فَرَطَ الرَّجُلُ يَفْرُطُ فُرُوطاً بالضَّمِّ : سَبَقَ وتَقَدَّمَ فهو فارِطٌ قال أَعْرابيٌّ للحَسَنِ : يا أَبا سَعيدٍ عَلِّمْني دِيناً وَسُوطاً لا ذاهِباً فُرُوطاً ولا ساقِطاً سُقُوطاً . أَي دِيناً مُتَوَسِّطاً لا مُتَقَدِّماً بالغُلُوِّ ولا مُتَأَخِّراً بالتُّلُوِّ . قال لهُ الحَسَنُ : أَحْسَنْتَ يا أَعْرابِيُّ خيرُ الأُمورِ أَوْساطُها . وفي الدُّعاءِ : على ما فَرَطَ مِنِّي أَي سَبَقَ وتَقَدَّمَ . وفَرَطَ في الأَمْرِ يَفْرُطُ فَرْطاً بالفَتْحِ : قصَّرَ به كما في العُبَاب . وفي الصّحاح : فيه . وضَيَّعَه . زادَ في الصّحاح : حتَّى فاتَ . وفَرَطَ عليه في القَوْلِ : أَسْرَفَ وتَقَدَّمَ . وفي الصّحاح : فَرَطَ عليه أَي عَجِلَ وعَدَا ومنه قولُه تعالَى : " إِنَّا نَخافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنا أَو أَنْ يَطْغَى " زاد في العُبَاب : أَي يُبادِرَ بعُقُوبَتِنا . وقال ابنُ عَرَفَةَ : أَي يَعْجَل فيَتَقَدَّمَ منه مَكْروهٌ وقال مُجاهِدٌ : يَبْسُط وقال الضَّحَّاكُ : يَشِطّ . قلت : وقالَ الفَرَّاءُ : أَي يَعْجَلَ إِلى عُقُوبَتِنَا . والعَرَبُ تقول : فَرَطَ منه أَي بَدَرَ وسَبَقَ وفي الأَساسِ من المجاز : نَخَافُ أَنْ تَفْرُطَ عَلَيْنا منه بادِرَةٌ . وفرط علينا ملان عجل بمكره
ومن المَجازِ : فَرَطَ الرَّجُلُ وُلْداً بالضَّمِّ أَي ماتُوا له صِغاراً فكأَنَّهُم سَبَقُوهُ إِلى الجَنَّةِ . ونصُّ ابنِ القطَّاع : فَرَطَ الرَّجُلُ وَلَدَه : تَقَدَّمه إِلى الجَنَّةِ . وفَرَطَ إلَيْه رَسُولَه أَي قَدَّمَهُ وأَعْجَلَهُ . وذكر ابن دُرَيْدٍ هذا المعنى في فَرَّطَ تَفْريطاً . وسيأْتي للمُصَنِّفِ قَريباً . وفي اللِّسَان : أَفْرُطَه إِفْراطاً بهذا المعنى . وأَمَّا فَرَطَه فَرْطاً فلم أَرَهُ لأَحَدٍ من الأَئِمَّةِ والمادَّةُ لا تَمْنَعه . وقال أَبو عَمْرٍو : فَرَطَت النَّخْلَةُ : إِذا تُرِكَت وما لُقِّحَتْ حتَّى عَسَا طَلْعُها . وأَفْرَطَها غيرُها كما في العُبَاب . وفَرَطَ القَوْمُ يَفْرِطُهُمْ فَرْطاً بالفَتْحِ وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ وفَرَاطَةً كسَحَابَةٍ كما في المُحْكَمِ وفي العُبَاب : والمصدَرُ فَرْطٌ وفُرُوطٌ : تَقَدَّمَهُمْ إِلى الوِرْدِ وفي الصّحاح : سَبَقَهُم إِلى الماءِ زادَ في العُبَاب : وتَقَدَّمَهُم . وفي المُحْكَمِ : لإِصْلاحِ الحَوْضِ والأَرْشِيَةِ والدِّلاءِ أَي ليُهَيِّئَهَا لهم وهُمُ الفُرَّاطُ كرُمَّان جمع فارِطٍ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للقُطامِيِّ :
فاسْتَعْجَلُونا وكانُوا من صَحَابَتِنَا ... كما تَعَجَّلَ فُرَّاطٌ لِوُرَّادِ وشاهدُ الفارِطِ للواحِدِ قولُ الشَّاعر :
فأَثارَ فارِطُهُم غَطَاطاً جُثَّماً ... أَصْواتُهَا كَتَرَاطُنِ الفُرْسِ والفَرْطُ بالفَتْحِ : الاسمُ من الإِفْراطِ وهو مُجاوَزَةُ الحَدِّ في الأَمر يُقال : إِيَّاكَ والفَرْطُ في الأَمرِ كما في الصّحاح والفَرْطُ : الغَلَبَةُ ومنه فَرْطُ الشَّهْوَةِ والحُزْنِ أَي غَلَبَتُهُما . والفَرْطُ : الجَبَلُ الصَّغيرُ جمعه فُرُطٌ عن كُراع . أَو الفَرْطُ : رأْسُ الأَكَمَةِ وشَخْصُها والَّذي في الصّحاح : الفُرُط أَي بضمَّتين : واحِدُ الأَفْراطِ وهي آكامٌ شَبيهاتٌ بالجِبالِ يُقالُ : البُومُ تَنُوحُ على الأَفْراطِ . عن أَبي نَصْرٍ قال وَعْلَة الجَرْمِيّ :
أَمْ هَلْ سَمَوْتُ بجَرَّارٍ له لَجَبٌ ... جَمُّ الصَّوَاهِلِ بينَ السَّهْلِ والفُرُطِ والَّذي في العُبَاب : الفُرُطُ . والفُرْطُ أَيْضاً : واحِدُ الأَفْراطِ وهي آكامٌ شَبيهاتٌ بالجِبالِ وأَنْشَدَ لحَسَّان بنِ ثابِتٍ رَضِيَ اللهُ عنه :
ضَاقَ عَنَّا الشِّعْبُ إِذْ نَجْزَعُهُ ... ومَلأْنا الفُرْطَ مِنْهُمْ والرِّجَلْ قلتُ : وفَسَّره اليَزِيدِيُّ بسَفْحِ الجِبالِ قال : وجَمْعُه أَفْراطٌ كقُفْلٍ وأَقْفالٍ . وأَما قولُ ابنِ بَرَّاقَةَ الهَمْدَانيِّ :
إِذا اللَّيْلُ أَرْخَى واسْتَقَلَّتْ نُجُومُهُ ... وصاحَ من الأَفْراطِ هَامٌ جَوَاثِمُ فاخْتَلَفوا في هذا فقال بعضُهُم : أَرادَ به أَفْراطَ الصُّبْحِ لأَنَّ الهامَ إِذا أَحَسَّ بالصَّباحِ صَرَخَ . قلتُ : وأَنْشَدَه ابنُ بَرِّيّ :
" إِذا اللَّيْلُ أَرْخَى واكْفَهَرَّتْ نُجُومُه ونَسَبَه للأَجْدَعِ الهَمْدَانيِّ وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ عَجُزَه غير مَنْسوبٍ هكذا :
" وصَاحَ على الأَفْراطِ بُومٌ جَوَاثِمُ ثمَّ قال الصَّاغَانِيّ : وقال آخَرون : الفَرْطُ : العَلَمُ المُسْتَقيمُ من أَعْلامِ الأَرْضِ يُهْتَدَى به ج : أَفْرُطٌ كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ وأَنْشَدَ الأَصْمِعِيّ :
" والبُومُ يَبْكِي شَجْوَهُ في أَفْرُطِهْ وأَفْراطٌ أَيْضاً وتَقَدَّمَ شاهِدُه في قولِ وَعْلَةَ الجَرْمِيّ كما أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِيّ عن أَبي نَصْرٍ . وهو في نَوَادِرِ ابنِ الأَعْرابِيِّ لوَعْلَةَ أَيْضاً ونَصُّه :
سَائِلْ مُجَاوِرَ جَرْمٍ هَل جَنَيْتُ لهم ... حَرْباً تُزَيِّلُ بَيْنَ الجِيرَة الخُلُطِ
أَمْ هَلْ سَمَوْتُ بجَرَّارٍ له لَجَبٌ ... يَغْشَى مَخَارِمَ بينَ السَّهْلِ والفُرُطِ وبما سَرَدْنا يَظْهَرُ لكَ ما في عِبارَةِ المُصَنِّفِ من القُصُورِ فتأَمَّلْه . وفي الأَساسِ : ومن المَجازِ : بَدَتْ لنا أَفْراطُ المَفَازَةِ : وهي ما اسْتَقْدَمَ من أَعْلامِهَا . والفَرْطُ بالفَتْحِ : الحِينُ يُقالُ : لَقِيتُه في الفَرْطِ بعد الفَرْطِ أَي الحِينِ بَعْدَ الحِينِ كما في الصّحاح . ويُقَال أَيْضاً : إِنَّما آتِيه الفَرْطَ أَي حيناً . وقِيل : الفَرْطُ : أَنْ تأْتِيَه في الأَيَّامِ مَرَّةً . وقال أَبو عُبَيْدٍ : الفَرْطُ : أَنْ تَلْقَى الرَّجُلَ بَعْرَ الأَيَّام يُقَال : إِنَّما أَلْقاهُ في الفَرْطِ . وقال ابنُ السِّكِّيتِ : الفَرْطُ : أَنْ يُقَال : آتِيكَ فَرْطَ يَوْمٍ أَو يَوْمَيْن والفَرْطُ : اليومُ بينَ اليومَيْنِ . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للَبيدٍ :
هَل النَّفْسُ إِلاَّ مُتْعَةٌ مُسْتَعارَةٌ ... تُعَارُ فتَأْتِي رَبَّهَا فَرْطَ أَشْهُرِوقال أَبو عُبَيْدٍ : ولا يكونُ الفَرْطُ في أَكثَرَ مِنْ خَمْسَةَ عَشَرَ هكذا في النُّسَخِ . وفي الصّحاح : من خَمْسَ عَشَرَةَ ليلَةً قال غيرُه : ولا يكونُ أَقَلَّ من ثَلاثةٍ وفي حديثِ ضُبَاعَةَ : " كانَ النَّاسُ إِنَّما يَذْهَبُونَ فَرْطَ يَوْمٍ أَو يَوْمَيْنِ فيَبْعَرُونَ كما تَبْعَرُ الإِبِلُ " أَي بعدَ يَوْمَيْنِ . وقال بعضُ العَرَبِ : مَضَيْتُ فَرْطَ ساعَةٍ ولم أُومِنْ أَنْ أَنْفَلِتَ . فقيل له : ما فَرْط ساعة ؟ فقال : كَمُذْ أَخَذْتَ في الحَديثِ فأَدْخَلَ الكافَ عَلَى مُذْ . وقولُه : ولم أُومِنْ أَي لم أَثِقْ ولم أُصَدِّقْ أَنِّي أَنْفَلِتُ . والفَرْطُ : طَريقٌ عن أَبي عمرٍو أَو : ع بتِهَامَةَ قُرْبَ الحِجازِ . قال غاسِلُ بنُ غُزَيَّةَ الجُرَبِيُّ :
" سَرَتْ من الفَرْطِ أَو مِنْ نَخْلَتَيْنِ فَلَمْيَنْشَبْ بها جانِبا نَعْمَانَ فالنُّجُدُ وقال عبدُ مَنَاف بنُ رَبْعٍ الهُذَلِيُّ :
فما لَكُمْ والفَرْطَ لا تَقْرَبُونَهُ ... وقَدْ خِلْتُه أَدْنَى مَآبٍ لقَافِلِ قلت : ويُرْوَى : أَدْنَى مَزَارٍ لقائلِ من القَيْلُولَة . والقَصيدَةُ يَرْثي بها دُبَيَّةَ السُّلَمِيَّ سَادِنَ العُزَّى وأُمُّه هُذَلِيَّةٌ . والفَرَطُ بالتَّحريكِ : المُتَقَدِّمُ إِلى الماءِ كالرَّائِدِ في الكَلإِ أَي يَتَقَدَّمُ على الوارِدَةِ فيُهَيِّئُ لهم الأَرْسانَ والدِّلاءَ ويَمْدُرُ الحِياضَ ويَسْتَقِي لهم وهو فَعَلٌ بمعنى فاعِل مثلُ تَبَعٍ بمعنى تابِعٍ يكون للواحِدِ والجَمْعِ يُقَال : رجُلٌ فَرَطٌ وفي الحَديثِ : " أَنْتُم لنا فَرَطٌ ونَحْنُ لكُمْ تَبَعٌ " وكانَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ إِذا صلَّى على الصَّبِيِّ قال : " اللَّهُمَّ اجْعَلْه لنا سَلَفاً وفَرَطاً وأَجْراً " وفي الحديثِ : " فأَنَا فَرَطُكُم على الحَوْضِ " . وفيه أَيْضاً : " من كانَ له فَرَطَانِ مِنْ أُمَّتِي دَخَلَ الجَنَّةَ " . وفي حديثِ ابنِ عبَّاسٍ قال لعائِشَةَ رضيَ اللهُ عنهم : " تَقْدَمِينَ على فَرَطِ صِدْقٍ " يعني رَسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ وأَبا بكرٍ رضيَ الله عنه . والفَرَطُ أَيْضاً : الماءُ المُتَقَدِّمُ لغيرِه من الأَمْواهِ وهو مَجازٌ . ومن المَجاز أَيْضاً : الفَرَطُ : ما تَقَدَّمَكَ من أَجْرٍ وعَمَلٍ . وكذا ما لم يُدْرِكْ من الوَلَدِ أَي لم يَبْلُغ الحُلُمَ جمعُه أَفْراطٌ . وقِيل : الفَرَطُ يكونُ واحِداً وجَمْعاً . والفُرُطُ بضمَّتين : الظُلْمُ والاعْتِداءُ وبه فُسِّر قولُه تعالى " وكانَ أَمْرُهُ فُرُطا " وقِيل : الأَمْرُ الفُرُطُ : المُجاوَزُ فيه عن الحَدِّ يُقَال كلُّ أَمْرِ فُلانٍ فُرُطٌ أَي مُفْرَطٌ فيه مُجاوزٌ حَدُّه كما في الأَساس والصّحاح . والفُرُطُ : الفَرَسُ السَّريعَةُ التي تَتَفَرَّطُ الخَيْلَ أَي تَتَقَدَّمُها كما في الصّحاح . وفي اللِّسَان والأَساسِ : هي السَّابقَةُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للَبيدٍ - رَضِيَ الله عَنْه - :
ولقد حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتي ... فُرُطٌ وِشاحِي إذْ غَدَوْتُ لِجامُهَا زاد في الأساسِ : وخَيْلٌ أَفْراطٌ . والفُراطَةُ كثُمامَةٍ : الماءُ يَكُونُ شَرَعاً بَيْنَ عِدَّةِ أَحْياءٍ مَنْ سَبَقَ إِلَيْه فهو له وبئرٌ فُراطَةٌ كَذلِكَ . وقال ابن الأَعْرَابِيّ : الماءُ بَيْنَهم فُراطَةٌ أَي مُسابَقَةٌ . وهذا ماءٌ فُراطَةٌ بَيْنَ بَني فُلانٍ وبَني فلانٍ . ومعناه : أَيُّهم سَبَقَ إِلَيْه سَقَى ولم يُزاحِمْهُ الآخَرون . والَّذي في العُبَاب : والفِراطُ والفِراطَةُ : الماءُ يكونُ . . إِلخ وفي الصّحاح : والماءُ الفِراطُ : الَّذي يكونُ لمَنْ سَبَقَ إليهِ من الأَحْياءِ وقد ضَبَطَا الفِراطَةَ بالكَسْرِ فتأَمَّلْ . ومن المَجازِ : الفَارِطانِ : كوكَبانِ مُتَبايِنانِ أَمامَ سَريرِ بَنَاتِ نَعْشٍ يَتَقَدَّمانِها قاله اللَّيْثُ قال : وإِنَّما شُبِّها بالفارِطِ : الَّذي يسبِقُ القَوْمَ لحَفْرِ القَبْرِ ووَقَعَ في الأَساسِ : الفَرَطَانِ . ومن المِجازِ : طَلَعَتْ أَفْراطُ الصَّباحِ أَي تَباشِيرُه الأَوَّلُ لتَقَدُّمها وإِنْذارِها بالصُّبْحِ نَقَلَهُ اللَّيْثُ قال : والواحِدُ منها فَرَطٌ وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ :
" باكَرْتُه قَبْلَ الغَطاطِ اللُّغَّطِ" وقَبْلَ جُونِيِّ القَطَا المُخَطَّطِ
" وقَبْلَ أَفْراطِ الصَّباحِ الفُرَّطِ وفرَّطَ الشَّيْءَ وفيه تَفْريطاً : ضَيَّعَه وقدَّمَ العَجْزَ فيه قال صَخْرُ الغَيِّ :
ذلِكَ بَزِّي فلَنْ أُفَرِّطَهُ ... أَخافُ أَنْ يُنْجِزوا الَّذي وَعَدُوا قال ابنُ سِيدَه : يقولُ لا أُضَيِّعُه وقيل : معناه لا أُخَلِّفُهُ وقيل : لا أُقدِّمُه وأَتَخَلَّفُ عنه . قلت : وفي شرحِ الدِّيوان : أَي هو مَعِي لا أُفارِقُه ولا أُقَدِّمُه وبَزِّي أَي سِلاحي . ويُقال : فَرَّطَ في الأَمْرِ إِذا قصَّرَ فيه وفي الصّحاح : التَّفْريطُ في الأَمرِ : التَّقْصيرُ فيه وتَضْييعُه حتَّى يَفوتَ . انتهى . وفَرَّطَ في جَنْبِ الله : ضيَّعَ ما عِنْدَه فلم يَعْمَلْ ومنه قولُه تعالَى " يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ الله " أَي في أَمرِ الله وفي الحديثِ : " لَيْسَ في النَّوْمِ تَفْريطٌ إِنَّما التَّفْريطُ أَنْ لا يُصَلِّيَ حتَّى يَدْخُل وَقْتُ الأُخْرَى " . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : فَرَّطَ إِلَيْه رَسولاً تَفْرِيطاً : أَرْسَلَهُ إِلَيْه في خاصَّتِه وقدَّمَه . وفَرَّطَ فلاناً تَفْرِيطاً : تَرَكَه وتَقَدَّمَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ لساعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ :
مَعَهُ سِقاءٌ لا يُفَرِّطُ حَمْلَهُ ... صُفْننٌ وأَخْراصٌ يَلُحْنَ ومِسْأَبُ أَي : لا يَتْرُكُ حَمْلَه ولا يُفَارِقُه وقال أَبُو عَمْرو : فَرَّطْتُكَ في كذا وكذا أَي تَرَكْتُكَ . قلت : وبه فُسِّرَ أَيْضاً قولُ صَخْرِ الغَيِّ السَّابِقُ . قال ابنُ دُرَيْدٍ : وده تَفْرِيطاً : مَدَحَه حتَّى أَفْرَطَ في مَدْحِه مثل قَرَّظَه بالقافِ والظَّاءِ كما في العُبَاب وذَكَرَ في التَّكْمِلَة ما نصُّه : وأَنا أَخْشَى أَن يكونَ تَصْحيفَ قَرَّظَه بالقافِ والظَّاءِ إلاَّ أَنْ يكونَ ضَبَطَه . قلت : وكأَنَّه ظَهَرَ له فيما بَعْدُ صِحَّتُه فسَلَّمَه في العُبَاب إِذْ تأْليفُه مُتَأَخِّرٌ عن تأْليفِ التَّكْمِلَةِ . وقال الخليل : فَرَّطَ الله تَعالَى عن فُلانٍ ما يَكْرَهُ أَي نَحَّاه . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وقال : وقَلَّما يُسْتَعْمَلُ إلاَّ في الشِّعْرِ قال مُرَقِّشٌ وهو الأَكْبَرُ واسمُه عَمْرُو بن سعدٍ :
يا صاحِبَيَّ تَلَبَّثَا لا تَعْجَلا ... وقِفا برَبْعِ الدَّارِ كَيْما تَسْأَلاَ
فَلَعَلَّ بُطْأَكُما يُفَرِّطُ سَيِّئاً ... أَو يَسْبِقَ الإِسْراعُ خَيْراً مُقْبِلاَ هكذا هو في الصّحاح وفي العُبَاب الشَّطرُ الثَّاني :
" إِنَّ الرَّحيلَ رَهِينُ أَنْ لا تَعْذُلاَ قال : ويُرْوى :
فَلَعَلَّ بُطْأَكُما يُفَرِّطُ رَيْثَكُمَا ... أَو يَسْبِق الإِفْراطُ سَيْباً مُقْبِلاَ وأَفْرَطَهُ أَي المَزادَ : مَلأَه حتَّى أَسالَ الماءَ . وأَفرَطَ الحَوْضَ والإِناءَ إِذا ملأَهُ حتَّى فاضَ قال كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ رضيَ الله عنه :
تَنْفِي الرِّياحُ القَذَى عنهُ وأَفْرَطَه ... من صَوْبِ سارِيَةٍ بِيضٌ يَعَالِيلُ ويُروى : تَجْلو الرِّياحُ . وروى الأَصْمَعِيّ : من نَوْءِ سارِيَةٍ . ويُقال : غَديرٌ مُفْرَطٌ أَي ملآنُ قال ساعِدَةُ الهُذَلِيُّ يَصِفُ مُشْتارَ العَسَلِ :
فأَزالَ ناصِحَها بأَبْيَضَ مُفْرَطٍ ... مِن ماءِ أَلْهابٍ بهِنَّ التَّأْلَبُ أَي مَزَجَهَا بماءِ غَديرٍ مَمْلوءٍ وقال آخَرُ :
" بَجَّ المَزَادِ مُفْرَطاً تَوْكِيرَا وأَنْشَدَ إِبراهيمُ بنُ إِسْحاقَ الحَرْبِيُّ :
على جانِبَيْ حَائرٍ مُفْرَطٍ ... ببَرْثٍ تَبَوَّأْتُه مُعْشِبِ وقالَ أَبُو وَجْزَةَ :
لاعٍ يَكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُهُ ... مُسْتَرْفِعٍ لسُرَى المَوْماةِ هَيَّاجِ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ :
يُرَجِّعُ بَيْنَ خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ ... صَوَافٍ لم يُكَدِّرْهَا الدِّلاءُوأَنْشَدَه ابنُ دُرَيْدٍ أَيْضاً هكذا قال : والخُرْم : غُدُرٌ يَتَخَرَّمُ بعضُها إِلى بعضٍ . وأَفْرَطَ الأَمْرَ إِذا نَسِيَه فهو مُفْرَطٌ أَي مَنْسِيٌّ وبه فَسَّرَ مُجاهِدٌ قوله تعالَى : " وأَنَّهُمْ مُفْرَطُون " أَي مَنْسِيُّون . وقال الفرَّاءُ : مَنْسِيُّونَ في النَّارِ قال : والعَرَبُ تَقولُ : أَفْرَطْتُ مِنْهُم نَاساً أَي خلَّفْتُهُم ونَسيتُهم . وأَفْرَطَ عليه ونَصُّ ابنِ القطَّاعِ : على البَعيرِ إِذا حمَّلَه ما لا يُطيقُ وكلُّ ما جاوَزَ الحَدَّ والقَدْرَ فهو مُفْرِطٌ يُقال : طُولٌ مُفْرِطٌ وقِصَرٌ مُفْرِطٌ . والاسمُ : الفَرْطُ بالسُّكونِ وقد ذَكَرَه المُصَنِّف آنِفاً وروَى زاذَانُ عن عليٍّ رضي الله عنه أَنَّه قال : " مَثَلِي ومَثَلُكُم كمَثَلِ عِيسَى صَلَواتُ الله عليه أحَبَّته طائفةٌ فأَفْرَطُوا في حُبِّه فهَلَكوا وأَبْغَضَته طائفةٌ فأَفْرَطُوا في بُغْضِه فهَلَكُوا " . وأَفْرَطَ الرَّجُلُ : أَعْجَلَ بالأَمْرِ . وفي الأَمْرِ : تَقَدَّم قبل التَّثَبُّت . ومن المَجازِ : أَفْرَطَ السَّحَابُ بالوَسْمِيِّ إِذا عجَّلَتْ به والسَّحَابَةُ تُفْرِطُ الماءَ في أَوَّلِ الوَسْمِيِّ : أَي تُعَجِّلُه وتُقَدِّمُه . وأَفْرَطَ بيَدِه إِلى سَيْفِه ليَسْتَلَّهُ : بادَرَ عن ابنِ دُرَيْدٍ . وقال ابنُ الأَعرابيِّ : أَفْرَطَ إِذا أَرْسَلَ رسولاً مُجَرَّداً خاصًّا في حوائِجِهِ . قلت : وهو معنًى واحدٌ فرَّقَهُ المُصَنِّف في ثلاثِ مواضِعَ . فَرَطَ وفَرَّطَ وأَفْرَطَ ولو قالَ : كفَرَّطَ وأَفْرَطَ كان فيه غنَاءٌ عن هذا التَّطْويلِ مع أَنَّ الأَوَّلَ فيه نَظَرٌ . ويُقال : تَفارَطَتْهُ الهُمُومُ والأُمورُ أَي أَصابَتْه في الفَرْطِ أَي الحِينِ وفي العُبَاب : أَي لا تُصيبُهُ إلاَّ في الفَرْطِ . أَو تَفَارَطَتْه : تَسَابَقَتْ إِلَيْه وهو من قولِهِم : تَفَارَطَ فلانٌ إِذا سَبَقَ وتَسَرَّعَ قال بِشْرُ بنُ أَبي خَازِمٍ :
يُنازِعْنَ الأَعِنَّةُ مُصْغِياتٍ ... كما يَتَفَارَطُ الثَّمَدَ الحَمَامُ وقال النَّابغَةُ الذُّبْيانيُّ :
وَقَفْتُ بِها القَلُوصَ على اكْتِئَابٍ ... وذاكَ تَفَارُطُ الشَّوْقِ المُعَنِّيويُروَى : لِفَارِطِ . وتَفَارَطَ الشَّيءُ : تأَخَّرَ وقْتُه فلم يَلْحَقْه مَنْ أَرادَهُ ومنه حديثُ كعبِ بن مالكٍ الأَنْصاريِّ رضي الله عنه في تَخَلُّفه عن غَزْوَةِ تَبُوك : " فلم يَزَلْ بي حتَّى أَسْرَعُوا وتَفَارَطَ الغَزْوُ " . وقال بعضُ الأَعْرابِ : هو لا يُفْتَرَطُ إِحْسانُه وبِرِّه أَي لا يُفْتَرَصُ فلا يُخافُ فَوْتُه نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وصاحِب اللِّسَان . والفَرْطَةُ : المرَّةُ الواحِدَةُ من الخُرُوجِ . وبالضَّمِّ : الاسمُ وفي الصّحاح : الفُرْطَةُ بالضَّمِّ : اسمٌ للخُرُوجِ والتَّقَدُّمِ والفَرْطَةُ بالفَتْحِ : المرَّةُ الواحِدَةُ مثل غُرْفَةٍ وغَرْفَةٍ وحُسْوَةٍ وحَسْوَةٍ . ومنه قولُ أُمِّ سَلَمَةَ لعائشَةَ رَحِمَهُما الله تعالى : " إِنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ نَهَاكِ عن الفُرْطَةِ في البِلادِ " . انتهى . قلتُ : وقال غيرُه : قالت أُمُّ سَلَمَة لعائشَةَ رضيَ اللهُ عنهُما " إِنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم نَهَاكِ عن الفُرْطَةِ في الدِّين " يعني : السَّبْقَ والتَّقَدُّمَ ومُجاوَزَةَ الحَدِّ . وقال ابنُ عبَّادٍ : بَعيرٌ ورَجُلٌ فرَطِيٌّ كجُهَنِيٍّ وعَرَبِيٍّ : صَعْبٌ لم يُذَلَّل . إلاَّ أَنَّ نصَّ المُحيطِ : بالضَّمِّ وبالتَّحريكِ . وقولُه تعالَى : " وأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ " بفتْح الرَّاءِ أَي مَنْسِيُّون كما قالَهُ مُجاهِدٌ . وقيل : مُضَيَّعون مُتْروكون . وقال الفرَّاءُ : منْسِيُّون في النَّارِ أَو الأَصْلُ فيه أَنَّهم مُقَدَّمونَ إِلى النَّارِ مُعَجَّلونَ إليْها ويُقال : أَفْرَطَه : قدَّمَهُ نَقَلَهُ الأَزْهَرِيّ . وقُرِئَ : " مُفْرِطونَ " بكسرِ الرَّاءِ أَي مُجاوِزونَ لما حُدَّ لهُمْ وهي قراءةُ قُتَيْبَةَ وأَبي جعفَرٍ ونافِعٍ من أَفْرَطَ في الأَمْرِ إِذا تَجاوَزَ فيه عن الحَدِّ والقَدْرِ . وقُرِئَ أَيْضاً : " مُفَرِّطُونَ " بتَشْديدِ الرَّاءِ المَكْسُورَةِ أَي على أَنْفُسِهِم في الذُّنُوبِ . وقال ابنُ الأَعرابيِّ : يُقال : فارَطَهُ وأَلْفاهُ وصادَفَهُ وفالَطَهُ ولافَطَهُ كلُّهُ بمعنًى واحدٍ . وفارَطَهُ مُفارَطَةً وفِراطاً : سابَقَهُ . ويُقال : تكَلَّمَ فُلانٌ فِراطاً ككِتابٍ أَي سَبَقَتْ منه كَلِمَةٌ وهو مصْدَرُ فارَطَهُ مُفارَطَةً وفِراطاً . وافْتَرَطَ فُلانٌ وَلَداً أَي ماتَ وَلَدُه ونصُّ الصّحاح : يُقال : افْتَرَطَ فُلانٌ فَرَطاً إِذا ماتَ لهُ وَلَدٌ صَغيرٌ قَبْلَ أَن يَبْلُغَ الحُلُمَ أَي مَبْلَغَ الرِّجالِ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه : فَرَّطَه تَفْرِيطاً : قَدَّمَه وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
يُفَرِّطُها عَنْ كَبَّةِ الخَيْلِ مَصْدَقٌ ... كَريمٌ وشَدٌّ لَيْسَ فيهِ تَخَاذُلُ أَي يُقَدِّمُها . وفَرَّطَه في الخُصُومَةِ : جَرَّأَهُ كأَفْرَطَه عن ابنِ دُرَيْدٍ . وفَرَطَ في حَوْضِهِ فَرْطاً إِذا ملأَهُ أَو أَكثَرَ من صَبِّ الماءِ فيهِ . والفارِطُ : مُتَقَدِّمُ الوارِدَةِ - كالفَرَطِ - والمُتَقَدِّمُ لحَفْرِ القَبْرِ جَمْعُهُ : فُرَّاطٌ ومنه قولُ أَبي ذُؤَيْب :
وقد أَرْسَلُوا فُرَّاطَهُم فتَأَثَّلُوا ... قَلِيباً سَفَاهَا كالإِماءِ القَوَاعِدِ كذا في شَرْحِ الدِّيوانِ وقد يُجمعُ الفارِطُ على فَوَارِطَ وهو نادِرٌ كفارِسٍ وفَوَارِسٍ كما في العباب وأَنْشَدَ للأَفْوَهِ الأَوْدِيّ :
كُنَّا فَوَارِطَهَا الَّذينَ إِذا دَعَا ... دَاعِي الصَّباحِ إِلَيْهم لا يُفْزَعُ قال شيخُنا : يُراد على نُظَرائه الثَّلاثَةَ انظر في ف ر س . وفُرَّاطُ القَطَا : مُتَقَدِّماتُها إِلى الوادي والماءِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ وهو نُقادَةُ الأَسَدِيُّ :
" ومَنْهَلٍ وَرَدْتُه الْتِقَاطَا
" لم أَرَ إِذْ وَرَدْتُهُ فُرَّاطَا
" إلاَّ الحَمَامَ الوُرْقَ والغَطَاطَا وفَرَطْتُ البئْرَ إِذا تَرَكْتَهَا حتَّى يَثُوبَ ماؤُها . قال ذلك شَمِرٌ وأَنْشَدَ في صِفَةِ بِئْرٍ :
" وهيَ إِذا ما فُرِطَتْ عَقْدَ الوَذَمْ
" ذاتُ عِقَابٍ همشٍ وذَاتُ طَمْيقول : إِذا أُجِمَّت هذه البِئْرُ قَدْرَ ما يُعْقَدُ وَذَمُ الدَّلْوِ ثَابَتْ بماءٍ كَثيرٍ . والعِقَابُ : ما يَثُوب لها من الماءِ جمعُ عَقَبٍ . وأَمَّا قولُ عَمْرِو بنِ مَعْدِ يكرِبَ :
أَطَلْتُ فِرَاطَهُم حتَّى إِذا مَا ... قَتَلْتُ سَرَاتَهمْ كانت قَطَاطِ أَي أَطَلْتُ إِمْهالَهُم والتَّأَنِّي بهِم إِلى أَن قَتَلْتُهم . وافْتَرَطَ الرَّجُلُ وُلْداً : ماتُوا صِغاراً . وافْتُرِطَ الوَلَدُ : عُجِّلَ مَوْتُه عن ثَعْلَب . وأَفْرَطَتِ المرأَةُ أَوْلاداً : قَدَّمَتْهُم . قال شَمِرٌ : سمعْتُ أَعْرابِيَّةً فَصِيحةً تقول : افْتَرَطْتُ ابْنَيْن . وأَفْرَطَ وَلَداً : ماتَ لهُ وَلَدٌ صَغيرٌ . وافْتَرَطَ أَوْلاداً : قَدَّمَهم . وفَرَطَ إِلَيْه منِّي كَلامٌ وقوْلٌ : سَبَقَ وكذلِك فَرَطَ أَمْرٌ قَبيحٌ أَي سَبَقَ . وفَرَطَ الرَّجُلُ فُرُوطاً : شَتَمَ نَقَلَهُ ابنُ القطَّاعِ . وأَمْرُهُ فُرُطٌ بضَمَّتَيْنِ أَي مَتْروكٌ ومنه قولُه تعالَى : " وكانَ أَمْرُه فُرُطاً " أَي مَتْروكاً تَرَكَ فيه الطَّاعَةَ وغَفَلَ عنها وقال أَبُو الهَيْثَمِ : أَمْرٌ فُرُطٌ : مُتَهاوَنٌ به مُضَيَّع . وقال الزَّجّاجُ : أَي كانَ أَمْرُه التَّفْريطَ وهو تَقْديمُ العَجْزِ . وقال غيرُه : أَي نَدَماً ويُقال : سَرَفاً . وأَفْرَطَه : تَرَكه وخَلَّفَه كفَرَّطَهُ . وفي حديثِ عليٍّ رضيَ الله عنه : " لا تَرَى الجَاهِلَ إلاَّ مُفْرِطاً أَو مُفَرِّطاً " أَي مُسْرِفاً في العَمَلِ أَو مُقَصِّراً فيه . وتَفَرَّطَ الشَّيءُ : فاتَ وَقْتُه كتَفَارَطَ ومنه الحَديثُ : " نامَ عن العِشاءِ حتَّى تَفَرَّطَتْ " أَي فاتَ وقتُها قبلَ أَدائِها . وافْتَرَطَ إِلَيْه في هذا الأَمْرِ : تَقَدَّمَ وسَبَقَ . وفُلانٌ مُفْتَرِطُ السِّجَالِ إِلى العُلا أَي له فيه قُدْمَةٌ . قال الشَّاعرُ :
ما زِلْتُ مُفْتَرِطَ السِّجَالِ إِلى العُلا ... في حَوْضِ أَبْلَجَ تَمْدُرُ التُّرْنُوقَا ومَفارِطُ البَلَدِ : أَطْرافُه قال أَبُو زُبَيْدٍ :
وسَمَوْا بالمَطِيِّ والذُبَّلِ الصُّ ... مِّ لِعَمْياءَ في مَفَارِطِ بِيدِ وفُلانٌ ذو فُرْطَةٍ في البِلادِ بالضَّمِّ إِذا كانَ صاحبَ أَسْفارٍ كَثيرَةٍ . والفُرُطُ بضَمَّتين : الأَمْرُ يُفْرَطُ فيهِ وقيلَ : هو الإِعْجالُ . وفَرَطَ عليهِ يَفْرُط آذَاهُ . وفَرَطَ أَيْضاً إِذا تَوَانَى وكَسِلَ . والفَرَطُ مُحَرَّكةً : العَجَلَةُ . وأَفْرَطَهُ : أَعْجَلَه . قال سيبَوَيْهِ : وقالوا : فَرَطَكَ إِذا كُنْتَ تُحَذِّرُه من بَيْنَ يَدَيْهِ شيئاً أَو تأْمُرُه أَن يَتَقَدَّمَ . وهي من أَسْماءِ الفِعْلِ الَّذي لا يَتَعَدَّى . والإِفْراطُ : الزِّيادَةُ على ما أُمِرْتَ . وأَفْرَطَ في القَوْلِ : أَكْثَرَ . والفَرَطُ مُحَرَّكَةً : الأَمْرُ الَّذي يُفَرِّطُ فيه صاحِبُه أَي يُضَيِّع . وتَفَارَطَت الصَّلاةُ عن وقْتِها : تأَخَّرَت . وفَرَّطَ عنه تَفْرِيطاً : كَفَّ عنه . وفَرَّطَه : أَمْهَلَه . والفِراطُ ككِتابٍ : التَّرْكُ . وقال الكِسائِيُّ : ما أَفْرَطْتُ من القَوْمِ أَحَداً أَي ما تَرَكْت . وفَرِطَ كفَرِحَ إِذا سَبَقَ لغةٌ في فَرَطَ كنَصَرَ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ . وقال أَبُو زِيادٍ : الفُرُطُ بضَمَّتَيْنِ : طَرَفُ العارِض عارِضِ اليَمَامَةِ وأَنْشَدَ بَيْتَ وَعْلَةَ الجَرْمِيِّ الَّذي سبَقَ ذِكْرُه آنِفاً . وقد سَمَّوْا فارِطاً وفُرَيْطاً كزُبَيْرٍ . وتَفَارَطَتْهُ الهُمُومُ : لا تَزالُ تأْتِيه الحِينَ بعدَ الحِينِ . وهو مَجازٌ . وتقول : اللَّهمَّ اغْفِرْ لي فَرَطَاتِي أَي ما فَرَطَ مِنِّي وهو مَجازٌ