وصف و معنى و تعريف كلمة يكاه:


يكاه: كلمة تتكون من أربع أحرف تبدأ بـ ياء (ي) و تنتهي بـ هاء (ه) و تحتوي على ياء (ي) و كاف (ك) و ألف (ا) و هاء (ه) .




معنى و شرح يكاه في معاجم اللغة العربية:



يكاه

جذر [يكه]

  1. كَوَه: (اسم)
    • كَوَه : مصدر كَوِهَ
  2. كَوِهَ: (فعل)
    • كَوِهَ كَوَهًا
    • كَوِهَ الرجلُ : تَحَيَّر
  3. كَوْه: (اسم)
    • كَوْه : مصدر كاهَ
  4. كَوّه: (اسم)

    • الكَوُّه : الخَرْق في الجدار يدخل منه الهواء والضَّوء
  5. كاهَ: (فعل)
    • كَاهَ كَوْهًا
    • كَاهَهُ : شَمَّ ريح فمه
,
  1. كوه
    • " كوِهَ كَوَهاً : تحيَّر .
      وتَكَوَّهَتْ عليه أُمورُه : تفرَّقَت واتَّسَعَت ، وربما ، قالوا كُهْتُه وكِهْتُه في معنى اسْتَنْكَهْتُه .
      وفي الحديث : فقال مَلَكُ الموت لموسى ، عليه الصلاة والسلام ، كُهْ في وجهي ، ورواه اللحياني : كَهْ في وجهي ، بالفتح .
      "

    المعجم: لسان العرب

,
  1. كالمَ
    • كالمَ يكالم ، مُكالمةً ، فهو مُكالِم ، والمفعول مُكالَم :-
      كالم الشّخصَ خاطَبه وجاوبه :- كالمه هاتفيًّا ، - { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَالَمَ اللهُ } [ قرآن ] .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر



  2. كلم
    • " القرآنُ : كلامُ الله وكَلِمُ الله وكَلِماتُه وكِلِمته ، وكلامُ الله لا يُحدّ ولا يُعدّ ، وهو غير مخلوق ، تعالى الله عما يقول المُفْتَرُون علُوّاً كبيراً .
      وفي الحديث : أَعوذ بِكلماتِ الله التامّاتِ ؛ قيل : هي القرآن ؛ قال ابن الأَثير : إنما وَصَف كلامه بالتَّمام لأَنه لا يجوز أَن يكون في شيء من كلامه نَقْص أَو عَيْب كما يكون في كلام الناس ، وقيل : معنى التمام ههنا أَنها تنفع المُتَعَوِّذ بها وتحفظه من الآفات وتَكْفِيه .
      وفي الحديث : سبحان الله عَدَد كلِماتِه ؛ كِلماتُ الله أي كلامُه ، وهو صِفتُه وصِفاتُه لا تنحصر بالعَدَد ، فذِكر العدد ههنا مجاز بمعنى المبالغة في الكثرة ، وقيل : يحتمل أَن يريد عدد الأَذْكار أَو عدد الأُجُور على ذلك ، ونَصْبُ عدد على المصدر ؛ وفي حديث النساء : اسْتَحْلَلْتم فُرُوجَهن بكلمة الله ؛ قيل : هي قوله تعالى : فإمساك بمعروف أو تسريح بإحْسان ، وقيل : هي إباحةُ الله الزواج وإذنه فيه .
      ابن سيده : الكلام القَوْل ، معروف ، وقيل : الكلام ما كان مُكْتَفِياً بنفسه وهو الجملة ، والقول ما لم يكن مكتفياً بنفسه ، وهو الجُزْء من الجملة ؛ قال سيبويه : اعلم أَنّ قُلْت إنما وقعت في الكلام على أَن يُحكى بها ما كان كلاماً لا قولاً ، ومِن أَدلّ الدليل على الفرق بين الكلام والقول إجماعُ الناس على أَن يقولوا القُرآن كلام الله ولا يقولوا القرآن قول الله ، وذلك أَنّ هذا موضع ضيِّق متحجر لا يمكن تحريفه ولا يسوغ تبديل شيء من حروفه ، فَعُبِّر لذلك عنه بالكلام الذي لا يكون إلا أَصواتاً تامة مفيدة ؛ قال أَبو الحسن : ثم إنهم قد يتوسعون فيضعون كل واحد منهما موضع الآخر ؛ ومما يدل على أَن الكلام هو الجمل المتركبة في الحقيقة قول كثيِّر : لَوْ يَسْمَعُونَ كما سمِعتُ كلامَها ، خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعاً وسُجُودا فمعلوم أَن الكلمة الواحدة لا تُشجِي ولا تُحْزِنُ ولا تَتملَّك قلب السامع ، وإنما ذلك فيما طال من الكلام وأَمْتَع سامِعِيه لعُذوبة مُسْتَمَعِه ورِقَّة حواشيه ، وقد ، قال سيبويه : هذا باب أَقل ما يكون عليه الكلم ، فدكر هناك حرف العطف وفاءه ولام الابتداء وهمزة الاستفهام وغير ذلك مما هو على حرف واحد ، وسمى كل واحدة من ذلك كلمة .
      الجوهري : الكلام اسم جنس يقع على القليل والكثير ، والكَلِمُ لا يكون أقل من ثلاث كلمات لأَنه جمع كلمة مثل نَبِقة ونَبِق ، ولهذا ، قال سيبويه : هذا باب علم ما الكلِمُ من العربية ، ولم يقل ما الكلام لأنه أَراد نفس ثلاثة أَشياء : الاسم والفِعْل والحَرف ، فجاء بما لا يكون إلا جمعاً وترك ما يمكن أن يقع على الواحد والجماعة ، وتميم تقول : هي كِلْمة ، بكسر الكاف ، وحكى الفراء فيها ثلاث لُغات : كَلِمة وكِلْمة وكَلْمة ، مثل كَبِدٍ وكِبْدٍ وكَبْدٍ ، ووَرِقٍ ووِرْقٍ ووَرْقٍ ، وقد يستعمل الكلام في غير الإنسان ؛

      قال : فَصَبَّحَتْ ، والطَّيْرُ لَمْ تَكَلَّمِ ، جابِيةً حُفَّتْ بِسَيْلٍ مُفْعَمِ (* قوله « مفعم » ضبط في الأصل والمحكم هنا بصيغة اسم المفعول وبه أيضاً ضبط في مادة فعم من الصحاح ).
      وكأَنّ الكلام في هذا الاتساع إنما هو محمول على القول ، أَلا ترى إلى قلة الكلام هنا وكثرة القول ؟ والكِلْمَة : لغةٌ تَميمِيَّةٌ ، والكَلِمة : اللفظة ، حجازيةٌ ، وجمعها كَلِمٌ ، تذكر وتؤنث .
      يقال : هو الكَلِمُ وهي الكَلِمُ .
      التهذيب : والجمع في لغة تميم الكِلَمُ ؛ قال رؤبة : لا يَسْمَعُ الرَّكْبُ به رَجْعَ الكِلَمْ وقالل سيبويه : هذا باب الوقف في أَواخر الكلم المتحركة في الوصل ، يجوز أن تكون المتحركة من نعت الكَلِم فتكون الكلم حينئذ مؤنثة ، ويجوز أن تكون من نعت الأَواخر ، فإذا كان ذلك فليس في كلام سيبويه هنا دليل على تأْنيث الكلم بل يحتمل الأَمرين جميعاً ؛ فأَما قول مزاحم العُقَيليّ : لَظَلّ رَهِيناً خاشِعَ الطَّرْفِ حَطَّه تَحَلُّبُ جَدْوَى والكَلام الطَّرائِف فوصفه بالجمع ، فإنما ذلك وصف على المعنى كما حكى أَبو الحسن عنهم من قولهم : ذهب به الدِّينار الحُمْرُ والدِّرْهَمُ البِيضُ ؛ وكما ، قال : تَراها الضَّبْع أَعْظَمهُنَّ رَأْسا فأَعادَ الضمير على معنى الجنسية لا على لفظ الواحد ، لما كانت الضبع هنا جنساً ، وهي الكِلْمة ، تميمية وجمعها كِلْم ، ولم يقولوا كِلَماً على اطراد فِعَلٍ في جمع فِعْلة .
      وأما ابن جني فقال : بنو تميم يقولون كِلْمَة وكِلَم كَكِسْرَة وكِسَر .
      وقوله تعالى : وإذ ابْتَلى إبراهيمَ رَبُّه بكَلِمات ؛ قال ثعلب : هي الخِصال العشر التي في البدن والرأْس .
      وقوله تعالى : فتَلَقَّى آدمُ من ربه كَلِماتٍ ؛ قال أَبو إسحق : الكَلِمات ، والله أَعلم ، اعْتِراف آدم وحواء بالذَّنب لأَنهما ، قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنْفُسَنا .
      قال أَبو منصور : والكلمة تقع على الحرف الواحد من حروف الهجاء ، وتقع على لفظة مؤلفة من جماعة حروفٍ ذَاتِ مَعْنىً ، وتقع على قصيدة بكمالها وخطبة بأَسْرها .
      يقال :، قال الشاعر في كَلِمته أَي في قصيدته .
      قال الجوهري : الكلمة القصيدة بطُولها .
      وتَكلَّم الرجل تَكلُّماً وتِكِلاَّماً وكَلَّمه كِلاَّماً ، جاؤوا به على مُوازَنَة الأَفْعال ، وكالمَه : ناطَقَه .
      وكَلِيمُك : الذي يُكالِمُك .
      وفي التهذيب : الذي تُكَلِّمه ويُكَلِّمُك يقال : كلَّمْتُه تَكلِيماً وكِلاَّماً مثل كَذَّبْته تَكْذيباً وكِذَّاباً .
      وتَكلَّمْت كَلِمة وبكَلِمة .
      وما أَجد مُتكَلَّماً ، بفتح اللام ، أي موضع كلام .
      وكالَمْته إذا حادثته ، وتَكالَمْنا بعد التَّهاجُر .
      ويقال : كانا مُتَصارِمَيْن فأَصبحا يَتَكالَمانِ ولا تقل يَتَكَلَّمانِ .
      ابن سيده : تَكالَمَ المُتَقاطِعانِ كَلَّمَ كل واحد منهما صاحِبَه ، ولا يقال تَكَلَّما .
      وقال أَحمد بن يحيى في قوله تعالى : وكَلَّم الله موسى تَكْلِيماً ؛ لو جاءت كَلَّمَ الله مُوسَى مجردة لاحتمل ما قلنا وما ، قالوا ، يعني المعتزلة ، فلما جاء تكليماً خرج الشك الذي كان يدخل في الكلام ، وخرج الاحتمال للشَّيْئين ، والعرب تقول إذا وُكِّد الكلامُ لم يجز أن يكون التوكيد لغواً ، والتوكيدُ بالمصدر دخل لإخراج الشك .
      وقوله تعالى : وجعلها كَلِمة باقِيةً في عَقِبه ؛ قال الزجاج : عنى بالكلمة هنا كلمة التوحيد ، وهي لا إله إلا الله ، جَعلَها باقِيةً في عَقِب إبراهيم لا يزال من ولده من يوحِّد الله عز وجل .
      ورجل تِكْلامٌ وتِكْلامة وتِكِلاَّمةٌ وكِلِّمانيٌّ : جَيِّدُ الكلام فَصِيح حَسن الكلامِ مِنْطِيقٌٌ .
      وقال ثعلب : رجل كِلِّمانيٌّ كثير الكلام ، فعبر عنه بالكثرة ، قال : والأُنثى كِلِّمانيَّةٌ ، قال : ولا نظير لِكِلِّمانيٍّ ولا لِتِكِلاَّمةٍ .
      قال أَبو الحسن : وله عندي نظير وهو قولهم رجل تِلِقَّاعةٌ كثير الكلام .
      والكَلْمُ : الجُرْح ، والجمع كُلُوم وكِلامٌ ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي : يَشْكُو ، إذا شُدَّ له حِزامُه ، شَكْوَى سَلِيم ذَرِبَتْ كِلامُه سمى موضع نَهْشة الحية من السليم كَلْماً ، وإنما حقيقته الجُرْحُ ، وقد يكون السَّلِيم هنا الجَرِيحَ ، فإذا كان كذلك فالكلم هنا أَصل لا مستعار .
      وكَلَمَه يَكْلِمُه (* قوله « وكلمه يكلمه »، قال في المصباح : وكلمه يكلمه من باب قتل ومن باب ضرب لغة .
      وعلى الأخيرة اقتصر المجد .
      وقوله « وكلمة كلماً جرحه » كذا في الأصل وأصل العبارة للمحكم وليس فيها كلماً ) كَلْماً وكَلَّمه كَلْماً : جرحه ، وأَنا كالِمٌ ورجل مَكْلُوم وكَلِيم ؛

      قال : عليها الشَّيخُ كالأَسَد الكَلِيمِ والكَلِيمُ ، فالجر على قولك عليها الشيخ كالأَسدِ الكليم إذا جُرِح فَحَمِي أَنْفاً ، والرفع على قولك عليها الشيخُ الكلِيمُ كالأَسد ، والجمع كَلْمى .
      وقوله تعالى : أَخرجنا لهم دابّة من الأَرض تُكَلِّمهم ؛ قرئت : تَكْلِمُهم وتُكَلِّمُهم ، فتَكْلِمُهم : تجرحهم وتَسِمهُم ، وتُكَلِّمُهم : من الكلام ، وقيل : تَكْلِمهم وتُكَلِّمهم سواء كما تقول تَجْرحهُم وتُجَرِّحهم ، قال الفراء : اجتمع القراء على تشديد تُكَلِّمهم وهو من الكلام ، وقال أَبو حاتم : قرأَ بعضهم تَكْلِمهُم وفسر تَجْرحهُم ، والكِلام : الجراح ، وكذلك إن شدد تُكلِّمهم فذلك المعنى تُجَرِّحهم ، وفسر فقيل : تَسِمهُم في وجوههم ، تَسِمُ المؤمن بنقطة بيضاء فيبيضُّ وجهه ، وتَسِم الكافر بنقطة سوداء فيسودّ وجهه .
      والتَّكْلِيمُ : التَّجْرِيح ؛ قال عنترة : إذ لا أَزال على رِحالةِ سابِحٍ نَهْدٍ ، تَعاوَرَه الكُماة ، مُكَلَّمِ وفي الحديث : ذهَب الأَوَّلون لم تَكْلِمهم الدنيا من حسناتهم شيئاً أي لم تؤثِّر فيهم ولم تَقْدح في أَديانهم ، وأَصل الكَلْم الجُرْح .
      وفي الحديث : إنا نَقُوم على المَرْضى ونُداوي الكَلْمَى ؛ جمع كَلِيم وهو الجَريح ، فعيل بمعنى مفعول ، وقد تكرر ذكره اسماً وفعلاً مفرداً ومجموعاً .
      وفي التهذيب في ترجمة مسح في قوله عز وجل : بِكَلِمةٍ منه اسمه المَسِيح ؛ قال أَبو منصور : سمى الله ابتداء أَمره كَلِمة لأَنه أَلْقَى إليها الكَلِمة ثم كَوَّن الكلمة بشَراً ، ومعنى الكَلِمة معنى الولد ، والمعنى يُبَشِّرُك بولد اسمه المسيح ؛ وقال الجوهري : وعيسى ، عليه السلام ، كلمة الله لأَنه لما انتُفع به في الدّين كما انتُفع بكلامه سمي به كما يقال فلان سَيْفُ الله وأَسَدُ الله .
      والكُلام : أَرض غَليظة صَليبة أو طين يابس ، قال ابن دريد : ولا أَدري ما صحته ، والله أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  3. كوح
    • " الأَزهري : كاوَحْتُ فلاناً مكاوَحةً إِذا قاتلته فغلبته ؛ ورأَيتهما يَتَكاوَحانِ ، والمُكاوَحة أَيضاً في الخصومة وغيرها ‏ .
      ‏ ابن الأَعرابي : أَكاحَ زيداً وكَوَّحه إِذا غلبه ، وأَكاح زيداً إِذا أَهلكه ‏ .
      ‏ ابن سيده : كاوَحه فكاحَه كَوْحاً : قاتله فغلبه ‏ .
      ‏ وكاحَه كَوْحاً : غَطَّه في ماء أَو تراب ‏ .
      ‏ وكَوَّحَ الرجلَ : أَذَلَّه ‏ .
      ‏ وكَوَّحه : رَدَّه ‏ .
      ‏ الأَزهري : التكويحُ التغليب ؛

      وأَنشد أَبو عمرو : أَعْدَدْته للخَصْمِ ذي التَّعَدِّي ، كَوَّحْته منك بدونِ الجَهْدِ وكَوَّحَ الزِّمامُ البعيرَ إِذا ذَلَّله ؛ وقال الشاعر : إِذا رامَ بَغْياً أَو مِراحاً أَقامَه زِمامٌ ، بمَثْناه خِشاشٌ مُكَوِّحُ ورجع إِلى كُوحه إِذا فعل شيئاً من المعروف ثم رجع عنه ‏ .
      ‏ والأَكْواحُ : نواحي الجبال ؛ قال ابن سيده : وسنذكره في كيح وإِنما ذكرته ههنا لظهور الواو في التكسير ‏ .
      ‏ الجوهري : كاوَحْتُه إِذا شاتمته وجاهرته ‏ .
      ‏ وتَكاوَحَ الرجلان إِذا تَمارَسا وتَعالَجا الشَّرَّ بينهما .
      "

    المعجم: لسان العرب

  4. كمع
    • " كامَعَ المرأَة : ضَاجَعَها ، والكِمْعُ والكَمِيعُ : الضَّجِيعُ ؛ ومنه قيل للزوج : هو كَمِيعُها ؛ قال عنترة : وسَيْفِي كالعَقِيقة ، فهْو كِمْعِي سِلاحِي ، لا أَفَلَّ ولا فُطارا وأَنشد أَبو عبيد لأَوس : وهَبَّتِ الشَّمْأَلُ البَلِيلُ ، إِذْ باتَ كَمِيعُ الفَتاةِ مُلْتَفِعا وقال الليث : يقال كامَعْتُ المرأَة إِذا ضَمَّها إِليه يَصُونُها .
      والمُكامَعةُ التي نُهِيَ عنها : هي أَن يُضاجِع الرجُلُ الرجلَ في ثوب واحد لا سِتْرَ بينهما .
      وفي الحديث : نَهَى عن المُكامَعةِ والمُكاعَمةِ ، فالمُكامَعةُ أَن يَنامَ الرجلُ مع الرجلِ ، والمرأَةُ مع المرأَةِ في إِزارٍ واحد تَماسُّ جُلُودُهما لا حاجزَ بينهما .
      والمُكامِعُ : القريب منك الذي لا يخْفى عليه شيء من أَمرك ؛

      قال : دَعَوْتُ ابنَ سَلْمَى جَحْوَشاً حين أُحْضِرَتْ هُمُومِي ، وراماني العَدُوُّ المُكامِعُ وكَمَعَ في الماء كَمْعاً وكرَع فيه : شَرَعَ ؛

      وأَنشد : أَو أَعْوجِيٍّ كَبَرْدِ العَضْبِ ذي حجَلٍ ، وغُرّةٍ زَيَّنَتْه كامِعٍ فيها

      ويقال : كَمَعَ الفَرسُ والبعِيرُ والرجُلُ في الماء وكَرَعَ ، ومعناهما شَرَعَ ؛ قال عدي بن الرقاع : بَرّاقة الثَّغْرِ تَسْقِي القَلْبَ لَذَّتها ، إِذا مُقَبِّلُها في ثَغْرِها كَمَعا معناه شَرَعَ بِفِيه في رِيق ثَغرِها .
      قال الأَزهري : ولو روي : يَشْفِي القَلْبَ رِيقَتُها ، كان جائزاً .
      أبو حنيفة : الكِمْعُ خَفْضٌ من الأَرض لَيِّنٌ ؛

      قال : وكأَنَّ نَخْلاً في مُطَيْطةَ ثاوِياً ، بالكِمْعِ ، بَيْنَ قَرارِها وحَجاها حَجاها : حَرْفُها .
      والكِمْعُ : ناحية الوادي ؛ وبه فُسِّرَ قول رؤبة : مِنْ أَنْ عَرفْت المَنْزِلاتِ الحُسَّبا ، بالكِمْعِ ، لم تَمْلِكْ لِعَيْنٍ غَرَبا والكِمعُ : المطمئنُّ من الأَرض ، ويقال : مستقَر الماء .
      وقال أَبو نصر : الأَكْماعُ أَماكِنُ من الأَرض ترتفع حروفها وتطمئن أَوساطُها ، وقال ابن الأَعرابي : الكِمْعُ الإِمَّعةُ من الرجال والعامة تسميه المَعْمَعِيَّ واللِّبْدِيَّ .
      والكِمْعُ : موضعٌ .
      "

    المعجم: لسان العرب



  5. كلح
    • " الكُلُوحُ : تَكَشُّرٌ في عُبوس ؛ قال ابن سيده : الكُلُوحُ والكُلاحُ بُدُوُّ الأَسنان عند العُبوس .
      كَلَحَ يَكْلَحي كُلُوحاً وكُلاحاً وتَكَلَّحَ ؛

      وأَنشد ثعلب : ولَوَى التَّكَلُّحَ ، يَشْتَكي سَغَباً ، وأَنا ابنُ بَدْرٍ قاتِلُ السَّغَبِ التكلح هنا يجوز أَن يكون مفعولاً من أَجله ويجوز أَن يكون مصدراً للوى لأَن لوى يكون في معنى تَكلَّحَ ، وقد أَكلحه الأَمرُ ؛ قال لبيد يصف السهام : رَقَمِيَّات عليها ناهِضٌ ، تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منها والأَيَلّ وفي التنزيل : تَلْفَحُ وجوهَهم النارُ وهم فيها كالحون :، قال أَبو إِسحق : الكالحُ الذي قد قَلَصَتْ شَفَتُه عن أَسنانه نحو ما ترى من رؤوس الغنم إِذا برزت الأَسنانُ وتَشَمَّرت الشِّفاه .
      والكُلاحُ ، بالضم : السنة المُجْدِبة ؛ قال لبيد : كانَ غِياثَ المُرْمِلِ المُمْتاحِ ، وعِصْمةً في الزَّمَنِ الكُلاحِ وفي حديث عليّ : إِن من ورائكم فِتَناً وبَلاءً مُكْلِحاً أَي يُكْلِحُ الناسَ بشدَّته ؛ الكُلُوحُ : العُبُوس .
      يقال : كَلَحَ الرجلُ وأَكْلَحه الهَمُّ ودهرٌ كالحٌ على المَثَل .
      وكَلاحِ معدولٌ : السنة الشديدة ؛ قال الأَزهري : ودهر كالح وكُلاحٌ شديد ؛

      وأَنشد للبيد : وعِصْمةً في السَّنةِ الكُلاحِ وسنة كَلاحِ ، على فَعالِ بالكسر ، إِذا كانت مُجْدِبة ، قال : وسمعت أَعرابيّاً يقول لجمل يَرْغو وقد كَشَر عن أَنيابه : قَبَحَ الله كَلَحَته يعني الفم ؛ وقال ابن سيده : قَبَحَ اللهُ كَلَحَته يعني الفم وما حوله .
      ورجل كَوْلَحٌ : قبيح .
      والمكالَحة : المُشارَّةُ .
      وتَكَلَّحَ البرقُ : تَتابَعَ .
      وتَكَلَّحَ البرقُ تَكَلُّحاً : وهو دوام برقه واسْتِسْراره في الغمامة البيضاء ، وهذا مثل قولهم : تَكَلَّحَ إِذا تَبَسَّمَ ؛ وتَبَسَّمَ البرقُ مثله .
      قال الأَزهري : وفي بيضاء بني جَذِيمةَ ماء يقال له كلح ، وهو شَروبٌ عليه نخل بَعْلٌ قد رَسَختْ عروقها في الماء .
      "

    المعجم: لسان العرب

  6. كهن
    • " الكاهنُ : معروف .
      كَهَنَ له يَكْهَنُ ويكهُنُ وكَهُنَ كَهانةً وتكَهَّنَ تكَهُّناً وتَكْهِيناً ، الأَخير نادر : قَضى له بالغيب .
      الأَزهري : قَلَّما يقال إِلا تكَهَّنَ الرجلُ . غيره : كَهَن كِهانةً مثل كَتَب يكتُب كِتابة إِذا تكَهَّنَ ، وكَهُن كَهانة إِذا صار كاهِناً .
      ورجل كاهِنٌ من قوم كَهَنةٍ وكُهَّان ، وحِرْفتُه الكِهانةُ .
      وفي الحديث : نهى عن حُلْوان الكاهن ؛ قال : الكاهِنُ الذي يَتعاطي الخبرَ عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدَّعي معرفة الأَسرار ، وقد كان في العرب كَهَنةٌ كشِقٍّ وسطيح وغيرهما ، فمنهم من كان يَزْعُم أَن له تابعاً من الجن ورَئِيّاً يُلقي إِليه الأَخبار ، ومنهم من كان يزعم أَنه يعرف الأُمور بمُقدِّمات أَسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأَله أَو فعله أَو حاله ، وهذا يخُصُّونه باسم العَرَّاف كالذي يدَّعي معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما .
      وما كان فلانٌ كاهِناً ولقد كَهُنَ .
      وفي الحديث : من أَتى كاهِناً أَو عَرَّافاً فقد كَفَر بما أُنزِل على محمد أَي من صَدَّقهم .
      ويقال : كَهَن لهم إِذ ؟

      ‏ قال لهم قولَ الكَهَنة .
      قال الأَزهري : وكانت الكَهانةُ في العرب قبل مبعث سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فلما بُعث نَبِيّاً وحُرِسَت السماء بالشُّهُب ومُنِعت الجنُّ والشياطينُ من استراق السمع وإِلقائه إِلى الكَهَنةِ بطل علم الكَهانة ، وأَزهق الله أَباطيلَ الكُهَّان بالفُرْقان الذي فَرَقَ الله ، عز وجل ، به بين الحق والباطل ، وأَطلع الله سبحانه نبيه ، صلى الله عليه وسلم ، بالوَحْيِ على ما شاءَ من علم الغُيوب التي عَجَزت الكَهنةُ عن الإِحاطة به ، فلا كَهانةَ اليوم بحمد الله ومَنِّه وإِغنائه بالتنزيل عنها .
      قال ابن الأَثير : وقوله في الحديث من أَتى كاهناً ، يشتمل على إِتيان الكاهن والعرَّاف والمُنَجِّم .
      وفي حديث الجَنين : إِنما هذا من إِخوان الكُهَّان ؛ إِنما ، قال له ذلك من أَجل سَجْعِه الذي سَجَع ، ولم يَعِبْه بمجرّد السَّجْع دون ما تضمَّن سَجْعُه من الباطل ، فإِنه ، قال : كيف نَدِيَ من لا أَكَلَ ولا شَرِب ولا اسْتَهلَّ ومثل ذلك يُطَلّ ، وإِنما ضرَب المثل بالكُهَّان لأَنهم كانوا يُرَوِّجون أَقاويلهم الباطلة بأَسجاع تروق السامعين ، ويسْتَمِيلون بها القلوب ، ويَستصغون إِليها الأَسْماع ، فأَما إِذا وَضَع السَّجع في مواضعه من الكلام فلا ذمَّ فيه ، وكيف يُذَمُّ وقد جاءَ في كلام سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، كثيراً ، وقد تكرر ذكره في الحديث مفرداً وجمعاً واسماً وفعلاً .
      وفي الحديث : إِن الشياطين كانت تَسْترِقُ السمعَ في الجاهلية وتُلقيه إِلى الكَهَنة ، فتَزيدُ فيه ما تزيدُ وتَقْبلُه الكُفَّار منهم .
      والكاهِنُ أَيضاً في كلام العرب (* قوله « والكاهن أيضاً إلخ » ويقال فيه : الكاهل باللام كما في التكملة ): الذي يقوم بأَمر الرجل ويَسْعى في حاجته والقيام بأَسبابه وأَمر حُزانته .
      والكاهِنان : حَيَّان .
      الأَزهري : يقال لقُرَيْظة والنَّضير الكاهِنانِ ، وهما قَبِيلا اليهود بالمدينة ، وهم أَهل كتاب وفَهْمٍ وعلم .
      وفي حديثٍ مرفوع : أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : يخرج من الكاهِنَين رجلٌ قرأُ القرآن قراءة لا يقرأُ أَحد قراءته ؛ قيل : إِنه محمد بن كعب القُرَظِيّ وكان من أَولادهم ، والعرب تسمي كل من تعاطى علماً دقيقاً كاهِناً ، ومنهم من كان يسمي المنجم والطبيبَ كاهناً .
      "

    المعجم: لسان العرب

  7. كهل
    • " الكَهْلُ : الرجل إِذا وَخَطه الشيب ورأَيت له بَجالةً ، وفي الصحاح : الكَهْلُ من الرجال الذي جاوَز الثلاثين ووَخَطَه الشيبُ .
      وفي فضل أَبي بكر وعمر ، رضي الله عنهما : هذان سيِّدا كُهول الجنة ، وفي رواية : كُهولِ الأَوَّلين والآخِرين ؛ قال ابن الأَثير : الكَهْلُ من الرجال من زاد على ثلاثين سنة إِلى الأَربعين ، وقيل : هو من ثلاث وثلاثين إِلى تمام الخمسين ؛ وقد اكْتَهَلَ الرجلُ وكاهَلَ إِذا بلغ الكُهولة فصار كَهْلاً ، وقيل : أَراد بالكَهْلِ ههنا الحليمَ العاقلَ أَي أَن الله يدخِل أَهلَ الجنةِ الجنةَ حُلماءَ عُقَلاءَ ، وفي المحكم : وقيل هو من أَربع وثلاثين إِلى إِحدى وخمسين .
      قال الله تعالى في قصة عيسى ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام : ويُكَلِّم الناسَ في المهدِ وكَهْلاً ؛ قال الفراء : أَراد ومُكَلِّماً الناس في المهد وكَهُْلاً ؛ والعرب تَضَع يفعل في موضع الفاعل إِذا كانا في معطوفين مجتمعين في الكلام كقول الشاعر : بِتُّ أُعَشِّيها بِعَضْبٍ باتِرِ ، يَقْصِدُ في أَسْوُقِها ، وجائِرِ أَراد قاصِدٍ في أَسوُقها وجائرٍ ، وقد قيل : إِنه عطف الكَهْل على الصفة ، أَراد بقوله في المَهْد صبيّاً وكَهْلاً ، فردَّ الكَهْلَ على الصفة كم ؟

      ‏ قال دَعانا لِجَنْبِه أَو قاعِداً ؛ روى المنذري عن أَحمد بن يحيى أَنه ، قال : ذكر الله عز وجل لعيسى آيتين : تكليمه الناس في المَهْد فهذه معجزة ، والأُخْرى نزوله إِلى الأَرض عند اقتراب الساعة كَهْلاً ابن ثلاثين سنة يكلِّم أُمة محمد فهذه الآية الثانية .
      قال أَبو منصور : وإِذا بلغ الخمسين فإِنه يقال له كَهْل ؛ ومنه قوله : هل كَهْل خَمْسين ، إِنْ شاقَتْه مَنْزِلةٌ مُسَفَّه رأَيُه فيها ، ومَسْبوبُ ؟ فجعله كَهْلاً وقد بلغ الخمسين .
      ابن الأَعرابي : يقال للغُلام مُراهِق ثم مُحْتَلم ، ثم يقال تخرَّج وجهُه (* قوله « ثم يقال تخرج وجهه الى قوله ثم مجتمع » هكذا في الأصل ، وعبارته في مادة جمع : ويقال للرجل إذا اتصلت لحيته مجتمع ثم كهل بعد ذلك ) ثم اتَّصلت لحيته ، ثم مُجْتَمِعٌ ثم كَهْلٌ ، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ؛ قال الأَزهري : وقيل له كَهْل حينئد لانتهاء شَبابه وكمال قوَّته ، والجمع كَهْلُونَ وكُهُولٌ وكِهال وكُهْلانٌ ؛ قال ابن مَيَّادة : وكيف تُرَجِّيها ، وقد حال دُونها بَنُو أَسَدٍ ، كُهْلانُها وشَبابُها ؟ وكُهَّل ؛ قال : وأَراها على توهُّم كاهِل ، والأُنثى كَهْلة من نسوة كَهْلاتٍ ، وهو القياس لأَنه صفة ، وقد حكي فيه عن أَبي حاتم تحريك الهاء ولم يذكره النحويون فيما شذَّ من هذا الضرب .
      قال بعضهم : قلما يقال للمرأَة كهلة مفردة حتى يُزَوِّجُوها بشَهْلة ، يقولون شَهْلةٌ كَهْلةٌ . غيره : رجل كَهْل وامرأَة كَهْلة إِذا انتهى شبابُهما ، وذلك عند استكمالهما ثلاثاً وثلاثين سنة ، قال : وقد يقال امرأَة كَهْلة ولم يذكر معها شَهْلة ؛ قال ذلك الأَصمعي وأَبو عبيدة وابن الأَعرابي ؛ قال الشاعر : ولا أَعُودُ بعدها كَرِيًّا ، أُمارِسُ الكَهْلَة والصَّبِيَّا ، والعَزَب المُنَفَّهَ الأُمِّيَّا واكْتَهَل أَي صار كَهْلاً ، ولم يقولوا كَهَلَ إِلاَّ أَنه قد جاء في الحديث : هل في أَهْلِكَ من كاهِلٍ ؟ ويروى : مَنْ كاهَلَ أَي مَنْ دخل حدَّ الكُهُولة وقد تزوَّج ، وقد حكى أَبو زيد : كاهَلَ الرجلُ تزوَّج .
      وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه سأَل رجلاً أَراد الجهادَ معه فقال : هل في أَهلِك من كاهِلٍ ؟ يروى بكسر الهاء على أَنه اسم ، ويروى مَنْ كاهَلَ بفتح الهاء على أَنه فِعْل ، بوزن ضارِبٍ وضارَبَ ، وهما من الكُهُولة ؛ يقول : هل فيهم مَنْ أَسَنَّ وصار كَهْلاً ؟ وذكر عن أَبي سعيد الضرير أَنه ردَّ على أَبي عبيد هذا التفسير وزعم أَنه خطأٌ ، قد يخلُف الرجلُ الرجلَ في أَهله كَهْلاً وغير كَهْلٍ ، قال : والذي سمعناه من العرب من غير مسأَلة أَن الرجل الذي يخلُف الرجلَ في أَهله يقال له الكاهِن ، وقد كَهَنَ يَكْهَن كُهُوناً ، قال : ولا يخلو هذا الحرف من شيئين ، أَحدهما أَن يكون المحدَّث ساءَ سمعُه فظَنَّ أَنه كاهِلٌ وإِنما هو كاهِنٌ ، أَو يكون الحرف تعاقب فيه بين اللام والنون كما يقال هَتَنَتِ السماءُ وهَتَلَتْ ، والغِرْيَنُ والغِرْيَلُ وهو ما يَرْسُب أَسفل قارورة الدُّهْن من ثُفْلِه ، ويرسُب من الطين أَسفل الغَدير وفي أَسفل القِدْر من مَرَقه ؛ عن الأَصمعي ، قال الأَزهري : وهذا الذي ، قاله أَبو سعيد له وجه غير أَنه بعيد ، ومعنى قوله ، صلى الله عليه وسلم : هل في أَهلِك من كاهِلٍ أَي في أَهلك مَنْ تعْتَمِده للقيام بشأْن عيالك الصغار ومن تُخلِّفه مِمَّن يلزمك عَوْلُه ، فلما ، قال له : ما هُمْ إِلاَّ أُصَيْبِيَةٌ صِغار ، أَجابه فقال : تَخَلَّف وجاهِد فيهم ولا تضيِّعهم .
      والعرب تقول : مُضَر كاهِلُ العرب وسَعْد كاهِل تميم ، وفي النهاية : وتَمِيم كاهِلُ مُضَر ، وهو مأْخوذ من كاهل البعير وهو مقدَّم ظهره وهو الذي يكون عليه المَحْمِل ، قال : وإِنما أَراد بقوله هل في أَهلك من تعتمد عليه في القيام بأَمر مَنْ تُخَلِّف من صِغار ولدك لئلا يضيعوا ، أَلا تراه ، قال له : ما هم إِلاَّ أُصَيْبِية صغار ، فأَجابه وقال : ففيهم فجاهِد ، قال : وأَنكر أَبو سعيد الكاهِل وقال : هو كاهِن كما تقدم ؛ وقول أَبي خِراش الهذلي : فلو كان سَلْمى جارَهُ أَو أَجارَهُ رِماحُ ابنِ سعد ، رَدَّه طائر كَهْلُ (* قوله « رماح ابن سعد » هكذا الأصل ، وفي الاساس : رباح ابن سعد ؟

      ‏ قال ابن سيده : لم يفسره أَحد ، قال : وقد يمكن أَن يكون جعله كَهْلاً مبالغة به في الشدة .
      الأَزهري : يقال طار لفلان طائر كَهْلٌ إِذا كان له جَدّ وحَظّ في الدنيا .
      ونَبْت كَهْل : مُتناهٍ .
      واكْتَهَلَ النبتُ : طال وانتهى منتهاه ، وفي الصحاح : تَمَّ طولُه وظهر نَوْرُه ؛ قال الأَعشى : يُضاحِكُ الشمسَ منها كَوْكَبٌ شَرِقٌ ، مُؤَزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْت مُكْتَهِل وليس بعد اكْتِهال النَّبْت إِلاَّ التَّوَلِّي ؛ وقول الأَعشى يُضاحِك الشمسَ معناه يدُور معها ، ومُضاحَكَتُه إِياها حُسْن له ونُضْرة ، والكَوْكب : مُعْظَم النبات ، والشَّرِقُ : الرَّيَّان المُمْتلئ ماءً ، والمُؤَزَّر : الذي صار النبت كالإِزار له ، والعَمِيمُ : النبتُ الكثيف الحسَن ، وهو أَكثر من الجَمِيم ؛ يقال نَبْت عَمِيم ومُعْتَمٌّ وعَمَمٌ .
      واكْتَهَلَت الروضة إِذا عَمَّها نبتُها ، وفي التهذيب : نَوْرُها .
      ونعجة مُكْتَهِلةٌ إِذا انتهى سِنُّها .
      المحكم : ونعجة مُكْتَهِلةٌ مُخْتَمِرةُ الرأْس بالبياض ، وأَنكر بعضهم ذلك .
      والكاهِلُ : مقَدَّم أَعلى الظهر مما يَلي العنُق وهو الثُلث الأَعلى فيه سِتُّ فِقَر ؛ قال امرؤ القيس يصف فرساً : له حارِكٌ كالدِّعْصِ لَبَّدهُ الثرى إِلى كاهِل ، مثل الرِّتاجِ المُضَبَّبِ وقال النضر : الكاهِلُ ما ظهر من الزَّوْر ، والزَّوْرُ ما بَطَن من الكاهِل ؛ وقال غيره : الكاهِل من الفرس ما ارتفع من فُروعِ كَتِفَيْه ؛ وأَنشد : وكاهِل أَفْرعَ فيه ، مع الإِفْراعِ ، إِشْرافٌ وتَقْبِيبُ وقال أَبو عبيدة : الحارِك فُروعُ الكَتِفَيْن ، وهو أَيضاً الكاهِلُ ؛ قال : والمِنْسَجُ أَسفل من ذلك ، والكائبة مقدَّم المِنْسَج ؛ وقيل : الكاهِلُ من الإِنسان ما بين كتفيه ، وقيل : هو مَوْصِل العنُق في الصُّلْب ، وقيل : هو في الفرس خلْف المِنْسَج ، وقيل : هو ما شَخَص من فُروعِ كتفيه إِلى مُسْتَوى ظهره .
      ويقال للشديد الغَضَب والهائِجِ من الفحول : إِنه لذو كاهِل ، حكاه ابن السكيت في كتابه المَوْسُوم بالأَلفاظ ، وفي بعض النسخ : إِنه لذو صاهِل ، بالصاد ؛ وقوله : طَوِيل مِتَلِّ العُنْقِ أَشْرَف كاهِلاً ، أَشَقّ رَحِيب الجَوْف مُعْتَدِل الجِرْم وضع الاسم فيه موضع الظرف كأَنه ، قال : ذهب صُعُداً .
      وإِنه لشديد الكاهل أَي منيع الجانب ؛ قال الأَزهري : سمعت غير واحد من العرب يقول فلان كاهل بني فلان أَي مُعْتمَدهم في المُلِمَّات وسَنَدُهم في المهمات ، وهو مأْخوذ من كاهل الظهر لأَن عُنُق الفرس يَتَسانَدُ إِليه إِذا أَحْضَر ، وهو مَحْمِل مُقَدَّم قَرَبُوس السَّرْج ومُعْتَمَد الفارس عليه ؛ ومن هذا قول رؤبة يمدح مَعَدّاً : إِذا مَعَدٌّ عَدَتِ الأَوائِلا ، فابْنَا نِزَارٍ فَرَّجا الزَّلازِلا حِصْنَيْنِ كانا لِمَعَدٍّ كاهِلا ، ومَنْكِبَينِ اعْتَلَيا التَّلاتِلا أَي كانا ، يعني ربيعة ومُضَر ، عُمْدة أَولادِ مَعَدّ كُلِّهم .
      وفي كتابه إِلى أَهل اليمن في أَوقات الصلاة والعِشاء : إِذا غاب الشَّفَقُ إِلى أَن تَذْهب كَواهِلُ الليلِ أَي أَوائله إِلى أَوساطه تشبيهاً لليْل بالإِبل السائرة التي تتقدَّم أَعناقُها وهَوادِيها وتتبعُها أَعجازُها وتَوالِيها .
      والكَواهِل : جمع كاهِل وهو مقدَّم أَعلى الظهْر ؛ ومنه حديث عائشة : وقَرَّر الرُّؤُوسَ على كَواهِلها أَي أَثْبَتها في أَماكنها كأَنها كانت مشْفِية على الذهاب والهلاك .
      الجوهري : الكاهِلُ الحارِكُ وهو ما بين الكَتِفين .
      قال النبي ، صلى الله عليه وسلم : تميمٌ كاهِلٌ مُضَر وعليها المَحْمل .
      قال ابن بري : الحارِكُ فرع الكاهل ؛ هكذا ، قال أَبو عبيدة ، قال : وهو عظم مُشْرِف اكْتَنَفَه فَرْعا الكَتِفَين ، قال : وقال بعضهم هو منبت أَدنى العُرْف إِلى الظهر ، وهو الذي يأْخذ به الفارس إِذا رَكِب .
      أَبو عمرو : يقال للرجل إِنه لذو شاهِقٍ وكاهِلٍ وكاهِنٍ ، بالنون واللام ، إِذا اشتدَّ غضبُه ، ويقال ذلك للفحل عند صِيالِه حين تسمَع له صَوْتاً يخرج من جَوْفه .
      والكُهْلُولُ : الضحَّاكُ ، وقيل : الكَريم ، عاقبت اللامُ الراءَ في كهرور .
      ابن السكيت : الكُهْلُولُ والرُّهْشُوشُ والبُهْلُول كله السخيُّ الكريم .
      والكَهْوَلُ : العَنْكَبُوت ، وحُقُّ الكَهُول بَيْتُه .
      وقال عمرو بن العاص لمعاوية حين أَراد عَزْلَه عن مِصْر : إِني أَتيتُك من العِراق وإِنَّ أَمْرَك كَحُق الكَهُولِ أَو كالجُعْدُبةَ أَو كالكُعْدُبةِ ، فما زلت أُسْدِي وأُلْحِمُ حتى صار أَمْرُك كفَلْكَةِ الدَّرَّارةِ وكالطِّرَافِ المُمَدَّدِ ؛ قال ابن الأَثير : هذه اللفظة قد اختُلِف فيها ، فَرَواها الأَزهري بفتح الكاف وضم الهاء وقال : هي العَنْكَبُوت ، ورواها الخطابيُّ والزمخشري بسكون الهاء وفتح الكاف والواو وقالا : هي العنكبوت ، ولم يقيِّدها القتيبي ، ويروى : كَحُقِّ الكَهْدَل ، بالدال بدل الواو ، وقال القتيبي : أَما حُقُّ الكَهْدَل فلم أَسمع شيئاً ممن يوثق بعلمه بمعنى أَنه بيت العنكبوت ؛ ويقال : إِنه ثَدْيُ العَجوز ، وقيل : العجوز نفسها ، وحُقُّها ثديُها ، وقيل غير ذلك ؛ والجُعْدُبةُ : النُّفَّاخاتُ التي تكون من ماء المطر ، والكُعْدُبةُ : بيت العنكبوت ، وكل ذلك مذكور في موضعه .
      وكاهِلٌ وكَهْل وكُهَيْلٌ : أَسماء يجوز أَن يكون تصغير كَهْل وأَن يكون تصغير كاهلٍ تصغيرَ الترخيم ، قال ابن سيده : وأَن يكون تصغير كَهْلٍ أَولى لأَن تصغير الترخيم ليس بكثير في كلامهم .
      وكُهَيْلة : موضع رمل ؛ قال : عُمَيْرِيَّة حَلَّتْ بِرَمْلِ كُهَيْلةٍ فبَيْْنُونَةٍ ، تَلْقى لها الدهرَ مَرْتَعا الجوهري : كاهِل أَبو قبيلة من الأَسد ، وهو كاهِل بن أَسد بن خُزيمة ، وهم قَتَلَةُ أَبي امرئ القيس .
      وكِنْهِل ، بالكسر : اسم موضع أَو ماء .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. كوي


    • " الكَيُّ : معروف إِحراقُ الجلد بحديدة ونحوها ، كواه كَيّاً .
      وكوَى البَيْطارُ وغيره الدابة وغيرها بالمِكْواة يَكْوِي كَيّاً وكَيَّة ، وقد كَوَيْتُه فاكْتَوَى هو .
      وفي المثل : آخِرُ الطِّبِّ الكَيُّ .
      الجوهري : آخر الدَّواء الكيّ ، قال : ولا تقل آخرُ الداء الكيّ .
      وفي الحديث : إَني (* قوله « وفي الحديث اني لخ » في النهاية : وفي حديث ابن عمر اني لاغتسل إلخ ) لأَغتسل من الجنابة قبل امرأَتي ثم أَتَكَوَّى بها أَي أَسْتَدْفئُ بمُباشَرتها وحَرِّ جسمها ، وأَصله من الكيّ .
      والمِكْواةُ : الحديدة المِيسَمُ أَو الرَّضفة التي يُكْوى بها ؛ وفي المثل : قد يَضْرَطُ العَيْرُ والمِكْواةُ في النار يضرب هذا للرجل يتوقع الأَمر قبل أَن يَحِلَّ به ؛ قال ابن بري : هذا المثل يضرب للبخيل إِذا أَعطَى شيئاً مخافةً ما هو أَشدّ منه ، قال : وهذا المثل يروى عن عمرو بن العاص ، قاله في بعضهم ، وأَصله أَن مُسافر بن أَبي عمرو سَقَى بَطْنُهُ فداواه عِبادِيٌّ وأَحْمَى مَكاوِيه ، فلما جعلها على بطنه ورجل قريب منه ينظر إِليه جعل يَضْرَطُ فقال مسافر : العَيْرُ يَضْرَط والمِكواةُ في النار فأَرْسَلها مثلاً .
      قال : ويقال إِن هذا يضرب مثلاً لمن أَصابه الخوف قبل وقوع المكروه .
      وفي الحديث : أَنه كَوَى سعدَ بن مُعاذ لينقطع دم جرحه ؛ الكيّ بالنار : من العِلاج المعروف في كثير من الأَمراض ، وقد جاء في أَحاديث كثيرة النهي عن الكَيّ ، فقيل : إِنما نُهيَ عنه من أَجل أَنهم كانوا يعظمون أَمره ويرون أَنه يَحْسِمُ الدَّاء ، وإِذا لم يُكْوَ العُضو عَطِب وبطل ، فنهاهم عنه إِذا كان على هذا الوجه ، وأَباحه إِذا جُعل سبباً للشفاء لا علة له ، فإِن الله عز وجل هو الذي يُبرئه ويَشفِيه لا الكَيّ ولا الداء ، وهذا أَمر يكثر فيه شكوك الناس ، يقولون : لو شرب الدَّواء لم يمت ، ولو أَقام ببلده لم يقتل ، ولو اكْتَوَى لم يَعْطَب ؛ وقيل : يحتمل أَن يكون نهيه عن الكيّ إِذا استعمل على سبيل الاحتراز من حدوث المرض وقبل الحاجة إِليه ، وذلك مكروه ، وإِنما أُبِيح التداوي والعلاج عند الحاجة إِليه ، ويجوز أَن يكون النهي عنه من قبيل التوكل كقوله : الذين لا يَسْتَرْقُون ولا يَكْتَوُون وعلى ربهم يتوكلون .
      والتوكُّلُ : درجة أُخرى غير الجواز ، والله أَعلم .
      والكَيَّةُ : موضع الكَيِّ .
      والكاوِياء : مِيسَمٌ يُكْوَى به .
      واكْتَوَى الرجل يَكْتَوِي اكْتِواء : استعمل الكَيَّ .
      واسْتَكْوَى الرجل : طلب أَن يُكْوَى .
      والكَوَّاء : فَعَّال من الكاوِي .
      وكَواه بعينه إِذا أَحدَّ إِليه النظر .
      وكَوَتْه العقرب : لدغته .
      وكاوَيْتُ الرجل إِذا شاتمته مثل كاوَحْته .
      ورجل كَوَّاء : خبيث اللسان شتام ، قال ابن سيده : أُراه على التشبيه .
      واكْتَوَى : تَمَدَّح بما ليس من فعله .
      وأَبو الكَوَّاء : من كُنَى العرب .
      والكَوُّ والكَوَّةُ : الخَرْق في الحائط والثَّقْب في البيت ونحوه ، وقيل : التذكير للكبير والتأْنيث للصغير ، قال ابن سيده : وليس هذا بشيء .
      قال الليث : تأْسيس بنائها من ك و ي كأَن أَصلها كَوًى ثم أُدغمت الواو في الياء فجعلت واواً مشددة ، وجمع الكَوّة كِوًى ، بالقصر نادر ، وكِواء بالمدّ ، والكاف مكسورة فيهما مثل بَدْرة وبِدَر .
      وقال اللحياني : من ، قال كَوَّة ففتح فجمعه كِواء ممدود ، والكُوَّة ، بالضم لغة ، ومن ، قال كُوَّة فَضَم فجمعه كِوًى مكسور مقصور ؛ قال ابن سيده : ولا أَدري كيف هذا .
      وفي التهذيب : جمع الكَوَّة كُوًى كما يقال قَرْية وقُرًى .
      وكَوَّى في البيت كَوَّة : عَمِلها .
      وتَكَوَّى الرجل : دخل في موضع ضَيِّق فتقبض فيه .
      وكُوَىٌ : نجم من الأَنواء ، قال ابن سيده : وليس بثبَت .
      "

    المعجم: لسان العرب

  9. كنف
    • " الكَنَفُ والكَنَفةُ : ناحية الشيء ، وناحِيتا كلِّشيء كنَفاه ، والجمع أَكناف .
      وبنو فلان يَكْنُفون بني فلان أَي هم نُزول في ناحيتهم .
      وكنَفُ الرَّجل : حِضْنه يعني العَضُدين والصدْرَ .
      وأَكناف الجبل والوادي : نواحِيه حيث تنضم إليه ، الواحد كنَفٌ .
      والكَنَفُ : الجانب والناحية ، بالتحريك .
      وفي حديث جرير ، رضي اللّه عنه :، قال له أَين منزلك ؟، قال : بأَكْنافِ بِيشةَ أَي نواحيها .
      وفي حديث الإفك : ما كشَفْتُ من كَنَفِ أُنثى ؛ يجوز أَن يكون بالكسر من الكِنْفِ ، وبالفتح من الكَنَف .
      وكنَفا الإنسان : جانِباه ، وكنَفاه ناحِيتاه عن يمينه وشماله ، وهما حِضْناه .
      وكنَفُ اللّه : رحمته .
      واذْهَبْ في كنَف اللّه وحِفظه أَي في كَلاءته وحِرْزه وحِفظه ، يَكْنُفه بالكَلاءة وحُسن الوِلاية .
      وفي حديث ابن عمر ، رضي اللّه عنهما ، في النْجوى : يُدْنى المؤمنُ من ربّه يوم القيامة حتى يضَع عليه كنَفه ؛ قال ابن المبارك : يعني يستره ، وقيل : يرحمه ويَلْطُف به ، وقال ابن شميل : يضَعُ اللّه عليه كنَفه أَي رحمته وبِرّه وهو تمثيل لجعله تحت ظلّ رحمته يوم القيامة .
      وفي حديث أَبي وائل ، رضي اللّه عنه : نشَر اللّه كنَفه على المسلم يوم القيامة هكذا ، وتعطَّفَ بيده وكُمه .
      وكنَفَه عن الشيء : حَجَزه عنه .
      وكنَف الرجلَ يكْنُفه وتَكَنَّفَه واكْتَنَفه : جعله في كنَفِه .
      وتكَنَّفوه واكْتَنَفُوه : أَحاطوا به ، والتكْنِيفُ مثله .
      يقال : صِلاء مكَنَّف أَي أُحيط به من جَوانِبه .
      وفي حديث الدعاء : مَضَوْا على شاكلتهم مُكانِفين أَي يكنُف بعضُهم بعضاً .
      وفي حديث يحيى بن يَعْمَرَ : فاكتنَفْته أنا وصاحبي أي أَحطْنا به من جانِبَيْه .
      وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه : فتكنَّفَه الناس .
      وكنَفَه يَكنُفه كنْفاً وأَكنَفه : حَفِظه وأَعانه ؛ الأَخيرة عن اللحياني .
      وقال ابن الأَعرابي : كنَفه ضمّه إليه وجعله في عِياله .
      وفلان يَعِيش في كنف فلان أي في ظِلِّه .
      وأَكنَفْت الرجل إذا أَعَنْتَه ، فهو مُكْنَف .
      الجوهري : كنَفْت الرَّجل أَكنُفه أَي حُطْتُه وصُنْتُه ، وكنفت بالرجل إذا قمت به وجعلته في كنَفك .
      والمُكانفة : المعاونة .
      وفي حديث أَبي ذر ، رضي اللّه عنه :، قال له رجل أَلا أَكون لك صاحباً أَكنُف راعِيَكَ وأَقْتَبِس منك ؟ أَي أُعِينُه وأَكون إلى جانبه وأجعله في كنَف .
      وأَكنَفَه : أَتاه في حاجة فقام له بها وأَعانه عليها .
      وكَنَفا الطائر : جناحاه .
      وأَكنَفَه الصيدَ والطير : أَعانه على تصيّدها ، وهو من ذلك .
      ويُدْعى على الإنسان فيقال : لاتكنُفُه من اللّه كانفة أي لا تحفظه .
      الليث : يقال للإنسان المخذول لا تكنفه من اللّه كانفة أَي لا تحْجُزه .
      وانهزموا فما كانت لهم كانفة دون المنزل أَو العسكر أَي موضع يلجَؤُون إليه ، ولم يفسره ابن الأَعرابي ، وفي التهذيب : فما كان لهم كانفة دون العسكر أَي حاجز يحجُز عنهم العدوَّ .
      وتكنَّف الشيء واكْتَنَفه : صار حواليه .
      وتكنَّفُوه من كل جاني أي احْتَوَشُوه .
      وناقة كنوف : وهي التي إذا أَصابها البرد اكتنفت في أَكناف الإبل تستتر بها من البرد .
      قال ابن سيده : والكَنوف من النوق التي تبرُك في كنَفة الإبل لتقي نفسها من الريح والبرد ، وقد اكتنفت ، وقيل : الكَنوف التي تبرك ناحية من الإبل تستقبل الريح لصحتها : واطْلُب ناقتك في كنَف الإبل أَي في ناحيتها .
      وكنَفةُ الإبل : ناحيتها .
      قال أَبو عبيدة : يقال ناقة كَنوف تبرك في كنَفة الإبل مثل القَذُور إلا أَنها لا تَسْتبعد كما تستبعد القَذور .
      وحكى أَبو زيد : شاة كَنْفاء أَي حَدْباء .
      وحكى ابن بري : ناقة كنوف تبيت في كنف الإبل أَي ناحيتها ؛

      وأَنشد : إذا اسْتَثارَ كنُوفاً خِلْت ما بَرَكَت عليه يُنْدَفُ ، في حافاتِه ، العُطُبُ والمُكانِفُ : التي تبرُك من وراء الإبل ؛ كلاهما عن ابن الأعرابي .
      والكَنَفانِ : الجَناحانِ ؛

      قال : سِقْطانِ من كَنَفَيْ نَعامٍ جافِلِ وكلُّ ما سُتر ، فقد كُنف .
      والكَنِيفُ : التُّرْس لسَتْره ، ويوصف به فيقال : تُرْس كَنِيف ، ومنه قيل للمَذْهب كَنِيف ، وكل ساتر كَنيف ؛ قال لبيد : حَريماً حين لم يَمْنَعْ حَريماً سُيوفُهمُ ، ولا الحَجَفُ الكَنِيفُ والكنيفُ : الساتر .
      وفي حديث علي ، كرم اللّه وجهه : ولا يكن للمسلمين كانفةٌ أَي ساترة ، والهاء للمبالغة .
      وفي حديث عائشة ، رضي اللّه عنها : شَقَقْن أَكنَفَ مُروطِهنّ فاخْتَمَرْن به أَي أَسْتَرَها وأَصْفَقَها ، ويروى بالثاء المثلثة ، وقد تقدم .
      والكنيفُ : حَظيرة من خشَب أو شجر تتخذ للإبل ، زاد الأَزهري : وللغنم ؛ تقول منه : كنَفْت الإبل أَكنُف وأَكنِفُ .
      واكْتَنَفَ القومُ إذا اتخذوا كَنيفاً لإبلهم .
      وفي حديث النخعي : لا تؤخذ في الصدقة كَنوف ، قال : هي الشاة القاصية التي لا تمشي مع الغنم ، ولعله أَراد لإتْعابها المصدِّق باعتزالها عن الغنم ، فهي كالمُشَيِّعةِ المنهي عنها في الأَضاحي ، وقيل : ناقة كَنوف إذا أَصابها البرد فهي تستتر بالإبل .
      ابن سيده : والكَنيف حَظيرة من خشب أَو شجر تتخذ للإبل لتقِيَها الريح والبرد ، سمي بذلك لأَنه يكنِفُها أي يسترها ويقيها ؛ قال الراجز : تَبِيتُ بين الزَّرْبِ والكَنِيفِ والجمع كُنُفٌ ؛

      قال : لَمّا تَآزَيْنا إلى دِفْء الكُنُفْ وكنَف الكَنِيفَ يكنُفه كَنْفاً وكُنوفاً : عمله .
      وكنَفْت الدار أَكنُفها : اتخذت لها كنيفاً .
      وكَنف الإبل والغنم يكْنُفها كَنْفاً : عمل لها كَنيفاً .
      وكنَف لإبله كَنِيفاً : اتخذه لها ؛ عن اللحياني .
      وكَنف الكَيّالُ يكنُفُ كَنْفاً حَسناً : وهو أَن يجعل يديه على رأْس القَفِيز يُمْسِك بهما الطعام ، يقال : كِلْه كَيْلاً غير مَكْنُوف .
      وتكنَّف القومُ بالغِثاث : وذلك أَن تموت غنمهم هُزالاً فيَحْظُروا بالتي ماتت حول الأَحْياء التي بَقِين فتسْتُرها من الرِّياح .
      واكتَنف كَنِيفاً : اتخذه .
      وكنَف القومُ : حبَسوا أَموالهم من أَزْلِ وتَضْييق عليهم .
      والكَنيف : الكُنّة تُشْرَع فوق باب الدار .
      وكنَف الدارَ يكْنُفها كَنْفاً : اتخذ لها كَنِيفاً .
      والكَنِيف : الخَلاء وكله راجع إلى السَّتر ، وأَهل العراق يسمون ما أَشرعوا من أَعالي دُورهم كَنِيفاً ، واشتقاق اسم الكَنِيف كأَنه كُنِفَ في أَستر النواحي ، والحظيرةُ تسمى كَنِيفاً لأَنها تكنف الإبل أَي تسترها من البرد ، فعيل بمعنى فاعل .
      وفي حديث أَبي بكر حين استخلف عمر ، رضي اللّه عنهما : أَنه أَشرف من كَنِيف فكلَّمهم أَي من سُتْرة ؛ وكلُّ ما سَتر من بناء أَو حظيرة ، فهو كنيف ؛ وفي حديث ابن مالك والأَكوع : تبيت بين الزرب والكنيف أَي الموضع الذي يكنفها ويسترها .
      والكِنْفُ : الزَّنْفَلِيجة يكون فيها أَداة الراعي ومَتاعه ، وهو أَيضاً وِعاء طويل يكون فيه مَتاع التِّجار وأَسْقاطهم ؛ ومنه قول عمر في عبد اللّه بن مسعود ، رضي اللّه عنهما : كُنَيْفٌ مُلِئ عِلْماً أَي أَنه وعاء للعلم بمنزلة الوعاء الذي يضع الرجل فيه أَداته ، وتصغيره على جهة المدح له ، وهو تصغير تعظيم لكِنْف كقول حُباب بن المُنْذِر : أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجّب ؛ شبّه عمر قلب ابن مسعود بِكِنْف الرّاعي لأَن فيه مِبْراتَه ومِقَصَّه وشَفْرته ففيه كلُّ ما يريد ؛ هكذا قلبُ ابن مسعود قد جُمع فيه كلُّ ما يحتاج إليه الناس من العلوم ، وقيل : الكِنْف وعاء يجعل فيه الصائغ أَدواته ، وقيل : الكِنْف الوعاء الذي يكْنُف ما جُعل فيه أَي يحفظه .
      والكِنْفُ أَيضاً : مثل العَيْبة ؛ عن اللحياني .
      يقال : جاء فلان بكنِف فيه متاع ، وهو مثل العيبة .
      وفي الحديث : أَنه توضَّأَ فأدخل يده في الإناء فكَنَفَها وضرب بالماء وجهه أَي جَمَعها وجعلها كالكِنْف وهو الوعاء .
      وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه : أَنه أَعطى عياضاً كنف الرَّاعي أَي وعاءه الذي يجعل فيه آلته .
      وفي حديث ابن عمرو وزوجته ، رضي اللّه عنهم : لم يُفَتِّش لنا كِنْفاً ؛ قال ابن الأَثير : لم يدخل يده معها كما يدخل الرجل يده مع زوجته في دواخل أَمرها ؛ قال : وأَكثر ما يروى بفتح الكاف والنون من الكَنَف ، وهو الجانب ، يعني أَنه لم يَقْرَبها .
      وكَنَف الرجلُ عن الشيء : عدل ؛ قال القطامي : فَصالوا وصُلْنا ، واتَّقَونا بماكِرٍ ، ليُعْلَمَ ما فِينا عن البيْع كانِف ؟

      ‏ قال الأَصمعي : ويروى كاتف ؛ قال : أَظن ذلك ظنّاً ؛ قال ابن بري : والذي في شعره : ليُعلَمَ هل مِنّا عن البيع كان ؟

      ‏ قال : ويعني بالماكر الحمار أَي له مَكر وخَديعة .
      وكَنيف وكانِف ومُكنِف ، بضم الميم وكسر النون : أَسماء .
      ومُكنِف بن زَيد الخيل كان له غَناء في الرِّدّة مع خالد بن الوليد ، وهو الذي فتَح الرَّيَّ ، وأَبو حمّاد الراوية من سَبْيه .
      "

    المعجم: لسان العرب

  10. كون
    • " الكَوْنُ : الحَدَثُ ، وقد كان كَوْناً وكَيْنُونة ؛ عن اللحياني وكراع ، والكَيْنونة في مصدر كانَ يكونُ أَحسنُ .
      قال الفراء : العرب تقول في ذوات الياء مما يشبه زِغْتُ وسِرْتُ : طِرْتُ طَيْرُورَة وحِدْتُ حَيْدُودَة فيما لا يحصى من هذا الضرب ، فأَما ذوات الواو مثل قُلْتُ ورُضْتُ ، فإِنهم لا يقولون ذلك ، وقد أَتى عنهم في أَربعة أَحرف : منها الكَيْنُونة من كُنْتُ ، والدَّيْمُومة من دُمْتُ ، والهَيْعُوعةُ من الهُواع ، والسَّيْدُودَة من سُدْتُ ، وكان ينبغي أَن يكون كَوْنُونة ، ولكنها لما قَلَّتْ في مصادر الواو وكثرت في مصادر الياءِ أَلحقوها بالذي هو أَكثر مجيئاً منها ، إِذ كانت الواو والياء متقاربتي المخرج .
      قال : وكان الخليل يقول كَيْنونة فَيْعولة هي في الأَصل كَيْوَنونة ، التقت منها ياء وواوٌ والأُولى منهما ساكنة فصيرتا ياء مشددة مثل ما ، قالوا الهَيِّنُ من هُنْتُ ، ثم خففوها فقالوا كَيْنونة كما ، قالوا هَيْنٌ لَيْنٌ ؛ قال الفراء : وقد ذهب مَذْهباً إِلا أَن القول عِندي هو الأَول ؛ وقول الحسن بن عُرْفُطة ، جاهليّ : لم يَكُ الحَقُّ سوَى أَنْ هاجَهُ رَسْمُ دارٍ قد تَعَفَّى بالسَّرَرْ إِنما أَراد : لم يكن الحق ، فحذف النون لالتقاء الساكنين ، وكان حكمه إِذا وقعت النون موقعاً تُحَرَّكُ فيه فتَقْوَى بالحركة أَن لا يَحْذِفَها لأَنها بحركتها قد فارقت شِبْهَ حروف اللِّينِ ، إِذ كُنَّ لا يَكُنَّ إِلا سَوَاكِنَ ، وحذفُ النون من يكن أَقبح من حذف التنوين ونون التثنية والجمع ، لأَن نون يكن أَصل وهي لام الفعل ، والتنوين والنون زائدان ، فالحذف منهما أَسهل منه في لام الفعل ، وحذف النون أَيضاً من يكن أَقبح من حذف النون من قوله : غير الذي قد يقال مِلْكذب ، لأَن أَصله يكون قد حذفت منه الواو لالتقاء الساكنين ، فإِذا حذفت منه النون أَيضاً لالتقاء الساكنين أَجحفت به لتوالي الحذفين ، لا سيما من وجه واحد ، قال : ولك أَيضاً أَن تقول إِن من حرفٌ ، والحذف في الحرف ضعيف إِلا مع التضعيف ، نحو إِنّ وربَّ ، قال : هذا قول ابن جني ، قال : وأَرى أَنا شيئاً غير ذلك ، وهو أَن يكون جاء بالحق بعدما حذف النون من يكن ، فصار يكُ مثل قوله عز وجل : ولم يكُ شيئاً ؛ فلما قَدَّرَهُ يَك ، جاء بالحق بعدما جاز الحذف في النون ، وهي ساكنة تخفيفاً ، فبقي محذوفاً بحاله فقال : لم يَكُ الحَقُّ ، ولو قَدَّره يكن فبقي محذوفاً ، ثم جاء بالحق لوجب أَن يكسر لالتقاء الساكنين فيَقْوَى بالحركة ، فلا يجد سبيلاً إِلى حذفها إِلا مستكرهاً ، فكان يجب أَن يقول لم يكن الحق ، ومثله قول الخَنْجَر بن صخر الأَسدي : فإِنْ لا تَكُ المِرآةُ أَبْدَتْ وَسامةً ، فقد أَبْدَتِ المِرآةُ جَبْهةَ ضَيْغَمِ يريد : فإِن لا تكن المرآة .
      وقال الجوهري : لم يك أَصله يكون ، فلما دخلت عليها لم جزمتها فالتقى ساكنان فحذفت الواو فبقي لم يكن ، فلما كثر استعماله حذفوا النون تخفيفاً ، فإِذا تحركت أَثبتوها ، قالوا لم يَكُنِ الرجلُ ، وأَجاز يونس حذفها مع الحركة ؛

      وأَنشد : إِذا لم تَكُ الحاجاتُ من همَّة الفَتى ، فليس بمُغْنٍ عنكَ عَقْدُ الرَّتائِمِ ومثله ما حكاه قُطْرُب : أَن يونس أَجاز لم يكُ الرجل منطلقاً ؛

      وأَنشد بيت الحسن بن عُرْفُطة : لم يَكُ الحَقُّ سوى أَن هاجَه والكائنة : الحادثة .
      وحكى سيبوية : أَنا أَعْرِفُكَ مُذْ كنت أَي مذ خُلِقْتَ ، والمعنيان متقاربان .
      ابن الأَعرابي : التَّكَوُّنُ التَّحَرُّك ، تقول العرب لمن تَشْنَؤُه : لا كانَ ولا تَكَوَّنَ ؛ لا كان : لا خُلِقَ ، ولا تَكَوَّن : لا تَحَرَّك أَي مات .
      والكائنة : الأَمر الحادث .
      وكَوَّنَه فتَكَوَّن : أَحدَثَه فحدث .
      وفي الحديث : من رآني في المنام فقد رآني فإِن الشيطان لا يتَكَوَّنُني ، وفي رواية : لا يتَكَوَّنُ على صورتي (* قوله « على صورتي » كذا بالأصل ، والذي في نسخ النهاية : في صورتي ، أَي يتشبه بي ويتصور بصورتي ، وحقيقته يصير كائناً في صورتي ).
      وكَوَّنَ الشيءَ : أَحدثه .
      والله مُكَوِّنُ الأَشياء يخرجها من العدم إلى الوجود .
      وبات فلان بكِينةِ سَوْءٍ وبجِيبةِ سَوْءٍ أَي بحالة سَوءٍ .
      والمكان : الموضع ، والجمع أَمْكِنة وأَماكِنُ ، توهَّموا الميم أَصلاً حتى ، قالوا تَمَكَّن في المكان ، وهذا كم ؟

      ‏ قالوا في تكسير المَسِيل أَمْسِلة ، وقيل : الميم في المكان أَصل كأَنه من التَّمَكُّن دون الكَوْنِ ، وهذا يقويه ما ذكرناه من تكسيره على أَفْعِلة ؛ وقد حكى سيبويه في جمعه أَمْكُنٌ ، وهذا زائد في الدلالة على أَن وزن الكلمة فَعَال دون مَفْعَل ، فإن قلت فان فَعَالاً لا يكسر على أَفْعُل إلا أَن يكون مؤنثاً كأَتانٍ وآتُنٍ .
      الليث : المكان اشتقاقُه من كان يكون ، ولكنه لما كثر في الكلام صارت الميم كأَنها أَصلية ، والمكانُ مذكر ، قيل : توهموا (* قوله « قيل توهموا إلخ » جواب قوله فان قيل فهو من كلام ابن سيده ، وما بينهما اعتراض من عبارة الازهري وحقها التأخر عن الجواب كما لا يخفى ).
      فيه طرح الزائد كأَنهم كَسَّروا مَكَناً وأَمْكُنٌ ، عند سيبويه ، مما كُسِّرَ على غير ما يُكَسَّرُ عليه مثلُه ، ومَضَيْتُ مَكانتي ومَكِينَتي أي على طِيَّتي .
      والاستِكانة : الخضوع .
      الجوهري : والمَكانة المنزلة .
      وفلانٌ مَكِينٌ عند فلان بَيِّنُ المكانة .
      والمكانة : الموضع .
      قال تعالى : ولو نشاءُ لمَسَخْناهم على مَكانتهم ؛ قال : ولما كثرلزوم الميم تُوُهِّمت أَصلية فقيل تَمَكَّن كما ، قالوا من المسكين تَمَسْكَنَ ؛ ذكر الجوهري ذلك في هذه الترجمة ، قال ابن بري : مَكِينٌ فَعِيل ومَكان فَعال ومَكانةٌ فَعالة ليس شيء منها من الكَوْن فهذا سهوٌ ، وأَمْكِنة أَفْعِلة ، وأَما تمسكن فهو تَمَفْعل كتَمَدْرَع مشتقّاً من المِدْرَعة بزيادته ، فعلى قياسه يجب في تمكَّنَ تمَكْونَ لأَنه تمفْعل على اشتقاقه لا تمكَّنَ ، وتمكَّنَ وزنه تفَعَّلَ ، وهذا كله سهو وموضعه فصل الميم من باب النون ، وسنذكره هناك .
      وكان ويكون : من الأَفعال التي ترفع الأَسماء وتنصب الأَخبار ، كقولك كان زيد قائماً ويكون عمرو ذاهباً ، والمصدر كَوْناً وكياناً .
      قال الأَخفش في كتابه الموسوم بالقوافي : ويقولون أَزَيْداً كُنْتَ له ؛ قال ابن جني : ظاهره أَنه محكيّ عن العرب لأَن الأَخفش إنما يحتج بمسموع العرب لا بمقيس النحويين ، وإذا كان قد سمع عنهم أَزيداً كنت له ، ففيه دلالة على جواز تقديم خبر كان عليها ، قال : وذلك انه لا يفسر الفعل الناصب المضمر إلا بما لو حذف مفعوله لتسلط على الاسم الأَول فنصبه ، أَلا تَراكَ تقول أَزيداً ضربته ، ولو شئت لحذفت المفعول فتسلطتْ ضربت هذه الظاهرة على زيد نفسه فقلت أَزيداً ضربت ، فعلى هذا قولهم أَزيداً كنت له يجوز في قياسه أَن تقول أَزيداً كُنْتَ ، ومثَّل سيبويه كان بالفعل المتعدِّي فقال : وتقول كُنّاهْم كما تقول ضربناهم ، وقال إذا لم تَكُنْهم فمن ذا يَكُونُهم كما تقول إذا لم تضربهم فمن ذا يضربهم ، قال : وتقول هو كائِنٌ ومَكُونٌ كما تقول ضارب ومضروب . غيره : وكان تدل على خبر ماضٍ في وسط الكلام وآخره ، ولا تكون صلَةً في أَوَّله لأَن الصلة تابعة لا متبوعة ؛ وكان في معنى جاء كقول الشاعر : إذا كانَ الشِّتاءُ فأَدْفئُوني ، فإنَّ الشَّيْخَ يُهْرِمُه الشِّتاء ؟

      ‏ قال : وكان تأْتي باسم وخبر ، وتأْتي باسم واحد وهو خبرها كقولك كان الأَمْرُ وكانت القصة أي وقع الأَمر ووقعت القصة ، وهذه تسمى التامة المكتفية ؛ وكان تكون جزاءً ، قال أَبو العباس : اختلف الناس في قوله تعالى : كيف نُكَلِّمُ من كان في المَهْدِ صبيّاً ؛ فقال بعضهم : كان ههنا صلة ، ومعناه كيف نكلم من هو في المهد صبيّاً ، قال : وقال الفراء كان ههنا شَرْطٌ وفي الكلام تعَجبٌ ، ومعناه من يكن في المهد صبيّاً فكيف يُكَلَّمُ ، وأَما قوله عز وجل : وكان الله عَفُوّاً غَفُوراً ، وما أَشبهه فإن أَبا إسحق الزجاج ، قال : قد اختلف الناس في كان فقال الحسن البصري : كان الله عَفُوّاً غَفُوراً لعباده .
      وعن عباده قبل أَن يخلقهم ، وقال النحويون البصريون : كأَنَّ القوم شاهَدُوا من الله رحمة فأُعْلِمُوا أَن ذلك ليس بحادث وأَن الله لم يزل كذلك ، وقال قوم من النحويين : كانَ وفَعَل من الله تعالى بمنزلة ما في الحال ، فالمعنى ، والله أَعلم ،.
      والله عَفُوٌّ غَفُور ؛ قال أَبو إسحق : الذي ، قاله الحسن وغيره أَدْخَلُ في العربية وأَشْبَهُ بكلام العرب ، وأَما القول الثالث فمعناه يؤُول إلى ما ، قاله الحسن وسيبويه ، إلاَّ أن كون الماضي بمعنى الحال يَقِلُّ ، وصاحبُ هذا القول له من الحجة قولنا غَفَر الله لفلان بمعنى لِيَغْفِر الله ، فلما كان في الحال دليل على الاستقبال وقع الماضي مؤدِّياً عنها استخفافاً لأَن اختلاف أَلفاظ الأَفعال إنما وقع لاختلاف الأَوقات .
      وروي عن ابن الأَعرابي في قوله عز وجل : كُنتُم خَيْرَ أُمَّة أُخرجت للناس ؛ أَي أَنتم خير أُمة ، قال : ويقال معناه كنتم خير أُمة في علم الله .
      وفي الحديث : أَعوذ بك من الحَوْر بعد الكَوْنِ ، قال ابن الأَثير : الكَوْنُ مصدر كان التامَّة ؛ يقال : كان يَكُونُ كَوْناً أَي وُجِدَ واسْتَقَرَّ ، يعني أَعوذ بك من النقص بعد الوجود والثبات ، ويروى : بعد الكَوْرِ ، بالراء ، وقد تقدم في موضعه .
      الجوهري : كان إذا جعلته عبارة عما مضى من الزمان احتاج إلى خبر لأَنه دل على الزمان فقط ، تقول : كان زيد عالماً ، وإذا جعلته عبارة عن حدوث الشيء ووقوعه استغنى عن الخبر لأَنه دل على معنى وزمان ، تقول : كانَ الأَمْرُ وأَنا أَعْرفُه مُذْ كان أَي مُذْ خُلِقََ ؛ قال مَقَّاسٌ العائذيّ : فِداً لبَني ذُهْلِ بن شَيْبانَ ناقَتي ، إذا كان يومٌ ذو كواكبَ أَشْهَبُ قوله : ذو كواكب أَي قد أَظلم فبَدَتْ كواكبُه لأَن شمسه كسفت بارتفاع الغبار في الحرب ، وإذا كسفت الشمس ظهرت الكواكب ؛ قال : وقد تقع زائدة للتوكيد كقولك كان زيد منطلقاً ، ومعناه زيد منطلق ؛ قال تعالى : وكان الله غفوراً رحيماً ؛ وقال أَبو جُندب الهُذَلي : وكنتُ ، إذ جاري دعا لمَضُوفةٍ ، أُشَمِّرُ حتى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَري وإنما يخبر عن حاله وليس يخبر بكنت عمَّا مضى من فعله ، قال ابن بري عند انقضاء كلام الجوهري ، رحمهما الله : كان تكون بمعنى مَضَى وتَقَضَّى ، وهي التامة ، وتأْتي بمعنى اتصال الزمان من غير انقطاع ، وهي الناقصة ، ويعبر عنها بالزائدة أَيضاً ، وتأْتي زائدة ، وتأَتي بمعنى يكون في المستقبل من الزمان ، وتكون بمعنى الحدوث والوقوع ؛ فمن شواهدها بمعنى مضى وانقضى قول أَبي الغول : عَسَى الأَيامُ أَن يَرْجِعـ نَ قوماً كالذي كانوا وقال ابن الطَّثَرِيَّة : فلو كنتُ أَدري أَنَّ ما كانَ كائنٌ ، وأَنَّ جَدِيدَ الوَصْلِ قد جُدَّ غابِرُهْ وقال أَبو الأَحوصِ : كم مِن ذَوِي خُلَّةٍ قبْلي وقبْلَكُمُ كانوا ، فأَمْسَوْا إلى الهِجرانِ قد صاروا وقال أَبو زُبَيْدٍ : ثم أَضْحَوْا كأَنهُم لم يَكُونوا ، ومُلُوكاً كانوا وأَهْلَ عَلاءِ وقال نصر بن حجاج وأَدخل اللام على ما النافية : ظَنَنتَ بيَ الأَمْرَ الذي لو أَتَيْتُه ، لَمَا كان لي ، في الصالحين ، مَقامُ وقال أَوْسُ بن حجَر : هِجاؤُكَ إلاَّ أَنَّ ما كان قد مَضَى عَليَّ كأَثْوابِ الحرام المُهَيْنِم وقال عبد الله بن عبد الأَعلى : يا لَيْتَ ذا خَبَرٍ عنهم يُخَبِّرُنا ، بل لَيْتَ شِعْرِيَ ، ماذا بَعْدَنا فَعَلُوا ؟ كنا وكانوا فما نَدْرِي على وَهَمٍ ، أَنَحْنُ فيما لَبِثْنا أَم هُمُ عَجِلُوا ؟ أَي نحن أَبطأْنا ؛ ومنه قول الآخر : فكيف إذا مَرَرْتَ بدارِ قَوْمٍ ، وجيرانٍ لنا كانُوا كرامِ وتقديره : وجيرانٍ لنا كرامٍ انْقَضَوْا وذهب جُودُهم ؛ ومنه ما أَنشده ثعلب : فلو كنتُ أَدري أَنَّ ما كان كائنٌ ، حَذِرْتُكِ أَيامَ الفُؤادُ سَلِيمُ (* قوله « أيام الفؤاد سليم » كذا بالأصل برفع سليم وعليه ففيه مع قوله غريم اقواء ).
      ولكنْ حَسِبْتُ الصَّرْمَ شيئاً أُطِيقُه ، إذا رُمْتُ أَو حاوَلْتُ أَمْرَ غَرِيمِ ومنه ما أَنشده الخليل لنفسه : بَلِّغا عنِّيَ المُنَجِّمَ أَني كافِرٌ بالذي قَضَتْه الكَواكِبْ ، عالِمٌ أَنَّ ما يكُونُ وما كا نَ قَضاءٌ من المُهَيْمِنِ واجِبْ ومن شواهدها بمعنى اتصالِ الزمانِ من غير انقطاع قولُه سبحانه وتعالى : وكان الله غفوراً رحيماً ؛ أي لم يَزَلْ على ذلك ؛ وقال المتلمس : وكُنَّا إذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه ، أَقَمْنا له من مَيْلِهِ فتَقَوَّما وقول الفرزدق : وكنا إذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه ، ضَرَبْْناه تحتَ الأَنْثَيَينِ على الكَرْدِ وقول قَيْسِ بن الخَطِيم : وكنتُ امْرَأً لا أَسْمَعُ الدَّهْرَ سُبَّةً أُسَبُّ بها ، إلاَّ كَشَفْتُ غِطاءَها وفي القرآن العظيم أَيضاً : إن هذا كان لكم جَزاءً وكان سَعْيُكُم مَشْكُوراً ؛ فيه : إنه كان لآياتِنا عَنِيداً ؛ وفيه : كان مِزاجُها زَنْجبيلاً .
      ومن أَقسام كان الناقصة أَيضاً أَن تأْتي بمعنى صار كقوله سبحانه : كنتم خَيْرَ أُمَّةٍ ؛ وقوله تعالى : فإذا انْشَقَّتِ السماءُ فكانت وَرْدَةً كالدِّهانِ ؛ وفيه : فكانت هَبَاءً مُنْبَثّاً ؛ وفيه : وكانت الجبالُ كَثِيباً مَهِيلاً ؛ وفيه : كيف نُكَلِّمُ من كانَ في المَهْدِ صَبِيّاً ؛ وفيه : وما جَعَلْنا القِبْلَةَ التي كُنْتَ عليها ؛ أَي صِرْتَ إليها ؛ وقال ابن أَحمر : بتَيْهاءَ قَفْرٍ ، والمَطِيُّ كأَنَّها قَطا الحَزْنِ ، قد كانَتْ فِراخاً بُيوضُها وقال شَمْعَلَةُ بن الأَخْضَر يصف قَتْلَ بِسْطامِ ابن قَيْسٍ : فَخَرَّ على الأَلاءَة لم يُوَسَّدْ ، وقد كانَ الدِّماءُ له خِمارَا ومن أَقسام كان الناقصة أَيضاً أن يكون فيها ضميرُ الشأْن والقِصَّة ، وتفارقها من اثني عشر وجهاً لأَن اسمها لا يكون إلا مضمراً غير ظاهر ، ولا يرجع إلى مذكور ، ولا يقصد به شيء بعينه ، ولا يؤَكد به ، ولا يعطف عليه ، ولا يبدل منه ، ولا يستعمل إلا في التفخيم ، ولا يخبر عنه إلا بجملة ، ولا يكون في الجملة ضمير ، ولا يتقدَّم على كان ؛ ومن شواهد كان الزائدة قول الشاعر : باللهِ قُولُوا بأَجْمَعِكُمْ : يا لَيْتَ ما كانَ لم يَكُنِ وكان الزائدةُ لا تُزادُ أَوَّلاً ، وإنما تُزادُ حَشْواً ، ولا يكون لها اسم ولا خبر ، ولا عمل لها ؛ ومن شواهدها بمعنى يكون للمستقبل من الزمان قول الطِّرمَّاح بن حَكِيمٍ : وإني لآتِيكُمْ تَشَكُّرَ ما مَضَى من الأَمْرِ ، واسْتِنْجازَ ما كانَ في غَدِ وقال سَلَمَةُ الجُعْفِيُّ : وكُنْتُ أَرَى كالمَوْتِ من بَيْنِ سَاعَةٍ ، فكيفَ بِبَيْنٍ كانَ مِيعادُه الحَشْرَا ؟ وقد تأْتي تكون بمعنى كان كقولِ زيادٍ الأَعْجَمِ : وانْضَخْ جَوانِبَ قَبْرِهِ بدِمائها ، ولَقَدْ يَكُونُ أَخا دَمٍ وذَبائِح ومنه قول جَرِير : ولقد يَكُونُ على الشَّبابِ بَصِيرَ ؟

      ‏ قال : وقد يجيء خبر كان فعلاً ماضياً كقول حُمَيْدٍ الأَرْقَطِ : وكُنْتُ خِلْتُ الشَّيْبَ والتَّبْدِينَا والهَمَّ مما يُذْهِلُ القَرِينَا وكقول الفرزدق : وكُنَّا وَرِثْناه على عَهْدِ تُبَّعٍ ، طَوِيلاً سَوارِيه ، شَديداً دَعائِمُهْ وقال عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ : وكانَ طَوَى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ ، فَلا هُوَ أَبْداها ولم يَتَجَمْجَمِ وهذا البيت أَنشده في ترجمة كنن ونسبه لزهير ، قال : ونقول كانَ كَوْناً وكَيْنُونة أَيضاً ، شبهوه بالحَيْدُودَة والطَّيْرُورة من ذوات الياء ،
      ، قال : ولم يجيء من الواو على هذا إلا أَحرف : كَيْنُونة وهَيْعُوعة ودَيْمُومة وقَيْدُودَة ، وأَصله كَيْنُونة ، بتشديد الياء ، فحذفوا كما حذفوا من هَيِّنٍ ومَيُِّتٍ ، ولولا ذلك لقالوا كَوْنُونة لأَنه ليس في الكلام فَعْلُول ، وأَما الحيدودة فأَصله فَعَلُولة بفتح العين فسكنت .
      قال ابن بري : أَصل كَيّنُونة كَيْوَنُونة ، ووزنها فَيْعَلُولة ، ثم قلبت الواو ياء فصار كَيّنُونة ، ثم حذفت الياء تخفيفاً فصار كَيْنُونة ، وقد جاءت بالتشديد على الأَصل ؛ قال أَبو العباس أَنشدني النَّهْشَلِيُّ : قد فارَقَتْ قَرِينَها القَرِينَه ، وشَحَطَتْ عن دارِها الظَّعِينه يا ليتَ أَنَّا ضَمَّنَا سَفِينه ، حَتَّى يَعُودَ الوَصْل كَيّنُون ؟

      ‏ قال : والحَيْدُودَة أَصل وزنها فَيْعَلُولة ، وهو حَيْوَدُودَة ، ثم فعل بها ما فعل بكَيْنونة .
      قال ابن بري : واعلم أَنه يلحق بباب كان وأَخواتها كل فِعْلٍ سُلِبَ الدِّلالةَ على الحَدَث ، وجُرِّدَ للزمان وجاز في الخبر عنه أَن يكون معرفة ونكرة ، ولا يتم الكلام دونه ، وذلك مثل عادَ ورَجَعَ وآضَ وأَتى وجاء وأَشباهها كقول الله عز وجل : يَأْتِ بَصيراً ؛ وكقول الخوارج لابن عباس : ما جاءت حاجَتُك أَي ما صارت ؛ يقال لكل طالب أَمر يجوز أَن يَبْلُغَه وأَن لا يبلغه .
      وتقول : جاء زيدٌ الشريفَ أَي صار زيدٌ الشريفَ ؛ ومنها : طَفِق يفعل ، وأَخَذ يَكْتُب ، وأَنشأَ يقول ، وجَعَلَ يقول .
      وفي حديث تَوْبةِ كَعْبٍ : رأَى رجلاً لا يَزُول به السَّرابُ فقال كُنْ أَبا خَيْثَمة أَي صِرْهُ .
      يقال للرجل يُرَى من بُعْدٍ : كُن فلاناً أَي أَنت فلان أَو هو فلان .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَنه دخل المسجد فرأَى رجلاً بَذَّ الهيئة ، فقال : كُنْ أَبا مسلم ، يعني الخَوْلانِيَّ .
      ورجل كُنْتِيٌّ : كبير ، نسب إلى كُنْتُ .
      وقد ، قالوا كُنْتُنِيٌّ ، نسب إلى كُنْتُ أَيضاً ، والنون الأَخيرة زائدة ؛ قال : وما أَنا كُنْتِيٌّ ، ولا أَنا عاجِنُ ، وشَرُّ الرِّجال الكُنْتُنِيُّ وعاجِنُ وزعم سيبويه أَن إخراجه على الأَصل أَقيس فتقول كُونِيٌّ ، على حَدِّ ما يُوجِبُ النَّسَبَ إلى الحكاية .
      الجوهري : يقال للرجل إذا شاخ هو كُنْتِيٌّ ، كأَنه نسب إلى قوله كُنْتُ في شبابي كذا ؛

      وأَنشد : فأَصْبَحْتُ كُنْتِيّاً ، وأَصْبَحْتُ عاجِناً ، وشَرُّ خِصَالِ المَرْءِ كُنْتُ وعاجِن ؟

      ‏ قال ابن بري : ومنه قول الشاعر : إذا ما كُنْتَ مُلْتَمِساً لِغَوْثٍ ، فلا تَصْرُخْ بكُنْتِيٍّ كبِيرِ فَلَيْسَ بِمُدْرِكٍ شيئاً بَسَعْيِ ، ولا سَمْعٍ ، ولا نَظَرٍ بَصِيرِ وفي الحديث : أَنه دخل المسجدَ وعامَّةُ أَهله الكُنْتِيُّونَ ؛ هم الشُّيوخُ الذين يقولون كُنَّا كذا ، وكانَ كذا ، وكنت كذا ، فكأَنه منسوب إلى كُنْتُ .
      يقال : كأَنك والله قد كُنْتَ وصِرْتَ إلى كانَ أَي صرتَ إلى أَن يقال عنك : كانَ فلان ، أَو يقال لك في حال الهَرَم : كُنْتَ مَرَّةً كذا ، وكنت مرة كذا .
      الأَزهري في ترجمة كَنَتَ : ابن الأَعرابي كَنَتَ فلانٌ في خَلْقِه وكان في خَلْقِه ، فهو كُنْتِيٌّ وكانِيُّ .
      ابن بُزُرْج : الكُنْتِيُّ القوي الشديد ؛

      وأَنشد : قد كُنْتُ كُنْتِيّاً ، فأَصْبَحْتُ عاجِناً ، وشَرُّ رِجال الناسِ كُنْتُ وعاجِنُ يقول : إذا قام اعْتَجَن أَي عَمَدَ على كُرْسُوعه ، وقال أَبو زيد : الكُنْتِيُّ الكبير ؛

      وأَنشد : فلا تَصْرُخْ بكُنْتِيٍّ كبير وقال عَدِيُّ بن زيد : فاكتَنِتْ ، لا تَكُ عَبْداً طائِراً ، واحْذَرِ الأَقْتالَ مِنَّا والثُّؤَر ؟

      ‏ قال أَبو نصر : اكْتَنِتْ ارْضَ بما أَنت فيه ، وقال غيره : الاكْتناتُ الخضوع ؛ قال أَبو زُبَيْدٍ : مُسْتَضْرِعٌ ما دنا منهنَّ مُكْتَنِتٌ للعَظْمِ مُجْتَلِمٌ ما فوقه فَنَع ؟

      ‏ قال الأَزهري : وأَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه ، قال لا يقال فَعَلْتُني إلا من الفعل الذي يتعدَّى إلى مفعولين ، مثل ظَنَنْتُني ورأَيْتُني ، ومُحالٌ أَن تقول ضَرَبْتُني وصَبَرْتُني لأَنه يشبه إضافة الفعل إلى ني ، ولكن تقول صَبَرْتُ نفسي وضَرَبْتُ نَفْسِي ، وليس يضاف من الفعل إلى ني إلاّ حرف واحد وهو قولهم كُنْتي وكُنْتُني ؛

      وأَنشد : وما كُنْتُ كُنْتِيّاً ، وما كُنْت عاجِناً ، وشَرُّ الرجالِ الكُنْتُنِيُّ وعاجِنُ فجمع كُنْتِيّاً وكُنْتُنيّاً في البيت .
      ثعلب عن ابن الأَعرابي : قيل لصَبِيَّةٍ من العرب ما بَلَغَ الكِبَرُ من أَبيك ؟، قالت : قد عَجَنَ وخَبَزَ وثَنَّى وثَلَّثَ وأَلْصَقَ وأَوْرَصَ وكانَ وكَنَتَ .
      قال أَبو العباس : وأَخبرني سلمة عن الفراء ، قال : الكُنْتُنِيُّ في الجسم ، والكَانِيُّ في الخُلُقِ .
      قال : وقال ابن الأَعرابي إذا ، قال كُنْتُ شابّاً وشجاعاً فهو كُنْتِيٌّ ، وإذا ، قال كانَ لي مال فكُنْتُ أُعطي منه فهو كانِيٌّ .
      وقال ابن هانئ في باب المجموع مُثَلَّثاً : رجل كِنْتَأْوٌ ورجلان كِنْتَأْوان ورجال كِنْتَأْوُونَ ، وهو الكثير شعر اللحية الكَثُّها ؛ ومنه : جَمَلٌ سِنْدَأْوٌ وسِنْدَأْوان وسِندَأْوُونَ ، وهو الفسيح من الإبل في مِشْيَتِه ، ورجل قَنْدَأْوٌ ورجلان قِنْدَأْوان ورجال قَنْدَأْوُون ، مهموزات .
      وفي الحديث : دخل عبد الله بن مسعود المسجدَ وعامة أَهله الكُنْتِيُّون ، فقلتُ : ما الكُنْتِيُّون ؟ فقال : الشُّيُوخُ الذين يقولون كانَ كذا وكذا وكُنْتُ ، فقال عبد الله : دارَتْ رَحَى الإسلام عليَّْ خمسةً وثَلاثين ، ولأَنْ تَمُوتَ أَهلُ دارِي أَحَبُّ إليَّ من عِدَّتِهم من الذِّبَّان والجِعْلانِ .
      قال شمر :، قال الفراء تقول كأَنَّك والله قد مُتَّ وصِرْتَ إلى كانَ ، وكأَنكما مُتُّمَا وصرتما إلى كانا ، والثلاثة كانوا ؛ المعنى صِرْتَ إلى أَن يقال كانَ وأَنت ميت لا وأَنت حَيٌّ ، قال : والمعنى له الحكاية على كُنْت مَرَّةً للمُواجهة ومرة للغائب ، كما ، قال عز من قائلٍ : قل للذين كفروا ستُغْلَبُون وسَيُغْلَبُون ؛ هذا على معنى كُنْتَ وكُنْتَ ؛ ومنه قوله : وكُلُّ أَمْرٍ يوماً يَصِيرُ كان .
      وتقول للرجل : كأَنِّي بك وقد صِرْتَ كانِيّاً أَي يقال كان وللمرأَة كانِيَّة ، وإن أَردت أَنك صرت من الهَرَم إلى أَن يقال كُنْت مرة وكُنْت مرة ، قيل : أَصبحتَ كُنْتِيّاً وكُنْتُنِيّاً ، وإنما ، قال كُنْتُنِيّاً لأَنه أَحْدَثَ نوناً مع الياء في النسبة ليتبين الرفع ، كما أَرادوا تَبين النَّصبِ في ضَرَبني ، ولا يكون من حروف الاستثناء ، تقول : جاء القوم لا يكون زيداً ، ولا تستعمل إلى مضمراً فيها ، وكأَنه ، قال لا يكون الآتي زيداً ؛ وتجيء كان زائدة كقوله : سَراةُ بَني أَبي بَكْرٍ تَسامَوْا على كانَ المُسَوَّمةَِ العِرابِ أَي على المُسوَّمة العِراب .
      وروى الكسائي عن العرب : نزل فلان على كان خَتَنِه أَي نزَل على خَتَنِه ؛

      وأَنشد الفراء : جادَتْ بكَفَّيْ كانَ من أَرمى البَشَرْ أَي جادت بكفَّي من هو من أَرمى البشر ؛ قال : والعرب تدخل كان في الكلام لغواً فتقول مُرَّ على كان زيدٍ ؛ يريدون مُرَّ فأَدخل كان لغواً ؛ وأَما قول الفرزدق : فكيفَ ولو مَرَرْت بدارِِ قومٍ ، وجِيرانٍ لنا كانوا كِرامِ ؟ ابن سيده : فزعم سيبويه أَن كان هنا زائدة ، وقال أَبو العباس : إن تقديره وجِيرانٍ كِرامٍ كانوا لنا ، قال ابن سيده : وهذا أَسوغ لأَن كان قد عملت ههنا في موضع الضمير وفي موضع لنا ، فلا معنى لما ذهب إليه سيبويه من أَنها زائدة هنا ، وكان عليه كَوْناً وكِياناً واكْتانَ : وهو من الكَفالة .
      قال أَبو عبيد :، قال أَبو زيد اكْتَنْتُ به اكْتِياناً والاسم منه الكِيانةُ ، وكنتُ عليهم أَكُون كَوْناً مثله من الكفالة أَيضاً ابن الأَعرابي : كان إذا كَفَل .
      والكِيانةُ : الكَفالة ، كُنْتُ على فلانٍ أكُونُ كَوْناً أَي تَكَفَّلْتُ به .
      وتقول : كُنْتُكَ وكُنْتُ إياك كما تقول ظننتك زيداً وظَنْنتُ زيداً إِياك ، تَضَعُ المنفصل موضع المتصل في الكناية عن الاسم والخبر ، لأَنهما منفصلان في الأَصل ، لأَنهما مبتدأ وخبر ؛ قال أَبو الأَسود الدؤلي : دَعِ الخمرَ تَشربْها الغُواةُ ، فإنني رأيتُ أَخاها مُجْزِياً لمَكانِها فإن لا يَكُنها أَو تَكُنْه ، فإنه أَخوها ، غَذَتْهُ أُمُّهُ بلِبانِها يعني الزبيب .
      والكَوْنُ : واحد الأَكْوان .
      وسَمْعُ الكيان : كتابٌ للعجم ؛ قال ابن بري : سَمْعُ الكيان بمعنى سَماعِ الكِيان ، وسَمْعُ بمعنى ذِكْرُِ الكيان ، وهو كتاب أَلفه أَرَسْطو .
      وكِيوانُ زُحَلُ : القولُ فيه كالقول في خَيْوان ، وهو مذكور في موضعه ، والمانع له من الصرف العجمة ، كما أَن المانع لخَيْوان من الصرف إنما هو التأْنيث وإرادة البُقْعة أَو الأَرض أَو القَرْية .
      والكانونُ : إن جعلته من الكِنِّ فهو فاعُول ، وإن جعلته فَعَلُولاً على تقدير قَرَبُوس فالأَلف فيه أَصلية ، وهي من الواو ، سمي به مَوْقِِدُ النار .
      "

    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: