وصف و معنى و تعريف كلمة أكذي:


أكذي: كلمة تتكون من أربع أحرف تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ ياء (ي) و تحتوي على ألف همزة (أ) و كاف (ك) و ذال (ذ) و ياء (ي) .




معنى و شرح أكذي في معاجم اللغة العربية:



أكذي

جذر [كذي]

  1. أَكَذَّ: (فعل)
    • أَكَذَّ القومُ : صَاروا في كَذَّانٍ من الأَرض
  2. أَكْذَى: (فعل)
    • أَكْذَى الشيءُ : احمرَّ
    • أَكذى الرجلُ : احمرّ لونُه من خجل أَو فزع
,
  1. أُكْرَةُ
    • ـ أُكْرَةُ : لُغَيَّةٌ في الكُرَةِ ، والحُفْرَةُ يَجْتَمِعُ فيها الماءُ ، فَيُغْرَفُ صافياً .
      ـ أَكْرُ وتأَكُّرُ : حَفْرُها ، ومنه : الأَكَّارُ : للحَرَّاثِ ، ج : أَكَرَةٌ ، كأنَّه جمعُ آكِرٍ في التقديرِ .
      ـ مُؤَاكَرَةُ : المُخابَرَةُ .

    المعجم: القاموس المحيط



  2. كَذَبَ
    • ـ كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِباً وكِذْباً وكِذْبَةً وكَذْبَةً وكِذاباً وكِذَّاباً ، وهو كاذِبٌ وكَذَّابٌ وتِكِذَّابٌ وكذوبٌ وكَذوبَةٌ وكَذْبانُ وكَيْذَبانُ وكَيْذُبانُ وكُذُّبْذُبٌ وكُذَبَةٌ ومَكْذُبانُ ومَكْذَبانَةٌ وكُذُبْذُبانُ .
      ـ أُكْذُوبَةُ وكُذْبى ومَكْذوبُ ومَكْذوبَةُ ومَكْذَبَةُ وكاذِبَةُ وكُذْبانُ وكُذابُ : الكَذِبُ .
      ـ أكْذَبَهُ : ألفاهُ كاذِباً ، وحَمَلَهُ على الكَذِبِ ، وبَيَّنَ كَذِبَهُ .
      ـ كَذوبُ وكَذوبَةُ : النَّفْسُ .
      ـ كُذِبَ الرَّجُلُ : أُخْبِرَ بالكَذِبِ .
      ـ كَذَّابانِ : مُسَيْلِمَةُ الحَنَفيُّ ، والأَسْوَدُ العَنْسِيُّ .
      ـ مُكَذِّبٌ وكاذِبٌ : النَّاقَةُ التي يَضْرِبُها الفَحْلُ فَتَشولُ ثم تَرْجِعُ حائِلاً ، وقد كَذَبَتْ وكَذَّبَتْ .
      ـ قد أكْذَبَ ، وهو الإِكْذَابُ : يقالُ لِمَنْ يُصاحُ به وهو ساكِتٌ يُري أنه نائِمٌ .
      ـ مَكْذوبَةُ : المرأةُ الضَّعيفةُ .
      ـ كَذَّابُ بَني كَلْبٍ : خَبَّابُ بنُ مُنْقِذٍ ، وكَذَّابُ بَني طابِخَةَ ، وكَذَّابُ بَني الحِرْمازِ ، والكيْذُبانُ المُحارِبِيُّ ، عَدِيُّ بنُ نَصْرٍ : شُعراءُ .
      ـ كَذَبَ : قد يكونُ بمعنى وجَبَ ، ومنه " كذَبَ عليكُمُ الحَجُّ ، كَذَبَ عليكُمُ العُمْرَةُ ، كَذَبَ عليكُمُ الجِهادُ ، ثلاثَةُ أسْفارٍ كَذَبْنَ عليكُمْ " أو مِنْ : كَذَبَتْهُ نَفْسُهُ إذا مَنَّتْهُ الأَمانِيَّ ، وخَيَّلَتْ إليه منَ الآمالِ ما لا يَكادُ يكونُ ، أي لِيُكَذِّبْكَ الحَجُّ ، أي لِيُنَشِّطْكَ ويَبْعَثْكَ على فِعْلِهِ ، ومَنْ نَصَبَ الحَجَّ جَعَلَ " عليكَ " اسْمَ فِعْلٍ ، وفي كَذَبَ ضميرُ الحَجِّ ، أو المعنى : كَذَبَ عليكَ الحَجُّ إن ذَكَرَ أنه غيرُ كافٍ هاذِمٍ لما قَبْلَهُ من الذُّنُوبِ .
      ـ حَمَلَ فما كَذَّبَ تكْذيباً : ما جَبُنَ .
      ـ ما كَذَّبَ أن فَعَلَ كذا : ما لَبِثَ .
      ـ تَكَذَّبَ : تَكَلَّفَ الكَذِبَ ،
      ـ تَكَذَّبَ فُلاناً : زَعَمَ أنه كاذِبٌ .
      ـ كاذَبْتُهُ مكاذَبَةً وكِذَاباً .
      ـ كَذَّبَ بالأَمْرِ تَكْذِيباً وكِذَّاباً : أنْكَرَهُ ،
      ـ كَذَّبَ فُلاناً : جَعَلَهُ كاذباً ،
      ـ كَذَّبَ عن أمْرٍ قد أرادَهُ : أحْجَمَ ،
      ـ كَذَّبَ عنْ فُلانٍ : رَدَّ عنهُ ،
      ـ كَذَّبَ الوحْشِيُّ : جَرَى شَوْطاً فوقَفَ ( لِيَنْظُرَ ما وراءَهُ ).

    المعجم: القاموس المحيط

  3. كَرْهُ
    • ـ كَرْهُ ، وكُرْهُ : الإِباءُ ، والمَشَقَّةُ ،
      ـ كُرْهُ : ما أكْرَهْتَ نَفْسَكَ عليه ،
      ـ كَرْهُ : ما أكْرَهَكَ غيرُكَ عليه . كَرِهَهُ ، كَرْهاً وكُرههاً ، وكَراهَةً وكراهِيَةً ، ومَكْرَهَةً ، ومَكْرُهَةَ ، وتَكَرَّهَهُ .
      ـ شيءٌ كَرْهٌ ، وكَرِهٌ وكَريهٌ : مَكْروهٌ .
      ـ كَرَّهَه إليه تَكْريهاً : صَيَّرَهُ كَرِيهاً . ما كانَ كَرِيهاً فَكَرُهَ .
      ـ أتَيْتُكَ كَراهِينَ أنُ تَغْضَبَ : كَراهيةَ أن تَغْضَبَ .
      ـ كَرْهُ : الجَملُ الشَّديدُ .
      ـ كراهَةُ : الأرضُ الغَليظَةُ الصُّلْبَةُ .
      ـ كَرِيهُ : الأَسَدُ .
      ـ كَرِيهَةُ : الحَرْبُ ، أو الشِّدَّةُ في الحَرْبِ ، والنازِلَةُ .
      ـ ذُو كَرِيهَةِ : السَّيْفُ الصَّارِمُ لا يَنْبُو عن شيءٍ .
      ـ كَرِيهَتُه : بادِرَتُه التي تُكْرَهُ منه .
      ـ كَرْهاءُ ، وكُرْهى : أعلى النُّقْرَةِ ، والوَجْهُ مع الرَّأسِ .
      ـ رجُلٌ ذُو مَكْرُوهَةٍ : شِدَّةٍ .
      ـ تَكَرَّهَهُ : تَسَخَّطَهُ ، وفَعَلَهُ على تَكَرُّهٍ وتَكارُهٍ ومُتَكارِهاً .
      ـ اسْتُكْرِهَتْ فلانَةُ : غُصِبَتْ نَفْسَها .
      ـ اسْتَكْرَهَ القافِيَةَ . ولَقِيتُ دُونَه كَرائِهَ ومَكارِهَ .

    المعجم: القاموس المحيط

  4. كرى
    • كرى - ج ، أكراء
      1 - مصدر كري . 2 - نعاس . 3 - نوم .

    المعجم: الرائد



  5. أَكْذَى
    • أَكْذَى الشيءُ : احمرَّ .
      ويقال : أَكذى الرجلُ : احمرّ لونُه من خجل أَو فزع .

    المعجم: المعجم الوسيط

  6. أَكْذَى
    • أكذى - إكذاء
      1 - أكذى الشيء . احمر . 2 - أكذى : إحمر لونه من خجل أو خوف .

    المعجم: الرائد

  7. أُكْذُوبَةٌ
    • جمع : أكَاذِيبُ . [ ك ذ ب ].
      1 . :- هُوَ لاَ يَنْشُرُ إلاَّ الأكَاذِيبَ :- : الأَخْبَارُ الْمُخْتَلَقَةُ غَيْرُ الصَّحِيحَةِ .
      2 . :- لاَ تُصَدِّقْ ! إِنَّهَا أُكْذُوبَةٌ :- : إِشَاعَةٌ ، بُهْتَانٌ ، زَيْفٌ .

    المعجم: الغني

  8. أُكْذوبة
    • أُكْذوبة :-
      جمع أكاذيبُ : خبر كاذب أو مُلفَّق أو مُخْتلَق .


    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  9. أُكْذُوبَة
    • أكذوبة
      1 - خبر كاذب ، جمع : أكاذيب

    المعجم: الرائد

  10. أكر
    • أ ك ر : الأَكَرَةُ بفتحتين حمع أَكّار بالتشديد وهو الحراث

    المعجم: مختار الصحاح

  11. أَكَرَ
    • أَكَرَ الأَرضَ أَكَرَ ُ أُكْرًا : حرثها ، وزرعها .
      و أَكَرَ النهرَ ونحوه : حفره ، وعمَّقه .


    المعجم: المعجم الوسيط

  12. أَكَرَ
    • [ أ ك ر ]. ( فعل : ثلاثي متعد ). أكَرْتُ ، آكُرُ ، كُرْ ، مصدر أَكْرٌ .
      1 . :- أَكَرَ الأرْضَ :- : حَرَثَهَا ، زَرَعَهَا ، حَفَرَهَا .
      2 . :- أكَرَ الحُفْرَةَ :- : حَفَرَهَا وهَيَّأَهَا لِجَمْعِ الْمَاءِ .

    المعجم: الغني

  13. أكر البحر
    • إسم لليفالبحر وهو نبات ينبت في قعر البحر المالح

    المعجم: الأعشاب

  14. أكر البحر
    • إسم لليف البحر وهو نبات ينبت في قعر البحر المالح

    المعجم: الأعشاب

  15. أَكَر
    • أكر - يأكر ، أكرا
      1 - أكر الأرض : حرثها وزرعها . 2 - أكر الأرض : حفرها وعمقها .

    المعجم: الرائد

  16. أَكَرة
    • أكرة - ج ، أكر
      1 - أكرة : حفرة . 2 - أكرة : كرة .

    المعجم: الرائد

  17. كَرّة
    • كرة - ج ، كرى وكرات وكرين وكرين وأكر
      1 - كرة : ما أدير من شيء . 2 - كرة : كل جسم مستدير . 3 - كرة : أجسام مستديرة من مطاط أو جلد يلعب بها الأطفال أو تتخذ في الألعاب الرياضية : « كرة القدم ، كرة السلة ، كرة الطاولة ، كرة المضرب ....». 4 - كرة : « الكرة الفلكية » : تمثل السماء وصور نجومها . 5 - كرة : « الكرة الفلكية » في الهندسة : جسم يحيط به سطح واحد في وسطه نقطة تتساوى الخطوط الخارجة منها إليه . 6 - كرة : « الكرة الأرضية » : جسم مستدير من الورق المقوى ( الكرتون )

    المعجم: الرائد



  18. أكر
    • " الأُكْرَة ، بالضم : الحُفْرَةُ في الأَرض يجتمع فيها الماء فيُغْرَفُ صافياً ‏ .
      ‏ وأَكَرَ يَأْكُرُ أَكْراً ، وتَأَكَّرَ أُكَراً : حَفَرَ أُكْرَةً (* قوله « حفر أكرة » كذا بالأصل والمناسب حفر حفراً )؛ قال العجاج : مِنْ سَهْلِه ويَتَأَكَّرْنَ الأُكَرْ والأُكَرُ : الحُفَرُ في الأَرض ، واحِدَتُها أُكْرَةٌ ‏ .
      ‏ والأَكَّارُ : الحَرَّاثُ ، وهو من ذلك ‏ .
      ‏ الجوهري : الأَكَرَةُ جمعُ أَكَّارٍ كأَنه جمعُ آكِرٍ في التقدير ‏ .
      ‏ والمؤاكَرَةُ : المخابرة وفي حديث قتل أَبي جهل : فلو غَيْرُ أَكَّارٍ قتلني ؛ الأَكَّارُ : الزَّرَّاعُ أَراد به احتقاره وانتقاصه ، كيف مِثْلُه يَقْتُلُ مِثْلَه وفي الحديث : أَنه نهى عن المؤاكَرَةِ ، يعني المزارعَةَ على نصيب معلوم مما يُزْرَعُ في الأَرض وهي المخابرة ‏ .
      ‏ ويقال : أَكَرْتُ الأَرض أَي حفرتها ؛ ومن العرب من يقول لِلْكُرَةِ التي يُلْعَبُ بها : أُكْرَةٌ ، واللغةُ الجيدةُ الكُرَةُ ؛

      قال : حَزَاوِرَةٌ بأَبْطَحِهَا الكُرِينَا "

    المعجم: لسان العرب

  19. كرا
    • " الكِرْوَةُ والكِراء : أَجر المستأْجَر ، كاراه مُكاراةً وكراء واكْتراه وأَكْراني دابّته وداره ، والاسمُ الكِرْوُ بغير هاء ؛ عن اللحياني ، وكذلك الكِرْوَةُ والكُرْوةُ ، والكِراء ممدود لأَنه مصدر كارَيْت ، والدليل على أَنك تقول رجل مُكارٍ ، ومُفاعِلٌ إنما هو من فاعَلْت ، وهو من ذوات الواو لأَنك تقول أَعطيت الكَرِيَّ كِرْوتَه ، بالكسر ؛ وقول جرير : لَحِقْتُ وأَصْحابي على كُلِّ حُرَّةٍ مَرُوحٍ ، تُبارِي الأَحْمَسِيَّ المُكارِيا ‏

      ويروى : ‏ الأَحمشي ، أَراد ظل الناقة شبهه بالمكاري ؛ قال ابن بري : كذا فسر الأَحمشي في الشعر بأَنه ظل الناقة .
      والمُكاري : الذي يَكْرُو بيده في مشيه ، ويروى الأَحْمَسِي منسوب إِلى أَحْمَس رجل من بَجيلة .
      والمُكاري على هذا الحادِي ، قال : والمُكارِي مخفف ، والجمع المُكارون ، سقطت الياء لاجتماع الساكنين ، تقول هؤلاء المُكارُون وذهبت إِلى المُكارِينَ ، ولا تقل المُكارِيِّين بالتشديد ، وإِذا أَضفت المُكارِيَ إِلى نفسك قلت هذا مُكارِيَّ ، بياء مفتوحة مشددة ، وكذلك الجمع تقول هؤلاء مُكاريَّ ، سقطت نون الجمع للإِضافة وقلبت الواو ياء وفَتَحْت ياءك وأَدغمتَ لأَن قبلها ساكناً ، وهذانِ مُكارِيايَ تفتح ياءك ، وكذلك القول في قاضِيَّ وراميَّ ونحوهما .
      والمُكارِي والكَرِيُّ : الذي يُكْرِيك دابته ، والجمع أَكْرِياء ، لا يكسر على غير ذلك .
      وأَكْرَيْت الدار فهي مُكْراة والبيت مُكْرًّى ، واكْتَرَيت واسْتَكْرَيْت وتَكارَيْت بمعنى .
      والكَرِيُّ ، على فَعِيل : المُكارِي ؛ وقال عُذافِر الكِندي : ولا أَعودُ بعدها كَرِيّا ، أُمارِسُ الكَهْلةَ والصَّبيَّا

      ويقال : أَكْرَى الكرِيُّ ظهره .
      والكرِيُّ أَيضاً : المُكْترِي .
      وفي حديث ابن عباس ، رضي الله عنهما : أَن امرأَة مُحرمة سأَلته فقالت أَشَرْت إِلى أَرْنَبٍ فرماها الكَرِيُّ ؛ الكَريُّ ، بوزن الصَّبيّ : الذي يُكري دابته ، فَعِيل بمعنى مُفْعِل .
      يقال : أَكْرَى دابته فهو مُكْرٍ وكريٌ ، وقد يقع على المُكْترِي فَعِيل بمعنى مُفْعَل ، والمراد الأَول .
      وفي حديث أَبي السَّليل : الناسُ يزعمون أَنَّ الكَرِيَّ لا حج له .
      والكَرِيُّ : الذي أَكريته بعيرك ، ويكون الكَرِيّ الذي يُكْريك بعيره فأَنا كَرِيُّك وأَنت كَرِيِّي ؛ قال الراجز : كَرِيُّه ما يُطْعِم الكَرِيّا ، بالليل ، إِلا جِرْجِراً مَقْلِيّا ابن السكيت : أَكْرَى الكَرِيُّ ظهره يُكْريه إِكْراء .
      ويقال : أَعطِ الكَرِيَّ كِرْوَتَه ؛ حكاها أَبو زيد .
      ابن السكيت : هو الكِراء ممدود لأَنه مصدر كارَيْت ، والدليل على ذلك أَنك تقول رجل مُكارٍ مُفاعِل ، وهو من ذوات الواو .
      ويقال : اكْتَرَيْتُ منه دابّة واسْتَكْرَيتها فأَكْرانِيها إكْراء ، ويقال للأُجرة نفسها كِراء أَيضاً .
      وكَرا الأَرضَ كَرْواً : حفَرها وهو من ذوات الواو والياء .
      وفي حديث فاطمة ، رضي الله عنها : أَنها خرجت تُعَزِّي قوماً ، فلما انصرفت ، قال لها : لَعَلكِ بَلغْتِ معهم الكُرَى ؟، قالت : معاذَ اللهِ هكذا جاء في رواية بالراء ، وهي القُبور جمع كُرْيةٍ أَو كُرْوةٍ ، من كَرَيْتُ الأَرض وكَرَوْتُها إِذا حفرتها كالحُفرة ؛ ومنه الحديث : أَن الأَنصار سأَلوا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في نهر يَكْرُونه لهم سَيْحاً أَي يَحْفِرُونه ويُخْرِجون طينه .
      وكَرا البئر كَرْواً : طواها بالشجر .
      وكَرَوْتُ البئر كَرْواً : طويتها .
      أَبو زيد : كَرَوْتُ الرَّكِيَّة كَرْواً إِذا طويتها بالشجر وعَرَشْتها بالخشب وطويتها بالحجارة ، وقيل : المََكْرُوَّة من الآبار المطوية بالعَرْفَج والثُّمام والسِّبَط .
      وكَرا الغلامُ يَكْروا كَرْواً إِذا لعب بالكُرة .
      وكَرَوْتُ بالكُرة أَكْرُو بها إِذا ضربت بها ولَعِبت بها .
      ابن سيده : والكُرةُ معروفة ، وهي ما أَدَرْت من شيء .
      وكَرا الكُرَة كَرْواً : لعب بها ؛ قال المسيب بن عَلَس : مَرِحَت يَداها للنَّجاء ، كأَنما تَكْرُو بِكَفَّي لاعِبٍ في صاعِ والصاعُ : المطمئن من الأَرض كالحُفْرة .
      ابن الأَعرابي : كَرَى النهر يَكْريه إِذا نقص تِقْنَه ، وقيل : كَرَيْت النهر كَرْياً إِذا حفرته .
      والكُرةُ : التي يُلعَبُ بها ، أَصلها كُرْوةٌ فحذفت الواو ، كما ، قالوا قُلةٌ للتي يُلعب بها ، والأَصل قُلْوةٌ ، وجمع الكُرةِ كُراتٌ وكُرُون .
      الجوهري : الكُرةُ التي تُضرب بالصَّوْلَجان وأَصلها كُرَوٌ ، والهاء عِوض ، وتجمع على كُرين وكِرينَ أَيضاً ، بالكسر ، وكُراتٍ ؛ وقالت ليلى الأَخيلية تصف قَطاة تدلَّت على فِراخِها : تَدَلَّت على حُصٍّ ظِماءٍ كأَنها كُراتُ غُلامٍ في كِساءٍ مُؤَرْنَبِ ‏

      ويروى : ‏ حُصِّ الرؤوس كأَنها ؛ قال : وشاهد كُرين قول الآخر (* هو عمرو بن كلثوم ): يُدَهْدِين الرُّؤوسَ كما يُدَهْدي حَزاوِرةٌ ، بأَيديها ، الكُرينا ويجمع أَيضاً على أُكَرٍ ، وأَصله وُكَرٌ مقلوب اللام إِلى موضع الفاء ، ثم أُبدلت الواو همزة لانضمامها .
      وكَرَوْتُ الأَمر وكَرَيْته : أَعَدْتُه مرة بعد أُخرى .
      وكَرَتِ الدابة كَرْواً : أَسرعت .
      والكَرْوُ : أَن يَخْبِط بيده في استقامة لا يَفْتِلُها نحو بطنه ، وهو من عيوب الخيل يكون خِلْقة ، وقد كَرَى الفرسُ كَرْواً وكَرَتِ المرأَةُ في مِشْيَتها تَكْرُو كَرْواً .
      والكَرا : الفَحَجُ في الساقين والفخذين ، وقيل : هو دِقَّة الساقين والذِّراعين ، امرأَة كَرْواءُ وقد كَرِيَت كَراً ، وقيل : الكَرْواء المرأَة الدقيقة الساقين .
      أَبو بكر : الكَرا دِقَّةُ الساقين ، مقصور يكتب بالأَلف ، ‏

      يقال : ‏ رجل أَكْرَى وامرأَة كَرْواءُ ؛

      وقال : ليْسَتْ بكَرْواءَ ، ولكِنْ خِدْلِمِ ، ولا بِزَلاءَ ، ولكِنْ سُتْهُم ؟

      ‏ قال ابن بري : صوابه أَن ترفع قافيته ؛ وبعدهما : ولا بِكَحْلاء ، ولكِن زُرْقُم والكَرَوانُ ، بالتحريك : طائر ويدعى الحجلَ والقَبْجَ ، وجمعه كِرْوانٌ ، صحت الواو فيه لئلا يصير من مثال فَعَلان في حال اعتلال اللام إِلى مثال فَعالٍ ، والجمع كَراوينُ ، كما ، قالوا وراشِينُ ؛

      وأَنشد بعض البغداديين في صفة صقر لدلم العَبْشَمي وكنيته أَبو زغب : عَنَّ له أَعْرَفُ ضافي العُثْنُونْ ، داهِيةً صِلَّ صَفاً دُرَخْمِينْ ، حَتْفَ الحُبارَياتِ والكَراوِينْ والأُنثى كَرَوانةٌ ، والذكر منها الكَرا ، بالأَلف ؛ قال مُدرك بن حِصْن الأَسدي : يا كَرَواناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا ، فَشَنَّ بالسَّلْحِ ، فلما شَنَّا ، بَلَّ الذُّنابى عَبَساً مُبِنَّ ؟

      ‏ قالوا : أَراد به الحُبارى يَصُكُّه البازي فيتَّقِيه بسَلْحِه ، ويقال له الكُرْ كِيُّ ، ويقال له إِذا صيدَ : أَطْرِقْ كَرا أَطْرِقْ كَرا إِن النَّعامَ في القُرى ، والجمع كِرْوانٌ ، بكسر الكاف ، على غير قياس ، كما إِذا جمعت الوَرشانَ قلت وِرْشانٌ ، وهو جمع بحذف الزوائد ، كأَنهم جمعوا كَراً مثل أَخٍ وإَخْوان .
      والكَرا : لغة في الكَرَوانِ ؛

      أَنشد الأَصمعي للفرزدق : على حِينَ أَن رَكَّيْتُ وابْيَضَّ مِسْحَلي ، وأَطْرَقَ إِطْراقَ الكَرا مَن أُحارِبُه (* قوله « على حين أن ركيت » كذا بالأصل ، والذي في الديوان : أحين التقى ناباي وابيض مسحلي ) ابن سيده : وفي المثل أَطْرِقْ كَرا إِنَّ النَّعامَ في القُرى ؛ غيره : يضرب مثلاً للرجل يُخْدَعُ بكلام يُلَطَّف له ويُراد به الغائلة ، وقيل : يضرب مثلاً للرجل يُتَكَلَّم عنده بكلام فَيَظن أَنه هو المراد بالكلام ، أَي اسكت فإِني أُريد من هو أَنْبَلُ منك وأَرفع منزلة ؛ وقال أَحمد بن عبيد : يضرب للرجل الحقير إِذا تكلم في الموضع الذي لا يُشبهه وأَمثالَه الكلامُ فيه ، فيقال له اسكت يا حقير فإِنَّ الأَجِلاَّءِ أَولى بهذا الكلام منك .
      والكَرا : هو الكَرَوانُ طائر صغير ، فخُوطب الكَروانُ والمعنى لغيره ، ويُشبَّه الكَروانُ بالذَّلِيل ، والنعامُ بالأَعزة ، ومعنى أَطْرِقْ أَي غُضَّ ما دام عزيز فإياك أَن تَنطِق أَيها الذليل ، وقيل : معنى أَطرق كرا أَن الكروان ذليل في الطير والنعام عزيز ، يقال : اسكن عندَ الأَعزة ولا تستشرف للذي لست له بند ، وقد جعله محمد بن يزيد ترخيم كروان فغلط ، قال ابن سيده : ولم يعرف سيبويه في جمع الكَروانِ إِلا كِرْواناً فوجهه على أَنهم جمعوا كراً ، قال : وقالوا كَرَوانٌ وللجمع كِرْوانٌ ، بكسر الكاف ، فإِنما يُكسَّر على كَراً كما ، قالوا إَخْوان .
      قال ابن جني : قولهم كَرَوانٌ وكِرْوانٌ لما كان الجمع مضارعاً للفعل بالفرعية فيهما جاءت فيه أَيضاً أَلفاظ على حذف الزيادة التي كانت في الواحد ، فقالوا كَرَوانٌ وكِرْوان ، فجاءَ هذا على حذف زائدتيه حتى صار إِلى فَعَل ، فجَرى مجرى خَرَب وخِرْبان وبَرَقٍ وبِرْقانٍ ، فجاء هذا على حذف الزيادة كما ، قالوا عَمْرَك اللهَ .
      قال أَبو الهيثم : سمي الكَروانُ كَرواناً بضدّه لأَنه لا يَنام بالليل ، وقيل : الكَرَوان طائر يشبه البط .
      وقال ابن هانئ في قولهم أَطْرِق كرا ، قال : رُخِّم الكروان ، وهو نكرة ، كما ، قال بعضهم يا قُنْفُ ، يريد يا قُنْفُذ ، قال : وإِنما يرخم في الدعاء المَعارف نحو ما لك وعامر ولا ترخم النكرة نحو غلام ، فرُخم كَرَوانٌ وهو نكرة ، وجعل الواو أَلفاً فجاء نادراً .
      وقال الرسمي : الكَرا هو الكَرَوان ، حرف مقصور ، وقال غيره : الكَرَا ترخيم الكَرَوان ، قال : والصواب الأَوّل لأَن الترخيم لا يستعمل إِلا في النداء ، والأَلف التي في الكَرا هي الواو التي في الكَروان ، جعلت أَلفاً عند سقوط الأَلف والنون ، ويكتب الكرا بالأَلف بهذا المعنى ، وقيل : الكروان طائر طويل الرجلين أَغبر دون الدجاجة في الخَلق ، وله صوت حسن يكون بمصر مع الطيور الداجنة في البيوت ، وهي من طيور الرِّيف والقُرَى ، لا يكون في البادية .
      والكَرَى : النوم .
      والكَرَى : النعاس ، يكتب بالياء ، والجمع أَكْراء ؛

      قال : هاتَكْتُه حتى انْجَلَتْ أَكْراؤُه كَرِيَ الرجل ، بالكسر ، يَكْرَى كَرًى إِذا نام ، فهو كَرٍ وكَرِيٌّ وكَرْيان .
      وفي الحديث : أَنه أَدْرَكه الكَرَى أَي النوم ، ورجل كَرٍ وكَرِيٌّ ؛

      وقال : مَتى تَبِتْ بِبَطْنِ وادٍ أَو تَقِلْ ، تَتْرُكْ به مِثْلَ الكَرِيّ المُنْجَدِلْ أَي متَى تَبِت هذه الإِبل في مكان أَو تَقِل به نهاراً تَتْركْ به زِقّاً مملوءاً لبناً ، يصف إِبلاً بكثرة الحلب أَي تَحْلُب وَطْباً من لبن كأَن ذلك الوطب رجل نائم .
      وامرأَة كَرِيَةٌ على فَعِلة ؛

      وقال : لا تُسْتَمَلُّ ولا يَكْرَى مُجالِسُها ، ولا يَمَلُّ من النَّجْوى مُناجِيها وأَصبح فلان كَرْيانَ الغداةِ أَي ناعِساً .
      ابن الأَعرابي : أَكْرَى الرجُل سَهِر في طاعةِ الله عز وجل .
      وكَرَى النهرَ كَرْياً : استحدث حَفْرة .
      وكَرَى الرجلُ كَرْياً : عَدا عدواً شديداً ، قال ابن دريد : وليس باللغة العالية .
      وقد أَكْرَيْت أَي أَخَّرت .
      وأَكْرَى الشيءَ والرحْلَ والعَشاء : أَخَّره ، والاسم الكَراء ؛ قال الحطيئة : وأَكْرَيْت العَشاء إِلى سُهَيْلٍ أَو الشِّعْرَى ، فطالَ بي الأَناءُ قيل : هو يَطْلُع سَحَراً وما أُكل بعده فليس بعَشاء ، يقول : انتظرت معروفك حتى أَيِسْت .
      وقال فقيه العرب : من سَرَّه النِّساء ولا نَساء ، فَلْيُبَكِّر العَشاء ، وليُباكِر الغَداء ، وليُخَفِّف الرِّداء ، وليُقِلَّ غِشْيانَ النساء .
      وأَكْرَيْنا الحديث الليلة أَي أَطَلْناه .
      وفي حديث ابن مسعود : كنا عند النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ذات ليلة فأَكْرَيْنا في الحديث أَي أَطَلْناه وأَخَّرناه .
      وأَكْرَى من الأَضداد ، يقال : أَكْرَى الشيءُ يُكْرِي إِذا طالَ وقَصُرَ وزادَ ونَقَص ؛ قال ابن أَحمر : وتَواهَقَتْ أَخْفافُها طَبَقاً ، والظِّلُّ لم يَفْضُلْ ولم يُكْرِي أَي ولم ينقص ، وذلك عند انتصاف النهار .
      وأَكْرى الرجل : قلَّ ماله أَو نَفِد زادُه .
      وقد أَكرى زادُه أَي نقص ؛

      وأَنشد ابن الأَعرابي للبيد : كذِي زادٍ مَتى ما يُكْرِ مِنْه ، فليس وراءه ثِقَةٌ بزادِ وقال آخر يصف قِدْراً : يُقَسِّمُ ما فيها ، فإَنْ هِيَ قَسَّمَتْ فَذاكَ ، وإِنْ أَكْرَتْ فعن أَهلها تُكْرِي قَسَّمَتْ : عَمَّت في القَسْم ، أَراد وإِن نقَصت فعن أَهلها تَنْقُص ، يعني القِدْر .
      أَبو عبيد : المُكَرِّي السَّيرُ (* قوله « المكرّي السير إلخ » هذه عبارة التهذيب ، وعبارة الجوهري : والمكرّي من الابل اللين السير والبطيء .) اللَّيِّن البَطِيء ، والمُكَرِّي من الإِبل التي تَعْدُو ، وقيل : هو السير البطيء ؛ قال القطامي : وكلُّ ذلك منها كُلَّما رَفَعَتْ ، مِنْها المُكَرِّي ، ومِنها اللَّيِّن السَّادِي أَي رفَعَتْ في سيرها ؛
      ، قال ابن بري وقال الراجز : لمَّا رأَتْ شَيْخاً له دَوْدَرَّى ، ظَلَّتْ على فِراشِها تَكَرَّى (* قوله « لما رأت إلخ » لم يقدّم المؤلف المستشهد عليه ، وفي القاموس : تكرّى نام ، فتكرّى في البيت تتكرّى .) دَوْدَرَّى : طَويل الخُصيتين .
      وقال الأَصمعي : هذه دابة تُكَرِّي تَكْرِيةً إِذا كان كأَنه يتلقف بيده إِذا مشى .
      وكَرَت الناقةُ برجليها : قلَبتهما في العَدْوِ ، وكذلك كَرَى الرجلُ بقدميه ، وهذه الكلمات يائية لأَن ياءها لام وانقلاب الأَلف ياء عن اللام أَكثر من انقلابها عن الواو .
      والكَرِيُّ : نبت .
      والكَرِيّةُ ، على فعِيلة : شجرة تنبت في الرمل في الخَصب بنجد ظاهرة ، تنبت على نِبْتة الجَعْدة .
      وقال أَبو حنيفة : الكَرِيُّ ، بغير هاء ، عُشبة من المَرْعى ، قال : لم أَجد من يصفها ، قال : وقد ذكرها العجاج في وصف ثور وحش فقال : حتى عَدا ، واقْتادَه الكَرِيُّ وشَرْشَرٌ وقَسْوَرٌ نَضْرِيُّ (* قوله « نضري » هو الصواب وتصحف في شرشر بنصري .) وهذه نُبوت غَضَّة ، وقوله : اقتادَه أَي دَعاه ، كما ، قال ذو الرمة : يَدْعُو أَنْفَه الرِّبَبُ (* قوله « يدعو » أَوّله كما في شرح القاموس في مادة ربب : أمسى بوهبين مجتازاً لمرتعه بذي الفوارس يدعو أنفه الربب ) والكَرَوْيا : من البرز ، وزنها فَعَوْلَلٌ ، أَلفها منقلبة عن ياء ولا تكون فَعَولَى ولا فَعَلْيا لأَنهما بِناءَان لم يثبُتا في الكلام ، إِلا أَنه قد يجوز أَن تكون فَعَوْلٌ في قول من ثبت عنده قَهَوْباة .
      وحكى أَبو حنيفة : كَرَوْياء ، بالمد ، وقال مرة : لا أَدر أَيمد الكَرَوْيا أَم لا ، فإَن مدّ فهي أُنثى ، قال : وليست الكَرَوْياء بعربية ، قال ابن بري : الكرَوْيا من هذا الفصل ، قال : وذكره الجوهري في فصل قردم مقصوراً على وزن زكريا ، قال : ورأَيتها أَيضاً الكَرْوِياء ، بسكون الراء وتخفيف الياء ممدودة ، قال : ورأَيتها في النسخة المقروءة على ابن الجواليقي الكَرَوْياء ، بسكون الواو وتخفيف الياء ممدودة ، قال : وكذا رأَيتها ، في كتاب ليس لابن خالويه ، كَرَوْيا ، كما رأَيتها في التكملة لابن الجواليقي ، وكان يجب على هذا أَن تنقلب الواو ياء لاجتماع الواو والياء وكون الأَول منهما ساكناً إِلا أَن يكون مما شذ نحو ضَيْوَن وحَيْوةٍ وحَيْوان وعَوْية فتكون هذه لفظة خامسة .
      وكَراء : ثنية بالطائف ممدودة .
      قال الجوهري : وكَراء موضع ؛

      وقال : مَنَعْناكمْ كَراء وجانِبَيْهِ ، كما مَنَعَ العَرينُ وَحَى اللُّهامِ وأَنشد ابن بري : كأَغْلَبَ ، من أُسُود كَراءَ ، ورْدٍ يَرُدُّ خَشَايَةَ الرجلِ الظَّلُوم ؟

      ‏ قال ابن بري : والكَرا ثنية بالطائف مقصورة .
      "

    المعجم: لسان العرب

  20. كذا 1
    • " ابن الأَعرابي : أَكْذى الشيءُ إِذا احمرَّ ، وأَكْذى الرجلُ إِذا احمرَّ لونه من خَجَلٍ أَو فَزَعٍ ، ورأَيته كاذِياً (* قوله « كاذياً إلخ » الكاذي بمعنى الاحمر وغيره ، لم يضبط في سائر الاصول التي بأيدينا إلا كما ترى ، لكن عبارة التكملة : الكاذي ، بتشديد الياء ، من نبات بلاد عمان وهو الذي يطيب به الدهن الذي يقال له الكاذي ، ووصفت ذلك النبات .) كَرِكاً أَي أَحمرَ ، قال : والكاذي والجِرْيال البَقَّم ، وقال غيره : الكاذِي ضرب من الأَدْهان معروف ، والكاذِي ضرب من الحبوب يجعل في الشراب فيشدّده ‏ .
      ‏ الليث : العرب تقول كذا وكذا ، كافهما كاف التشبيه وذا اسم يشار به ، وهو مذكور في موضعه ‏ .
      ‏ الجوهري : قولهم كذا كناية عن الشيء ، تقول فَعَلْت كذا وكذا يكون كناية عن العدد فتنصب ما بعده على التمييز ، تقول : له عندي كذا وكذا درهماً ، كما تقول له عندي عشرون درهماً ‏ .
      ‏ وفي الحديث : نجيء أَنا وأُمتي يوم القيامة على كذا وكذا ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء في مسلم كأَن الراوي شك في اللفظ فكنى عنه بكذا وكذا ، وهي من أَلفاظ الكِنايات مثْل كَيْتَ وكَيْتَ ، ومعناه مثل ذا ، ويُكنى بها عن المجهول وعما لا يراد التصريح به ؛ قال أَبو موسى : المحفوظ في هذا الحديث نجيء أَنا وأُمتي على كَوْم أَو لفظ يؤدّي هذا المعنى ‏ .
      ‏ وفي حديث عمر : كذاك لا تَذْعَرُوا علينا إِبلَنا أَي حَسْبُكم ، وتقديره دَعْ فِعْلَك وأَمرَك كَذاك ، والكاف الأُولى والآخرة زائدتان للتشبيه والخطاب والاسم ذا ، واستعملوا الكلمة كلها استعمال الاسم الواحد في غير هذا المعنى ‏ .
      ‏ يقال : رجل كذاكَ أَي خَسِيسٌ ‏ .
      ‏ واشْتَرِ لي غلاماً ولا تشتره كَذاكَ أَي دَنِيئاً ، وقيل : حقيقة كذاك أَي مثل ذاك ، ومعناه الزم ما أَنت عليه ولا تتجاوزه ، والكاف الأُولى منصوبة الموضع بالفعل المضمر ‏ .
      ‏ وفي حديث أَبي بكر ، رضي الله عنه ، يوم بَدْر : يا نبيّ الله كذاك أَي حَسْبُك الدُّعاء فإِن الله مُنجز لك ما وعدك .
      "

    المعجم: لسان العرب

  21. كذا
    • " كذا : اسم مبهم ، تقول فعلت كذا ، وقد يَجري مَجْرى كَمْ فَتَنْصِب ما بعده على التمييز ، تقول عندي كذا وكذا درهماً لأَنه كالكناية ، وقد ذكر أَيضاً في المعتل ، والله أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  22. كرب
    • " الكَرْبُ ، على وَزْن الضَّرْبِ مَجْزُومٌ : الـحُزْنُ والغَمُّ الذي يأْخذُ بالنَّفْس ، وجمعه كُرُوبٌ .
      وكَرَبه الأَمْرُ والغَمُّ يَكْرُبهُ كَرْباً : اشْتَدَّ عليه ، فهو مَكْرُوبٌ وكَرِيبٌ ، والاسم الكُرْبة ؛ وإِنه لـمَكْرُوبُ النفس .
      والكَرِيبُ : الـمَكْروبُ .
      وأَمْرٌ كارِبٌ .
      واكْترَبَ لذلك : اغْتَمَّ .
      والكَرائِبُ : الشدائدُ ، الواحدةُ كَرِيبةٌ ؛ قال سَعْدُ بن ناشِبٍ المازِنيُّ : فيالَ رِزامٍ رَشِّحُوا بي مُقَدَّماً * إِلى الـمَوْتِ ، خَوّاضاً إِليه الكَرائِـب ؟

      ‏ قال ابن بري : مُقَدَّماً منصوب برَشِّحُوا ، على حذف موصوف ، تقديره : رَشِّحُوا بي رَجُلاً مُقَدَّماً ؛ وأَصل التَّرْشيح : التَّرْبِـيَةُ والتَّهْيِئَةُ ؛ يقال : رُشِّحَ فلانٌ للإِمارة أَي هُيِّـئَ لها ، وهو لها كُفؤٌ .
      ومعنى رَشِّحُوا بي مُقَدَّماً أَي اجْعَلُوني كُفؤاً مُهَـيَّـأً لرجل شُجاع ؛ ويروى : رَشِّحُوا بي مُقَدِّماً أَي رجلاً مُتَقَدِّماً ، وهذا بمنزلة قولهم وَجَّهَ في معنى توجَّه ، ونَبَّه في معنى تَنَبَّه ، ونَكَّبَ في معنى تَنكَّبَ .
      وفي الحديث : كان إِذا أَتاه الوحيُ كُرِبَ له .
      (* قوله « إذا أتاه الوحي كرب له » كذا ضبط بالبناء للمجهول بنسخ النهاية ويعينه ما بعده ولم يتنبه الشارح له فقال : وكرب كسمع أصابه الكرب ومنه الحديث إلخ مغتراً بضبط شكل محرف في بعض الأصول فجعله أصلاً برأسه وليس بالمنقول ) أَي أَصابَهُ الكَرْبُ ، فهو مَكْروبٌ .
      والذي كَرَبه كارِبٌ .
      وكَرَبَ الأَمْرُ يَكْرُبُ كُرُوباً : دَنا .
      يقال كَرَبَتْ حياةُ النارِ أَي قَرُبَ انْطِفاؤُها ؛ قال عبدُالقيسِ بنُ خُفافٍ البُرْجُمِـيُّ .
      (* قوله « قال عبدالقيس إلخ » كذا في التهذيب .
      والذي في المحكم ، قال خفاف بن عبدالقيس البرجمي .): أَبُنَيَّ ! إِنَّ أَباكَ كارِبُ يَومِهِ ، * فإِذا دُعِـيتَ إِلى الـمَكارِمِ فاعْجَلِ أُوصِـيكَ إِيْصاءَ امْرِئٍ ، لك ، ناصِحٍ ، * طَبِنٍ برَيْبِ الدَّهْرِ غَيرِ مُغَفَّلِ اللّهَ فاتَّقْهِ ، وأَوْفِ بِنَذْرِهِ ، * وإِذا حَلَفْتَ مُبارِياً فَتَحَلَّلِ والضَّيْفَ أَكْرِمْهُ ، فإِنَّ مَبِـيتَه * حَقٌّ ، ولا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ واعْلَمْ بأَنَّ الضَّيفَ مُخْبِـرُ أَهْلِه * بمَبِـيتِ لَيْلَتِه ، وإِنْ يُسْـأَلِ وَصِلِ الـمُواصِلَ ما صَفَا لك وُدُّه ، * واجْذُذْ حِـبالَ الخَائِن الـمُتَبَذِّلِ واحْذَرْ مَحَلَّ السوءِ ، لا تَحْلُلْ به ، * وإِذا نَبَا بَكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ واسْـتَـأْنِ حِلْمَكَ في أُمُورِكَ كُلِّها * وإِذا عَزَمْتَ على الهوى فَتَوَكَّلِ واسْتَغْنِ ، ما أَغْناكَ رَبُّك ، بالغِنَى ، * وإِذا تُصِـبْكَ خَصاصَةٌ فتَجَمَّلِ وإِذا افْتَقَرْتَ ، فلا تُرَى مُتَخَشِّعاً * تَرْجُو الفَواضلَ عند غيرِ الـمِفْضَلِ وإِذا تَشاجَرَ في فُؤَادِك ، مَرَّةً ، * أَمْرانِ ، فاعْمِدْ للأَعَفِّ الأَجْمَلِ وإِذا هَمَمْتَ بأَمْرِ سُوءٍ فاتَّئِدْ ، * وإِذا هَمَمْتَ بأَمْرِ خَيْرٍ فاعْجَلِ وإِذا رَأَيْتَ الباهِشِـينَ إِلى النَّدَى * غُبْراً أَكُفُّهُمُ بقاعٍ مُمْحِلِ فأَعِنْهُمُ وايْسِرْ بما يَسَرُوا به ، * وإِذا هُمُ نَزَلُوا بضَنْكٍ ، فانْزِلِ ‏

      ويروى : ‏ فابْشَرْ بما بَشِرُوا به ، وهو مذكور في الترجمتين .
      وكُلُّ شيءٍ دَنا : فقد كَرَبَ .
      وقد كَرَبَ أَن يكون ، وكَرَبَ يكونُ ، وهو ، عند سيبويه ، أَحدُ الأَفعال التي لا يُستعمل اسم الفاعل منها موضعَ الفعل الذي هو خبرها ؛ لا تقول كَرَب كائناً ؛ وكَرَبَ أَن يَفْعَلَ كذا أَي كادَ يَفْعَلُ ؛ وكَرَبَتِ الشمسُ للـمَغِـيب : دَنَتْ ؛ وكَرَبَتِ الشمسُ : دَنَتْ للغُروب ؛ وكَرَبَتِ الجاريةُ أَن تُدْرِكَ .
      وفي الحديث : فإِذا اسْتَغْنَى أَو كَرَبَ اسْتَعَفَّ ؛ قال أَبو عبيد : كَرَبَ أَي دَنا من ذلك وقَرُبَ .
      وكلُّ دانٍ قريبٍ ، فهو كارِبٌ .
      وفي حديث رُقَيْقَةَ : أَيْفَعَ الغُلامُ أَو كَرَبَ أَي قارَبَ الإِيفاع .
      وكِرابُ الـمَكُّوكِ وغيره من الآنِـيَةِ : دونَ الجِمام .
      وإِناءٌ كَرْبانُ إِذا كَرَبَ أَنْ يَمْتَلِـئَ ؛ وجُمْجَمَة كَرْبى ، والجمع كَرْبى وكِرابٌ ؛ وزعم يعقوب أَن كافَ كَرْبانَ بدل من قاف قَرْبانَ ؛ قال ابن سيده : وليس بشيءٍ . الأَصمعي : أَكْرَبْتُ السِّقاءَ إِكْراباً إِذا مَلأْتَه ؛

      وأَنشد : بَجَّ الـمَزادِ مُكْرَباً تَوْكِـيرَا وأَكْرَبَ الإِناءَ : قارَبَ مَلأَه .
      وهذه إِبلٌ مائةٌ أَو كَرْبُها أَي نحوُها وقُرابَتُها .
      وقَيْدٌ مَكْرُوبٌ إِذا ضُيِّقَ .
      وكَرَبْتُ القَيْدَ إِذا ضَيَّقْتَه على الـمُقَيَّدِ ؛ قال عبداللّه بن عَنَمَة الضَّبِّـيُّ : ازْجُرْ حِمارَك لا يَرْتَعْ برَوْضَتِنا ، * إِذاً يُرَدُّ ، وقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ ضَرَبَ الحمارَ ورَتْعَه في رَوْضتِهم مثلاً أَي لا تَعَرَّضَنّ لشَتْمِنا ، فإِنا قادرون على تقييد هذا العَيْرِ ومَنْعه من التصرف ؛ وهذا البيت في شعره : أُرْدُدْ حِمارَك لا يَنْزِعْ سَوِيَّتَه ، * إِذاً يُرَدُّ ، وقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ والسَّويَّةُ : كِساءٌ يُحْشَى بثُمام ونحوه كالبَرْذَعَة ، يُطْرَحُ على ظهر الحمار وغيره ، وجزم يَنْزِعْ على جواب الأَمر ، كأَنه ، قال : إِنْ تَرْدُدْهُ لا يَنْزِعْ سَوِيَّتَه التي على ظهره .
      وقوله : إِذاً يُرَدُّ جوابٌ ، على تقدير أَنه ، قال : لا أَرُدُّ حِمارِي ، فقال مجيباً له : إِذاً يُرَدُّ .
      وكَرَبَ وظِـيفَيِ الحِمار أَو الجمل : دانى بينهما بحبل أَو قَيْدٍ .
      وكارَبَ الشيءَ : قارَبه .
      وأَكْرَبَ الرجلُ : أَسْرَعَ .
      وخُذْ رِجْلَيْكَ بأَكْرابٍ إِذا أُمِرَ بالسُّرْعة ، أَي اعْجَلْ وأَسْرِعْ .
      قال الليث : ومن العرب من يقول : أَكْرَبَ الرجلُ إِذا أَخذ رِجْلَيْه بأَكْرابٍ ، وقَلَّما يقال : وأَكْرَبَ الفرسُ وغيرُه مما يَعْدُو : أَسْرَعَ ؛ هذه عن اللحياني .
      أَبو زيد : أَكْرَبَ الرجلُ إِكْراباً إِذا أَحْضَرَ وعَدا .
      وكَرَبْتُ الناقةَ : أَوقَرْتُها .
      الأَصمعي : أُصولُ السَّعَفِ الغِلاظُ هي الكَرانِـيفُ ، واحدتُها كِرْنافةٌ ، والعَريضَة التي تَيْبَسُ فتصيرُ مِثلَ الكَتِفِ ، هي الكَرَبة .
      ابن الأَعرابي : سُمِّيَ كَرَبُ النخل كَرَباً لأَنه اسْتُغْنِـيَ عنه ، وكَرَبَ أَن يُقْطَعَ ودَنا من ذلك .
      وكَرَبُ النخلِ : أُصُولُ السَّعَفِ ؛ وفي المحكم : الكَرَبُ أُصُولُ السَّعَفِ الغِلاظُ العِراضُ التي تَيْبَسُ فتصيرُ مثلَ الكَتِفِ ، واحدتُها كَرَبةٌ .
      وفي صفة نَخْلِ الجنة : كَرَبُها ذَهَبٌ ، هو بالتحريك ، أَصلُ السَّعَفِ ؛ وقيل : ما يَبْقَى من أُصوله في النخلة بعد القطع كالـمَراقي ؛ قال الجوهري هنا وفي المثل : متى كان حُكمُ اللّه في كَرَبِ النخلِ ؟

      ‏ قال ابن بري : ليس هذا الشاهد الذي ذكره الجوهري مثلاً ، وإِنما هو عَجُزُ بَيْتٍ لجرير ؛ وهو بكماله : أَقولُ ولم أَمْلِكْ سَوابقَ عَبْرةٍ : * متى كان حُكْمُ اللّهِ في كَرَبِ النخلِ ؟

      ‏ قال ذلك لَـمَّا بَلَغه أَنَّ الصَّلَتانَ العَبْدِيَّ فَضَّلَ الفرزدقَ عليه في النَّسِـيب ، وفَضَّلَ جريراً على الفرزدق في جَوْدَةِ الشِّعْر في قوله : أَيا شاعِراً لا شاعِرَ اليومَ مِثْلُه ، * جَريرٌ ، ولكن في كُلَيْبٍ تَواضُعُ فلم يَرْضَ جريرٌ قولَ الصَّلَتان ، ونُصْرَتَه الفرزدقَ .
      قلت : هذه مشاحَّةٌ من ابن بري للجوهري في قوله : ليس هذا الشاهدُ مثلاً ، وإِنما هو عجز بيت لجرير .
      والأَمثال قد وَرَدَتْ شِعْراً ، وغيرَ شِعْرٍ ، وما يكون شعراً لا يمتنع أَن يكون مَثَلاً .
      والكَرَابة والكُرابَة : التَّمْر الذي يُلْتَقَطُ من أُصول الكَرَب ، بَعْدَ الجَدَادِ ، والضمُّ أَعْلى ، وقد تَكَرَّبَها .
      الجوهري : والكُرَابة ، بالضم ، ما يُلْتَقَطُ من التَّمْر في أُصُول السَّعَفِ بعدما تَصَرَّمَ .
      الأَزهري : يقال تَكَرَّبْتُ الكُرَابَةَ إِذا تَلَقَّطْتَها ، من الكَرَب .
      والكَرَبُ : الـحَبْلُ الذي يُشَدُّ على الدَّلْو ، بعد الـمَنِـينِ ، وهو الـحَبْل الأَوّل ، فإِذا انْقَطَع المنِـينُ بقي الكَرَبُ .
      ابن سيده : الكَرَبُ حَبْل يُشَدُّ على عَرَاقي الدَّلْو ، ثم يُثْنى ، ثم يُثَلَّثُ ، والجمع أَكْرابٌ ؛ وفي الصحاح : ثم يُثْنى ، ثم يُثَلَّثُ ليكونَ هو الذي يلي الماءَ ، فلا يَعْفَن الـحَبْلُ الكبير .
      رأَيت في حاشية نسخة من الصحاح الموثوق بها قولَ الجوهري : ليكون هو الذي يلي الماءَ ، فلا يَعْفَن الـحَبْلُ الكبير ، إِنما هو من صفة الدَّرَك ، لا الكَرَبِ .
      قلت : الدليل على صحة هذه الحاشية أَن الجوهري ذكر في ترجمة درك هذه الصورة أَيضاً ، فقال : والدَّرَكُ قطعةُ حَبْل يُشَدُّ في طرف الرِّشاءِ إِلى عَرْقُوَةِ الدلو ، ليكون هو الذي يلي الماءَ ، فلا يَعْفَنُ الرِّشاءُ .
      وسنذكره في موضعه إِن شاءَ اللّه تعالى ؛ وقال الحطيئة : قَوْمٌ ، إِذا عَقَدوا عَقْداً لجارِهمُ ، * شَدُّوا العِناجَ ، وشَدُّوا ، فَوْقَه ، الكَرَبَا ودَلْو مُكْرَبة : ذاتُ كَرَب ؛ وقد كَرَبَها يَكْرُبُها كَرْباً ، وأَكْرَبَهَا ، فهي مُكْرَبةٌ ، وكَرَّبَها ؛ قال امرؤُ القيس : كالدَّلْوِ بُتَّتْ عُراها وهي مُثْقَلَةٌ ، * وخانها وَذَمٌ منها وتَكْريبُ على أَنَّ التَّكْريبَ قد يجوز أَن يكون هنا اسماً ، كالتَّنْبِـيتِ والتَّمْتين ، وذلك لعَطْفِها على الوَذَم الذي هو اسم ، لكنَّ البابَ الأَوَّلَ أَشْيَعُ وأَوْسَعُ .
      قال ابن سيده : أَعني أَن يكون مصدراً ، وإِن كان معطوفاً على الاسم الذي هو الوَذَمُ .
      وكلُّ شديدِ العَقْدِ ، من حَبْل ، أَو بناءٍ ، أَو مَفْصِل : مُكْرَبٌ .
      الليث : يقال لكل شيءٍ من الحيوان إِذا كان وَثيقَ الـمَفاصِل : إِنه لـمَكْروب المفاصِل .
      وروى أَبو الرَّبيع عن أَبي العالية ، أَنه ، قال : الكَروبيُّون سادَةُ الملائكةِ ، منهم جبريلُ ومِـيكائيلُ وإِسرافيل ، هم الـمُقَرَّبُونَ ؛

      وأَنشد شَمِرٌ لأُمَيَّة : كَرُوبِـيَّةٌ منهم رُكُوعٌ وسُجَّدُ

      ويقال لكل حيوانٍ وَثِـيقِ الـمَفاصِلِ : إِنه لَـمُكْرَبُ الخَلْقِ إِذا كان شَديدَ القُوى ، والأَول أَشبه ؛ ابن الأَعرابي : الكَريبُ الشُّوبَقُ ، وهو الفَيْلَكُونُ ؛

      وأَنشد : لا يَسْتَوي الصَّوْتانِ حينَ تَجاوَبا ، * صَوْتُ الكَريبِ وصَوْتُ ذِئْبٍ مُقْفِر والكَرْبُ : القُرْبُ .
      والملائكة الكَرُوبِـيُّونَ : أَقْرَبُ الملائكة إِلى حَمَلَةِ العَرْش .
      ووَظِـيفٌ مُكْرَبٌ : امْتَلأَ عَصَباً ، وحافرٌ مُكْرَبٌ : صُلْبٌ ؛ قال : يَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفا رَكُوبا ، * بمُكْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِـيبا والمُكْرَبُ : الشديدُ الأَسْرِ من الدَّوابِّ ، بضم الميم ، وفتح الراءِ .
      وإِنه لـمُكْرَبُ الخَلْق إِذا كان شديدَ الأَسْر .
      أَبو عمرو : الـمُكْرَبُ من الخيل الشديدُ الخَلْق والأَسْرِ .
      ابن سيده : وفرسٌ مُكْرَبٌ شديدٌ .
      وكَرَبَ الأَرضَ يَكْرُبُها كَرْباً وكِراباً : قَلَبها للـحَرْثِ ، وأَثارَها للزَّرْع .
      التهذيب : الكِرابُ : كَرْبُكَ الأَرضَ حتى تَقلِـبَها ، وهي مَكْرُوبة مُثَارَة .
      التَّكْريبُ : أَن يَزْرَع في الكَريبِ الجادِسِ .
      والكَريبُ : القَراحُ ؛ والجادِسُ : الذي لم يُزْرَعْ قَطُّ ؛ قال ذو الرُّمَّة يصف جَرْوَ الوَحْشِ : تَكَرَّبنَ أُخرى الجَزْءِ ، حتى إِذا انْقَضَتْ * بَقاياه والـمُسْتَمْطَراتُ الرَّوائِحُ وفي المثل : الكِرابُ على البَقَرِ لأَنها تَكْرُبُ الأَرضَ أَي لا تُكْرَبُ الأَرضُ إِلا بالبَقَر .
      قال : ومنهم مَن يقول : الكِلابَ على البقر ، بالنصب ، أَي أَوْسِدِ الكِلابَ على بَقَرِ الوَحْشِ .
      وقال ابن السكيت : المثل هو الأول .
      والمُكْرَباتُ : الإِبلُ التي يُؤْتى بها إِلى أَبواب البُيوت في شِدَّة البرد ، ليُصِـيبها الدُّخانُ فتَدْفأَ .
      والكِرابُ : مَجاري الماءِ في الوادي .
      وقال أَبو عمرو : هي صُدُورُ الأَوْدية ؛ قال أَبو ذُؤَيْب يصف النَّحْلَ : جَوارِسُها تَـأْري الشُّعُوفَ دَوائِـباً ، * وتَنْصَبُّ أَلْهاباً ، مَصِـيفاً كِرابُها واحدتها كَرْبَة .
      الـمَصِـيفُ : الـمُعْوَجُّ ، مِن صافَ السَّهْمُ ؛ وقوله : كأَنما مَضْمَضَتْ من ماءِ أَكْربةٍ ، * على سَيابةِ نَخْلٍ ، دُونه مَلَق ؟

      ‏ قال أَبو حنيفة : الأَكْرِبةُ ههنا شِعافٌ يسيلُ منها ماءُ الجبالِ ، واحدَتُها كَرْبةٌ ؛ قال ابن سيده : وهذا ليس بقويٍّ ، لأَن فَعْلاً لا يجمع على أَفْعِلَةٍ .
      وقال مرَّة : الأَكْرِبَةُ جمع كُرابةٍ ، وهو ما يَقَعُ من ثمر النخل في أُصول الكَرَبِ ؛ قال : وهو غلط .
      قال ابن سيده : وكذلك قوله عندي غَلَط أَيضاً ، لأَن فُعالَةَ لا يُجْمَعُ على أَفْعِلَة ، اللهم إِلا أَن يكون على طرح الزائد ، فيكون كأَنه جَمَعَ فُعالاً .
      وما بالدار كَرَّابٌ ، بالتشديد ، أَي أَحَدٌ .
      والكَرْبُ : الفَتْلُ ؛ يقال : كَرَبْتُه كَرْباً أَي فَتَلْتُه ؛ قال : في مَرْتَعِ اللَّهْو لم يُكْرَبْ إِلى الطِّوَلِ والكَريبُ : الكَعْبُ من القَصَبِ أَو القَنا ؛ والكَريبُ أَيضاً : الشُّوبَقُ ، عن كراع .
      وأَبو كَرِبٍ اليَمانيُّ ، بكسر الراءِ : مَلِكٌ من مُلوكِ حِمْير ، واسمه أَسْعَدُ بن مالكٍ الـحِمْيَريُّ ، وهو أَحد التبابعة .
      وكُرَيْبٌ ومَعْدِيَكرِبَ : اسمانِ ، فيه ثلاث لغات : معديكربُ برفع الباءِ ، لا يُصرف ، ومنهم من يقول : معديكربٍ يُضيف ويَصْرِفُ كَرِباً ، ومنهم مَن يقول : معديكربَ ، يُضيف ولا يَصرف كرباً ، يجعله مؤَنثاً معرفة ، والياءُ من معديكرب ساكنة على كل حال .
      وإِذا نسبت إِليه قلت : مَعْديّ ، وكذلك النسب في كل اسمين جُعلا واحداً ، مثل بَعْلَبَكَّ وخَمْسَةَ عَشَر وتَـأَبـَّطَ شَرّاً ، تنسب إِلى الاسم الأَول ؛ تقول بَعْليٌّ وخَمْسِيٌّ وتَـأَبـَّطيٌّ ، وكذلك إِذا صَغَّرْتَ ، تُصَغِّرُ الأَوَّل ، واللّه أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  23. كذب
    • " الكَذِبُ : نقيضُ الصِّدْقِ ؛ كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِباً .
      (* قوله « كذباً » أي بفتح فكسر ، ونظيره اللعب والضحك والحق ، وقوله وكذباً ، بكسر فسكون ، كما هو مضبوط في المحكم والصحاح ، وضبط في القاموس بفتح فسكون ، وليس بلغة مستقلة بل بنقل حركة العين إلى الفاء تخفيفاً ، وقوله : وكذبة وكذبة كفرية وفرحة كما هو بضبط المحكم ونبه عليه الشارح وشيخه .) وكِذْباً وكِذْبةً وكَذِبةً : هاتان عن اللحياني ، وكِذاباً وكِذَّاباً ؛

      وأَنشد اللحياني : نادَتْ حَليمةُ بالوَداع ، وآذَنَتْ * أَهْلَ الصَّفَاءِ ، ووَدَّعَتْ بكِذَابِ ورجل كاذِبٌ ، وكَذَّابٌ ، وتِكْذابٌ ، وكَذُوبٌ ، وكَذُوبةٌ ، وكُذَبَةٌ مثال هُمَزة ، وكَذْبانٌ ، وكَيْذَبانٌ ، وكَيْذُبانٌ ، ومَكْذَبانٌ ، ومَكْذَبانة ، وكُذُبْذُبانٌ (* قوله « وكذبذبان »، قال الصاغاني وزنه فعلعلان بالضمات الثلاث ولم يذكره سيبويه في الأمثلة التي ذكرها .
      وقوله : واذا سمعت إلخ نسبه الجوهري لأبي زيد وهو لجريبة بن الأشيم كما نقله الصاغاني عن الأزهري ، لكنه في التهذيب قد بعتكم وفي الصحاح قد بعتها ؛ قال الصاغاني والرواية قد بعته يعني جمله وقبله : قد طال ايضاعي المخدّم لا أرى * في الناس مثلي في معّد يخطب حتى تأَوَّبت البيوت عشية * فحططت عنه كوره يتثأب )، وكُذُبْذُبٌ ، وكُذُّبْذُبٌ ؛ قال : جُرَيْبَةُ بنُ الأَشْيَمِ : فإِذا سَمِعْـتَ بأَنـَّنِـي قد بِعْتُكم * بوِصَالِ غَانيةٍ ، فقُلْ كُذُّبْذُب ؟

      ‏ قال ابن جني : أَما كُذُبْذُبٌ خفيف ، وكُذُّبْذُبٌ ثَقِـيل ، فهاتانِ بناءَانِ لم يَحْكِهما سيبويه .
      قال : ونحوُه ما رَوَيْتُه عن بعض أَصحابنا ، مِن قول بعضهم ذُرَحْرَحٌ ، بفتح الراءَين .
      والأُنثى : كاذِبةٌ وكَذَّابة وكَذُوبٌ .
      والكُذَّب : جمع كاذبٍ ، مثل راكِـعٍ ورُكَّعٍ ؛ قال أَبو دُواد الرُّؤَاسِي : مَتَى يَقُلْ تَنْفَعِ الأَقوامَ قَوْلَتُه ، * إِذا اضْمَحَلَّ حديثُ الكُذَّبِ الوَلَعَهْ أَلَيْسَ أَقْرَبَهُم خَيْراً ، وأَبعدَهُم * شَرّاً ، وأَسْمَحَهُم كَفّاً لمَنْ مُنِعَه لا يَحْسُدُ الناسَ فَضْلَ اللّه عندهُمُ ، * إِذا تَشُوهُ نُفُوسُ الـحُسَّدِ الجَشِعَهْ الوَلَعَةُ : جمع والِـعٍ ، مثل كاتب وكَتَبة .
      والوالع : الكاذب ، والكُذُبُ جمع كَذُوب ، مثل صَبُور وصُبُر ، ومِنه قَرَأَ بعضُهم : ولا تقولوا لما تَصِفُ أَلسِنتُكُم الكُذُبُ ، فجعله نعتاً للأَلسنة .
      الفراء : يحكى عن العرب أَن بني نُمير ليس لهم مَكْذُوبةٌ .
      وكَذَبَ الرجلُ : أَخْبَر بالكَذِبِ .
      وفي المثل : ليس لـمَكْذُوبٍ رَأْيٌ .
      ومِنْ أَمثالهم : الـمَعاذِرُ مَكاذِبُ .
      ومن أَمثالهم : أَنَّ الكَذُوبَ قد يَصْدُقُ ، وهو كقولهم : مع الخَواطِـئِ سَهْمٌ صائِبٌ .
      اللحياني : رجل تِكِذَّابٌ وتِصِدَّاقٌ أَي يَكْذِبُ ويَصْدُق .
      النضر : يقال للناقة التي يَضْرِبُها الفَحْلُ فتَشُولُ ، ثم تَرْجِـعُ حائلاً : مُكَذِّبٌ وكاذِبٌ ، وقد كَذَّبَتْ وكَذَبَتْ .
      أَبو عمرو : يقال للرجل يُصاحُ به وهو ساكتٌ يُري أَنه نائم : قد أَكْذَب ، وهو الإِكْذابُ .
      وقوله تعالى : حتى إِذا اسْتَيْأَسَ الرُّسلُ وظَنُّوا أَنهم قد كُذِّبُوا ؛ قراءة أَهلِ المدينةِ ، وهي قِراءة عائشة ، رضي اللّه عنها ، بالتشديد وضم الكاف .
      روي عن عائشة ، رضي اللّه عنها ، أَنها ، قالت : اسْتَيْأَسَ الرسلُ ممن كَذَّبَهم من قومهم أَن يُصَدِّقُوهم ، وظَنَّتِ الرُّسُلُ أَن من قد آمَنَ من قومهم قد كَذَّبُوهم جاءهم نَصْرُ اللّهِ ، وكانت تَقْرؤُه بالتشديد ، وهي قراءة نافع ، وابن كثير ، وأَبي عمرو ، وابن عامر ؛ وقرأَ عاصم وحمزة والكسائي : كُذِبُوا ، بالتخفيف .
      ورُوي عن ابن عباس أَنه ، قال : كُذِبُوا ، بالتخفيف ، وضم الكاف .
      وقال : كانوا بَشَراً ، يعني الرسل ؛ يَذْهَبُ إِلى أَن الرسل ضَعُفُوا ، فَظَنُّوا أَنهم قد أُخْلِفُوا .
      قال أَبو منصور : إِن صح هذا عن ابن عباس ، فوَجْهُه عندي ، واللّه أَعلم ، أَن الرسل خَطَر في أَوهامهم ما يَخْطُر في أَوهامِ البشر ، مِن غير أَن حَقَّقُوا تلك الخَواطرَ ولا رَكَنُوا إِليها ، ولا كان ظَنُّهم ظَنّاً اطْمَـأَنُّوا إِليه ، ولكنه كان خاطراً يَغْلِـبُه اليقينُ .
      وقد روينا عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، أَنه ، قال : تَجاوَزَ اللّه عن أُمتي ما حدَّثَتْ به أَنفُسَها .
      ما لم يَنْطِقْ به لسانٌ أَو تَعْمله يَدٌ ، فهذا وجه ما رُوي عن ابن عباس .
      وقد رُوي عنه أَيضاً : أَنه قرأَ حتى إِذا اسْتَيْأَسَ الرسلُ من قَوْمهم الإِجابةَ ، وظَنَّ قَوْمُهُم أَن الرُّسُل قد كذَبهم الوعيدُ .
      قال أَبو منصور : وهذه الرواية أَسلم ، وبالظاهر أَشْبَهُ ؛ ومما يُحَقّقها ما رُوي عن سعيد بن جُبَيْر أَنه ، قال : اسْتيأَسَ الرسلُ من قومهم ، وظنَّ قومُهم أَن الرسل قد كُذِّبُوا ، جاءَهم نَصْرُنا ؛ وسعيد أَخذ التفسير عن ابن عباس .
      وقرأَ بعضهم : وظَنُّوا أَنهم قد كَذَبوا أَي ظَنَّ قَوْمُهم أَن الرسلَ قد كَذَبُوهُمْ .
      قال أَبو منصور : وأَصَحُّ الأَقاويل ما روينا عن عائشة ، رضي اللّه عنها ، وبقراءَتها قرأَ أَهلُ الحرمين ، وأَهلُ البصرة ، وأَهلُ الشام .
      وقوله تعالى : ليس لوَقْعَتِها كاذِبةٌ ؛ قال الزجاج : أَي ليس يَرُدُّها شيءٌ ، كما تقول حَمْلَةُ فلان لا تَكْذِبُ أَي لا يَرُدُّ حَمْلَتُه شيء .
      قال : وكاذِبةٌ مصدر ، كقولك : عافاه اللّهُ عافِـيةً ، وعاقَبَه عاقِـبةً ، وكذلك كَذَبَ كاذبةً ؛ وهذه أَسماء وضعت مواضع المصادر ، كالعاقبة والعافية والباقية .
      وفي التنزيل العزيز : فهل تَرَى لهم من باقيةٍ ؟ أَي بقاءٍ .
      وقال الفراءُ : ليس لوَقْعَتِها كاذبةٌ أَي ليس لها مَرْدُودٌ ولا رَدٌّ ، فالكاذبة ، ههنا ، مصدر .
      يقال : حَمَلَ فما كَذَبَ .
      وقوله تعالى : ما كَذَبَ الفُؤَادُ ما رَأَى ؛ يقول : ما كَذَبَ فؤَادُ محمدٍ ما رَأَى ؛ يقول : قد صَدَقَه فُؤَادُه الذي رأَى .
      وقرئَ : ما كَذَّبَ الفُؤَادُ ما رَأَى ، وهذا كُلُّه قول الفراء .
      وعن أَبي الهيثم : أَي لم يَكْذِب الفُؤَادُ رُؤْيَتَه ، وما رَأَى بمعنى الرُّؤْية ، كقولك : ما أَنْكَرْتُ ما ، قال زيدٌ أَي قول زيد .
      ويقال : كَذَبَني فلانٌ أَي لم يَصْدُقْني فقال لي الكَذِبَ ؛

      وأَنشد للأَخطل : كَذَبَتْكَ عَيْنُك ، أَم رأَيتَ بواسطٍ * غَلَسَ الظَّلامِ ، مِن الرَّبابِ ، خَيَالا ؟ معناه : أَوْهَمَتْكَ عَيْنُكَ أَنها رَأَتْ ، ولم تَرَ .
      يقول : ما أَوْهَمه الفؤَادُ أَنه رَأَى ، ولم يَرَ ، بل صَدَقَه الفُؤَادُ رُؤْيَتَه .
      وقوله : ناصِـيَةٍ كاذبةٍ أَي صاحِـبُها كاذِبٌ ، فأَوْقَعَ الجُزْءَ موقع الجُملة .
      ورُؤْيَا كَذُوبٌ : كذلك ؛

      أَنشد ثعلب : فَحَيَّتْ فَحَيَّاها فَهَبَّ فَحَلَّقَتْ ، * معَ النَّجْمِ رُؤْيا ، في الـمَنامِ ، كَذُوبُ والأُكْذُوبةُ : الكَذِبُ .
      والكاذِبةُ : اسم للمصدر ، كالعَافية .
      ويقال : لا مَكْذَبة ، ولا كُذْبى ، ولا كُذْبانَ أَي لا أَكْذُبك .
      وكَذَّبَ الرجلَ تَكْذيباً وكِذَّاباً : جعله كاذِباً ، وقال له : كَذَبْتَ ؛ وكذلك كَذَّب بالأَمر تَكْذيباً وكِذَّاباً .
      وفي التنزيل العزيز : وكَذَّبُوا بآياتنا كِذَّاباً .
      وفيه : لا يَسْمَعُون فيها لغواً ولا كِذَّاباً أَي كَذِباً ، عن اللحياني .
      قال الفراءُ : خَفَّفَهما عليُّ بن أَبي طالب ، عليه السلام ، جميعاً ، وثَقَّلَهما عاصمٌ وأَهل المدينة ، وهي لغة يمانية فصيحة .
      يقولون : كَذَّبْتُ به كِذَّاباً ، وخَرَّقْتُ القميصَ خِرَّاقاً .
      وكلُّ فَعَّلْتُ فمصدرُه فِعَّالٌ ، في لغتهم ، مُشدّدةً .
      قال : وقال لي أَعرابي مَرَّةً على الـمَرْوَة يَسْتَفْتيني : أَلْحَلْقُ أَحَبُّ إِليك أَم القِصَّار ؟ وأَنشدني بعضُ بني كُلَيْب : لقدْ طالَ ما ثَبَّطْتَني عن صَحابتي ، * وعن حِوَجٍ ، قِضَّاؤُها منْ شِفائيا وقال الفرَّاءُ : كان الكسائي يخفف لا يسمعون فيها لغواً ولا كِذاباً ، لأَنها مُقَيَّدَة بفِعْلٍ يُصَيِّرُها مصدراً ، ويُشَدِّدُ : وكَذَّبُوا بآياتنا كِذَّاباً ؛ لأَن كَذَّبُوا يُقَيِّدُ الكِذَّابَ .
      قال : والذي ، قال حَسَنٌ ، ومعناه : لا يَسْمَعُون فيها لَغْواً أَي باطلاً ، ولا كِذَّاباً أَي لا يُكَذِّبُ بَعْضُهم بَعْضاً .
      ( زاد في التكملة : وعن عمر بن عبدالعزيز كذاباً ، بضم الكاف وبالتشديد ، ويكون صفة على المبالغة كوضاء وحسان ، يقال كذب ، أي بالتخفيف ، كذاباً بالضم مشدداً أي كذباً متناهياً .)، غيره .
      ويقال للكَذِبِ : كِذابٌ ؛ ومِنه قوله تعالى : لا يَسْمَعُونَ فيها لَغْواً ولا كِذاباً أَي كَذِباً ؛

      وأَنشد أَبو العباس قولَ أَبي دُوادٍ : قُلْتُ لـمَّا نَصَلا منْ قُنَّةٍ : * كَذَبَ العَيْرُ وإِنْ كانَ بَرَح ؟

      ‏ قال معناه : كَذَبَ العَيْرُ أَنْ يَنْجُوَ مني أَيَّ طَريقٍ أَخَذَ ، سانِحاً أَو بارِحاً ؛ قال : وقال الفراءُ هذا إِغراءٌ أَيضاً .
      وقال اللحياني ، قال الكسائي : أَهلُ اليمن يجعلون مصدرَ فَعَّلْتُ فِعَّالاً ، وغيرهم من العرب تفعيلاً .
      قال الجوهري : كِذَّاباً أَحد مصادر المشدَّد ، لأَن مصدره قد يجيءُ على التَّفْعِـيلِ مثل التَّكْلِـيم ، وعلى فِعَّالٍ مثل كِذَّابٍ ، وعلى تَفعِلَة مثل تَوْصِـيَة ، وعلى مُفَعَّلٍ مثل : ومَزَّقْناهم كلَّ مُمَزَّقٍ .
      والتَّكاذُبُ مثل التَّصادُق .
      وتَكَذَّبُوا عليه : زَعَمُوا أَنه كاذِبٌ ؛ قال أَبو بكر الصدِّيق ، رضي اللّه عنه : رسُولٌ أَتاهم صادِقٌ ، فَتَكَذَّبُوا * عليه وقالُوا : لَسْتَ فينا بماكِثِ وتَكَذَّبَ فلانٌ إِذا تَكَلَّفَ الكَذِبَ .
      وأَكْذَبَهُ : أَلْفاه كاذِباً ، أَو ، قال له : كَذَبْتَ .
      وفي التنزيل العزيز : فإِنهم لا يُكَذِّبُونَكَ ؛ قُرِئَتْ بالتخفيف والتثقيل .
      وقال الفراءُ : وقُرِئَ لا يُكْذِبُونَكَ ، قال : ومعنى التخفيف ، واللّه أَعلم ، لا يجعلونك كذَّاباً ، وأَن ما جئتَ به باطلٌ ، لأَنهم لم يُجَرِّبُوا عليه كَذِباً فَيُكَذِّبُوه ، إِنما أَكْذَبُوه أَي ، قالوا : إِنَّ ما جئت به كَذِبٌ ، لا يَعْرِفونه من النُّبُوَّة .
      قال : والتَّكْذيبُ أَن يقال : كَذَبْتَ .
      وقال الزجاج : معنى كَذَّبْتُه ، قلتُ له : كَذَبْتَ ؛ ومعنى أَكْذَبْتُه ، أَرَيْتُه أَن ما أَتى به كَذِبٌ .
      قال : وتفسير قوله لا يُكَذِّبُونَك ، لا يَقْدِرُونَ أَن يقولوا لك فيما أَنْبَأْتَ به مما في كتبهم : كَذَبْتَ .
      قال : ووَجْهٌ آخر لا يُكَذِّبُونَكَ بقلوبهم ، أَي يعلمون أَنك صادق ؛ قال : وجائز أَن يكون فإِنهم لا يُكْذِبُونكَ أَي أَنت عندهم صَدُوق ، ولكنهم جحدوا بأَلسنتهم ، ما تشهد قُلُوبُهم بكذبهم فيه .
      وقال الفراءُ في قوله تعالى : فما يُكَذِّبُكَ بعدُ بالدِّينِ ؛ يقول فما الذي يُكَذِّبُكَ بأَن الناسَ يُدانُونَ بأَعمالهم ، كأَنه ، قال : فمن يقدر على تكذيبنا بالثواب والعقاب ، بعدما تبين له خَلْقُنا للإِنسان ، على ما وصفنا لك ؟ وقيل : قوله تعالى : فما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بالدِّين ؛ أَي ما يَجْعَلُكَ مُكَذِّباً ، وأَيُّ شيءٍ يَجْعَلُك مُكَذِّباً بالدِّينِ أَي بالقيامة ؟ وفي التنزيل العزيز : وجاؤُوا على قميصه بدَمٍ كَذِبٍ .
      رُوِي في التفسير أَن إِخوةَ يوسف لما طَرَحُوه في الجُبِّ ، أَخَذُوا قميصَه ، وذَبَحُوا جَدْياً ، فلَطَخُوا القَمِـيصَ بدَمِ الجَدْي ، فلما رأَى يعقوبُ ، عليه السلام ، القَميصَ ، قال : كَذَبْتُمْ ، لو أَكَلَه الذِّئبُ لـمَزَّقَ قميصه .
      وقال الفراءُ في قوله تعالى : بدَمٍ كَذبٍ ؛ معناه مَكْذُوبٍ .
      قال : والعرب تقول للكَذِبِ : مَكْذُوبٌ ، وللضَّعْف مَضْعُوفٌ ، وللْجَلَد : مَجْلُود ، وليس له مَعْقُودُ رَأْيٍ ، يريدون عَقْدَ رَأْيٍ ، فيجعلونَ المصادرَ في كثير من الكلام مفعولاً .
      وحُكي عن أَبي ثَرْوانَ أَنه ، قال : إِن بني نُمَيْرٍ ليس لـحَدِّهم مَكْذُوبةٌ أَي كَذِبٌ .
      وقال الأَخفش : بدَمٍ كَذِبٍ ، جَعَلَ الدمَ كَذِباً ، لأَنه كُذِبَ فيه ، كما ، قال سبحانه : فما رَبِحَتْ تِجارَتُهم .
      وقال أَبو العباس : هذا مصدر في معنى مفعول ، أَراد بدَمٍ مَكْذُوب .
      وقال الزجاج : بدَمٍ كذِبٍ أَي ذي كَذِب ؛ والمعنى : دَمٍ مَكْذُوبٍ فيه .
      وقُرِئَ بدَمٍ كَدِبٍ ، بالدال المهملة ، وقد تقدم في ترجمة كدب .
      ابن الأَنباري في قوله تعالى : فإِنهم لا يُكَذِّبُونَك ، قال : سأَل سائل كيف خَبَّر عنهم أَنهم لا يُكَذِّبُونَ النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، وقد كانوا يُظْهِرون تَكْذيبه ويُخْفُونه ؟، قال : فيه ثلاثة أَقوال : أَحدها فإِنهم لا يُكَذِّبُونَك بقلوبهم ، بل يكذبونك بأَلسنتهم ؛ والثاني قراءة نافع والكسائي ، ورُويَتْ عن عليّ ، عليه السلام ، فإِنهم لا يُكْذِبُونَك ، بضم الياءِ ، وتسكين الكاف ، على معنى لا يُكَذِّبُونَ الذي جِئْتَ به ، إِنما يَجْحدون بآيات اللّه ويَتَعَرَّضُون لعُقوبته .
      وكان الكسائي يحتج لهذه القراءة ، بأَن العرب تقول : كَذَّبْتُ الرجلَ إِذا نسبته إِلى الكَذِبِ ؛ وأَكْذَبْتُه إِذا أَخبرت أَن الذي يُحَدِّثُ به كَذِبٌ ؛ قال ابن الأَنباري : ويمكن أَن يكون : فإِنهم لا يُكْذِبُونَكَ ، بمعنى لا يَجدونَكَ كَذَّاباً ، عند البَح ْث والتَّدَبُّر والتَّفْتيش .
      والثالث أَنهم لا يُكَذِّبُونَك فيما يَجِدونه موافقاً في كتابهم ، لأَن ذلك من أَعظم الحجج عليهم .
      الكسائي : أَكْذَبْتُه إِذا أَخْبَرْتَ أَنه جاءَ بالكَذِبِ ، ورواه : وكَذَّبْتُه إِذا أَخْبَرْتَ أَنه كاذِبٌ ؛ وقال ثعلب : أَكْذَبه وكَذَّبَه ، بمعنًى ؛ وقد يكون أَكْذَبَه بمعنى بَيَّن كَذِبَه ، أَو حَمَلَه على الكَذِب ، وبمعنى وجَدَه كاذباً .
      وكاذَبْتُه مُكاذَبةً وكِذاباً : كَذَّبْتُه وكَذَّبني ؛ وقد يُستعمل الكَذِبُ في غير الإِنسان ، قالوا : كَذَبَ البَرْقُ ، والـحُلُمُ ، والظَّنُّ ، والرَّجاءُ ، والطَّمَعُ ؛ وكَذَبَتِ العَيْنُ : خانها حِسُّها .
      وكذَبَ الرأْيُ : تَوهَّمَ الأَمْرَ بخلافِ ما هو به .
      وكَذَبَتْهُ نَفْسُه : مَنَّتْهُ بغير الحق .
      والكَذوبُ : النَّفْسُ ، لذلك ، قال : إِني ، وإِنْ مَنَّتْنيَ الكَذُوبُ ، * لَعالِمٌ أَنْ أَجَلي قَريبُ ( يتبع

      .
      ..) ( تابع

      .
      .
      . ): كذب : الكَذِبُ : نقيضُ الصِّدْقِ ؛ كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِباً

      .
      .
      .

      .
      .
      . أَبو زيد : الكَذُوبُ والكَذُوبةُ : من أَسماءِ النَّفْس .
      ابن الأَعرابي : الـمَكْذُوبة من النساءِ الضَّعيفة .
      والمَذْكُوبة : المرأَة الصالحة .
      ابن الأَعرابي : تقول العرب للكَذَّابِ : فلانٌ لا يُؤَالَفُ خَيْلاه ، ولا يُسايَرُ خَيْلاه كَذِباً ؛ أَبو الهيثم ، انه ، قال في قول لبيد : أَكْذِبِ النَّفْسَ إِذَا حَدَّثْتَها يقول : مَنِّ نَفْسَكَ العَيْشَ الطويلَ ، لتَـأْمُلَ الآمالَ البعيدة ، فتَجِدَّ في الطَّلَب ، لأَنـَّك إِذا صَدَقْتَها ، فقلتَ : لعلك تموتينَ اليومَ أَو غداً ، قَصُرَ أَمَلُها ، وضَعُفَ طَلَبُها ؛ ثم ، قال : غَيْرَ أَنْ لا تَكْذِبَنْها في التُّقَى أَي لا تُسَوِّفْ بالتوبة ، وتُصِرَّ على الـمَعْصية .
      وكَذَبَتْهُ عَفَّاقَتُه ، وهي اسْتُه ونحوه كثير .
      وكَذَّبَ عنه : رَدَّ ، وأَراد أَمْراً ، ثم كَذَّبَ عنه أَي أَحْجَم .
      وكَذَبَ الوَحْشِـيُّ وكَذَّبَ : جَرى شَوْطاً ، ثم وَقَفَ لينظر ما وراءه .
      وما كَذَّبَ أَنْ فَعَلَ ذلك تَكْذيباً أَي ما كَعَّ ولا لَبِثَ .
      وحَمَلَ عليه فما كَذَّبَ ، بالتشديد ، أَي < ص > ما انْثَنى ، وما جَبُنَ ، وما رَجَعَ ؛ وكذلك حَمَلَ فما هَلَّلَ ؛ وحَمَلَ ثم كَذَّبَ أَي لم يَصْدُقِ الـحَمْلَة ؛ قال زهير : لَيْثٌ بِعَثَّرَ يَصْطَادُ الرجالَ ، إِذا * ما الليثُ كَذَّبَ عن أَقْرانه صَدَقا وفي حديث الزبير : أَنه حمَلَ يومَ اليَرْمُوكِ على الرُّوم ، وقال للمسلمين : إِن شَدَدْتُ عليهم فلا تُكَذِّبُوا أَي لا تَجْبُنُوا وتُوَلُّوا .
      قال شمر : يقال للرجل إِذا حَملَ ثم وَلَّى ولم يَمْضِ : قد كَذَّبَ عن قِرْنه تَكْذيباً ، وأَنشد بيت زهير .
      والتَّكْذِيبُ في القتال : ضِدُّ الصِّدْقِ فيه .
      يقال : صَدَقَ القِتالَ إِذا بَذَلَ فيه الجِدُّ .
      وكَذَّبَ إِذا جَبُن ؛ وحَمْلةٌ كاذِبةٌ ، كما ، قالوا في ضِدِّها : صادقةٌ ، وهي الـمَصْدوقةُ والـمَكْذُوبةُ في الـحَمْلةِ .
      وفي الحديث : صَدَقَ اللّهُ وكَذَبَ بَطْنُ أَخِـيك ؛ اسْتُعْمِلَ الكَذِبُ ههنا مجازاً ، حيث هو ضِدُّ الصِّدْقِ ، والكَذِبُ يَخْتَصُّ بالأَقوال ، فجعَل بطنَ أَخيه حيث لم يَنْجَعْ فيه العَسَلُ كَذِباً ، لأَنَّ اللّه ، قال : فيه شفاء للناس .
      وفي حديث صلاةِ الوِتْرِ : كَذَبَ أَبو محمد أَي أَخْطأَ ؛ سماه كَذِباً ، لأَنه يُشْبهه في كونه ضِدَّ الصواب ، كما أَن الكَذِبَ ضدُّ الصِّدْقِ ، وإِنِ افْتَرَقا من حيث النيةُ والقصدُ ، لأَن الكاذبَ يَعْلَمُ أَن ما يقوله كَذِبٌ ، والـمُخْطِـئُ لا يعلم ، وهذا الرجل ليس بمُخْبِـرٍ ، وإِنما ، قاله باجتهاد أَدَّاه إِلى أَن الوتر واجب ، والاجتهاد لا يدخله الكذبُ ، وإِنما يدخله الخطَـأُ ؛ وأَبو محمد صحابي ، واسمه مسعود بن زيد ؛ وقد استعملت العربُ الكذِبَ في موضع الخطإِ ؛

      وأَنشد بيت الأَخطل : كَذَبَتْكَ عينُكَ أَم رأَيتَ بواسِطٍ وقال ذو الرمة : وما في سَمْعِهِ كَذِبُ وفي حديث عُرْوَةَ ، قيل له : إِنَّ ابن عباس يقول إِن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، لَبِثَ بمكة بِضْعَ عَشْرَةَ سنةً ، فقال : كَذَبَ ، أَي أَخْطَـأَ .
      ومنه قول عِمْرانَ لسَمُرَة حين ، قال : الـمُغْمَى عليه يُصَلِّي مع كل صلاةٍ صلاةً حتى يَقْضِـيَها ، فقال : كَذَبْتَ ولكنه يُصَلِّيهن معاً ، أَي أَخْطَـأْتَ .
      وفي الحديث : لا يَصْلُحُ الكذِبُ إِلا في ثلاث ؛ قيل : أَرادَ به مَعارِيضَ الكلام الذي هو كَذِبٌ من حيث يَظُنُّه السامعُ ، وصِدْقٌ من حيثُ يقوله القائلُ ، كقوله : إِنَّ في الـمَعاريض لَـمَنْدوحةً عن الكَذِب ، وكالحديث الآخر : أَنه كان إِذا أَراد سفراً ورَّى بغيره .
      وكَذَبَ عليكم الحجُّ ، والحجَّ ؛ مَنْ رَفَعَ ، جَعَلَ كَذَبَ بمعنى وَجَبَ ، ومَن نَصَبَ ، فعَلى الإِغراءِ ، ولا يُصَرَّفُ منه آتٍ ، ولا مصدرٌ ، ولا اسم فاعل ، ولا مفعولٌ ، وله تعليلٌ دقيقٌ ، ومعانٍ غامِضةٌ تجيءُ في الأَشعار .
      وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه : كَذَبَ عليكم الحجُّ ، كَذَبَ عليكم العُمْرةُ ، كَذَبَ عليكم الجِهادُ ، ثلاثةُ أَسفارٍ كَذَبْنَ عليكم ؛ قال ابن السكيت : كأَن كَذَبْنَ ، ههنا ، إِغْراءٌ أَي عليكم بهذه الأَشياءِ الثلاثة .
      قال : وكان وجهُه النصبَ على الإِغراءِ ، ولكنه جاءَ شاذاً مرفوعاً ؛ وقيل معناه : وَجَبَ عليكم الحجُّ ؛ وقيل معناه : الـحَثُّ والـحَضُّ .
      يقول : إِنَّ الحجَّ ظنَّ بكم حِرصاً عليه ، ورَغبةً فيه ، فكذَبَ ظَنُّه لقلة رغبتكم فيه .
      وقال الزمخشري : معنى كَذَبَ عليكم الحجُّ على كلامَين : كأَنه ، قال كَذَب الحجُّ عليكَ الحجُّ أَي ليُرَغِّبْك الحجُّ ، هو واجبٌ عليك ؛ فأَضمَر الأَوَّل لدلالة الثاني عليه ؛ ومَن نصب الحجَّ ، فقد جَعَلَ عليك اسمَ فِعْلٍ ، وفي كذَبَ ضمير الحجِّ ، وهي كلمةٌ نادرةٌ ، جاءَت على غير القِـياس .
      وقيل : كَذَب عليكم الـحَجُّ أَي وَجَبَ عليكم الـحَجُّ .
      وهو في الأَصل ، إِنما هو : إِن قيل لا حَجَّ ، فهو كَذِبٌ ؛ ابن شميل : كذبَك الحجُّ أَي أَمكَنَك فحُجَّ ، وكذَبك الصَّيدُ أَي أَمكنَك فارْمِه ؛ قال : ورفْعُ الحجّ بكَذَبَ معناه نَصْبٌ ، لأَنه يريد أَن يَـأْمُر بالحج ، كما يقال أَمْكَنَك الصَّيدُ ، يريدُ ارْمِه ؛ قال عنترة يُخاطبُ زوجته : كَذَبَ العَتيقُ ، وماءُ شَنٍّ بارِدٌ ، * إِنْ كُنْتِ سائِلَتي غَبُوقاً ، فاذهبي ! يقول لها : عليكِ بأَكل العَتيق ، وهو التمر اليابس ، وشُرْبِ الماءِ البارد ، ولا تتعرَّضي لغَبُوقِ اللَّبن ، وهو شُرْبه عَشِـيّاً ، لأَنَّ اللبن خَصَصْتُ به مُهري الذي أَنتفع به ، ويُسَلِّمُني وإِياكِ من أَعدائي .
      وفي حديث عُمَر : شكا إِليه عمرو بن معد يكرب أَو غيره النِّقْرِسَ ، فقال : كذَبَتْكَ الظَّهائِرُ أَي عليك بالمشي فيها ؛ والظهائر جمع ظهيرة ، وهي شدة الحرّ .
      وفي رواية : كَذَبَ عليك الظواهرُ ، جمع ظاهرة ، وهي ما ظهر من الأَرض وارْتَفَع .
      وفي حديث له آخر : إِن عمرو بن معد يكرب شَكا إِليه الـمَعَص ، فقال : كَذَبَ عليك العَسَلُ ، يريد العَسَلانَ ، وهو مَشْيُ الذِّئب ، أَي عليك بسُرعةِ المشي ؛ والـمَعَصُ ، بالعين المهملة ، التواءٌ في عصَبِ الرِّجل ؛ ومنه حديث عليٍّ ، عليه السلام : كذَبَتْكَ الحارقَةُ أَي عليك بمثْلِها ؛ والحارِقةُ : المرأَة التي تَغْلِـبُها شهوَتُها ، وقيل : الضيقة الفَرْج .
      قال أَبو عبيد :، قال الأَصمعي معنى كذَبَ عليكم ، مَعنى الإِغراء ، أَي عليكم به ؛ وكأَن الأَصلَ في هذا أَن يكونَ نَصْباً ، ولكنه جاءَ عنهم بالرفع شاذاً ، على غير قياس ؛ قال : ومما يُحَقِّقُ ذلك أَنه مَرفوعٌ قول الشاعر : كَذَبْتُ عَلَيكَ لا تزالُ تَقوفُني ، * كما قافَ ، آثارَ الوَسيقةِ ، قائفُ فقوله : كذَبْتُ عليك ، إِنما أَغْراه بنفسه أَي عَليكَ بي ، فَجَعَلَ نَفْسَه في موضع رفع ، أَلا تراه قد جاءَ بالتاءِ فَجَعَلها اسْمَه ؟، قال : ‏ مُعَقِّرُ بن حمار البارقيُّ : وذُبْيانيَّة أَوصَتْ بَنِـيها * بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُروف ؟

      ‏ قال أَبو عبيد : ولم أَسْمَعْ في هذا حرفاً منصوباً إِلا في شيءٍ كان أَبو عبيدة يحكيه عن أَعرابيٍّ نَظر إِلى ناقة نِضْوٍ لرجل ، فقال : كذَبَ عليكَ البَزْرُ والنَّوَى ؛ وقال أَبو سعيد الضَّرِير في قوله : كذَبْتُ عليك لا تزالُ تقُوفُني أَي ظَنَنْتُ بك أَنك لا تَنامُ عن وِتْري ، فَكَذَبْتُ عليكم ؛ فأَذَلَّه بهذا الشعر ، وأَخْمَلَ ذِكْرَه ؛ وقال في قوله : بأَن كَذَبَ القَراطِفُ والقُروف ؟

      ‏ قال : القَراطِفُ أَكْسِـيَةٌ حُمْر ، وهذه امرأَة كان لها بَنُونَ يركَبُونَ في شارة حَسَنةٍ ، وهم فُقَراء لا يَمْلكُون وراءَ ذلك شيئاً ، فَساءَ ذلك أُمَّهُم لأَنْ رأَتْهم فُقراءَ ، فقالت : كَذَبَ القَراطِفُ أَي إِنَّ زِينَتهم هذه كاذبةٌ ، ليس وراءَها عندهم شيءٌ .
      ابن السكيت : تقول للرجل إِذا أَمَرْتَه بشيءٍ وأَغْرَيْته : كَذَب علَيك كذا وكذا أَي عليكَ به ، وهي كلمة نادرةٌ ؛ قال وأَنشدني ابن الأَعرابي لخِداشِ بن زُهَير : كَذَبْتُ عليكم ، أَوْعِدُوني وعَلِّلُوا * بـيَ الأَرضَ والأَقْوامَ قِرْدانَ مَوْظِبِ أَي عليكم بي وبهجائي إِذا كنتم في سفر ، واقْطَعُوا بِذِكْري الأَرضَ ، وأَنْشِدوا القومَ هجائي يا قِرْدانَ مَوْظِبٍ .
      وكَذَبَ لَبنُ الناقة أَي ذهَبَ ، هذه عن اللحياني .
      وكَذَبَ البعيرُ في سَيره إِذا ساءَ سَيرُه ؛ قال الأَعشى : جُمالِـيَّةٌ تَغْتَلي بالرِّداف ، * إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الـهَجيرا ابن الأَثير في الحديث : الحجامةُ على الرِّيق فيها شِفاءٌ وبَرَكة ، فمن احْتَجَمَ فيومُ الأَحدِ والخميسِ كَذَباك أَو يومُ الاثنين والثلاثاء ؛ معنى كَذَباك أَي عليك بهما ، يعني اليومين المذكورين .
      قال الزمخشري : هذه كلمةٌ جَرَتْ مُجْرى الـمَثَل في كلامهم ، فلذلك لم تُصَرَّفْ ، ولزِمَتْ طَريقةً واحدة ، في كونها فعلاً ماضياً مُعَلَّقاً بالـمُخاطَب وحْدَه ، وهي في معنى الأَمْرِ ، كقولهم في الدعاءِ : رَحِمَك اللّه أَي لِـيَرْحَمْكَ اللّهُ .
      قال : والمراد بالكذب الترغيبُ والبعثُ ؛ مِنْ قول العرب : كَذَبَتْه نَفْسُه إِذا مَنَّتْه الأَمانيَّ ، وخَيَّلَت إِليه مِنَ الآمال ما لا يكادُ يكون ، وذلك مما يُرَغِّبُ الرجلَ في الأُمور ، ويَبْعَثُه على التَّعرُّض لها ؛ ويقولون في عكسه صَدَقَتْه نَفْسُه ، وخَيَّلَتْ إِليه العَجْزَ والنَّكَدَ في الطَّلَب .
      ومِن ثَمَّ ، قالوا للنَّفْسِ : الكَذُوبُ .
      فمعنى قوله كذَباك أَي ليَكْذِباك ولْيُنَشِّطاكَ ويَبْعَثاك على الفعل ؛ قال ابن الأَثير : وقد أَطْنَبَ فيه الزمخشري وأَطالَ ، وكان هذا خلاصةَ قوله ؛ وقال ابن السكيت : كأَنَّ كَذَبَ ، ههنا ، إِغراءٌ أَي عليك بهذا الأَمر ، وهي كلمة نادرة ، جاءَت على غير القياس .
      يقال : كَذَبَ عليك أَي وَجَبَ عليك .
      والكَذَّابةُ : ثوبٌ يُصْبغ بأَلوانٍ يُنْقَشُ كأَنه مَوْشِـيٌّ .
      وفي حديث الـمَسْعُودِيِّ : رأَيتُ في بيت القاسم كَذَّابَتَين في السَّقْفِ ؛ الكَذَّابةُ : ثوبٌ يُصَوَّرُ ويُلْزَقُ بسَقْفِ البيت ؛ سُميت به لأَنها تُوهم أَنها في السَّقْف ، وإِنما هي في الثَّوْب دُونَه .
      والكَذَّابُ : اسمٌ لبعض رُجَّازِ العَرب .
      والكَذَّابانِ : مُسَيْلِمةُ الـحَنَفِـيُّ والأَسوَدُ العَنْسِيُّ .
      "

    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: