-
وَعَدَه
- ـ وَعَدَه الأَمْرَ ، وبه يَعِدُ عِدَةً ووَعْداً ومَوْعِداً ومَوْعِدَةً ومَوْعوداً ومَوْعودَةً ، ووَعَدَ خَيْراً وشرَّاً ، فإذا أُسْقِطا قيلَ في الخَيْرِ : وَعَدَ ، وفي الشَّرِّ : أوعَدَ ، وقالوا : أوعَدَ الخَيْرَ وبالشَّرِّ .
ـ مِيعادُ : وقْتُهُ ، ومَوْضِعُه . والمواعَدَةُ .
ـ تَواعَدوا واتَّعَدوا ، أو الأُولى : في الخَيْرِ ، والثانِيَةُ : في الشَّرِّ .
ـ واعَدَهُ الوَقْتَ والمَوْضِعَ فَوَعَدَهُ : كانَ أكثرَ وعْداً منه .
ـ فَرَسٌ واعِدٌ : يَعِدُكَ جَرْياً بعدَ جَرْيٍ ،
ـ سَحابٌ واعِدٌ : كأنَّهُ وَعَدَ بالمَطَرِ ،
ـ يومٌ واعِدٌ : يَعِدُ بالحَرِّ أو بالبَرْدِ أوَّلُهُ .
ـ أرضٌ واعِدَةٌ : رُجِي خيرها من النَّبْتِ .
ـ وَعيدُ : التَّهديدُ ، وهَديرُ الفَحْلِ .
ـ تَوَعُّدُ : التَّهَدُّدُ ، كالإِيعادِ .
ـ اتِّعادُ : قَبولُ العِدَةِ ،
ـ أصلُهُ : الاوْتِعادُ ، قَلَبوا الواوَ تاءً ، وأدْغَموا .
ـ ناسٌ يقولونَ : ائْتَعَدَ يَأْتَعِدُ ، فهو مُؤْتَعِدٌ .
المعجم: القاموس المحيط
-
العَدُّ
- ـ العَدُّ : الإِحْصاءُ ، والاسمُ : العَدَدُ والعَديدُ ،
ـ عِدُّ : الماءُ الجارِي الذي له مادَّةٌ لا تَنْقَطِعُ ، كماءِ العينِ ، والكَثْرَةُ في الشَّيءِ ، والقَديمُ من الرَّكايا . والعَدَدُ : المَعْدُودُ ،
ـ عِدُّ مِنكَ : سِنُو عُمُرِكَ التي تَعُدُّها .
ـ عديدُ : النِّدُّ ، والقِرْنُ ، كالعِدِّ والعِدادِ ،
ـ عديدُ من القَوْمِ : مَنْ يُعَدُّ فيهم .
ـ عَديدَةُ : الحِصَّةُ .
ـ الأَيَّامُ المَعْدوداتُ : أيَّامُ التَّشْريقِ .
ـ عِدَّةُ كُتُبٍ : جماعةٌ .
ـ عدَّةُ المرأةِ : أيَّامُ أقْرائِها ، وأيَّامُ إحْدادِها على الزَّوْجِ .
ـ عَدَّانُ وعِدَّانُ الشيءِ : زَمانُهُ ، وعَهْدُهُ ، أو أوَّلُهُ ، وأفْضَلُهُ .
ـ أعَدَّهُ : هَيَّأهُ .
ـ عدَّدَهُ : جَعَلَهُ عُدَّةً للدَّهْرِ .
ـ اسْتَعَدَّ لَهُ : تَهَيَّأ .
ـ هُمْ يَتَعادُّونَ ويَتَعَدَّدُونَ على ألْفٍ : يَزيدونَ .
ـ مَعَدَّانِ : مَوْضِعُ دَفَّتَيِ السَّرْجِ .
ـ مَعَدُّ بنُ عَدْنان : أبو العَرَبِ ، أو المِيمُ أصْلِيَّةٌ لقوْلِهِم : تَمَعْدَدَ ، أي : تَزَيَّا بِزِيّ مَعَدٍّ في تَقَشُّفِهِمْ ، أو تَنَسَّبَ إليهم ، أو تَصَبَّرَ على عَيْشِهِمْ ، وقولُ الجوهريِّ : قال عُمَرُ ، رضي الله عنه ، الصَّوابُ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" تَمَعْدَدُوا واخْشَوْشِنُوا "، رواهُ ابنُ حَدْرَدٍ ،
ـ تَمَعْدَدَ الغُلامُ : شَبَّ ، وغَلُظَ .
ـ مُعَيْدِيُّ : تَصْغيرُ المَعَدِّيِّ ، خُفِّفَتِ الدالُ استثْقالاً للتَّشديدَيْنِ مع ياءِ التَّصْغيرِ ،
ـ " تَسْمَعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أن تراه ، أوْ لا أن تراه ": يُضْرَبُ فيمنْ شُهِرَ وذُكِرَ وتُزْدَرى مَرْآتُهُ ، أو تَأوِيلُهُ أمْرٌ ، أي : اسْمَعْ به ولا تَرَهُ .
ـ ذُو مَعَدِيِّ بنُ بَرِيمٍ : قَيْلٌ .
ـ عِدادُ : العَطاءُ ، ومَسٌّ من جُنونٍ ، والمُشاهَدَةُ ، ووقْتُ المَوْتِ ،
ـ عِدادُ من القَوْسِ : رَنينُها ، كالعَدِيد ، واهْتِياجُ وجَعِ اللَّديغِ بعدَ سَنَةٍ ، كالعِدَدِ .
ـ عادَّتْهُ اللَّسْعَةُ : أتَتْهُ لِعِدادٍ ، ومنه : " ما زالتْ أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعادُّنِي ".
ـ يومُ عِدادٍ : جُمْعَةٍ أو فِطْرٍ أو أضْحى .
ـ عِدادُهُ في بني فلانٍ : يُعَدُّ منهم في الدِّيوانِ .
ـ لَقِيتُهُ عِدادَ الثُّرَيَّا : مَرَّةً في الشَّهْرِ .
ـ عَدْعَدَةُ : العَجَلَةُ ، والسُّرْعَةُ في المَشْي ، وصَوْتُ القَطَا .
ـ عَدْعَدْ : زَجْرٌ لِلبَغْل .
ـ عَديدٌ : ماءٌ لِعَميرَةَ .
ـ عُدُّ ، وعُدَّةُ : بَثْرٌ يَخْرُجُ في وجُوه المِلاحِ .
المعجم: القاموس المحيط
-
وعَد
- وعد - يعد ، وعيدا
1 - وعدهته دده ووعده شرا . 2 - وعد الفحل : هدر .
المعجم: الرائد
-
عدّ
- عد - يعد ، عدا وتعدادا وعدة
1 - عد الشيء : أحصاه « عد الدراهم ». 2 - عد الشيء : حسبه ، ظنه .
المعجم: الرائد
-
أعدَّ
- أعدَّ يُعِدّ ، أعْدِدْ / أعِدَّ ، إعدادًا ، فهو مُعِدّ ، والمفعول مُعَدّ :-
• أعدَّ الشَّيءَ جهَّزه ، حضَّره ، هيَّأه ، كوَّنه :- أعدَّ الخطّةَ / مسكنَ الزَّوجيَّة / فريقَ عمل / جدولَ الأعمال / الطعامَ ، - { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ } :-
• أعدَّ للأمر عُدَّته : تهيَّأ له واستعدَّ .
• أعدَّه لأمرٍ ما : هيَّأه له وأحضره :- أعدَّ نفسَه للمقابلة الشَّخصيَّة / للرّحيل ، - أعدَّ سريرًا لضيفه .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
وعَدَ 1
- وعَدَ 1 يَعِد ، عِدْ ، وَعْدًا وعِدَةً ، فهو واعد ، والمفعول مَوْعود :-
• وعَد فلانًا الأمرَ / وعَد فلانًا بالأمر
1 - منّاه به ، قال إنه يجريه له أو ينيله إيّاه :- وعَده بجائزة / بهديَّة ، - { بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إلاَّ غُرُورًا } :-
• أنجزَ حُرَّ ما وَعد [ مثل ]: يُضرب في الحثّ على الوفاء بالوعد ، - وَعد بالقمر : مَنَّى بالمستحيل ، أو بغير الممكن .
2 - بشَّره :- { وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً } .
3 - أخبره :- { أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ } .
4 - أنذر وهدَّد :- { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ } .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
وعَدَ 2
- وعَدَ 2 يَعِد ، عِدْ ، وَعيدًا ، فهو واعِد ، والمفعول مَوْعود :-
• وعَد فلانًا تهدّده :- وعَده بالعقاب ، - { هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
عَدَّ
- عَدَّ عَدَدْتُ ، يَعُدّ ، اعْدُدْ / عُدَّ ، عَدًّا وتَعْدادًا ، فهو عادّ ، والمفعول مَعْدود :-
• عدَّ الأشياءَ أحصاها وحَسَبَها :- عدَّ نقودَه / تلاميذَ الفصل ، - { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا } - { فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ }: ملائكة حساب تعدّ على النّاس أنفاسَهم وأعمارَهم ، - { وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ }: أيّام التشريق :-
• عدَّ عليه أنفاسَه : راقبه ، - لا يُعَدُّ ولا يُحْصَى : كثيرٌ جدًّا ، - يَعُدّ الثواني : يستعجل حدوثَ أمر ، - يَعُدّ الحصى : حائر كئيب ، - يُعَدّ على الأصابع : قليل العدد ، محصور .
• عدَّ فلانًا عالِمًا : اعتبره ، ظنَّه وحسبه كذلك :- عدَّه مذنبًا / كريمًا / غبيًّا ، - { وَقَالُوا مَا لَنَا لاَ نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الأَشْرَارِ } .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
وعد
- وعد - يعد ، وعدا وعدة وموعدا وموعدة وموعودا وموعودة
1 - وعده الأمر أو به : تعهد له بأن يبلغه إياه . 2 - وعدت الأرض : رجي خيرها .
المعجم: الرائد
-
وعد
- " وعَدَه الأَمر وبه عِدةً ووَعْداً ومَوْعداً ومَوْعِدةٍ ومَوْعوداً ومَوْعودةً ، وهو من المَصادِرِ التي جاءَت على مَفْعولٍ ومَفْعولةٍ كالمحلوفِ والمرجوعِ والمصدوقةِ والمكذوبة ؛ قال ابن جني : ومما جاء من المصادر مجموعاً مُعْمَلاً قوله : مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ أَخاه بِيَثْرِبِ والوَعْدُ من المصادر المجموعة ، قالوا : الوُعودُ ؛ حكاه ابن جني .
وقوله تعالى : ويقولون متى هذا الوَعْدُ إِن كنتم صادقين ؛ أَي إِنجازُ هذا الوَعْد أَرُونا ذلك ؛ قال الأَزهري : الوَعْدُ والعِدةُ يكونان مصدراً واسماً ، فأَما العِدةُ فتجمع عِدات والوَعْدُ لا يُجْمَعُ .
وقال الفرء : وعَدْتُ عِدةً ، ويحذفون الهاء إِذا أَضافوا ؛
وأَنشد : إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّو البَيْنَ فانجَرَدُوا ، وأَخْلَفُوكَ عِدى الأَمرِ الذي وَعَدُوا وقال ابن الأَنباري وغيره : الفراء يقول : عِدةً وعِدًى ؛
وأَنشد : وأَخْلَفُوكَ عِدَى الأَمرِ وقال أَراد عدة الأَمر فحذف الهاء عند الإِضافة ، قال : ويكتب بالياء .
قال الجوهري : والعِدةُ الوَعْدُ والهاء عوض من الواو ، ويجمع على عِداتٍ ولا يجمع الوَعْدُ ، والنسبة إلى عِدَةٍ عَدِيّ وإِلى زِنةٍ زنيٌّ ، فلا تردَّ الواو كما تردُّها في شية .
والفراء يقول : عِدَوِيٌّ وزِنَوِيٌّ كما يقال شِيَوِيٌّ ؛ قال أَبو بكر : العامة تخطئ وتقول أَوعَدَني فلان مَوْعِداً أَقِفُ عليه .
وقوله تعالى : وإِذْ واعدنا موسى أَربعين ليلة ، ويقرأُ : وَعَدْنا .
قرأَ أَبو عمرو : وعدنا ، بغير أَلف ، وقرأَ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي واعدنا ، باللأَلف ؛ قال أَبو إِسحق : اختار جماعة من أَهل اللغة .
وإِذا وعدنا ، بغير أَلف ، وقالوا : إِنما اخترنا هذا لأَن ال مواعدة إِنما تكون من الآدميين فاختاروا وعدنا ، وقالوا دليلنا قول الله عز وجل : إِن الله وعدكم وعد الحق ، وما أَشبهه ؛ قال : وهذا الذي ذكروه ليس مثل هذا .
وأَما واعدنا فجيد لأَن الطاعة في القبول بمنزلة المواعدة ، فهو من الله وعد ، ومن موسى قَبُول واتّباعٌ فجرى مجرى المواعدة ، قال الأَزهري : من قرأَ وعدنا ، فالفعل لله تعالى ، ومن قرأَ واعدنا ، فالفعل من الله تعالى ومن موسى .
قال ابن سيده : وفي التنزيل : وواعدنا موسى ثلاثين ليلة ، وقرئ ووعدنا ؛ قال ثعلب : فواعدنا من اثنين ووعدنا من واحد ؛
وقال : فَواعِديهِ سَرْحَتَيْ مالِكٍ ، أَو الرُّبى بينهما أَسْهَل ؟
قال أَبو معاذ : واعدت زيداً إِذا وعَدَك ووَعَدْته .
ووعدت زيداً إِذا كان الوعد منك خاصة .
والمَوْعِدُ : موضع التواعُدِ ، وهو المِيعادُ ، ويكون المَوْعِدُ مصدر وعَدْتُه ، ويكون المَوْعِدُ وقتاً للعِدةِ .
والمَوْعِدةُ أَيضاً : اسم للعِدةِ .
والميعادُ : لا يكون إِلا وَقْتاً أَو موضعاً .
والوَعْدُ : مصدر حقيقي .
والعدة : اسم يوضع موضع المصدر وكذلك المَوْعِدةُ .
قال الله عز وجل : إِلا عن مَوْعِدةٍ وعدها إِياه .
والميعادُ والمُواعَدةُ : وقت الوعد وموضعه .
قال الجوهري : وكذلك الموعِدُ لأَن ما كان فاء الفعل منه واواً أَو ياء سقطتا في المستقبل نحو يَعِدُ ويَزِنُ ويَهَبُ ويَضَعُ ويَئِلُ ، فإِن المَفْعِل منه مكسور في الاسم والمصدر جميعاً ، ولا تُبالِ أَمنصوباً كان يَفْعَلُ منه أَو مكسوراً بعد أَن تكون الواو منه ذاهبة ، إِلا أَحْرُفاً جاءَت نوادر ، قالوا : دخلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ ، وفلان ابن مَوْرَقٍ ، ومَوْكلٌ اسم رجل أَو موضع ، ومَوْهَبٌ اسم رجل ، ومَوزنٌ موضع ؛ هذا سماع والقياس فيه الكسر فإِن كانت الواو من يَفْعَلُ منه ثانية نحو يَوْجَلُ ويَوْجَعُ ويَوْسَنُ ففيه الوجهان ، فإِن أَردت به المكان والاسم كسرته ، وإِن أَردت به المصدر نصبت قلت مَوْجَلٌ ومَوْجِلٌ مَوْجِعٌ ، فإِن كان مع ذلك معتل الآخر فالفعل منه منصوب ذهبت الواو في يفعل أَو ثبتت كقولك المَوْلى والمَوْفى والمَوْعَى من يلي ويَفِي ويَعِي .
قال ابن بري : قوله في استثنائه إِلا أَحرفاً جاءَت نوادر ، قالوا دخلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ ، قال : موحد ليس من هذا الباب وإِنما هو معدول عن واحد فيمتنع من الصرف للعدل والصفة كأُحادَ ، ومثله مَثْنى وثُناءَ ومَثْلَثَ وثُلاثَ ومَرْبَعَ ورباع .
قال : وقال سيبويه : مَوْحَدَ فنحوه لأَنه ليس بمصدر ولا مكان وإِنما هو معدول عن واحد ، كما أَن عُمَرَ معدول عن عامر .
وقد تَواعَدَ القوم واتَّعَدُوا ، والاتِّعادُ : قبول الوعد ، وأَصله الاوْتِعادُ قلبوا الواو تاء ثم أَدغموا .
وناس يقولون : ائْتَعَدَ يأْتَعِدُ ، فهو مُؤْتَعِدٌ ، بالهمز ، كما ، قالوا يأْتَسِرُ في ائْتِسار الجَزُور .
قال ابن بري : ثوابه إِيتَعَد ياتَعِدُ ، فهو مُوتَعِدٌ ، من غير همز ، وكذلك إِيتَسَر ياتَسِرُ ، فهو موتَسِرٌ ، بغير همز ، وكذلك ذكره سيبويه وأَصحابه يُعِلُّونه على حركة ما قبل الحرف المعتل فيجعلونه ياء إِن انكسر ما قبلها ، وأَلفاً إِن انفتح ما قبلها ، وواواً إِذا انضم ما قبلها ؛ قال : ولا يجوز بالهمز لأَنه أَصل له في باب الوعد واليَسْر ؛ وعلى ذلك نص سيبويه وجميعُ النحويين البصريين .
وواعَدَه الوقتَ والموضِعَ وواعَدَه فوعَده : كان أَكبر وعْداً منه .
وقال مجاهد في قوله تعالى : ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا ؛ قال : المَوْعِدُ العَهْد ؛ وكذلك قوله تعالى : وأَخلفتم مَوْعِدي ؛ قال : عَهْدي .
وقوله عز وجل : وفي السماءِ رِزْقُكم وما تُوعَدون ؛ قال : رزقكم المطر ، وما توعدون : الجنةُ .
قال قتادة في قوله تعالى : واليَوْمِ المَوْعُودِ ؛ إِنه يوم القيامة .
وفرس واعِدٌ : يَعِدُك جرياً بعد جري .
وأَرض واعِدةٌ : كأَنها تَعِدُ بالنبات .
وسَحاب واعِدٌ : كأَنه يَعِدُ بالمطر .
ويوم واعِدٌ : يَعِدُ بالحَرِّ ؛ قال الأَصمعي : مررت بأَرض بني فلان غِبَّ مطر وقع بها فرأَيتها واعِدةً إِذا رجي خيرها وتمام نبتها في أَول ما يظهر النبت ؛ قال سويد بن كراع : رَعَى غيرَ مَذْعُورٍ بِهنَّ وَراقَه لُعاعٌ ، تَهاداهُ الدَّكادِكُ ، واعِدُ
ويقال للدابّة والماشية إِذا رُجِيَ خيرها وإِقبالها : واعد ؛ وقال الراجز : كيفَ تَراها واعِداً صِغارُها ، يَسُوءُ شنَّاءَ العِدى كِبارُها ؟
ويقال : يَوْمُنا يَعِدِ بَرْداً .
ويَوْمٌ واعِدٌ إِذا وَعَدَ أَوَّلُه بَحَرٍّ أَو بَرْدٍ .
وهذا غلام تَعِدُ مَخايِلُه كَرَماً ، وشِيَمُه تَهِدُ جَلْداً وصَرامةً .
والوَعِيدُ والتَّوَعُّدُ : التَّهَدُّدُ ، وقد أَوْعدَه وتَوَعَّدَه .
قال الجوهري : الوَعْدُ يستعمل في الخير والشرّ ، قال ابن سيده : وفي الخير الوَعْدُ والعِدةُ ، وفي الشر الإِيعادُ والوَعِيدُ ، فإِذا ، قالوا أَوْعَدْتُه بالشر أَثبتوا الأَلف مع الباء ؛
وأَنشد لبعض الرُّجاز : أَوعَدَني بالسِّجْنِ والأَداهِمِ رِجْلي ، ورِجْلي شثْنةُ المَناسِم ؟
قال الجوهري : تقديرهُ أَوعدني بالسجن وأَوعَدَ رجلي بالأَداهم ورجلي شَثْنة أَي قويّة على القَيْد .
قال الأَزهري : كلام العرب وعدْتُ الرجلَ خَيراً ووعدته شرّاً ، وأَوْعَدْتُه خيراً وأَوعَدْتُه شرّاً ، فإِذا لم يذكروا الشر ، قالوا : وعدته ولم يدخلوا أَلفاً ، وإِذا لم يذكروا الشر ، قالوا : أَوعدته ولم يسقطوا الأَلف ؛
وأَنشد لعامر بن الطفيل : وإِنّي ، إِنْ أَوعَدْتُه ، أَو وَعَدْتُه ، لأُخْلِفُ إِيعادِي وأُنْجِزُ مَوْعِدِي وإِذا أَدخلوا الباء لم يكن إِلا في الشر ، كقولك : أَوعَدُتُه بالضرب ؛ وقال ابن الأَعرابي : أَوعَدْتُه خيراً ، وهو نادر ؛
وأَنشد : يَبْسُطُني مَرَّةً ، ويُوعِدُني فَضْلاً طَرِيفاً إِلى أَيادِيه ؟
قال الأَزهري : هو الوَعْدُ والعِدةُ في الخَيْر والشرّ ؛ قال القطامي : أَلا عَلِّلاني ، كُلُّ حَيٍّ مُعَلَّلُ ، ولا تَعِداني الخَيْرَ ، والشرُّ مُقْبِلُ وهذا البيت ذكره الجوهري : ولا تعداني الشرّ ، والخير مُقبل
ويقال : اتَّعَدْتُ الرجلَ إِذا أَوْعَدْتَه ؛ قال الأَعشى : فإِنْ تَتَّعِدْني أَتَّعِدْك بِمِثْلها وقال بعضهم : فلان يَتَّعِدُ إِذا وثقِ بِعِدَتكَ ؛
وقال : إِني ائْتَمَمْتُ أَبا الصَّبّاحِ فاتَّعِدي ، واسْتَبْشِرِي بِنوالٍ غير مَنْزُورِ أَبو الهيثم : أَوْعَدْتُ الرجل أَتَوَعَّدُه إِيعاداً وتَوَعَّدْتُه تَوَعُّداً واتَّعَدْتُ اتِّعاداً .
ووَعِيدُ الفحْل : هَديرهُ إِذا هَمَّ أَنْ يَصُولَ .
وفي الحديث : دخَلَ حائِطاً من حيطان المدينة فإِذا فيه جَمَلان يَصْرِفان ويُوعِدانِ ؛ وعِيدُ فَحْلِ الإِبل هَديرُه إِذا أَراد أَنْ يصول ؛ وقد أَوْعَد يُوعدُ إِيعاداً .
"
المعجم: لسان العرب
-
عود
- " في صفات الله تعالى : المبدِئُ المعِيدُ ؛ قال الأَزهري : بَدَأَ اللَّهُ الخلقَ إِحياءً ثم يميتُهم ثم يعيدُهم أَحياءً كما كانوا .
قال الله ، عز وجل : وهو الذي يبدأُ الخلقَ ثم يُعِيدُه .
وقال : إِنه هو يُبْدِئُ ويُعِيدُ ؛ فهو سبحانه وتعالى الذي يُعِيدُ الخلق بعد الحياة إِلى المماتِ في الدنيا وبعد المماتِ إِلى الحياةِ يوم القيامة .
وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ النَّكَلَ على النَّكَلِ ، قيل : وما النَّكَلُ على النَّكَلِ ؟، قال : الرجل القَوِيُّ المُجَرِّبُ المبدئُ المعيدُ على الفرس القَوِيِّ المُجَرّبِ المبدِئ المعيدِ ؛ قال أَبو عبيد : وقوله المبدئ المعِيدُ هو الذي قد أَبْدَأَ في غَزْوِهِ وأَعاد أَي غزا مرة بعد مرة ، وجرَّب الأُمور طَوْراً بعد طَوْر ، وأَعاد فيها وأَبْدَأَ ، والفرسُ المبدئُ المعِيدُ هو الذي قد رِيضَ وأُدِّبَ وذُلِّلَ ، فهو طَوْعُ راكبِهِ وفارِسِه ، يُصَرِّفه كيف شاء لِطَواعِيَتِه وذُلِّه ، وأَنه لا يستصعب عليه ولا يمْنَعُه رِكابَه ولا يَجْمَحُ به ؛ وقيل : الفرس المبدئ المعيد الذي قد غزا عليه صاحبه مرة بعد مرة أُخرى ، وهذا كقولهم لَيْلٌ نائِمٌ إِذا نِيمَ فيه وسِرٌّ كاتم قد كتموه .
وقال شمر : رجل مُعِيدٌ أَي حاذق ؛ قال كثير : عَوْمُ المُعِيدِ إِلى الرَّجا قَذَفَتْ به في اللُّجِّ داوِيَةُ المَكانِ ، جَمُومُ والمُعِيدُ من الرجالِ : العالِمُ بالأُمور الذي ليس بغُمْرٍ ؛
وأَنشد : كما يَتْبَعُ العَوْد المُعِيد السَّلائِب والعود ثاني البدء ؛
قال : بَدَأْتُمْ فأَحْسَنْتُمْ فأَثْنَيْتُ جاهِداً ، فإِنْ عُدْتُمُ أَثْنَيْتُ ، والعَوْدُ أَحْمَد ؟
قال الجوهري : وعاد إِليه يَعُودُ عَوْدَةً وعَوْداً : رجع .
وفي المثل : العَوْدُ أَحمدُ ؛
وأَنشد لمالك بن نويرة : جَزَيْنا بني شَيْبانَ أَمْسِ بِقَرْضِهِمْ ، وجِئْنا بِمِثْلِ البَدْءِ ، والعَوْدُ أَحمد ؟
قال ابن بري : صواب إِنشاده : وعُدْنا بِمِثْلِ البَدْءِ ؛ قال : وكذلك هو في شعره ، أَلا ترى إِلى قوله في آخر البيت : والعود أَحمد ؟ وقد عاد له بعدما كان أَعرَضَ عنه ؛ وعاد إِليه وعليه عَوْداً وعِياداً وأَعاده هو ، والله يبدِئُ الخلق ثم يعيدُه ، من ذلك .
واستعاده إِياه : سأَله إِعادَتَه .
قال سيبويه : وتقول رجع عَوْدُه على بَدْئِه ؛ تريد أَنه لم يَقْطَعْ ذَهابَه حتى وصله برجوعه ، إِنما أَردْتَ أَنه رجع في حافِرَتِه أَي نَقَضَ مَجِيئَه برجوعه ، وقد يكون أَن يقطع مجيئه ثم يرجع فتقول : رجَعْتُ عَوْدي على بَدْئي أَي رجَعْتُ كما جئت ، فالمَجِيءُ موصول به الرجوعُ ، فهو بَدْءٌ والرجوعُ عَوْدٌ ؛ انتهى كلام سيبويه .
وحكى بعضهم : رجع عَوْداً على بدء من غير إِضافة .
ولك العَوْدُ والعَوْدَةُ والعُوادَةُ أَي لك أَن تعودَ في هذا الأَمر ؛ كل هذه الثلاثة عن اللحياني .
قال الأَزهري :، قال بعضهم : العَوْد تثنية الأَمر عَوْداً بعد بَدْءٍ .
يقال : بَدَأَ ثم عاد ، والعَوْدَةُ عَوْدَةُ مرةٍ واحدةٍ .
وقوله تعالى : كما بدأَكم تَعودُون فريقاً هَدى وفريقاً حقَّ عليهم الضلالةُ ؛ يقول : ليس بَعْثُكم بأَشَدَّ من ابِتدائِكم ، وقيل : معناه تَعُودون أَشقِياءَ وسُعداءَ كما ابْتَدأَ فِطْرَتَكُم في سابق علمه ، وحين أَمَرَ بنفْخِ الرُّوحِ فيهم وهم في أَرحام أُمهاتهم .
وقوله عز وجل : والذين يُظاهِرون من نسائهم ثم يَعودُون لما ، قالوا فَتَحْريرُ رَقَبَةٍ ؛ قال الفراء : يصلح فيها في العربية ثم يعودون إِلى ما ، قالوا وفيم ؟
قالوا ، يريد النكاح وكلٌّ صوابٌ ؛ يريد يرجعون عما ، قالوا ، وفي نَقْض م ؟
قالوا ، قال : ويجوز في العربية أَن تقول : إِن عاد لما فعل ، تريد إِن فعله مرة أُخرى .
ويجوز : إِن عاد لما فعل ، إِن نقض ما فعل ، وهو كما تقول : حلف أَن يضربك ، فيكون معناه : حلف لا يضربك وحلف ليضربنك ؛ وقال الأَخفش في قوله : ثم يعودون لما ، قالوا إِنا لا نفعله فيفعلونه يعني الظهار ، فإِذا أَعتق رقبة عاد لهذا المعنى الذي ، قال إِنه عليّ حرام ففعله .
وقال أَبو العباس : المعنى في قوله : يعودون لما ، قالوا ، لتحليل ما حرّموا فقد عادوا فيه .
وروى الزجاج عن الأَخفش أَنه جعل لما ، قالوا من صلة فتحرير رقبة ، والمعنى عنده والذين يظاهرون ثم يعودون فتحرير رقبة لما ، قالوا ، قال : وهذا مذهب حسن .
وقال الشافعي في قوله : والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما ، قالوا فتحرير رقبة ، يقول : إِذا ظاهر منها فهو تحريم كان أَهل الجاهلية يفعلونه وحرّم على المسلمين تحريم النساء بهذا اللفظ ، فإِن أَتْبَعَ المُظاهِرُ الظِّهارَ طلاقاً ، فهو تحريم أَهل الإِسلام وسقطت عنه الكفارة ، وإِن لم يُتْبِع الظهار طلاقاً فقد عاد لما حرم ولزمه الكفارة عقوبة لما ، قال ؛ قال : وكان تحريمه إِياها بالظهار قولاً فإِذا لم يطلقها فقد عاد لما ، قال من التحريم ؛ وقال بعضهم : إِذا أَراد العود إِليها والإِقامة عليها ، مَسَّ أَو لم يَمَسَّ ، كَفَّر .
قال الليث : يقول هذا الأَمر أَعْوَدُ عليك أَي أَرفق بك وأَنفع لأَنه يعود عليك برفق ويسر .
والعائدَةُ : اسم ما عادَ به عليك المفضل من صلة أَو فضل ، وجمعه العوائد .
قال ابن سيده : والعائدة المعروفُ والصِّلةُ يعاد به على الإِنسان والعَطْفُ والمنْفَعَةُ .
والعُوادَةُ ، بالضم : ما أُعيد على الرجل من طعام يُخَصُّ به بعدما يفرُغُ القوم ؛ قال الأَزهري : إِذا حذفت الهاء قلت عَوادٌ كما ، قالوا أَكامٌ ولمَاظٌ وقَضامٌ ؛ قال الجوهري : العُوادُ ، بالضم ، ما أُعيد من الطعام بعدما أُكِلَ منه مرة .
وعَوادِ : بمعنى عُدْ مثل نَزالِ وتَراكِ .
ويقال أَيضاً : عُدْ إِلينا فإِن لك عندنا عَواداً حَسَناً ، بالفتح ، أَي ما تحب ، وقيل : أَي برّاً ولطفاً .
وفلان ذو صفح وعائدة أَي ذو عفو وتعطف .
والعَوادُ : البِرُّ واللُّطْف .
ويقال للطريق الذي أَعاد فيه السفر وأَبدأَ : معيد ؛ ومنه قول ابن مقبل يصف الإِبل السائرة : يُصْبِحْنَ بالخَبْتِ ، يَجْتَبْنَ النِّعافَ على أَصْلابِ هادٍ مُعِيدٍ ، لابِسِ القَتَمِ أَراد بالهادي الطريقَ الذي يُهْتَدى إِليه ، وبالمُعِيدِ الذي لُحِبَ .
والعادَةُ : الدَّيْدَنُ يُعادُ إِليه ، معروفة وجمعها عادٌ وعاداتٌ وعِيدٌ ؛ الأَخيرةُ عن كراع ، وليس بقوي ، إِنما العِيدُ ما عاد إِليك من الشَّوْقِ والمرض ونحوه وسنذكره .
وتَعَوَّدَ الشيءَ وعادَه وعاوَدَه مُعاوَدَةً وعِواداً واعتادَه واستعاده وأَعادَه أَي صار عادَةً له ؛ أَنشد ابن الأَعرابي : لم تَزَلْ تِلْكَ عادَةَ اللهِ عِنْدي ، والفَتى آلِفٌ لِما يَسْتَعِيدُ وقال : تَعَوَّدْ صالِحَ الأَخْلاقِ ، إِني رأَيتُ المَرْءَ يَأْلَفُ ما اسْتَعادا وقال أَبو كبير الهذلي يصف الذئاب : إِلاَّ عَواسِلَ ، كالمِراطِ ، مُعِيدَةً باللَّيْلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ أَي وردت مرات فليس تنكر الورود .
وعاوَدَ فلانٌ ما كان فيه ، فهو مُعاوِدٌ .
وعاوَدَتْه الحُمَّى وعاوَدَهُ بالمسأَلة أَي سأَله مرة بعد أُخرى ، وعَوَّدَ كلبه الصيْدَ فَتَعَوّده ؛ وعوّده الشيءَ : جعله يعتاده .
والمُعاوِدُ : المُواظِبُ ، وهو منه .
قال الليث : يقال للرجل المواظبِ على أَمْرٍ : معاوِدٌ .
وفي كلام بعضهم : الزموا تُقى اللَّهِ واسْتَعِيدُوها أَي تَعَوَّدُوها .
واسْتَعَدْتُه الشيء فأَعادَه إِذا سأَلتَه أَن يفعله ثانياً .
والمُعاوَدَةُ : الرجوع إِلى الأَمر الأَول ؛ يقال للشجاع : بطَلٌ مُعاوِدٌ لأَنه لا يَمَلُّ المِراسَ .
وتعاوَدَ القومُ في الحرب وغيرها إِذا عاد كل فريق إِلى صاحبه .
وبطل مُعاوِد : عائد .
والمَعادُ : المَصِيرُ والمَرْجِعُ ، والآخرة : مَعادُ الخلقِ .
قال ابن سيده : والمعاد الآخرةُ والحج .
وقوله تعالى : إِن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إِلى مَعادٍ ؛ يعني إِلى مكة ، عِدَةٌ للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَن يفتحها له ؛ وقال الفراء : إِلى معاد حيث وُلِدْتَ ؛ وقال ثعلب : معناه يردّك إِلى وطنك وبلدك ؛ وذكروا أَن جبريل ، قال : يا محمد ، اشْتَقْتَ إِلى مولدك ووطنك ؟، قال : نعم ، فقال له : إِن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إِلى معاد ؛ قال : والمَعادُ ههنا إِلى عادَتِك حيث وُلِدْتَ وليس من العَوْدِ ، وقد يكون أَن يجعل قوله لرادّك إِلى معادٍ لَمُصَيِّرُكَ إِلى أَن تعود إِلى مكة مفتوحة لك ، فيكون المَعادُ تعجباً إِلى معادٍ أَيِّ معادٍ لما وعده من فتح مكة .
وقال الحسن : معادٍ الآخرةُ ، وقال مجاهد : يُحْييه يوم البعث ، وقال ابن عباس : أَي إِلى مَعْدِنِك من الجنة ، وقال الليث : المَعادَةُ والمَعاد كقولك لآل فلان مَعادَةٌ أَي مصيبة يغشاهم الناس في مَناوِحَ أَو غيرها يتكلم به النساء ؛ يقال : خرجت إِلى المَعادةِ والمَعادِ والمأْتم .
والمَعادُ : كل شيء إِليه المصير .
قال : والآخرة معاد للناس ، وأَكثر التفسير في قوله « لرادّك إِلى معاد » لباعثك .
وعلى هذا كلام الناس : اذْكُرِ المَعادَ أَي اذكر مبعثك في الآخرة ؛ قاله الزجاج .
وقال ثعلب : المعاد المولد .
قال : وقال بعضهم : إِلى أَصلك من بني هاشم ، وقالت طائفة وعليه العمل : إِلى معاد أَي إِلى الجنة .
وفي الحديث : وأَصْلِحْ لي آخِرتي التي فيها مَعادي أَي ما يعودُ إِليه يوم القيامة ، وهو إِمّا مصدر وإِمّا ظرف .
وفي حديث عليّ : والحَكَمُ اللَّهُ والمَعْوَدُ إِليه يومَ القيامة أَي المَعادُ .
قال ابن الأَثير : هكذا جاء المَعْوَدُ على الأَصل ، وهو مَفْعَلٌ من عاد يعود ، ومن حق أَمثاله أَن تقلب واوه أَلفاً كالمَقام والمَراح ، ولكنه استعمله على الأَصل .
تقول : عاد الشيءُ يعودُ عَوْداً ومَعاداً أَي رجع ، وقد يرد بمعنى صار ؛ ومنه حديث معاذ :، قال له النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَعُدْتَ فَتَّاناً يا مُعاذُ أَي صِرتَ ؛ ومنه حديث خزيمة : عادَ لها النَّقادُ مُجْرَنْثِماً أَي صار ؛ ومنه حديث كعب : وَدِدْتُ أَن هذا اللَّبَنَ يعودُ قَطِراناً أَي يصير ، فقيل له : لِمَ ذلك ، قال : تَتَبَّعَتْ قُرَيشٌ أَذْنابَ الإِبلِ وتَرَكُوا الجماعاتِ .
والمَعادُ والمَعادة : المأْتَمُ يُعادُ إِليه ؛ وأَعاد فلان الصلاةَ يُعِيدها .
وقال الليث : رأَيت فلاناً ما يُبْدِيءُ وما يُعِيدُ أَي ما يتكلم ببادئَة ولا عائِدَة .
وفلان ما يُعِيدُ وما يُبدئ إِذا لم تكن له حيلة ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد : وكنتُ امْرَأً بالغَورِ مِنِّي ضَمانَةٌ ، وأُخْرى بِنَجْد ما تُعِيدُ وما تُبْدي يقول : ليس لِما أَنا فيه من الوجد حيلة ولا جهة .
والمُعِيدُ : المُطِيقُ للشيءِ يُعاوِدُه ؛
قال : لا يَسْتَطِيعُ جَرَّهُ الغَوامِضُ إِلا المُعِيداتُ به النَّواهِضُ وحكى الأَزهري في تفسيره ، قال : يعني النوق التي استعادت النهض بالدَّلْوِ .
ويقال : هو مُعِيدٌ لهذا الشيء أَي مُطِيقٌ له لأَنه قد اعْتادَه ؛ وأَما قول الأَخطل : يَشُولُ ابنُ اللَّبونِ إِذا رآني ، ويَخْشاني الضُّواضِيَةُ المُعِيد ؟
قال : أَصل المُعيدِ الجمل الذي ليس بِعَياياءٍ وهو الذي لا يضرب حتى يخلط له ، والمعِيدُ الذي لا يحتاج إِلى ذلك .
قال ابن سيده : والمعيد الجمل الذي قد ضرب في الإِبل مرات كأَنه أَعاد ذلك مرة بعد أُخرى .
وعادني الشيءُ عَوْداً واعتادني ، انْتابَني .
واعتادني هَمٌّ وحُزْنٌ ؛
، قال : والاعتِيادُ في معنى التَّعوُّدِ ، وهو من العادة .
يقال : عَوَّدْتُه فاعتادَ وتَعَوَّدَ .
والعِيدُ : ما يَعتادُ من نَوْبٍ وشَوْقٍ وهَمٍّ ونحوه .
وما اعتادَكَ من الهمِّ وغيره ، فهو عِيدٌ ؛ قال الشاعر : والقَلْبُ يَعْتادُه من حُبِّها عِيدُ وقال يزيد بن الحكم الثقفي سليمان بن عبد الملك : أَمْسَى بأَسْماءَ هذا القلبُ مَعْمُودَا ، إِذا أَقولُ : صَحا ، يَعْتادُه عِيدا كأَنَّني ، يومَ أُمْسِي ما تُكَلِّمُني ، ذُو بُغْيَةٍ يَبْتَغي ما ليسَ مَوْجُوداً كأَنَّ أَحْوَرَ من غِزْلانِ ذي بَقَرٍ ، أَهْدَى لنا سُنَّةَ العَيْنَيْنِ والجِيدَا وكان أَبو علي يرويه شبه العينين والجيدا ، بالشين المعجمة وبالباء المعجمة بواحدة من تحتها ، أَراد وشبه الجيد فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مُقامه ؛ وقد قيل إِن أَبا علي صحفه يقول في مدحها : سُمِّيتَ باسمِ نَبِيٍّ أَنتَ تُشْبِهُه حِلْماً وعِلْماً ، سليمان بنِ داودا أَحْمِدْ به في الورى الماضِين من مَلِكٍ ، وأَنتَ أَصْبَحتَ في الباقِينَ مَوْجُوداً لا يُعذَلُ الناسُ في أَن يَشكُروا مَلِكاً أَوْلاهُمُ ، في الأُمُورِ ، الحَزْمَ والجُودا وقال المفضل : عادني عِيدي أَي عادتي ؛
وأَنشد : عادَ قَلْبي من الطويلةِ عِيدُ أَراد بالطويلة روضة بالصَّمَّانِ تكون ثلاثة أَميال في مثلها ؛ وأَما قول تأَبَّطَ شَرّاً : يا عيدُ ما لَكَ من شَوْقٍ وإِيراقِ ، ومَرِّ طَيْفٍ ، على الأَهوالِ طَرَّاق ؟
قال ابن الأَنباري في قوله يا عيد ما لك : العِيدُ ما يَعْتادُه من الحزن والشَّوْق ، وقوله ما لك من شوق أَي ما أَعظمك من شوق ، ويروى : يا هَيْدَ ما لكَ ، والمعنى : يا هَيْدَ ما حالُك وما شأْنُك .
يقال : أَتى فلان القومَ فما ، قالوا له : هَيْدَ مالَك أَي ما سأَلوه عن حاله ؛ أَراد : يا أَيها المعتادُني ما لَك من شَوْقٍ كقولك ما لَكَ من فارس وأَنت تتعجَّب من فُروسيَّته وتمدحه ؛ ومنه قاتله الله من شاعر .
والعِيدُ : كلُّ يوم فيه جَمْعٌ ، واشتقاقه من عاد يَعُود كأَنهم عادوا إِليه ؛ وقيل : اشتقاقه من العادة لأَنهم اعتادوه ، والجمع أَعياد لزم البدل ، ولو لم يلزم لقيل : أَعواد كرِيحٍ وأَرواحٍ لأَنه من عاد يعود .
وعَيَّدَ المسلمون : شَهِدوا عِيدَهم ؛ قال العجاج يصف الثور الوحشي : واعْتادَ أَرْباضاً لَها آرِيُّ ، كما يَعُودُ العِيدَ نَصْرانيُّ فجعل العيد من عاد يعود ؛ قال : وتحوَّلت الواو في العيد ياء لكسرة العين ، وتصغير عِيد عُيَيْدٌ تركوه على التغيير كما أَنهم جمعوه أَعياداً ولم يقولوا أَعواداً ؛ قال الأَزهري : والعِيدُ عند العرب الوقت الذي يَعُودُ فيه الفَرَح والحزن ، وكان في الأَصل العِوْد فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها صارت ياء ، وقيل : قلبت الواو ياء ليَفْرُقوا بين الاسم الحقيقي وبين المصدريّ .
قال الجوهري : إِنما جُمِعَ أَعيادٌ بالياء للزومها في الواحد ،
ويقال للفرق بينه وبين أَعوادِ الخشب .
ابن الأَعرابي : سمي العِيدُ عيداً لأَنه يعود كل سنة بِفَرَحٍ مُجَدَّد .
وعادَ العَلِيلَ يَعُودُه عَوْداً وعِيادة وعِياداً : زاره ؛ قال أَبو ذؤيب : أَلا لَيْتَ شِعْرِي ، هَلْ تَنَظَّرَ خالدٌ عِيادي على الهِجْرانِ ، أَم هوَ يائِسُ ؟
قال ابن جني : وقد يجوز أَن يكون أَراد عيادتي فحذف الهاء لأَجل الإِضافة ، كما ، قالوا : ليت شعري ؛ ورجل عائدٌ من قَوْم عَوْدٍ وعُوَّادٍ ، ورجلٌ مَعُودٌ ومَعْوُود ، الأَخيرة شاذة ، وهي تميمية .
وقال اللحياني : العُوادَةُ من عِيادةِ المريض ، لم يزد على ذلك .
وقَوْمٌ عُوَّادٌ وعَوْدٌ ؛ الأَخيرة اسم للجمع ؛ وقيل : إِنما سمي بالمصدر .
ونِسوةٌ عوائِدُ وعُوَّدٌ : وهنَّ اللاتي يَعُدْنَ المريض ، الواحدة عائِدةٌ .
قال الفراء : يقال هؤلاء عَودُ فلان وعُوَّادُه مثل زَوْرِه وزُوَّاره ، وهم الذين يَعُودُونه إِذا اعْتَلَّ .
وفي حديث فاطمة بنت قيس : فإِنها امرأَة يكثُرُ عُوَّادُها أَي زُوَّارُها .
وكل من أَتاك مرة بعد أُخرى ، فهو عائد ، وإِن اشتهر ذلك في عيادة المريض حتى صار كأَنه مختص به .
قال الليث : العُودُ كل خشبة دَقَّتْ ؛ وقيل : العُودُ خَشَبَةُ كلِّ شجرةٍ ، دقّ أَو غَلُظ ، وقيل : هو ما جرى فيه الماء من الشجر وهو يكون للرطْب واليابس ، والجمع أَعوادٌ وعِيدانٌ ؛ قال الأَعشى : فَجَرَوْا على ما عُوِّدوا ، ولكلِّ عِيدانٍ عُصارَهْ وهو من عُودِ صِدْقٍ أَو سَوْءٍ ، على المثل ، كقولهم من شجرةٍ صالحةٍ .
وفي حديث حُذَيفة : تُعْرَضُ الفِتَنُ على القلوبِ عَرْضَ الحُصْرِ عَوْداً عَوْداً ؛ قال ابن الأَثير : هكذا الرواية ، بالفتح ، أَي مرة بعد مرةٍ ، ويروى بالضم ، وهو واحد العِيدان يعني ما ينسج به الحُصْرُ من طاقاته ، ويروى بالفتح مع ذال معجمة ، كأَنه استعاذ من الفتن .
والعُودُ : الخشبة المُطَرَّاةُ يدخَّن بها ويُسْتَجْمَرُ بها ، غَلَبَ عليها الاسم لكرمه .
وفي الحديث : عليكم بالعُودِ الهِندِيّ ؛ قيل : هو القُسْطُ البَحْرِيُّ ، وقيل : هو العودُ الذي يتبخر به .
والعُودُ ذو الأَوْتارِ الأَربعة : الذي يضرب به غلب عليه أَيضاً ؛ كذلك ، قال ابن جني ، والجمع عِيدانٌ ؛ ومما اتفق لفظه واختلف معناه فلم يكن إِيطاءً قولُ بعض المولّدين : يا طِيبَ لَذَّةِ أَيامٍ لنا سَلَفَتْ ، وحُسْنَ بَهْجَةِ أَيامِ الصِّبا عُودِي أَيامَ أَسْحَبُ ذَيْلاً في مَفارِقِها ، إِذا تَرَنَّمَ صَوْتُ النَّايِ والعُودِ وقهْوَةٍ من سُلافِ الدَّنِّ صافِيَةٍ ، كالمِسْكِ والعَنبَرِ الهِندِيِّ والعُودِ تستَلُّ رُوحَكَ في بِرٍّ وفي لَطَفٍ ، إِذا جَرَتْ منكَ مجرى الماءِ في العُودِ قوله أَوَّلَ وهْلَةٍ عُودي : طَلَبٌ لها في العَوْدَةِ ، والعُودُ الثاني : عُودُ الغِناء ، والعُودُ الثالث : المَنْدَلُ وهو العُودُ الذي يتطيب به ، والعُودُ الرابع : الشجرة ، وهذا من قَعاقعِ ابن سيده ؛ والأَمر فيه أَهون من الاستشهاد به أَو تفسير معانيه وإِنما ذكرناه على ما وجدناه .
والعَوَّادُ : متخذ العِيدانِ .
وأَما ما ورد في حديث شريح : إِنما القضاء جَمْرٌ فادفعِ الجمرَ عنك بعُودَيْنِ ؛ فإِنه أَراد بالعودين الشاهدين ، يريد اتق النار بهما واجعلهما جُنَّتَك كما يدفع المُصْطَلي الجمرَ عن مكانه بعود أَو غيره لئلا يحترق ، فمثَّل الشاهدين بهما لأَنه يدفع بهما الإِثم والوبال عنه ، وقيل : أَراد تثبت في الحكم واجتهد فيما يدفع عنك النار ما استطعت ؛ وقال شمر في قول الفرزدق : ومَنْ وَرِثَ العُودَيْنِ والخاتَمَ الذي له المُلْكُ ، والأَرضُ الفَضاءُ رَحْيبُه ؟
قال : العودانِ مِنْبَرُ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وعَصاه ؛ وقد ورد ذكر العودين في الحديث وفُسِّرا بذلك ؛ وقول الأَسود بن يعفر : ولقد عَلِمْت سوَى الذي نَبَّأْتني : أَنَّ السَّبِيلَ سَبِيلُ ذي الأَعْواد ؟
قال المفضل : سبيل ذي الأَعواد يريد الموت ، وعنى بالأَعواد ما يحمل عليه الميت ؛ قال الأَزهري : وذلك إِن البوادي لا جنائز لهم فهم يضمون عُوداً إِلى عُودٍ ويحملون الميت عليها إِلى القبر .
وذو الأَعْواد : الذي قُرِعَتْ له العَصا ، وقيل : هو رجل أَسَنَّ فكان يُحمل في مِحَفَّةٍ من عُودٍ .
أَبو عدنان : هذا أَمر يُعَوِّدُ الناسَ عليَّ أَي يُضَرِّيهم بِظُلْمي .
وقال : أَكْرَهُ تَعَوُّدَ الناسِ عليَّ فَيَضْرَوْا بِظُلْمي أَي يَعْتادُوه .
وقال شمر : المُتَعَيِّدُ الظلوم ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي لطرفة : فقال : أَلا ماذا تَرَوْنَ لِشارِبٍ شَدِيدٍ علينا سُخطُه مُتَعَيِّدِ ؟ (* في ديوان طرفة : شديد علينا بغيُه متعمِّدِ ).
أَي ظلوم ؛ وقال جرير : يَرَى المُتَعَيِّدُونَ عليَّ دُوني أُسُودَ خَفِيَّةَ الغُلْبَ الرِّقابا وقال غيره : المُتَعَيِّدُ الذي يُتَعَيَّدُ عليه بوعده .
وقال أَبو عبد الرحمن : المُتَعَيِّدُ المُتجَنِّي في بيت جرير ؛ وقال ربيعة بن مقروم : على الجُهَّالِ والمُتَعَيِّدِين ؟
قال : والمُتَعَيِّدُ الغَضْبانُ .
وقال أَبو سعيد : تَعَيِّدَ العائنُ على ما يَتَعَيَّنُ إِذا تَشَهَّقَ عليه وتَشَدَّدَ ليبالغ في إِصابته بعينه .
وحكي عن أَعرابي : هو لا يُتَعَيَّنُ عليه ولا يُتَعَيَّدُ ؛
وأَنشد ابن السكيت : كأَنها وفَوْقَها المُجَلَّدُ ، وقِرْبَةٌ غَرْفِيَّةٌ ومِزْوَدُ ، غَيْرَى على جاراتِها تَعَيِّد ؟
قال : المُجَلَّدُ حِمْل ثقيل فكأَنها ، وفوقها هذا الحمل وقربة ومزود ، امرأَة غَيْرَى .
تعيد أَي تَنْدَرِئُ بلسانها على ضَرَّاتها وتحرّك يديها .
والعَوْدُ : الجمل المُسِنُّ وفيه بقية ؛ وقال الجوهري : هو الذي جاوَزَ في السنِّ البازِلَ والمُخْلِفَ ، والجمع عِوَدَةٌ ، قال الأَزهري : ويقال في لغة عِيَدَةَ وهي قبيحة .
وفي المثل : إنّ جَرْجَدَ العَوْدَ فَزِدْه وقْراً ، وفي المثل : زاحِمْ بعَوْد أَو دَعْ أَي استعن على حربك بأَهل السن والمعرفة ، فإِنَّ رأْي الشيخ خير من مَشْهَدِ الغلام ، والأُنثى عَوْدَةٌ والجمع عِيادٌ ؛ وقد عادَ عَوْداً وعَوَّدَ وهو مُعَوِّد .
قال الأَزهري : وقد عَوَّدَ البعيرُ تَعْوِيداً إِذا مضت له ثلاث سنين بعد بُزُولِه أَو أَربعٌ ، قال : ولا يقال للناقة عَوْدَةٌ ولا عَوَّدَتْ ؛ قال : وسمعت بعض العرب يقول لفرس له أُنثى عَوْدَةٌ .
وفي حديث حسان : قد آن لكم أَنْ تَبْعَثُوا إِلى هذا العَوْدِ ؛ هو الجمل الكبير المُسِنُّ المُدَرَّبُ فشبه نفسه به .
وفي حديث معاوية : سأَله رجل فقال : إِنك لَتَمُتُّ بِرَحِمٍ عَوْدَة ، فقال : بُلَّها بعَطائكَ حتى تَقْرُبَ ، أَي برَحِمٍ قديمةٍ بعيدة النسب .
والعَوْد أَيضاً : الشاة المسن ، والأُنثى كالأُنثى .
وفي الحديث : أَنه ، عليه الصلاة والسلام ، دخل على جابر بن عبد الله منزلَهُ ، قال : فَعَمَدْتُ إِلى عَنْزٍ لي لأَذْبَحَها فَثَغَتْ ، فقال ، عليه السلام : يا جابر لا تَقْطَعْ دَرًّا ولا نَسْلاً ، فقلت : يا رسول الله إِنما هي عَوْدَة علفناها البلح والرُّطَب فسمنت ؛ حكاه الهروي في الغريبين .
قال ابن الأَثير : وعَوَّدَ البعيرُ والشاةُ إِذا أَسَنَّا ، وبعير عَوْد وشاة عَوْدَةٌ .
قال ابن الأَعرابي : عَوَّدَ الرجلُ تَعْويداً إِذا أَسن ؛
وأَنشد : فَقُلْنَ قد أَقْصَرَ أَو قد عَوّدا أَي صار عَوْداً كبيراً .
قال الأَزهري : ولا يقال عَوْدٌ لبعير أَو شاة ،
ويقال للشاة عَوْدة ولا يقال للنعجة عَوْدة .
قال : وناقة مُعَوِّد .
وقال الأَصمعي : جمل عَوْدٌ وناقة عَوْدَةٌ وناقتان عَوْدَتان ، ثم عِوَدٌ في جمع العَوْدة مثل هِرَّةٍ وهِرَرٍ وعَوْدٌ وعِوَدَةٌ مثل هِرٍّ وهِرَرَةٍ ، وفي النوادر : عَوْدٌ وعِيدَة ؛ وأَما قول أَبي النجم : حتى إِذا الليلُ تَجَلَّى أَصْحَمُه ، وانْجابَ عن وجْهٍ أَغَرَّ أَدْهَمُه ، وتَبِعَ الأَحْمَرَ عَوْدٌ يَرْجُمُه فإِنه أَراد بالأَحمر الصبح ، وأَراد بالعود الشمس .
والعَوْدُ : الطريقُ القديمُ العادِيُّ ؛ قال بشير بن النكث : عَوْدٌ على عَوْدٍ لأَقْوامٍ أُوَلْ ، يَمُوتُ بالتَّركِ ، ويَحْيا بالعَمَلْ يريد بالعود الأُول الجمل المسنّ ، وبالثاني الطريق أَي على طريق قديم ، وهكذا الطريق يموت إِذا تُرِكَ ويَحْيا إِذا سُلِكَ ؛ قال ابن بري : وأَما قول الشاعر : عَوْدٌ عَلى عَوْدٍ عَلى عَوْدٍ خَلَقْ فالعَوْدُ الأَول رجل مُسنّ ، والعَوْدُ الثاني جمل مسنّ ، والعود الثالث طريق قديم .
وسُودَدٌ عَوْدٌ قديمٌ على المثل ؛ قال الطرماح : هَلِ المَجْدُ إِلا السُّودَدُ العَوْدُ والنَّدى ، وَرَأْبُ الثَّأَى ، والصَّبْرُ عِنْدَ المَواطِنِ ؟ وعادَني أَنْ أَجِيئَك أَي صَرَفَني ، مقلوب من عَداني ؛ حكاه يعقوب .
وعادَ فِعْلٌ بمنزلة صار ؛ وقول ساعدة بن جؤية : فَقَامَ تَرْعُدُ كَفَّاه بِمِيبَلَة ، قد عادَ رَهْباً رَذِيّاً طائِشَ القَدَمِ لا يكون عاد هنا إِلا بمعنى صار ، وليس يريد أَنه عاود حالاً كان عليها قبل ، وقد جاء عنهم هذا مجيئاً واسعاً ؛ أَنشد أَبو علي للعجاج : وقَصَباً حُنِّيَ حَتَّى كادَا يَعُودُ ، بَعْدَ أَعْظُمٍ ، أَعْوادَا أَي يصير .
وعاد : قبيلة .
قال ابن سيده : قضينا على أَلفها أَنها واو للكثرة وأَنه ليس في الكلام « ع ي د » وأَمَّا عِيدٌ وأَعْيادٌ فبد لازم .
وأَما ما حكاه سيبويه من قول بعض العرب من أَهلِ عاد بالإِمالة فلا يدل ذلك أَن أَلفها من ياء لما قدّمنا ، وإِنما أَمالوا لكسرة الدال .
قال : ومن العرب من يدَعُ صَرْفَ عاد ؛
وأَنشد : تَمُدُّ عليهِ ، منْ يَمِينٍ وأَشْمُلٍ ، بُحُورٌ له مِنْ عَهْدِ عاد وتُبَّعا جعلهما اسمين للقبيلتين .
وبئر عادِيَّةٌ ، والعادِيُّ الشيء القديم نسب إِلى عاد ؛ قال كثير : وما سالَ وادٍ مِنْ تِهامَةَ طَيِّبٌ ، به قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكُرُورُ (* قوله « وكرور » كذا بالأصل هنا والذي فيه في مادة ك ر ر وكرار بالالف وأورد بيتاً قبله على هذا النمط وكذا الجوهري فيها ).
وعاد : قبيلة وهم قومُ هودٍ ، عليه السلام .
قال الليث : وعاد الأُولى هم عادُ بن عاديا بن سام بن نوح الذين أَهلكهم الله ؛ قال زهير : وأُهْلِكَ لُقْمانُ بنُ عادٍ وعادِيا وأَما عاد الأَخيرة فهم بنو تميم ينزلون رمالَ عالِجٍ عَصَوُا الله فَمُسخُوا نَسْناساً ، لكل إِنسان منهم يَدٌ ورجل من شِقّ ؛ وما أَدْري أَيُّ عادَ هو ، غير مصروف (* قوله « غير مصروف » كذا بالأصل والصحاح وشرح القاموس ولو اريد بعاد القبيلة لا يتعين منعه من الصرف ولذا ضبط في القاموس الطبع بالصرف .) أَي أَيّ خلق هو .
والعِيدُ : شجر جبلي يُنْبِتُ عِيداناً نحو الذراع أَغبر ، لا ورق له ولا نَوْر ، كثير اللحاء والعُقَد يُضَمَّدُ بلحائه الجرح الطري فيلتئم ، وإِنما حملنا العيد على الواو لأَن اشتقاق العيد الذي هو الموسم إِنما هو من الواو فحملنا هذا عليه .
وبنو العِيدِ : حي تنسب إِليه النوق العِيدِيَّةُ ، والعيدِيَّة : نجائب منسوبة معروفة ؛ وقيل : العِيدية منسوبة إِلى عاد بن عاد ، وقيل : إلى عادِيّ بن عاد إِلا أَنه على هذين الأَخيرين نَسَبٌ شاذٌّ ، وقيل : العيدية تنسب إِلى فَحْلٍ مُنْجِب يقال له عِيدٌ كأَنه ضرب في الإِبل مرات ؛ قال ابن سيده : وهذا ليس بقويّ ؛
وأَنشد الجوهري لرذاذ الكلبي : ظَلَّتْ تَجُوبُ بها البُلْدانَ ناجِيَةٌ عِيدِيَّةٌ ، أُرْهِنَتْ فيها الدَّنانِيرُ وقال : هي نُوق من كِرام النجائب منسوبة إِلى فحل منجب .
قال شمر : والعِيدِيَّة ضَرْب من الغنم ، وهي الأُنثى من البُرِْقانِ ، قال : والذكر خَرُوفٌ فلا يَزالُ اسمَه حتى يُعَقَّ عَقِيقَتُه ؛ قال الأَزهري : لا أَعرف العِيدِيَّة في الغنم وأَعرف جنساً من الإِبل العُقَيْلِيَّة يقال لها العِيدِيَّة ، قال : ولا أَدري إِلى أَي شيء نسبت .
وحكى الأَزهري عن الأَصمعي : العَيْدانَةُ النخلة الطويلة ، والجمع العَيْدانُ ؛ قال لبيد : وأَبْيَض العَيْدانِ والجَبَّار ؟
قال أَبو عدنان : يقال عَيْدَنَتِ النخلةُ إِذا صارت عَيْدانَةً ؛ وقال المسيب بن علس : والأُدْمُ كالعَيْدانِ آزَرَها ، تحتَ الأَشاءِ ، مُكَمَّمٌ جَعْل ؟
قال الأَزهري : من جعل العيدان فَيْعالاً جعل النون أَصلية والياء زائدة ، ودليله على ذلك قولهم عيْدَنَتِ النخلةُ ، ومن جعله فَعْلانَ مثل سَيْحانَ من ساحَ يَسِيحُ جعل الياء أَصلية والنون زائدة .
قال الأَصمعي : العَيْدانَةُ شجرة صُلْبَة قديمة لها عروق نافذة إِلى الماء ، قال : ومنه هَيْمانُ وعَيْلانُ ؛
وأَنشد : تَجاوَبْنَ في عَيْدانَةٍ مُرْجَحِنَّةٍ مِنَ السِّدْرِ ، رَوَّاها ، المَصِيفَ ، مَسِيلُ وقال : بَواسِق النخلِ أَبكاراً وعَيْدان ؟
قال الجوهري : والعَيدان ، بالفتح ، الطِّوالُ من النخل ، الواحدة عيْدانَةٌ ، هذا إِن كان فَعْلان ، فهو من هذا الباب ، وإِن كان فَيْعالاً ، فهو من باب النون وسنذكره في موضعه .
والعَوْدُ : اسم فرَس مالك بن جُشَم .
والعَوْدُ أَيضاً : فرس أُبَيّ بن خلَف .
وعادِ ياءُ : اسم رجل ؛ قال النمر بن تولب : هَلاَّ سَأَلْت بِعادياءَ وَبَيْتِه والخلِّ والخمرِ ، الذي لم يُمْنَعِ ؟
قال : وإِن كان تقديره فاعلاء ، فهو من باب المعتل ، يذكر في موضعه .
"
المعجم: لسان العرب
-
عدد
- " العَدُّ : إِحْصاءُ الشيءِ ، عَدَّه يَعُدُّه عَدّاً وتَعْداداً وعَدَّةً وعَدَّدَه .
والعَدَدُ في قوله تعالى : وأَحْصَى كلَّ شيءٍ عَدَداً ؛ له معنيان : يكون أَحصى كل شيء معدوداً فيكون نصبه على الحال ، يقال : عددت الدراهم عدّاً وما عُدَّ فهو مَعْدود وعَدَد ، كما يقال : نفضت ثمر الشجر نَفْضاً ، والمَنْفُوضُ نَفَضٌ ، ويكون معنى قوله : أَحصى كل شيء عدداً ؛ أَي إِحصاء فأَقام عدداً مقام الإِحصاء لأَنه بمعناه ، والاسم العدد والعديد .
وفي حديث لقمان : ولا نَعُدُّ فَضْلَه علينا أَي لا نُحْصِيه لكثرته ، وقيل : لا نعتده علينا مِنَّةً له .
وفي الحديث : أَن رجلاً سئل عن القيامة متى تكون ، فقال : إِذا تكاملت العِدَّتان ؛ قيل : هما عِدّةُ أَهل الجنة وعِدَّةُ أَهلِ النار أَي إِذا تكاملت عند الله برجوعهم إِليه قامت القيامة ؛ وحكى اللحياني : عَدَّه مَعَدّاً ؛
وأَنشد : لا تَعْدِلِيني بِظُرُبٍّ جَعْدِ ، كَزِّ القُصَيْرى ، مُقْرِفِ المَعَدِّ (* قوله « لا تعدليني » بالدال المهملة ، ومثله في الصحاح وشرح القاموس أي لا تسوّيني وتقدم في ج ع د لا تعذليني بذال معجمة من العذل اللوم فاتبعنا المؤلف في المحلين وان كان الظاهر ما هنا ).
قوله : مقرف المعد أَي ما عُدَّ من آبائه ؛ قال ابن سيده : وعندي أَن المَعَدَّ هنا الجَنْبُ لأَنه قد ، قال كز القصيرى ، والقصيرى عُضْو ، فمقابلة العضو بالعضو خير من مقابلته بالعِدَّة .
وقوله عز وجل : ومَن كان مَريضاً أَو على سَفَرٍ فَعِدّة من أَيام أُخَر ؛ أَي فأَفطر فَعليه كذا فاكتفى بالمسبب الذي هو قوله فعدة من أَيام أُخر عن السبب الذي هو الإِفطار .
وحكى اللحياني أَيضاً عن العرب : عددت الدراهم أَفراداً وَوِحاداً ، وأَعْدَدْت الدراهم أَفراداً ووِحاداً ، ثم ، قال : لا أَدري أَمن العدد أَم من العدة ، فشكه في ذلك يدل على أَن أَعددت لغة في عددت ولا أَعرفها ؛ وقول أَبي ذؤيب : رَدَدْنا إِلى مَوْلى بَنِيها فَأَصْبَحَتْ يُعَدُّ بها ، وَسْطَ النِّساءِ الأَرامِل إِنما أَراد تُعَدُّ فَعَدَّاه بالباء لأَنه في معنى احْتُسِبَ بها .
والعَدَدُ : مقدار ما يُعَدُّ ومَبْلغُه ، والجمع أَعداد وكذلك العِدّةُ ، وقيل : العِدّةُ مصدر كالعَدِّ ، والعِدّةُ أَيضاً : الجماعة ، قَلَّتْ أَو كَثُرَتْ ؛ تقول : رأَيت عِدَّةَ رجالٍ وعِدَّةَ نساءٍ ، وأَنْفذْتُ عِدَّةَ كُتُبٍ أَي جماعة كتب .
والعديدُ : الكثرة ، وهذه الدراهمُ عَديدُ هذه الدراهم أَي مِثْلُها في العِدّة ، جاؤوا به على هذا المثال لأَنه منصرفٌ إِلى جِنْسِ العَديل ، فهو من باب الكَمِيعِ والنَّزيعِ .
ابن الأَعرابي : يقال هذا عِدادُه وعِدُّه ونِدُّهُ ونَديدُه وبِدُّه وبَديدُه وسِيُّهُ وزِنُه وزَنُه وحَيْدُه وحِيدُه وعَفْرُه وغَفْرُه ودَنُّه ( قوله « وزنه وزنه وعفره وغفره ودنه » كذا بالأصل مضبوطاً ولم نجدها بمعنى مثل فيما بأيدينا من كتب اللغة ما عدا شرح القاموس فإنه ناقل من نسخة اللسان التي بأيدينا ) أَي مِثْلُه وقِرْنُه ، والجمع الأَعْدادُ والأَبْدادُ ؛ والعَدائدُ النُّظَراءُ ، واحدُهم عَديدٌ .
ويقال : ما أَكْثَرَ عَديدَ بني فلان وبنو فلان عَديدُ الحَصى والثَّرى إِذا كانوا لا يُحْصَوْن كثرة كما لا يُحْصى الحَصى والثَّرى أَي هم بعدد هذين الكثيرين .
وهم يَتَعادُّونَ ويَتَعَدَّدُونَ على عَدَدِ كذا أَي يزيدون عليه في العَدَد ، وقيل : يَتَعَدَّدُونَ عليه يَزيدون عليه في العدد ، ويَتَعَادُّون إِذا اشتركوا فيما يُعادُّ به بعضهم بعضاً من المَكارِم .
وفي التنزيل : واذكروا الله في أَيام معدوداتٍ .
وفي الحديث : فَيَتعادُّ بنو الأُم كانوا مائةً فلا يجدون بَقِيَ منهم إِلا الرجل الواحِدَ أَي يَعُدُّ بعضُهم بعضاً .
وفي حديث أَنس : إِن وَلدِي لَيَتعَادُّون مائة أَو يزيدون عليها ؛
قال : وكذلك يَتَعدّدون .
والأَيام المعدودات : أَيامُ التشريق وهي ثلاثة بعد يوم النحر ، وأَما الأَيام المعلوماتُ فعشر ذي الحِجة ، عُرِّفَتْ تلك بالتقليل لأَنها ثلاثة ، وعُرِّفَتْ هذه بالشُّهْرة لأَنها عشرة ، وإِنما قُلِّلَ بمعدودة لأَنها نقيض قولك لا تحصى كثرة ؛ ومنه وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ معدودة أَي قليلة .
قال الزجاج : كل عدد قل أَو كثر فهو معدود ، ولكن معدودات أَدل على القِلَّة لأَن كل قليل يجمع بالأَلف والتاء نحو دُرَيْهِماتٍ وحَمَّاماتٍ ، وقد يجوز أَن تقع الأَلف والتاء للتكثير .
والعِدُّ : الكَثْرَةُ .
يقال : إِنهم لذو عِدٍّ وقِبْصٍ .
وفي الحديث : يَخْرُجُ جَيْشٌ من المشرق آدَى شيءٍ وأَعَدُّه أَي أَكْثَرُه عِدَّةً وأَتَمُّه وأَشَدُّه استعداداً .
وعَدَدْتُ : من الأَفعال المتعدية إِلى مفعولين بعد اعتقاد حذف الوسيط .
يقولون : عددتك المالَ ، وعددت لك المال ؛ قال الفارسي : عددتك وعددت لك ولم يذكر المال .
وعادَّهُم الشيءُ : تَساهَموه بينهم فساواهم .
وهم يَتَعادُّون إِذا اشتركوا فيما يُعادُّ فيه بعضهم بعضاً من مكارِمَ أَو غير ذلك من الأَشياء كلها .
والعدائدُ : المالُ المُقْتَسَمُ والمِيراثُ .
ابن الأَعرابي : العَدِيدَةُ الحِصَّةُ ، والعِدادُ الحِصَصُ في قول لبيد : تَطِيرُ عَدائدُ الأَشْراكِ شَفْعاً وَوِتْراً ، والزَّعامَةُ للغُلام يعني من يَعُدُّه في الميراث ، ويقال : هو من عِدَّةِ المال ؛ وقد فسره ابن الأَعرابي فقال : العَدائد المالُ والميراثُ .
والأَشْراكُ : الشَّرِكةُ ؛ يعني ابن الأَعرابي بالشَّرِكة جمعَ شَريكٍ أَي يقتسمونها بينهم شَفْعاً وَوِتْراً : سهمين سهمين ، وسهماً سهماً ، فيقول : تذهب هذه الأَنصباء على الدهر وتبقى الرياسة للولد .
وقول أَبي عبيد : العَدائدُ من يَعُدُّه في الميراث ، خطأٌ ؛ وقول أَبي دواد في صفة الفرس : وطِمِرَّةٍ كَهِراوةِ الأَعْزَابِ ، ليسَ لها عَدائدْ فسره ثعلب فقال : شبهها بعصا المسافر لأَنها ملساء فكأَنّ العدائد هنا العُقَدُ ، وإِن كان هو لم يفسرها .
وقال الأَزهري : معناه ليس لها نظائر .
وفي التهذيب : العدائد الذين يُعادُّ بعضهم بعضاً في الميراث .
وفلانٌ عَدِيدُ بني فلان أَي يُعَدُّ فيهم .
وعَدَّه فاعْتَدَّ أَي صار معدوداً واعْتُدَّ به .
وعِدادُ فلان في بني فلان أَي أَنه يُعَدُّ معهم في ديوانهم ، ويُعَدُّ منهم في الديوان .
وفلان في عِدادِ أَهل الخير أَي يُعَدُّ منهم .
والعِدادُ والبِدادُ : المناهَدَة .
يقال : فلانٌ عِدُّ فلان وبِدُّه أَي قِرْنُه ، والجمع أَعْدادٌ وأَبْدادٌ .
والعَدِيدُ : الذي يُعَدُّ من أَهلك وليس معهم .
قال ابن شميل : يقال أَتيت فلاناً في يوم عِدادٍ أَي يوم جمعة أَو فطر أَو عيد .
والعرب تقول : ما يأْتينا فلان إِلا عِدادَ القَمَرِ الثريا وإِلا قِرانَ القمرِ الثريا أَي ما يأْتينا في السنة إِلا مرة واحدة ؛
أَنشد أَبو الهيثم لأُسَيْدِ بنِ الحُلاحِل : إِذا ما قارَنَ القَمَرُ الثُّرَيَّا لِثَالِثَةٍ ، فقد ذَهَبَ الشِّتاء ؟
قال أَبو الهيثم : وإِنما يقارنُ القمرُ الثريا ليلةً ثالثةً من الهلال ، وذلك أَول الربيع وآخر الشتاء .
ويقال : ما أَلقاه إِلا عِدَّة الثريا القمرَ ، وإِلا عِدادَ الثريا القمرَ ، وإِلا عدادَ الثريا من القمر أَي إِلا مَرَّةً في السنة ؛ وقيل : في عِدَّةِ نزول القمر الثريا ، وقيل : هي ليلة في كل شهر يلتقي فيها الثريا والقمر ؛ وفي الصحاح : وذلك أَن القمر ينزل الثريا في كل شهر مرة .
قال ابن بري : صوابه أَن يقول : لأَن القمر يقارن الثريا في كل سنة مرة وذلك في خمسة أَيام من آذار ؛ وعلى ذلك قول أُسيد بن الحلاحل : إِذا ما قارن القمر الثريا البيت ؛ وقال كثير : فَدَعْ عَنْكَ سُعْدَى ، إِنما تُسْعِفُ النوى قِرانَ الثُّرَيَّا مَرَّةً ، ثمّ تَأْفُِلُ رأَيت بخط القاضي شمس الدين أَحمد بن خلكان : هذا الذي استدركه الشيخ على الجوهري لا يرد عليه لأَنه ، قال إِن القمر ينزل الثريا في كل شهر مرة ، وهذا كلام صحيح لأَن القمر يقطع الفلك في كل شهر مرة ، ويكون كل ليلة في منزلة والثريا من جملة المنازل فيكون القمر فيها في الشهر مرة ، وما تعرض الجوهري للمقارنة حتى يقول الشيخ صوابه كذا وكذا .
ويقال : فلان إِنما يأْتي أَهلَه العِدَّةَ وهي من العِدادِ أَي يأْتي أَهله في الشهر والشهرين .
ويقال : به مرضٌ عِدادٌ وهو أَن يَدَعَه زماناً ثم يعاوده ، وقد عادَّه مُعادَّة وعِداداً ، وكذلك السليم والمجنون كأَنّ اشتقاقه من الحساب من قِبَل عدد الشهور والأَيام أَي أَن الوجع كأَنه يَعُدُّ ما يمضي من السنة فإِذا تمت عاود الملدوغَ .
والعِدادُ : اهتياجُ وجع اللديغ ، وذلك إِذا تمت له سنة مذ يوم لُدِغَ هاج به الأَلم ، والعِدَدُ ، مقصور ، منه ، وقد جاء ذلك في ضرورة الشعر .
يقال : عادّتُه اللسعة إِذا أَتته لِعِدادٍ .
وفي الحديث : ما زالت أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعادُّني فهذا أَوانُ قَطَعَتْ أَبْهَري أَي تراجعني ويعاودني أَلَمُ سُمِّها في أَوقاتٍ معلومة ؛ قال الشاعر : يُلاقي مِنْ تَذَكُّرِ آلِ سَلْمَى ، كما يَلْقَى السَّلِيمُ مِنَ العِدادِ وقيل : عِدادُ السليم أَن تَعُدَّ له سبعة أَيام ، فإِن مضت رَجَوْا له البُرْءَ ، وما لم تمض قيل : هو في عِدادِه .
ومعنى قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : تُعادُّني تُؤْذيني وتراجعني في أَوقاتٍ معلومة ويعاودني أَلمُ سمها ؛ كما ، قال النابغة في حية لدغت رجلاً : تُطَلِّقُهُ حِيناً وحِيناً تُراجِعُ
ويقال : به عِدادٌ من أَلَمٍ أَي يعاوده في أَوقات معلومة .
وعِدادُ الحمى : وقتها المعروفُ الذي لا يكادُ يُخْطِيئُه ؛ وعَمَّ بعضُهم بالعِدادِ فقال : هو الشيءُ يأْتيك لوقته مثل الحُمَّى الغِبِّ والرِّبْعِ ، وكذلك السمّ الذي يَقْتُلُ لِوَقْتٍ ، وأَصله من العَدَدِ كما تقدم .
أَبو زيد : يقال انقضت عِدَّةُ الرجل إِذا انقضى أَجَلُه ، وجَمْعُها العِدَدُ ؛ ومثله : انقضت مُدَّتُه ، وجمعها المُدَدُ .
ابن الأَعرابي ، قال :، قالت امرأَة ورأَت رجلاً كانت عَهِدَتْه شابّاً جَلْداً : أيَن شَبابُك وجَلَدُك ؟ فقال : من طال أَمَدُه ، وكَثُر ولَدُه ، ورَقَّ عَدَدُه ، ذهب جَلَدُه .
قوله : رق عدده أَي سِنُوه التي بِعَدِّها ذهب أَكْثَرُ سِنِّه وقَلَّ ما بقي فكان عنده رقيقاً ؛ وأَما قول الهُذَلِيِّ في العِدادِ : هل أَنتِ عارِفَةُ العِدادِ فَتُقْصِرِي ؟ فمعناه : هل تعرفين وقت وفاتي ؟ وقال ابن السكيت : إِذا كان لأَهل الميت يوم أَو ليلة يُجْتَمع فيه للنياحة عليه فهو عِدادٌ لهم .
وعِدَّةُ المرأَة : أَيام قُروئها .
وعِدَّتُها أَيضاً : أَيام إِحدادها على بعلها وإِمساكها عن الزينة شهوراً كان أَو أَقراء أَو وضع حمل حملته من زوجها .
وقد اعتَدَّت المرأَة عِدَّتها من وفاة زوجها أَو طلاقه إِياها ، وجمعُ عِدَّتِها عِدَدٌ وأَصل ذلك كله من العَدِّ ؛ وقد انقضت عِدَّتُها .
وفي الحديث : لم تكن للمطلقة عِدَّةٌ فأَنزل الله تعالى العِدَّة للطلاق .
وعِدَّةُ المرأَة المطلقة والمُتَوَفَّى زَوْجُها : هي ما تَعُدُّه من أَيام أَقرائها أَو أَيام حملها أَو أَربعة أَشهر وعشر ليال .
وفي حديث النخعي : إِذا دخلت عِدَّةٌ في عِدَّةٍ أَجزأَت إِحداهما ؛ يريد إِذا لزمت المرأَة عِدَّتان من رجل واحد في حال واحدة ، كفت إِحداهما عن الأُخرى كمن طلق امرأَته ثلاثاً ثم مات وهي في عدتها فإِنها تعتد أَقصى العدتين ، وخالفه غيره في هذا ، وكمن مات وزوجته حامل فوضعت قبل انقضاء عدة الوفاة فإِن عدتها تنقضي بالوضع عند الأَكثر .
وفي التنزيل : فما لكم عليهن من عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها ؛ فأَما قراءة من قرأَ تَعْتَدُونَها فمن باب تظنيت ، وحذف الوسيط أَي تعتدون بها .
وإِعْدادُ الشيء واعتِدادُه واسْتِعْدادُه وتَعْدادُه : إِحْضارُه ؛ قال ثعلب : يقال : اسْتَعْدَدْتُ للمسائل وتَعَدَّدْتُ ، واسم ذلك العُدَّة .
يقال : كونوا على عُدَّة ، فأَما قراءةُ من قرأَ : ولو أَرادوا الخروج لأَعَدُّوا له عُدَّهُ ، فعلى حذف علامة التأْنيث وإِقامة هاء الضمير مُقامها لأَنهما مشتركتان في أَنهما جزئيتان .
والعُدَّةُ : ما أَعددته لحوادث الدهر من المال والسلاح .
يقال : أَخذ للأَمر عُدَّتَه وعَتادَه بمعنىً .
قال الأَخفش : ومنه قوله تعالى : جمع مالاً وعَدَّدَه .
ويقال : جعله ذا عَدَدٍ .
والعُدَّةُ : ما أُعِدَّ لأَمر يحدث مثل الأُهْبَةِ .
يقال : أَعْدَدْتُ للأَمر عُدَّتَه .
وأَعَدّه لأَمر كذا : هيَّأَه له .
والاستعداد للأَمر : التَّهَيُّؤُ له .
وأَما قوله تعالى : وأَعْتَدَتْ لهُنَّ مُتَّكَأً ، فإِنه إِن كان كما ذهب إِليه قوم من أَنه غُيِّرَ بالإِبْدالِ كراهيةَ المثلين ، كما يُفَرُّ منها إِلى الإِدغام ، فهو من هذا الباب ، وإِن كان من العَتادِ فظاهر أَنه ليس منه ، ومذهب الفارسي أَنه على الإِبدال .
قال ابن دريد : والعُدَّةُ من السلاح ما اعْتَدَدْتَه ، خص به السلاح لفظاً فلا أَدري أَخصه في المعنى أَم لا .
وفي الحديث : أَن أَبيض بن حمال المازني قدم على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فاسْتَقْطَعَهُ المِلْحَ الذي بِمَأْرِبَ فأَقطعه إِياه ، فلما ول ؟
قال رجل : يا رسول الله ، أَتدري ما أَقطعته ؟ إِنما أَقطعت له الماءَ العِدَّ ؛ قال : فرَجَعه منه ؛ قال ابن المظفر : العِدُّ موضع يتخذه الناس يجتمع فيه ماء كثير ، والجمع الأَعْدادُ ، ثم ، قال : العِدُّ ما يُجْمَعُ ويُعَدُّ ؛ قال الأَزهري : غلط الليث في تفسير العِدِّ ولم يعرفه ؛ قال الأَصمعي : الماء العِدُّ الدائم الذي له مادة لا انقطاع لها مثل ماء العين وماء البئر ، وجمعُ العِدِّ أَعْدادٌ .
وفي الحديث : نزلوا أَعْدادَ مياه الحُدَيْبِيَةِ أَي ذَوات المادة كالعيون والآبار ؛ قال ذو الرمة يذكر امرأَة حضرت ماء عِدّاً بَعْدَما نَشَّتْ مياهُ الغُدْرانِ في القَيْظِ فقال : دَعَتْ مَيَّةَ الأَعْدادُ ، واسْتَبْدَلَتْ بِها خَناطِيلُ آجالٍ مِنَ العِينِ خُذَّلُ استبدلت بها : يعني منازلها التي ظعنت عنها حاضرة أَعداد المياه فخالفتها إِليها الوحش وأَقامت في منازلها ؛ وهذا استعارة كما ، قال : ولقدْ هَبَطْتُ الوَادِيَيْنِ ، وَوَادِياً يَدْعُو الأَنِيسَ بها الغَضِيضُ الأَبْكَمُ وقيل : العِدُّ ماء الأَرض الغَزِيرُ ، وقيل : العِدُّ ما نبع من الأَرض ، والكَرَعُ ، ما نزل من السماء ، وقيل : العِدُّ الماءُ القديم الذي لا يَنْتَزِحُ ؛ قال الراعي : في كلِّ غَبْراءَ مَخْشِيٍّ مَتالِفُها ، دَيْمُومَةٍ ، ما بها عِدٌّ ولا ثَمَد ؟
قال ابن بري : صوابه خفض ديمومة لأَنه نعت لغبراء ، ويروى جَدَّاءَ بدل غبراء ، والجداء : التي لا ماء بها ، وكذلك الديمومة .
والعِدُّ : القديمة من الرَّكايا ، وهو من قولهم : حَسَبٌ عِدٌّ قَديمٌ ؛ قال ابن دريد : هو مشتق من العِدِّ الذي هو الماء القديم الذي لا ينتزح هذا الذي جرت العادة به في العبارة عنه ؛ وقال بعضُ المُتَحَذِّقِينَ : حَسَبٌ عِدٌّ كثير ، تشبيهاً بالماء الكثير وهذا غير قوي وأَن يكون العِدُّ القَدِيمَ أَشْبَهُ ؛ قال الشاعر : فَوَرَدَتْ عِدّاً من الأَعْدادِ أَقدَمَ مِنْ عادٍ وقَوْمِ عادِ وقال الحطيئة : أَتتْ آلَ شَمَّاسِ بنِ لأْيٍ ، وإِنما أَتَتْهُمْ بها الأَحلامُ والحَسَبُ العِدّ ؟
قال أَبو عدنان : سأَلت أَبا عبيدة عن الماءِ العِدِّ ، فقال لي : الماءُ العِدُّ ، بلغة تميم ، الكثير ،، قال : وهو بلغة بكر بن وائل الماءُ القليل .
قال : بنو تميم يقولون الماءُ العِدُّ ، مثلُ كاظِمَةٍ ، جاهِلِيٌّ إِسلامِيٌّ لم ينزح قط ، وقالت لي الكُلابِيَّةُ : الماءُ العِدُّ الرَّكِيُّ ؛ يقال : أَمِنَ العِدِّ هذا أَمْ مِنْ ماءِ السماءِ ؟ وأَنشدتني : وماءٍ ، لَيْسَ مِنْ عِدِّ الرَّكايا ولا جَلْبِ السماءِ ، قدِ اسْتَقَيْتُ وقالت : ماءُ كلِّ رَكِيَّةٍ عِدٌّ ، قَلَّ أَو كَثُرَ .
وعِدَّانُ الشَّبابِ والمُلْكِ : أَوّلُهما وأَفضلهما ؛ قال العجاج : ولي على عِدَّانِ مُلْكٍ مُحْتَضَرْ والعِدَّانُ : الزَّمانُ والعَهْدُ ؛ قال الفرزدق يخاطب مسكيناً الدارمي وكان قد رثى زياد بن أَبيه فقال : أَمِسْكِينُ ، أَبْكَى اللَّهُ عَيْنَكَ إِنما جرى في ضَلالٍ دَمْعُها ، فَتَحَدَّرَا أَقولُ له لمَّا أَتاني نَعِيُّهُ : به لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمَةِ أَعْفَرَا أَتَبْكِي امْرأً من آلِ مَيْسانَ كافِراً ، كَكِسرى على عِدَّانِه ، أَو كَقَيْصَرا ؟ قوله : به لا بظبي ، يريد : به الهَلَكَةُ ، فحذف المبتدأَ .
معناه : أَوقع الله به الهلكة لا بمن يهمني أَمره .
قال : وهو من العُدَّة كأَنه أُعِدَّ وهُيِّئَ .
وأَنا على عِدَّانِ ذلك أَي حينه وإِبَّانِه ؛ عن ابن الأَعرابي .
وكان ذلك على عَدَّانِ فلان وعِدَّانِه أَي على عهده وزمانه ، وأَورده الأَزهري في عَدَنَ أَيضاً .
وجئت على عِدَّانِ تَفْعَلُ ذلك وعَدَّان تَفْعَلُ ذلك أَي حينه .
ويقال : كان ذلك في عِدَّانِ شبابه وعِدَّانِ مُلْكِه وهو أَفضله وأَكثره ؛ قال : واشتقاقه من أَن ذلك كان مُهَيَّأً مُعَدّاً .
وعِدادُ القوس : صوتها ورَنِينُها وهو صوت الوتر ؛ قال صخر الغيّ : وسَمْحَةٍ مِنْ قِسِيِّ زارَةَ حَمْراءَ هَتُوفٍ ، عِدادُها غَرِدُ والعُدُّ : بَثرٌ يكون في الوجه ؛ عن ابن جني ؛ وقيل : العُدُّ والعُدَّةُ البَثْرُ يخرج على وجوه المِلاح .
يقال : قد اسْتَكْمَتَ العُدُّ فاقْبَحْه أَي ابْيَضَّ رأْسه من القَيْح فافْضَخْه حتى تَمْسَحَ عنه قَيْحَهُ ؛ قال : والقَبْحُ ، بالباء ، الكَسْرُ .
ابن الأَعرابي : العَدْعَدَةُ العَجَلَةُ .
وعَدْعَدَ في المشي وغيره عَدْعَدَةً : أَسرع .
ويوم العِدادِ : يوم العطاء ؛ قال عتبة بن الوعل : وقائِلَةٍ يومَ العِدادِ لبعلها : أَرى عُتْبَةَ بنَ الوَعْلِ بَعْدِي تَغَيَّر ؟
قال : والعِدادُ يومُ العَطاءِ ؛ والعِدادُ يومُ العَرْض ؛
وأَنشد شمر لجَهْم بنِ سَبَلٍ : مِنَ البيضِ العَقَائِلِ ، لم يُقَصِّرْ بها الآباءُ في يَوْمِ العِداد ؟
قال شمر : أَراد يومَ الفَخَارِ ومُعادَّة بعضِهم بعضاً .
ويقال : بالرجل عِدادٌ أَي مَسٌّ من جنون ، وقيده الأَزهري فقال : هو شِبهُ الجنونِ يأْخذُ الإِنسانَ في أَوقاتٍ مَعلومة .
أَبو زيد : يقال للبغل إِذا زجرته عَدْعَدْ ،، قال : وعَدَسْ مثلُه .
والعَدْعَدةُ : صوتُ القطا وكأَنه حكاية ؛ قال طرفة : أَرى الموتَ أَعْدادَ النُّفُوسِ ، ولا أَرى بَعِيداً غَداً ، ما أَقْرَبَ اليومَ مِن غَدِ يقول : لكل إِنسان مِيتَةٌ فإِذا ذهبت النفوس ذهبت مِيَتُهُم كلها .
وأَما العِدّانُ جمع العتُودِ ، فقد تقدّم في موضعه .
وفي المثل : أَنْ تَسْمَع بالمُعَيدِيِّ خيرٌ من أَن تراه ؛ وهو تصغير مَعَدِّيٍّ مَنْسوب إِلى مَعَدّ ، وإِنما خففت الدال استثقالاً للجمع بين الشديدتين مع ياء التصغير ، يُضْرَب للرجُل الذي له صيتٌ وذِكْرٌ في الناس ، فإِذا رأَيته ازدريتَ مَرآتَه .
وقال ابن السكيت : تسمع بالمعيدي لا أَنْ تراهُ ؛ وكأَن تأْويلَه تأْويل أَمرٍ كأَنه اسْمَعْ به ولا تَرَه .
والمَعَدَّانِ : موضعُ دَفَّتَي السَّرْجِ .
ومَعَدٌّ : أَبو العرب وهو مَعَدُّ بنُ عَدْنانَ ، وكان سيبويه يقول الميم من نفس الكلمة لقولهم تَمَعْدَدَ لِقِلَّة تَمَفْعَلَ في الكلام ، وقد خولِفَ فيه .
وتَمَعْدَدَ الرجلُ أَي تزَيَّا بِزيِّهم ، أَو انتسب إِليهم ، أَو تَصَبَّرَ على عَيْش مَعَدّ .
وقال عمر ، رضي الله عنه : اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْدَدُوا ؛ قال أَبو عبيد : فيه قولان : يقال هو من الغِلَظِ ومنه قيل للغلام إِذا شبَّ وغلُظ : قد تَمَعْدَدَ ؛ قال الراجز : رَبَّيْتُه حتى إِذا تَمَعْدَدا
ويقال : تَمَعْدَدوا أَي تشبَّهوا بعَيْش مَعَدّ ، وكانوا أَهلَ قَشَفٍ وغِلَظ في المعاش ؛ يقول : فكونوا مثلَهم ودعوا التَّنَعُّمَ وزِيَّ العَجم ؛ وهكذا هو في حديث آخر : عليكم باللِّبْسَة المَعَدِّيَّة ؛ وفي الصحاح : وأَما قول معن بن أَوس : قِفَا ، إِنها أَمْسَت قِفاراً ومَن بها ، وإِن كان مِن ذي وُدِّنا قد تَمَعْدَدَا فإِنه يريد تباعد ،، قال ابن بري : صوابه أَن يذكر تمعدد في فصل مَعَدَ لأَن الميم أَصلية .
قال : وكذا ذكر سيبويه قولَهم مَعَدٌّ فقال الميم أَصلية لقولهم تَمَعْدَدَ .
قال : ولا يحمل على تمَفْعل مثل تَمَسْكنَ لقلَّته ونَزَارَتِه ، وتمعدد في بيت ابن أَوْس هو من قولهم مَعَدَ في الأَرض إِذا أَبعد في الذهاب ، وسنذكره في فصل مَعَدَ مُسْتَوْفًى ؛ وعليه قول الراجز : أَخْشَى عليه طَيِّئاً وأَسَدَا ، وخارِبَيْنِ خَرَبَا فمَعَدَا أَي أَبْعَدَا في الذهاب ؛ ومعنى البيت : أَنه يقول لصاحبيه : قفا عليها لأَنها مَنْزِلُ أَحبابِنا وإِن كانت الآن خاليةً ، واسمُ كان مضمراً فيها يعود على مَن ، وقبل البيت : قِفَا نَبْكِ ، في أَطْلال دارٍ تنَكَّرَتْ لَنا بَعْدَ عِرْفانٍ ، تُثابَا وتُحْمَدَا "
المعجم: لسان العرب