وصف و معنى و تعريف كلمة يعام:


يعام: كلمة تتكون من أربع أحرف تبدأ بـ ياء (ي) و تنتهي بـ ميم (م) و تحتوي على ياء (ي) و عين (ع) و ألف (ا) و ميم (م) .




معنى و شرح يعام في معاجم اللغة العربية:



يعام

جذر [يعم]

  1. عام
    • عام - يعام ويعيم ، عيما وعيمة وعياما
      1 - عام : إشتهى اللبن . 2 - عام : قل لبنه . 3 - عام : عطش

    المعجم: الرائد

,
  1. يعلول
    • يعلول - ج ، يعاليل
      1 - يعلول : قطعة بيضاء من السحاب . 2 - يعلول : مطر بعد مطر . 3 - يعلول : نفاخات على سطح الماء من وقع المطر .

    المعجم: الرائد

  2. يعمور
    • يعمور - ج ، يعامير
      1 - يعمور : جدي . 2 - يعمور : صغير الضأن ، حمل .


    المعجم: الرائد

  3. عاملَ
    • عاملَ يعامل ، معاملةً ، فهو معامِل ، والمفعول معامَل :-
      عامل فلانًا تصرَّف معه في بيع أو غيره :- عامله بإنسانيَّة ، - عامِل النَّاس بما تُحِبُّ أن يعاملوك به :-
      • عاملهم بالمِثْل : تصرّف معهم بمثل تصرُّفاتهم معه ، - عامَله مُزامنةً : عامله قياسًا على الزَّمن ، - عامله معاملة حسنة : تصرَّف حِياله بلُطْف ، - عامله معاملة سيِّئة : تصرّف حِياله بخشونة .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  4. يعالج موضوع
    • مثال ذلك نقل البضائع من مكان لأخر للإنتاج أو التخزين

    المعجم: عربي عامة

  5. عالجَ
    • عالجَ يعالج ، معالجةً وعِلاجًا ، فهو مُعالِج ، والمفعول مُعالَج :-
      عالج المريضَ داواه :- عالج العطلَ : بحث عنه وأصلحه ، - عالج المشكلة : بحث عن أخطائها وصحَّحها ، - طبيبٌ مُعالِجٌ ، - علاج كهربائيّ :-
      مُعالِج البيانات : آلة كالحاسبة أو الحاسوب تقوم بعمليّات على البيانات بتحويلها إلى شكل يمكن للحاسوب أن يتعامل معه ويفهمه ، - مُعالِج الكلمات : نظام حاسوبيّ مُصمَّم على معالجة الكلمات أو النصوص .
      عالج الأمرَ : زاوله :- عالج الأمرَ بموضوعيّةٍ .
      عالج مادَّةً بمادَّةٍ أخرى : ( الكيمياء والصيدلة ) أجرى بينهما تفاعُلاً .


    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  6. عمس
    • " حَرْبٌ عَماسٌ : شديدة ، وكذلك ليلة عَماس .
      ويوم عَماس : مُظلِم ؛ أَنشد ثعلب : إِذا كَشَف اليومُ العَماسُ عن اسْتِهِ ، فلا يَرْتَدي مِثْلي ولا يَتَعَمَّمُ والجمع عُمُس ؛ قال العجاج : ونَزَلُوا بالسَّهْلِ بعد الشَّأْسِ ، ومُرِّ أَيامٍ مَضَيْنَ عُمْسِ وقد عَمُِسَ عَمَساً وعَمْساً وعُمُوساً وعَماسَة وعُمُوسَة ؛ وأَمْرٌ عَمْسٌ وعَمُوس وعَماس ومُعَمَّس : شديد مُظلم لا يُدرَى من أَين يُؤْتى له ؛ ومنه قيل : أَتانا بأُمور مُعَمَّسات ومُعَمِّسات ، بنصب الميم وجرّها ، أَي مَلْوِيَّات عن جِهَتِها مظلمة .
      وأَسَدٌ عَماسٌ : شديد ؛

      وقال : قَبِيلَتانِ كالحَذَفِ المُنَدَّى ، أَطافَ بِهِنّ ذُو لِبَدِ عَماسُ والعَمَسُ : كالحَمَس ، وهي الشِّدَّة ؛ حكاها ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : إِنَّ أَخْوالي ، جَمِيعاً من شَقِرْ ، لَبِسُوا لي عَمَساً جِلْدَ النَّمِرْ وعَمَسَ عليه الأَمرَ يَعْمِسُه وعَمَّسَه : خَلَّطه ولبَّسه ولم يُبيِّته .
      والعَمَاس : الدَّاهِية .
      وكلُّ ما لا يهتدَى له : عَمَاسٌ .
      والعَمُوسُ : الذي يَتعَسَّف الأَشياء كالجاهل .
      وتَعَامَسَ عن الأَمر : أَرى أَنه لا يَعْلَمه .
      والعَمْس : أَن تُرِي أَنك لا تعرِف الأَمر وأَنت عارِفٌ .
      به وفي حديث عليّ : أَلا وإِنَّ معاوية قادَ لِمَّةً من الغُواة وعَمَسَ عليهم الخَبَر ، من ذلك ، ويروى بالغين المعجمة .
      وتَعامس عنه : تغافل وهو به عالم .
      قال الأَزهري : ومن ، قال يَتَغامَس ، بالغين المعجمة ، فهو مخطئ .
      وتَعامَس عَلَيّ : تَعامَى فتركني في شُبهة من أَمره .
      والعَمْسُ : الأَمر المغطَّى .
      ويقال : تَعامَسْت على الأَمر وتعامَشْت وتَعامَيْت بمعنى واحد .
      وعامَسْت فلاناً مُعامَسَة إِذا ساترتَه ولم تُجاهِرْه بالعَداوة .
      وامرأَة مُعامِسَة : تتستر في شَبِيبَتِها ولا تَتَهَتَّك ؛ قال الراعي : إِنْ الحَلالَ وخَنْزَراً ولَدَتْهُما أُمٌّ مُعامِسَة على الأَطْهارِ أَي تأْتي ما لا خير فيه غير مُعالنة به .
      والمُعامَسَة : السِّرار .
      وفي النوادر : حَلَف فلان على العَمِيسَة والعُمَيْسَة ؛ أَي على يمين غير حق .
      ويقال : عَمَسَ الكِتابُ أَي دَرَس .
      وطاعون عَمْواس : أَوَّل طاعون كان في الإِسلام بالشام .
      وعُمَيْس : اسم رجل .
      وفي الحديث ذِكْر عَمِيس ، بفتح العين وكسر الميم ، وهو واد بين مكة والمدينة نزله النبي ، صلى اللَّه عليه وسلم ، في ممرِّه إِلى بدر .
      "

    المعجم: لسان العرب

  7. علن
    • " العِلانُ والمُعالَنة والإِعْلانُ : المُجاهرة .
      عَلَن الأَمْرُ يَعْلُنُ عُلُوناً ويَعْلِنُ وعَلِنَ يَعْلَنُ عَلَناً وعَلانية فيهما إذا شاع وظهر ، واعْتَلَنَ ؛ وعَلَّنه وأَعْلَنه وأَعْلَن به ؛

      وأَنشد ثعلب : حتى يَشُكَّ وُشاةٌ قد رَمَوْك بنا ، وأَعْلَنُوا بك فينا أَيَّ إِعْلانِ وفي حديث المُلاعنة : تلك امرأَة أَعْلَنَتْ ؛ الإِعْلانُ في الأَصل : إِظهار الشيء ، والمراد به أَنها كانت قد أَظهرت الفاحشة .
      وفي حديث الهجرة : لا يَسْتَعْلِنُ به ولسنا بمُقِرِّين له ؛ الاسْتِعْلانُ أَي الجهرِ بدِينه وقِراءته .
      واسْتَسَرَّ الرجلُ ثم اسْتَعْلَنَ أَي تَعَرَّض لأَنْ يُعْلَنَ به .
      وعالَنَه : أَعْلَنَ إِليه الأَمْرَ ؛ قال قَعْنَبُ بن أُمِّ صاحب : كلٌّ يُداجِي على البَغْضاءِ صاحِبَه ، ولَنْ أُعالِنَهُمْ إلا كما عَلَنُوا .
      والعِلانُ والمُعالَنة إذا أَعْلَن كل واحد لصاحبه ما في نفسه ؛

      وأَنشد : وكَفِّي عن أَذَى الجِيرانِ نَفْسِي ، وإِعْلاني لمن يَبْغِي عِلاني وأَنشد ابن بري للطّرِمّاحِ : أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عني بَشِيراً عَلانِيةً ، ونِعْمَ أَخُو العِلانِ

      ويقال : يا رجل اسْتَعْلِنْ أَي أَظْهِرْ .
      واعْتَلَنَ الأَمرُ إذا اشتهر .
      والعَلانية ، على مِثال الكَراهِيَة والفَرَاهِية : خلافُ السِّهر ، وهو ظهور الأَمر .
      ورجل عُلَنَةٌ : لا يَكْتُم سِرَّه ويَبُوح به .
      وقال اللحياني : رجل عَلانِيَة وقوم عَلانُونَ ، ورجل عَلانيٌّ وقوم عَلانِيُّونَ ، وهو الظاهر الأَمر الذي أَمره عَلانيَة .
      وعَلْوَانُ الكتاب : يجوز أَن يكون فِعْلُه فَعْوَلْتُ من العَلانِيَة .
      يقال : عَلْوَنْتُ الكتاب إذا عَنْوَنْته .
      وعُلْوَانُ الكتاب : عُنْوانُه .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. علج
    • " العِلْج : الرجل الشديد الغليظ ؛ وقيل : هو كلُّ ذي لِحْية ، والجمع أَعْلاج وعُلُوج ؛ ومَعْلُوجَى ، مقصور ، ومَعْلُوجاء ، ممدود : اسم للجمع يُجري مَجْرَى الصفة عند سيبويه .
      واسْتَعْلَج الرجل : خرجت لحيته وغَلُظ واشتدَّ وعَبُل بدنه .
      وإِذا خرج وجهُ الغلام ، قيل : قد اسْتَعْلَج .
      واسْتَعْلَج جلد فلان أَي غلُظ .
      والعِلْج : الرجل من كفَّار العجم ، والجمع كالجمع ، والأُنثى عِلْجة ، وزاد الجوهري في جمعه عِلَجة .
      والعِلْج : الكافر ؛ ويقال للرجل القويّ الضخم من الكفار : عِلْج .
      وفي الحديث (* قوله « وفي الحديث فأتني إلخ » الذي في النهاية فأتى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بأربعة أعلاج إلخ .
      فَأْتِني بأَربعة أَعْلاج من العدوّ ؛ يريد بالعلْج الرجل من كفار العجم وغيرهم .
      وفي حديث قَتْل عمر ، قال لابن عباس : قد كنت أَنت وأَبوك تُحِبَّان أَن تَكْثُرَ العُلُوج بالمدينة .
      والعِلْج : حمار الوحش لاستعلاج خلقه وغلظه ؛ ويقال للعَيْرِ الوحشي إِذا سَمِن وقَوِيَ : عِلْج .
      وكلُّ صُلْب شديد : عِلْج .
      والعِلْج : الرَّغيف ؛ عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي .
      ويقال : هذا عَلُوج صدْق وعَلُوك صِدْق وأَلُوك صِدْق لِمَا يُؤْكل ؛ وما تَلَوَّكْت بأَلوك ، وما تَعَلَّجْت بِعَلُوج ؛ ويقال للرغيف الغليظ الحُروف : عِلْج .
      والعِلاج : المِرَاس والدِّفاع .
      واعْتَلَج القوم : اتَّخَذُوا صراعاً وقتالاً ؛ وفي الحديث : إِنَّ الدُّعاء ليَلْقى البلاء فيَعْتَلِجان أَي يَتصارعان .
      وفي حديث سعد بن عُبادة : كَلاَّ والذي بعثك بالحق إِنْ كنتُ لأُعالِجُه بالسيف قبل ذلك أَي أَضربه .
      واعْتَلَجتِ الوَحْشُ : تضاربت وتَمارَسَتْ ، والاسم العلاج ؛ قال أَبو ذؤيب يصف عَيْراً وأُتُناً : فَلَبِثْن حيناً يَعْتَلِجْنَ بِرَوْضَةٍ ، فتَجِدُّ حيناً في المَراح ، وتَشْمَعُ واعْتلَجَ المَوْجُ : التَطم ، وهو منه ؛ واعْتَلَجَ الهَمُّ في صدره ، كذلك على المَثل .
      واعتلجتِ الأَرض : طال نباتها .
      والمُعْتَلِجَة : الأَرض التي اسْتأْسَدَ نباتُها والتفَّ وكثُر ؛ وفي الحديث : ونَفى مُعْتَلِج الرّيب ؛ هو من اعْتَلَجَت الأَمواج إِذا التطَمتْ أَو من اعتلَجت الأَرض .
      والعُلَّج : الشديد من الرجال قِتالاً ونِطاحاً .
      ورجل عُلَّج : شديد العلاج .
      ورجل عَلِج ، بكسر اللام ، أَي شديد ، وفي التهذيب عُلَجٌ وعُلَّجٌ .
      وتَعَلَّجَ الرَّمل : اعتلَج .
      وعالِج : رِمالٌ معروفة بالبادِيَة ، كأَنه منه بعد طرْح الزائد ؛ قال الحرث بن حِلِّزة : قلتُ لعَمْرٍو حين أَرْسَلْتُه ، وقد حَبا من دُوننا عالِجُ : لا تَكْسَعِ الشَّوْل بأَغْبارِها ، إِنك لا تدرِي مَنِ الناتجُ وعالِج : موضع بالبادية بها رَمْل .
      وفي حديث الدُّعاء : وما تحويه عَوَالِجُ الرِّمال ؛ هي جمع عالِج ، وهو ما ترَاكَم من الرمل ودخل بعضه في بعض .
      وعالَج الشيءَ مُعالجة وعلاجاً : زاوله ؛ وفي حديث الأَسْلميّ : إِني صاحِب ظَهْرٍ أُعالِجُه أَي أُمارِسُه وأُكاري عليه .
      وفي الحديث : عالَجْتُ امرأَةً فأَصَبْتُ منها ؛ وفي الحديث : من كسْبِه وعلاجِه .
      وعالَج المريضَ مُعالجة وعِلاجاً : عاناه .
      والمُعالِجُ : المُداوي سواء عالَجَ جَريحاً أَو عَليلاً أَو دابَّة ؛ وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : أَن عبد الرحمن بن أَبي بكر تُوُفِّيَ بالحُبْشِيّ على رَأْسِ أَمْيال من مكَّة ، فجاءه فنقلَه ابن صَفْوان إِلى مَكَّة ، فقالت عائشة : ما آسَى على شيء من أَمْره إِلاَّ خَصْلتين : أَنه لم يُعالِجْ ، ولم يُدفنْ حيث مات ؛ أَرادت انه لم يُعالِجْ سَكرة الموْت فيكون كفَّارة لذنوبه ؛ قال الأَزهري : ويكون معناه انَّ عِلَّته لم تمتدَّ به فيعالِج شدَّة الضَّنَى ويُقاسي عَلَزَ الموْت ، وقد رُوي لم يُعالَجْ ، بفتح اللام ، أَي لم يمرَّض فيكون قد نالَهُ من أَلمِ المَرَض ما يكَفِّر ذنوبه .
      وعالَجه فَعَلَجه عَلْجاً إِذا زاوَله فغلَبه .
      وعالَجَ عنه : دافع .
      وفي حديث عليّ ، رضي الله عنه : انه بعَث رجُلَين في وجه ، وقال : إِنَّكما عِلْجانِ فعالِجا عن دينِكُما ؛ العِلْج : الرَّجُل القويّ الضخم ؛ وعالجا أَي مارِسَا العمَل الذي نَدَبْتُكما إِليه واعْمَلا به وزاوِلاه .
      وكل شيء زاوَلْتَه ومارَسْتَه : فقد عالجتَه .
      والعَلَجُ ، بالتحريك : من النخل أَشاؤه ؛ عن أَبي حنيفة .
      وناقة علجَة : كثيرة اللحم .
      والعَلَج والعَلَجان : نَبْت ، وقيل : شجر أَخضر مُظلِم الخُضرة ، وليس فيه ورَق وإِنما هو قُضْبان كالانسان القاعِد ، ومَنْبِته السَّهل ولا تأْكله الإِبل إِلا مُضطرَّة ؛ قال أَبو حنيفة : العَلَج عند أَهل نَجْد : شجر لا ورَق له إِنما هو خِيطانٌ جُرْدٌ ، في خُضرتها غُبْرَة ، تأْكله الحمير فتصفرُّ أَسنانها ، فلذلك قيل للأَقْلَح : كأَن فاه فُو حِمار أَكل عَلَجَاناً ، واحدته عَلَجانة ؛ قال عبد بَني الحَسْحاسِ : فبِتْنا وِسَادانا إِلى عَلَجانَةٍ وحِقْفٍ ، تَهاداه الرِّياحُ تَهادِي ؟

      ‏ قال الأَزهري : العَلَجانُ شجر يُشبه العَلَنْدَى ، وقد رأَيتهما بالبادية ، وتجمع عَلَجات (* قوله « وتجمع علجات » مرتبط بقوله قبل : وناقة علجة كثيرة اللحم .)؛

      وقال : أَتاك منها علَجاتٌ نيبُ ، أَكَلْنَ حَمْضاً ، فالوجوه شِيبُ وقال أَبو دواد : عَلَجاتٌ شُعْرُ الفَراسِن والأَشْداقِ ، كُلْفٌ كأَنها أَفْهارُ وذكر الجوهري في هذه الترجمة العَلْجَن ، بزيادة النون : الناقة الكِنازُ اللحم ؛ قال رؤبة : وخَلَّطَتْ كلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ ، تَخْليطَ خَرْقاءِ اليدَيْنِ خَلْبَنِ وبعير عالِج : يأْكل العَلَجان .
      وتَعَلَّجَت الإِبل : أَصابت من العَلَجان .
      وعلَّجتها أَنا : عَلَفْتها العَلَجان .
      ويقال : فلان عِلْجُ مال ، كما ‏

      يقال : ‏ إِزاءُ مالٍ ، ورجل عَلِج ، بكسر اللام ، أَي شديد .
      "

    المعجم: لسان العرب

  9. عون
    • " العَوْنُ : الظَّهير على الأَمر ، الواحد والاثنان والجمع والمؤنث فيه سواء ، وقد حكي في تكسيره أَعْوان ، والعرب تقول إذا جاءَتْ السَّنة : جاء معها أَعْوانها ؛ يَعْنون بالسنة الجَدْبَ ، وبالأَعوان الجراد والذِّئاب والأَمراض ، والعَوِينُ اسم للجمع .
      أَبو عمرو : العَوينُ الأَعْوانُ .
      قال الفراء : ومثله طَسيسٌ جمع طَسٍّ .
      وتقول : أَعَنْتُه إعانة واسْتَعَنْتُه واستَعَنْتُ به فأَعانَني ، وإنِما أُعِلَّ اسْتَعانَ وإِن لم يكن تحته ثلاثي معتل ، أَعني أَنه لا يقال عانَ يَعُونُ كَقام يقوم لأَنه ، وإن لم يُنْطَق بثُلاثِيَّة ، فإِنه في حكم المنطوق به ، وعليه جاءَ أَعانَ يُعِين ، وقد شاع الإِعلال في هذا الأَصل ، فلما اطرد الإِعلال في جميع ذلك دَلَّ أَن ثلاثية وإن لم يكن مستعملاً فإِنه في حكم ذلك ، والإسم العَوْن والمَعانة والمَعُونة والمَعْوُنة والمَعُون ؛ قال الأَزهري : والمَعُونة مَفْعُلة في قياس من جعله من العَوْن ؛ وقال ناسٌ : هي فَعُولة من الماعُون ، والماعون فاعول ، وقال غيره من النحويين : المَعُونة مَفْعُلة من العَوْن مثل المَغُوثة من الغَوْث ، والمضوفة من أَضافَ إذا أَشفق ، والمَشُورة من أَشارَ يُشير ، ومن العرب من يحذف الهاء فيقول مَعُونٌ ، وهو شاذ لأَنه ليس في كلام العرب مَفْعُل بغير هاء .
      قال الكسائي : لا يأْتي في المذكر مَفْعُلٌ ، بضم العين ، إلاَّ حرفان جاءَا نادرين لا يقاس عليهما : المَعُون ، والمَكْرُم ؛ قال جميلٌ : بُثَيْنَ الْزَمي لا ، إنَّ لا إنْ لزِمْتِه ، على كَثْرة الواشِينَ ، أَيُّ مَعُونِ يقول : نِعْمَ العَوْنُ قولك لا في رَدِّ الوُشاة ، وإن كثروا ؛ وقال آخر : ليَوْم مَجْدٍ أَو فِعالِ مَكْرُمِ (* قوله « ليوم مجد إلخ » كذا بالأصل والمحكم ، والذي في التهذيب : ليوم هيجا ).
      وقيل : مَعُونٌ جمع مَعونة ، ومَكْرُم جمع مَكْرُمة ؛ قاله الفراء .
      وتعاوَنوا عليَّ واعْتَوَنوا : أَعان بعضهم بعضاً .
      سيبويه : صحَّت واوُ اعْتَوَنوا لأَنها في معنى تعاوَنوا ، فجعلوا ترك الإِعلال دليلاً على أَنه في معنى ما لا بد من صحته ، وهو تعاونوا ؛ وقالوا : عاوَنْتُه مُعاوَنة وعِواناً ، صحت الواو في المصدر لصحتها في الفعل لوقوع الأَلف قبلها .
      قال ابن بري : يقال اعْتَوَنوا واعْتانوا إذا عاوَنَ بعضهم بعضاً ؛ قال ذو الرمة : فكيفَ لنا بالشُّرْبِ ، إنْ لم يكنْ لنا دَوانِيقُ عندَ الحانَوِيِّ ، ولا نَقْدُ ؟ أَنَعْتانُ أَمْ نَدَّانُ ، أَم يَنْبَري لنا فَتًى مثلُ نَصْلِ السَّيفِ ، شِيمَتُه الحَمْدُ ؟ وتَعاوَنَّا : أَعان بعضنا بعضاً .
      والمَعُونة : الإِعانَة .
      ورجل مِعْوانٌ : حسن المَعُونة .
      وتقول : ما أَخلاني فلان من مَعاوِنه ، وهو وجمع مَعُونة .
      ورجل مِعْوان : كثير المَعُونة للناس .
      واسْتَعَنْتُ بفلان فأَعانَني وعاونَني .
      وفي الدعاء : رَبِّ أَعنِّي ولا تُعِنْ عَليَّ .
      والمُتَعاوِنة من النساء : التي طَعَنت في السِّنِّ ولا تكون إلا مع كثرة اللحم ؛ قال الأَزهري : امرأَة مُتَعاوِنة إذا اعتدل خَلْقُها فلم يَبْدُ حَجْمُها .
      والنحويون يسمون الباء حرف الاستعانة ، وذلك أَنك إذا قلت ضربت بالسيف وكتبت بالقلم وبَرَيْتُ بالمُدْيَة ، فكأَنك قلت استعنت بهذه الأَدوات على هذه الأَفعال .
      قال الليث : كل شيء أَعانك فهو عَوْنٌ لك ، كالصوم عَوْنٌ على العبادة ، والجمع الأَعْوانُ .
      والعَوانُ من البقر وغيرها : النَّصَفُ في سنِّها .
      وفي التنزيل العزيز : لا فارضٌ ولا بِكْرٌ عَوانٌ بين ذلك ؛ قال الفراء : انقطع الكلام عند قوله ولا بكر ، ثم استأْنف فقال عَوان بين ذلك ، وقيل : العوان من البقر والخيل التي نُتِجَتْ بعد بطنها البِكْرِ .
      أَبو زيد : عانَتِ البقرة تَعُون عُؤُوناً إذا صارت عَواناً ؛ والعَوان : النَّصَفُ التي بين الفارِضِ ، وهي المُسِنَّة ، وبين البكر ، وهي الصغيرة .
      ويقال : فرس عَوانٌ وخيل عُونٌ ، على فُعْلٍ ، والأَصل عُوُن فكرهوا إلقاء ضمة على الواو فسكنوها ، وكذلك يقال رجل جَوادٌ وقوم جُود ؛ وقال زهير : تَحُلُّ سُهُولَها ، فإِذا فَزَعْنا ، جَرَى منهنَّ بالآصال عُونُ .
      فَزَعْنا : أَغَثْنا مُسْتَغيثاً ؛ يقول : إذا أَغَثْنا ركبنا خيلاً ، قال : ومن زعم أَن العُونَ ههنا جمع العانَةِ بفقد أَبطل ، وأَراد أَنهم شُجْعان ، فإِذا اسْتُغيث بهم ركبوا الخيل وأَغاثُوا .
      أَبو زيد : بَقَرة عَوانٌ بين المُسِنَّةِ والشابة .
      ابن الأَعرابي : العَوَانُ من الحيوان السِّنُّ بين السِّنَّيْنِ لا صغير ولا كبير .
      قال الجوهري : العَوَان النَّصَفُ في سِنِّها من كل شيء .
      وفي المثل : لا تُعَلَّمُ العَوانُ الخِمْرَةَ ؛ قال ابن بري : أَي المُجَرِّبُ عارف بأَمره كما أَن المرأَة التي تزوجت تُحْسِنُ القِناعَ بالخِمار .
      قال ابن سيده : العَوانُ من النساء التي قد كان لها زوج ، وقيل : هي الثيِّب ، والجمع عُونٌ ؛

      قال : نَواعِم بين أَبْكارٍ وعُونٍ ، طِوال مَشَكِّ أَعْقادِ الهَوادِي .
      تقول منه : عَوَّنَتِ المِرأَةُ تَعْوِيناً إذا صارت عَواناً ، وعانت تَعُونُ عَوْناً .
      وحربٌ عَوان : قُوتِل فيها مرة (* قوله : مرة ، أي مرّةً بعد الأخرى ).
      كأَنهم جعلوا الأُولى بكراً ، قال : وهو على المَثَل ؛

      قال : حَرْباً عواناً لَقِحَتْ عن حُولَلٍ ، خَطَرتْ وكانت قبلها لم تَخْطُرِ وحَرْبٌ عَوَان : كان قبلها حرب ؛

      وأَنشد ابن بري لأَبي جهل : ما تَنْقِمُ الحربُ العَوانُ مِنِّي ؟ بازِلُ عامين حَدِيثٌ سِنِّي ، لمِثْل هذا وَلَدَتْني أُمّي .
      وفي حديث علي ، كرم الله وجهه : كانت ضَرَباتُه مُبْتَكَراتٍ لا عُوناً ؛ العُونُ : جمع العَوان ، وهي التي وقعت مُخْتَلَسَةً فأَحْوَجَتْ إلى المُراجَعة ؛ ومنه الحرب العَوانُ أَي المُتَردّدة ، والمرأَة العَوان وهي الثيب ، يعني أَن ضرباته كانت قاطعة ماضية لا تحتاج إلى المعاودة والتثنية .
      ونخلة عَوانٌ : طويلة ، أَزْدِيَّة .
      وقال أَبو حنيفة : العَوَانَةُ النخلة ، في لغة أَهل عُمانَ .
      قال ابن الأََعرابي : العَوانَة النخلة الطويلة ، وبها سمي الرجل ، وهي المنفردة ، ويقال لها القِرْواحُ والعُلْبَة .
      قال ابن بري : والعَوَانة الباسِقَة من النخل ، قال : والعَوَانة أَيضاً دودة تخرج من الرمل فتدور أَشواطاً كثيرة .
      قال الأَصمعي : العَوانة دابة دون القُنْفُذ تكون في وسط الرَّمْلة اليتيمة ، وهي المنفردة من الرملات ، فتظهر أَحياناً وتدور كأَنها تَطْحَنُ ثم تغوص ، قال : ويقال لهذه الدابة الطُّحَنُ ، قال : والعَوانة الدابة ، سمي الرجل بها .
      وبِرْذَوْنٌ مُتَعاوِنٌ ومُتَدارِك ومُتَلاحِك إذا لَحِقَتْ قُوَّتُه وسِنُّه .
      والعَانة : القطيع من حُمُر الوحش .
      والعانة : الأَتان ، والجمع منهما عُون ، وقيل : وعانات .
      ابن الأَعرابي : التَّعْوِينُ كثرةُ بَوْكِ الحمار لعانته .
      والتَّوْعِينُ : السِّمَن .
      وعانة الإِنسان : إِسْبُه ، الشعرُ النابتُ على فرجه ، وقيل : هي مَنْبِتُ الشعر هنالك .
      واسْتَعان الرجلُ : حَلَقَ عانَتَه ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي : مِثْل البُرام غَدا في أُصْدَةٍ خَلَقٍ ، لم يَسْتَعِنْ ، وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ .
      البُرام : القُرادُ ، لم يَسْتَعِنْ أَي لم يَحْلِقْ عانته ، وحَوامي الموتِ : حوائِمُه فقلبه ، وهي أَسباب الموت .
      وقال بعض العرب وقد عرَضَه رجل على القَتْل : أَجِرْ لي سَراويلي فإِني لم أَسْتَعِنْ .
      وتَعَيَّنَ : كاسْتَعان ؛ قال ابن سيده : وأَصله الواو ، فإِما أَن يكون تَعَيَّنَ تَفَيْعَلَ ، وإِما أَن يكون على المعاقبة كالصَّيَّاغ في الصَّوَّاغ ، وهو أَضعف القولين إذ لو كان ذلك لوجدنا تَعَوَّنَ ، فعَدَمُنا إِياه يدل على أَن تَعَيَّنَ تَفَيْعَل .
      الجوهري : العانَة شعرُ الركَبِ .
      قال أَبو الهيثم : العانة مَنْبِت الشعر فوق القُبُل من المرأَة ، وفوق الذكر من الرجل ، والشَّعَر النابتُ عليهما يقال له الشِّعْرَةُ والإِسْبُ ؛ قال الأَزهري : وهذا هو الصواب .
      وفلان على عانَة بَكْرِ بن وائل أَي جماعتهم وحُرْمَتِهم ؛ هذه عن اللحياني ، وقيل : هو قائم بأَمرهم .
      والعانَةُ : الحَظُّ من الماء للأَرض ، بلغة عبد القيس .
      وعانَةُ : قرية من قُرى الجزيرة ، وفي الصحاح : قرية على الفُرات ، وتصغير كل ذلك عُوَيْنة .
      وأَما قولهم فيها عاناتٌ فعلى قولهم رامَتانِ ، جَمَعُوا كما ثَنَّوْا .
      والعانِيَّة : الخَمْر ، منسوبة إليها .
      الليث : عاناتُ موضع بالجزيرة تنسب إليها الخمر العانِيَّة ؛ قال زهير : كأَنَّ رِيقَتَها بعد الكَرى اغْتَبَقَتْ من خَمْرِ عانَةَ ، لَمَّا يَعْدُ أَن عَتَقا .
      وربما ، قالوا عاناتٌ كما ، قالوا عرفة وعَرَفات ، والقول في صرف عانات كالقول في عَرَفات وأَذْرِعات ؛ قال ابن بري : شاهد عانات قول الأَعشى : تَخَيَّرَها أَخُو عاناتِ شَهْراً ، ورَجَّى خَيرَها عاماً فعاما .
      قال : وذكر الهرويُّ أَنه يروى بيت امرئ القيس على ثلاثة أَوجه : تَنَوَّرتُها من أَذرِعاتٍ بالتنوين ، وأَذرعاتِ بغير تنوين ، وأَذرعاتَ بفتح التاء ؛ قال : وذكر أَبو علي الفارسي أَنه لا يجوز فتح التاء عند سيبويه .
      وعَوْنٌ وعُوَيْنٌ وعَوانةُ : أَسماء .
      وعَوانة وعوائنُ : موضعان ؛ قال تأبَّط شرّاً : ولما سمعتُ العُوصَ تَدْعو ، تنَفَّرَتْ عصافيرُ رأْسي من برًى فعَوائنا .
      ومَعانُ : موضع بالشام على قُرب مُوتة ؛ قال عبد الله ابن رَواحة : أَقامتْ ليلَتين على مَعانٍ ، وأَعْقَبَ بعد فَتَرتها جُمومُ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  10. علا
    • " عُلْو كلّ شيء وعِلْوه وعَلْوُه وعُلاوَتُه وعالِيه وعالِيَتُه : أَرْفَعُه ، يَتَعَدَّى إليه الفعلُ بحَرْف وبغير حَرْف كقولك قَعَدْتُ عُلْوه وفي عُلْوِه ‏ .
      ‏ قال ابن السكيت : سِفْلُ الدار وعِلْوُها وسُفْلُها وعُلْوُها ، وعلا الشيءُ عُلُوًّا فهو عَليٌّ ، وعَلِيَ وتَعَلَّى ؛ وقال بعض الرُّجَّاز : وإنْ تَقُلْ : يا لَيْتَه اسْتَبلاَّ مِن مَرَضٍ أَحْرَضَه وبَلاَّ ، تَقُلْ لأَنْفَيْهِ ولا تَعَلَّى وفي حديث ابن عباس : فإذا هو يَتَعَلَّى عنِّي أَي يَتَرَفَّع عليَّ ‏ .
      ‏ وعَلاه عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْلَوْلاه ، وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّهُ وعالاه وعالَى به ؛

      قال : كالثِّقْلِ إذ عالَى به المُعَلِّي

      ويقال : عَلا فلانٌ الجَبَلَ إذا رَقِيَه يَعْلُوه عُلُوّاً ، وعَلا فلان فلاناً إذا قَهَرَه ‏ .
      ‏ والعَليُّ : الرَّفيعُ ‏ .
      ‏ وتَعالَى : تَرَفَّع ؛ وقول أبي ذؤيب : عَلَوْناهُمُ بالمَشْرَفيِّ ، وعُرِّيَتْ نِصالُ السُّيوفِ تَعْتَلي بالأَماثِلِ تَعْتَلي : تَعْتَمِد ، وعدّاه بالباء لأَنه في معنى تَذهَب بهم ‏ .
      ‏ وأَخذَه من عَلِ ومن عَلُ ؛ قال سيبويه : حَرَّكوه كما حَرَّكوا أَوَّلُ حين ، قالوا ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ ، وقالوا : من عَلا وعَلْوُ ، ومن عالٍ ومُعالٍ ؛ قال أَعْشى باهِلَة : إنِّي أَتَتْني لِسانٌ لا أُسَرُّ بها ، مِنْ عَلْوُ لا عَجَبٌ منها ، ولا سَخَرُ ويُرْوَى : من عَلْوِ وعَلْوَ أَي أَتاني خَبرٌ من أَعْلى ؛

      وأَنشد يعقوب لدُكَيْن بنِ رجاءٍ في أَتيتُه من عالٍ : يُنْجِيِه ، مِنْ مثلِ حَمامِ الأَغْلالْ ، وَقْعُ يَدٍ عَجْلى ورِجْلٍ شِمْلالْ ، ظَمأَى النَّسَامِنْ تَحْتُ رَيَّا منْ عالْ يعني فرساً ؛ وقال ذو الرمَّة في مِن مُعال : فَرَّجَ عنه حَلَقَ الأَغلالِ جَذْبُ العُرىَ وجِرْيةُ الجِبالِ ، ونَغَضانُ الرَّحْلِ من مُعالِ أَراد فَرَّج عن جَنِين الناقة حَلَقَ الأَغْلالِ ، يعني حَلَق الرحِمِ ، سَيرُنا ، وقيل : رَمَى به من عَلِ الجبَل أَي من فَوْقِه ؛ وقول العجلي : أَقَبُّ من تَحْتُ عَرِيضٌ مِن عَلِي إنما هو محذوف المضاف إليه لأَنه معرفة وفي موضِع المبنِيِّ على الضمّ ، أَلا تراه قابَل به ما هذه حالُه وهو قوله : مِنْ تَحْتُ ، وينبغي أَن تُكْتَب عَلي في هذا الموضِع بالياء ، وهو فَعِلٌ في معنى فاعِلٍ ، أَي أَقَبُّ من تحتِه ، عريضٌ من عالِيه : بمعنى أَعْلاه ‏ .
      ‏ والعا والسافلُ : بمنزلة الأَعْلى والأَسْفل ؛

      قال : ما هو إلا المَوتُ يَغْلي غالِيهْ مُخْتَلِطاً سافِلُه بعالِيهْ ، لا بُدَّ يوماً أَنَّني مُلاقِيه وقولهم : جئتُ من عَلُ أَي من أَعْلى كذا ‏ .
      ‏ قال ابن السكيت : يقال أَتَيْته مِنْ عَلُ ، بضم اللام ، وأَتَيته من عَلُو ، بضم اللام وسكون الواو ، وأَتيته مِن علي بياء ساكنة ، وأَتيته من عَلْوُ ، بسكون اللام وضم الواو ، ومن عَلْوَ ومن عَلْوِ ‏ .
      ‏ قال الجوهري : ويقال أَتيتُه من عَلِ الدارِ ، بكسر اللام ، أَي من عالٍ ؛ قال امرؤ القيس : مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً ، كجلمودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيلُ من عَلِ وأَتيتُه من عَلا ؛ قال أَبو النجم : باتَتْ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِن عَلا ، نَوْشاً به تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَلا وأَتَيْتُه من عَلُ ، بضم اللامِ ؛

      أَنشد يعقوب لعَدِيّ ابن زيد : في كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه ، من عَلُ الشَّفَّان ، هُدَّابُ الفَنَنْ وأَما قول أَوس : فَمَلَّكَ باللِّيطِ الذي تحتَ قِشْرِها ، كغِرْقئِ بَيْضٍ كَنَّه القَيْضُ مِنْ عَلُو فإن الواو زائدة ، وهي لإطلاقِ القافية ولا يجوزُ مثلُه في الكلام ‏ .
      ‏ وقال الفراء في قوله تعالى : عالِيَهُم ثيابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ ؛ قرئ عالِيَهُم بفتح الياء ، وعالِيهِم بسكونها ، قال : فمَن فتَحها جَعَلها كالصفة فوقَهم ، قال : والعرب تقول قَوْمُك داخِلَ الدارِ ، فيَنْصِبون داخلَ لأنه محَلٌ ، فعالِيَهُم من ذلك ، وقال الزجاج : لا نعرف عالِيَ في الظروف ، قال : ولعلَّ الفراء سمع بِعا في الظروف ، قال : ولو كان ظرفاً لم يَجُزْ إسكان الياء ، ولكنه نَصَبه على الحال من شيئين : أَحدُهما من الهاء والميم في قوله تعالى : يَطُوفُ عليهم ، ثم ، قال : عالِيَهُمْ ثيابُ سندس ؛ أي في حالِ عُلُوِّ الثياب إياهم ، قال ويجوز أن يكون حالاً من الوِلْدان ، قال : والنصب في هذا بَيِّنٌ ، قال : ومن قرأَ عالِيِهم فرفْعُه بالابتداء والخبر ثياب سندس ، قال : وقد قرئ عالِيَتَهُمْ ، بالنصب ، وعالِيَتُهم ، بالرفع والقراءة بهما لا تجوز لخلافهما المصحف ، وقرئ : عَلَيْهم ثيابُ سندس ، وتفسير نصب عالِيَتَهُم ورفعها كتفسير عالِيَهُم وعالِيهم ‏ .
      ‏ والمُسْتَعْلي من الحروف سبعة وهي : الخاءُ والغين والقاف والضاد والصاد والطاء والظاء ، وما عدا هذه الحروفَ فمنخفِض ، ومعنى الاستعْلاء أَن تَتَصَعَّد في الحَنَك الأَعلى ، فأَربعةٌ منها مع استعلائها إطْباقٌ ، وأَما الخاء والغينُ والقاف فلا إطباق مع استعلائها ‏ .
      ‏ والعَلاءُ : الرِّفْعَة ‏ .
      ‏ والعلاءُ : اسم سُمِّيَ بذلك ، وهو معرفة بالوضع دون اللام ، وإنما أُقِرَّت اللامُ بعد النَّقل وكونه علَماً مراعاةً لمذهب الوصف فيها قبلَ النَّقْلِ ، ويدلُّ على تَعَرُّفِه بالوضع قولُهُم أَبو عمرو بنُ العَلاء ، فطَرْحُهم التنوينَ من عَمْرو إنما هو لأَنَّ ابناً مضافٌ إلى العَلَم ، فجرَى مَجْرَى قولِك أَبو عمرِو بنُ بكر ، ولو كان العَلاء مُعَرَّفاً باللامِ لوجب ثبوت التنوين كما تُثْبته مع ما تعرَّف باللام ، نحو جاءَني أَبو عمرٍ وابن الغُلامِ وأَبو زيدٍ ابنُ الرجلِ ، وقد ذهَب عَلاءً وعَلْواً ‏ .
      ‏ وعَلا النهارُ واعْتَلى واسْتَعْلى : ارْتَفَعَ ‏ .
      ‏ والعُلُوُّ : العَظَمة والتَّجَبُّر ‏ .
      ‏ وقال الحسن البصري ومسلم البَطِين في قوله تعالى : تِلْكَ الدارُ الآخِرةُ نجْعَلها للذين لا يريدون عُلُوّاً في الأَرض ولا فَساداً ؛ قال : العُلُو التكبُّر في الأَرض ، وقال الحسن : الفَسادُ المَعاصي ، وقال مسلم : الفَسادُ أَخذ المال بغير حق ، وقال تعالى : إن فِرْعَوْنَ عَلا في الأرض ؛ جاء في التفسير أَن معناه طَغَى في الأَرض ‏ .
      ‏ يقال : عَلا فلانٌ في الأرض إذا اسْتَكْبَرَ وطَغَى ‏ .
      ‏ وقوله تعالى : ولَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كبيراً ؛ معناه لَتَبْغُنّ ولَتَتَعَظَّمُنّ ‏ .
      ‏ ويقال لكل مُتَجَبِّر : قد عَلا وتَعَظَّمَ ‏ .
      ‏ واللهُ عز وجل هو العَليّ المُتعالي العا الأَعْلَى ذُو العُلا والعَلاء والمَعا ، تَعالى عَمَّا يقول الظالمون عُلُوّاً كبيراً ، هو الأَعْلى سبحانه بمعنى العا ، وتفسير تَعالَى جلَّ ونَبَا عن كلِّ ثناءٍ فهو أَعظم وأَجلُّ وأَعْلى مما يُثنى عليه لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ قال الأزهري : وتفسير هذه الصفات سبحانه يَقْرُب بعضُها من بعض ، فالعَلِيُّ الشريف فَعِيل من عَلا يَعْلُو ، وهو بمعنى العالِي ، وهو الذي ليس فوقه شيء ‏ .
      ‏ ويقال : هو الذي عَلا الخلقَ فَقَهَرهم بقدرته ‏ .
      ‏ وأَما المُتعا : فهو الذي جَلَّ عن إفْكِ المُفْتَرِين وتَنَزَّه عن وَساوس المتحيِّرين ، وقد يكون المُتعا بمعنى العا ‏ .
      ‏ والأَعْلى : هو الله الذي هو أَعْلى من كل عالٍ واسمه الأَعْلى أَي صفته أَعْلى الصفات ، والعَلاءُ : الشرفُ ، وذو العُلا : صاحب الصفات العُلا ، والعُلا : جمع العُلْيا أَي جمع الصفة العُليا والكلمة العلْيا ، ويكون العُلى جمع الاسم الأَعْلى ، وصفةُ الله العُلْيا شهادةُ أَنْ لا إله إلا الله ، فهذه أَعلى الصفات ، ولا يوصف بها غير الله وحده لا شريك له ، ولم يزل الله عَلِيّاً عالياً متعالياً ، تعالى اللهُ عن إِلحاد المُلْحدِين ، وهو العَليُّ العظيم ‏ .
      ‏ وعَلا في الجبَل والمَكان وعلى الدابَّةِ وكلِّ شيء وعَلاهُ عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْتلاه مثلُه ، وتَعلَّى أَي عَلا في مُهْلة ‏ .
      ‏ وعَلِيَ ، بالكسر ، في المَكارِم والرِّفْعة والشَّرَف يَعْلَى عَلاءً ، ويقال أَيضاً : عَلا ، بالفتح ، يَعْلى ؛ قال رؤبة فَجَمَع بين اللغتين : لَمَّا عَلا كَعْبُك * عَلِيتُ ، دَفْعك دَأْداني وقد جَوِيتُ (* قوله دأداني وقد جويت » هكذا في الأصل .؟

      ‏ قال ابن سيده : كذا أَنشده يعقوب وأَبو عبيد : عَلا كَعْبُك ؛ ووجهه عندي عَلا كَعْبُكَ بي أَي أَعْلاني ، لان الهمزة والباء يَتَعاقبان ، وحكى اللحياني عَلا في هذا المعنى ‏ .
      ‏ ويقال : فلان تَعْلو عنه العَينُ بمعنى تَنْبو عنه العَين ، وإذا نَبا الشيءُ عن الشيء ولم يَلْصَقْ به فقد عَلا عنه ‏ .
      ‏ وفي الحديث : تَعْلو عنهُ العين أَي تَنْبو عنه ولا تَلْصَق به ؛ ومنه حديث النجاشي : وكانوا بِهِمْ أَعْلى عَيْناً أَي أَبصَرَ بهم وأَعْلَم بحالِهِم ‏ .
      ‏ وفي حديث قيلة : لا يزالُ كعْبُكِ ؛ عالِياً أَي لا تزالِين شريفة مرتَفِعة على من يعادِيكِ ‏ .
      ‏ وفي حديث حمنَةَ بنت جَحْشٍ : كانت تَجْلِسُ في المِرْكَنِ ثم تَخْرُج وهي عالية الدَّمِ أَي يَعْلُو دَمُها الماءَ ‏ .
      ‏ واعْلُ على الوِسادة أَي اقْعُد عليها ، وأَعْلِ عنها أَي انْزِلْ عنها ؛

      أَنشد أَبو بكر الإياديّ لامرَأة من العرب عُنِّنَ عَنْها زوجُها : فَقَدْتُك مِنْ بَعْلٍ ، عَلامَ تَدُكُّني بصَدْرِكَ ؟ لا تُغْني فَتِيلاً ولا تُعْلي أَي لا تَنْزِل وأَنت عاجزٌ عن الإِيلاجِ ‏ .
      ‏ وعالِ عنِّي وأَعْلِ عَنِّي : تَنَحَّ ‏ .
      ‏ وعالِ عَنَّا أَي اطْلُبْ حاجَتك عندَ غيرنا فإِنَّا نَحْن لا نَقْدِرُ لك عليها ، كأَنك تقول تَنَحَّ عنَّا إِلى مَن سِوانا ‏ .
      ‏ وفي حديث ابن مسعود : فلما وضَعْتُ رِجْلي على مُذَمَّر أَبي جَهْل ، قال أَعْلِ عَنِّجْ أَي تَنَحَّ عني ، وأَراد بِعَنِّجْ عني ، وهي لغة قوم يقلبون الياء في الوَقْف جيماً ‏ .
      ‏ وعالِ عليَّ أَي احْمِلْ ؛ وقول أُميَّة بن أَبي الصَّلْت : سَلَعٌ مَّا ، ومْثْلُه عُشَرٌ مَّا عائِلٌ مَّا ، وعالَتِ البَيْقُورا أَي أَنَّ السَّنَة الجَدْبة أَثْقَلَت البَقَر بما حُمِّلَتْ من السَّلَع والعُشَر ‏ .
      ‏ ورجل عالي الكَعْبِ : شريفٌ ثابتُ الشَرف عالي الذِّكْر ‏ .
      ‏ وفي حديث أُحدٍ :، قال أَبو سيفان لمَّا انْهزَم المسلمون وظَهروا عليهم : اعْلُ هُبَلُ ، فقال عُمَر ، رضي الله عنه : اللهُ أَعْلى وأَجَلّ ، فق "

    المعجم: لسان العرب

  11. علل
    • " العَلُّ والعَلَلُ : الشَّرْبةُ الثانية ، وقيل : الشُّرْب بعد الشرب تِباعاً ، يقال : عَلَلٌ بعد نَهَلٍ .
      وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه إِذا سقاه السَّقْيَة الثانية ، وعَلَّ بنفسه ، يَتعدَّى ولا يتعدَّى .
      وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ عَلاًّ وعَلَلاً ، وعَلَّتِ الإِبِلُ تَعِلُّ وتَعُلُّ إِذا شَرِبت الشَّرْبةَ الثانية .
      ابن الأَعرابي : عَلَّ الرَّجلُ يَعِلُّ من المرض ، وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ من عَلَل الشَّراب .
      قال ابن بري : وقد يُسْتَعْمَل العَلَلُ والنَّهَل في الرِّضاع كما يُسْتَعْمل في الوِرْد ؛ قال ابن مقبل : غَزَال خَلاء تَصَدَّى له ، فتُرْضِعُه دِرَّةً أَو عِلالا واستَعْمَل بعضُ الأَغْفال العَلَّ والنَّهَلَ في الدعاء والصلاة فقال : ثُمَّ انْثَنى مِنْ بعد ذا فَصَلَّى على النَّبيّ ، نَهَلاً وعَلاَّ وعَلَّتِ الإِبِلُ ، والآتي كالآتي (* قوله « والآتي كالآتي إلخ » هذه بقية عبارة ابن سيده وصدرها : عل يعل ويعل علاً وعللاً إلى أن ، قال وعلت الابل والآتي إلخ ) والمصدر كالمصدر ، وقد يستعمل فَعْلى من العَلَل والنَّهَل .
      وإِبِلٌ عَلَّى : عَوَالُّ ؛ حكاه ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد لِعَاهَانَ بن كعب : تَبُكُّ الحَوْضَ عَلاَّها ونَهْلاً ، ودُون ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيم تَسْكُن إِليه فيُنِيمُها ، ورواه ابن جني : عَلاَّها ونَهْلى ، أَراد ونَهْلاها فحَذَف واكْتَفى بإِضافة عَلاَّها عن إِضافة نَهْلاها ، وعَلَّها يَعُلُّها ويَعِلُّها عَلاًّ وعَلَلاً وأَعَلَّها .
      الأَصمعي : إِذا وَرَدتِ الإِبلُ الماءَ فالسَّقْية الأُولى النَّهَل ، والثانية العَلَل .
      وأَعْلَلْت الإِبلَ إِذا أَصْدَرْتَها قبل رِيِّها ، وفي أَصحاب الاشتقاق مَنْ يقول هو بالغين المعجمة كأَنه من العَطَش ، والأَوَّل هو المسموع .
      أَبو عبيد عن الأَصمعي : أَعْلَلْت الإِبِلَ فهي إِبِلٌ عالَّةٌ إِذا أَصْدَرْتَها ولم تَرْوِها ؛ قال أَبو منصور : هذا تصحيف ، والصواب أَغْلَلْت الإِبلَ ، بالغين ، وهي إِبل غالَّةٌ .
      وروى الأَزهري عن نُصَير الرازي ، قال : صَدَرَتِ الإِبلُ غالَّة وغَوَالَّ ، وقد أَغْلَلْتها من الغُلَّة والغَلِيل وهو حرارة العطش ، وأَما أَعْلَلْت الإِبلَ وعَلَلْتها فهما ضِدَّا أَغْلَلْتها ، لأَن معنى أَعْلَلتها وَعَلَلتها أَن تَسْقِيها الشَّرْبةَ الثانية ثم تُصْدِرَها رِواء ، وإِذا عَلَّتْ فقد رَوِيَتْ ؛ وقوله : قِفِي تُخْبِرِينا أَو تَعُلِّي تَحِيَّةً لنا ، أَو تُثِيبي قَبْلَ إِحْدَى الصَّوافِق إِنَّما عَنى أَو تَرُدِّي تَحِيَّة ، كأَنَّ التَّحِيَّة لَمَّا كانت مردودة أَو مُراداً بها أَن تُرَدَّ صارت بمنزلة المَعْلُولة من الإِبل .
      وفي حديث علي ، رضي الله عنه : من جَزيل عَطائك المَعْلول ؛ يريد أَن عطاء الله مضاعَفٌ يَعُلُّ به عبادَه مَرَّةً بعد أُخرى ؛ ومنه قصيد كعب : كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاح مَعْلُول وعَرَضَ عَلَيَّ سَوْمَ عالَّةٍ إِذا عَرَض عليك الطَّعامَ وأَنت مُسْتَغْنٍ عنه ، بمعنى قول العامَّة : عَرْضٌ سابِرِيٌّ أَي لم يُبالِغْ ، لأَن ال عَالَّةَ لا يُعْرَضُ عليها الشُّربُ عَرْضاً يُبالَغ فيه كالعَرْضِ على الناهِلة .
      وأَعَلَّ القومُ : عَلَّتْ إِبِلُهم وشَرِبَت العَلَل ؛ واسْتَعْمَل بعضُ الشعراء العَلَّ في الإِطعام وعدّاه إِلى مفعولين ، أَنشد ابن الأَعرابي : فباتُوا ناعِمِين بعَيْشِ صِدْقٍ ، يَعُلُّهُمُ السَّدِيفَ مع المَحال وأُرَى أَنَّ ما سَوَّغَ تَعْدِيَتَه إِلى مفعولين أَن عَلَلْت ههنا في معنى أَطْعَمْت ، فكما أَنَّ أَطعمت متعدِّية إِلى مفعولين كذلك عَلَلْت هنا متعدِّية إِلى مفعولين ؛ وقوله : وأَنْ أُعَلَّ الرَّغْمَ عَلاًّ عَلاَّ جعَلَ الرَّغْمَ بمنزلة الشراب ، وإِن كان الرَّغْم عَرَضاً ، كما ، قالوا جَرَّعْته الذُّلَّ وعَدَّاه إِلى مفعولين ، وقد يكون هذا بحذف الوَسِيط كأَنه ، قال يَعُلُّهم بالسَّدِيف وأُعَلّ بالرَّغْم ، فلما حَذَف الباء أَوْصَلَ الفعل ، والتَّعْلِيل سَقْيٌ بعد سَقْيٍ وجَنْيُ الثَّمرة مَرَّةً بعد أُخرى .
      وعَلَّ الضاربُ المضروبَ إِذا تابَع عليه الضربَ ؛ ومنه حديث عطاء أَو النخعي في رجل ضَرَب بالعَصا رجلاً فقَتَله ، قال : إِذا عَلَّه ضَرْباً ففيه القَوَدُ أَي إِذا تابع عليه الضربَ ، مِنْ عَلَلِ الشُّرب .
      والعَلَلُ من الطعام : ما أُكِلَ منه ؛ عن كراع .
      وطَعامٌ قد عُلَّ منه أَي أُكِل ؛ وقوله أَنشده أَبو حنيفة : خَلِيلَيَّ ، هُبَّا عَلِّلانيَ وانْظُرا إِلى البرق ما يَفْرِي السَّنى ، كَيْفَ يَصْنَع فَسَّرَه فقال : عَلَّلاني حَدَّثاني ، وأَراد انْظُرا إِلى البرق وانْظُرَا إِلى ما يَفرِي السَّنى ، وفَرْيُه عَمَلُه ؛ وكذلك قوله : خَلِيلَيَّ ، هُبَّا عَلِّلانيَ وانْظُرَا إِلى البرق ما يَفْرِي سَنًى وتَبَسَّما وتَعَلَّلَ بالأَمر واعْتَلَّ : تَشاغَل ؛

      قال : فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَة خِمْسٍ حَنَّان ، تَعْتلُّ فيه بِرَجِيع العِيدان أَي أَنَّها تَشاغَلُ بالرَّجِيع الذي هو الجِرَّة تُخْرِجها وتَمْضَغُها .
      وعَلَّلَه بطعام وحديث ونحوهما : شَغَلهُ بهما ؛ يقال : فلان يُعَلِّل نفسَه بتَعِلَّةٍ .
      وتَعَلَّل به أَي تَلَهَّى به وتَجَزَّأَ ، وعَلَّلتِ المرأَةُ صَبِيَّها بشيء من المَرَق ونحو ليَجْزأَ به عن اللَّبن ؛ قال جرير : تُعَلِّل ، وهي ساغَبَةٌ ، بَنِيها بأَنفاسٍ من الشَّبِم القَراحِ يروى أَن جريراً لما أَنْشَدَ عبدَ الملك بن مَرْوان هذا البيتَ ، قال له : لا أَرْوى الله عَيْمَتَها وتَعِلَّةُ الصبيِّ أَي ما يُعَلَّل به ليسكت .
      وفي حديث أَبي حَثْمة يَصِف التَّمر : تَعِلَّة الصَّبيِّ وقِرى الضيف .
      والتَّعِلَّةُ والعُلالة : ما يُتَعَلَّل به .
      وفي الحديث : أَنه أُتيَ بعُلالة الشاة فأَكَلَ منها ، أَي بَقِيَّة لحمها .
      والعُلُل أَيضاً : جمع العَلُول ، وهو ما يُعَلَّل به المريضُ من الطعام الخفيف ، فإِذا قَوي أَكلُه فهو الغُلُل جمع الغَلُول .
      ويقال لبَقِيَّة اللبن في الضَّرْع وبَقيَّة قُوّة الشيخ : عُلالة ، وقيل : عُلالة الشاة ما يُتَعَلَّل به شيئاً بعد شيء من العَلَل الشُّرب بعد الشُّرْب ؛ ومنه حديث عَقِيل بن أَبي طالب :، قالوا فيه بَقِيَّةٌ من عُلالة أَي بَقِيَّة من قوة الشيخ .
      والعُلالةُ والعُراكةُ والدُّلاكة : ما حَلَبْتَ قبل الفِيقة الأُولى وقبل أَن تجتمع الفِيقة الثانية ؛ عن ابن الأَعرابي .
      ويقال لأَوَّل جَرْي الفرس : بُداهَته ، وللذي يكون بعده : عُلالته ؛ قال الأَعشى : إِلاَّ بُداهة ، أَو عُلا لَة سابِحٍ نَهْدِ الجُزاره والعُلالة : بَقِيَّة اللَّبَنِ وغيرِه .
      حتى إِنَّهم لَيَقولون لبَقِيَّة جَرْي الفَرَس عُلالة ، ولبَقِيَّة السَّيْر عُلالة .
      ويقال : تَعالَلْت نفسي وَتَلوَّمْتها أَي استَزَدْتُها .
      وتَعالَلْت الناقةَ إِذا اسْتَخْرَجْت ما عندها من السَّيْر ؛

      وقال : وقد تَعالَلْتُ ذَمِيل العَنْس وقيل : العُلالة اللَّبَن بعد حَلْبِ الدِّرَّة تُنْزِله الناقةُ ؛

      قال : أَحْمِلُ أُمِّي وهِيَ الحَمَّاله ، تُرْضِعُني الدِّرَّةَ والعُلاله ، ولا يُجازى والدٌ فَعَالَه وقيل : العُلالة أَن تُحْلَب الناقة أَوّل النهار وآخره ، وتُحْلَب وسط النهار فتلك الوُسْطى هي العُلالة ، وقد تُدْعى كُلُّهنَّ عُلالةً .
      وقد عالَلْتُ الناقة ، والاسم العِلال .
      وعالَلْتُ الناقة عِلالاً : حَلَبتها صباحاً ومَساء ونِصْفَ النهار .
      قال أَبو منصور : العِلالُ الحَلْبُ بعد الحَلْب قبل استيجاب الضَّرْع للحَلْب بكثرة اللبن ، وقال بعض الأَعراب : العَنْزُ تَعْلَمُ أَني لا أَكَرِّمُها عن العِلالِ ، ولا عن قِدْرِ أَضيافي والعُلالة ، بالضم : ما تَعَلَّلت به أَي لَهَوْت به .
      وتَعَلَّلْت بالمرأَة تَعَلُّلاً : لَهَوْت بها .
      والعَلُّ : الذي يزور النساء .
      والعَلُّ : التَّيْس الضَّخْم العظيم ؛

      قال : وعَلْهَباً من التُّيوس عَلاً والعَلُّ : القُراد الضَّخْم ، وجمعها عِلالٌ (* قوله « وجمعها علال » كذا في الأصل وشرح القاموس ، وفي التهذيب : أعلال )، وقيل : هو القُراد المَهْزول ، وقيل : هو الصغير الجسم .
      والعَلُّ : الكبير المُسِنُّ .
      ورَجُلٌ عَلٌّ : مُسِنٌّ نحيف ضعيف صغير الجُثَّة ، شُبِّه بالقُراد فيقال : كأَنه عَلُّ ؛ قال المُتَنَخِّل الهذلي : لَيْسَ بِعَلٍّ كبيرٍ لا شَبابَ له ، لَكِنْ أُثَيْلَةُ صافي الوَجْهِ مُقْتَبَل أَي مُسْتَأْنَف الشَّباب ، وقيل : العَلُّ المُسِنُّ الدقيق الجسم من كل شيء .
      والعَلَّة : الضَّرَّة .
      وبَنُو العَلاَّتِ : بَنُو رَجل واحد من أُمهات شَتَّى ، سُمِّيَت بذلك لأَن الذي تَزَوَّجها على أُولى قد كانت قبلها ثم عَلَّ من هذه ؛ قال ابن بري : وإِنما سُمِّيت عَلَّة لأَنها تُعَلُّ بعد صاحبتها ، من العَلَل ؛

      قال : عَلَيْها ابْنُ عَلاَّتٍ ، إِذا اجْتَشَّ مَنْزِلاً طَوَتْه نُجومُ اللَّيل ، وهي بَلاقِع (* قوله « إذا اجتش » كذا في الأصل بالشين المعجمة ، وفي المحكم بالمهملة ) إِنَّما عَنى بابن عَلاَّتٍ أَن أُمَّهاته لَسْنَ بقَرائب ، ويقال : هما أَخَوانِ من عَلَّةٍ .
      وهما ابْنا عَلَّة : أُمَّاهُما شَتَّى والأَب واحد ، وهم بَنُو العَلاَّت ، وهُمْ من عَلاَّتٍ ، وهم إِخُوةٌ من عَلَّةٍ وعَلاَّتٍ ، كُلُّ هذا من كلامهم .
      ونحن أَخَوانِ مِنْ عَلَّةٍ ، وهو أَخي من عَلَّةٍ ، وهما أَخَوانِ من ضَرَّتَيْن ، ولم يقولوا من ضَرَّةٍ ؛ وقال ابن شميل : هم بَنُو عَلَّةٍ وأَولاد عَلَّة ؛

      وأَنشد : وهُمْ لمُقِلِّ المالِ أَولادُ عَلَّةٍ ، وإِن كان مَحْضاً في العُمومةِ مُخْوِلا ابن شميل : الأَخْيافُ اختلاف الآباء وأُمُّهُم واحدة ، وبَنُو الأَعيان الإِخْوة لأَب وأُمٍّ واحد .
      وفي الحديث : الأَنبياء أَولاد عَلاَّتٍ ؛ معناه أَنهم لأُمَّهات مختلفة ودِينُهم واحد ؛ كذا في التهذيب وفي النهاية لابن الأَثير ، أَراد أَن إِيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة .
      ومنه حديث علي ، رضي الله عنه : يَتَوارَثُ بَنُو الأَعيان من الإِخوة دون بني العَلاَّت أَي يتوارث الإِخوة للأُم والأَب ، وهم الأَعيان ، دون الإِخوة للأَب إِذا اجتمعوا معهم .
      قال ابن بري : يقال لبَني الضَّرائر بَنُو عَلاَّت ، ويقال لبني الأُم الواحدة بَنُو أُمٍّ ، ويصير هذا اللفظ يستعمل للجماعة المتفقين ، وأَبناء عَلاَّتٍ يستعمل في الجماعة المختلفين ؛ قال عبد المسيح : والنَّاسُ أَبناء عَلاَّتٍ ، فَمَنْ عَلِمُوا أَنْ قَدْ أَقَلَّ ، فَمَجْفُوٌّ ومَحْقُور وهُمْ بَنُو أُمِّ مَنْ أَمْسى له نَشَبٌ ، فَذاك بالغَيْبِ مَحْفُوظٌ ومَنْصور وقال آخر : أَفي الوَلائِم أَوْلاداً لِواحِدة ، وَفي المآتِم أَولاداً لَعِلاَّت ؟ (* قوله « واقدة » كذا هو بالقاف في نسختين من الصحاح ومثله في المحكم ، وسبق في ترجمة نجر وافدة بالفاء ، والصواب ما هنا ).
      ويروى : مُحَلِّل مكان مُعَلِّل ، والنَّجْر الحَرُّ

      .
      . واليَعْلُول .
      الغَدِير الأَبيض المُطَّرِد .
      واليَعَالِيل : حَبَابُ الماء .
      واليَعْلُول : الحَبَابة من الماء ، وهو أَيضاً السحاب المُطَّرِد ، وقيل : القِطْعة البيضاء من السحاب .
      واليَعَالِيل : سحائب بعضها فوق بعض ، الواحد يَعْلُولٌ ؛ قال الكميت : كأَنَّ جُمَاناً واهِيَ السِّلْكِ فَوْقَه ، كما انهلَّ مِنْ بِيضٍ يَعاليلَ تَسْكُب ومنه قول كعب : مِنْ صَوْبِ ساريةٍ بِيضٌ يَعالِيل

      ويقال : اليَعالِيلُ نُفَّاخاتٌ تكون فوق الماء من وَقْع المَطَر ، والياء زائدة .
      واليَعْلُول : المَطرُ بعد المطر ، وجمعه اليَعالِيل .
      وصِبْغٌ يَعْلُولٌ : عُلَّ مَرَّة بعد أُخرى .
      ويقال للبعير ذي السَّنَامَيْنِ : يَعْلُولٌ وقِرْعَوْسٌ وعُصْفُوريٌّ .
      وتَعَلَّلَتِ المرأَةُ من نفاسها وتَعَالَّتْ : خَرَجَتْ منه وطَهُرت وحَلَّ وَطْؤُها .
      والعُلْعُل والعَلْعَل ؛ الفتح عن كراع : اسمُ الذَّكر جميعاً ، وقيل : هو الذَّكر إِذا أَنْعَظ ، وقيل : هو الذي إِذا أَنْعَظَ ولم يَشْتَدّ .
      وقال ابن خالويه : العُلْعُل الجُرْدَان إِذا أَنْعَظَ ، والعُلْعُل رأْسُ الرَّهابَة من الفَرَس .
      ويقال : العُلْعُل طَرَف الضِّلَعِ الذي يُشْرِفُ على الرَّهابة وهي طرف المَعِدة ، والجمع عُلُلٌ وعُلُّ وعِلٌّ ،(* قوله « والجمع علل وعل وعل » هكذا في الأصل وتبعه شارح القاموس ، وعبارة الازهري : ويجمع على علل ، أي بضمتين ، وعلى علاعل ، وقال بعد هذا : والعلل أَيضاً جمع العلول ، وهو ما يعلل به المريض ، إِلى آخر ما تقدم في صدر الترجمة )، وقيل : العُلْعُل ، بالضم ، الرَّهابة التي تُشْرِف على البطن من العَظْم كأَنه لِسانٌ .
      والعَلْعَل والعَلْعالُ : الذَّكَر من القَنَابِر ، وفي الصحاح : الذَّكر من القنافِذ .
      والعُلْعُول : الشَّرُّ ؛ الفراء : إِنه لفي عُلْعُولِ شَرٍّ وزُلْزُولِ شَرٍّ أَي في قتال واضطراب .
      والعِلِّيَّة ، بالكسر : الغُرْفةُ ، والجمع العَلالِيُّ ، وهو يُذْكر أَيضاً في المُعْتَلِّ .
      أَبو سعيد : والعَرَب تقول أَنا عَلاَّنٌ بأَرض كذا وكذا أَي جاهل .
      وامرأَة عَلاَّنةٌ : جاهلة ، وهي لغة معروفة ؛ قال أَبو منصور : لا أَعرف هذا الحرف ولا أَدري من رواه عن أَبي سعيد .
      وتَعِلَّةُ : اسمُ رجل ؛

      قال : أَلْبانُ إِبْلِ تَعِلَّةَ بنِ مُسافِرٍ ، ما دامَ يَمْلِكُها عَلَيَّ حَرَامُ وعَلْ عَلْ : زَجْرٌ للغنم ؛ عن يعقوب .
      الفراء : العرب تقول للعاثر لَعاً لَكَ وتقول : عَلْ ولَعَلْ وعَلَّكَ ولَعَلَّكَ بمعنىً واحد ؛ قال العَبْدي : وإِذا يَعْثُرُ في تَجْمازِه ، أَقْبَلَتْ تَسْعَى وفَدَّتْه لَعل وأَنشد للفرزدق : إِذا عَثَرَتْ بي ، قُلْتُ : عَلَّكِ وانتهَى إِلى بابِ أَبْوابِ الوَلِيد كَلالُها وأَنشد الفراء : فَهُنَّ على أَكْتافِها ، ورِمَاحُنا يقُلْنَ لِمَن أَدْرَكنَ : تَعْساً ولا لَعَا شُدَّدت اللام في قولهم عَلَّك لأَنهم أَرادوا عَلْ لَك ، وكذلك لَعَلَّكَ إِنما هو لَعَلْ لَك ،، قال الكسائي : العرب تُصَيِّرُ لَعَلْ مكان لَعاً وتجعل لَعاً مكان لَعَلْ ، وأَنشد في ذلك البيتَ ، أَراد ولا لَعَلْ ، ومعناهما ارْتَفِعْ من العثْرَة ؛ وقال في قوله : عَلِّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دَوْلاتِها ، يُدِلْنَنا اللَّمَّة من لَمَّاتِها معناه عاً لِصُروف الدهر ، فأَسْقَطَ اللام من لَعاً لِصُروف الدهر وصَيَّر نون لَعاً لاماً ، لقرب مخرج النون من اللام ، هذا على قول من كَسَر صروف ، ومن نصبها جعل عَلَّ بمعنى لَعَلَّ فَنَصَب صروفَ الدهر ، ومعنى لَعاً لك أَي ارتفاعاً ؛ قال ابن رُومان : وسمعت الفراء يُنْشد عَلِّ صُروفِ الدهر ، فسأَلته : لِمَ تَكْسِر عَلِّ صُروفِ ؟ فقال : إِنما معناه لَعاً لِصُروف الدهر ودَوْلاتها ، فانخفضت صُروف باللام والدهر بإِضافة الصروف إِليها ، أَراد أَوْ لَعاً لِدَوْلاتها ليُدِلْنَنا من هذا التفرق الذي نحن فيه اجتماعاً ولَمَّة من اللمَّات ؛ قال : دَعا لصروف الدهر ولدَوْلاتِها لأَنَّ لَعاً معناه ارتفاعاً وتخَلُّصاً من المكروه ،، قال : وأَو بمعنى الواو في قوله أَو دَوْلاتِها ، وقال : يُدِلْنَنا فأَلقى اللام وهو يريدها كقوله : لئن ذَهَبْتُ إِلى الحَجَّاج يقتُلني أَراد لَيَقْتُلني .
      ولعَلَّ ولَعَلِّ طَمَعٌ وإِشْفاق ، ومعناهما التَّوَقُّع لمرجوّ أَو مَخُوف ؛ قال العجاج : يا أَبَتا عَلَّك أَو عَساكا وهما كَعَلَّ ؛ قال بعض النحويين : اللام زائدة مؤَكِّدة ، وإِنما هو عَلَّ ، وأَما سيبويه فجعلهما حرفاً واحداً غير مزيد ، وحكى أَبو زيد أَن لغة عُقَيْل لعَلِّ زيدٍ مُنْطَلِقٌ ، بكسر اللام ، من لَعَلِّ وجَرِّ زيد ؛ قال كعب بن سُوَيد الغَنَوي : فقلت : ادْعُ أُخرى وارْفَع الصَّوتَ ثانياً ، لَعَلِّ أَبي المِغْوارِ منك قَرِيب وقال الأَخفش : ذكر أَبو عبيدة أَنه سمع لام لَعَلَّ مفتوحة في لغة من يَجُرُّ بها في قول الشاعر : لَعَلَّ اللهِ يُمْكِنُني عليها ، جِهاراً من زُهَيرٍ أَو أَسيد وقوله تعالى : لعَلَّه يَتَذَكَّر أَو يخشى ؛ قال سيبويه : والعِلم قد أَتى من وراء ما يكون ولكِن اذْهَبا أَنتما على رَجائكما وطمَعِكما ومَبْلَغِكما من العِلم وليس لهما أَكثرُ مِنْ ذا ما لم يُعْلَما ، وقال ثعلب : معناه كي يتَذَكَّر .
      أَخبر محمد بن سَلاَم عن يونس أَنه سأَله عن قوله تعالى : فلعَلَّك باخِعٌ نفْسَك ولعَلَّك تارِكٌ بعض ما يُوحى إِليك ،، قال : معناه كأَنك فاعِلٌ ذلك إِن لم يؤمنوا ،، قال : ولَعَلَّ لها مواضع في كلام العرب ، ومن ذلك قوله : لعَلَّكم تَذَكَّرون ولعَلَّكم تَتَّقون ولعَلَّه يتَذَكَّر ،، قال : معناه كيْ تتَذَكَّروا كيْ تَتَّقُوا ، كقولك ابْعَثْ إِليَّ بدابَّتك لعَلِّي أَرْكَبُها ، بمعنى كي أَرْكَبَها ، وتقول : انطَلِقْ بنا لعَلَّنا نتَحدَّث أَي كي نتحدَّث ؛ قال ابن الأَنباري : لعَلَّ تكون تَرَجِّياً ، وتكون بمعنى كيْ على رأْي الكوفيين ؛ وينشدون : فأَبْلُوني بَلِيَّتَكُمْ لَعَلِّي أُصالِحُكُم ، وأَسْتَدْرِجْ نُوَيّا (* فسره الدسوقي فقال : أبلوني أعطوني ، والبلية الناقة تعقل على قبر صاحبها الميت بلا طعام ولا شراب حتى تموت ، ونويّ بفتح الواو كهويّ ، وأَصله نواي كعصاي قلبت الالف ياء على لغة هذيل والشاعر منهم ، والنوى الجهة التي ينويها المسافر .
      وقوله : استدرج ، هكذا مجزومة في الأصل ).
      وتكون ظَنًّا كقولك لَعَلِّي أَحُجُّ العامَ ، ومعناه أَظُنُّني سأَحُجُّ ، كقول امرئ القيس : لَعَلَّ مَنايانا تَبَدَّلْنَ أَبْؤُسا أَي أَظُنُّ منايانا تبدَّلنَ أَبؤُسا ؛ وكقول صخر الهذلي : لعَلَّكَ هالِكٌ أَمَّا غُلامٌ تَبَوَّأَ مَنْ شَمَنْصِيرٍ مَقاما وتكون بمعنى عَسى كقولك : لعَلَّ عبدَ الله يقوم ، معناه عَسى عبدُ الله ؛ وذلك بدليل دخول أَن في خبرها في نحو قول مُتَمِّم : لعَلَّكَ يَوْماً أَن تُلِمَّ مُلِمَّةٌ عَلَيْك من اللاَّتي يَدَعْنَكَ أَجْدَعا وتكون بمعنى الاستفهام كقولك : لَعَلَّك تَشْتُمُني فأُعاقِبَك ؟ معناه هل تشْتُمني ، وقد جاءت في التنزيل بمعنى كَيْ ، وفي حديث حاطب : وما يُدْريك لعلَّ اللهَ قد اطَّلَع على أَهل بَدْرٍ فقال لهم اعْمَلوا ما شئتم فقد غَفَرْتُ لكم ؛ ظَنَّ بعضهم أَن معنى لَعَلَّ ههنا من جهة الظَّن والحِسْبان ، وليس كذلك وإِنما هي بمعني عَسى ، وعَسى ولعَلَّ من الله تحقيق .
      ويقال : عَلَّك تَفْعَل وعَلِّي أَفعَلُ ولَعَلِّي أَفعَلُ ، وربما ، قالوا : عَلَّني ولَعَّنِي ولعَلَّني ؛

      وأَنشد أَبو زيد : أَرِيني جَوَاداً مات هُزْلاً ، لعَلَّني أَرى ما تَرَيْنَ ، أَو بَخِيلاً مُخَلَّدا
      ، قال ابن بري : ذكر أَبو عبيدة أَن هذا البيت لحُطائط ابن يَعْفُر ، وذكر الحوفي أَنه لدُرَيد ، وهذا البيت في قصيدة لحاتم معروفة مشهورة .
      وعَلَّ ولَعَلَّ : لغتان بمعنىً مثل إِنَّ ولَيتَ وكأَنَّ ولكِنَّ إِلاَّ أَنها تعمل عمل الفعل لشبههنَّ به فتنصب الاسم وترفع الخبر كما تفعل كان وأَخواتها من الاًفعال ، وبعضهم يخفِض ما بعدها فيقول : لعَلَّ زيدٍ قائمٌ ؛ سمعه أَبو زيد من عُقَيل .
      وقالوا لَعَلَّتْ ، فأَنَّثُوا لعَلَّ بالتاء ، ولم يُبْدِلوها هاءً في الوقف كما لم يبدلوها في رُبَّتْ وثُمَّت ولاتَ ، لأَنه ليس للحرف قوَّةُ الاسم وتصَرُّفُه ، وقالوا لعَنَّك ولغَنَّك ورَعَنَّكَ ورَغَنَّك ؛ كل ذلك على البدل ،، قال يعقوب :، قال عيسى بن عمر سمعت أَبا النجم يقول : أُغْدُ لَعَلْنا في الرِّهان نُرْسِلُه أَراد لعَلَّنا ، وكذلك لأَنَّا ولأَنَّنا ؛ قال : وسمعت أَبا الصِّقْر ينشد : أَرِيني جَوَاداً مات هُزْلاً ، لأَنَّنِي أَرَى ما تَرَيْنَ ، أَو بَخِيلاً مُخَلَّدا وبعضهم يقول : لَوَنَّني .
      "

    المعجم: لسان العرب

  12. علق
    • " عَلِقَ بالشيءِ عَلَقاً وعَلِقَهُ : نَشِب فيه ؛ قال جرير : إِذا عَلِقَتْ مُخَالبُهُ بِقْرْنٍ ، أَصابَ القَلْبَ أَو هَتَك الحِجابا وفي الحديث : فَعَلِقَت الأَعراب به أَي نَشِبوا وتعلقوا ، وقيل طَفِقُوا ؛ وقال أَبو زبيد : إِذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطَاطيفُ كَفِّهِ ، رأَى الموتَ رَأْيَ العينِ أَسودَ أَحمرا وهو عالِقٌ به أَي نَشِبٌ فيه .
      وقال اللحياني : العَلَقُ النُّشوب في الشيء يكون في جبل أَو أَرض أَو ما أَشبهها .
      وأَعْلَقَ الحابلُ : عَلِق الصيدُ في حِبَالته أَي نَشِب .
      ويقال للصائد : أَعْلَقْتَ فأَدْرِكْ أَي عَلِقَ الصيدُ في حِبالتك .
      وقال اللحياني : الإِعْلاقُ وقوع الصيد في الحبل .
      يقال : نَصَب له فأَعْلقه .
      وعَلِقَ الشيءَ عَلَقاً وعَلِقَ به عَلاقَةً وعُلوقاً : لزمه .
      وعَلِقَتْ نفُسه الشيءَ ، فهي عَلِقةٌ وعَلاقِيةٌ وعَلِقْنَةٌ : لَهِجَتْ به ؛

      قال : فقلت لها ، والنَّفْسُ منِّي عَلِقْنَةٌ عَلاقِيَةٌ تَهْوَى ، هواها المُضَلَّلُ

      ويقال للأَمر إِذا وقع وثبت عَلِقَتْ مَعَالِقَها وصَرَّ الجُنْدَبُ وهو كما يقال : جفَّ القلم فلا تَتَعَنَّ ؛ قال ابن سيده : وفي المثل : عَلِقَتْ مَعالِقَها وصَرَّ الجُنْْدب يضرب هذا للشيء تأْخذه فلا تريد أَن يُفْلِِتَكَ .
      وقالوا : عَلِقَتْ مَراسِبها بذي رَمْرامِ ، وبذي الرَّمْرَام ؛ وذلك حين اطمأَنت الإبل وقَرَّت عيونها بالمرتع ، يضرب هذا لمن اطمأَنَّ وقَرَّتْ عينه بعيشه ، وأَصله أَنَّ رجلاً انتهى إِلى بئر فأَعْلَقَ رِشَاءَه بِرِشَائِها ثم صار إِلى صاحب البئر فادَّعَى جِوارَه ، فقال له : وما سبب ذلك ؟، قال : عَلَّقْت رِشائي برِشائكَ ، فأَبى صاحب البئر وأَمره أَن يرتحل ؛ فقال : عَلُِقَتْ مَعالقَها صَرَّ الجُنْدب أَي جاءَ الحرُّ ولا يمكنني الرحيل .
      ويقال للشيخ : قد عَلِقَ الكِبَرُ مَعَالقَهُ ؛ جمع مِعْلَقٍ ، وفي الحديث : فَعَلِقتْ منه كلَّ معْلق أَي أَحبها وشُغِفَ بها .
      يقال : عَلِقَ بقليه عَلاقةً ، بالفتح .
      وكلُّ شيءٍ وقع مَوْقِعه فقد عَلِقَ مَعَالِقَه ، والعَلاقة : الهوى والحُبُّ اللازم للقلب .
      وقد عَلِقَها ، بالكسر ، عَلَقاً وعَلاقةً وعَلِقَ بها عُلوقاً وتَعَلَّقها وتَعَلَّقَ بها وعُلِّقَها وعُلِّق بها تَعْلِيقاً : أَحبها ، وهو مُعَلِّقُ القلب بها ؛ قال الأَعشى : عُلِّقْتُها عَرَضاً ، وعُلِّقَتْ رجلاً غَيْري ، وعُلِّقَ أُخْرَى غَيْرها الرجلُ وقول أَبي ذؤَيب : تَعَلَّقَهُ منها دَلالٌ ومُقْلَةٌ ، تَظَلُّ لأَصحاب الشَّقاءِ تُديرُها أَراد تَعَلَّقَ منها دَلالاً ومُقْلةً فقلب .
      وقال اللحياني : العَلَقُ الهوى يكون للرجل في المرأَة .
      وإنه لذو عَلَقٍ في فلانة : كذا عدَّاه بفي .
      وقالوا في المثل : نَظْرةٌ من ذي عَلَقٍ أَي من ذي حُبّ قد عَلِقَ بمن هويه ؛ قال كثيِّر : ولقد أَرَدْتُ الصبرَ عنكِ ، فعاقَني عَلَقٌ بقَلْبي ، من هَواكِ ، قديمُ وعَلِقَ حبُّها بقلبه : هَوِيَها .
      وقال اللحياني عن الكسائي : لها في قلبي عِلْقُ حبٍّ وعَلاقَةُ حُبٍّ وعِلاقَةُ حبٍّ ، قالك ولم يعرف الأَصمعي عِلْق حب ولا عِلاقةَ حبٍّ ، إِنما عرف عَلاقَةَ حُب ، بالفتح ، وعَلَق حبٍّ ، بفتح العين واللام ، والعَلاقَةُ ، بالفتح ؛ قال المرار الأَسدي : أَعَلاقَةً ، أُمَّ الوُلَيِّدِ ، بعدما أَفْنانُ رأْسِكِ كالثَّغامِ المُخْلِس ؟ واعْتَلَقَهُ أَي أَحبه .
      ويقال : عَلِقْتُ فلانةَ عَلاقةً أَحببتها ، وعَلِقَتْ هي بقلبي : تشبثت به ؛ قال ذو الرمة : لقد عَلِقَتْ مَيٌّ بقلبي عَلاقةً ، بَذطِيئاً على مَرِّ الليالي انْحِلالُها ورجل علاقِيَةٌ ، مثل ثمانية ، إِذا عَلِقَ شيئاً لم يُقْلِعْ عنه .
      وأَعْلَقَ أَظفارَه في الشيء : أَنشَبها .
      وعَلَّقَ الشيءَ بالشيء ومنه وعليه تَعْليقاً : ناطَهُ .
      والعِلاقةُ : ما عَلَّقْتَه به .
      وتَعَلَّقَ الشيءَ : عَلقَهُ من نفسه ؛

      قال : تَعَلَّقَ إِبريقاً ، وأَظْهَرَ جَعْبةً ، ليُهْلِكَ حَيّاً ذا زُهاءٍ وجَامِلِ وقيل : تَعَلَّق هنا لزمه ، والصحيح الأَول ، وتَعَلَّقَهُ وتَعَلَّق به بمعنى .
      ويقال : تَعَلَّقْتَهُ بمعنى عَلَّقْتُهُ ؛ ومنه قول عبيد الله بن زياد لأَبي الأَسود : لو تَعَلَّقْتَ مَعَاذَةً لئلا تصيبك عين .
      وفي الحديث : من تَعَلَّق شيئاً وكِلَ إِليه أَي من عَلَّقَ على نفسه شيئاً من التعاويذ والتَّمائم وأَشباهها معتقداً أَنها تَجْلُب إِليه نفعاً أَو تدفع عنه ضرّاً .
      وفي الحديث أَنه ، قال : أَدُّوا العَلائِقَ ، قالوا : يا رسول الله ، وما العَلائِقُ ؟ وفي رواية في قوله تعالى : وأَنكحوا الأَيامَى منكم والصالحين ، قيل : يا رسول الله فما العَلائِقُ بينهم ؟، قال : ما تَرَاضَى عليه أَهْلُوهُم ؛ العَلائِقُ : المُهُور ، الواحدة عَلاقَةٌ ، قال وكلُّ ما يُتَبَلَّغُ به من العيش فهو عُلْقةٌ ؛ قال ابن بري في هذا المكان : والعِلْقةُ ، بالكسر ، الشَّوْذَرُ ؛ قال الشاعر : وما هي إِلاَّ في إزارٍ وعِلْقَةٍ ، مَغَارَ ابنِ هَمَّامٍ على حَيٍّ خثعما وقد تقدم الاستشهاد به .
      ويقال : لم تبق لي عنده عُلْقةٌ أَي شيءٌ .
      والعَلاقةُ : ما يُتبلغ به من عيش .
      والعُلْقةُ والعَلاقُ : ما فيه بُلْغة من الطعام إِلى وقت الغذاء .
      وقال اللحياني : ما يأْكل فلان إِلا عُلْقَةً أَي ما يمسك نفسه من الطعام .
      وفي الحديث : وتَجْتَزِئُ بالعُلْقَةِ أَي تكتفي بالبُلْغةِ من الطعام .
      وفي حديث الإفك : وإِنما يأْكلْنَ العُلْقةَ من الطعام .
      قال الأَزهري : والعُلْقةُ من الطعام والمركبِ ما يُتَبَلَّغُ به وإِن لم يكن تامّاً ، ومنه قولهم : ارْضَ من المَرْكب بالتَّعْلِيقِ ؛ يضرب مثلاً للرجل يُؤْمَرُ بأَن يقنع ببعض حاجته دون تمامها كالراكب عَلِيقةً من الإِبل ساعة بعد ساعة ؛ ويقال : هذا الكلام لنا فيه عُلْقةٌ أي بلغة ، وعندهم عُلْقةٌ من متاعهم أَي بقية .
      وعَلَقَ عَلاقاً وعَلوقاً : أَكل ، وأَكثرما يستعمل في الجحد ، يقال : ما ذقت عَلاقاً ولا عَلوقاً .
      وما في الأَرض عَلاقٌ ولا لَماقٌ أَي ما فيها ما يتبلغ به من عيش ، ويقال : ما فيها مَرْتَع ؛ قال الأَعشى : وفَلاة كأَنّها ظَهْرُ تُرْسٍ ، ليسَ إِلا الرَّجِيعَ فيها عَلاقُ الرجيع : الجِرَّةُ ؛ يقول لا تجد الإِبل فيها عَلاقاً إِلا ما تردُّه من جِرَّتها .
      وفي المثل : ليس المُتَعَلِّق كالمُتَأَنِّق ؛ يريد ليس مَنْ عَيشُه قليل يَتَعَلَّق به كمن عيشه كثير يختار منه ، وقيل : معناه ليس من يَتَبَلَّغ بالشيء اليسير كمن يتأَنَّق يأْكل ما يشاء .
      وما بالناقة عَلُوق أَي شيء من اللبن .
      وما ترك الحالب بالناقة عَلاقاً إِذا لم يَدَعْ في ضرعها شيئاً .
      والبَهْمُ تَعْلُق من الوَرَق : تصيب ، وكذلك الطير من الثمر .
      وفي الحديث : أَرواح الشهداء في حواصل طير خُضْرٍ تَعْلُقُ من ثمار الجنة ؛ قال الأَصمعي : تَعْلُق أَي تَناوَل بأَفواهها ، يقال : عَلَقَتْ تَعْلُق عُلوقاً ؛

      وأَنشد للكميت يصف ناقته : أَو فَوْقَ طاوِيةِ الحَشَى رَمْلِيَّة ، إِنْ تَدْنُ من فَنَن الأَلاءَةِ تَعْلُق يقول : كأَن قُتُودي فوق بقرة وحشية ؛ قال ابن الأَثير : هو في الأَصل للإِبل إِذا أَكلت العِضاهَ فنقل إِلى الطير ، وروءاه الفراء عن الدبيريين تَعْلَق من ثمار الجنة .
      وقال اللحياني : العَلْق أَكل البهائم ورق الشجر ، عَلَقَتْ تَعْلُق عَلْقاً .
      والصبي يَعْلُقُ : يَمُصُّ أَصابعه .
      والعَلوقُ : ما تَعْلُقه الإِبل أَي ترعاه ، وقيل هو نبت ؛ قال الأَعشى : هو الوَاهِبُ المائة المُصْطَفا ة ، لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارَا أَي حَسَّنَ النبْتُ أَلوانها ؛ وقيل : إِنه يقول رَعَيْنَ العَلُوقَ حين لاط بهن الاحمرار من السِّمَن والخِصْب ؛ ويقال : أَراد بالعَلُوق الولد في بطنها ، وأَراد بالاحمرار حسن لونها عند اللَّقْحِ .
      وقال أَبو الهيثم : العَلُوق ماءُ الفحل لأَن الإِبل إِذا عَلِقَتْ وعقدت على الماء انقلبت أَلوانها واحْمَرَّت ، فكانت أَنْفَسَ لها في نفس صاحبها ؛ قال ابن بري الذي في شعر الأَعشى : بأَجْوَدَ منه بِأْدْمِ الرِّكا بِ ، لاطَ العَلوقُ بهنّ احمرار ؟

      ‏ قال : وذلك أَن الإِبل إِذا سمنت صار الآدمُ منها أصْهبَ والأَصْهبُ أَحمر ؛ وأَما عَجُُزُ البيت الذي صدره : هو الواهبُ المائة المُصْطَفا ة ، لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارا أَي حَسَّنَ النبْتُ أَلوانها ؛ وقيل : إِنه يقول رَعَيْنَ العَلُوقَ حين لاط بهن الاحمرار من السِّمَن والخِصْب ؛ ويقال : أَراد بالعَلُوق الولد في بطنها ، وأَراد بالاحمرار حسن لونها عند اللَّقْحِ .
      وقال أَبو الهيثم : العَلُوق ماءُ الفحل لأَن الإبل إِذا عَلِقَتْ وعقدت على الماء انقلبت أَلوانها واحْمَرَّت ، فكانت أَنْفَسَ لها في نفس صاحبها ؛ قال ابن بري الذي في شعر الأَعشى : بأَجْوَدَ منه بِأُدْمِ الرِّكا بِ ، لاطَ العَلوقُ بهنّ احمرار ؟

      ‏ قال : وذلك أَن الإبل إِذا سمنت صار الآدمُ منها أصْهبَ والأَصْهب أَحمرَ ؛ وأَما عَجُزُ البيت الذي صدره : هو الواهِبُ المائة المُصْطَفا ة ، لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارا فإِنه : إِما مَخَاضاً وإِما عِشَارَا والعَلْقَى : شجر تدوم خضرته في القَيْظ ولها أَفنان طوالِ دقاق وورق لِطاف ، بعضهم يجعل أَلفها للتأنيث ، وبعضهم يجعلها للإلحاق وتنون ؛ قال الجوهري : عَلْقَى نبت ، وقال سيبويه : تكون واحدة وجمعاً ؛ قال العجاج يصف ثوراً : فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكورِ ، بين تَواري الشَّمْسِ والذُّرُورِ وفي المحكم : يَسْتَنُّ في عَلْقَى وفي مُكورِ وقال : ولم ينونه رؤبة ، واحدته عَلْقاة ، قال ابن جني : الأَلف في عَلْقاة ليست للتأْنيث لمجيء هاء التأْنيث بعدها ، وإِِنما هي للإِلحاق ببناء جعفر وسلهب ، فإِذا حذفوا الهاء من عَلْقاة ، قالوا عَلْقَى غير منون ، لأَنها لو كانت للإِلحاق لنونت كما تنون أَرْطًى ، أَلا ترى أَن مَنْ أَلحق الهاء في عَلْقاةٍ اعتقد فيها أَن الأَلف للإلحاق ولغير التأْنيث ؟ فإِذا نزع الهاء صار إِلى لغة من اعتقد أَن الأَلف للتأْنيث فلم ينوِّنها كما لم ينونها ، ووافقهم بعد نزعِهِ الهاءَ من عَلْقاة على ما يذهبون إِليه من أَن أَلف عَلْقَى للتأْنيث .
      وبعير عَالِقٌ : يرعى العَلْقَى .
      والعالِقُ أَيضاً : الذي يَعْلُقُ العِضاه أَي ينتِف منها ، سمي عالقاً لأَنه يَعْلُق العضاه لطولها .
      وعَلَقَت الإِبلُ العِضاه تَعْلُق ، بالضم ، عَلْقاً إِذا تَسنَّمتها أَي رعتها من أَعلاها وتناولتها بأَفواهها ، وهي إِبل عَوالق .
      ورجل ذو مَعْلَقَةٍ أَي مُغِيرٌ يَعْلَقُ بكل شيء أَصابه ؛

      قال : أَخاف أَن يَعْلَقَها ذو مَعْلَقَهْ وجاء بعُلَقَ فُلَقَ أَي الداهية ، وقد أَعْلَقَ وأَفْلَقَ .
      وعُلَقُ فُلَقُ : لا ينصرف ؛ حكاه أَبو عبيد عن الكسائي .
      ويقال للرجل : أَعْلَقْتَ وأَفْلَقْتَ أَي جئت بعُلَقَ فُلَقَ ، وهي الداهية ، لا يجري مجرى عمر .
      ويقال : العُلَقُ الجمع الكثير .
      والعَوْلَقُ : الغُول ، وقيل : الكلبة الحريصة ، قال : وكلبة عَوْلَقٌ حريصة ؛ قال الطرماح : عَوْلقُ الحِرْصِ إِذا أَمْشَرَتْ ، ساوَرَتْ فيه سُؤورَ المُسامِي وقولهم : هذا حديث طويل العَوْلَقِ أَي طول الذَّنَب .
      وقال كراع : إِنه لطول العَوْلَقِ أَي الذنب ، فلم يَخصَّ به حديثاً ولا غيره .
      والعَليقةُ : البعير أَو الناقة يوجهه الرجل مع القوم إِذا خرجوا مُمْتارين ويدفع إِليهم دراهم يمتارون له عليها ؛ قال الراجز : أَرسلها عَلِيقةً ، وقد عَلِمْ أَن العليقَاتِ يُلاقِينَ الرَّقِمْ يعني أَنهم يُودِعُون ركابهم ويركبونها ويزيدون في حملها .
      ويقال : عَلَّقْتُ مع فلان عَلِيقةً ، وأَرسلت معه عليقَةً ، وقد عَلَّقها معه أَرسلها ؛ وقال الراجز : إِنَّا وَجَدْنا عُلَبَ العلائِقِ ، فيها شِفاءٌ للنُّعاسِ الطَّارِقِ وقيل : يقال للدابة عَلوق .
      وقال ابن الأَعرابي : العَلِيقةُ والعَلاقةُ البعير يضمه الرجل إِلى القوم يمتارون له معهم ؛ قال الشاعر : وقائلةٍ لا تَرْكَبَنَّ عَلِيقةً ، ومِنْ لذَّة الدنيا رُكوبُ العَلائِقِ شمر : عَلاقةُ المَهْر ما يَتَعَلَّقون به على المتزوج ؛ وقال في قول امرئ القيس : بِأََيّ عَلاقَتِنا تَرْغَبُو نَ عَنْ دمِ عَمْروِ ، على مَرْثَدِ ؟ (* قوله : عن دم عمرو ؛ هكذا في الأصل .
      وفي رواية أخرى : أَعَنْ ، بادخال همزة الإستفهام على عن ).
      قال : العَلاقةُ النَّيْل ، وما تعلقوا به عليهم مثلَ عَلاقةِ المهر .
      والعِلاقةُ : المِعْلاق الذي يُعَلَّقُ به الإِناء .
      والعِلاقةُ ، بالكسر : عِلاقةُ السيفِ والسوط ، وعِلاقةُ السوط ما في مَقْبِضه من السير ، وكذلك عِلاقةُ القَدَحِ والمصحف والقوس وما أَشبه ذلك .
      وأَعْلَقَ السوطَ والمصحف والسيف والقدح : جعل لها عِلاقةً ، وعَلَّقهُ على الوَتدِ ، وعَلَّقَ الشيءَ خلفه كما تُعَلَّق الحقِيبةُ وغيرها من وراء الرَّحل .
      وتَعَلَّقَ به وتَعَلَّقَه ، على حذف الوَسيط ، سواء .
      ويقال : لفلان في هذه الدار عَلاقةٌ أَي بقيةُ نصيبٍ ، والدَّعْوى له عَلاقةٌ .
      وعَلِقَ الثوبُ من الشجر عَلَقاً وعُلوقاً : بقي متعلقاً به .
      وفي حديث أَبي هريرة : رُئِيَ وعليه إزار فيه عَلَقٌ وقد خيَّطه بالأُسْطُبَّةِ ؛ العَلَقُ : الخرق ، وهو أَن يَمُرَّ بشجرة أَو شوكة فتَعْلَقَ بثوبه فتخرقه .
      والعَلْقُ : الجذبة في الثوب وغيره ، وهو منه .
      والعَلَقُ : كل ما عُلِّقَ .
      وقال اللحياني (* قوله « وقال اللحياني إلخ » عبارة شرح القاموس : والمعالق ، بغير ياء ، من الدواب : هي العلوق ؛ عن اللحياني ): وهي العَلوق والمَعالِق بغير ياءٍ .
      والمِعْلاقُ والمُعْلوق : ما عُلِّقَ من عنب ولحم وغيره ، لا نظير له إِلا مُغْْرود لضرب من الكمأَة ، ومُغفُور ومُغْثور ومُغْبورٌ في مُغْثور ومُزْمور لواحد مزامير داود ، عليه السلام ؛ عن كراع .
      ويقال للمِعْلاق مُعْلوق وهو ما يُعَلَّق عليه الشيء .
      قال الليث : أَدخلوا على المُعلوقِ الضمة والمدّة كأَنهم أَرادوا حدّ المُنْخُل والمُدْهُن ، ثم أَدخلوا عليه المدة .
      وكلُّ شيء عُلِّقَ به شيء ، فهو مِعْلاقه .
      ومَعاليقُ العُقود والشُّنوف : ما يجعل فيها من كل ما يحْسُن ، وفي المحكم : ومَعالِيق العِقْدِ الشُّنُوفُ يجعل فيها من كل ما يحسن فيه .
      والأَعالِيقُ كالمَعالِيقِ ، كلاهما : ما عُلِّقَ ، ولا واحد للأَعالِيقِ .
      وكل شيء عُلِّقَ منه شيء ، فهو مِعْلاقه .
      ومِعْلاقُ الباب : شء يُعَلَّقُ به ثم يُدْفع المِعْلاقُ فينفتح ، وفرق ما بين المِعْلاقِ والمِغْلاق أنَ المِغْلاق يفتح بالمِفْتاح ، والمِعْلاق يُعْلَّقُبه البابُ ثم يُدْفع المِعْلاق من غير مفتاح فينفتح ، وقد عَلَّق الباب وأَعلَقه .
      ويقال : عَلِّق الباب وأَزْلِجْهُ .
      وتَعْلِيق البابِ أَيضاً : نَصْبه وترْكِيبُه ، وعَلِّق يدَه وأَعْلَقها ؛

      قال : وكنتُ إِذا جاوَرْتُ ، أَعْلَقْتُ في الذُّرى يَدَيَّ ، فلم يُوجَدْ لِجَنْبَيَّ مَصْرَعُ والمِعْلَقة : بعض أَداة الراعي ؛ عن اللحياني .
      والعُلَّيْقُ : نبات معروف يتعلَّق بالشجر ويَلْتَوي عليه .
      وقال أَبو حنيفة : العُلَّيق شجر من شجر الشوك لا يعظم ، وإِذا نَشِب فيه شيء لم يكد يتخلَّص من كثرة شوكه ، وشَوكُه حُجَز شداد ، قال : ولذلك سمِّي عُلَّيْقاً ،
      ، قال : وزعموا أَنها الشجرة التي آنَسَ موسى ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، فيها النارَ ، وأَكثر منابتها الغِياضُ والأَشَبُ .
      وعَلِقَ به عَلَقاً وعُلوقاً : تعلق .
      والعَلوق : ما يعلق بالإنسان ؛ والمنيّةُ عَلوق وعَلاَّقة .
      قال ابن سيده : والعَلوق المنيَّة ، صفة غالبة ؛ قال المفضل البكري : وسائلة بثَعْلبةَ بنِ سَيْرٍ ، وقد عَلِقَتْ بثعلبةَ العَلوقُ يريد ثعلبة بن سَيَّار فغيره للضرورة .
      والعُلُق : الدواهي .
      والعُلُق : المَنايا .
      والعُلُق : الأَشغال أَيضاً .
      وما بينهما عَلاقةٌ أَي شيءٌ يتَعَلَّقُ به أَحدُهما على الآخر .
      ولي في الأَمر عَلوق ومُتعلَّق أَي مُفْتَرض ؛ فأَما قوله : عَيْنُ بَكِّي لِسامةَ بن لُؤَيٍّ ، عَلِقَتْ مِلْ أُسامةَ العَلاَّقَهْ (* قوله « مل أُسامة » هكذا هو بالأصل مضبوطاً ، وقد ذكره في مادة فوق بلفظ ساق سامة مع ذكر قصته ).
      فإِنه عنى الحية لتَعَلّقها لأََنها عَلِقَتْ زِمام ناقته فلدغعته ، وقيل : العَلاَّقة ، بالتشديد المنية وهي العَلوق أَيضاً .
      ويقال : لفلان في هذا الأَمر عَلاقة أَي دعوى ومُتعَلَّق ؛ قال الفرزدق : حَمَّلْتُ من جَرْمٍ مَثاقيلَ حاجَتي ، كَريمَ المُحَيَّا مُشْنِقاً بالعَلائِقِ أَي مستقلاً بما يُعَلَّقُ به من الدِّيات .
      والعَلَق : الذي تُعَلَّق به البَكَرةُ من القامة ؛ قال رؤبة : قَعْقَعةَ المِحْوَر خُطَّافَ العَلَقْ يقال : أَعرني عَلَقَك ، أَي أَدة بَكَرتك ، وقيل : العَلَقُ البَكَرة ، والجمع أَعْلاق ؛

      قال : عُيونُها خُرْزٌ لصوتِ الأَعْلاقْ وقيل : العَلَقُ القامةُ ، والجمع كالجمع ، وقيل : العَلَق أَداة البَكَرة ، وقيل : هو البَكَرةُ وأَداتها ، يعني الخُطَّاف والرِّشاءَ والدلو ، وهي العَلَقةُ .
      والعَلَق : الحبل المُعَلَّق بالبَكَرة ؛

      وأَنشد ابن الأَعرابي : كلاَّ زَعَمْت أَنَّني مَكْفِيُّ ، وفَوْق رأْسي عَلَقٌ مَلْوِيُّ وقيل : العَلَقُ الحبل الذي في أَعلى البكَرة ؛

      وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً : بِئْسَ مَقامُ الشيخ بالكرامهْ ، مَحالةٌ صَرَّارةٌ وقامَهُ ، وعَلَقٌ يَزْقُو زُقاءَ الهامَه ؟

      ‏ قال : لما كانت القامةُ مُعَلَّقة في الحبل جعل الزُّقاء له وإِنما الزُّقاء للبَكرة ، وقال اللحياني : العَلَق الرِّشاءُ والغَرْب والمِحْور والبَكرة ؛ قال : يقولون أَعيرونا العَلَق فيُعارون ذلك كله ، قال الأَصمعي : العَلَق اسم جامع لجميع آلات الاسْتِقاء بالبكرة ، ويدخل فيها الخشبتان اللتان تنصبان على رأْس البئر ويُلاقي بين طرفيهما العاليين بحبل ، ثم يُوتَدانِ على الأَرض بحبل آخر يُمدّ طرفاه للأَرض ، ويُمَدَّان في وَتِدَينِ أُثْبتا في الأَرض ، وتُعَلَّق القامةُ وهي البَكَرة في أَعلى الخشبتين ويُسْتَقى عليها بدلوين يَنْزِع بهما ساقيان ، ولا يكون العَلَقُ إِلا السَّانَيَة ، وجملة الأَداة مِنَ الخُطَّافِ والمِحْوَرِ والبَكَرةِ والنَّعامَتَيْنِ وحبالها ؛ كذلك حفظته عن العرب .
      وعَلَقُ القربة : سير تُعَلَّقْ به ، وقيل : عَلَقُها ما بقي فيها من الدهن الذي تدهن به .
      ويقال : كَلِفْتُ إِليك عَلَقَ القربة ، لغة في عَرَق القربة ، فأَما عَلَقُ القربة فالذي تشد به ثم تُعَلَّق ، وأَما عَرَقُها فأَن تَعْرَق من جهدها ، وقد تقدم ، وإِنما ، قال كَلِقْتُ إِليك عَلَق القربة لأَن أَشد العمل عندهم السقي .
      وفي الحديث : خَطَبَنَا عمر ، رضي الله عنه ، فقال : أَيها الناس ، أَلا لا تُغَالوا بصَداق النساءِ ، فإِنه لو كان مَكْرُمَةً في الدنيا وتقوى عند الله كان أَوْلاكُم بها النبي صلى الله عليه وسلم ، ما أَصْدَقَ امرأَةً من نسائه ولا أُصْدِقَت امرأَةٌ من بناته أَكثر من ثنتي عشرة أُوقيّةً ، وإِن الرجل ليُغَالي بصَداق امرأَته حتى يكون ذلك لها في قلبه عداوةً حتى يقول قد كَلِفْتُ عَلَقَ القربةِ ، وفي النهاية يقول : حتى جَشِمْتُ إِليكِ عَلَقَ القربةِ ؛ قال أَبو عبيدة : عَلَقُها عِصَامُها الذي تُعَلَّقُ به ، فيقول : تَكَلَّفْت لكِ كل شيء حتى عِصَامَ القربة .
      والمُعَلَّقة من النساء : التي فُقِد زَوجُها ، قال تعالى : فَتَذَرُوَها كالمُعَلَّقِة ، وفي التهذيب : وقال تعالى في المرأَة التي لا يُنْصِفُها زوجها ولم يُخَلِّ سبيلَها : فَتَذَرُوها كالمُعَلّقة ، فهي لا أَيِّم ولا ذات بَعْل .
      وفي حديث أُم زرع : إِن أَنْطق أُطَلَّقْ ، وإِن أَسكت أُعَلَّقْ أَي يتركْني كالمعَلَّقة لا مُمْسَكةً ولا مطلقةً .
      والعَلِيقُ : القَضِييمُ يُعَلَّق على الدابة ، وعَلّقها : عَلَّق عليها .
      والعَليقُ : الشراب على المثل .
      قال الأَزهري : ويقال للشراب عَلِيق ؛

      وأَنشد لبعض الشعراء وأَظن أَنه لبيد وإِنشاده مصنوع : اسْقِ هذا وذَا وذاكَ وعَلِّقْ ، لا تُسَمِّ الشَّرابَ إِلا عَلِيقَا والعَلاقة : بالفتح : عَلاقة الخصومة .
      وعَلِقَ به عَلَقاً : خاصمه .
      يقال : لفلان في أَرض بني فلان عَلاقةٌ أَي خصومة .
      ورجل مِعلاقٌ وذو مِعْلاق : خصيم شديد الخصومة يتعلَّق بالحجج ويستَدْركها ؛ ولهذا قيل في الخصيم الجَدِل : لا يُرْسِلُ الساقَ إِلا مُمْسِكاً ساقَا أَي لا يَدَع حُجة إِلا وقد أَعَدّ أُخرى يتعلَّق بها .
      والمِعْلاق : اللسان البليغ ؛ قال مِهَلْهِلٌ : إِن تحتَ الأَحْجارِ حَزْماً وجُوداً ، وخَصِيماً أَلَدَّ ذا مِعْلاقِ ومعْلاق الرجل : لسانه إِذا كان جَدِلاً .
      والعَلاقَى ، مقصور : الأَلقاب ، واحدتها عَلاقِيَة وهي أَيضاً العَلائِقُ ، واحدَتها عِلاقةٌ ، لأَنها تُعَلَّقُ على الناس .
      والعَلَقُ : الدم ، ما كان وقيل : هو الدم الجامد الغليظ ، وقيل : الجامد قبل أَن ييبس ، وقيل : هو ما اشتدت حمرته ، والقطعة منه عَلَقة .
      وفي حديث سَرِيَّةِ بني سُلَيْمٍ : فإِذا الطير ترميهم بالعَلَقِ أَي بقطع الدم ، الواحدة عَلَقةٌ .
      وفي حديث ابن أَبي أَوْفَى : أَنه بَزَقَ عَلَقَةٌ ثم مضى في صلاته أَي قطعة دمٍ منعقد .
      وفي التنزيل : ثم خلقنا النُّطْفَة عَلَقةً ؛ ومنه قيل لهذه الدابة التي تكون في الماء عَلَقةٌ لأَنها حمراء كالدم ، وكل دم غليظ عَلَقٌ ، والعَلَقُ : دود أَسود في الماء معروف ، الواحدة عَلَقةٌ .
      وعَلِق الدابةُ عَلَقاً : تعلَّقَتْ به العَلَقَة .
      وقال الجوهري : عَلِقَت الدابةُ إِذا شربت الماءَ فعَلِقَت بها العَلَقة .
      وعَلِقَتْ به عَلَقاً : لزمته .
      ويقال : عَلِقَ العَلَقُ بحَنَك الدابة عَلَقاً إِذا عَضّ على موضع العُذّرة من حلقه يشرب الدم ، وقد يُشْرَطُ موضعُ المَحَاجم من الإنسان ويُرْسل عليه العَلَقُ حتى يمص دمه .
      والعَلَقَةُ : دودة في الماء تمصُّ الدم ، والجمع عَلَق .
      والإعْلاقُ : إِرسال العَلَق على الموضع ليمص الدم .
      وفي الحديث : اللدُود أَحب إِليّ من الإعْلاقِ .
      وفي حديث عامر : خيرُ الدواءِ العَلَقُ والحجامة ؛ العَلَق : دُوَيْدةٌ حمراء تكون في الماء تَعْلَقُ بالبدن وتمص الدم ، وهي من أَدوية الحلق والأَورام الدَّمَوِيّة لامتصاصها الدم الغالب على الإِنسان .
      والمعلوق من الدواب والناس : الذي أَخَذ العَلَقُ بحلقه عند الشرب .
      والعَلوقُ : التي لا تحب زوجها ، ومن النوق التي لا تأْلف الفحل ولا تَرْأَمُ الولد ، وكلاهما على الفأْل ، وقيل : هي التي تَرْأَمُ بأَنفها ولا تَدِرُّ ، وفي المثل : عامَلَنا مُعاملةَ العَلُوقِ تَرْأَمُ فتَشُمّ ؛ قال : وبُدِّلْتُ من أُمٍّ عليَّ شَفِيقةٍ عَلوقاً ، وشَرُّ الأُمهاتِ عَلُوقُها وقيل : العَلوق التي عُطِفت على ولد غيرها فلم تَدِرَّ عليه ؛ وقال اللحياني : هي التي تَرْأَمُ بأَنفها وتمنع دِرَّتها ؛ قال أُفْنُون التغلبي : أَمْ كيف يَنْفَعُ ما تأْتي العَلوقُ بِهِ رئْمانُ أَنْفٍ ، إِذا ما ضُنَّ باللَّبَنِ وأَنشد ابن السكيت للنابغة الجعدي : وما نَحَني كمِنَاح العَلُو قِ ، ما تَرَ من غِرّةٍ تَضْرِب ؟

      ‏ قال ابن بري : هذا البيت أَورده الجوهري تضربُ ، برفع الباء ، وصوابه بالخفض لأَنه جواب الشرط ؛ وقبله : وكان الخليلُ ، إِذا رَابَني فعاتَبْتُه ، ثم لم يُعْتِبِ يقول : أَعطاني من نفسه غير ما في قلبه كالناقة التي تُظْهر بشمِّها الرأْم والعطف ولم تَرْأَمه .
      والمَعَالق من الإِبل : كالعَلُوق .
      ويقال : عَلَّق فلان راحلته إِذا فسخ خِطَامها عن خَطْمِها وأَلقاه عن غاربها ليَهْنِئَها .
      والعِلْق : المال الكريم .
      يقال : عِلْقُ خير ، وقد ، قالوا عِلْق شرٍّ ، والجمع أَعْلاق .
      ويقال : فلان عِلْقُ علمٍ وتِبْعُ علمٍ وطلْب علمٍ .
      ويقال : هذا الشيءُ عِلْقُ مَضِنَّةٍ أَي يُضَنُّ به ، وجمعه أَعْلاق .
      ويقال : عِرْق مَضِنَّةٍ ، بالراء ، وقد تقدم .
      وقال اللحياني : العِلْقُ الثوب الكريم أَو التُّرْس أَو السيف ، قال : وكذا الشيءُ الواحد الكريم من غير الروحانيين ، ويقال له العَلوق .
      والعِلْق ، بالكسر : النفيس من كل شيءٍ .
      وفي حديث حذيفة : فما بال هؤلاء الذين يسرقون أَعْلاقَنا أَي نفائس أَموالنا ، الواحد عِلْق ، بالكسر ، سمي به لتَعَلُّقِ القلب به .
      والعِلْقُ أَيضاً : الخمر لنفاستها ، وقيل : هي القديمة منها ؛

      قال : إِذا ذُقْت فاهَا قُلت : عِلْقٌ مُدَمَّسٌ أُرِيدَ به قَيْلٌ ، فَغُودِرَ في سَابِ أَراد سأْباً فخفف وأَبدل ، وهو الزِّقّ أَو الدَّنّ .
      والعَلَق في الثوب : ما عَلِق به .
      وأَصاب ثوبي عَلْقٌ ، بالفتح ، وهو ما عَلِِقَهُ فجذبه .
      والعِلْقُ والعِلْقةُ : الثوب النفيس يكون للرجل .
      والعِلْقةُ : قميص بلا كمين ، وقيل : هو ثوب صغير يتخذ للصبي ، وقيل : هو أَول ثوب يلبسه المولود ؛

      قال : وما هي إِلاَّ في إِزارٍ وعِلْقةٍ ، مَغَارَ ابنِ اهَمّامٍ على حَيّ خَثْعَما

      ويقال : ما عليه عِلْقة ، إِذا لم يكن عليه ثياب لها قيمة ، ويقال : العِلْقة للصُّدْرة تلبسها الجارية تبتذل بها ؛ قال امرؤ القيس : بأَيِّ عَلاقَتِنا تَرْغَبُو ن عن دمِ عَمْروٍ على مَرْثَدِ ؟ (* راجع الملاحظة المثبتة سابقاً في هذه المادة ).
      وقد تقدم الاستشهاد به في المهر ؛ قال أَبو نصر : أَراد أَيَّ عَلاقتنا ثم أَقحم الباء ، والعَلاقة : التباعد ؛ فأَراد أَيَّ ذلك تكرهون ، أَتأْبون دم عمرو على مرثد ولا ترضون به ؟، قال : والعَلاقةُ ما كان من متاع أَو مال أَو عِلْقةٌ أَيضاً ، وعِلْق للنفيس من المال ، وقيل : كان مرثد قتل عمراً فدفعوا مرثداً ليُقْتل به فلم يرضوا ، وأَرادوا أَكثر من رجل برجل ، فقال : بأَيِّ ضعف وعجز رأَيتم منا إِذ طمعتم في أ َكثر من دم بدم ؟ والعُلْقة : نبات لا يَلْبَثُ .
      والعُلْقةُ : شجر يبقى في الشتاء تَتَبَلَّغُ به الإِبل حتى تُدْرك الربيع .
      وعَلَقَت الإِبل تَعْلُق عَلْقاً ، وتَعَلَّقت : أَكلت من عُلْقةِ الشجر .
      والعَلَقُ : ما تتبلغ به الماشية من الشجر ، وكذلك العُلْقةُ ، بالضم .
      وقال اللحياني : العَلائِقُ البضائع .
      وعَلِقَ فلانٌ يفعل كذا ، ظَلَّ ، كقولك طَفِقَ يفعل كذا ؛ فال الراجز : عَلِقَ حَوْضي نُغَر مُكِبُّ ، إِذا غَفَلْتُ غَفْلةً يَعُبُّ أَي طَفِقَ يرِدهُ ، ويقال : أَحبه واعتاده .
      وفي الحديث : فَعَلِقُوا وجهه ضرباً أَي طفقوا وجعلوا يضربونه .
      والإِعْلاقُ : رفع اللَّهاةِ .
      وفي الحديث : أَن امرأَة جاءت بابن لها إِلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وقد أَعْلَقَتْ عنه من العُذْرةِ فقال : عَلامَ تَدْغَرْنَ أَولادكن بهذه العُلُق ؟ عليكم بكذا ، وفي حديث : بهذا الإِعْلاق ، وفي حديث أُم قيس : دخلت على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بابنٍ لي وقد أَعلقتُ عليه ؛ الإِعْلاقُ : معالجة عُذْرةِ الصبي ، وهو وجع في حلقه وورم تدفعه أُمه بأُصبعها هي أَو غيرها .
      يقال : أَعْلَقَتْ عليه أُمُّه إِذا فعلت ذلك وغَمَزت ذلك الموضع بأُصبعها ودفعته .
      أَبو العباس : أَعْلَقَ إِذا غَمَزَ حلق الصبي المَعْذور وكذلك دَغَر ، وحقيقة أَعْلقتُ عنه أَزلتُ العَلُوقَ وهي الداهية .
      قال الخطابي : المحدثون يقولون أَعْلَقَت عليه وإِنما هو أَعْلَقَتْ عنه أَي دفَعت عنه ، ومعنى أَعْلَقَتْعليه أَوْرَدَتْ عليه العَلُوقَ أَي ما عذبته به من دَغْرها ؛ ومنه قولهم : أَعْلَقْتُ عَليَّ إِذا أَدخلت يدي في حلقي أَتَقَيَّأُ ، وجاءَ في بعض الروايات العِلاق ، وإِما المعروف الإِعْلاق ، وهو مصدر أَعْلَقَتُ ، فإِن كان العِلاقُ الاسمَ فيَجُوز ، وأَما العُلُق فجمع عَلُوق ، والإعْلاق : الدَّغْر .
      والمِعْلَقُ : العُلْبة إِذا كانت صغيرة ، ثم الجَنْبة أَكبر منها تعمل من جَنْب الناقة ، ثم الحَوْأَبة أَكبرهن .
      والمِعْلَقُ : قدح يعلقه الراكب معه ، وجمعه مَعَالق .
      والمَعَالقُ : العِلاب الصغار ، واحدها مِعْلَق ؛ قال الفرزدق : وإِنا لنُمْضي بالأَكُفِّ رِماحَنا ، إِذا أُرْعِشَتْ أَيديكُم بالمَعَالِقِ والمِعْلَقة : متاع الراعي ؛ عن اللحياني ، أَو ، قال : بعض متاع الراعي .
      وعَلَقَه بلسانه : لَحاهُ كَسَلَقَةُ ؛ عن اللحياني .
      ويقال سَلَقَه بلسانه وعَلَقَه إِذا تناوله ؛ وهو معنى قول الأَعشى : نهارُ شَرَاحِيلَ بن قَيْسَ يَرِيبنُي ، ولَيْل أَبي عيس أَمَرُّ وأَعَلق ومَعَاليق : ضرب من النخل معروف ؛ قال يذكر نخلاً : لئِنْ نجَوْتُ ونجَتْ مَعَالِيقْ من الدَّبَى ، إِني إِذاً لَمَرْزُوقْ والعُلاَّقُ : شجر أَو نبت .
      وبنو عَلْقَةَ : رهط الصِّمَّةِ ، ومنهم العَلَقاتُ ، جمعوه على حد الهُبَيْراتِ .
      وعَلَقَةُ : اسم .
      وذو عَلاقٍ : جبل .
      وذو عَلَقٍ : اسم جبل ؛ عن أَبي عبيدة ؛

      وأَنشد ابن أَحمر : ما أُمُّ غُفْرٍ على دَعْجاء ذي عَلَقٍ ، يَنْفِي القَراميدَ عنها الأَعْصَمُ الوَقُِلُ وفي حديث حليمة : ركبت أَتاناً لي فخرجت أَمام الرَّكْبِ حتى ما يَعْلَقُ بها أَحد منهم أَي ما يتصل بها ويلحقها .
      وفي حديث ابن مسعود : إنَّ امرَأً بمكة كان يسلم تسليمتين فقال : أَنَّى عَلِقَها فإِن رسول الله ، صلى عليه وسلم ، كان يفعلها ؟ أَي من أَين تعلَّمها وممن أَخذها ؟ وفي حديث المِقْدام : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : إِن الرجل من أَهل الكتاب يتزوج المرأَة وما يَعْلَقُ على يديها الخير وما يرغب واحد عن صاحبه حتى يموتا هَرَماً ؛ قال الحربي : يقول من صغرها وقلَّةِ رِفْقها فيصبر عليها حتى يموتا هَرَماً ، والمراد حثُّ أصحابه على الوصية بالنساء والصبر عليهن أَي أَن أَهل الكتاب يفعلون ذلك بنسائهم .
      وعَلِقَت المرأَة أَي حَبِلَتْ .
      وعَلِقَ الظَّبْيُ في الحبالة .
      والعُلَّيْقُ ، مثال القُبَّيْط : نبت يتعلق بالشجر يقال له بالفارسية « سَبرَنْد » (* قوله « سبرند » كذا بالأصل ، والذي في الصحاح : سرند مضبوطاً كفرند ).
      وربما ، قالوا العُلَّيْقَى مثال القُبَّيْطَى .
      وفي التهذيب في هذه الترجمة : روي عن عليّ ، رضي الله عنه ، أَنه ، قال : لنا حق إِن نُعْطَهُ نأْخُذْه ، وإِن لم نُعْطَهُ نركبْ أَعجاز الإِبل ؛ قال الأَزهري : معنى قوله نركب أَعجاز الإِبل أَي نرضى من المركب بالتَّعْلِيق ، لأَنه إِذا مُنِعَ التَّمَكُّن من الظهر رضي بعَجُزِ البعير ، وهو التَّعْليق ، والأَولى بهذا أَن يذكر في ترجمة عجز ، وقد تقدم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  13. عمل
    • " قال الله عز وجل في آية الصَّدَقات : والعامِلِين عليها ؛ هم السُّعاة الذين يأْخذون الصَّدَقات من أَربابها ، واحدهم عامِلٌ وساعٍ .
      وفي الحديث : ما ترَكْتُ بعد نَفقة عيالي ومَؤُونة عامِلي صَدَقةٌ ؛ أَراد بعياله زَوْجاتِه ، وبعامِله الخَلِيفة بعده ، وإِنما خَصَّ أَزواجَه لأَنه لا يجوز نكاحُهُن فجَرَت لهنَّ النفقةُ فإِنهن كالمُعْتَدَّات .
      والعامِلُ : هو الذي يتوَلَّى أُمور الرجل في ماله ومِلْكِه وعمَلِه ، ومنه قيل للذي يَسْتَخْرج الزكاة : عامِل .
      والعَمَل : المِهْنة والفِعْل ، والجمع أَعمال ، عَمِلَ عَمَلاً ، وأَعْمَلَه غَيرهُ واسْتَعْمَله ، واعْتَمَل الرجلُ : عَمِلَ بنفسه ؛ أَنشد سيبويه : إِنَّ الكَرِيمَ ، وأَبِيك ، يَعْتَمِل إِنْ لم يَجِدْ يوماً على مَنْ يتَّكِل ، فيَكْتَسِي مِنْ بَعْدِها ويكتحِل أَراد مَنْ يَتَّكِلُ عليه ، فحذف عليه هذه وزاد عَلى متقدِّمةً ، أَلا ترى أَنه يَعْتَمُِل إِنْ لم يَجِدْ من يَتَّكِل عليه ؟ وقيل : العَمَلُ لغيره والاعْتِمالُ لنفسه ؛ قال الأَزهري : هذا كما يقال اخْتَدَم إِذا خَدَم نَفْسَه ، واقْتَرَأَ إِذا قَرَأَ السلامَ على نفسه .
      واسْتَعْمَلَ فلان غيرَه إِذا سَأَله أَن يَعْمَل له ، واسْتَعْمَلَه : طَلَب إِليه العَمَل .
      واعْتَمَل : اضطرب في العَمَل .
      واسْتُعْمِل فلان إِذا وَليَ عَمَلاً من أَعْمالِ السلطان .
      وفي حديث خيبر : دَفَع إِليهم أَرْضَهُم على أَن يَعْتَمِلوها من أَموالهم ؛ الاعْتمال : افتعال من العَمَل أَي أَنهم يَقُومون بما يُحْتاج إِليه من عِمارة وزراعة وتَلقيح وحِرَاسة ونحو ذلك .
      وأَعْمَلَ فلان ذِهْنَه في كذا وكذا إِذا دَبَّره بفهمه .
      وأَعْمَل رَأْيَه وآلَتَه ولِسانَه واسْتَعْمَله : عَمِل به .
      قال الأَزهري : عَمِلَ فلان العَمَلَ يَعْمَلُه عَمَلاً ، فهو عامِلٌ ، قال : ولم يجيء فَعِلْتُ أَفْعَلُ فَعَلاً متعدِّياً إِلا في هذا الحرف ، وفي قولهم : هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلاً ، وإِلاَّ فسائر الكلام يجيء على فَعْلٍ ساكن العين كقولك سَرِطْتُ اللُّقْمَة سَرْطاً ، وبَلِعْته بَلْعاً وما أَشبهه .
      ورجلٌ عَمُولٌ إِذا كان كَسُوباً .
      ورجل عَمِلٌ : ذو عَمَلٍ ؛ حكاه سيبويه ؛

      وأَنشد لساعدة بن جُؤَبَّة : حَتى شَآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ ، باتت طِراباً ، وبات اللَّيْلَ لم يَنَمِ نَصَب سيبويه مَوْهِناً بعَمِل (* قوله « نصب سيبويه موهناً بعمل » هي عبارة المحكم ، وفي المغني : وردّ على سيبويه في استدلاله على إِعمال فعيل بقوله : حتى شآها كليل ) ودَفَعَه غيرُه من النحويين فقال : إِنما هو ظرف ، وهذا حَسَنٌ منه لأَنه إِنما يُحْمَل الشيء على إِعْمال فَعِلٍ إِذا لم يوجد من إِعْماله بُدٌّ .
      ورجل عَمُولٌ : بمعنى رجل عَمِلٌ أَي مطبوع على العَمَل .
      وتَعَمَّل فلان لكذا ، والتعميل : تولية العَمَل .
      يقال : عَمَّلْت فلاناً على البصرة ؛ قال ابن الأَثير : قد يكون عَمَّلْته بمعنى وَلَّيته وجعلته عامِلاً ؛ وأَما ما أَنشده الفراء للبيد : أَو مِسْحَل عَمِل عِضادَة سَمْحَجٍ ، بَسَراتِها نَدَبٌ له وكُلوم فقال : أَوقع عَمِل على عِضادَة سَمْحَج ، قال : ولو كانت عامِل لكان أَبْيَنَ في العربية ، قال الأَزهري : العِضَادة في بيت لبيد جمع العَضُد ، وإِنما وَصَفَ عَيْراً وأَتانه فجعل عَمِل بمعنى مُعْمِل (* قوله « فجعل عمل بمعنى معمل إلخ » عبارة التهذيب في ترجمة عضد ويقال : فلان عضد فلان وعضادته ومعاضده إِذا كان يعاونه ويرافقه ، وقال لبيد : أَو مسحل سنق عضادة إلخ ث ؟

      ‏ قال في تفسيره : يقول هو يعضدها ، يكون مرة عن يمينها ومرة عن يسارها لا يفارقها ) أَو عامِل ، ثم جعله عَمِلاً ، والله أَعلم .
      واسْتَعْمَل فلان اللَّبِنَ إِذا ما بَنى به بِناءً .
      والعَمِلةُ : العَمَلُ ، إِذا أَدخلوا الهاء كسروا الميم .
      والعَمِلَة والعِمْلة : ما عُمِلَ .
      والعِمْلة : حالَةُ العَمَل .
      ورَجُلٌ خبيثُ العِمْلة إِذا كان خبيث الكسب .
      وعِمْلةُ الرجل : باطِنَته في الشرِّ خاصة ، وكلُّه من العَمَل .
      وقالت امرأَة من العرب : ما كان لي عَمِلَةٌ إِلا فسادُكم أَي ما كان لي عَمَلٌ .
      والعِمْلَة والعُمْلَةُ والعَمالة والعُمالة والعمالة ؛ الأَخيرة عن اللحياني ، كله : أَجْرُ ما عُمِل .
      ويقال : عَمَّلْت القومَ عُمالَتَهم إِذا أَعطيتهم إياها .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه :، قال لابن السَّعْدي : خُذْ ما أُعْطِيتَ فإِنِّي عَمِلْتُ على عَهْد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فَعَمَّلَني أَي أَعطاني عُمالتي وأُجْرَةَ عَمَلي ، يقال منه : أَعْملته وعَمَّلْته .
      قال الأَزهري : العُمالة ، بالضم ، رِزْقُ العامِلِ الذي جُعِل له على ما قُلِّد من العَمَل .
      وعامَلْتُ الرجلَ أُعامِلُه مُعامَلةً ، والمُعامَلة في كلام أَهل العراق : هي المُساقاة في كلام الحِجازيين .
      والعَمَلة : القومُ يَعْمَلون بأَيديهم ضروباً من العَمَل في طين أَو حَفْرٍ أَو غيره .
      وعامَلَه : سامَه بعَمَلٍ .
      والعامِلُ في العربية : ما عَمِلَ عَمَلاً مَّا فرفَعَ أَو نَصَب أَو جَرَّ ، كالفِعْل والناصب والجازم وكالأَسماء التي من شأْنها أَن تَعْمَلَ أَيضاً وكأَسْماء الفِعْل ، وقد عَمِلَ الشيءُ في الشيء : أَحْدَثَ فيه نوعاً من الإِعراب .
      وعَمِلَ به العِمِلِّين : بالَغ في أَذاه وعَمِلَه به ، وحكى ابن الأَعرابي : عَمِلَ به العِمْلِين ، بكسر العين وسكون الميم ؛ وقال ثعلب : إِنما هو العِمَلِين ، بكسر العين وفتح الميم وتخفيفها .
      ويقال : لا تَتَعَمَّلْ في أَمْر كذا كقولك لا تَتَعَنَّ .
      وقد تَعَمَّلْت لك أَي تَعَنَّيْت من أَجلك ؛ قال مُزَاحم العُقَيلي : تَكادُ مَغانِيها تَقُولُ من البِلى لِسائِلها عن أَهْلِها ؛ لا تَعَمَّل أَي لا تَتَعَنَّ فليس لَكَ فَرَجٌ في سؤالك .
      وقال أَبو سعيد : سَوْفَ أَتَعَمَّل في حاجتك أَي أَتَعَنَّى ؛ وقول الجعدي يصف فرساً : وتَرْقبُهُ بعامِلَةٍ قَذُوفٍ ، سَرِيعٍ طَرْفُها قَلِقٍ قَذَاها أَي تَرْقُبه بعين بعيدة النَّظَر .
      واليَعْمَلَة من الإِبل : النَّجِيبة المُعْتَمَلة المطبوعة على العَمَل ، ولا يقال ذلك إِلا للأُنثى ؛ هذا قول أَهل اللغة ، وقد حكى أَبو علي يَعْمَلٌ ويَعْمَلة .
      واليَعْمَلُ عند سيبويه : اسم لأَنه لا يقال جَمَلٌ يَعْمَلُ عند سيبويه : اسم لأَنه لا يقال جَمَلٌ يَعْمَلٌ ولا ناقة يَعْمَلَةٌ ، إِنما يقال يَعْمَلٌ ويَعْمَلة ، فيُعْلَم أَنه يُعْنى بهما البعير والناقة ، ولذلك ، قال لا نَعلَم يَفْعَلاً جاء وصفاً ، وقال في باب ما لا ينصرف : إِن سميته بيَعْمَلٍ جمع يَعْمَلة فَحَجِّرْ بلفظ الجمع أَن يكون صفة للواحد المذكر ، وبعضهم يَرُدُّ هذا ويَجْعَلَ اليَعْمَلَ وصفاً .
      وقال كراع : اليَعْمَلَة الناقة السريعة اشتق لها اسم من العَمَل ، والجمع يَعْمَلات ؛ وأَنشد ابن بري للراجز : يا زَيْدُ زَيْدَ اليَعْمَلاتِ الذُّبَّل ، تَطاوَلَ اللَّيْلُ عليكَ ، فانْزِ ؟

      ‏ قال : وذكر النحاس في الطبقات أَن هذين البيتين لعبد الله بن رَوَاحة .
      وناقة عَمِلَةٌ بَيِّنة العَمالة : فارهة مثل اليَعْمَلة ، وقد عَمِلَتْ ؛ قال القَطامِيّ : نِعْمَ الفَتى عَمِلَتْ إِليه مَطِيَّتي ، لا نَشْتَكي جَهْدَ السِّفار كلانا وحَبْلٌ مُسْتَعْمَلٌ : قد عُمِل به ومُهِن .
      ويقال : أَعْمَلْت الناقةَ فَعَمِلَت .
      وفي الحديث : لا تُعْمَلُ المَطِيُّ إِلا إِلى ثلاثة مساجد أَي لا تُحَثُّ ولا تُساق ؛ ومنه حديث الإِسْراء والبُراق : فعَمِلَتْ بأُذُنَيْها أَي أَسرعت لأَنها إِذا أَسْرَعَتْ حَرَّكت أُذُنيها لشدَّة السير .
      وفي حديث لقمان : يُعْمِل الناقةَ والسَّاقَ ،؛ أَخبر أَنه قَوِيٌّ على السير راكباً وماشياً ، فهو يجمع بين الأَمرين ، وأَنه حاذِقٌ بالرُّكُوب والمَشْي .
      وعَمِلَ البَرْقُ عَمَلاً ، فهو عَمِلٌ : دامَ ؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة وأَنشد : حَتى شآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ وعُمِّلَ فلان على القوم : أُمِّرَ .
      والعَوامِلُ : الأَرجل ؛ قال الأَزهري : عَوامِلُ الدابة قوائمه ، واحدتها عامِلة .
      والعَوامِل : بَقَر الحَرْث والدِّياسة .
      وفي حديث الزكاة : ليس في العَوامِل شيء ؛ العَوامِل من البقر : جمع عاملة وهي التي يُسْتَقى عليها ويُحْرَث وتستعمل في الأَشغال ، وهذا الحكم مطَّرد في الإِبل .
      وعامِلُ الرُّمح وعامِلته : صَدْرُه دون السِّنان ويجمع عَوامِل ، وقيل : عامِلُ الرُّمْح ما يَلي السِّنان ، وهو دون الثَّعْلب .
      وطريق مُعْمَلٌ أَي لحْبٌ مسلوك ، وحكى اللحياني : لم أَرَ النَّفَقة تَعْمَل كما تَعْمَل بمكة ، ولم يُفَسِّره إِلاَّ أَنه أَتبعه بقوله : وكما تُنْفَق بمكة ، فعسى أَن يكون الأَول في هذا المعنى : وعَمَلٌ : اسم رجل ؛ قالت امرأَة تُرَقِّص ولدها : أَشْبِهْ أَبا أُمِّك ، أَو أَشبِهْ عَمَل ، وارْقَ إِلى الخَيرات زَنْأً في الجَبَ ؟

      ‏ قال ابن بري :، قال أَبوه زيد الذي رَقَّصه هو أَبو وهو قيس بن عاصم ، واسم الولد حكيم ، واسم أُمه منفوسة بنت زَيْد الخَيْل ؛ وأَما الذي ، قالته أُمه فيه فهو : أَشْبِهْ أَخي ، أَو أَشبِهَنْ أَباكا ، أَمَّا أَبي فَلَنْ تَنالَ ذاكا ، تَقْصُرُ أَن تَنالَهُ يَداك ؟

      ‏ قال الأَزهري : والمسافرون إِذا مَشَوْا على أَرجلهم يُسَمَّوْن بني العَمَل ؛

      وأَنشد الأَصمعي : فذَكَرَ اللهَ وسَمَّى ونَزَل (* قوله « ونزل »، قال في التهذيب : أي أقام بمنى ).
      بِمَنْزِل يَنْزِله بَنُو عَمَل ، لا ضَفَفٌ يَشْغَلُه ولا ثَقَل وبنو عامِلة وبنو عُمَيْلة : حَيَّان من العرب ؛ قال الأَزهري : عاملة قبيلة إِليها يُنْسَب عَدِيُّ بن الرِّقاع العامِليُّ ، وعامِلة حيٌّ من اليمن ، وهو عاملة بن سَبإٍ ، وتزعم نُسَّاب مُضَر أَنهم من ولد قاسط ؛ قال الأَعشى : أَعامِلَ حَتَّى مَتى تَذْهَبِين إِلى غَيْرِ والدِكِ الأَكْرم ؟ ووالِدُكُم قاسِطٌ ، فارْجِعوا إِلى النسب الأَتْلَد الأَقْدَم وعَمَلى : موضع .
      وفي الحديث : سئل عن أَولاد المشركين فقال : الله أَعلم بما كانوا عاملين ؛ روى ابن الأَثير عن الخطابي ، قال : ظاهر هذا الكلام يوهم أَنه لم يُفْتِ السائل عنهم وأَنه رد الأَمر في ذلك إِلى علم الله عز وجل ، وإِنما معناه أَنهم مُلْحَقون في الكفر بآبائهم ، لأَن الله تعالى قد علم أَنهم لو بَقُوا أَحياءً حتى يَكْبَروا لعَمِلوا عَمَلَ الكفَّار ، ويدل عليه حديث عائشة ، رضي الله عنها : قلت فذراريّ المشركين ؟، قال : هم من آبائهم ، قلت : بِلا عَملٍ ، قال : الله أَعلم بما كانوا عاملين ؛ وقال ابن المبارك فيه : إِن كل مولود إِنما يُولَد على فِطرته التي وُلد عليها من السعادة والشقاوة وعلى ما قُدِّر له من كفر وإِيمان ، فكلٌّ منهم عامِلٌ في الدنيا بالعمل المشاكل لفِطْرته وصائر في العاقبة إِلى ما فُطِر عليه ، فمن علامات الشقاوة للطفل أَن يُولَد بين مُشْرِكَين فيحْمِلانه على اعتقاد دينهما ويُعَلِّمانه إِياه ، أَو يموت قبل أَن يَعْقِل ويَصِف الدين فيُحْكَم له بحُكم والديه إِذ هو في حكم الشريعة تَبَعٌ لهما ، وهذا فيه نظر لأَنا رأَينا وعلمنا أَن ثَمَّ مَن ولد بين مُشْركَين وحملاه على اعتقاد دينهما وعَلَّماه ، ثم جاءت له خاتمة من إِسلامه ودينه تَعُدُّه من جملة المسلمين الصالحين ، وأَما الذي في حديث الشَّعْبي : أَنه أُتي بشراب مَعْمول ، فقيل : هو الذي فيه اللَّبن والعَسل والثَّلج .
      "

    المعجم: لسان العرب

  14. عمر
    • " العَمْر والعُمُر والعُمْر : الحياة .
      يقال قد طال عَمْرُه وعُمْرُه ، لغتان فصيحتان ، فإِذا أَقسموا فقالوا : لَعَمْرُك فتحوا لا غير ، والجمع أَعْمار .
      وسُمِّي الرجل عَمْراً تفاؤلاً أَن يبقى .
      والعرب تقول في القسَم : لَعَمْرِي ولَعَمْرُك ، يرفعونه بالابتداء ويضمرون الخبر كأَنه ، قال : لَعَمْرُك قَسَمِي أَو يميني أَو ما أَحْلِفُ به ؛ قال ابن جني : ومما يجيزه القياس غير أَن لم يرد به الاستعمال خبر العَمْر من قولهم : لَعَمْرُك لأَقومنّ ، فهذا مبتدأٌ محذوف الخبر ، وأَصله لو أُظهر خبره : لَعَمْرُك ما أُقْسِمُ به ، فصار طولُ الكلام بجواب القسم عِوَضاً من الخبر ؛ وقيل : العَمْرُ ههنا الدِّينُ ؛ وأَيّاً كان فإِنه لا يستعمل في القسَم إِلا مفتوحاً .
      وفي التنزيل العزيز : لَعَمْرُك إِنّهم لفي سَكْرتِهم يَعْمَهُون ؛ لم يقرأْ إِلا بالفتح ؛ واستعمله أَبو خراش في الطير فقال : لَعَمْرُ أَبي الطَّيْرِ المُرِنّة عُذْرةً على خالدٍ ، لقد وَقَعْتَ على لَحْمِ (* قوله : « عذرة » هكذا في الأصل ).
      أَي لحم شريف كريم .
      وروي عن ابن عباس في قوله تعالى : لَعَمْرُك أَي لحياتك .
      قال : وما حَلَفَ الله بحياة أَحد إِلا بحياة النبي ، صلى الله عليه وسلم .
      وقال أَبو الهيثم : النحويون ينكرون هذا ويقولون معنى لعَمْرُك لَدِينُك الذي تَعْمُر وأَنشد لعمربن أَبي ربيعة : أَيُّها المُنْكِحُ الثُّرَيّا سُهَيْلاً ، عَمْرَكَ اللهَ كيف يَجْتَمِعان ؟

      ‏ قال : عَمْرَك اللهَ عبادتك اللهَ ، فنصب ؛

      وأَنشد : عَمْرَكِ اللهَ ساعةً ، حَدِّثِينا ، وذَرِينا مِن قَوْلِ مَن يُؤْذِينا فأَوْقَع الفعلَ على الله عز وجل في قوله عَمْرَك الله .
      وقال الأَخفش في قوله : لَعَمْرُك إِنهم وعَيْشِك وإِنما يريد العُمْرَ .
      وقال أَهل البصرة : أَضْمَر له ما رَفَعَه لَعَمْرُك المحلوفُ به .
      قال : وقال الفراء الأَيْمان يَرْفعها جواباتها .
      قال الجوهري : معنى لَعَمْرُ الله وعَمْر الله أَحْلِفُ ببقاء الله ودوامِه ؛ قال : وإِذا قلت عَمْرَك اللهَ فكأَنك قلت بِتَعْمِيرِك الله أَي بإِقرارك له بالبقاء ؛ وقول عمر بن أَبي ربيعة : عَمْرَك اللهَ كيف يجتمعان يريد : سأَلتُ الله أَن يُطيل عُمْرَك لأَنه لم يُرِد القسم بذلك .
      قال الأَزهري : وتدخل اللام في لَعَمْرُك فإِذا أَدخلتها رَفَعْت بها بالابتداء فقلت : لَعَمْرك ولَعَمْرُ أَبيك ، فإِذا قلت لَعَمْرُ أَبيك الخَيْرَ ، نَصَبْتَ الخير وخفضت ، فمن نصب أَراد أَن أَباك عَمَرَ الخيرَ يَعْمُرُه عَمْراً وعِمارةً ، فنصب الخير بوقوع العَمْر عليه ؛ ومَن خفض الخير جعله نعتاً لأَبيك ، وعَمْرَك اللهَ مثل نَشَدْتُك اللهَ .
      قال أَبو عبيد : سأَلت الفراء لمَ ارتفع لَعَمْرُك ؟ فقال : على إِضمار قسم ثان كأَنه ، قال وعَمْرِك فلَعَمْرُك عظيم ، وكذلك لَحياتُك مثله ، قال : وصِدْقُه الأَمرُ ، وقال : الدليل على ذلك قول الله عز وجل : اللهُ لا إِله إِلا هو لَيَجْمَعَنّكم ، كأَنه أَراد : والله ليجمعنكم ، فأَضمر القسم .
      وقال المبرد في قوله عَمْرَك اللهَ : إِن شئت جعلت نصْبَه بفعلٍ أَضمرتَه ، وإِن شئت نصبته بواو حذفته وعَمْرِك (* قوله : بواو حذفته وعمرك إِلخ » هكذا في الأَصل ).
      الله ، وإِن شئت كان على قولك عَمَّرْتُك اللهَ تَعْمِيراً ونَشَدْتُك الله نَشِيداً ثم وضعتَ عَمْرَك في موضع التَّعْمِير ؛

      وأَنشد فيه : عَمَّرْتُكِ اللهَ أَلا ما ذَكَرْتِ لنا ، هل كُنْتِ جارتَنا ، أَيام ذِي سَلَمِ ؟ يريد : ذَكَّرْتُكِ اللهَ ؛ قال : وفي لغة لهم رَعَمْلُك ، يريدون لَعَمْرُك .
      قال : وتقول إِنّك عَمْرِي لَظَرِيفٌ .
      ابن السكيت : يقال لَعَمْرُك ولَعَمْرُ أَبيك ولَعَمْرُ الله ، مرفوعة .
      وفي الحديث : أَنه اشترى من أَعرابي حِمْلَ خَبَطٍ فلما وجب البيع ، قال له : اخْتَرْ ، فقال له الأَعرابيّ : عَمْرَكَ اللهَ بَيْعاً أَي أَسأَلُ الله تَعْمِيرَك وأَن يُطيل عُمْرك ، وبَيِّعاً منصوب على التمييز أَي عَمَّرَك اللهُ مِن بَيِّعٍ .
      وفي حديث لَقِيط : لَعَمْرُ إِلَهِك ؛ هو قسَم ببقاء الله ودوامِه .
      وقالوا : عَمْرَك اللهَ افْعَلْ كذا وأَلا فعلت كذا وأَلا ما فَعَلْتَ على الزيادة ، بالنصب ، وهو من الأَسماء الموضوعة موضع المصادر المنصوبة على إِضمار الفعل المتروكِ إِظهارُه ؛ وأَصله مِنْ عَمَّرْتُك اللهَ تَعْمِيراً فحذفت زيادته فجاء على الفعل .
      وأُعَمِّرُك اللهَ أَن تفعل كذا : كأَنك تُحَلِّفه بالله وتسأَله بطول عُمْرِه ؛

      قال : عَمَّرْتُكَ اللهَ الجَلِيلَ ، فإِنّني أَلْوِي عليك ، لَوَانّ لُبَّكَ يَهْتَدِي الكسائي : عَمْرَك اللهَ لا أَفعل ذلك ، نصب على معنى عَمَرْتُك اللهَ أَي سأَلت الله أَن يُعَمِّرَك ، كأَنه ، قال : عَمَّرْتُ الله إِيَّاك .
      قال : ويقال إِنه يمين بغير واو وقد يكون عَمْرَ اللهِ ، وهو قبيح .
      وعَمِرَ الرجلُ يَعْمَرُ عَمَراً وعَمارةً وعَمْراً وعَمَر يَعْمُرُ ويَعْمِر ؛ الأَخيرة عن سيبويه ، كلاهما : عاشَ وبقي زماناً طويلاً ؛ قال لبيد : وعَمَرْتُ حَرْساً قبل مَجْرَى داحِسٍ ، لو كان للنفس اللَّجُوجِ خُلُودُ وأَنشد محمد بن سلام كلمة جرير : لئن عَمِرَتْ تَيْمٌ زَماناً بِغِرّةٍ ، لقد حُدِيَتْ تَيْمٌ حُداءً عَصَبْصَبا ومنه قولهم : أَطال الله عَمْرَك وعُمْرَك ، وإِن كانا مصدرين بمعنًى إِلا أَنه استعمل في القسم أَحدُهما وهو المفتوح .
      وعَمَّرَه اللهُ وعَمَرَه : أَبقاه .
      وعَمَّرَ نَفْسَه : قدَّر لها قدْراً محدوداً .
      وقوله عز وجل : وما يُعَمَّرُ مِن مُعَمَّرٍ ولا يُنْقَص من عُمُرِه إِلا في كتاب ؛ فسر على وجهين ، قال الفراء : ما يُطَوَّلُ مِن عُمُرِ مُعَمَّر ولا يُنْقَص من عُمُرِه ، يريد الآخر غير الأَول ثم كنى بالهاء كأَنه الأَول ؛ ومثله في الكلام : عندي درهم ونصفُه ؛ المعنى ونصف آخر ، فجاز أَن تقول نصفه لأَن لفظ الثاني قد يظهر كلفظ الأَول فكُنِيَ عنه ككناية الأَول ؛ قال : وفيها قول آخر : ما يُعَمَّر مِن مُعَمَّرٍ ولا يُنْقَص مِن عُمُرِه ، يقول : إِذا أَتى عليه الليلُ ، والنهار نقصا من عُمُرِه ، والهاء في هذا المعنى للأَول لا لغيره لأَن المعنى ما يُطَوَّل ولا يُذْهَب منه شيء إِلا وهو مُحْصًى في كتاب ، وكلٌّ حسن ، وكأَن الأَول أَشبه بالصواب ، وهو قول ابن عباس والثاني قول سعيد بن جبير .
      والعُمْرَى : ما تجعله للرجل طولَ عُمُرِك أَو عُمُرِه .
      وقال ثعلب : العُمْرَى أَن يدفع الرجل إِلى أَخيه داراً فيقول : هذه لك عُمُرَك أَو عُمُرِي ، أَيُّنا مات دُفِعَت الدار أَلى أَهله ، وكذلك كان فعلُهم في الجاهلية .
      وقد عَمَرْتُه أَياه وأَعْمَرْته : جعلتُه له عُمُرَه أَو عُمُرِي ؛ والعُمْرَى المصدرُ من كل ذلك كالرُّجْعَى .
      وفي الحديث : لا تُعْمِرُوا ولا تُرْقِبُوا ، فمن أُعْمِرَ داراً أَو أُرْقِبَها فهي له ولورثته من بعده ، وهي العُمْرَى والرُّقْبَى .
      يقال : أَعْمَرْتُه الدار عمْرَى أَي جعلتها له يسكنها مدة عُمره فإِذا مات عادت إِليَّ ، وكذلك كانوا يفعلون في الجاهلية فأَبطل ذلك ، وأَعلمهم أَن من أُعْمِرَ شيئاً أَو أُرْقِبَه في حياته فهو لورثته مِن بعده .
      قال ابن الأَثير : وقد تعاضدت الروايات على ذلك والفقهاءُ فيها مختلفون : فمنهم من يعمل بظاهر الحديث ويجعلها تمليكاً ، ومنهم من يجعلها كالعارية ويتأَول الحديث .
      قال الأَزهري : والرُّقْبى أَن يقول الذي أُرْقِبَها : إِن مُتَّ قبلي رجعَتْ إِليَّ ، وإِن مُتُّ قبلك فهي لك .
      وأَصل العُمْرَى مأَخوذ من العُمْر وأَصل الرُّقْبَى من المُراقبة ، فأَبطل النبي ، صلى الله عليه وسلم ، هذه الشروط وأَمْضَى الهبة ؛ قال : وهذا الحديث أَصل لكل من وهب هِبَة فشرط فيها شرطاً بعدما قبضها الموهوب له أَن الهبة جائزة والشرط باطل ؛ وفي الصحاح : أَعْمَرْتُه داراً أَو أَرضاً أَو إِبِلاً ؛ قال لبيد : وما البِرّ إِلاَّ مُضْمَراتٌ من التُقَى ، وما المالُ إِلا مُعْمَراتٌ وَدائِعُ وما المالُ والأَهْلُون إِلا وَدائِعٌ ، ولا بد يوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ أَي ما البِرُّ إِلا ما تُضْمره وتخفيه في صدرك .
      ويقال : لك في هذه الدار عُمْرَى حتى تموت .
      وعُمْرِيُّ الشجرِ : قديمُه ، نسب إِلى العُمْر ، وقيل : هو العُبْرِيّ من السدر ، والميم بدل .
      الأَصمعي : العُمْرِيّ والعُبْرِيّ من السِّدْر القديم ، على نهر كان أَو غيره ، قال : والضّالُ الحديثُ منه ؛

      وأَنشد قول ذي الرمة : قطعت ، إِذا تَجَوَّفت العَواطِي ، ضُروبَ السِّدْر عُبْرِيّاً وضالا (* قوله : « إِذا تجوفت » كذا بالأصل هنا بالجيم ، وتقدم لنا في مادة عبر بالخاء وهو بالخاء في هامش النهاية وشارح القاموس ).
      وقال : الظباء لا تَكْنِس بالسدر النابت على الأَنهار .
      وفي حديث محمد بن مَسْلمة ومُحارَبتِه مَرْحَباً ، قال الراوي (* قوله : « قال الراوي » بهامش الأصل ما نصه قلت راوي هذا الحديث جابر بن عبدالله الأنصاري كما ، قاله الصاغاني كتبه محمد مرتضى ) لحديثهما .
      ما رأَيت حَرْباً بين رجلين قطّ قبلهما مثلَهما ، قام كلُّ واحد منهما إِلى صاحبه عند شجرة عُمْرِيَّة ، فجعل كل واحد منهما يلوذ بها من صاحبه ، فإِذا استتر منها بشيء خَذَم صاحبُه ما يَلِيه حتى يَخْلَصَ إِليه ، فما زالا يَتَخَذَّمانها بالسَّيْف حتى لم يبق فيها غُصْن وأَفضى كل واحد منهما إِلى صاحبه .
      قال ابن الأَثير : الشجرة العُمْريَّة هي العظيمة القديمة التي أَتى عليها عُمْرٌ طويل .
      يقال للسدر العظيم النابت على الأَنهار : عُمْرِيّ وعُبْرِيّ على التعاقب .
      ويقال : عَمَر اللهُ بك منزِلَك يَعْمُره عِمارة وأَعْمَره جعلَه آهِلاً .
      ومكان عامِرٌ : ذو عِمَارةٍ .
      ومكان عَمِيرٌ : عامِرٌ .
      قال الأَزهري : ولا يقال أَعْمَر الرجلُ منزلَه بالأَلف .
      وأَعْمَرْتُ الأَرضَ : وجدتها عامرةً .
      وثوبٌ عَمِيرٌ أَي صَفِيق .
      وعَمَرْت الخَرابَ أَعْمُره عِمارةً ، فهو عامِرٌ أَي مَعْمورٌ ، مثل دافقٍ أَي مدفوق ، وعيشة راضية أَي مَرْضِيّة .
      وعَمَر الرجلُ مالَه وبيتَه يَعْمُره عِمارةً وعُموراً وعُمْراناً : لَزِمَه ؛

      وأَنشد أَبو حنيفة لأَبي نخيلة في صفة نخل : أَدامَ لها العَصْرَيْنِ رَيّاً ، ولم يَكُنْ كما ضَنَّ عن عُمْرانِها بالدراهم

      ويقال : عَمِرَ فلان يَعْمَر إِذا كَبِرَ .
      ويقال لساكن الدار : عامِرٌ ، والجمع عُمّار .
      وقوله تعالى : والبَيْت المَعْمور ؛ جاء في التفسير أَنه بيت في السماء بإزاء الكعبة يدخله كل يوم سبعون أَلف ملك يخرجون منه ولا يعودون إِليه .
      والمَعْمورُ : المخدومُ .
      وعَمَرْت رَبِّي وحَجَجْته أَي خدمته .
      وعَمَر المالُ نَفْسُه يَعْمُرُ وعَمُر عَمارةً ؛ الأَخيرة عن سيبويه ، وأَعْمَره المكانَ واسْتَعْمَره فيه : جعله يَعْمُره .
      وفي التنزيل العزيز : هو أَنشأَكم من الأَرض واسْتَعْمَرَكم فيها ؛ أَي أَذِن لكم في عِمارتها واستخراجِ قومِكم منها وجعَلَكم عُمَّارَها .
      والمَعْمَرُ : المَنْزِلُ الواسع من جهة الماء والكلإِ الذي يُقامُ فيه ؟

      ‏ قال طرفة بن العبد : يا لَكِ مِن قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ ومنه قول الساجع : أَرْسِل العُراضاتِ أَثَرا ، يَبْغِينَك في الأَرض مَعْمَرا أَي يبغين لك منزلاً ، كقوله تعالى : يَبْغُونها عِوَجاً ؛ وقال أَبو كبير : فرأَيتُ ما فيه فثُمَّ رُزِئْتِه ، فبَقِيت بَعْدَك غيرَ راضي المَعْمَرِ والفاء هناك في قوله : فثُمَّ رُزِئته ، زائدة وقد زيدت في غير موضع ؛ منها بيت الكتاب : لا تَجْزَعِي ، إِن مُنْفِساً أَهْلَكْتُه ، فإِذا هَلكتُ فعِنْدَ ذلك فاجْزَعِي فالفاء الثانية هي الزائدة لا تكون الأُولى هي الزائدة ، وذلك لأَن الظرف معمول اجْزَع فلو كانت الفاء الثانية هي جواب الشرط لما جاز تعلق الظرف بقوله اجزع ، لأَن ما بعد هذا الفاء لا يعمل فيما قبلها ، فإِذا كان ذلك كذلك فالفاء الأُولى هي جواب الشرط والثانية هي الزائدة .
      ويقال : أَتَيْتُ أَرضَ بني فلان فأَعْمَرْتُها أَي وجدتها عامِرةً .
      والعِمَارةُ : ما يُعْمَر به المكان .
      والعُمَارةُ : أَجْرُ العِمَارة .
      وأَعْمَرَ عليه : أَغناه .
      والعُمْرة : طاعة الله عز وجل .
      والعُمْرة في الحج : معروفة ، وقد اعْتَمر ، وأَصله من الزيارة ، والجمع العُمَر .
      وقوله تعالى : وأَتِمُّوا الحجَّ والعُمْرة لله ؛ قال الزجاج : معنى العُمْرة في العمل الطوافُ بالبيت والسعيُ بين الصفا والمروة فقط ، والفرق بين الحج والعُمْرةِ أَن العُمْرة تكون للإِنسان في السَّنَة كلها والحج وقت واحد في السنة كلها والحج وقت واحد في السنة ؛ قال : ولا يجوز أَن يحرم به إِلا في أَشهر الحج شوّال وذي القعدة وعشر من ذي الحجة ، وتمامُ العُمْرة أَن يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة ، والحج لا يكون إِلاَّ مع الوقوف بعرفة يومَ عرفة .
      والعُمْرة : مأَخوذة من الاعْتِمار ، وهو الزيارة ، ومعنى اعْتَمر في قصد البيت أَنه إِنما خُصَّ بهذا لأَنه قصد بعمل في موضع عامر ، ولذلك قيل للمُحْرِم بالعُمْرةِ : مُعْتَمِرٌ ، وقال كراع : الاعْتِمار العُمْرة ، سَماها بالمصدر .
      وفي الحديث ذكرُ العُمْرة والاعْتِمار في غير موضع ، وهو الزيارة والقصد ، وهو في الشرع زيارة البيت الحرام بالشروط المخصوصة المعروفة .
      وفي حديث الأَسود ، قال : خرجنا عُمّاراً فلما انصرفنا مَرَرْنا بأَبي ذَرٍّ ؛ فقال : أَحَلَقْتم الشَّعَث وقضيتم التَّفَثَ عُمّاراً ؟ أَي مُعْتَمِرين ؛ قال الزمخشري : ولم يجئ فيما أَعلم عَمَر بمعنى اعْتَمَر ، ولكن عَمَر اللهَ إِذا عبده ، وعَمَر فلانٌ ركعتين إِذا صلاهما ، وهو يَعْمُر ربَّه أَي يصلي ويصوم .
      والعَمَار والعَمَارة : كل شيء على الرأْس من عمامة أَو قَلَنْسُوَةٍ أَو تاجٍ أَو غير ذلك .
      وقد اعْتَمَر أَي تعمّم بالعمامة ، ويقال للمُعْتَمِّ : مُعْتَمِرٌ ؛ ومنه قول الأَعشى : فَلَمَّا أَتانا بُعَيْدَ الكَرى ، سَجَدْنا لَهُ ورَفَعْنا العَمارا أَي وضعناه من رؤوسنا إِعْظاماً له .
      واعْتَمرة أَي زارَه ؛ يقال : أَتانا فلان مُعْتَمِراً أَي زائراً ؛ ومنه قول أَعشى باهلة : وجاشَت النَّفْسُ لَمَّا جاءَ فَلُهمُ ، وراكِبٌ ، جاء من تَثْلِيثَ ، مُعْتَمِر ؟

      ‏ قال الأَصمعي : مُعْتَمِر زائر ، وقال أَبو عبيدة : هو متعمم بالعمامة ؛ وقول ابن أَحمر : يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها ، كما يُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ فيه قولان :، قال الأَصمعي : إِذا انْجلى لهم السحابُ عن الفَرْقَدِ أَهَلّوا أَي رفعوا أَصواتهم بالتكبير كما يُهِلّ الراكب الذي يريد عمرة الحج لأَنهم كانوا يهتدون بالفَرْقَد ، وقال غيره : يريد أَنهم في مفازة بعيدة من المياه فإِذا رأَوْا فرقداً ، وهو ولد البقرة الوحشية ، أَهلّوا أَي كبّروا لأَنهم قد علموا أَنهم قد قربوا من الماء .
      ويقال للاعْتِمار : القصد .
      واعْتَمَر الأَمْرَ : أَمَّه وقصد له :، قال العجاج : لقد غَزَا ابنُ مَعْمَرٍ ، حين اعْتَمَرْ ، مَغْزًى بَعِيداً من بَعيد وضَبَرْ المعنى : حين قصد مَغْزًى بعيداً .
      وضبَرَ : جَمعَ قوائمه ليَثِبَ .
      والعُمْرةُ : أَن يَبْنِيَ الرجلُ بامرأَته في أَهلها ، فإِن نقلها إِلى أَهله فذلك العُرْس ؛ قاله ابن الأَعرابي .
      والعَمَارُ : الآسُ ، وقيل : كل رَيْحانٍ عَمَارٌ .
      والعَمّارُ : الطَّيِّب الثناء الطَّيِّب الروائح ، مأْخوذ من العَمَار ، وهو الآس .
      والعِمَارة والعَمارة : التحيّة ، وقيل في قول الأَعشى « ورفعنا العمارا » أَي رفعنا له أَصواتنا بالدعاء وقلنا عمَّرك الله وقيل : العَمَارُ ههنا الريحان يزين به مجلس الشراب ، وتسميه الفُرْس ميُوران ، فإِذا دخل عليهم داخل رفعوا شيئاً منه بأَيديهم وحيَّوْه به ؛ قال ابن بري : وصواب إِنشاده « ووَضَعْنا العَمارا » فالذي يرويه ورفعنا العَمَارا ، هو الريحان أَو الدعاء أَي استقبلناه بالريحان أَو الدعاء له ، والذي يرويه « ووضعنا العمارا » هو العِمَامة ؛ وقيل : معناه عَمّرَك اللهُ وحيّاك ، وليس بقوي ؛ وقيل : العَمارُ هنا أَكاليل الرَّيْحان يجعلونها على رؤوسهم كما تفعل العجم ؛ قال ابن سيده : ولا أَدري كيف هذا .
      ورجل عَمّارٌ : مُوَقًّى مستور مأْخوذ من العَمَر ، وهو المنديل أَو غيره ، تغطّي به الحرّة رأْسها .
      حكى ثعلب عن ابن الأَعرابي ، قال : إِن العَمَرَ أَن لا يكون للحُرّة خِمار ولا صَوْقَعة تُغطّي به رأْسها فتدخل رأْسها في كمها ؛

      وأَنشد : قامَتْ تُصَلّي والخِمارُ مِن عَمَرْ وحكى ابن الأَعرابي : عَمَر ربَّه عبَدَه ، وإِنه لعَامِرٌ لربّه أَي عابدٌ .
      وحكى اللحياني عن الكسائي : تركته يَعمرُ ربَّه أَي يعبده يصلي ويصوم .
      ابن الأَعرابي : يقال رجل عَمّار إِذا كان كثيرَ الصلاة كثير الصيام .
      ورجل عَمّار ، وهو الرجل القوي الإِيمان الثابت في أَمره الثَّخينُ الوَرَعِ : مأْخوذ من العَمِير ، وهو الثوب الصفيق النسجِ القويُّ الغزلِ الصبور على العمل ، قال : وعَمّارٌ المجتمعُ الأَمر اللازمُ للجماعة الحَدِبُ على السلطان ، مأْخوذ من العَمارةِ ، وهي العمامة ، وعَمّارٌ مأْخوذ من العَمْر ، وهو البقاء ، فيكون باقياً في إِيمانه وطاعته وقائماً بالأَمر والنهي إِلى أَن يموت .
      قال : وعَمّارٌ الرجل يجمع أَهل بيته وأَصحابه على أَدَبِ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، والقيامِ بسُنّته ، مأْخوذ من العَمَرات ، وهي اللحمات التي تكون تحت اللَّحْي ، وهي النَّغانِغُ واللَّغادِيدُ ؛ هذا كله محكى عن ابن الأَعرابي .
      اللحياني : سمعت العامِريّة تقول في كلامها : تركتهم سامِراً بمكان كذا وكذا وعامِراً ؛ قال أَبو تراب : فسأَلت مصعباً عن ذلك فقال : مقيمين مجتمعين .
      والعِمَارة والعَمارةُ : أَصغر من القبيلة ، وقيل : هو الحيُّ العظيم الذي يقوم بنفسه ، ينفرد بِظَعْنِها وإِقامتها ونُجْعَتِها ، وهي من الإِنسان الصدر ، سُمِّي الحيُّ العظيم عِمَارة بعِمارة الصدر ، وجمعها عمائر ؛ ومنه قول جرير : يَجُوسُ عِمارة ، ويَكُفّ أُخرى لنا ، حتى يُجاوزَها دَلي ؟

      ‏ قال الجوهري : والعَمَارة القبيلة والعشيرة ؛ قال التغلبي : لكل أُناسٍ من مَعَدٍّ عَمارةٍ عَرُوِّضٌ ، إِليها يَلْجأُون ، وجانِبُ وعَمارة خفض على أَنه بدل من أُناس .
      وفي الحديث : أَنه كتب لِعَمَائر كَلْب وأَحْلافها كتاباً ؛ العَمَائرُ : جمع عمارة ، بالكسر والفتح ، فمن فتح فَلالْتفاف بعضهم على بعض كالعَمارة العِمامةِ ، ومن كسر فلأَن بهم عِمارةَ الأَرض ، وهي فوق البَطْن من القبائل ، أَولها الشَّعْب ثم القبيلة ثم العَِمارة ثم البَطْن ثم الفَخْذ .
      والعَمْرة : الشَّذْرة من الخرز يفصّل بها النظم ، وبها سميت المرأَة عَمْرة ؛

      قال : وعَمْرة مِن سَرَوات النسا ءِ ، يَنْفَحُ بالمِسْك أَرْدانُها وقيل : العَمْرة خرزة الحُبّ .
      والعَمْر : الشَّنْف ، وقيل : العَمْر حلقة القرط العليا والخَوْقُ حلقة أَسفل القرط .
      والعَمَّار : الزَّيْن في المجالس ، مأْخوذ من العَمْر ، وهو القرط .
      والعَمْر : لحم من اللِّثَة سائل بين كل سِنَّيْن .
      وفي الحديث : أَوْصاني جِبْرِيل بالسواك حتى خَشِيتُ على عُمورِي ؛ العُمُور : منابت الأَسنان واللحم الذي بين مَغارِسها ، الواحد عَمْر ، بالفتح ، قال ابن الأَثير : وقد يضم ؛ وقال ابن أَحمر : بانَ الشَّبابُ وأَخْلَفَ العَمْرُ ، وتَبَدَّلَ الإِخْوانُ والدَّهْرُ والجمع عُمور ، وقيل : كل مستطيل بين سِنَّيْنِ عَمْر .
      وقد قيل : إِنه أَراد العُمْر .
      وجاء فلان عَمْراً أَي بطيئاً ؛ كذا ثبت في بعض نسخ المصنف ، وتبع أَبا عبيد كراع ، وفي بعضها : عَصْراً .
      اللحياني : دارٌ مَعْمورة يسكنها الجن ، وعُمَّارُ البيوت : سُكّانُها من الجن .
      وفي حديث قتل الحيّات : إِنّ لهذه البيوت عَوامِرَ فإِذا رأَيتم منها شيئاً فحَرِّجُوا عليها ثلاثاً ؛ العَوامِرُ : الحيّات التي تكون في البيوت ، واحدها عامِرٌ وعامرة ، قيل : سميت عَوامِرَ لطول أَعمارها .
      والعَوْمَرةُ : الاختلاطُ ؛ يقال : تركت القوم في عَوْمَرةٍ أَي صياحٍ وجَلبة .
      والعُمَيْرانِ والعُمَيْمِرانِ والعَمَّرتان (* قوله : « العمرتان » هو بتشديد الميم في الأصل الذي بيدنا ، وفي القاموس بفتح العين وسكون الميم وصوب شارحه تشديد الميم نقلاً عن الصاغاني ).
      والعُمَيْمِرتان : عظمان صغيران في أَصل اللسان .
      واليَعْمورُ : الجَدْيُ ؛ عن كراع .
      ابن الأَعرابي : اليَعامِيرُ الجِداءُ وصغارُ الضأْن ، واحدها يَعْمور ؛ قال أَبو زيد الطائي : ترى لأَخْلافِها مِن خَلْفِها نَسَلاً ، مثل الذَّمِيم على قَرْم اليَعامِير أَي يَنْسُل اللبن منها كأَنه الذميم الذي يَذِمّ من الأَنف .
      قال الأَزهري : وجعل قطرب اليَعامِيرَ شجراً ، وهو خطأٌ .
      قال ابن سيده : واليَعْمورة شجرة ، والعَمِيرة كُوَّارة النَّحْل .
      والعُمْرُ : ضربٌ من النخل ، وقيل : من التمر .
      والعُمور : نخلُ السُّكَّر (* قوله : « السكر » هو ضرب من التمر جيد ).
      خاصة ، وقيل : هو العُمُر ، بضم العين والميم ؛ عن كراع ، وقال مرة : هي العَمْر ، بالفتح ، واحدتها عَمْرة ، وهي طِوال سُحُقٌ .
      وقال أَبو حنيفة : العَمْرُ نخل السُّكّر ، والضم أَعلى اللغتين .
      والعَمْرِيّ : ضرب من التمر ؛ عنه أَيضاً .
      وحكى الأَزهري عن الليث أَنه ، قال : العَمْر ضرب من النخيل ، وهو السَّحُوق الطويل ، ثم ، قال : غلظ الليث في تفسير العَمْر ، والعَمْرُ نخل السُّكَّر ، يقال له العُمُر ، وهو معروف عند أَهل البحرين ؛

      وأَنشد الرياشي في صفة حائط نخل : أَسْوَد كالليل تَدَجَّى أَخْضَرُهْ ، مُخالِط تَعْضوضُه وعُمُرُه ، بَرْنيّ عَيْدانٍ قَلِيل قَشَرُهْ والتَّعْضوض : ضرب من التمر سِرِّيّ ، وهو من خير تُمْران هجَر ، أَسود عذب الحلاوة .
      والعُمُر : نخل السُّكّر ، سحوقاً أَو غير سحوق .
      قال : وكان الخليل ابن أَحمد من أَعلم الناس بالنخيل وأَلوانِه ولو كان الكتابُ مِن تأْليفه ما فسر العُمُرَ هذا التفسير ، قال : وقد أَكلت أَنا رُطَبَ العُمُرِ ورُطَبَ التَّعْضوضِ وخَرَفْتُهما من صغار النخل وعَيدانِها وجَبّارها ، ولولا المشاهدةُ لكنت أَحد المغترّين بالليث وخليلِه وهو لسانه .
      ابن الأَعرابي : يقال كَثِير بَثِير بَجِير عَمِير إِتباع ؛ قال الأَزهري : هكذا ، قال بالعين .
      والعَمَرانِ : طرفا الكُمّين ؛ وفي الحديث : لا بأْس أَن يُصَلِّيَ الرجلُ على عَمَرَيْهِ ، بفتح العين والميم ، التفسير لابن عرفة حكاه الهروي في الغريبين وغيره .
      وعَمِيرة : أَبو بطن وزعمها سيبويه في كلْب ، النسبُ إِليه عَمِيرِيّ شاذ ، وعَمْرو : اسم رجل يكتب بالواو للفرق بينه وبين عُمَر وتُسْقِطها في النصب لأَن الأَلف تخلفها ، والجمع أَعْمُرٌ وعُمور ؛ قال الفرزدق يفتخر بأَبيه وأَجداده : وشَيَّدَ لي زُرارةُ باذِخاتٍ ، وعَمرو الخير إِن ذُكِرَ العُمورُ الباذِخاتُ : المراتب العاليات في الشرف والمجد .
      وعامِرٌ : اسم ، وقد يسمى به الحيّ ؛ أَنشد سيبويه في الحي : فلما لَحِقنا والجياد عشِيّة ، دَعَوْا : يا لَكَلْبٍ ، واعْتَزَيْنا لِعامِر وأَما قول الشاعر : وممن ولَدُوا عامِرُ ذو الطُّول وذو العَرْض فإِن أَبا إِسحق ، قال : عامر هنا اسم للقبيلة ، ولذلك لم يصرفه ، وقال ذو ولم يقل ذات لأَنه حمله على اللفظ ، كقول الآخر : قامَتْ تُبَكِّيه على قَبْرِه : مَنْ ليَ مِن بَعدِك يا عامِرُ ؟ تَرَكْتَني في الدار ذا غُرْبةٍ ، قد ذَلَّ مَن ليس له ناصِرُ أَي ذات غُرْبة فذكّر على معنى الشخص ، وإِنما أَنشدنا البيت الأَول لتعلم أَن قائل هذا امرأَة وعُمَر وهو معدول عنه في حال التسمية لأَنه لو عدل عنه في حال الصفة لقيل العُمَر يُراد العامِر .
      وعامِرٌ : أَبو قبيلة ، وهو عامرُ بن صَعْصَعَة بن معاوية بن بكر بن هوازن .
      وعُمَير وعُوَيْمِر وعَمَّار ومَعْمَر وعُمارة وعِمْران ويَعْمَر ، كلها : أَسماء ؛ وقول عنترة : أَحَوْليَ تَنْفُضُ آسْتُك مِذْرَوَيْها لِتَقْتُلَني ؟ فها أَنا ذا عُمارا هو ترخيم عُمارة لأَنه يهجو به عُمارةَ بن زياد العبسي .
      وعُمارةُ بن عقيل بن بلال بن جرير : أَدِيبٌ جدّاً .
      والعَمْرانِ : عَمْرو بن جابر بن هلال بن عُقَيْل بن سُمَيّ بن مازن بن فَزارة ، وبَدْر بن عمرو بن جُؤيّة بن لَوْذان بن ثعلبة بن عديّ بن فَزارة ، وهما رَوْقا فزراة ؛

      وأَنشد ابن السكيت لقُراد بن حبش الصارديّ يذكرهما : إِذا اجتمع العَمْران : عَمْرو بنُ جابر وبَدْرُ بن عَمْرٍو ، خِلْتَ ذُبْيانَ تُبَّعا وأَلْقَوْا مَقاليدَ الأُمورِ إِليهما ، جَمِيعاً قِماءً كارهين وطُوَّعا والعامِرانِ : عامِرُ بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وهو أَبو براء مُلاعِب الأَسِنَّة ، وعامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب وهو أَبو علي .
      والعُمَران : أَبو بكر وعُمَر ، رضي الله تعالى عنهما ، وقيل : عمر يبن الخطاب وعمر بن عبد العزيز ، رضي الله عنهما ؛ قال مُعاذٌ الهَرَّاء : لقد قيل سِيرةُ العُمَرَيْنِ قبل خلافة عُمَر بن عبد العزيز لأَنهم ، قالوا لعثمان يوم الدار : تَسْلُك سِيرةَ العُمَرَيْن .
      قال الأَزهري : العُمَران أَبو بكر وعمر ، غُلِّبَ عُمَر لأَنه أَخَفّ الاسمين ، قال : فان قيل كيف بُدِئ بِعُمَر قبل أَبي بكر وهو قبله وهو أَفضل منه ، فإِن العرب تفعل هذا يبدأُون بالأَخسّ ، يقولون : رَبيعة ومُضَر وسُلَيم وعامر ولم يترك قليلاً ولا كثيراً ؛ قال محمد بن المكرم : هذا الكلام من الأَزهري فيه افْتِئات على عمر ، رضي الله عنه ، وهو قوله : إِن العرب يبدأُون بالأَخس ولقد كان له غُنية عن إِطلاق هذا اللفظ الذي لا يليق بجلالة هذا الموضع المتشرْف بهذين الاسمين الكريمين في مثالٍ مضروبٍ لعُمَر ، رضي الله عنه ، وكان قوله غُلِّب عُمر لأَنه أَخفّ الاسمين يكفيه ولا يتعرض إِلى هُجْنة هذه العبارة ، وحيث اضطر إِلى مثل ذلك وأَحْوَجَ نفسَه إِلى حجة أُخرى فلقد كان قِيادُ الأَلفاظ بيده وكان يمكنه أَن يقول إِن العرب يقدمون المفضول أَو يؤخرون الأَفضل أَو الأَشرف أَو يبدأُون بالمشروف ، وأَما أَفعل على هذه الصيغة فإِن إِتيانه بها دل على قلة مبالاته بما يُطْلِقه من الأَلفاظ في حق الصحابة ، رضي الله عنهم ، وإِن كان أَبو بكر ، رضي الله عنه ، أَفضل فلا يقال عن عمر ، رضي الله عنه ، أَخسّ ، عفا الله عنا وعنه .
      وروي عن قتادة : أَنه سئل عن عِتْق أُمهات الأَولاد فقال : قضى العُمَران فما بينهما من الخُلَفاء بعتق أُمّهات الأَولاد ؛ ففي قول قتادة العُمَران فما بينهما أَنه عُمر بن الخطاب وعُمَر ابن عبد العزيز لأَنه لم يكن بين أَبي بكر وعُمَر خليفةٌ .
      وعَمْرَوَيْهِ : اسم أَعجمي مبني على الكسر ؛ قال سيبويه : أَما عَمْرَوَيْه فإِنه زعم أَنه أَعجمي وأَنه ضَرْبٌ من الأَسماء الأَعجمية وأَلزموا آخره شيئاً لم يلزم الأَعْجميّة ، فكما تركوا صرف الأَعجمية جعلوا ذلك بمنزلة الصوت ، لأَنهم رَأَوْه قد جمع أَمرين فخطُّوه درجة عن إِسمعيل وأَشباهه وجعلوه بمنزلة غاقٍ منونة مكسورة في كل موضع ؛ قال الجوهري : إِن نَكَّرْتَه نوّنت فقلت مررت بعَمْرَوَيْهِ وعَمْرَوَيْهٍ آخر ، وقال : عَمْرَوَيْه شيئان جعلا واحداً ، وكذلك سيبويه ونَفْطَوَيْه ، وذكر المبرد في تثنيته وجمعه العَمْرَوَيْهانِ والعَمْرَوَيْهُون ، وذكر غيره أَن من ، قال هذا عَمْرَوَيْهُ وسِيبَوَيْهُ ورأَيت سِيبَوَيْهَ فأَعربه ثناه وجمعه ، ولم يشرطه المبرد .
      ويحيى بن يَعْمَر العَدْوانيّ : لا ينصرف يَعْمَر لأَنه مثل يَذْهَب .
      ويَعْمَر الشُِّدّاخ : أَحد حُكّام العرب .
      وأَبو عَمْرة : رسولُ المختار (* قوله : « المختار » أَي ابن أبي عبيد كما في شرح القاموس ).
      وكان إِذا نزل بقوم حلّ بهم البلاء من القتل والحرب وكان يُتَشاءم به .
      وأَبو عَمْرة : الإِقْلالُ ؛

      قال : إِن أَبا عَمْرة شرُّ جار وقال : حلّ أَبو عَمْرة وَسْطَ حُجْرَتي وأَبو عَمْرة : كنية الجوع .
      والعُمُور : حيٌّ من عبد القيس ؛

      وأَنشد ابن الأَعرابي : جعلنا النِّساءَ المُرْضِعاتِكَ حَبْوةً لِرُكْبانِ شَنٍّ والعُمُورِ وأَضْجَما شَنٌّ : من قيس أَيضاً .
      والأَضْجَم : ضُبَيْعة بن قيس ابن ثعلبة .
      وبنو عمرو بن الحرث : حيّ ؛ وقول حذيفة بن أَنس الهذلي : لعلكمُ لَمَّا قُتِلْتُم ذَكَرْتم ، ولن تَتْركُوا أَن تَقْتُلوا مَن تَعَمَّرا قيل : معنى مَن تَعَمَّر انتسب إِلى بني عمرو بن الحرث ، وقيل : معناه من جاء العُمْرة .
      واليَعْمَريّة : ماء لبني قعلبة بوادٍ من بطن نخل من الشَّرَبّة .
      واليَعامِيرُ : اسم موضع ؛ قال طفيل الغنوي : يقولون لمّا جَمّعوا لغدٍ شَمْلَكم : لك الأُمُّ مما باليَعامِير والأَبُ (* هذا الشطر مختل الوزن ويصح إِذا وضع « فيه » مكان « لغدٍ » هذا إِذا كان اليعامير مذكراً ، وهو مذكور في شعر سابق ليعود إِليه ضمير فيه ).
      وأَبو عُمَيْر : كنية الفَرْج .
      وأُمُّ عَمْرو وأُم عامر ، الأُولى نادرة : الضُبُع معروفة لأَنه اسم سمي به النوع ؛ قال الراجز : يا أُمَّ عَمْرٍو ، أَبْشِري بالبُشْرَى ، مَوْتٌ ذَرِيعٌ وجَرادٌ عَظْلى وقال الشنفرى : لا تَقْبِرُوني ، إِنّ قَبْرِي مُحَرَّم عليكم ، ولكن أَبْشِري ، أُمَّ عامر يقال للضبع أُمّ عامر كأَن ولدها عامر ؛ ومنه قول الهذلي : وكَمْ مِن وِجارٍ كجَيْبِ القَمِيص ، به عامِرٌ وبه فُرْعُلُ ومن أَمثالهم : خامِرِي أُمَّ عامر ، أَبْشِري بجرادٍ عَظْلى وكَمَرِ رجالٍ قَتْلى ، فتَذِلّ له حتى يكْعَمها ثم يجرّها ويستخرجها .
      قال : والعرب تضرب بها المثل في الحمق ، ويجيء الرجل إِلى وجارِها فيسُدُّ فمه بعدما تدخله لئلا ترى الضوء فتحمل الضبعُ عليه فيقول لها هذا القول ؛ يضرب مثلاً لمن يُخْدع بلين الكلام .
      "

    المعجم: لسان العرب



  15. علم
    • " من صفات الله عز وجل العَلِيم والعالِمُ والعَلاَّمُ ؛ قال الله عز وجل : وهو الخَلاَّقُ العَلِيمُ ، وقال : عالِمُ الغَيْبِ والشَّهادةِ ، وقال : عَلاَّم الغُيوب ، فهو اللهُ العالمُ بما كان وما يكونُ قَبْلَ كَوْنِه ، وبِمَا يكونُ ولَمَّا يكُنْ بعْدُ قَبْل أن يكون ، لم يَزَل عالِماً ولا يَزالُ عالماً بما كان وما يكون ، ولا يخفى عليه خافيةٌ في الأرض ولا في السماء سبحانه وتعالى ، أحاطَ عِلْمُه بجميع الأشياء باطِنِها وظاهرِها دقيقِها وجليلِها على أتمّ الإمْكان .
      وعَليمٌ ، فَعِيلٌ : من أبنية المبالغة .
      ويجوز أن يقال للإنسان الذي عَلَّمه اللهُ عِلْماً من العُلوم عَلِيم ، كما ، قال يوسف للمَلِك : إني حفيظٌ عَلِيم .
      وقال الله عز وجل : إنَّما يَخْشَى اللهَ من عبادِه العُلَماءُ : فأَخبر عز وجل أن مِنْ عبادِه مَنْ يخشاه ، وأنهمَ هم العُلمَاء ، وكذلك صفة يوسف ، عليه السلام : كان عليماً بأَمْرِ رَبِّهِ وأَنه واحد ليس كمثله شيء إلى ما عَلَّمه الله من تأْويل الأَحاديث الذي كان يَقْضِي به على الغيب ، فكان عليماً بما عَلَّمه اللهُ .
      وروى الأزهري عن سعد بن زيد عن أبي عبد الرحمن المُقْري في قوله تعالى : وإنه لذُو عِلْمٍ لما عَلَّمْناه ، قال : لَذُو عَمَلٍ بما عَلَّمْناه ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن مِمَّن سمعت هذا ؟، قال : من ابن عُيَيْنةَ ، قلتُ : حَسْبي .
      وروي عن ابن مسعود أنه ، قال : ليس العلم بكثرة الحديث ولكن العِلْم بالخَشْية ؛ قال الأزهري : ويؤيد ما ، قاله قولُ الله عز وجل : إنما يخشى اللهَ من عباده العُلَماءُ .
      وقال بعضهم : العالمُ الذي يَعْملُ بما يَعْلَم ، قال : وهذا يؤيد قول ابن عيينة .
      والعِلْمُ : نقيضُ الجهل ، عَلِم عِلْماً وعَلُمَ هو نَفْسُه ، ورجل عالمٌ وعَلِيمٌ من قومٍ عُلماءَ فيهما جميعاً .
      قال سيبويه : يقول عُلَماء من لا يقول إلاّ عالِماً .
      قال ابن جني : لمَّا كان العِلْم قد يكون الوصف به بعدَ المُزاوَلة له وطُولِ المُلابسةِ صار كأنه غريزةٌ ، ولم يكن على أول دخوله فيه ، ولو كان كذلك لكان مُتعلِّماً لا عالِماً ، فلما خرج بالغريزة إلى باب فَعُل صار عالمٌ في المعنى كعَليمٍ ، فكُسِّرَ تَكْسيرَه ، ثم حملُوا عليه ضدَّه فقالوا جُهَلاء كعُلَماء ، وصار عُلَماء كَحُلَماء لأن العِلمَ محْلَمةٌ لصاحبه ، وعلى ذلك جاء عنهم فاحشٌ وفُحشاء لَمَّا كان الفُحْشُ من ضروب الجهل ونقيضاً للحِلْم ، قال ابن بري : وجمعُ عالمٍ عُلماءُ ، ويقال عُلاّم أيضاً ؛ قال يزيد بن الحَكَم : ومُسْتَرِقُ القَصائدِ والمُضاهِي ، سَواءٌ عند عُلاّم الرِّجالِ وعَلاّمٌ وعَلاّمةٌ إذا بالغت في وصفه بالعِلْم أي عالم جِداً ، والهاء للمبالغة ، كأنهم يريدون داهيةً من قوم عَلاّمِين ، وعُلاّم من قوم عُلاّمين ؛ هذه عن اللحياني .
      وعَلِمْتُ الشيءَ أَعْلَمُه عِلْماً : عَرَفْتُه .
      قال ابن بري : وتقول عَلِمَ وفَقِهَ أَي تَعَلَّم وتَفَقَّه ، وعَلُم وفَقُه أي سادَ العلماءَ والفُقَهاءَ .
      والعَلاّمُ والعَلاّمةُ : النَّسَّابةُ وهو من العِلْم .
      قال ابن جني : رجل عَلاّمةٌ وامرأة عَلاّمة ، لم تلحق الهاء لتأْنيث الموصوفِ بما هي فيه ، وإنما لَحِقَتْ لإعْلام السامع أن هذا الموصوفَ بما هي فيه قد بلَغ الغايةَ والنهايةَ ، فجعل تأْنيث الصفة أَمارةً لما أُريدَ من تأْنيث الغاية والمُبالغَةِ ، وسواءٌ كان الموصوفُ بتلك الصفةُ مُذَكَّراً أو مؤنثاً ، يدل على ذلك أن الهاء لو كانت في نحو امرأة عَلاّمة وفَرُوقة ونحوه إنما لَحِقت لأن المرأة مؤنثة لَوَجَبَ أن تُحْذَفَ في المُذكَّر فيقال رجل فَروقٌ ، كما أن الهاء في قائمة وظَريفة لَمَّا لَحِقَتْ لتأْنيث الموصوف حُذِفت مع تذكيره في نحو رجل قائم وظريف وكريم ، وهذا واضح .
      وقوله تعالى : إلى يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلومِ الذي لا يَعْلَمُه إلا الله ، وهو يوم القيامة .
      وعَلَّمه العِلْم وأَعْلَمه إياه فتعلَّمه ، وفرق سيبويه بينهما فقال : عَلِمْتُ كأَذِنْت ، وأَعْلَمْت كآذَنْت ، وعَلَّمْته الشيءَ فتَعلَّم ، وليس التشديدُ هنا للتكثير .
      وفي حديث ابن مسعود : إنك غُلَيِّمٌ مُعَلَّم أي مُلْهَمٌ للصوابِ والخيرِ كقوله تعالى : مُعلَّم مَجنون أي له مَنْ يُعَلِّمُه .
      ويقالُ : تَعلَّمْ في موضع اعْلَمْ .
      وفي حديث الدجال : تَعَلَّمُوا أن رَبَّكم ليس بأَعور بمعنى اعْلَمُوا ، وكذلك الحديث الآخر : تَعَلَّمُوا أنه ليس يَرَى أحدٌ منكم رَبَّه حتى يموت ، كل هذا بمعنى اعْلَمُوا ؛ وقال عمرو بن معد يكرب : تَعَلَّمْ أنَّ خيْرَ الناسِ طُرّاً قَتِيلٌ بَيْنَ أحْجارِ الكُلا ؟

      ‏ قال ابن بري : البيت لمعد يكرِب بن الحرث بن عمرو ابن حُجْر آكل المُرار الكِنْدي المعروف بغَلْفاء يَرْثي أخاه شُرَحْبِيل ، وليس هو لعمرو بن معد يكرب الزُّبَيدي ؛ وبعده : تَداعَتْ حَوْلَهُ جُشَمُ بنُ بَكْرٍ ، وأسْلَمَهُ جَعاسِيسُ الرِّبا ؟

      ‏ قال : ولا يستعمل تَعَلَّمْ بمعنى اعْلَمْ إلا في الأمر ؛ قال : ومنه قول قيس بن زهير : تَعَلَّمْ أنَّ خَيْرَ الناسِ مَيْتاً وقول الحرث بن وَعْلة : فَتَعَلَّمِي أنْ قَدْ كَلِفْتُ بِكُم ؟

      ‏ قال : واسْتُغْني عن تَعَلَّمْتُ .
      قال ابن السكيت : تَعَلَّمْتُ أن فلاناً خارج بمنزلة عَلِمْتُ .
      وتعالَمَهُ الجميعُ أي عَلِمُوه .
      وعالَمَهُ فَعَلَمَه يَعْلُمُه ، بالضم : غلبه بالعِلْم أي كان أعْلَم منه .
      وحكى اللحياني : ما كنت أُراني أَن أَعْلُمَه ؛ قال الأزهري : وكذلك كل ما كان من هذا الباب بالكسر في يَفْعلُ فإنه في باب المغالبة يرجع إلى الرفع مثل ضارَبْتُه فضربته أضْرُبُه .
      وعَلِمَ بالشيء : شَعَرَ .
      يقال : ما عَلِمْتُ بخبر قدومه أي ما شَعَرْت .
      ويقال : اسْتَعْلِمْ لي خَبَر فلان وأَعْلِمْنِيه حتى أَعْلَمَه ، واسْتَعْلَمَني الخبرَ فأعْلَمْتُه إياه .
      وعَلِمَ الأمرَ وتَعَلَّمَه : أَتقنه .
      وقال يعقوب : إذا قيل لك اعْلَمْ كذا قُلْتَ قد عَلِمْتُ ، وإذا قيل لك تَعَلَّمْ لم تقل قد تَعَلَّمْتُ ؛ وأنشد : تَعَلَّمْ أنَّهُ لا طَيْرَ إلاّ عَلى مُتَطَيِّرٍ ، وهي الثُّبُور وعَلِمْتُ يتعدى إلى مفعولين ، ولذلك أَجازوا عَلِمْتُني كما ، قالوا ظَنَنْتُني ورأَيْتُني وحسِبْتُني .
      تقول : عَلِمْتُ عَبْدَ الله عاقلاً ، ويجوز أن تقول عَلِمْتُ الشيء بمعنى عَرَفْته وخَبَرْته .
      وعَلِمَ الرَّجُلَ : خَبَرَه ، وأَحبّ أن يَعْلَمَه أي يَخْبُرَه .
      وفي التنزيل : وآخَرِين مِنْ دونهم لا تَعْلَمُونَهم الله يَعْلَمُهم .
      وأحب أن يَعْلَمه أي أن يَعْلَمَ ما هو .
      وأما قوله عز وجل : وما يُعَلِّمانِ مِنْ أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة تَكْفُرْ .
      قال الأزهري : تكلم أهل التفسير في هذه الآية قديماً وحديثاً ، قال : وأبْيَنُ الوجوه التي تأوَّلوا أن الملَكين كانا يُعَلِّمانِ الناسَ وغيرهم ما يُسْأَلانِ عنه ، ويأْمران باجتناب ما حرم عليهم وطاعةِ الله فيما أُمِروا به ونُهُوا عنه ، وفي ذلك حِكْمةٌ لأن سائلاً لو سأل : ما الزنا وما اللواط ؟ لوجب أن يُوقَف عليه ويعلم أنه حرام ، فكذلك مجازُ إعلام المَلَكين الناسَ السحرَ وأمْرِهِما السائلَ باجتنابه بعد الإعلام .
      وذكر عن ابن الأعرابي أنه ، قال : تَعَلَّمْ بمعنى اعْلَمْ ، قال : ومنه وقوله تعالى وما يُعَلِّمان من أحد ، قال : ومعناه أن الساحر يأتي الملكين فيقول : أخْبراني عما نَهَى اللهُ عنه حتى أنتهي ، فيقولان : نَهَى عن الزنا ، فَيَسْتَوْصِفُهما الزنا فيَصِفانِه فيقول : وعمَّاذا ؟ فيقولان : وعن اللواط ، ثم يقول : وعَمَّاذا ؟ فيقولان : وعن السحر ، فيقول : وما السحر ؟ فيقولان : هو كذا ، فيحفظه وينصرف ، فيخالف فيكفر ، فهذا معنى يُعلِّمان إنما هو يُعْلِمان ، ولا يكون تعليم السحر إذا كان إعْلاماً كفراً ، ولا تَعَلُّمُه إذا كان على معنى الوقوف عليه ليجتنبه كفراً ، كما أن من عرف الزنا لم يأْثم بأنه عَرَفه إنما يأْثم بالعمل .
      وقوله تعالى : الرحمن عَلَّم القرآن ؛ قيل في تفسيره : إنه جلَّ ذكرُه يَسَّرَه لأن يُذْكَر ، وأما قوله عَلَّمَهُ البيانَ فمعناه أنه عَلَّمَه القرآن الذي فيه بَيانُ كل شيء ، ويكون معنى قوله عَلَّمَهُ البيانَ جعله مميَّزاً ، يعني الإنسان ، حتى انفصل من جميع الحيوان .
      والأَيَّامُ المَعْلُوماتُ : عَشْرُ ذي الحِجَّة آخِرُها يومُ النَّحْر ، وقد تقدم تعليلها في ذكر الأَيام المعدودات ، وأورده الجوهري منكراً فقال : والأيام المعلوماتُ عَشْرُ من ذي الحجة ولا يُعْجِبني .
      ولقِيَه أَدْنَى عِلْمٍ أي قبلَ كل شيء .
      والعَلَمُ والعَلَمة والعُلْمة : الشَّقُّ في الشَّفة العُلْيا ، وقيل : في أحد جانبيها ، وقيل : هو أَن تنشقَّ فتَبينَ .
      عَلِمَ عَلَماً ، فهو أَعْلَمُ ، وعَلَمْتُه أَعْلِمُه عَلْماً ، مثل كَسَرْته أكْسِرهُ كَسْراً : شَقَقْتُ شَفَتَه العُليا ، وهو الأَعْلمُ .
      ويقال للبعير أَعْلَمُ لِعَلَمٍ في مِشْفَرِه الأعلى ، وإن كان الشق في الشفة السفلى فهو أَفْلَحُ ، وفي الأنف أَخْرَمُ ، وفي الأُذُن أَخْرَبُ ، وفي الجَفْن أَشْتَرُ ، ويقال فيه كلِّه أَشْرَم .
      وفي حديث سهيل بن عمرو : أنه كان أَعْلمَ الشَّفَةِ ؛ قال ابن السكيت : العَلْمُ مصدر عَلَمْتُ شَفَتَه أَعْلِمُها عَلْماً ، والشفة عَلْماء .
      والعَلَمُ : الشَّقُّ في الشفة العُلْيا ، والمرأَة عَلْماء .
      وعَلَمَه يَعْلُمُه ويَعْلِمُه عَلْماً : وَسَمَهُ .
      وعَلَّمَ نَفسَه وأَعْلَمَها : وَسَمَها بِسِيما الحَرْبِ .
      ورجل مُعْلِمٌ إذا عُلِم مكانهُ في الحرب بعَلامةٍ أَعْلَمَها ، وأَعْلَمَ حمزةُ يومَ بدر ؛ ومنه قوله : فَتَعَرَّفوني ، إنَّني أنا ذاكُمُ شاكٍ سِلاحِي ، في الحوادِثِ ، مُعلِمُ وأَعْلَمَ الفارِسُ : جعل لنفسه عَلامةَ الشُّجعان ، فهو مُعْلِمٌ ؛ قال الأخطل : ما زالَ فينا رِباطُ الخَيْلِ مُعْلِمَةً ، وفي كُلَيْبٍ رِباطُ اللُّؤمِ والعارِ مُعْلِمَةً ، بكسر اللام .
      وأَعْلَم الفَرَسَ : عَلَّقَ عليه صُوفاً أحمر ‏ أو ‏ أبيض في الحرب .
      ويقال عَلَمْتُ عِمَّتي أَعْلِمُها عَلْماً ، وذلك إذا لُثْتَها على رأْسك بعَلامةٍ تُعْرَفُ بها عِمَّتُك ؛ قال الشاعر : ولُثْنَ السُّبُوبَ خِمْرَةً قُرَشيَّةً دُبَيْرِيَّةً ، يَعْلِمْنَ في لوْثها عَلْما وقَدَحٌ مُعْلَمٌ : فيه عَلامةٌ ؛ ومنه قول عنترة : رَكَدَ الهَواجِرُ بالمَشُوفِ المُعْلَمِ والعَلامةُ : السِّمَةُ ، والجمع عَلامٌ ، وهو من الجمع الذي لا يفارق واحده إلاَّ بإلقاء الهاء ؛ قال عامر بن الطفيل : عَرَفْت بِجَوِّ عارِمَةَ المُقاما بِسَلْمَى ، أو عَرَفْت بها عَلاما والمَعْلَمُ مكانُها .
      وفي التنزيل في صفة عيسى ، صلوات الله على نبينا وعليه : وإنَّهُ لَعِلْمٌ للساعة ، وهي قراءة أكثر القرّاء ، وقرأَ بعضهم : وإنه لَعَلَمٌ للساعة ؛ المعنى أن ظهور عيسى ونزوله إلى الأرض عَلامةٌ تدل على اقتراب الساعة .
      ويقال لِما يُبْنَى في جَوادِّ الطريق من المنازل يستدل بها على الطريق : أَعْلامٌ ، واحدها عَلَمٌ .
      والمَعْلَمُ : ما جُعِلَ عَلامةً وعَلَماً للطُّرُق والحدود مثل أَعلام الحَرَم ومعالِمِه المضروبة عليه .
      وفي الحديث : تكون الأرض يوم القيامة كقْرْصَة النَّقيِّ ليس فيها مَعْلَمٌ لأحد ، هو من ذلك ، وقيل : المَعْلَمُ الأثر .
      والعَلَمُ : المَنارُ .
      قال ابن سيده : والعَلامةُ والعَلَم الفصلُ يكون بين الأرْضَيْنِ .
      والعَلامة والعَلَمُ : شيء يُنْصَب في الفَلَوات تهتدي به الضالَّةُ .
      وبين القوم أُعْلُومةٌ : كعَلامةٍ ؛ عن أبي العَمَيْثَل الأَعرابي .
      وقوله تعالى : وله الجَوارِ المُنْشآتُ في البحر كالأَعلامِ ؛ قالوا : الأَعْلامُ الجِبال .
      والعَلَمُ : العَلامةُ .
      والعَلَمُ : الجبل الطويل .
      وقال اللحياني : العَلَمُ الجبل فلم يَخُصَّ الطويلَ ؛ قال جرير : إذا قَطَعْنَ عَلَماً بَدا عَلَم ، حَتَّى تناهَيْنَ بنا إلى الحَكَم خَلِيفةِ الحجَّاجِ غَيْرِ المُتَّهَم ، في ضِئْضِئِ المَجْدِ وبُؤْبُؤِ الكَرَم وفي الحديث : لَيَنْزِلَنَّ إلى جَنْبِ عَلَم ، والجمع أَعْلامٌ وعِلامٌ ؟

      ‏ قال : قد جُبْتُ عَرْضَ فَلاتِها بطِمِرَّةٍ ، واللَّيْلُ فَوْقَ عِلامِه مُتَقَوَِّض ؟

      ‏ قال كراع : نظيره جَبَلٌ وأَجْبالٌ وجِبالٌ ، وجَمَلٌ وأَجْمال وجِمال ، وقَلَمٌ وأَقلام وقِلام .
      واعْتَلَمَ البَرْقُ : لَمَعَ في العَلَمِ ؛ قال : بَلْ بُرَيْقاً بِتُّ أَرْقُبُه ، بَلْ لا يُرى إلاَّ إذا اعْتَلَمَا خَزَمَ في أَوَّل النصف الثاني ؛ وحكمه : لا يُرَى إلا إذا اعْتَلَما والعَلَمُ : رَسْمُ الثوبِ ، وعَلَمهُ رَقْمُه في أطرافه .
      وقد أَعْلَمَه : جَعَلَ فيه عَلامةً وجعَلَ له عَلَماً .
      وأَعلَمَ القَصَّارُ الثوبَ ، فهو مُعْلِمٌ ، والثوبُ مُعْلَمٌ .
      والعَلَمُ : الراية التي تجتمع إليها الجُنْدُ ، وقيل : هو الذي يُعْقَد على الرمح ؛ فأَما قول أَبي صخر الهذلي : يَشُجُّ بها عَرْضَ الفَلاةِ تَعَسُّفاً ، وأَمَّا إذا يَخْفى مِنَ ارْضٍ عَلامُها فإن ابن جني ، قال فيه : ينبغي أن يحمل على أَنه أَراد عَلَمُها ، فأَشبع الفتحة فنشأَت بعدها ألف كقوله : ومِنْ ذَمِّ الرِّجال بمُنْتزاحِ يريد بمُنْتزَح .
      وأَعلامُ القومِ : ساداتهم ، على المثل ، الوحدُ كالواحد .
      ومَعْلَمُ الطريق : دَلالتُه ، وكذلك مَعْلَم الدِّين على المثل .
      ومَعْلَم كلِّ شيء : مظِنَّتُه ، وفلان مَعلَمٌ للخير كذلك ، وكله راجع إلى الوَسْم والعِلْم ، وأَعلَمْتُ على موضع كذا من الكتاب عَلامةً .
      والمَعْلَمُ : الأثرُ يُستَدَلُّ به على الطريق ، وجمعه المَعالِمُ .
      والعالَمُون : أصناف الخَلْق .
      والعالَمُ : الخَلْق كلُّه ، وقيل : هو ما احتواه بطنُ الفَلك ؛ قال العجاج : فخِنْدِفٌ هامةَ هذا العالَمِ جاء به مع قوله : يا دارَ سَلْمى يا اسْلَمي ثمَّ اسْلَمي فأَسَّسَ هذا البيت وسائر أبيات القصيدة غير مؤسَّس ، فعابَ رؤبةُ على أبيه ذلك ، فقيل له : قد ذهب عنك أَبا الجَحَّاف ما في هذه ، إن أَباك كان يهمز العالمَ والخاتمَ ، يذهب إلى أَن الهمز ههنا يخرجه من التأْسيس إذ لا يكون التأْسيس إلا بالألف الهوائية .
      وحكى اللحياني عنهم : بَأْزٌ ، بالهمز ، وهذا أَيضاً من ذلك .
      وقد حكى بعضهم : قَوْقَأَتِ الدجاجةُ وحَـَّلأْتُ السَّويقَ ورَثَأَتِ المرأَةُ زوجَها ولَبَّأَ الرجلُ بالحج ، وهو كله شاذ لأنه لا أصل له في الهمز ، ولا واحد للعالَم من لفظه لأن عالَماً جمع أَشياء مختلفة ، فإن جُعل عالَمٌ اسماً منها صار جمعاً لأشياء متفقة ، والجمع عالَمُون ، ولا يجمع شيء على فاعَلٍ بالواو والنون إلا هذا ، وقيل : جمع العالَم الخَلقِ العَوالِم .
      وفي التنزيل : الحمد لله ربِّ العالمين ؛ قال ابن عباس : رَبِّ الجن والإنس ، وقال قتادة : رب الخلق كلهم .
      قال الأزهري : الدليل على صحة قول ابن عباس قوله عز وجل : تبارك الذي نَزَّلَ الفُرْقانَ على عبده ليكون للعالمينَ نذيراً ؛ وليس النبي ، صلى الله عليه وسلم ، نذيراً للبهائم ولا للملائكة وهم كلهم خَلق الله ، وإنما بُعث محمد ، صلى الله عليه وسلم ، نذيراً للجن والإنس .
      وروي عن وهب بن منبه أن ؟

      ‏ قال : لله تعالى ثمانية عشر ألفَ عالَم ، الدنيا منها عالَمٌ واحد ، وما العُمران في الخراب إلا كفُسْطاطٍ في صحراء ؛ وقال الزجاج : معنى العالمِينَ كل ما خَلق الله ، كما ، قال : وهو ربُّ كل شيء ، وهو جمع عالَمٍ ، قال : ولا واحد لعالَمٍ من لفظه لأن عالَماً جمع أشياء مختلفة ، فإن جُعل عالَمٌ لواحد منها صار جمعاً لأَشياء متفقة .
      قال الأزهري : فهذه جملة ما قيل في تفسير العالَم ، وهو اسم بني على مثال فاعَلٍ كما ، قالوا خاتَمٌ وطابَعٌ ودانَقٌ .
      والعُلامُ : الباشِق ؛ قال الأزهري : وهو ضرب من الجوارح ، قال : وأما العُلاَّمُ ، بالتشديد ، فقد روي عن ابن الأعرابي أَنه الحِنَّاءُ ، وهو الصحيح ، وحكاهما جميعاً كراع بالتخفيف ؛ وأما قول زهير فيمن رواه كذا : حتى إذا ما هَوَتْ كَفُّ العُلامِ لها طارَتْ ، وفي كَفِّه من ريشِها بِتَكُ فإن ابن جني روى عن أبي بكر محمد بن الحسن عن أبي الحسين أحمد بن سليمان المعبدي عن ابن أُخت أَبي الوزير عن ابن الأَعرابي ، قال : العُلام هنا الصَّقْر ، قال : وهذا من طَريف الرواية وغريب اللغة .
      قال ابن بري : ليس أَحد يقول إن العُلاَّمَ لُبُّ عَجَم النَّبِق إلاَّ الطائي ؛ قال :

      .
      .
      . يَشْغَلُها * عن حاجةِ الحَيِّ عُلاَّمٌ وتَحجِيلُ وأَورد ابن بري هذا البيت (* قوله « وأورد ابن بري هذا البيت » أي قول زهير : حتى إذا ما هوت إلخ ) مستشهداً به على الباشق بالتخفيف .
      والعُلامِيُّ : الرجل الخفيف الذكيُّ مأْخوذ من العُلام .
      والعَيْلَمُ : البئر الكثيرة الماء ؛ قال الشاعر : من العَيالِمِ الخُسُف وفي حديث الحجاج :، قال لحافر البئر أَخَسَفْتَ أَم أَعْلَمْتَ ؛ يقال : أعلَمَ الحافرُ إذا وجد البئر عَيْلَماً أي كثيرة الماء وهو دون الخَسْفِ ، وقيل : العَيْلَم المِلْحة من الرَّكايا ، وقيل : هي الواسعة ، وربما سُبَّ الرجلُ فقيل : يا ابن العَيْلَمِ يذهبون إلى سَعَتِها .
      والعَيْلَم : البحر .
      والعَيْلَم : الماء الذي عليه الأرض ، وقيل : العَيْلَمُ الماء الذي عَلَتْه الأرضُ يعني المُنْدَفِن ؛ حكاه كراع .
      والعَيْلَمُ : التَّارُّ الناعِمْ .
      والعَيْلَمُ : الضِّفدَع ؛ عن الفارسي .
      والعَيْلامُ : الضِّبْعانُ وهو ذكر الضِّباع ، والياء والألف زائدتان .
      وفي خبر إبراهيم ، على نبينا وعليه السلام : أنه يَحْمِلُ أَباه ليَجوزَ به الصراطَ فينظر إليه فإذا هو عَيْلامٌ أَمْدَرُ ؛ وهو ذكر الضِّباع .
      وعُلَيْمٌ : اسم رجل وهو أبو بطن ، وقيل : هو عُلَيم بن جَناب الكلبي .
      وعَلاَّمٌ وأَعلَمُ وعبد الأَعلم : أسماء ؛ قال ابن دريد : ولا أَدري إلى أي شيء نسب عبد الأعلم .
      وقولهم : عَلْماءِ بنو فلان ، يريدون على الماء فيحذفون اللام تخفيفاً .
      وقال شمر في كتاب السلاح : العَلْماءُ من أَسماء الدُّروع ؟

      ‏ قال : ولم أَسمعه إلا في بيت زهير بن جناب : جَلَّحَ الدَّهرُ فانتَحى لي ، وقِدْماً كانَ يُنْحِي القُوَى على أَمْثالي وتَصَدَّى لِيَصْرَعَ البَطَلَ الأَرْ وَعَ بَيْنَ العَلْماءِ والسِّرْبالِ يُدْرِكُ التِّمْسَحَ المُوَلَّعَ في اللُّجْجَةِ والعُصْمَ في رُؤُوسِ الجِبالِ وقد ذكر ذلك في ترجمة عله .
      "

    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: