشجعيّ : فجاءت كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها عَسالِيجُه ، والثامِرُ المُتناوِحُ . القَسْوَرُ : نبتٌ ، وبَجَّها عساليجُه أَي أَنها تكاد تَنْفَتِق من السِّمَن . والجونُ أَيضاً : الأَحمَرُ الخالصُ . والجَوْنُ : الأَبيض ، والجمع من كل ذلك جُون ، بالضم ، ونظيرُه ورْدٌ ووُرْدٌ . ويقال : كلُّ بعيرٍ جَوْنٌ من بعيدٍ ، وكلُّ لَوْن سواد مُشْرَبٍ حُمْرةً جَوْنٌ ، أَو سوادٍ يُخالِط حمرة كلون القطا ؛ قال الفرزدق : وجَوْن عليه الجِصُّ فيه مَريضةٌ ، تَطَلَّعُ منها النَّفْسُ والموتُ حاضِرُه . يعني الأَبيضَ ههنا ، يَصِفُ قَصْرَه الأَبيض ؛ قال ابن بري : قوله فيه مريضة يعني امرأَة مُنَعَّمةً قد أَضَرَّ بها النَّعيم وثقَّل جِسْمَها وكسَّلَها ، وقوله : تَطَلَّعُ منها النفس أَي من أَجلِها تخرجُ النفسُ ، والموتُ حاضرُه أَي حاضرُ الجَوْن ؛ قال : وأَنشد ابن بري شاهداً على الجَوْن الأَبيض قولَ لبيد : جَوْن بِصارةَ أَقْفَرَتْ لِمَزاده ، وخَلا له السُّوبانُ فالبُرْعوم . قال : الجَوْنُ هنا حمارُ الوَحش ، وهو يوصَفُ بالبياض ؛ قال : وأَنشد أَبو علي شاهداً على الجَوْن الأَبيض قول الشاعر : فبِتْنا نُعِيدُ المَشْرَفِيَّةَ فيهمُ ، ونُبْدِئ حتى أَصبحَ الجَوْنُ أَسْوَد ؟
قال : وشاهدُ الجَوْنِ الأَسْود قولُ الشاعر : تقولُ خَليلَتي ، لمَّا رأَتني شَرِيحاً ، بين مُبْيَضٍّ ، وجَوْنِ . وقال لبيد : جَوْن دجُوجِيّ وخَرْق مُعَسِّف وذهب ابن دريد وحْدَه إلى أَن الجَوْن يكون الأَحْمَرَ أَيضاً ، وأَنشد : في جَوْنةٍ كقَفَدانِ العطَّارْ . ابن سيده : والجَوْنةُ الشمسُ لاسْوِدادِها إذا غابت ، قال : وقد يكون لبَياضِها وصَفائِها ، وهي جَوْنة بيّنة الجُونةِ فيهما . وعُرِضَت على الحجَّاج دِرْعٌ ، وكانت صافيةً ، فجعل لا يَرى صَفاءها ، فقال له أُنَيْسٌ الجَرْمِيّ ، وكان فَصِيحاً : إن الشمسَ لَجَوْنةٌ ، يعني أَنها شديدةُ البريقِ والصَّفاءِ فقد غلبَ صفاؤُها بياضَ الدِّرع ؛
وأَنشد الأَصمعي : غيَّرَ ، يا بِنْتَ الحُلَيْسِ ، لَوْني طُولُ اللَّيالي واخْتِلافُ الجَوْنِ ، وسَفَرٌ كانَ قلِيلَ الأَوْنِ يريد النهار ؛ وقال آخر : يُبادِرُ الجَوْنَة أَن تَغِيبا . وهو من الأَضدادِ . والجُونةُ في الخَيْل : مثل الغُبْسة والوُرْدة ، وربما هُمز . والجَوْنةُ : عين الشمس ، وإنما سُمّيَت جَوْنةً عند مغيبها لأَنها تَسْوَدُّ حين تغيب ؛ قال الشاعر : يُبادر الجونة أَن تغيبا . قال ابن بري : الشعر للخَطيم الضَّبابيّ (* قوله « للخطيم الضبابي » في الصاغاني للأجلح بن قاسط الضبابي ). وصواب إنشاده بكماله كما ، قال : لا تَسْقِه حَزْراً ولا حَليباً ، إن لم تَجِدْه سابحاً يَعْبوبا ، ذا مَيْعةٍ يَلْتَهِمُ الجَبُوبا ، يترك صَوَّان الصُّوَى رَكوبا (* قوله « الصوى » رواية التكملة : الحصى ) بِزَلِقاتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبا ، يَتْرك في آثارِهِ لهُوبا يُبادِرُ الأَثْآرَ أَن تَؤُوبا ، وحاجبَ الجَوْنة أَن يَغِيبا ، كالذِّئْب يَتْلُو طَمَعاً قريبا (* قوله « كالذئب إلخ » بعده كما في التكملة : على هراميت ترى العجيبا أن تدعو الشيخ فلا يجيبا .) يَصِفُ فرساً يقول : لا تَسْقِه شيئاً من اللَّبن إن لم تَجِدْ فيه هذه الخصالَ ، والحَزْرُ : الحازِرُ من اللبن وهو الذي أَخذ شيئاً من الحُموضة ، والسابحُ : الشديدُ العَدْوِ ، واليَعْبوبُ : الكثيرُ الجَرْي ، والمَيْعةُ : النَّشاطُ والحدَّة ، ويَلْتَهم : يَبْتلع ، والجَبوبُ : وجهُ الأَرض ، ويقال ظاهرُ الأَرض ، والصَّوَّانُ : الصُّمُّ من الحجارة ، الواحدة صَوَّانة ، والصُّوَى : الأََعْلامُ ، والرَّكوبُ : المذلَّلُ ، وعنى بالزالِقات حَوافِرَه ، واللُّهوبُ : جمعُ لِهْبٍ ؛ وقوله : يبادر الأثْآرَ أن تؤوبا . الأَوْبُ : الرجوع ، يقول : يبادر أَثْآرَ الذين يطلبُهم ليُدْرِكَهم قبل أَن يرجعوا إلى قومِهم ، ويبادر ذلك قبْل مغيب الشمس ، وشبَّه الفرسَ في عَدْوِه بذئبٍ طامِعٍ في شيء يَصِيده عن قُرْبٍ فقد تناهى طمَعُه ، ويقال للشمس جَوْنة بيّنة الجُونةِ . وفي حديث أَنس : جئت إلى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وعليه بُردةٌ جوْنِيَّة ؛ منسوبة إلى الجَوْن ، وهو من الأَلوان ، ويقع على الأَسْود والأَبيض ، وقيل : الياء للمبالغة كما يقال في الأحْمر أَحْمَرِيٌّ ، وقيل : هي منسوبة إلى بني الجَوْنِ ، قبيلة من الأَزْد . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : لما قَدِم الشأْم أَقْبَل على جَمَلٍ عليه جِلْدُ كَبْشٍ جُونيٍّ أَي أَسْود ؛ قال الخطابي : الكَبْشُ الجُونِيّ هو الأَسود الذي أُشْرِب حُمْرةً ، فإذا نسبوا ، قالوا جُونِيّ ، بالضم ، كما ، قالوا في الدَّهْري دُهْرِيّ ، قال ابن الأَثير : وفي هذا نظر إلا أَن تكون الروايةُ كذلك . والجُونِيّ : ضربٌ من القَطا ، وهي أَضْخَمُها تُعْدَلُ جُونيَّةٌ بكُدْرِيَّتَيْن ، وهنَّ سُودُ البطونِ ، سُودُ بُطون الأَجْنِحة والقوادمِ ، قصارُ الأَذناب ، وأَرْجُلُها أَطْوَلُ من أَرْجُلِ الكُدْرِيّ ، وفي الصحاح : سُودُ البُطونِ والأَجْنِحة ، وهو أَكبرُ من الكُدْرِيّ ، ولَبانُ الجُونِيَّة أَبيضُ ، بلَبانِها طَوْقانِ أَصْفَرُ وأَسْودُ ، وظهْرُها أَرْقَطُ أَغْبَرُ ، وهو كلَون ظَهْرِ الكُدْرِيَّة ، إلا أَنه أَحْسَنُ تَرْقِيشاً تَعْلوه صُفْرةٌ . والجُونِيَّة : غَتْماء لا تُفْصِح بصَوْتِها إذا صاحت إنما تُغَرْغِرُ بصوْت في حَلْقِها . قال أَبو حاتم : ووجدت بخط الأَصمعي عن العرب : قَطاً جُؤنيٌّ ، مهموز ؛ قال ابن سيده : وهو عندي على توهم حركة الجيم مُلْقاة على الواو ، فكأَن الواوَ متحركةٌ بالضمة ، وإذا كانت الواوُ مضمومة كان لك فيها الهمزُ وتركُه في لغة ليست بتلك الفاشِية ، وقد قرأَ أَبو عمرو : عاداً لُّولَى ، وقرأَ ابن كثير : فاسْتَغْلَظَ فاستوى على سُؤْقِه ، وهذا النَّسَبَ إنما هو إلى الجمع ، وهو نادِرٌ ، وإذا وصَفوا ، قالوا قطاةٌ جَوْنةٌ ، وقد مَرَّ تفسير الجُونيِّ من القَطا في ترجمة كدر . والجُونةُ : جُونةُ العطَّارِ ، وربما هُمِزَ ، والجمع جُوَنٌ ، بفتح الواو ؛ وقال ابن بري : الهمز في جؤْنة وجُؤَنٍ هو الأَصل ، والواوُ فيها منقلبةٌ عن الهمزة في لغة من خفَّفها ، قال : والجُوَن أَيضاً جمعُ جُونةٍ للآكام ؛ قال القُلاخ : على مَصاميدٍ كأَمثالِ الجُونَ . قال : والمصاميدُ مثل المَقاحيد وهي الباقياتُ اللبن . يقال : ناقة مِصْمادٌ ومِقْحادٌ . والجُونةُ : سُلَيْلَةٌ مُسْتديرةٌ مُغَشَّاة أَدَماً تكون مع العطَّارين ، والجمع جُوَن ، وهي مذكورة في الهمزة ، وكان الفارسيُّ يَسْتَحسن تَرْكَ الهمزة ؛ وكان يقول في قول الأَعشى يَصِف نساءً تَصَدَّين للرجال حالِياتٍ : إذا هُنَّ نازَلْنَ أقْرانَهُنَّ ، وكان المِصاعُ بما في الجُوَنْ . ما ، قاله إلاّ بطالع سعد ، قال : ولذلك ذكرته هنا . وفي حديثه ، صلى الله عليه وسلم : فوجدتُ لِيَدِه بَرْداً وريحاً كأَنما أَخْرَجَها من جُونة عطَّارٍ ؛ الجُونة ، بالضم : التي يُعدُّ فيها الطيبُ ويُحْرز . ابن الأَعرابي : الجَوْنةُ الفَحْمةُ . غيره : الجَوْنةُ الخابيةُ مطليَّة بالقار :، قال الأَعشى : فقُمْنا ، ولمَّا يَصِحْ دِيكُنا ، إلى جَوْنةٍ عند حَدَّادِها . ويقال : لا أَفعله حتى تَبْيضَّ جُونةُ القار ؛ هذا إذا أَردت سوادَه ، وجَوْنةُ القار إذا أَردت الخابية ، ويقال للخابية جَوْنة ، وللدَّلْو إذا اسودَّت جَوْنة ، وللعرَق جَوْنٌ ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي لماتحٍ ، قال لماتِحٍ في البئر : إن كانتِ امّاً امَّصَرت فصُرَّها ، إن امِّصارَ الدَّلْو لا يضُرُّها أَهْيَ جُوَيْنٌ لاقِها فبِرَّها ، أَنتَ بخَيْرٍ إن وُقِيتَ شرَّها فأَجابه : وُدِّي أُوَقَّى خيرَها وشرّها . قال : معناه على ودّي فأَضمر الصِّفَة وأَعْمَلَها (* قوله « فأَضمر الصفة وأعلمها » هكذا في الأصل والتهذيب ، ولعل المراد بالصفة حرف الجر إن لم يكن في العبارة تحريف ). وقوله : أَهي جوين ، أراد أخي وكان اسمه جُوَيناً ، وكل أَخ يقال له جُوَيْن وجَوْن . سلمة عن الفراء : الجَوْنان طرَفا القَوْس . والجَوْنُ : اسمُ فرس في شعر لبيد : تَكاثَرَ قُرْزُلٌ ، والجَوْنُ فيها ، وعَجْلى والنَّعامةُ والخَيالُ . وأَبو الجَوْن : كُنْية النَّمِرِ ؛ قال القَتَّال الكلابيّ : ولي صاحِبٌ في الغار هَدَّكَ صاحِباً ، أَبو الجَوْن ، إلا أَنه لا يُعَلَّل . وابنة الجَوْن : نائحة من كِنْدةَ كانت في الجاهلية ؛ قال المُثَقَّب العَبْدي : نَوْح ابْنَةِ الجَوْنِ على هالِكٍ ، تَنْدُبُه رافعة المِجْلَدِ . قال ابن بري : وقد ذكرها المعرّي في قصيدته التي رَثى فيها الشريف الظاهر المُوسَوِيّ فقال : من شاعر للبَيْن ، قال قصيدةً ، يَرْثي الشَّرِيفَ على رَوِيّ القافِ . جَوْنٌ كبِنْتِ الجَوْن يَصْدَحُ دائباً ، ويَميسُ في بُرْدِ الجُوَيْن الضَّافي عقرتْ رَكائبك ابنُ دَأْيةَ عادياً ، أَيّ امْرِئٍ نَطِقٍ وأَيّ قَوافِ بُنِيَت على الإيطاءِ ، سالمةً من الـ إقْواءِ والإكْفاءِ والإصْرافِ . والجَوْنانِ : مُعاوية وحسَّان بن الجَوْن الكِنْدِيّان ؛ وإيَّاهما عنى جريرٌ بقوله : أَلم تَشْهَد الجَوْنَين والشِّعْبَ والغَضى ، وشَدَّاتِ قَيْسٍ ، يومَ دَيْر الجَماجِم ؟ ابن الأَعرابي : التَّجَوُّن تَبْييضُ بابِ العَرُوس . والتَّجوُّنُ : تَسْويدُ باب الميت . والأَجْؤُن : أَرض معروفة ؛ قال رؤبة : بَيْنَ نَقَى المُلْقَى وَبَيْنَ الأَجْؤُنِ (* قوله « بين إلخ » صدره كما في التكملة : دار كرقم الكاتب المرقن . وضبط فيها دار بالرفع وقال فيها فتهمز الواو لأن الضمة عليها تستثقل ). "
المعجم: لسان العرب
,
جَوْنُ
ـ جَوْنُ : النَّباتُ يَضْرِبُ إلى السَّوادِ من خُضْرَتِهِ ، والأحْمَرُ ، والأبْيَضُ ، والأسْوَدُ ، والنَّهارُ , ج : جُونٌ ، ـ جَوْنُ من الإِبِلِ والخَيْلِ : الأدْهَمُ ، وأفْراسٌ لمَرْوانَ بنِ زنْباعٍ العَبْسِيِّ ، والحَارِثِ بنِ أبِي شِمْرٍ الغَسَّانِيِّ ، وحَسيلٍ الضَّبِّيِّ ، وقَتْبِ بنِ سُلَيْطٍ النَّهْدِيِّ ، ومالِكِ بنِ نُوَيْرَةَ اليَرْبوعِيِّ ، وامرِئِ القَيْسِ بنِ جُحْرٍ ، وعَلْقَمَةَ بنِ عَدِيٍّ ، ومُعاوِيَةَ بنِ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ . ـ جَوْنُ ابنُ قَتَادَةَ : صَحابِيٌّ ، أو تابِعِيٌّ . ـ جَوْنانِ : طَرَفا القَوْسِ . ـ أبو عِمرانَ عبدُ المَلِكِ بنُ حَبيبٍ الجُونِيُّ ، وابْنُه عُوَيْدٌ : مُحَدِّثانِ . ـ جَوْنَةُ : الشَّمْسُ ، والأحْمَرُ ، والفَحْمَةُ ، وقرية بينَ مَكَّةَ والطائِفِ ، ـ جُوْنَةُ : الدُّهْمَةُ في الخَيْلِ ، وسُلَيْلَةٌ مُغَشَّاةٌ أدَماً تكونُ مع العَطَّارِينَ ، وأصْلُهُ الهَمْزُ , ج : جُوَنٌ ، والجَبَلُ الصَّغيرُ . ـ جُونِيُّ : ضَرْبٌ من القَطا . ـ تَّجَوُّنُ : تَبْيِيضُ بابِ العَرُوسِ ، وتَسْويدُ بابِ المَيِّتِ . ـ جُوَيْنٌ : كُورَةٌ بخُراسانَ ، وقرية بسَرْخَسَ . ـ جَوْناءُ : الشَّمْسُ ، والقِدْرُ ، والناقَةُ الدَّهْماءُ ، ـ من قَوْلِهِم : جانَ وجْهُه ، أي : اسْوَدَّ . ـ ماءٌ مُجَوْجَنٌ : مُنْتِنٌ ، وسَمَّوْا : جُواناً ، وجُوَيْنٌ . ـ جَوْنينُ : قرية بالبَحْرَيْنِ . ـ جَوَّانَةُ : الاسْتُ . ـ جاوانُ : قَبيلَةٌ من الأكْرادِ ، سَكَنوا الحِلَّةَ المَزْيَدِيَّةَ ، منهم الفَقيهُ محمدُ بنُ عليٍّ الجاوانِيُّ .
المعجم: القاموس المحيط
جالَ
ـ جالَ في الحَرْبِ جَوْلَةً ، وفي الطَّوافِ جَوْلاً وَجُؤُولاً وجَوَلاناً وجِيلالاً وجَوَّلَ تَجْوَالاً ، ـ اجْتالَ وانْجَالَ : طافَ . ـ جالَ القَوْمُ جَوْلَةً : انْكَشَفُوا ثم كَرُّوا ، ـ جالَ التُّرابُ : ذَهَبَ وسَطَعَ ، كانْجَالَ ، ـ جالَ الشيءَ : اخْتَارَهُ . ـ المِجْوَلُ : ثَوْبٌ للنِّساءِ ، أو للصَغِيرَةِ ، والتُّرْسُ ، والخَلْخَالُ ، والدِّرْهَمُ الصَّحِيحُ ، والعوذَةُ ، والحِمارُ الوَحْشِيُّ ، والفِضَّةُ ، وهِلالٌ منها وَسْطَ القِلادَةِ ، وثَوْبٌ أبْيَضُ يُجْعَلُ على يَدِ من تُدْفَعُ إليه القِداحُ إذا تَجَمَّعُوا . ـ جَوْلانُ : جَبَلٌ بالشامِ ، والتُّرابُ ، كالجَوْلِ ، والجَيْلانِ ، والحَصا تَجولُ به الريحُ ، ـ جَوَلانُ : صِغَارُ المالِ ، ورَديئُهُ . ـ أجالَه ، وبه : أدارَهُ ، كجَالَ به . ـ تَجاوَلوا : جالَ بَعْضُهُم على بعضٍ في الحَرْبِ ، وبينهم مُجَاوَلاتٌ . ـ يومٌ أجْوَلُ وجَيْلانِيٌّ وجَوْلانِيٌّ وجَوْلانٌ وجَيْلانٌ : كثيرُ التُّرابِ والغُبارِ . ـ اجْتَالَهُمْ : حَوَّلَهُم عن قَصْدِهِمْ ، ـ اجْتَالَ منهم : اخْتَارَ . ـ أجِلْ جائِلَتَكَ : اقْضِ الأمرَ الذي أنتَ فيه . ـ جُولُ : العَقْلُ والعَزْمُ ، والجماعَةُ من الخَيْلِ والإِبِلِ ، وناحِيَةُ القَبْرِ والبِئْرِ والبَحْرِ والجَبَلِ ، وجانِبُهَا ، كالجيلِ والجالِ ، ج : أجْوالٌ وجُوالٌ وجُوالَةٌ ، ـ جُولُ من الإِبِلِ والنَّعامِ والغَنَمِ : القَطِيعُ ، والصَّخْرَةُ تكونُ في أسْفَلِ الماءِ . ـ جَوْلُ : الغَنَمُ الكثيرةُ العَظيمَةُ ، والكَتيبَةُ الضَّخْمَةُ ، وجماعَةُ الإِبِلِ ، وجماعَةُ الخَيْلِ ، أو ثلاثونَ ، أو أَرْبَعُونَ ، أَو الخيارُ من الإِبِلِ ، والوَعِلُ المُسِنُّ ، وشَجَرٌ ، والجَبَلُ ، والغُبَارُ . ـ عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ جُولَةَ ، ومحمدُ بنُ علِيِّ بنِ جُولَةَ ، وعلِيُّ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ جُولَةَ : مُحدِّثونَ . ـ أَجْوَلُ : جبَلٌ ، أَو هَضَبَاتٌ مُتَجاوِراتٌ حِذاءَ جَبَلَيْ طَيِّئٍ . ـ أخَذَ جَوالَةَ ماله : نُقَايَتَهُ وخِيارَهُ . ـ جَوَّالُ : فَرَسُ عُقْفَانَ اليَرْبوعِيِّ . ـ رجُلٌ جَوْلانِيٌّ : عامُّ المَنْفَعَةِ . ـ جَوَلانُ الهُمومِ : أوَّلُها . ـ أَجْوَلِيُّ : الفَرَسُ السَّريعُ الجَوَّالُ . ـ جَوْلَى : موضع . ـ جَويلُ : ما سَفَرَتْهُ الريحُ من حُطامِ النَّبْتِ وسواقِطِ ورَقِ الشَّجَرِ .
جوناء 1 - جوناء الشمس . 2 - جوناء : قدر . 3 - جوناء : ناقة سوداء .
المعجم: الرائد
الجَوناء
الجَوناء : الشَّمس . و الجَوناء القِدْر . و الجَوناء الناقة السوداء .
المعجم: المعجم الوسيط
جان
جان - ج ، جناة وأجناء وجناء ، - مؤ ، جانية ج ، جوان 1 - جان : مرتكب الذنب . 2 - جان : كاسب .
المعجم: الرائد
جون
ج و ن : الجَوْنُ الأبيض والجون أيضا الأسود وهو من الأضداد وجمعه جُونٌ و الجُونَةُ بالضم جونة العطار وربما هُمِز قلت قال الأزهري الجونة سليلة مستديرة مغشاة أدما تكون مع العطارين
المعجم: مختار الصحاح
جَون
جون - ج ، جون 1 - مصدر جان . 2 - أسود . 3 - أبيض . 4 - أحمر خالص . 5 - أسود تخالطه حمرة . 6 - نبات تميل خضرته إلى السواد . 7 - من الخيل أو الجمال : شديد السواد . 8 - نور . 9 - ظلمة . 10 - نهار . ü
المعجم: الرائد
جون
جون 1 - خليج صغير ، جمع : أجوان
المعجم: الرائد
الجَوْن
الجَوْن : الأَسود . و الجَوْن الأَبيض . ( ضد ) . و الجَوْن النُّور . و الجَوْن الظلمة . ( ضد ) . و الجَوْن الأَسود تُخالطه حُمرة . والجمع : جُونٌ . و الجَوْن طرف القَوْس . وهما جونان .
جونة - ج ، جون 1 - مصدر جان . 2 - سلة صغيرة مستديرة مغطاة بالجلد تكون مع العطارين ويوضع فيها الطيب . 3 - سواد . 4 - تلة .
المعجم: الرائد
جونيّ
جوني - ج ، جون 1 - جوني : أسود . 2 - جوني : نوع من « القطا »، وهي طائر سود البطون والأجنحة .
المعجم: الرائد
جان
جان - يجون ، جونا وجونة 1 - جان الشيء : اسود
المعجم: الرائد
جون
" الجَوْنُ : الأَسْوَدُ اليَحْمُوميُّ ، والأُنثى جَوْنة . ابن سيده : الجَوْنُ الأَسْوَدُ المُشْرَبُ حُمْرَةً ، وقيل : هو النباتُ الذي يَضْرِب إلى السواد من شدّة خُضْرتِه ؛ قال جُهَيْناءُ الأَشجعيّ : فجاءت كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها عَسالِيجُه ، والثامِرُ المُتناوِحُ . القَسْوَرُ : نبتٌ ، وبَجَّها عساليجُه أَي أَنها تكاد تَنْفَتِق من السِّمَن . والجونُ أَيضاً : الأَحمَرُ الخالصُ . والجَوْنُ : الأَبيض ، والجمع من كل ذلك جُون ، بالضم ، ونظيرُه ورْدٌ ووُرْدٌ . ويقال : كلُّ بعيرٍ جَوْنٌ من بعيدٍ ، وكلُّ لَوْن سواد مُشْرَبٍ حُمْرةً جَوْنٌ ، أَو سوادٍ يُخالِط حمرة كلون القطا ؛ قال الفرزدق : وجَوْن عليه الجِصُّ فيه مَريضةٌ ، تَطَلَّعُ منها النَّفْسُ والموتُ حاضِرُه . يعني الأَبيضَ ههنا ، يَصِفُ قَصْرَه الأَبيض ؛ قال ابن بري : قوله فيه مريضة يعني امرأَة مُنَعَّمةً قد أَضَرَّ بها النَّعيم وثقَّل جِسْمَها وكسَّلَها ، وقوله : تَطَلَّعُ منها النفس أَي من أَجلِها تخرجُ النفسُ ، والموتُ حاضرُه أَي حاضرُ الجَوْن ؛ قال : وأَنشد ابن بري شاهداً على الجَوْن الأَبيض قولَ لبيد : جَوْن بِصارةَ أَقْفَرَتْ لِمَزاده ، وخَلا له السُّوبانُ فالبُرْعوم . قال : الجَوْنُ هنا حمارُ الوَحش ، وهو يوصَفُ بالبياض ؛ قال : وأَنشد أَبو علي شاهداً على الجَوْن الأَبيض قول الشاعر : فبِتْنا نُعِيدُ المَشْرَفِيَّةَ فيهمُ ، ونُبْدِئ حتى أَصبحَ الجَوْنُ أَسْوَد ؟
قال : وشاهدُ الجَوْنِ الأَسْود قولُ الشاعر : تقولُ خَليلَتي ، لمَّا رأَتني شَرِيحاً ، بين مُبْيَضٍّ ، وجَوْنِ . وقال لبيد : جَوْن دجُوجِيّ وخَرْق مُعَسِّف وذهب ابن دريد وحْدَه إلى أَن الجَوْن يكون الأَحْمَرَ أَيضاً ، وأَنشد : في جَوْنةٍ كقَفَدانِ العطَّارْ . ابن سيده : والجَوْنةُ الشمسُ لاسْوِدادِها إذا غابت ، قال : وقد يكون لبَياضِها وصَفائِها ، وهي جَوْنة بيّنة الجُونةِ فيهما . وعُرِضَت على الحجَّاج دِرْعٌ ، وكانت صافيةً ، فجعل لا يَرى صَفاءها ، فقال له أُنَيْسٌ الجَرْمِيّ ، وكان فَصِيحاً : إن الشمسَ لَجَوْنةٌ ، يعني أَنها شديدةُ البريقِ والصَّفاءِ فقد غلبَ صفاؤُها بياضَ الدِّرع ؛
وأَنشد الأَصمعي : غيَّرَ ، يا بِنْتَ الحُلَيْسِ ، لَوْني طُولُ اللَّيالي واخْتِلافُ الجَوْنِ ، وسَفَرٌ كانَ قلِيلَ الأَوْنِ يريد النهار ؛ وقال آخر : يُبادِرُ الجَوْنَة أَن تَغِيبا . وهو من الأَضدادِ . والجُونةُ في الخَيْل : مثل الغُبْسة والوُرْدة ، وربما هُمز . والجَوْنةُ : عين الشمس ، وإنما سُمّيَت جَوْنةً عند مغيبها لأَنها تَسْوَدُّ حين تغيب ؛ قال الشاعر : يُبادر الجونة أَن تغيبا . قال ابن بري : الشعر للخَطيم الضَّبابيّ (* قوله « للخطيم الضبابي » في الصاغاني للأجلح بن قاسط الضبابي ). وصواب إنشاده بكماله كما ، قال : لا تَسْقِه حَزْراً ولا حَليباً ، إن لم تَجِدْه سابحاً يَعْبوبا ، ذا مَيْعةٍ يَلْتَهِمُ الجَبُوبا ، يترك صَوَّان الصُّوَى رَكوبا (* قوله « الصوى » رواية التكملة : الحصى ) بِزَلِقاتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبا ، يَتْرك في آثارِهِ لهُوبا يُبادِرُ الأَثْآرَ أَن تَؤُوبا ، وحاجبَ الجَوْنة أَن يَغِيبا ، كالذِّئْب يَتْلُو طَمَعاً قريبا (* قوله « كالذئب إلخ » بعده كما في التكملة : على هراميت ترى العجيبا أن تدعو الشيخ فلا يجيبا .) يَصِفُ فرساً يقول : لا تَسْقِه شيئاً من اللَّبن إن لم تَجِدْ فيه هذه الخصالَ ، والحَزْرُ : الحازِرُ من اللبن وهو الذي أَخذ شيئاً من الحُموضة ، والسابحُ : الشديدُ العَدْوِ ، واليَعْبوبُ : الكثيرُ الجَرْي ، والمَيْعةُ : النَّشاطُ والحدَّة ، ويَلْتَهم : يَبْتلع ، والجَبوبُ : وجهُ الأَرض ، ويقال ظاهرُ الأَرض ، والصَّوَّانُ : الصُّمُّ من الحجارة ، الواحدة صَوَّانة ، والصُّوَى : الأََعْلامُ ، والرَّكوبُ : المذلَّلُ ، وعنى بالزالِقات حَوافِرَه ، واللُّهوبُ : جمعُ لِهْبٍ ؛ وقوله : يبادر الأثْآرَ أن تؤوبا . الأَوْبُ : الرجوع ، يقول : يبادر أَثْآرَ الذين يطلبُهم ليُدْرِكَهم قبل أَن يرجعوا إلى قومِهم ، ويبادر ذلك قبْل مغيب الشمس ، وشبَّه الفرسَ في عَدْوِه بذئبٍ طامِعٍ في شيء يَصِيده عن قُرْبٍ فقد تناهى طمَعُه ، ويقال للشمس جَوْنة بيّنة الجُونةِ . وفي حديث أَنس : جئت إلى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وعليه بُردةٌ جوْنِيَّة ؛ منسوبة إلى الجَوْن ، وهو من الأَلوان ، ويقع على الأَسْود والأَبيض ، وقيل : الياء للمبالغة كما يقال في الأحْمر أَحْمَرِيٌّ ، وقيل : هي منسوبة إلى بني الجَوْنِ ، قبيلة من الأَزْد . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : لما قَدِم الشأْم أَقْبَل على جَمَلٍ عليه جِلْدُ كَبْشٍ جُونيٍّ أَي أَسْود ؛ قال الخطابي : الكَبْشُ الجُونِيّ هو الأَسود الذي أُشْرِب حُمْرةً ، فإذا نسبوا ، قالوا جُونِيّ ، بالضم ، كما ، قالوا في الدَّهْري دُهْرِيّ ، قال ابن الأَثير : وفي هذا نظر إلا أَن تكون الروايةُ كذلك . والجُونِيّ : ضربٌ من القَطا ، وهي أَضْخَمُها تُعْدَلُ جُونيَّةٌ بكُدْرِيَّتَيْن ، وهنَّ سُودُ البطونِ ، سُودُ بُطون الأَجْنِحة والقوادمِ ، قصارُ الأَذناب ، وأَرْجُلُها أَطْوَلُ من أَرْجُلِ الكُدْرِيّ ، وفي الصحاح : سُودُ البُطونِ والأَجْنِحة ، وهو أَكبرُ من الكُدْرِيّ ، ولَبانُ الجُونِيَّة أَبيضُ ، بلَبانِها طَوْقانِ أَصْفَرُ وأَسْودُ ، وظهْرُها أَرْقَطُ أَغْبَرُ ، وهو كلَون ظَهْرِ الكُدْرِيَّة ، إلا أَنه أَحْسَنُ تَرْقِيشاً تَعْلوه صُفْرةٌ . والجُونِيَّة : غَتْماء لا تُفْصِح بصَوْتِها إذا صاحت إنما تُغَرْغِرُ بصوْت في حَلْقِها . قال أَبو حاتم : ووجدت بخط الأَصمعي عن العرب : قَطاً جُؤنيٌّ ، مهموز ؛ قال ابن سيده : وهو عندي على توهم حركة الجيم مُلْقاة على الواو ، فكأَن الواوَ متحركةٌ بالضمة ، وإذا كانت الواوُ مضمومة كان لك فيها الهمزُ وتركُه في لغة ليست بتلك الفاشِية ، وقد قرأَ أَبو عمرو : عاداً لُّولَى ، وقرأَ ابن كثير : فاسْتَغْلَظَ فاستوى على سُؤْقِه ، وهذا النَّسَبَ إنما هو إلى الجمع ، وهو نادِرٌ ، وإذا وصَفوا ، قالوا قطاةٌ جَوْنةٌ ، وقد مَرَّ تفسير الجُونيِّ من القَطا في ترجمة كدر . والجُونةُ : جُونةُ العطَّارِ ، وربما هُمِزَ ، والجمع جُوَنٌ ، بفتح الواو ؛ وقال ابن بري : الهمز في جؤْنة وجُؤَنٍ هو الأَصل ، والواوُ فيها منقلبةٌ عن الهمزة في لغة من خفَّفها ، قال : والجُوَن أَيضاً جمعُ جُونةٍ للآكام ؛ قال القُلاخ : على مَصاميدٍ كأَمثالِ الجُونَ . قال : والمصاميدُ مثل المَقاحيد وهي الباقياتُ اللبن . يقال : ناقة مِصْمادٌ ومِقْحادٌ . والجُونةُ : سُلَيْلَةٌ مُسْتديرةٌ مُغَشَّاة أَدَماً تكون مع العطَّارين ، والجمع جُوَن ، وهي مذكورة في الهمزة ، وكان الفارسيُّ يَسْتَحسن تَرْكَ الهمزة ؛ وكان يقول في قول الأَعشى يَصِف نساءً تَصَدَّين للرجال حالِياتٍ : إذا هُنَّ نازَلْنَ أقْرانَهُنَّ ، وكان المِصاعُ بما في الجُوَنْ . ما ، قاله إلاّ بطالع سعد ، قال : ولذلك ذكرته هنا . وفي حديثه ، صلى الله عليه وسلم : فوجدتُ لِيَدِه بَرْداً وريحاً كأَنما أَخْرَجَها من جُونة عطَّارٍ ؛ الجُونة ، بالضم : التي يُعدُّ فيها الطيبُ ويُحْرز . ابن الأَعرابي : الجَوْنةُ الفَحْمةُ . غيره : الجَوْنةُ الخابيةُ مطليَّة بالقار :، قال الأَعشى : فقُمْنا ، ولمَّا يَصِحْ دِيكُنا ، إلى جَوْنةٍ عند حَدَّادِها . ويقال : لا أَفعله حتى تَبْيضَّ جُونةُ القار ؛ هذا إذا أَردت سوادَه ، وجَوْنةُ القار إذا أَردت الخابية ، ويقال للخابية جَوْنة ، وللدَّلْو إذا اسودَّت جَوْنة ، وللعرَق جَوْنٌ ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي لماتحٍ ، قال لماتِحٍ في البئر : إن كانتِ امّاً امَّصَرت فصُرَّها ، إن امِّصارَ الدَّلْو لا يضُرُّها أَهْيَ جُوَيْنٌ لاقِها فبِرَّها ، أَنتَ بخَيْرٍ إن وُقِيتَ شرَّها فأَجابه : وُدِّي أُوَقَّى خيرَها وشرّها . قال : معناه على ودّي فأَضمر الصِّفَة وأَعْمَلَها (* قوله « فأَضمر الصفة وأعلمها » هكذا في الأصل والتهذيب ، ولعل المراد بالصفة حرف الجر إن لم يكن في العبارة تحريف ). وقوله : أَهي جوين ، أراد أخي وكان اسمه جُوَيناً ، وكل أَخ يقال له جُوَيْن وجَوْن . سلمة عن الفراء : الجَوْنان طرَفا القَوْس . والجَوْنُ : اسمُ فرس في شعر لبيد : تَكاثَرَ قُرْزُلٌ ، والجَوْنُ فيها ، وعَجْلى والنَّعامةُ والخَيالُ . وأَبو الجَوْن : كُنْية النَّمِرِ ؛ قال القَتَّال الكلابيّ : ولي صاحِبٌ في الغار هَدَّكَ صاحِباً ، أَبو الجَوْن ، إلا أَنه لا يُعَلَّل . وابنة الجَوْن : نائحة من كِنْدةَ كانت في الجاهلية ؛ قال المُثَقَّب العَبْدي : نَوْح ابْنَةِ الجَوْنِ على هالِكٍ ، تَنْدُبُه رافعة المِجْلَدِ . قال ابن بري : وقد ذكرها المعرّي في قصيدته التي رَثى فيها الشريف الظاهر المُوسَوِيّ فقال : من شاعر للبَيْن ، قال قصيدةً ، يَرْثي الشَّرِيفَ على رَوِيّ القافِ . جَوْنٌ كبِنْتِ الجَوْن يَصْدَحُ دائباً ، ويَميسُ في بُرْدِ الجُوَيْن الضَّافي عقرتْ رَكائبك ابنُ دَأْيةَ عادياً ، أَيّ امْرِئٍ نَطِقٍ وأَيّ قَوافِ بُنِيَت على الإيطاءِ ، سالمةً من الـ إقْواءِ والإكْفاءِ والإصْرافِ . والجَوْنانِ : مُعاوية وحسَّان بن الجَوْن الكِنْدِيّان ؛ وإيَّاهما عنى جريرٌ بقوله : أَلم تَشْهَد الجَوْنَين والشِّعْبَ والغَضى ، وشَدَّاتِ قَيْسٍ ، يومَ دَيْر الجَماجِم ؟ ابن الأَعرابي : التَّجَوُّن تَبْييضُ بابِ العَرُوس . والتَّجوُّنُ : تَسْويدُ باب الميت . والأَجْؤُن : أَرض معروفة ؛ قال رؤبة : بَيْنَ نَقَى المُلْقَى وَبَيْنَ الأَجْؤُنِ (* قوله « بين إلخ » صدره كما في التكملة : دار كرقم الكاتب المرقن . وضبط فيها دار بالرفع وقال فيها فتهمز الواو لأن الضمة عليها تستثقل ). "
المعجم: لسان العرب
جول
" جالَ في الحَرْب جَوْلة ، وجالَ في التَّطْواف يَجُول جَوْلاً وجَوَلاناً وجُؤُولاً ؛ قال أَبو حية النميري : وجالَ جُؤُولَ الأَخْدَرِيِّ بوافد مُغِذٍّ ، قَلِيلاً ما يُنِيخُ ليَهْجُدا وتَجاوَلوا في الحرب أَي جال بعضهُم على بعض ، وكانت بينهم مُجاوَلات ، وجالَ واجْتال وانْجال بمعنًى ؛ قال الفرزدق : وأَبي الذي وَرَدَ الكُلابَ مُسَوَّماً بالخَيْل ، تَحْتَ عَجاجِها المُنْجال والتَّجْوال : التَّطْواف . وفي الحديث : فاجْتالَتْهم الشياطين أَي اسْتَخَفَّتْهم فَجالوا معهم في الضلال ، وجالَ واجْتال إِذا ذهب وجاء ؛ ومنه الجَوَلان في الحرب . واجْتال الشيءَ إِذا ذهب به وساقه . والجائل : الزائل عن مكانه ، وروي بالحاء المهملة ، وسيأْتي ذكره ؛ ومنه الحديث : لما جالَت الخيلُ أَهْوَى إِلى عنقي . يقال : جال يَجُول جَوْلة إِذا دار ؛ ومنه الحديث : للباطل جَوْلةٌ ثم يَضْمَحِلُّ ؛ هو من جَوَّل في البلاد إِذا طاف ، يعني أَن أَهله لا يستقرّون على أَمر يعرفونه ويطمئنون إِليه . قال ابن الأَثير : وأَما حديث الصدِّيق : إِن للباطل نَزْوة ولأَهل الحقِّ جَوْلة ، فإِنه يريد غَلَبة من جالَ في الحرب على قِرْنه ، قال : ويجوز أَن يكون من الأَول لأَنه ، قال بعده : يَعْفُو لها الأَثَرُ وتموت السُّنن . وجَوَّلْتُ البلادَ تجويلاً أَي جُلْت فيها كثيراً . وجَوَّل في البلاد أَي طَوَّف . ابن سيده : وجَوَّل تَجْوَالاً ؛ عن سيبويه ، قال : والتَّفْعال بناء موضوع للكثرة كفَعَّلْت في فَعَلْت . وجَوَّل الأَرضَ : جالَ فيها . وجال القومُ جَوْلة إِذا انكشفوا ثم كَرُّوا . والمِجْوَل : ثوب صغير تَجُول فيه الجارية . غيره : والمِجْوَل ثوب يُثْنَى ويُخَاط من أَحد شقيه ويجعل له جيب تَجُول فيه المرأَة ، وقيل : المِجْوَل للصَّبيِّة والدِّرْع للمرأَة ؛ قال امرؤ القيس : إِلى مِثْلِها يَرْنُو الحَلِيمُ صَبَابَةً ، إِذا ما اسْبَكَرَّتْ بين دِرْعٍ ومِجْوَل أَي هي بين الصبِيّة والمرأَة . وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : كان النبي ، صلى الله عليه وسلم ، إِذا دخل علينا لَبِس مِجْوَلاً ؛ قال ابن الأَعرابي : المِجْوَل الصُّدْرة والصِّدَار ؛ وروي الخطابي عن عائشة أَيضاً ، قالت : كان له ، صلى الله عليه وسلم ، مِجْوَل ؛ قال : تريد صُدْرة من حَدِيد يعني الزَّرَدِيَّة ؛ قال الجوهري : وربما سمي التُّرْس مِجْوَلاً . وجال الترابُ جَوْلاً وانْجَال : ذَهَب وسَطَع . والجَوْل والجُول والجَوْلان والجَيْلان ؛ الأَخيرة عن اللحياني : التراب والحصى الذي تجول به الريح على وجه الأَرض . ويوم جَوْلانيٌّ وجَيْلانيٌّ : كثير التراب والريح . ويومٌ جَوْلان وجَيْلان : كثير التراب والغبار ؛ هذه عن اللحياني . وانْجَال الترابُ وجالَ ، وانْجِيالُه انكِشاطُه . ويقال للقوم إِذا تركوا القَصْد والهُدَى : اجْتَالَهُم الشيطان أَي جالوا معه في الضلالة ؛ وقول حميد : مُطَوَّقة خَطْباء تَسْجَع كُلَّما دَنَا الصّيفُ ، وانْجال الرَّبيعُ فأَنْجَما انْجال أَي تَنَحَّى وذهب . أَبو حنيفة : الجائل والجَوِيل ما سَفَرَتْه الريحُ من حُطَام النَّبْت سواقط ورق الشجر فَجالَت به . واجْتالَهم الشيطان : حوَّلهم عن القَصْد . وفي الحديث : أَن الله تعالى ، قال إِني خلقت عبادي حُنَفاء فاجْتالهم الشيطان أَي اسْتَخَفَّهم فجَالُوا معه . قال شمر : يقال اجْتال الرجلُ الشيءَ إِذا ذهب به وطرده وساقه ، واجْتال أَموالَهم أَي ذهب بها ، واسْتَجالها مثله . وفي حديث طَهْفة : وتَسْتَجِيل الجَهامَ أَي تراه جائلاً تذهب به الريح ههنا وههنا ، ويروى بالخاء والحاء ، وهو الأَشهر ، وسيأْتي ذكرهما . والإِجالة : الإِدَارة ، يقال في المَيْسِر : أَجِلِ السِّهام . وأَجالَ السهام بين القوم : حَرَّكها وأَفْضَى بها في القِسْمة . ويقال أَجالوا الرأْي فيما بينهم ؛ وقول أَبي ذؤَيب : وَهَى خَرْجُه ، واسْتُجِيلَ الرَّبا بُ منه ، وغُرِّم ماءً صَرِيحا (* قوله « وغرم » هكذا في الأصل هنا بالمعجمة المضمومة ، وتقدم في ترجمة صرح : وكرم بالكاف وقال هناك وأراد بالتكريم التكثير ، وفي الصحاح : وكرّم السحاب إذا جاد بالغيث ). معنى اسْتُجيل كُرْكِرَ ومُخِض . والخَرْجُ : الوَدْق ، وأَورد الأَزهري بيت أَبي ذؤَيب على غير هذا اللفظ فقال : ثَلاثاً ، فَلمّا اسْتُجِيلَ الجَهَا مُ عَنْه ، وغُرِّم ماءً صَرِيحا وقال : اسْتُجِيل ذهبت به الريح ههنا وههنا وتَقَطَّع . وأَجِلْ جائِلَتك أَي اقْضِ الأَمر الذي أَنت فيه . والجُول والجالُ والجِيلُ ؛ الأَخيرة عن كراع : ناحيةُ البئرِ والقبرِ والبحر وجانبُها . والجُول ، بالضم : جدار البئر ؛ قال أَبو عبيد : وهو كل ناحية من نواحي البئر إِلى أَعلاها من أَسفلها ؛
وأَنشد : رَمَاني بأَمرٍ كنتُ منه وَوَالِدِي بَرِيًّا ، ومن جُولِ الطَّوِيِّ رَمان ؟
قال ابن بري : البيت لابن أَحمر ؛ قال : وقيل هو للأَزرق بن طرفة بن العَمَرَّد الفَراصِيّ ، أَي رماني بأَمر عاد عليه قبحه لأَن الذي يَرْمي من جُول البئر يعود ما رَمَى به عليه ، ويروى : ومن أَجْل الطَّوِيّ ، قال : وهو الصحيح لأَن الشاعر كان بينه وبين خصمه حُكُومة في بئر فقال خصمه : إِنه لِصٌّ ابن لِصٍّ ، فقال هذه القصيدة ؛ وبعد البيت : دَعَانِيَ لِصًّا في لُصُوص ، وما دَعا بها وَالِدِي ، فيما مَضَى ، رَجُلان والجالُ : مثل الجُول ؛ قال الجعدي : رُدَّتْ مَعَاولُه خُثْماً مُفَلَّلةً ، وصادَفَتْ أَخْضَرَ الجالَينِ صَلاَّلا (* قوله « وصادفت » أي الناقة كما نص عليه الجوهري في ترجمة صلل حيث ، قال : أي صادفت ناقتي الحوض يابساً ). وقيل : جُولُ القبر ما حَوْله ؛ وبه فسر قول أَبي ذؤَيب : حَدَرْناه بالأَثواب في قَعْرِ هُوَّةٍ شَدِيدٍ ، على ما ضُمَّ في اللَّحْدِ ، جُولُها والجمع أَجْوال وجُوَالٌ وجُوَالة (* قوله « وجوال وجوالة »، قال شارح القاموس : هما في النسخ عندنا بالضم وفي المحكم بالكسر ). والجول : العزيمة ، ويقال العقل ، وليس له جُول أَي عقل وعَزِيمة تمنعه مثل جُول البئر لأَنها إِذا طُوِيَت كان أَشدَّ لها . ورجل ليس له جالٌ أَي ليس له عَزِيمة تمنعه مثل جُول البئر ؛
وأَنشد : وليس له عند العزائم جُولُ والجُول : لُبُّ القلب ومَعْقُولة . أَبو الهيثم : يقال للرجل الذي له رَأْيٌ ومُسُكة له زَبْر وجُول أَي يَتَماسَك جُولُه ، وهو مَزْبور ما فوق الجُول منه ، وصُلْب ما تحت الزَّبْر من الجُول . ويقال للرجل الذي لا تَماسُك له ولا حَزْم : ليس لفلان جُول أَي ينهدم جُولُه فلا يُؤْمَن أَن يكون الزَّبْر يَسْقُط أَيضاً ؛ قال الراعي يصف عبد الملك : فأَبُوك أَحْزَمُهم ، وأَنت أَمِيرُهم ، وأَشَدَّهم عند العزائم جُولا
ويقال في مَثَل : ليس لفلان جُولٌ ولا جالٌ أَي حَزْم ؛ ابن الأَعرابي : الجُول الصَّخْرة التي في الماء يكون عليها الطَّيُّ ، فإِن زالت تلك الصخرة تَهَوَّر البئر ، فهذا أَصل الجُول ؛
وأَنشد : أَوْفَى على رُكْنَين ، فوق مَثَابة ، عن جُولِ رازِحَة الرِّشاءِ شَطُون وفي حديث الأَحنف : ليس لك جُولٌ أَي عقل مأْخوذ من جُول البئر ، بالضم ، وهو جِدَارها . الليث : جالا الوادي جانِبا مائه ، وجالا البحر : شَطَّاه ، والجمع الأَجوال ؛
وأَنشد : إِذا تَنَازَعَ جالا مَجْهَلٍ قُذُف والأَجْوَلِيُّ من الخيل : الجَوَّال السريع ؛ ومنه قوله : أَجْوَلِيٌّ ذو مَيْعةِ إِضْريجُ الأَصمعي : هو الجُول والجال لجانب القبر والبئر . وجَوَلان المال ، بالتحريك : صِغاره ورَدِيئُه . والجَوْل : الجماعة من الخيل والجماعةُ من الإِبل . حكى ابن بري : الجُول والجَوْل ، بالضم والفتح ، من الإِبل ثلاثون أَو أَربعون ، قال الراجز : قد قَرَّبوا للبَيْنِ والتَّمَضِّي جَوْل مَخاضٍ كالرَّدى المُنْقَضّ ؟
قال : وكذلك هو من النعام والغنم . واجْتال منهم جَوْلاً : اختار ؛ قال عمرو ذو الكلب يصف الذئب : فاجْتال منها لَجْبَةً ذاتَ هَزَم واجْتال من ماله جَوْلاً وجَوالة : اختار . الفراء : اجْتَلْت منهم جَوْلة وانْتَضَلْت نَضْلة ، ومعناهما الاختيار . وجُلْتُ هذا من هذا أَي اخترته منه . واجْتَلْت منهم جَوْلاً أَي اخترت ؛ قال الكميت يمدح رجلاً : وكائِنْ وكَم مِنْ ذي أَواصِرَ حَوْله ، أَفادَ رَغِيباتِ اللُّهى وجِزالَها لآخَرَ مُجْتالٍ بغير قَرابة ، هُنيْدَة لم يَمْنُن عليه اجْتِيالَها والجَوْل : الحَبْل ورُبَّما سمي العِنان جَوْلاً . الليث : وِشاحٌ جائل وبِطان جائل وهو السَّلِس . ويقال : وِشاح جالٌٍ كما يقال كَبْش صافٌٍ وصائف . والجَوْل : الوَعِل المُسِنُّ ؛ عن ابن الأَعرابي ، والجمع أَجْوال . والجَوْل : شجر معروف . وجَوْلى ، مقصور : موضع . وجَوْلانُ والجَوْلانُ ، بالتسكين : جبل بالشام ، وفي التهذيب : قرية بالشام ؛ وقال ابن سيده : الجَوْلان جبل بالشام ، قال : ويقال للجبل حارث الجَوْلان ؛ قال النابغة الذبياني : بَكى حارِثُ الجَوْلان من فَقْدِ رَبِّه ، وحَوْرانُ نه مُوحِشٌ مُتَضائل وحارِث : قُلَّةٌ من قِلاله . والجَوْلان : أَرض ، وقيل : حارثٌ وحَوْران جَبَلان . والأَجْوَل : جبل ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد : كأَنَّ قَلُوصي تَحْمِلُ الأَجْوَلَ الذي بشَرْقيِّ سَلْمى ، يومَ جَنْب قُشام وقال زهير : فشَرْقيِّ سَلْمى حَوْضه فأَجاوِله جَمَع الجَبَل بما حَوْله أَو جعل كل جزء منه أَجْوَل . والمِجْوَل : الفِضَّة ؛ عن ثعلب . والمِجْوَل : ثوب أَبيض يُجْعَل على يد الرجل الذي يَدْفع إِليه الأَيْسار القِداح إِذا تَجَمَّعوا . التهذيب : المِجْوَل الصُّدْرة والصِّدار ، والمِجْوَل الدِّرْهَم الصحيح . والمِجْوَل : العُوذة . والمِجْوَل : الحِمار الوحشيّ . والمِجْوَل : هِلال من فِضَّة يكون في وَسَط القِلادَة . والجال : لغة في الخالِ الذي هو اللِّواء ؛ ذكره ابن بري . "
المعجم: لسان العرب
جنن
" جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً : سَتَره . وكلُّ شيء سُتر عنك فقد جُنَّ عنك . وجَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنّاً وجُنوناً وجَنَّ عليه يَجُنُّ ، بالضم ، جُنوناً وأَجَنَّه : سَتَره ؛ قال ابن بري : شاهدُ جَنَّه قول الهذلي : وماء ورَدْتُ على جِفْنِه ، وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ وفي الحديث : جَنَّ عليه الليلُ أَي ستَره ، وبه سمي الجِنُّ لاسْتِتارِهم واخْتِفائهم عن الأبصار ، ومنه سمي الجَنينُ لاسْتِتارِه في بطنِ أُمِّه . وجِنُّ الليل وجُنونُه وجَنانُه : شدَّةُ ظُلْمتِه وادْلِهْمامُه ، وقيل : اختلاطُ ظلامِه لأَن ذلك كلَّه ساترٌ ؛ قال الهذلي : حتى يَجيء ، وجِنُّ الليل يُوغِلُه ، والشَّوْكُ في وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُ . ويروى : وجُنْحُ الليل ؛ وقال دريد بن الصَِّمَّة بن دنيان (* قوله « دنيان ») كذا في النسخ . وقيل هو لِخُفافِ بن نُدْبة : ولولا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنا ، بذي الرِّمْثِ والأَرْطَى ، عياضَ بنَ ناشب . فَتَكْنا بعبدِ اللهِ خَيْرِ لِداتِه ، ذِئاب بن أَسْماءَ بنِ بَدْرِ بن قارِب . ويروى : ولولا جُنونُ الليل أَي ما سَتَر من ظلمته . وعياضُ بن جَبَل : من بني ثعلبة بن سعد . وقال المبرد : عياض بن ناشب فزاري ، ويروى : أَدرَك رَكْضُنا ؛ قال ابن بري : ومثله لسَلامة بن جندل : ولولا جَنانُ الليلِ ما آبَ عامرٌ إلى جَعْفَرٍ ، سِرْبالُه لم تُمَزَّقِ . وحكي عن ثعلب : الجَنانُ الليلُ . الزجاج في قوله عز وجل : فلما جَنَّ عليه الليلُ رأَى كَوْكباً ؛ يقال جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليلُ إذا أَظلم حتى يَسْتُرَه بظُلْمته . ويقال لكل ما سَتر : جنَّ وأَجنَّ . ويقال : جنَّه الليلُ ، والاختيارُ جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليل :، قال ذلك أَبو اسحق . واسْتَجَنَّ فلانٌ إذا استَتَر بشيء . وجَنَّ المَيّتَ جَنّاً وأَجَنَّه : ستَره ؛ قال وقول الأَعشى : ولا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَفاها لها من تِسْعةٍ ، إلاّع جَنينا . فسره ابن دريد فقال : يعني مَدْفوناً أَي قد ماتوا كلهم فَجُنُّوا . والجَنَنُ ، بالفتح : هو القبرُ لسَتْرِه الميت . والجَنَنُ أَيضاً : الكفَنُ لذلك . وأَجَنَّه : كفَّنَه ؛
قال : ما إنْ أُبالي ، إذا ما مُتُّ ، ما فعَلوا : أَأَحسنوا جَنَني أَم لم يُجِنُّوني ؟ أَبو عبيدة : جَنَنْتُه في القبر وأَجْنَنْتُه أَي وارَيتُه ، وقد أَجنَّه إذا قبَره ؛ قال الأََعشى : وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه ، كآخَرَ في أَهْلِه لم يُجَنُّ . والجَنينُ : المقبورُ . وقال ابن بري : والجَنَنُ الميت ؛ قال كُثَيّر : ويا حَبَّذا الموتُ الكريهُ لِحُبِّها ويا حَبَّذا العيْشُ المُجمّلُ والجَنَن ؟
قال ابن بري : الجَنَنُ ههنا يحتمل أَن يراد به الميتُ والقبرُ . وفي الحديث : وَليَ دَفْنَ سَيّدِنا رسولِ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وإِجْنانَه عليٌّ والعباسُ ، أَي دَفْنه وسَتْرَه . ويقال للقبر الجَنَنُ ، ويجمع على أَجْنانٍ ؛ ومنه حديث علي ، رضي الله عنه : جُعِل لهم من الصفيح أَجْنانٌ . والجَنانُ ، بالفتح : القَلْبُ لاستِتاره في الصدر ، وقيل : لِوَعْيه الأَشْياء وجَمْعِه لها ، وقيل : الجَنانُ رُوعُ القلب ، وذلك أَذْهَبُ في الخَفاءِ ، وربما سمّي الرُّوحُ جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّه . وقال ابن دريد : سمّيت الرُّوح جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّها فأَنَّث الروح ، والجمع أَجْنانٌ ؛ عن ابن جني . ويقال : ما يستقرُّ جَنانُه من الفزَعِ . وأَجَنَّ عنه واسْتَجَنَّ : استَتَر . قال شمر : وسمي القلبُ جَناناً لأَن الصدْرَ أَجَنَّه ؛ وأَنشد لِعَدِيّ : كلُّ حيّ تَقودُه كفُّ هادٍ جِنَّ عينٍ تُعْشِيه ما هو لاقي . الهادي ههنا : القَدَرُ . قال ابن الأَعرابي : جِنَّ عينٍ أَي ما جُنَّ عن العين فلم تَرَه ، يقول : المَنيَّةُ مستورةٌ عنه حتى يقع فيها ؛ قال الأَزهري : الهادي القَدَرُ ههنا جعله هادياً لأَنه تقدّم المنيَّة وسبَقها ، ونصبَ جِنَّ عينٍ بفعله أَوْقَعَه عليه ؛
وأَنشد : ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ (* قوله « ولا جن إلخ » صدره كما في تكملة الصاغاني : تحدثني عيناك ما القلب كاتم ). ويروى : ولا جَنَّ ، معناهما ولا سَتْر . والهادي : المتقدّم ، أَراد أَن القَدَر سابقُ المنيَّةِ المقدَّرة ؛ وأَما قول موسى بن جابر الحَنفيّ : فما نَفَرتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدي ، ولا أَصْبَحَتْ طَيْري من الخَوْفِ وُقَّعا . فإنه أَراد بالجِنّ القَلْبَ ، وبالمِبْرَدِ اللسانَ . والجَنينُ : الولدُ ما دام في بطن أُمّه لاسْتِتاره فيه ، وجمعُه أَجِنَّةٌ وأَجْنُنٌ ، بإظهار التضعيف ، وقد جَنَّ الجنينُ في الرحم يَجِنُّ جَنّاً وأَجَنَّتْه الحاملُ ؛ وقول الفرزذق : إذا غابَ نَصْرانِيُّه في جَنِينِها ، أَهَلَّتْ بحَجٍّ فوق ظهْر العُجارِم . عنى بذلك رَحِمَها لأَنها مُسْتَتِرة ، ويروى : إذا غاب نَصْرانيه في جنيفها ، يعني بالنَّصْرانيّ ، ذكَر الفاعل لها من النصارى ، وبجَنِيفِها : حِرَها ، وإنما جعله جَنيفاً لأَنه جزءٌ منها ، وهي جَنيفة ، وقد أَجَنَّت المرأَة ولداً ؛ وقوله أَنشد ابن الأَعرابي : وجَهَرتْ أَجِنَّةً لم تُجْهَرِ . يعني الأَمْواهَ المُنْدَفِنةَ ، يقول : وردَت هذه الإبلُ الماءَ فكسَحَتْه حتى لم تدعْ منه شيئاً لِقِلَّتِه . يقال : جهَرَ البئرَ نزحَها . والمِجَنُّ : الوِشاحُ . والمِجَنُّ : التُّرْسُ . قال ابن سيده : وأُرى اللحياني قد حكى فيه المِجَنَّة وجعله سيبويه فِعَلاً ، وسنذكره ، والجمع المَجانُّ ، بالفتح . وفي حديث السرقة : القَطْعُ في ثَمَنِ المِجَنِّ ، هو التُّرْسُ لأَنه يُواري حاملَه أَي يَسْتُره ، والميم زائدة : وفي حديث علي ، كرَّم الله وجهَه : كتب إليَّ ابنُ عباسٍ قلَبْتَ لابنِ عَمِّكَ ظَهْرَ المِجَنِّ ؛ قال ابن الأَثير : هذه كلمة تُضْرَب مَثَلاً لمن كان لصاحبه على مودَّة أَو رعايةٍ ثم حالَ عن ذلك . ابن سيده : وقَلَبْ فلانٌ مِجَنَّة أَي أَسقَط الحياءَ وفعَل ما شاءَ . وقلَبَ أَيضاً مِجَنَّة : ملَك أَمرَه واستبدَّ به ؛ قال الفرزدق : كيف تراني ، قالِباً مِجَنِّي ؟ أَقْلِبُ أَمْري ظَهْرَه للبَطْنِ . وفي حديث أَشراطِ الساعةِ : وُجوهُهم كالمَجانِّ المُطْرَقة ، يعني التُّرْكَ . والجُنَّةُ ، بالضم : ما واراكَ من السِّلاح واسْتَتَرْتَ به منه . والجُنَّةُ : السُّتْرة ، والجمع الجُنَنُ . يقال : اسْتَجَنَّ بجُنَّة أَي اسْتَتَر بسُتْرة ، وقيل : كلُّ مستورٍ جَنِينٌ ، حتى إنهم ليقولون حِقْدٌ جَنينٌ وضِغْنٌ جَنينٌ ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُ ، والضِّغْنُ أَسْوَدُ ، أَو في وجْهِه كَلَفُ يُزَمِّلون : يَسْتُرون ويُخْفُون ، والجَنينُ : المَسْتُورُ في نفوسهم ، يقول : فهم يَجْتَهِدون في سَتْرِه وليس يَسْتَتِرُ ، وقوله الضِّغْنُ أَسْوَدُ ، يقول : هو بيِّنٌ ظاهرٌ في وجوههم . ويقال : ما عليَّ جَنَنٌ إلا ما تَرى أَي ما عليَّ شيءٌ يُواريني ، وفي الصحاح : ما عليَّ جَنانٌ إلاّ ما تَرى أَي ثوبٌ يُوارِيني . والاجْتِنان ؛ الاسْتِتار . والمَجَنَّة : الموضعُ الذي يُسْتَتر فيه . شمر : الجَنانُ الأَمر الخفي ؛
وأَنشد : اللهُ يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهُم إذ يَرْكَبون جَناناً مُسْهَباً وَرِبا . أَي يَرْكبون أَمْراً مُلْتَبِساً فاسداً . وأَجْنَنْتُ الشيء في صدري أَي أَكْنَنْتُه . وفي الحديث : تُجِنُّ بَنانَه أَي تُغَطِّيه وتَسْتُره . والجُّنَّةُ : الدِّرْعُ ، وكل ما وَقاك جُنَّةٌ . والجُنَّةُ : خِرْقةٌ تَلْبسها المرأَة فتغطِّي رأْسَها ما قبَلَ منه وما دَبَرَ غيرَ وسَطِه ، وتغطِّي الوَجْهَ وحَلْيَ الصدر ، وفيها عَيْنانِ مَجُوبتانِ مثل عيْنَي البُرْقُع . وفي الحديث : الصومُ جُنَّةٌ أَي يَقي صاحبَه ما يؤذِيه من الشهوات . والجُنَّةُ : الوِقايةُ . وفي الحديث الإمامُ جُنَّةٌ ، لأَنه يَقِي المأْمومَ الزَّلَلَ والسَّهْوَ . وفي حديث الصدقة : كمِثْل رجُلين عليهما جُنَّتانِ من حديدٍ أَي وِقايَتانِ ، ويروى بالباء الموحدة ، تَثْنِية جُبَّةِ اللباس . وجِنُّ الناس وجَنانُهم : مُعْظمُهم لأَن الداخلَ فيهم يَسْتَتِر بهم ؛ قال ابن أَحمر : جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسّاً ولو جاوَرْت أَسْلَمَ أَو غِفارا . وروي : وإن لاقَيْت أَسْلَم أَو غفارا . قال الرِّياشي في معنى بيت ابن أَحمر : قوله أَوَدُّ مَسّاً أَي أَسهل لك ، يقول : إذا نزلت المدينة فهو خيرٌ لك من جِوار أَقارِبك ، وقد أَورد بعضهم هذا البيت شاهداً للجَنان السِّتْر ؛ ابن الأَعرابي : جنَانُهم جماعتُهم وسَوادُهم ، وجَنانُ الناس دَهْماؤُهم ؛ أَبو عمرو : جَنانُهم ما سَتَرك من شيء ، يقول : أَكون بين المسلمين خيرٌ لي ، قال : وأَسْلَمُ وغفار خيرُ الناس جِواراً ؛ وقال الراعي يصف العَيْرَ : وهابَ جَنانَ مَسْحورٍ تردَّى به الحَلْفاء ، وأْتَزَر ائْتِزارا . قال : جنانه عينه وما واراه . والجِنُّ : ولدُ الجانّ . ابن سيده : الجِنُّ نوعٌ من العالَم سمُّوا بذلك لاجْتِنانِهم عن الأَبصار ولأَنهم اسْتَجَنُّوا من الناس فلا يُرَوْن ، والجمع جِنانٌ ، وهم الجِنَّة . وفي التنزيل العزيز : ولقد عَلِمَت الجِنَّةُ إنهم لَمُحْضَرُون ؛ قالوا : الجِنَّةُ ههنا الملائكةُ عند قوم من العرب ، وقال الفراء في قوله تعالى : وجعلوا بينَه وبين الجِنَّةِ نَسَباً ، قال : يقال الجِنَّةُ ههنا الملائكة ، يقول : جعلوا بين الله وبين خَلْقِه نَسَباً فقالوا الملائكةُ بناتُ الله ، ولقد عَلِمَت الجِنَّةُ أَن الذين ، قالوا هذا القولَ مُحْضَرون في النار . والجِنِّيُّ : منسوبٌ إلى الجِنِّ أَو الجِنَّةِ . والجِنَّةُ : الجِنُّ ؛ ومنه قوله تعالى : من الجِنَّةِ والناسِ أَجمعين ؛ قال الزجاج : التأْويلُ عندي قوله تعالى : قل أَعوذ بربّ الناسِ ملِك الناسِ إله الناس من شَرِّ الوسواس الخَنَّاس الذي يُوَسْوِسُ في صدور الناس من الجِنَّةِ ، الذي هو من الجِن ، والناس معطوف على الوَسْوَاس ، المعنى من شر الوسواس ومن شر الناس . الجوهري : الجِنُّ خلاف الإنسِ ، والواحد جنِّيٌّ ، سميت بذلك لأَنها تخفى ولا تُرَى . جُنَّ الرجلُ جُنوناً وأَجنَّه اللهُ ، فهو مجنونٌ ، ولا تقل مُجَنٌّ ؛
وأَنشد ابن بري : رأَت نِضْوَ أَسْفار أُمَيَّةُ شاحِباً ، على نِضْوِ أَسْفارٍ ، فَجُنَّ جُنونُها ، فقالت : من أَيِّ الناسِ أَنتَ ومَن تكن ؟ فإِنك مَوْلى أُسْرةٍ لا يَدِينُها وقال مُدرك بن حُصين : كأَنَّ سُهَيْلاً رامَها ، وكأَنها حَليلةُ وخْمٍ جُنَّ منه جُنونها . وقوله : ويَحَكِ يا جِنِّيَّ ، هل بَدا لكِ أَن تَرْجِعِي عَقْلي ، فقد أَنَى لكِ ؟ إنما أَراد مَرْأَة كالجِنِّيَّة إمَّا في جمالها ، وإما في تلَوُّنِها وابتِدالها ؛ ولا تكون الجِنِّيَّة هنا منسوبةً إلى الجِنِّ الذي هو خلاف الإنس حقيقة ، لأَن هذا الشاعر المتغزِّلَ بها إنْسيٌّ ، والإنسيُّ لا يَتعشَّقُ جنِّيَّة ؛ وقول بدر بن عامر : ولقد نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً ، ولقد نَطقْتُ قَوافِيَ التَّجْنينِ . أَراد بالإنْسِيَّة التي تقولها الإنْسُ ، وأَراد بالتَّجْنينِ ما تقولُه الجِنُّ ؛ وقال السكري : أَراد الغريبَ الوَحْشِيّ . الليث : الجِنَّةُ الجُنونُ أَيضاً . وفي التنزيل العزيز : أَمْ به جِنَّةٌ ؛ والاسمُ والمصدرُ على صورة واحدة ، ويقال : به جِنَّةٌ وجنونٌ ومَجَنَّة ؛
وأَنشد : من الدَّارِميّينَ الذين دِماؤُهم شِفاءٌ من الداءِ المَجَنَّة والخَبْل . والجِنَّةُ : طائفُ الجِنِّ ، وقد جُنَّ جَنّاً وجُنوناً واسْتُجِنَّ ؛ قال مُلَيح الهُذَليّ : فلمْ أَرَ مِثْلي يُسْتَجَنُّ صَبابةً ، من البَيْن ، أَو يَبْكي إلى غير واصِلِ . وتَجَنَّن عليه وتَجانَّ وتجانَنَ : أَرَى من نفسِه أَنه مجنونٌ . وأَجَنَّه الله ، فهو مجنون ، على غير قياس ، وذلك لأَنهم يقولون جُنَّ ، فبُني المفعولُ من أَجنَّه الله على هذا ، وقالوا : ما أَجنَّه ؛ قال سيبويه : وقع التعجبُ منه بما أَفْعَلَه ، وإن كان كالخُلُق لأَنه ليس بلون في الجسد ولا بِخِلْقة فيه ، وإنما هو من نقْصان العقل . وقال ثعلب : جُنَّ الرجلُ وما أَجنَّه ، فجاء بالتعجب من صيغة فِعل المفعول ، وإنما التعجب من صيغة فِعْل الفاعل ؛ قال ابن سيده : وهذا ونحوُه شاذٌّ . قال الجوهري : وقولهم في المَجْنون ما أَجَنَّه شاذٌّ لا يقاس عليه ، لأَنه لا يقال في المضروب ما أَضْرَبَه ، ولا في المَسْؤول ما أَسْأَلَه . والجُنُنُ ، بالضم : الجُنونُ ، محذوفٌ منه الواوُ ؛ قال يصف الناقة : مِثْل النَّعامةِ كانت ، وهي سائمةٌ ، أَذْناءَ حتى زَهاها الحَيْنُ والجُنُنُ جاءت لِتَشْرِيَ قَرْناً أَو تُعَوِّضَه ، والدَّهْرُ فيه رَباحُ البَيْع والغَبَنُ . فقيل ، إذْ نال ظُلْمٌ ثُمَّتَ ، اصْطُلِمَتْ إلى الصَّماخِ ، فلا قَرْنٌ ولا أُذُنُ . والمَجَنَّةُ : الجُنُونُ . والمَجَنَّةُ : الجِنُّ . وأَرضُ مَجَنَّةٌ : كثيرةُ الجِنِّ ؛ وقوله : على ما أَنَّها هَزِئت وقالت هَنُون أَجَنَّ مَنْشاذا قريب . أَجَنَّ : وقع في مَجَنَّة ، وقوله هَنُون ، أَراد يا هنون ، وقوله مَنْشاذا قريب ، أَرادت أَنه صغيرُ السِّنّ تَهْزَأ به ، وما زائدة أَي على أَنها هَزِئَت . ابن الأَعرابي : باتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنٍّ أَي بمكان خالٍ لا أَنيس به ؛ قال الأَخطل في معناه : وبِتْنا كأَنَّا ضَيْفُ جِنٍّ بِلَيْلة . والجانُّ : أَبو الجِنِّ خُلق من نار ثم خلق منه نَسْلُه . والجانُّ : الجنُّ ، وهو اسم جمع كالجامِل والباقِر . وفي التنزيل العزيز : لم يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهم ولا جانّ . وقرأَ عمرو بن عبيد : فيومئذ لا يُسْأَل عن ذَنْبِه إنْسٌ قَبْلَهم ولا جأَنٌّ ، بتحريك الأَلف وقَلْبِها همزةً ، قال : وهذا على قراءة أَيوب السَّخْتِيالي : ولا الضَّأَلِّين ، وعلى ما حكاه أَبو زيد عن أَبي الإصبغ وغيره : شأَبَّة ومأَدَّة ؛ وقول الراجز : خاطِمَها زأَمَّها أَن تَذْهَبا (* قوله « خاطمها إلخ » ذكر في الصحاح : يا عجباً وقد رأيت عجبا * حمار قبان يسوق أرنبا خاطمها زأَمها أن تذهبا * فقلت أردفني فقال مرحبا ). وقوله : وجلَّه حتى ابْيَأَضَّ مَلْبَبُهْ وعلى ما أَنشده أَبو علي لكُثيّر : وأَنتَ ، ابنَ لَيْلَى ، خَيْرُ قَوْمِكَ مَشْهداً ، إذا ما احْمأََرَّت بالعَبِيطِ العَوامِلُ . وقول عِمْران بن حِطَّان الحَرُورِيّ : قد كنتُ عندَك حَوْلاً لا تُرَوِّعُني فيه رَوائع من إنْسٍ ولا جاني . إنما أَراد من إنسٍ ولا جانٍّ فأَبدل الونَ الثانية ياءً ؛ وقال ابن جني : بل حذف النونَ الثانية تخفيفاً . وقال أَبو إسحق في قوله تعالى : أَتَجْعَلُ فيها مَنْ يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِّماءَ ؛ روي أَن خَلْقاً يقال لهم الجانُّ كانوا في الأَرض فأَفسَدوا فيا وسفَكوا الدِّماء فبعث اللهُ ملائكتَه أَجْلَتْهم من الأَرض ، وقيل : إن هؤلاء الملائكةَ صارُوا سُكَّانَ الأَرض بعد الجانِّ فقالوا : يا رَبَّنا أَتَجْعَلُ فيها مَن يُفسِد فيها . أَبو عمرو : الجانُّ من الجِنِّ ، وجمعُه جِنَّانٌ مثل حائطٍ وحِيطانٍ ، ، قال الشاعر : فيها تَعَرَّفُ جِنَّانُها مَشارِبها داثِرات أُجُنْ . وقال الخَطَفَى جَدّ جرير يصف إبلاً : يَرْفَعْنَ بالليل ، إذا ما أَسْدَفا ، أَعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا . وفي حديث زيد بن مقبل : جِنَّان الجبال أَي يأْمرون بالفَساد من شياطين الإنس أَو من الجنِّ . والجِنَّةُ ، بالكسر : اسمُ الجِنّ . وفي الحديث : أَنه نَهى عن ذبائح الجِنّ ، قال : هو أَن يَبْنِيَ الرجلُ الدارَ فإذا فرغ من بِنائها ذَبح ذَبيحةً ، وكانوا يقولون إذا فُعل ذلك لا يَضُرُّ أَهلَها الجِنُّ . وفي حديث ماعزٍ : أَنه ، صلى الله عليه وسلم : سأَل أَهلَه عنه فقال : أَيَشْتَكي أَم به جِنَّةٌ ؟، قالوا : لا ؛ الجِنَّةُ ، بالكسر : الجُنونُ . وفي حديث الحسن : لو أَصاب ابنُ آدمَ في كلِّ شيء جُنَّ أَي أُعْجِبَ بنفسِه حتى يصير كالمَجْنون من شدَّةِ إِعْجابِه ؛ وقال القتيبي : وأَحْسِبُ قولَ الشَّنْفَرى من هذا : فلو جُنَّ إنْسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ . وفي الحديث : اللهم إني أَعوذ بك من جُنونِ العَمَلِ أَي من الإعْجابِ به ، ويؤكِّد هذا حديثُه الآخر : أَنه رأَى قوماً مجتمعين على إنسان فقال : ما هذا ؟ فقالوا : مَجْنونٌ ، قال : هذا مُصابٌ ، إنما المَجْنونُ الذي يَضْرِبُ بِمَنْكِبَيه وينظرُ في عَطْفَيْه ويتَمَطَّى في مِشْيَتِه . وفي حديث فَضالة : كان يَخِرُّ رجالٌ من قامَتِهم في الصلاة من الخَصاصةِ حتى يقولَ الأَعْرابُ مجانين أَو مَجانُون ؛ المَجانِينُ : جمعُ تكسيرٍ لمَجْنونٍ ، وأَما مَجانون فشاذٌّ كما شذَّ شَياطُون في شياطين ، وقد قرئ : واتَّبَعُوا ما تَتْلُو الشَّياطون . ويقال : ضلَّ ضَلالَه وجُنَّ جُنونَه ؛ قال الشاعر : هَبَّتْ له رِيحٌ فجُنَّ جُنونَه ، لمَّا أَتاه نَسِيمُها يَتَوَجَّسُ . والجانُّ : ضرْبٌ من الحيَّاتِ أَكحَلُ العَيْنَين يَضْرِب إلى الصُّفْرة لا يؤذي ، وهو كثير في بيوت الناس . سيبويه : والجمعُ جِنَّانٌ ؛
وأَنشد بيت الخَطَفَى جدّ جرير يصف إبلاً : أَعناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا ، وعَنَقاً بعدَ الرَّسيم خَيْطَفا . وفي الحديث : أَنه نهَى عن قَتْلِ الجِنَّانِ ، قال : هي الحيَّاتُ التي تكون في البيوت ، واحدها جانٌّ ، وهو الدقيقُ الخفيف : التهذيب في قوله تعالى : تَهْتَزُّ كأَنَّها جانٌّ ، قال : الجانُّ حيَّةٌ بيضاء . أَبو عمرو : الجانُّ حيَّةٌ ، وجمعُه جَوانٌ ، قال الزجاج : المعنى أَن العصا صارت تتحرَّكُ كما يتحرَّكُ الجانُّ حركةً خفيفةً ، قال : وكانت في صورة ثُعْبانٍ ، وهو العظيم من الحيَّاتِ ، ونحوَ ذلك ، قال أَبو العباس ، قال : شبَّهها في عِظَمِها بالثعْبانِ وفي خِفَّتِها بالجانِّ ، ولذلك ، قال تعالى مرَّة : فإذا هي ثُعْبانٌ ، ومرَّة : كأَنها جانٌّ ؛ والجانُّ : الشيطانُ أَيضاً . وفي حديث زمزم : أَن فيها جِنَّاناً كثيرةً أَي حيَّاتٍ ، وكان أَهلُ الجاهليَّة يسمّون الملائكةُ ، عليهم السلام ، جِنّاً لاسْتِتارِهم عن العيون ؛ قال الأَعشى يذكر سليمان ، عليه السلام : وسَخَّرَ من جِنِّ الملائِكِ تِسعةً ، قِياماً لَدَيْهِ يَعْمَلونَ بلا أَجْرِ . وقد قيل في قوله عز وجل : إلا إبليس كان من الجنِّ ؛ إنه عَنى الملائكة ، ، قال أَبو إسحق : في سِياق الآية دليلٌ على أَن إبليس أُمِرَ بالسجود مع الملائكة ، قال : وأَكثرُ ما جاء في التفسير أَن إبليس من غير الملائكة ، وقد ذكر الله تعالى ذلك فقال : كان من الجنّ ؛ وقيل أَيضاً : إن إبليس من الجنّ بمنزلة آدمَ من الإنس ، وقد قيل : إن الجِنّ ضرْبٌ من الملائكة كانوا خُزَّانَ الأَرض ، وقيل : خُزّان الجنان ، فإن ، قال قائل : كيف استَثْنَى مع ذكْر الملائكة فقال : فسجدوا إلا إبليس ، كيف وقع الاستثناء وهو ليس من الأَول ؟ فالجواب في هذا : أَنه أَمَره معهم بالسجود فاستثنى مع أَنه لم يَسْجُد ، والدليلُ على ذلك أَن تقول أَمَرْتُ عَبْدي وإخْوتي فأَطاعوني إلا عَبْدي ، وكذلك قوله تعالى : فإنهم عدوٌ لي إلا رب العالمين ، فرب العالمين ليس من الأَول ، لا يقد أَحد أَن يعرف من معنى الكلام غير هذا ؛ قال : ويَصْلُحُ الوقفُ على قوله ربَّ العالمين لأَنه رأْسُ آيةٍ ، ولا يحسُن أَن ما بعده صفةٌ له وهو في موضع نصب . ولا جِنَّ بهذا الأَمرِ أَي لا خَفاءِ ؛ قال الهذلي : ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ فأَما قول الهذلي : أَجِنِي ، كلَّما ذُكِرَتْ كُلَيْبٌ ، أَبِيتُ كأَنني أُكْوَى بجَمْر . فقيل : أَراد بجِدِّي ، وذلك أَن لفظ ج ن إنما هو موضوع للتستُّر على ما تقدم ، وإنما عبر عنه بجنِّي لأَن الجِدَّ مما يُلابِسُ الفِكْرَ ويُجِنُّه القلبُ ، فكأَنَّ النَّفْسَ مُجِنَّةٌ له ومُنْطوية عليه . وقالت امرأَة عبد الله بن مسعود له : أَجَنَّك من أَصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ؛ قال أَبو عبيد :، قال الكسائي وغيره معناه من أَجْلِ أَنك فترَكَتْ مِنْ ، والعرب تفعل ذلك تدَعُ مِن مع أَجْل ، كما يقال فعلتُ ذلك أَجْلَك وإِجْلَك ، بمعنى مِن أَجْلِك ، قال : وقولها أَجَنَّك ، حذفت الأَلف واللام وأُلْقِيَت فتحةُ الهمزة على الجيم كما ، قال الله عز وجل : لكنَّا هو الله ربِّي ؛ يقال : إن معناه لكنْ أَنا هو الله ربِّي فحذف الأَلف ، والتقى نُونانِ فجاء التشديد ، كما ، قال الشاعر أَنشده الكسائي : لَهِنَّكِ مِنْ عَبْسِيّة لَوَسيمةٌ على هَنَواتٍ كاذِبٍ مَنْ يَقُولُها أَراد لله إنَّك ، فحذف إحدى اللامَينِ من لله ، وحذَفَ الأَلف من إنَّك ، كذلك حُذِفَتْ اللامُ من أَجل والهمزةُ من إنَّ ؛ أَبو عبيد في قول عدي ابن زيد : أَجْلَ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكم ، فوقَ مَن أَحْكى بصُلْبٍ وإزار . الأَزهري ، قال : ويقال إجْل وهو أَحبُّ إلي ، أَراد من أجّل ؛ ويروى : فوق مَن أَحكأَ صلباً بإزار . أَراد بالصلْب الحَسَبَ ، وبالإزارِ العِفَّةَ ، وقيل : في قولهم أَجِنَّك كذا أَي من أَجلِ أَنك فحذفوا الأَلف واللام اختصاراً ، ونقلوا كسرة اللام إلى الجيم ؛ قال الشاعر : أَجِنَّكِ عنْدي أَحْسَنُ الناسِ كلِّهم ، وأَنكِ ذاتُ الخالِ والحِبَراتِ . وجِنُّ الشَّبابِ : أَوَّلُه ، وقيل : جِدَّتُه ونشاطُه . ويقال : كان ذلك في جِنِّ صِباه أَي في حَدَاثَتِه ، وكذلك جِنُّ كلِّ شيء أَوَّلُ شِدّاته ، وجنُّ المرَحِ كذلك ؛ فأَما قوله : لا يَنْفُخُ التَّقْريبُ منه الأَبْهَرا ، إذا عَرَتْه جِنُّه وأَبْطَرا . قد يجوز أَن يكون جُنونَ مَرَحِه ، وقد يكونُ الجِنُّ هنا هذا النوع المُسْتَتِر عن العَين أَي كأَنَّ الجِنَّ تَسْتَحِثُّه ويُقوِّيه قولُه عَرَتْه لأَن جنَّ المرَح لا يؤَنَّث إنما هو كجُنونه ، وتقول : افْعَلْ ذلك الأَمرَ بجِنِّ ذلك وحِدْثانِه وجِدِّه ؛ بجِنِّه أَي بحِدْثانِه ؛ قال المتنخل الهذلي : كالسُّحُل البيضِ جَلا لَوْنَها سَحُّ نِجاءِ الحَمَلِ الأَسْوَلِ أَرْوَى بجِنِّ العَهْدِ سَلْمَى ، ولا يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ . يريد الغيثَ الذي ذكره قبل هذا البيت ، يقول : سقى هذا الغيثُ سَلْمى بحِدْثانِ نُزولِه من السحاب قَبْل تغيُّره ، ثم نهى نفسَه أَن يُنْصِبَه حُبُّ من هو مَلِقٌ . يقول : من كان مَلِقاً ذا تَحوُّلٍ فَصَرَمَكَ فلا ينْصِبْكَ صَرْمُه . ويقال : خُذ الأَمرَ بجِنِّه واتَّقِ الناقةَ فإِنها بجِنِّ ضِراسِها أَي بحِدْثانِ نتاجِها . وجِنُّ النَّبْتِ : زَهْرُه ونَوْرُه ، وقد تجنَّنَتْ الأَرضُ وجُنَّتْ جُنوناً ؛
قال : كُوم تَظاهرَ نِيُّها لمّا رَعَتْ رَوْضاً بِعَيْهَمَ والحِمَى مَجْنوناً وقيل : جُنَّ النَّبْتُ جُنوناً غلُظ واكْتَهل . وقال أَبو حنيفة : نخلة مَجْنونة إذا طالت ؛
وأَنشد : يا رَبِّ أَرْسِلْ خارِفَ المَساكِينْ عَجاجةً ساطِعَةَ العَثانِينْ تَنْفُضُ ما في السُّحُقِ المَجانِينْ . قال ابن بري : يعني بخارفِ المساكين الريحَ الشديدةَ التي تنفُض لهم التَّمْرَ من رؤُوس النخل ؛ ومثله قول الآخر : أَنا بارِحُ الجَوْزاءِ ، ما لَك لا تَرى عِيالَكَ قد أَمْسَوا مَرامِيلَ جُوَّعاً ؟ الفراء : جُنَّت الأَرض إذا قاءتْ بشيء مُعْجِبٍ ؛ وقال الهذلي : أَلَمَّا يَسْلم الجِيرانُ منهم ، وقد جُنَّ العِضاهُ من العَميم . ومرَرْتُ على أَرضِ هادِرة مُتَجَنِّنة : وهي التي تُهال من عشبها وقد ذهب عُشْبها كلَّ مذهب . ويقال : جُنَّت الأَرضُ جُنوناً إذا اعْتَمَّ نبتها ؛ قال ابن أَحمر : تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواري ، وجُنَّ الخازِبازِ به جُنونا . جُنونُه : كثرةُ تَرَنُّمه في طَيَرانِه ؛ وقال بعضهم : الخازِ بازِ نَبْتٌ ، وقيل : هو ذُبابٌ . وجنون الذُّباب : كثرةُ تَرَنُّمِه . وجُنَّ الذُّبابُ أَي كثُرَ صوته . وجُنونُ النَّبْت : التفافُه ؛ قال أَبو النجم : وطالَ جَنُّ السَّنامِ الأَمْيَلِ . أَراد تُمُوكَ السَّنامِ وطولَه . وجُنَّ النبتُ جُنوناً أَي طالَ والْتَفَّ وخرج زهره ؛ وقوله : وجُنَّ الخازِ بازِ به جُنونا . يحتمل هذين الوجهين . أَبو خيرة : أَرضٌ مجنونةٌ مُعْشِبة لم يَرْعَها أَحدٌ . وفي التهذيب : شمر عن ابن الأَعرابي : يقال للنخل المرتفع طولاً مجنونٌ ، وللنبتِ الملتَفّ الكثيف الذي قد تأَزَّرَ بعضُه في بعض مجنونٌ . والجَنَّةُ : البُسْتانُ ، ومنه الجَنّات ، والعربُ تسمِّي النخيلَ جَنَّةً ؛ قال زهير : كأَنَّ عينيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلةٍ ، من النَّواضِح ، تَسْقي جَنَّةً سُحُقاً . والجَنَّةُ : الحَديقةُ ذات الشجر والنخل ، وجمعها جِنان ، وفيها تخصيص ، ويقال للنخل وغيرها . وقال أَبو علي في التذكرة : لا تكون الجَنَّة في كلام العرب إلا وفيها نخلٌ وعنبٌ ، فإن لم يكن فيها ذلك وكانت ذات شجر فهي حديقة وليست بجَنَّةٍ ، وقد ورد ذكرُ الجَنَّة في القرآن العزيز والحديث الكريم في غير موضع . والجَنَّةُ : هي دارُ النعيم في الدار الآخرة ، من الاجْتنان ، وهو السَّتْر لتَكاثُفِ أَشْجارِها وتظليلها بالتِفافِ أَغصانِها ، قال : وسميت بالجَنَّة وهي المرَّة الواحدة من مَصْدر جَنَّة جَنّاً إذا ستَرَه ، فكأَنها ستْرةٌ واحدةٌ لشدَّةِ التِفافِها وإظْلالِها ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وزعمَ أَنه للبيد : دَرَى باليَسَارَى جَنَّةً عَبْقَرِيَّةً ، مُسَطَّعةَ الأَعْناق بُلْقَ القَوادِم . قال : يعني بالجَنَّة إبلاً كالبُسْتان ، ومُسطَّعة : من السِّطاع وهي سِمةٌ في العنق ، وقد تقدم . قال ابن سيده : وعندي أَنه جِنَّة ، بالكسر ، لأَنه قد وصف بعبقرية أَي إبلاً مثل الجِنة في حِدَّتها ونفارها ، على أَنه لا يبعد الأَول ، وإن وصفها بالعبقرية ، لأَنه لما جعلها جَنَّة اسْتَجازَ أَن يَصِفَها بالعبقريّة ، قال : وقد يجوز أَن يعني به ما أَخرج الربيعُ من أَلوانِها وأَوبارها وجميل شارَتِها ، وقد قيل : كلُّ جَيِّدٍ عَبْقَرِيٌّ ، فإذا كان ذلك فجائز أَن يوصَف به الجِنَّة وأَن يوصف به الجَنَّة . والجِنِّيَّة : ثياب معروفة (* قوله « والجنية ثياب معروفة » كذا في التهذيب . وقوله « والجنية مطرف إلخ » كذا في المحكم بهذا الضبط فيهما . وفي القاموس : والجنينة مطرف كالطيلسان اهـ . أي لسفينة كما في شرح القاموس ). والجِنِّيّةُ : مِطْرَفٌ مُدَوَّرٌ على خِلْقة الطَّيْلَسان تَلْبَسُها النساء . ومَجَنَّةُ : موضعٌ ؛ قال في الصحاح : المَجَنَّةُ اسمُ موضع على أَميال من مكة ؛ وكان بِلالٌ يتمثَّل بقول الشاعر : أَلا ليْتَ شِعْري هل أَبِيتَنَّ ليلةً بمكةَ حَوْلي إذْ خِرٌ وجَليلُ ؟ وهل أَرِدَنْ يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ ؟ وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ ؟ وكذلك مِجَنَّة ؛ وقال أَبو ذؤَيب : فوافَى بها عُسْفانَ ، ثم أَتى بها مِجَنَّة ، تَصْفُو في القِلال ولا تَغْلي . قال ابن جني : يحتمل مَجَنَّةُ وَزْنَين : أَحدهما أَن يكون مَفْعَلة من الجُنون كأَنها سميت بذلك لشيء يتصل بالجِنِّ أَو بالجِنَّة أَعني البُسْتان أَو ما هذا سَبيلُه ، والآخر أَن يكون فَعَلَّةً من مَجَنَ يَمْجُن كأَنها سمِّيت بذلك لأَن ضَرْباً من المُجون كان بها ، هذا ما توجبُه صنعةُ عِلْمِ العرب ، قال : فأَما لأَيِّ الأَمرَينِ وقعت التسمية فذلك أَمرٌ طريقه الخبر ، وكذلك الجُنَيْنة ؛
قال : مما يَضُمُّ إلى عِمْرانَ حاطِبُه ، من الجُنَيْنَةِ ، جَزْلاً غيرَ مَوْزون . وقال ابن عباس ، رضي الله عنه : كانت مَجَنَّةٌ وذو المَجاز وعُكاظ أَسواقاً في الجاهليَّة . والاسْتِجْنانُ : الاسْتِطْراب . والجَناجِنُ : عِظامُ الصدر ، وقيل : رؤُوسُ الأَضْلاع ، يكون ذلك للناس وغيرهم ؛ قال الأَسَْقَرُ الجُعْفِيّ : لكن قَعِيدةَ بَيْتِنا مَجْفُوَّةٌ ، بادٍ جَناجِنُ صَدْرِها ولها غِنا . وقال الأعشى : أَثَّرَتْ في جَناجِنٍ ، كإِران المَيْت ، عُولِينَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ . واحدها جِنْجِنٌ وجَنْجَنٌ ، وحكاه الفارسي بالهاء وغير الهاء : جِنْجِن وجِنْجِنة ؛ قال الجوهري : وقد يفتح ؛ قال رؤبة : ومن عَجارِيهنَّ كلُّ جِنْجِن . وقيل : واحدها جُنْجون ، وقيل : الجَناجِنُ أَطرافُ الأَضلاع مما يلي قَصَّ الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْب . والمَنْجَنُونُ : الدُّولابُ التي يُسْتَقى عليها ، نذكره في منجن فإِن الجوهري ذكره هنا ، وردَّه عليه ابنُ الأَعرابي وقال : حقُّه أَن يذكر في منجن لأَنه رباعي ، وسنذكره هناك . "