ـ أوَيْتُ مَنْزِلِي ، وإليه أُوِيًّا ، وإوِيَّا ، ـ أَوَّيْتُ تَأْوِيَةً ، وتَأَوَّيْتُ واتَّوَيْتُ وائْتَوَيْتُ : نَزَلْتُهُ بِنَفْسِي ، وسَكَنْتُه . ـ أوَيْتُه وأوَّيْتُه وآوَيْتُه : أنْزَلْتُه . ـ مَأْوَى ومَأْوِي ومَأْوَاةُ : المكانُ . ـ تأَوَّتِ الطَّيْرُ ، وتَآوَتْ : تَجَمَّعَتْ . ـ طَيْرٌ أُوِيٌّ : مُتَأَوِّياتٌ . ـ أوَى له ، أوْيَةً وإِيَّةً ومَأْوِيَةً ومَأْواةً : رَقَّ ، كائْتَوَى . ـ ابنُ آوَى : دُوَيبَّةٌ , ج : بناتُ آوَى . ـ آوَةُ : بلد قُرْبَ الرَّيِّ ، ويقال : آيَةُ .
المعجم: القاموس المحيط
قلا
" ابن الأَعرابي : القَلا والقِلا والقَلاء المَقْلِيةُ . غيره : والقِلَى البغض ، فإِن فتحت القاف مددت ، تقول قَلاه يَقْلِيه قِلًى وقَلاء ، ويَقْلاه لغة طيء ؛
وأَنشد ثعلب : أيامَ أُمِّ الغَمْرِ لا نَقْلاها ، ولو تَشاءُ قُبِّلَت عَيْناها فادِرُ عُصْمِ الهَضْب لو رآها ، مَلاحةً وبَهْجةً ، زهاه ؟
قال ابن بري : شاهد يَقْلِيه قول أَبي محمد الفقعسي : يَقْلِي الغَواني والغَواني تَقْليه وشاهد القَلاء في المصدر بالمد قول نُصَيْب : عَلَيكِ السَّلامُ لا مُلِلْتِ قَرِيبَةً ، وما لَكِ عِنْدي ، إِنْ نَأَيْتِ ، قَلاءُ ابن سيده : قَلَيْتُه قِلًى وقَلاء ومَقْلِيةً أَبغضته وكَرِهْتُه غاية الكَراهة فتركته . وحكى سيبويه : قَلى يَقلَى ، وهو نادر ، شبهوا الأَلف بالهمزة ، وله نظائر قد حكاها كلها أَو جلها ، وحكى ابن جني قَلاه وقَلِيَه . قال : وأُرى يَقْلَى إِنما هو على قَلِيَ ، وحكى ابن الأَعرابي قَلَيْته في الهجر قِلًى ، مكسور مقصور ، وحكى في البُغْض : قَلِيته ، بالكسر ، أَقْلاه على القياس ، وكذلك رواه عنه ثعلب . وتَقَلَّى الشيءُ : تَبَغَّضَ ؛ قال ابن هَرْمةَ : فأَصْبَحْتُ لا أَقْلي الحَياةَ وطُولَها أَخيراً ، وقد كانتْ إَلَيَّ تَقَلَّتِ الجوهري : وتَقَلّى أَي تَبَغَّض ؛ قال كثير أَسِيني بنا أو أَحسني ، لا مَلُولةٌ لَدَيْنا ، ولا مَقْلِيَّةٌ إِن تَقَلَّتِ خاطَبها ثم غايَبَ . وفي التنزيل العزيز : ما وَدَّعَك ربُّك وما قَلَى ؛ قال الفراء : نزلت في احتباس الوحي عن سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة ، فقال المشركون : قد وَدَّعَ محمداً ربُّه وقَلاه التابعُ الذي يكون معه ، فأَنزل الله تعالى : ما وَدَّعك ربك وما قَلَى ؛ يريد وما قَلاك ، فأُلقيت الكاف كما تقول قد أَعْطَيْتُك وأَحْسَنْتُ ، معناه أَحسنت إِليك ، فيُكْتَفَى بالكاف الأُولى من إِعادة الأُخرى . الزجاج : معناه لم يَقطع الوحي عنك ولا أَبْغَضَك . وفي حديث أَبي الدرداء : وجَدْتُ الناسَ اخْبُرْ تَقْلِهْ ؛ القِلَى : البُغْضُ ، يقول : جَرِّب الناس فإِنك إِذا جرّبتهم قليتهم وتركتهم لما يظهر لك من بَواطِن سرائرهم ، لفظه لفظ الأَمر ومعناه الخبر أَي من جرَّبهم وخبرهم أَبغضهم وتركهم ، والهاء في تقله للسكت ، ومعنى نظم الحديث وجدت الناس مقولاً فيهم هذا القول ، وقد تكرر ذكر القِلى في الحديث . وقَلَى الشيء قَلْياً : أَنْضَجَه على المِقْلاة . يقال : قَلَيْت اللحم على المِقْلَى أَقْلِيه قَلْياً إِذا شويته حتى تُنْضِجه ، وكذلك الحبّ يُقْلَى على المِقلى . ابن السكيت : يقال قَلَوْت البُرَّ والبُسْر ، وبعضهم يقول قَلَيْت ، ولا يكون في البُغْض إِلا قَلَيْت . الكسائي : قَلَيْت الحَبّ على المِقْلَى وقَلَوْته . الجوهري : قَلَيْت السويق واللحم فهو مَقْلِيٌّ ، وقَلَوْت فهو مَقْلُوّ ، لغة . والمِقْلاة والمِقْلَى : الذي يُقْلَى عليه ، وهما مِقْلَيانِ ، والجمع المَقالي . ويقال للرجل إِذا أَقْلقَه أَمر مُهمّ فبات ليله ساهراً : باتَ يَتَقَلَّى أَي يتقَلَّب على فراشه كأَنه على المِقْلى . والقَلِيَّةُ من الطعام ، والجمع قَلايا ، والقَلِيَّة : مرَقة تتخذ من لحوم الجَزُور وأَكْبادِها . والقَلاَّء : الذي حرفته ذلك . والقَلاء : الذي يَقْلي البُرّ للبيع . والقَلاَّءة ، ممدودة : الموضع الذي تتخذ فيه المَقالي ، وفي التهذيب : الذي تتخذ فيه مَقالي البر ، ونظيره الحَرَّاضةُ للمَوضِع الذي يطبخ فيه الحُرُضُ . وقَلَيْت الرَّجل : ضربت رأْسه . والقِلْيُ والقِلَى : حب يشبب به العصفر . وقال أَبو حنيفة : القِلْي يتخذ من الحَمض وأَجوده ما اتخذ من الحُرُض ، ويتخذ من أَطراف الرِّمث وذلك إِذا اسْتَحْكَم في آخر الصيف واصفرَّ وأَوْرَس . الليث : يقال لهذا الذي يُغسل به الثياب قِلْيٌ ، وهو رَماد الغَضَى والرِّمْث يُحرق رَطباً ويرش بالماء فينعقد قِلْياً . الجوهري : والقِلْيُ الذي يتخذ من الأُشْنان ، ويقال فيه القِلَى أَيضاً ، ابن سيده : القُلة عود يجعل في وسطه حبل ثم يدفن ويجعل للحبل كِفَّة فيها عيدان ، فإِذا وَطِئ الظبي عليها عَضَّت على أَطراف أَكارِعِه . والمِقْلَى : كالقُلةِ . والقُلةُ والمِقْلَى والمِقْلاء ، على مِفْعالٍ ، كلهُ : عودانِ يَلعب بهما الصبيان ، فالمِقْلَى العود الكبير الذي يضرب به ، والقُلةُ الخَشبة الصغيرة التي تنصب وهي قدر ذراع . قال الأَزهري : والقالي الذي يَلعب فيَضْرب القُلةَ بالمِقْلَى . قال ابن بري : شاهد المِقْلاء قول امرئ القيس : فأَصْدَرَها تَعْلُو النِّجادَ ، عَشِيَّةً ، أَقبُّ ، كمِقْلاءِ الوَليدِ ، خَمِيصُ والجمع قُلاتٌ وقُلُونَ وقِلُونَ على ما يَكثر في أَوَّل هذا النحو من التغيير ؛
وأَنشد الفراء : مِثْل المقالي ضُرِبَتْ قِلِينُه ؟
قال أَبو منصور : جعل النون كالأَصلية فرفعها ، وذلك على التوهم ، ووجه الكلام فتح النون لأَنها نون الجمع . وتقول : قَلَوْت القُلة أَقْلُو قَلْواً ، وقَلَيْتُ أَقْلي قَلْياً لغة ، وأَصلها قُلَوٌ ، والهاء عوض ، وكان الفراء يقول : إِنما ضم أَوّلها ليدل على الواو ، والجمع قُلاتٌ وقُلُونَ وقِلُون ، بكسر القاف . وقَلا بها قَلْواً وقَلاها : رَمى ؛ قال ابن مقبل : كأَنَّ نَزْوُ فِراخِ الهامِ ، بَيْنَهُمُ ، نَزْوُ القُلاتِ زَهاها ، قالُ ، قالِينا أَراد قَلْوُ ، قالِينا فقلب فتغير البناء للقَلْب ، كما ، قالوا له جاهٌ عند السلطان ، وهو من الوجه ، فقلبوا فَعْلاً إِلى فَلْع لأَن القلب مما قد يغير البناء ، فافهم . وقال الأصمعي : القالُ هو الذمِقْلاء ، والقالُون الذين يلعبون بها ، يقال منه قَلَوْت أَقْلُو . وقَلَوْتُ بالقُلة والكُرة : ضربت . ابن الأَعرابي : القُلَّى القصيرة من الجواري . قال الأَزهري : هذا فُعْلَى من الأَقَلّ والقِلَّةِ . وقَلا الإِبل قَلْواً : ساقَها سَوْقاً شديداً . وقَلا العَيْرُ آتُنَهُ يَقْلُوها قَلْواً : شَلَّها وطَرَدَها وساقَها . التهذيب : يقال قَلا العَيرُ عانته يَقْلُوها وكَسَأَها وشَحَنَها وشَذَّرَها إِذا طَرَدَها ؛ قال ذو الرمة : يَقْلُو نَحائِصَ أَشْباهاً مُحَمْلَجَةً ، وُرْقَ السَّرابِيلِ ، في أَلْوانِها خَطَبُ والقِلْوُ : الحمار الخفيف ، وقيل : هو الجحش الفَتيُّ ، زاد الأَزهري : الذي قد أَركَب وحَمَل ، والأُنثى قِلْوة ، وكل شديد السوق قِلْوٌ ، وقيل : القِلو الخفيف من كل شيء ، والقِلوة الدابة تتقدَّم بصاحبها ، وقد قَلَتْ به واقْلَوْلَتْ . الليث : يقال الدابة تَقْلُو بصاحبها قَلْواً ، وهو تَقَدِّيها به في السير في سرعة . يقال : جاء يَقْلو به حماره . وقَلَت الناقة براكبها قَلْواً إِذا تقدمت به . واقْلَوْلَى القوم : رحلوا ، وكذلك الرجل ؛ كلاهما عن اللحياني . واقْلَولَى في الجبل : صَعِدَ أَعْلاه فأَشْرَفَ . وكلُّ ما عَلَوت ظهره فقد اقْلَوْلَيْتَه ، وهذا نادر لأَنَّا لا نعرف افْعَوْعَل متعدِّية إِلا اعْرَوْرَى واحْلَوْلى . واقْلَوْلَى الطائر : وقع على أَعلى الشجرة ؛ هذه عن اللحياني . والقَلَوْلَى : الطائر إِذا ارتفع في طيرانه . واقْلولَى أَي ارتفع . قال ابن بري : أَنكر المهلبي وغيره قَلَوْلَى ، قال : ولا يقال إِلا مُقْلَوْلٍ في الطائر مثل مُحْلَوْلٍ . وقال أَبو الطيب : أَخطأَ من ردَّ على الفراء قَلَوْلَى ؛
وأَنشد لحميد بن ثور يصف قطاً : وَقَعْنَ بِجَوْف الماء ، ثم تَصَوَّبَتْ بِهِنَّ قَلَوْلاةُ الغُدُوِّ ضَرُوبُ ابن سيده :، قال أَبو عبيدة قَلَوْلَى الطائر جعله علماً أَو كالعلم فأَخطأَ . والمُقْلَوْلِي : المُسْتَوْفِز المُتَجافي . والمُقْلَولي : المُنْكَمِش ؛
قال : قد عَجِبَتْ مِنِّي ومِن بُعَيْلِيا ، لَمَّا رأَتْني خَلَقاً مُقْلوْلِيا وأَنشد ابن بري هنا لذي الرمة : واقْلَولَى على عُودِه الجَحْلُ وفي الحديث : لو رأَيت ابن عُمر ساجداً لرأَيته مُقْلَوْلِياً ؛ هو المُتَجافي المُسْتَوْفِزُ ، وقيل : هو مَن يَتَقَلَّى على فراشه أَي يَتَمَلمَل ولا يَسْتَقِرّ ، قال أَبو عبيد : وبعض المحدثين كان يفسر مُقْلَوْلِياً كأَنه على مِقْلًى ، قال : وليس هذا بشيء إِنما هو من التجافي في السجود . ويقال : اقْلَولى الرجل في أَمره إِذا انكمش ، واقْلَوْلَتِ الحُمر في سرعتها ؛ وأَنشد الأَحمر للفرزدق : تقُولُ ، إِذا اقْلَوْلَى عليها وأَقْرَدَتْ : أَلا هَل أَخُو عَيْشٍ لَذيذٍ بدائمِ ؟
قال ابن الأَعرابي : هذا كان يزني بها فانقضت شهوته قبل انقضاء شهوتها ، وأَقْرَدَتْ : ذَلَّت ؛ قال ابن بري : أَدخل الباء في خبر المبتدإِ حملاً على معنى النفي كأَنه ، قال ما أَخو عيش لذيذ بدائم ؛ قال : ومثله قول الآخر : فاذْهَبْ ، فأَيُّ فَتًى ، في الناس ، أَحْرَزَه مِنْ يَوْمِه ظُلَمٌ دُعْجٌ ولا خَبَلُ ؟ وعلى ذلك قوله سبحانه وتعالى : أَوَلم يروا أَن الله الذي خلق السموات والأَرض بقادر ؛ ومن هذا قول الفرزدق أَيضاً : أَنا الضَّامِنُ الحانِي عَليهِم ، وإِنَّما يُدافِعُ عن أَحْسابِهِم أَنا ، أَو مِثْلِي والمعنى ما يُدافِع عن أَحسابهم إِلا أَنا ؛ وقوله : سَمِعْنَ غِناءً بعدما نِمْنَ نَوْمةً ، من الليلِ ، فاقْلَوْلَيْنَ فوق المَضاجع (* قوله « غناء » كذا بالأصل والمحكم ، والذي في الاساس غنائي ، بياء المتكلم .) يجوز أَن يكون معناه خَفَقْنَ لصوته وقَلِقْنَ فزال عنهن نومهن واستثقالهن على الأَرض ، وبهذا يعلم أَن لام اقْلَوْ لَيْت واو لا ياء ؛ وقال أَبو عمرو في قول الطرماح : حَواتم يَتَّخِذْنَ الغِبَّ رِفْهاً ، إِذا اقْلَوْلَيْنَ بالقَرَبِ البَطينِ اقْلَوْلَيْنَ أَي ذَهبن . ابن الأَعرابي : القُلى رُؤوس الجِبال ، والقُلى هامات الرجال ، والقُلى جمع القُلةِ التي يلعب بها . وقلا الشيءَ في المِقْلى قَلْواً ، وهذه الكلمة يائية وواوية . وقَلَوْت الرجل : شَنِئْتُه لغة في قَلَيْتُه . والقِلُْو : الذي يستعمله الصباغ في العفصر ، وهو يائي أَيضاً لأَن القِلْيَ فيه لغة . ابن الأَثير في حديث عمر ، رضي الله عنه : لما صالح نصارى أَهل الشأْم كتبوا له كتاباً إنا لا نُحدِث في مدينتنا كنيسة ولا قَلِيّة ولا نَخْرج سَعانِينَ ولا باعُوثاً ؛ القَلِيَّةُ : كالصومعة ، قال : كذا وردت ، واسمها عند النصارى القَلاَّيةُ ، وهي تَعْريب كَلاذةَ ، وهي من بيوت عباداتهم . وقالي قَلا : موضع ؛ قال سيبويه : هو بمنزلة خمسة عشر ؛
قال : سَيُصْبِحُ فَوْقي أَقْتَمُ الرِّيشِ واقِعاً بِقالي قَلا ، أَو من وَراء دَبيلِ ومن العرب من يضيف فينوِّن . الجوهري :، قالي قَلا اسمان جعلا واحداً ؛ قال ابن السراج : بني كل واحد منهما على الوقف لأَنهم كرهوا الفتحة ؛ في الياء والأَلف . "
المعجم: لسان العرب
قول
" القَوْل : الكلام على الترتيب ، وهو عند المحقِّق كل لفظ ، قال به اللسان ، تامّاً كان أَو ناقصاً ، تقول :، قال يقول قولاً ، والفاعل قائل ، والمفعول مَقُول ؛ قال سيبويه : واعلم أَن قلت في كلام العرب إِنما وقعت على أَن تحكي بها ما كان كلاماً لا قَوْلاً ، يعني بالكلام الجُمَل كقولك زيد منطلق وقام زيد ، ويعني بالقَوْل الأَلفاظ المفردة التي يبنى الكلام منها كزيد من قولك زيد منطلق ، وعمرو من قولك قام عمرو ، فأَما تَجوُّزهم في تسميتهم الاعتقادات والآراء قَوْلاً فلأَن الاعتقاد يخفَى فلا يعرف إِلاَّ بالقول ، أَو بما يقوم مقام القَوْل من شاهد الحال ، فلما كانت لا تظهر إِلا بالقَوْل سميت قولاً إِذ كانت سبباً له ، وكان القَوْل دليلاً عليها ، كما يسمَّى الشيء باسم غيره إِذا كان ملابساً له وكان القول دليلاً عليه ، فإِن قيل : فكيف عبَّروا عن الاعتقادات والآراء بالقَوْل ولم يعبروا عنها بالكلام ، ولو سَوَّوْا بينهما أَو قلبوا الاستعمال فيهما كان ماذا ؟ فالجواب : أَنهم إِنما فعلوا ذلك من حيث كان القَوْل بالاعتقاد أَشبه من الكلام ، وذلك أن الاعتقاد لا يُفْهَم إِلاَّ بغيره وهو العبارة عنه كما أَن القَوْل قد لا يتمُّ معناه إِلاَّ بغيره ، أَلا ترى أَنك إِذا قلت قام وأَخليته من ضمير فإِنه لا يتم معناه الذي وضع في الكلام عليه وله ؟ لأَنه إِنما وُضِع على أَن يُفاد معناه مقترِناً بما يسند إِليه من الفاعل ، وقام هذه نفسها قَوْل ، وهي ناقصة محتاجة إِلى الفاعل كاحتياج الاعتقاد إِلى العبارة عنه ، فلما اشتبها من هنا عبِّر عن أَحدهما بصاحبه ، وليس كذلك الكلام لأَنه وضع على الاستقلال والاستغناء عما سواه ، والقَوْل قد يكون من المفتقِر إِلى غيره على ما قدَّمْناه ، فكان بالاعتقاد المحتاج إِلى البيان أَقرب وبأَنْ يعبَّر عنه أَليق ، فاعلمه . وقد يستعمل القَوْل في غير الإِنسان ؛ قال أَبو النجم :، قالت له الطيرُ : تقدَّم راشدا ، إِنك لا ترجِعُ إِلا جامِدا وقال آخر :، قالت له العينانِ : سمعاً وطاعةً ، وحدَّرتا كالدُّرِّ لمَّا يُثَقَّب وقال آخر : امتلأَ الحوض وقال : قَطْني وقال الآخر : بينما نحن مُرْتعُون بفَلْج ، قالت الدُّلَّح الرِّواءُ : إِنِيهِ إِنِيهِ : صَوْت رَزَمة السحاب وحَنِين الرَّعْد ؛ ومثله أَيضاً : قد ، قالتِ الأَنْساعُ للبَطْن الحَقِي وإِذا جاز أَن يسمَّى الرأْي والاعتقاد قَوْلاً ، وإِن لم يكن صوتاً ، كان تسميتهم ما هو أَصوات قولاً أَجْدَر بالجواز ، أَلا ترى أَن الطير لها هَدِير ، والحوض له غَطِيط ، والأَنْساع لها أَطِيط ، والسحاب له دَوِيّ ؟ فأَما قوله :، قالت له العَيْنان : سَمْعاً وطاعة فإِنه وإِن لم يكن منهما صوت ، فإِن الحال آذَنَتْ بأَن لو كان لهما جارحة نطق لقالتا سمعاً وطاعة ؛ قال ابن جني : وقد حرَّر هذا الموضع وأَوضحه عنترة بقوله : لو كان يَدْرِي ما المْحَاورة اشْتَكى ، أَو كان يَدْرِي ما جوابُ تَكَلُّمي (* قوله « تمنحه إلخ » صدره كما في مادة سوك : أغر الثنايا أحم اللثاــــــت تمنحه سوك الإِسحل ). قال : وشاهد قوله رجل قَؤُول قول كعب بن سعد الغَنَوي : وعَوراء قد قِيلَتْ فلم أَلْتَفِتْ لها ، وما الكَلِمُ العُورانُ لي بِقَبيل وأُعرِضُ عن مولاي ، لو شئت سَبَّني ، وما كلّ حين حلمه بأَصِيل وما أَنا ، للشيء الذي ليس نافِعِي ويَغْضَب منه صاحبي ، بِقَؤُول ولستُ بِلاقي المَرْء أَزْعُم أَنه خليلٌ ، وما قَلْبي له بخَلِيل وامرأَة قَوَّالة : كثيرة القَوْل ، والاسم القالةُ والقالُ والقِيل . ابن شميل : يقال للرجل إِنه لَمِقْوَل إِذا كان بَيِّناً ظَرِيفَ اللسان . والتِّقْولةُ ، الكثيرُ الكلام البليغ في حاجته . وامرأَة ورجل تِقْوالةٌ : مِنْطِيقٌ . ويقال : كثُر القالُ والقِيلُ . الجوهري : القُوَّل جمع قائل مثل راكِع ورُكَّع ؛ قال رؤبة : فاليوم قد نَهْنَهَني تنَهْنُهِي ، أَوَّل حلم ليس بالمُسَفَّهِ ، وقُوَّل إِلاَّ دَهٍ فَلا دَهِ وهو ابنُ أَقوالٍ وابنُ قَوَّالٍ أَي جيدُ الكلام فصيح . التهذيب : العرب تقول للرجل إِذا كان ذا لسانٍ طَلِق إِنه لابنُ قَوْلٍ وابن أَقْوالٍ . وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَنه نهى عن قِيل وقال وإِضاعةِ المال ؛ قال أَبو عبيد في قوله قيل وقال نحوٌ وعربيَّة ، وذلك أَنه جعل القال مصدراً ، أَلا تراه يقول عن قِيلٍ وقالٍ كأَنه ، قال عن قيلٍ وقَوْلٍ ؟ يقال على هذا : قلتُ قَوْلاً وقِيلاً وقالاً ، قال : وسمعت الكسائي يقول في قراءة عبد الله : ذلك عيسى بنُ مريم ، قالَ الحقِّ الذي فيه يَمْتَرُونَ ؛ فهذ من هذا كأَنه ، قال :، قالَ قَوْلَ الحق ؛ وقال الفراء : القالُ في معنى القَوْل مثل العَيْب والعابِ ، قال : والحق في هذا الموضع يراد به الله تعالى ذِكرُه كأَنه ، قال قَوْلَ اللهِ . الجوهري : وكذلك القالةُ . يقال : كثرتْ ، قالةُ الناس ، قال : وأَصْل قُلْتُ قَوَلْتُ ، بالفتح ، ولا يجوز أَن يكون بالضم لأَنه يتعدّى . الفراء في قوله ، صلى الله عليه وسلم : ونهيِه عن قِيل وقال وكثرة السؤَال ، قال : فكانتا كالاسمين ، وهما منصوبتان ولو خُفِضتا على أَنهما أُخرجتا من نية الفعل إِلى نية الأَسماء كان صواباً كقولهم : أَعْيَيْتني من شُبٍّ إِلى دُبٍّ ؛ قال ابن الأَثير : معنى الحديث أَنه نهَى عن فُضُول ما يتحدَّث به المُتجالِسون من قولهم قِيلَ كذا وقال كذا ، قال : وبناؤهما على كونهما فعلين ماضيين محكيَّيْن متضمِّنين للضمير ، والإِعراب على إِجرائهما مجرى الأَسماء خِلْوَيْن من الضمير وإِدخال حرف التعريف عليهما لذلك في قولهم القِيل والقال ، وقيل : القالُ الابتداء ، والقِيلُ الجواب ، قال : وهذا إِنما يصح إِذا كانت الرواية قِيل وقال على أَنهما فِعْلان ، فيكون النهي عن القَوْل بما لا يصح ولا تُعلم حقيقتُه ، وهو كحديثه الآخر : بئس مَطِيَّةُ الرجل زعموا وأَما مَنْ حكَى ما يصح وتُعْرَف حقيقتُه وأَسنده إِلى ثِقةٍ صادق فلا وجه للنهي عنه ولا ذَمَّ ، وقال أَبو عبيد : إِنه جعل القال مصدراً كأَنه ، قال : نهى عن قيلٍ وقوْلٍ ، وهذا التأْويل على أَنهما اسمان ، وقيل : أَراد النهي عن كثرة الكلام مُبتدئاً ومُجيباً ، وقيل : أَراد به حكاية أَقوال الناس والبحث عما لا يجدي عليه خيراً ولا يَعْنيه أَمرُه ؛ ومنه الحديث : أَلا أُنَبِّئُكم ما العَضْهُ ؟ هي النميمةُ القالةُ بين الناس أَي كثرة القَوْلِ وإِيقاع الخصومة بين الناس بما يحكي البعضُ عن البعض ؛ ومنه الحديث : فَفَشَتِ القالةُ بين الناس ، قال : ويجوز أَن يريد به القَوْل والحديثَ . الليث : تقول العرب كثر فيه القالُ والقِيلُ ، ويقال إِن اشتِقاقَهما من كثرة ما يقولون ، قال وقيل له ، ويقال : بل هما اسمان مشتقان من القَوْل ، ويقال : قِيلَ على بناء فِعْل ، وقُيِل على بناء فُعِل ، كلاهما من الواو ولكن الكسرة غلبت فقلبت الواو ياء ، وكذلك قوله تعالى : وسِيقَ الذين اتّقَوْا ربَّهم . الفراء : بنو أَسد يقولون قُولَ وقِيلَ بمعنى واحد ؛
وأَنشد : وابتدأَتْ غَضْبى وأُمَّ الرِّحالْ ، وقُولَ لا أَهلَ له ولا مالْ بمعنى وقِيلَ : وأَقْوَلَهُ ما لم يَقُلْ وقَوَّلَه ما لم يَقُل ، كِلاهما : ادّعى عليه ، وكذلك أَقاله ما لم يقُل ؛ عن اللحياني . قَوْل مَقُولٌ ومَقْؤول ؛ عن اللحياني أَيضاً ، قال : والإتمام لغة أَبي الجراح . وآكَلْتَني وأَكَّلْتَني ما لم آكُل أَي ادّعَيْته عَليَّ . قال شمر : تقول قوَّلَني فُلان حتى قلتُ أَي علمني وأَمرني أَن أَقول ، قال : قَوَّلْتَني وأَقْوَلْتَني أَي علَّمتني ما أَقول وأَنطقتني وحَمَلْتني على القَوْل . وفي حديث سعيد بن المسيب حين قيل له : ما تقول في عثمان وعلي ، رضي الله عنهما ؟ فقال : أَقول فيهما ما قَوَّلَني الله تعالى ؛ ثم قرأَ : والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإِخواننا الذين سبقونا بالإِيمان ( الآية ). وفي حديث علي ، عليه السلام : سمع امرأَة تندُب عمَر فقال : أَما والله ما ، قالتْه ولكن قُوِّلتْه أَي لُقِّنته وعُلِّمته وأُلْقي على لسانها يعني من جانب الإِلْهام أَي أَنه حقيق بما ، قالت فيه . وتَقَوَّل قَوْلاً : ابتدَعه كذِباً . وتقوَّل فلان عليَّ باطلاً أَي ، قال عَليَّ ما لم أَكن قلتُ وكذب عليَّ ؛ ومنه قوله تعالى : ولو تقوَّل علينا بعضَ الأَقاويل . وكلمة مُقَوَّلة : قِيلتْ مرَّة بعد مرَّة . والمِقْوَل : اللسان ، ويقال : إِنَّ لي مِقْوَلاً ، وما يسُرُّني به مِقْوَل ، وهو لسانه . التهذيب : أَبو الهيثم في قوله تعالى : زعم الذين كفروا أَن لن يُبْعَثوا ، قال : اعلم أَنُ العرب تقول :، قال إِنه وزعم أَنه ، فكسروا الأَلف في ، قال على الابتداء وفتحوها في زعم ، لأَن زعم فِعْل واقع بها متعدٍّ إِليها ، تقول زعمت عبدَ الله قائماً ، ولا تقول قلت زيداً خارجاً إِلاَّ أَن تدخل حرفاً من حروف الاستفهام في أَوله فتقول : هل تَقُوله خارجاً ، ومتى تَقُوله فعَل كذا ، وكيف تقوله صنع ، وعَلامَ تَقُوله فاعلاً ، فيصير عند دخول حروف الاستفهام عليه بمنزلة الظن ، وكذلك تقول : متى تَقُولني خارجاً ، وكيف تَقُولك صانعاً ؟ وأَنشد : فمتى تَقُول الدارَ تَجْمَعُنا ، قال الكميت : عَلامَ تَقُول هَمْدانَ احْتَذَتْنا وكِنْدَة ، بالقوارِصِ ، مُجْلِبينا ؟ والعرب تُجْري تقول وحدها في الاستفهام مجرى تظنُّ في العمل ؛ قال هدبة بن خَشْرم : متى تَقُول القُلُصَ الرَّواسِما يُدْنِين أُمَّ قاسِمٍ وقاسِما ؟ فنصب القُلُص كما ينصب بالظنِّ ؛ وقال عمرو بن معديكرب : عَلامَ تَقُول الرُّمْحَ يُثْقِلُ عاتِقي ، إِذا أَنا لم أَطْعُنْ ، إِذا الخيلُ كَرَّتِ ؟ وقال عمر بن أَبي ربيعة : أَمَّا الرَّحِيل فدُون بعدَ غدٍ ، فمتى تَقُولُ الدارَ تَجْمَعُنا ؟ ، قال : وبنو سليم يُجْرون متصرِّف قلت في غير الاستفهام أَيضاً مُجْرى الظنِّ فيُعدُّونه إِلى مفعولين ، فعلى مذهبهم يجوز فتح انَّ بعد القَول . وفي الحديث : أَنه سَمِعَ صوْت رجل يقرأُ بالليل فقال أَتَقُوله مُرائياً أَي أَتظنُّه ؟ وهو مختصٌّ بالاستفهام ؛ ومنه الحديث : لمَّا أَراد أَن يعتَكِف ورأَى الأَخْبية في المسجد فقال : البِرَّ تَقُولون بهنَّ أَي تظنُّون وتَرَوْن أَنهنَّ أَردْنَ البِرَّ ، قال : وفِعْلُ القَوْلِ إِذا كان بمعنى الكلام لا يعمَل فيما بعده ، تقول : قلْت زيد قائم ، وأَقول عمرو منطلق ، وبعض العرب يُعمله فيقول قلْت زيداً قائماً ، فإِن جعلتَ القَوْلَ بمعنى الظنّ أَعملته مع الاستفهام كقولك : متى تَقُول عمراً ذاهباً ، وأَتَقُول زيداً منطلقاً ؟ أَبو زيد : يقال ما أَحسن قِيلَك وقَوْلك ومَقالَتك ومَقالَك وقالَك ، خمسة أَوجُه . الليث : يقال انتشَرَت لفلان في الناس ، قالةٌ حسنة أَو ، قالةٌ سيئة ، والقالةُ تكون بمعنى قائلةٍ ، والقالُ في موضع قائل ؛ قال بعضهم لقصيدة : أَنا ، قالُها أَي قائلُها . قال : والقالةُ القَوْلُ الفاشي في الناس . والمِقْوَل : القَيْل بلغة أَهل اليمن ؛ قال ابن سيده : المِقْوَل والقَيْل الملك من مُلوك حِمْير يَقُول ما شاء ، وأَصله قَيِّل ؛ وقِيلَ : هو دون الملك الأَعلى ، والجمع أَقْوال . قال سيبويه : كسَّروه على أَفْعال تشبيهاً بفاعل ، وهو المِقْوَل والجمع مَقاوِل ومَقاوِلة ، دخلت الهاء فيه على حدِّ دخولها في القَشاعِمة ؛ قال لبيد : لها غَلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ بأَيمان عُجْمٍ ، يَنْصُفُون المَقاوِلا والمرأَة قَيْلةٌ . قال الجوهري : أَصل قَيْل قَيِّل ، بالتشديد ، مثل سَيِّد من ساد يَسُود كأَنه الذي له قَوْل أَي ينفُذ قولُه ، والجمع أَقْوال وأَقْيال أَيضاً ، ومن جمَعه على أَقْيال لم يجعل الواحد منه مشدَّداً ؛ التهذيب : وهم الأَقْوال والأَقْيال ، الواحد قَيْل ، فمن ، قال أَقْيال بناه على لفظ قَيْل ، ومن ، قال أَقْوال بناه على الأَصل ، وأَصله من ذوات الواو ؛ وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه كتب لوائل بن حُجْر ولقومه : من محمدٍ رسول الله إِلى الأَقْوالِ العَباهِلة ، وفي رواية : إِلى الأَقْيال العَباهِلة ؛ قال أَبو عبيدة : الأَقْيال ملوك باليمن دون الملك الأَعظم ، واحدُهم قَيْل يكون ملكاً على قومه ومِخْلافِه ومَحْجَره ، وقال غيره : سمي الملك قَيْلاً لأَنه إِذا ، قال قولاً نفَذ قولُه ؛ وقال الأَعشى فجعلهم أَقْوالاً : ثم دانَتْ ، بَعْدُ ، الرِّبابُ ، وكانت كعَذابٍ عقوبةُ الأَقْوالِ ابن الأَثير في تفسير الحديث ، قال : الأَقْوال جمع قَيْل ، وهو الملك النافذ القَوْل والأَمرِ ، وأَصله قَيْوِل فَيْعِل من القَوْل ، حذفت عينه ، قال : ومثله أَموات في جمع ميْت مخفف ميّت ، قال : وأَما أَقْيال فمحمول على لفظ قَيْل كما قيل أَرْياح في جمع ريح ، والشائع المَقِيس أَرْواح . وفي الحديث : سبحان مَنْ تَعَطَّف العِزَّ وقال بِه : تعطَّف العِزَّ أَي اشتمل بالعِزِّ فغلب بالعز كلَّ عزيز ، وأَصله من القَيْل ينفُذ قولُه فيما يريد ؛ قال ابن الأَثير : معنى وقال به أَي أَحبَّه واختصَّه لنفسه ، كما يُقال : فلان يَقُول بفلان أَي بمحبَّته واختصاصِه ، وقيل : معناه حَكَم به ، فإِن القَوْل يستعمل في معنى الحُكْم . وفي الحديث : قولوا بقَوْلكم أَو بعض قَوْلِكم ولا يَسْتَجْرِيَنَّكم الشيطان أَي قُولوا بقَوْل أَهل دِينكم ومِلَّتكم ، يعني ادعوني رسولاً ونبيّاً كما سمَّاني الله ، ولا تسموني سيِّداً كما تسمُّون رؤساءكم ، لأَنهم كانوا يحسَبون أَن السيادة بالنبوة كالسيادة بأَسباب الدنيا ، وقوله بعض قولِكم يعني الاقتصادَ في المقال وتركَ الإِسراف فيه ، قال : وذلك أَنهم كانوا مدحوه فكره لهم المبالغة في المدح فنهاهم عنه ، يريد تكلَّموا بما يحضُركم من القَوْلِ ولا تتكلَّفوه كأَنكم وُكلاءُ الشيطان ورُسُلُه تنطِقون عن لسانه . واقْتال قَوْلاً : اجْتَرَّه إِلى نفسِه من خير أَو شر . واقْتالَ عليهم : احْتَكَم ؛
وأَنشد ابن بري للغَطَمَّش من بني شَقِرة : فبالخَيْر لا بالشرِّ فارْجُ مَوَدَّتي ، وإِنِّي امرُؤٌ يَقْتالُ مني التَّرَهُّبُ ، قال أَبو عبيد : سمعت الهيثم بن عدي يقول : سمعت عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز يقول في رُقْية النَّمْلة : العَرُوس تَحْتَفِل ، وتَقْتالُ وتَكْتَحِل ، وكلَّ شيء تَفْتَعِلْ ، غير أَن لا تَعْصِي الرجل ؛ قال : تَقْتال تَحْتَكِم على زوجها . الجوهري : اقْتال عليه أَي تحكَّم ؛ وقال كعب بن سعد الغَنَويّ : ومنزلَةٍ في دار صِدْق وغِبْطةٍ ، وما اقْتال من حُكْمٍ عَليَّ طَبيبُ ، قال ابن بري : صواب إِنشاده بالرفع ومنزلةٌ لأَن قبله : وخَبَّرْ تُماني أَنَّما الموتُ في القُرَى ، فكيف وهاتا هَضْبَةٌ وكَثِيبُ وماءُ سماء كان غير مَحَمَّة بِبَرِّيَّةٍ ، تَجْري عليه جَنُوبُ وأَنشد ابن بري للأَعشى : ولمِثْلِ الذي جَمَعْتَ لِرَيْبِ الد هر تَأْبى حكومة المُقْتالِ وقاوَلْته في أَمره وتَقاوَلْنا أَي تَفاوَضْنا ؛ وقول لبيد : وإِنَّ الله نافِلةٌ تقاه ، ولا يَقْتالُها إِلا السَّعِيدُ أَي ولا يقولها ؛ قال ابن بري : صوابه فإِنَّ الله ، بالفاء ؛ وقبله : حَمِدْتُ اللهَ واللهُ الحميدُ والقالُ : القُلَةُ ، مقلوب مغيَّر ، وهو العُود الصغير ، وجمعه قِيلان ؛ قال : وأَنا في ضُرَّاب قِيلانِ القُلَهْ الجوهري : القالُ الخشبة التي يضرَب بها القُلَة ؛
وأَنشد : كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهامِ ، بينَهُم ، نَزْوُ القُلاة ، قلاها ، قالُ ، قالِينا ، قال ابن بري : هذا البيت يروى لابن مقبل ، قال : ولم أَجده في شعره . ابن بري : يقال اقْتالَ بالبعير بعيراً وبالثوب ثوباً أَي استبدله به ، ويقال : اقْتال باللَّوْن لَوْناً آخر إِذا تغير من سفرٍ أَو كِبَر ؛ قال الراجز : فاقْتَلْتُ بالجِدّة لَوْناً أَطْحَلا ، وكان هُدَّابُ الشَّباب أَجْملا ابن الأَعرابي : العرب تقول ، قالوا بزيدٍ أَي قَتَلُوه ، وقُلْنا به أَي قَتَلْناه ؛
وأَنشد : نحن ضربناه على نِطَابه ، قُلْنا به قُلْنا به قُلْنا به أَي قَتَلْناه ، والنَّطابُ : حَبْل العاتِقِ . وقوله في الحديث : فقال بالماء على يَده ؛ وفي الحديث الآخر : فقال بِثَوبه هكذا ، قال ابن الأَثير : العرب تجعل القول عبارةً عن جميع الأَفعال وتطلِقه على غير الكلام واللسان فتقول ، قال بِيَده أَي أَخذ ، وقال برِجْله أَي مشى ؛ وقد تقدَّم قول الشاعر : وقالت له العَيْنانِ : سمعاً وطاعة أَي أَوْمَأَتْ ، وقال بالماء على يدِه أَي قَلب ، وقال بثوب أَي رفَعَه ، وكل ذلك على المجاز والاتساع كما روي في حديث السَّهْوِ ، قال : ما يَقُولُ ذو اليدين ؟، قالوا : صدَق ، روي أَنهم أَوْمَؤُوا برؤوسِهم أَي نعم ولم يتكلَّموا ؛ قال : ويقال ، قال بمعنى أَقْبَلَ ، وبمعنى مال واستراحَ وضرَب وغلَب وغير ذلك . وفي حديث جريج : فأَسْرَعَت القَوْلِيَّةُ إِلى صَوْمَعَتِه ؛ همُ الغَوْغاءُ وقَتَلَةُ الأَنبياء واليهودُ ، وتُسمَّى الغَوْغاءُ قَوْلِيَّةً . "