الأصْبعُ مثلَّثةَ الهَمزَةِ ومع كلِّ حركَةٍ تُثَلَّثُ الباءُ المُوحَّدَةُ فهي تسعُ لغاتٍ ذكرَ الجَوْهَرِيّ منها خَمساً وهي بكسْرِ الهَمزَةِ وضَمِّها والباءُ مفتوحَةٌ فيهما وبإتباعِ الكَسرةِ الكسرَةَ وإتباعِ الضَّمَّةِ الضَّمَّةَ وأَصبِعْ كأَضْرِبُ أَنا أَي بفتح الهَمزةِ مع كسر الباءِ وثِنتانِ زادَهُما الصَّاغانِيُّ وهي بكسر الأَوَّلِ وضَمِّ الثالثِ وبإتباعِ الفتحِ الفتحَةَ كأَفكَلَ وثِنتانِ زادَهُما المُصَنِّفُ وهما بفتح الأَوَّلِ وضَمِّ الثّالثِ وبضَمِّ الأَوَّلِ وكَسر الثّالثِ والعاشِرُ : أُصْبوعٌ بالضَّمِّ كأُظفورٍ وأُرْغولٍ وقد جمعَهُما في بيتٍ وهو :
تَثليثُ با إصْبعٍ مَعْ كَسْرِ هَمزَتِه ... من غيرِ قَيْدٍ معَ الأُصبوعِ قد كمُلا
قال شيخُنا : وقولُه : معَ كسْر هَمزتِه فيه نَظَرٌ ولو قال : مع ضبْطِ همزَتِه بغير قيْدٍ لكانَ أَنَصَّ على المُرادِ . ويأْتي في أُنمُلَةٍ بيتٌ آخرُ أَعذَبُ من هذا قلتُ : وهي بكسْر الأَوَّلِ وضَمِّ الثّالثِ نادِرٌ كلُّ ذلكَ عن كُراعٍ في كتابيه : المُجَرَّد والمُنَضَّد وحكاهُنَّ أَيضاً اللِّحيانِيُّ في نوادرِه عن يونُسَ . وقال ياقوت في المُعجم : في إصْبَعِ اليَدِ ثلاثُ لُغاتٍ جيِّدَةٌ مُستعملَةٌ وهنَّ : إصْبَع ونَظائرُه قليلَةٌ جاءَ منه : إبْرَم : نَبْتٌ وإبْيَن : اسمُ رَجُلٍ نُسِبَتْ إليه عَدَنُ إبيَنْ وإشْفَى : للمِثْقَبِ وإنْفحَةٌ . وإصْبِعٌ كإثْمِد وأُصبُعٌ كأُبلُم . وحَكَى النَّحَوِيُّونَ لغةً رابعةً رديئةً وهي أَصْبِع بفتح أَوَّلِه مع كسْرِ الثّالثِ انتهى . مؤَنَّثَةٌ في كلِّ ذلكَ وقد تُذَكَّرُ والغالبُ التّأْنيثُ كما في العُبابِ زاد شيخُنا في الإصْبع وفي أَسمائها خصوصاً كالخِنْصَرِ والبِنْصَرِ نَعَمْ جَزَمَ قَوْمٌ بتَذكيرِ الإبهامِ وفي اللسانِ رُوِيَ عن النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم أَنَّه دَمِيَتْ إصبَعُه في حَفْرِ الخَندَقِ فقال :
هلْ أَنتِ إلاّ إِصْبَعٌ دَمِيَتْ ... وفي سبيلِ اللهِ ما لَقِيَتْ فأمّا ما حكاهُ سيبويه من قولهم : ذهبَتْ بعضُ أَصابِعِه فإنَّه أَنَّثَ البعضَ لأَنَّه إصْبَعٌ في المَعنى وإن ذُكِرَ الإصبع مُذَكَّراً جازَ لأَنَّه ليسَ فيها علامةُ التّأْنيثِ وقال شيخُنا : والتَّذكيرُ إنَّما ذكرَه شِرذِمَةٌ كابنِ فارِسٍ وتبِعَهُ المُصنِّفُ قلتُ : ونقله الليثُ أَيضاً فقال : يُقال : هذا إصبَعٌ على التَّذكير في بعض اللُّغاتِ وأَنشدَ لِلَبيدٍ رضي الله عنه :
مَنْ يَمْدُدِ اللهُ عليه إصْبَعا ... بالخَيرِ والشَّرِّ بأَيٍّ أُولِعَا وقال الصَّاغانِيُّ : ليسَ الرَّجَزُ للَبيدٍ ما قالَه اللَّيثُ ولكنَّه روي على غير وَجهٍ :
مَنْ يَجعَل اللهُ عليه إصبعا ... في الخَير أَو في الشَّرِّ يَلقاهُ مَعاج : أَصابِعُ وأَصابيعُ بزيادَةِ الياء والإصْبَعُ كدِرْهَمٍ : جبلٌ بنَجْدٍ نقله ياقوت بغير أَلِفٍ ولامٍ . وذو الإصبع : حُرثانُ بنِ مُحَرِّث بنِ الحارثِ بنِ شَباةَ بن وَهبِ بنِ ثعلبَةَ بنِ الظَّربِ بن عَمرو بنِ عبّادِ بنِ يَشْكُرَ بنِ عَدوانَ العَدْوانِيُّ الحكيمُ الشَّاعِرُ الخطيبُ المُعَمَّرُ قيل له ذلكَ لأَنَّه نهَشَتْ أَفعى إبهامَ رِجلِه فقطعَها فلُقِّبَ به وقيل : كانت له إصبعٌ زائدَةٌ . ذو الإصْبَع : حِبّانُ بنُ عبدِ اللهِ التَّغلِبِيُّ الشَّاعِرُ من ولَدِ عَنْزِ بنِ وائلٍ أَخي بَكر وتَغلِبَ ابنَي وائلٍ وبه تَعرِفُ أَنَّ الصَّوابَ في نسبِه العَنْزِيُّ بل قيل في هذا أَيضاً : ذُو الأَصابِعِ . وذُو الإِصبَعِ : شاعِرٌ آخَرُ مُتأَخِّرٌ لمْ يُسَمَّ من مُدَّاحِ الوَليدِ بنِ يزيدَ بنِ عبد الملك بنِ مَروانَ كما في التَّكملَةِ وفي التَّبصيرِ : هو ذو الإصبَعِ الكَلبِيُّ شاعِرٌ في التّابعينَ . قلتُ : وساقَ نسبَه الصَّاغانِيّ في العباب فقال : هو حَفصُ بنُ حبيبٍ بنِ حُرَيْثِ بنِ حسّانَ بنِ مالِكِ بنِ عبدِ مَناةَ بنِ امْرِئِ القَيْسِ بن عَبْد الله بنِ عُلَيْمِ بنِ جَنابٍ الكَلْبِيُّ . وقال في التَّكملَةِ : ذو الإصبعِ الكَلْبِيُّ وذو الإصبَعِ العُلَيْمِيُّ : شاعرانِ . قلتُ : وهو غَلَطٌ والصّوابُ أَنَّهما واحِدٌ وفي كتاب الشُّعراءِ للآمِدِيِّ - بعدَما ذكَرَ ذا الإصبَع الكَلْبِيَّ - ما نَصُّه : وذو الإصبَعِ أَنشدَ له أَبو عَمروٍ الشَّيبانِيُّ في كتاب الحُروفِ أَبياتاً في مَدحِ الوليد بنِ يزيدَ قلتُ : فهذا يدُلُّ على أَنَّ الذي مَدَحَ الوليدَ غيرُ الكَلبِيِّ وكأَنَّ المُصنِّف لم يَرَ الفَرْقَ بينَهما فتأَمَّلْ . وزَكِيُّ الدِّينِ عبدُ العظيمِ بنِ عبدِ الواحِدِ بن أَبي الإصبَعِ الشَّاعِرُ المِصرِيُّ متأَخِّرٌ كتبَ عنه الحافظُ شَرَفُ الدِّينِ عبدُ المُؤمِن بنُ خلَفٍ الدِّمياطِيُّ شيئاً من شِعرِه . وذو الأَصابِع التَّميمِيُّ أَو الخُزاعِيُّ أَو الجُهَنِيُّ : صَحابِيٌّ رضي الله عنه سكَنَ بيتَ المَقدِسِ له حديثٌ في مُسنَدِ أَحمدَ مَتْنُهُ : " عليكَ ببيتِ المَقدِسِ " . منَ المَجاز : يُقال : لِلرَّاعي على ماشيَتِه إصْبَعٌ : أَي أَثَرٌ حَسَنٌ يُشارُ إليها بالأصابعِ لحُسنِها وسِمَنِها وحُسْنِ أَثَرِ الرُّعاةِ فيها ويقال أَيضاً : فلانٌ من الله عليه إصبَعٌ حسَنَةٌ أَي أَثَرُ نِعمَةٍ حسَنَةٍ وإنَّما قيل للأَثَرِ الحَسَنِ : إصبَعٌ لإشارَةِ النّاسِ إليهِ بالإصبَعِ . وقال ابنُ الأَعرابيِّ : إنَّه لَحَسَنُ الإصبَعِ في مالِه وحَسَنُ المَسِّ في ماله أَي حَسَنُ الأَثَرِ وأَنشدَ :
أَورَدَها راعٍ مَرِئُ الإصْبَعِ ... لَمْ تَنتَشِرْ عنهُ ولم تَصَدَّعِ وأَنشدَ الأَصمعيُّ للراعي :
" ضَعيفُ العَصا بَادِي العُرُوقِ تَرَى لهُعليه إذا ما أَجدَبَ النَّاسُ إصْبَعا وإصْبَعُ خَفَّانَ : بِناءٌ عظيمٌ قربَ الكوفَةِ من أَبنيَةِ الفُرْسِ قال ياقوت : أَظُنُّهُم بَنَوه مَنْظَرَةً هناكَ على عادَتهم في مثلِه . وذاتُ الإصبَعِ : رُضَيْمَةٌ لبني أَبي بَكر بن كِلابِ عن الأَصمعيِّ وقيل : هي في ديارِ غَطَفانَ والرِّضامُ : صُخورٌ كِبارٌ يُرْضَمُ بعضُها على بعضٍ نقله ياقوت . منَ المَجاز : هو مُغِلُّ الإصْبَعِ أَي خائنٌ وأَنشدَ ابنُ الأَعرابيِّ للكلابيِّ :
حدَّثْتَ نفسَكَ بالبقاءِ ولمْ تكُنْ ... للغَدْرِ خائنَةً مُغِلَّ الإصبَعِوأَصابِعُ الفَتياتِ كذا في العُباب والتَّكملةِ وفي المِنهاجِ لابنِ جَزْلَةَ : أَصابِعُ الفِتيانِ وفي اللسانِ : أَصابِعُ البُنَيَّاتِ : رَيْحانَةٌ تُعرَفُ بالفَرَنْجَمُشْكِ قال أَبو حنيفة : تَنبُتُ بأَرضِ العَرَب من أَطرافِ اليَمَنِ . قلتُ وفَرَنْجَمُشْك فارِسِيَّةٌ ويُقال أَيضاً : افْرَنْجَمُشْك بزيادة الأَلِف وهو قريبٌ من المَرْزَنْجُوش في أَفعاله شَمُّهُ يفتَح سِدَدَ الدِّماغِ وينفَعُ من الخَفقانِ من بَرْدٍ وقد رأَيْتُه باليَمَنِ كثيراً . وأَصابِعُ هُرْمُسَ هو فُقَّاحُ السُّورِنْجانِ وقوَّتُه كقوَّةِ السُّورِنْجانِ . وأَصابِعُ العَذارَى : صِنْفٌ من العِنَبِ أَسودُ طِوالٌ كالبَلُّوطِ شُبِّهَ ببَنانِهِنَّ المُخَضَّبَةِ وعُنقودُهُ نحوُ الذِّراعِ مُتداخِسُ الحَبِّ وله زبيبٌ جَيِّدٌ ومنابِتُه السَّراةُ . وأَصابِعُ صُفْرٌ : أَصلُ نباتٍ شكلُه كالكَفِّ أَبْلَقُ من صُفرَةٍ وبَياضٍ صُلبٌ فيه يسيرٌ من حلاوَةٍ ومنه أَصفرُ مع غُبرَةٍ بغيرِ بَياضٍ . قاله ابنُ جَزْلَة نافعٌ من الجُنونِ خاصَّةً ومن السُّمومِ ولَدْغِ الهَوامِّ ويَحُلُّ الفضولَ الغليظَةَ . وأَصابِعُ فِرعَونَ : شيءٌ شِبْهُ المَراويدِ في طول الإصبَع أَحمَرُ يُجلَبُ من بَحرِ الحِجازِ مُجَرَّبٌ لإلحامِ الجِراحاتِ سَريعاً . وذاتُ الأَصابِعِ : ع قال حسّانُ بنُ ثابتٍ رضي الله عنه :
عَفَتْ ذاتُ الأَصابِعِ فالجِواءُ ... إلى عَذراءَ مَنزِلَها خلاءُ في الصِّحاحِ : قال أَبو زَيدٍ : صَبَعَ به وعليه كمَنَعَ صَبعاً : أَشارَ نَحوَهُ بإصبَعِه مُغتاباً . صَبَعَ فُلاناً على فُلانٍ : دَلَّه عليه بالإشارَةِ ومثلُه في العُبابِ . وقيلَ : صَبَعَ به وعليه : أَرادَه بشَرٍّ والآخَرُ غافِلٌ لا يَشْعُرُ وهذا كلُّه مأْخوذٌ من الإصبَع لأَنَّ الإنسانَ إذا اغتابَ إنساناً أَشارَ إليه بإصبعِه وإذا دَلَّ إنساناً على طريقٍ أَو شيءٍ خَفِيٍّ أَشارَ إليه بالإصبَعِ . ويُقال : ما صَبَعَكَ علينا . صَبَعَ الإناءَ : وضَعَ عليه إصبَعَه حتّى سالَ عليه ما في إناءٍ آخرَ نقله الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عُبيدٍ في المُصنَّفِ وقيلَ : صَبَعَ الإناءَ إذا كانَ فيه شرابٌ وقابَلَ بينَ إصبعيهِ ثمَّ أَرسلَ ما فيه في شيءٍ ضَيِّقِ الرَّأْسِ . قال الأَزْهَرِيّ : وصَبْعُ الإناءِ : أَنْ يُرسِلَ الشَّرابَ الذي فيه بين طَرَفي الإبهامَيْنِ أَو السَّبَّابَتَيْنِ لئلاّ ينتشرَ فيندفِقَ . صَبَعَ الدَّجاجَةَ صَبْعاً : أَدخلَ فيها إصبَعَه ليعلَمَ أَنَّها تبيضُ أمْ لا نقله الزَّمخشريُّ والصَّاغانِيُّ . منَ المَجاز : الصَّبْعُ والمَصْبَعَةُ : الكِبْرُ التّامُّ والتِّيهُ والمَصبوع : المُتكبِّرُ قاله ابْن الأَعْرابِيِّ . ويقال لمن يتكبَّرُ في وِلايته : صَبَعَه الشَّيطانُ وأَدرَكَته أَصابِعُ الشَّيطانِ . وممّا يُستدرك عليه : صبَعَه صَبْعاً : أَصابَ إصبَعَهُ . وصَبَعَ بينَ القومِ صَبْعاً : دلَّ عليهم غيرَهم . وله إصبَعٌ في هذا الأمرِ كقولِهم : رِجْلٌ وهو مَجازٌ . وصَبَعَ على القومِ صَبعاً : طلع عليهم وقيل : أَصلُه صَبَأَ بالهَمزِ فأَبدَلوا . وفي الحديثِ : " قلْبُ المؤْمِنِ يبينَ إصبَعَينِ مِنْ أصابِعِ الله يُقَلِّبُه كيفَ شاءَ " وفي بعض الرِّوايات : " قُلوبُ العِبادِ بينَ إصبَعينِ " معناهُ أَنَّ تَقَلُّبَ القُلوبِ بينَ حُسْنِ آثاره وصنعه تبارَكَ وتعالى وقيل : هو جارٍ مَجرى التَّمثيلِ والكِنايَةِ عن سُرعَةِ تقلُّبِ القُلوبِ وإطلاقُها عليه مَجازٌ . وأَبو الإصبَعِ : محمَّدُ بنُ سُنَيسٍ الصُّورِيُّ : مُحَدِّثٌ مَرَّ للمُصَنِّفِ في سنس . ويقال : قُرِّبَ إليه طَعامٌ فما صَبَعَ فيه أَي ما أَدخَلَ إصبَعَه فيه وقد مَرَّ في الهَمزِ . ويقول الإنسانُ في الأَمر الشّاقِّ إذا أُضيفَ إلى الرَّجُلِ القَوِيِّ المُستقلِّ بعبئه : إنَّه يأْتي عليه بإصبَعٍ . وكذا إنَّه يَكفيه بصُغرى أَصابِعِه