الافعى: كلمة تتكون من ستة أحرف تبدأ بـ ألف (ا) و تنتهي بـ الألف المقصورة (ى) و تحتوي على ألف (ا) و لام (ل) و ألف (ا) و فاء (ف) و عين (ع) و الألف المقصورة (ى) .
آلية التعويم المقيّد - إتّفقت ستّ دول أوروبيّة في عام 1972 على السماح بتعويم عملاتها تجاه الدولار في حدود إثنين وربع في المائة ، وتعني بالانجليزية : snake in the tunnel
المعجم: مالية
,
فضأ
" أَبو عبيد عن الأَصمعي في باب الهمز : أَفْضَأْتُ الرجلَ أَطْعَمْته . قال أَبو منصور : أَنكر شمر هذا الحرف ، قال : وحَقَّ له أَن يُنْكِرَه لأَنّ الصوابَ أَقْضَأْته ، بالقاف ، إِذا أَطعمتَه . وسنذكره في موضعه . "
المعجم: لسان العرب
فطس
" الفَطَس : عِرَضُ قَصَبَة الأَنف وطُمَأْنِينَتُها ، وقيل : الفَطَس ، بالتحريك ، انخِفاضُ قَصَبَة الأَنف وتَطامُنها وانتِشارُها ، والاسم الفَطَسَة لأَنها كالعاهة ، وقد فَطِسَ فَطَساً ، وهو أَفطَس ، والأُنثى فطساء . والفَطَسة : موضع الفَطَس من الأَنف . وفي حديث أَشراط الساعة : تُقاتِلون قَوْماً فُطْس الأُنوف ؛ الفَطَس : انخِفاض قَصَبَة الأَنف وانفِراشُها . وفي الحديث في صفة نَمْرَةِ العَجُوزِ : فُطْسٌ خُنْسٌ أَي صغار الحب لاطئة الأَقْماع . وفُطْس : جمع فَطْساء . والفِطِّيسة والفِنْطِيسَة : خَطْم الخنزير . ويقال لِخَطْم الخنزير : فَطَسَة ؛ وروي عن أَحمد ابن يحيى ، قال : هي الشفة من الإِنسان ، ومن ذات الخف المِشْفَر ، ومن السباع الخَطْم والخُرْطُوم ، ومن الخنزير الفِنْطِيسة ؛ كذا رواه على فِنْعِيلة ، والنون زائدة : الجوهري : فِطِّيسة الخنزير أَنفه ، وكذلك الفِنْطِيسة . والفِطِّيس ، مثال الفِسِّيق : المِطْرَقَة العظيمة والفَأْس العظيمة . والفَطْسُ : حبُّ الآس ، واحدته فَطْسة . والفَطْس : شدّة الوطء . وفَطَس يَفْطِس فُطُوساً إِذا مات ؛ وقيل : مات من غير داء ظاهر . وطَفَسَ أَيضاً : مات ، فهو طافِس وفاطِس ؛
قال الشاعر : جَمَّعْنَ من قَبَلٍ لَهُنَّ وفَطْسةٍ والدَّرْدَبِيسِ ، مُقابَلاً في المَنْظَمِ "
المعجم: لسان العرب
أفق
" الأُفْق والأُفُق مثل عُسْر وعسُر : ما ظهر من نواحي الفَلَك وأَطراف الأَرض ، وكذلك آفاق السماء نواحيها ، وكذلك أُفْق البيت من بيوت الأَعراب نواحيه ما دون سَمْكه ، وجمعه آفاق ، وقيل : مَهابُّ الرياح الأَربعة : الجَنُوب والشَّمال والدَّبور والصَّبا . وقوله تعالى : سنُريهم آياتِنا في الآفاق وفي أَنفُسهم ؛ قال ثعلب : معناه نُرِي أَهل مكة كيف يُفتح على أَهل الآفاق ومَن قرُب منهم أَيضاً . ورجل أُفُقِيّ وأَفَقِيّ : منسوب إلى الآفاق أَو إلى الأُفُق ، الأَخيرة من شاذّ النسب . وفي التهذيب : رجل أَفَقِيّ ، بفتح الهمزة والفاء ، إذا كان من آفاق الأَرض أَي نواحيها ، وبعضهم يقول أُفُقي ، بضمهما ، وهو القياس ؛ قال الكميت : الفاتِقُون الراتِقُو ن الآفِقُون على المعاشِرْ
ويقال : تأَفَّق بنا إذا جاءنا من أُفُق ؛ وقال أَبو وَجْزة : أَلا طَرَقَتْ سُعْدَى فكيْف تأَفَّقَتْ بنا ، وهي مَيْسانُ اللَّيالي كَسُولُها ؟
قالوا : تأَفَّقت بنا أَلمَّت بنا وأَتَتْنا . وفي حديث لقمان بن عاد حين وصف أَخاه فقال : صَفّاقٌ أَفّاق ؛ قوله أَفَّاق أَي يضرب في آفاق الأَرض أَي نواحيها مُكْتَسِباً ؛ ومنه شعر العباس يمدح النبي ، صلى الله عليه وسلم : وأَنتَ لمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الـ أَرضُ ، وضاءتْ بنُورِكَ الأُفُقُ وأَنَّث الأُفق ذهاباً إلى الناحية كما أَنث جرير السور في قوله : لما أَتى خَبَرُ الزُّبَيْرِ ، تَضَعْضَعَتْ سُور المَدينةِ ، والجبالُ الخُشَّعُ ويجوز أَن يكون الأُفُقُ واحداً وجمعاً كالفُلْك ؛ وضاءت : لغة في أَضاءت . وقعدت على أَفَق الطريق أَي على وجهه ، والجمع آفاق . وأَفَق يأْفِق : ركب رأْسَه في الآفاق . والأُفُق : ما بين الزِّرَّيْنِ المقدَّمين في رُواق البيت . والآفِق ، على فاعل : الذي قد بلغ الغاية في العلم والكرم وغيره من الخير ، تقول منه : أَفِق ، بالكسر ، يأْفَقُ أَفَقاً ؛ قال ابن بري : ذكر القَزّاز أَنّ الآفِق فعله أَفَق يأْفِق ، وكذا حكي عن كراع ، واستدل القزاز على أَنه آفِق على زنة فاعِل بكون فعله على فَعَلَ ؛
وأَنشد أَبو زياد شاهداً على آفق بالمد لسراج بن قُرَّةَ الكلابي : وهي تَصَدَّى لِرِفَلٍّ آفِقِ ، ضَخْمِ الحُدولِ بائنِ المَرافِقِ وأَنشد غيره لأَبي النجم : بين أَبٍ ضَخْمٍ وخالٍ آفِقِ ، بين المُصَلّي والجَوادِ السابِقِ وأَنشد أَبو زيد : تَعْرِفُ ، في أَوْجُهِها البَشائرِ ، آسانَ كلِّ آفِقٍ مُشاجِرِ وقال عليّ بن حمزة : أَفِق مُشاجر بالقصر ، لا غير ، قال : والأَبيات المتقدّمة تشهد بفساد قوله . وأَفَقَ يأْفِق أَفْقاً : غلَب يغلِب . وأَفَق على أَصحابه يأْفِق أَفْقاً : أَفضلَ عليهم ؛ عن كراع ؛ وقول الأَعشى : ولا المَلِكُ النُّعْمانُ ، يومَ لَقِيتُه بغِبْطَتِه ، يُعْطِي القُطوطَ ويأْفِقُ أَراد بالقُطوط كتب الجوائز ، وقيل : معناه يُفْضِل ، وقيل : يأْخذ من الآفاق . ويقال : أَفَقَه يأْفِقُه إذا سبَقَه في الفضل . ويقال : أَفَقَ فلان إذا ذهب في الأَرض ، وأَفَق في العَطاء أَي فَضَّل وأَعطى بعضاً أَكثر من بعض . الأَصمعي : بعير آفِق وفرس آفِق إذا كان رائعاً كريماً والبعير عتيقاً كريماً . وفرس آفِق قُوبِل من آفِق وآفِقة إذا كان كريم الطرفين . وفرس أُفُقٌ ، بالضم : رائع ، وكذلك الأُنثى ؛
وأَنشد لعمرو بن قِنْعاس : وكنتُ إذا أَرَى زِفّاً مريضاً يُناحُ على جَنازَتِهِ ، بَكَيْتُ (* قوله « زفأ » كذا في الأصل مضبوطاً بزاي مكسورة وفاء ومثله في شرح القاموس ) . أُرَجِّلُ جُمَّتي وأَجُرُّ ثوبي ، وتَحْمِلُ بِزَّتي أُفُقٌ كُمَيْتُ والأَفِيقُ : الجلد الذي لم يُدبغ ؛ عن ثعلب ، وقيل : هو الذي لم تتم دِباغته . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَنه دخل على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وعنده أَفيق ؛ قال : هو الجلد الذي لم يتمّ دِباغُه ، وقيل : هو ما دُبِغ بغير القَرظ من أَدْبِغة أَهل نجد مثل الأَرْطى والحُلَّبِ والقَرْنُوة والعِرْنةِ وأَشياء غيرها ، فالتي تدبغ بهذه الأَدْبِغة فهي أَفَقٌ حتى تُقدّ فيُتَّخذ منها ما يتخذ . وفي حديث غَزْوان : فانطلقت إلى السوق فاشتريت أَفِيقةً أَي سِقاء من أَدَم ، وأَنثه على تأْويل القربة والشَّنّة ، وقيل : الأَفِيق الأَديم حين يخرج من الدِّباغ مفروغاً منه وفيه رائحته ، وقيل : أَوّل ما يكون من الجلد في الدباغ فهو مَنِيئة ثم أَفِيق ثم يكون أَديماً ، والمنيئة : الجلد أَول ما يدبغ ثم هو أَفيق ، وقد مَنَأْته وأَفَقْته ، والجمع أَفَق مثل أَديِم وأَدَم . والأَفَقُ : اسم للجمع وليس بجمع لأَن فعيلاً لا يكسر على فعَل . قال ابن سيده : وأَرى ثعلباً قد حكى في الأَفِيق الأَفِقَ على مثال النَّبِق وفسره بالجلد الذي لم يدبغ ، قال : ولست منه على ثقة ؛ وقال اللحياني : لا يقال في جمعه أُفُق البَتّةَ وإنما هو الأَفَقُ ، بالفتح ، فأَفِيق على هذا له اسم جمع وليس له جمع ؛ وأَفَق الأَدِيمَ يأْفِقه أَفْقاً : دبغه إلى أَن صار أَفيقاً . الأَصمعي : يقال للأَديم إذا دبغ قبل أَن يُخرز أَفيق ، والجمع آفِقة مثل أَدِيم وآدِمة ورغيف وأَرغفة ؛ قال ابن بري : والأَفِيق من الإنسان ومن كل بهيمة جلده ؛ قال رؤبة : يَشْقَى به صَفْحُ الفَرِيصِ والأَفَقْ وأَفَقُ الطريق : سَنَنُه . والأَفَقةُ : المَرقةُ من مَرَق الإهاب . والأَفقة : الخاصرة ، وجمعها أَفَق ؛ قال ثعلب : هي الآفِقة مثل فاعلة . وأُفاقةُ : موضع ذكره لبيد فقال : وشَهِدْتُ أَنْجِيَةَ الأُفاقةِ عالِياً كَعْبي ، وأَرْدافُ المُلوكِ شُهودُ وأَنشد ابن بري للجعدي : ونحنُ رَهَنَّا بالأُفاقةِ عامِراً ، بما كان في الدِّرْ داء رَهْناً فأُبْسِلا وقال العَوّامُ بن شَوْذَب : (* قوله « العوام بن شوذب » كذا في الأصل وشرح القاموس ؛ وعبارة ياقوت : العوام أخو الحرث بن همام ) . قَبَحَ الإلَهُ عِصابةً من وائلٍ يومَ الأُفاقةِ أَسْلَمُوا بِسْطاما "
المعجم: لسان العرب
فقم
" الفَقَمُ في الفم : أن تدخل الأسنان العليا إلى الفم ، وقيل : الفَقَم اختلافه ، وهو أن يخرج أسفل اللَّحْي ويدخل أعلاه ، فَقِمَ يَفْقَم فَقَماً وهو أَفْقَم ، ثم كثر حتى صار كلُّ مُعْوَجٍّ أَفقم ، وقيل : الفَقَم في الفَم أن تتقدم الثنايا السفلى فلا تقع عليها العليا إذا ضم الرجل فاه . وقال أبو عمرو : الفَقَمُ أن يطول اللحي الأَسفل ويَقْصُر الأَعلى . ويقال للرجل إذا أَخذ بِلِحْية صاحبه وذَقَنه : أخذ بفُقْمه . وفَقَمْت الرجل فَقْماً ، وهو مَفْقُوم إذا أخدت بفُقْمه . أبو زيد : بهظته أَخذت بفُقْمه وبفُغْمه ؛ قال شمر : أراد بفُقمه فمه وبفُغْمه أنفه ، قال : والفُقْمانِ هما اللَّحْيان . وفي الحديث : من حفظ ما بين فُقْمَيْهِ دخل الجنة أي ما بين لَحييه ؛ والفُقم ، بالضم : اللحي ، وفي رواية : من حفظ ما بين فُقْمَيْه ورجليه دخل الجنة ؛ يريد من حفظ لسانه وفرجه . الليث : الفَقَمُ رَدَّة في الذقن ، والنعت أفْقَمُ . وفي حديث موسى ، عليه السلام : لما صارت عصاه حية وضعت فُقماً لها أَسفل وفُقْماً لها فوق . وفي حديث الملاعنة : فأَخذت بفُقْمَيْه أي بلحييه . وفَقِمَ الرجلُ فَقَماً : رجع ذقَنُه إلى فمه . وفَقِمَ أَيضاً : كثر ماله . وفَقِمَ الإناءُ : امتلأَ ماء . ويقال : فَقِمَ الشيء اتسع ، والفَقَمُ الامتلاء . يقال : أَصاب من الماء حتى فَقِم ؛ عن أبي زيد . والأَمر الأفْقَمُ : الأعوج المخالف . وأمرٌ مُتَفاقِم ، وتَفاقَمَ الأمر أي عَظُم . وفَقُمَ الأمرُ فُقوماً : عظم ، وفَقِمَ أيضاً فَقَماً . وفَقِمَ الأمرُ يَفحقَمُ فَقَماً وفُقُوماً وتَفاقَم : لم يَجْره على استواء ، مشتق من ذلك . وفَقِمَ الرجلُ فَقَماً : بَطِرَ ، وهو من ذلك لأن البَطَر خروج عن الاستقامة والاستواء ؛ قال رؤبة : فلَم تَزَلْ تَرْأَمُه وتَحْسِمُهْ ، من دائِه ، حتى اسْتَقامَ فَقَمُهْ (* قوله « ترأمه » كذا بالأصل بميم ، وفي المحكم ترأبه بالباء ، والمعنى واحد ). التهذيب : وإن قيل فَقَم الأَمرُ كان صواباً ؛ وأنشد : فإنْ تَسْمَعْ بلأْمِهما ، فإنّ الأَمرَ قد فَقَما أبو تراب : سمعت عَرّاماً يقول رجل فَقِمٌ فَهِمٌ إذا كان يعلو الخصوم ، ورجل لَقِمٌ لَهِمٌ مثله . وفي حديث المغيرة يصف امرأَة : فَقْماءَ سَلْفَعٍ ؛ الفَقْماءُ : المائلةُ الحَنَك ، وقيل : هو تقدم الثنايا السُّفلى حتى لا تقع عليها العُليا . والفَقْم والفُقْم : طَرَف خَطْم الكلب ونحوه ، وقيل : ذقن الإنسان ولَحْييه ، وقيل : هما فمه . التهذيب : وربما سَمَّوْا ذقن الإنسان فَقْماً وفُقْماً . والمُفاقمة : البُضْع ، وفي الصحاح : البِضاعُ ؛ قال الشاعر : ولا الفِغامُ دُونَ أن تُفاقِما وهذا الرجز للأَغلب العجلي ، وقد تقدم في فَغَم . وفَقَم المرأَةَ : نكحها . وفَقِمَ مالُهُ فَقَماً : نَفِدَ ونَفِقَ . وفُقَيْم : بطن في كنانة ، النسب إليه فُقَمِيٌّ نادِرٌ ؛ حكاه سيبويه ، وفي الصحاح : والنسبة إليهم فُقَمِيٌّ مثل هُذَليٍّ ، وهم نَسَأَةُ الشهور . وفُقَيْمٌ أيضاً في بني دارم النسب إليه فُقَيْمِيّ على القياس . وأَفْقَمُ : اسم . "
المعجم: لسان العرب
فظع
" فَظُعَ الأَمرُ ، بالضم ، يَفْظُعُ فَظاعةً ، بالضم ، فهو فَظىِيعٌ وفَظِعٌ ؛ الأَخيرة على النسب ، وأَفْظَعَ الأَمرُ : اشتَدَّ وشَنُعَ وجاوز المِقدارَ وبَرَّحَ ، فهو مُفْظِعٌ . وفي الحديث : لا تحل المسأَلة إلاَّ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ ؛ المُفْظِعُ : الشديدُ الشنِيعُ . وفي الحديث : لم أَرَ مَنْظَراً كاليوم أَفْظَعَ أَي لم أَر منظراً فَظِيعاً كاليوم ، وقيل : أَراد لم أَرَ مَنْظَراً أَفظَعَ منه فحذفها وهو في كلام العرب كثير . وفي حديث سهل بن حُنَيْفٍ : ما وَضَعْنا سيوفنا على عواتقنا إلى أَمر يُفْظِعُنا إلاَّ أَسهلَ بنا ؛ يُفْظِعُنا أَي يُوقِعُنا في أَمر فَظِيعٍ شديد . وأُفْظِعُ الرجلُ ، على ما لم يسمَّ فاعلُه ، أَي نزَل به أَمْرٌ عظيم ؛ ومنه قول لبيد : وهُمُ السُّعاةُ ، إذا العَشِيرةُ أُفْظِعَتْ ، وهُمُ فَوارِسُها ، وهم حُكَّامُها وأَفْظَعَه الأَمرُ وفَظِعَ به فَظاعةً وفَظَعاً واسْتَفْظَعَه وأَفْظَعَه : رآه فَظِيعاً ؛ وقوله أَنشده المبرد : قد عِشْتُ في الناسِ أَطْواراً على خُلُقٍ شَتّىً ، وقاسَيْتُ فيه اللِّين والفَظَعا يكون الفَظَعُ مصدر فَظِعَ به ، وقد يكون مصدر فَظُعَ كَكَرُمَ كَرَماً إِلاَّ أَني لم أَسمع الفَظَعَ إلاَّ هنا . قال أَبو زيد : فَظِعْتُ بالأَمر أَفْظَعُ فَظاعةً إِذا هالَك وغلَبك فلم تَثِق بأَن تُطِيقَه . وفي الحديث : لما أُسري بي وأَصبحت بمكة فَظِعْتُ بأُمري أَي اشتدَّ عليَّ وهِبْته ؛ ومنه الحديث : أُرِيتُ أَنه وُضِعَ في يَدَيَّ سِوارانِ من ذهب فَفَظِعْتُهُما ، هكذا روي متعدياً حملاً على المعنى لأَنه بمعنى أَكْبَرْتهما وخِفْتهما ، والمعروف فَظِعْتُ به أَو منه ؛ وقول أَبي وجزة : تَرَى العِلافيَّ مِنْها مُوافِداً فَظِعاً ، إِذا احْزَأَلَّ به من ظَهْرِها فِقَر ؟
قال فَظِعاً أَي مَلآنَ . وقد فَظِعَ فَظَعاً أَي امْتَلأَ . والفَظِيعُ : الماءُ العذبُ . والماءُ الفَظِيعُ : هو الماءُ الزُّلالُ الصَّافي ، وضده المُضاضُ ، وهو الشديد المُلُوحةِ ؛ قال الشاعر : يَردْنَ بُحُوزاً ما يَمِدُّ جِمامَها أَتيُّ عُيُونٍ ، ماؤُهُنَّ فَظِيعُ "
المعجم: لسان العرب
فقع
" الفَقْعُ والفِقْعُ ، بالفتح والكسر : الأَبيض الرَّخْو من الكَمْأََ ة ، وهو أَرْدَؤُها ؛ قال الراعي : بِلادٌ يَبُزُّ الفَقْعُ فيها قِناعَه ، كما ابْيَضَّ شَيْخٌ ، من رِفاعةَ ، أَجْلَحُ وجمع الفَقْعِ ، بالفتحِ فِقَعةٌ مثل جَبْءٍ وجِبَأَةٍ ، وجمع الفِقْعِ ، بالكسر ، فِقَعَةٌ أَيضاً مثل قِرْدٍ وقِرَدةٍ . وفي حديث عاتكة ، قالت لابن جُرْموزٍ : يا ابن فَقْعِ القَرْدَدِ ؛ قال ابن الأَثير : الفَقْعُ ضرْب من أَردَإِ الكَمْأَةِ ، والقَرْدَدُ : أَرض مرتفعة إلى جنب وَهْدةٍ . وقال أَبو حنيفة : الفَقْعُ يَطْلُعُ من الأَرض فيظهر أَبيض ، وهو رديء ، والجيِّد ما حُفِرَ عنه واستخرج ، والجمع أَفْقُعٌ وفُقُوعٌ وفِقَعةٌ ، قال : ومِنْ جَنى الأَرضِ ما تأْتي الرِّعاءُ به مِنَ ابنِ أَوْبَرَ والمُغْرُود والفِقَعهْ ويُشَبَّه به الرجل الذليل فيقال : هو فَقْعُ قَرْقَرٍ ، ويقال أَيضاً : أَذَلُّ من فَقْعٍ بِقَرقَرٍ لأَنَّ الدَّواب تَنْجُلُه بأَرجلها ؛ قال النابغة يهجو النعمان بن المنذر : حَدِّثوني بَني الشَّقِيقةِ ، ما يَمْنَعُ فَقْعاً بِقَرْقَرٍ أَن يَزُولا الليث : الفقْع كَمْءٌ يخرج من أَصل الإِجْردِّ وهو نَبْتٌ . قال : وهو من أَرادإِ الكَمْأَةِ وأَسْرَعِها فَساداً . والفِقِّيعُ (* قوله « والفقيع » هو كسكيت كما في القاموس ، وقال شارحه : نقله الصاغاني عن الجاحظ ، وهو غلط من الصاغاني في الضبط والصواب فيع الفقيع كأمير .) جنس من الحَمام أَبيض على التشبيه بهذا الجنس من الكمأَة ، واحدته فِقِّيعةٌ . والفَقَعُ : شِدَّةُ البياض ، وأَبيضُ فُقاعِيٌّ : خالص منه . والفاقِعُ : الخالِصُ الصفرةِ الناصِعُها . وقد فَقَعَ يَفْقَعُ ويَفْقُعُ فُقُوعاً إذا خَلَصَت صفرته . وفي التنزيل : صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها وأَصْفَرُ فاقِعٌ وفُقاعِيٌّ : شديد الصُّفرة ؛ عن اللحياني . وأَحمرُ فاقِعٌ وفُقاعيٌّ : يخلِط حُمْرَتَه بياض ، وقيل : هو الخالص الحُمُرة . ويقال للرجل الأَحمر فُقاعِيّ ، وهو الشديد الحمرة في حُمرته شَرَقٌ من إغْرابٍ ؛
قال الأَزهريّ : وجعله الجاحظ فَقِيعاً ، وهو في نوادر أَبي زيد فُسِّرَ مِثلَ ذلك فَقاعٌ ، وقيل : الفاقِعُ الخالصُ الصّافي من الأَلْوانِ أَيَّ لَوْنٍ كان ؛ عن اللحياني . ويقال : أَصْفَرُ فاقِعٌ وأَبيضُ ناصِعٌ وأَحمر ناصِعٌ أَيضاً وأَحمر قانئٌ ؛ قال لبيد في الأَصفر الفاقع : سُدُمٌ قَدِيمٌ عَهْدُه بأَنِيسِه ، مِنْ بَيْنِ أَصفَرَ فاقِعٍ ودِفانِ (* قوله « سدم قديم » كذا بالأصل ، والذي في الصحاح في غير موضع : سدماً قليلاً ) وقال بُرْجُ بن مُسْهِرٍ الطائي في الأَحمر الفاقع : تَراها في الإِناءِ لَها حُمَيَّا كُمَيْتٌ ، مِثْلَ ما فَقِعَ الأَدِيم والفَقْعُ : الضُّراطُ ، وقد فَقَّعَ به . وهو يُفَقِّعُ بِمِفْقَعٍ إِذا كان شديد الضُّراطِ . وفقع الحمارُ إِذا ضَرطَ . وإِنه لَفَقَّاعٌ أَي ضَرَّاطٌ . والتفْقِيعُ : التشَدُّقُ . يقال : قد فَقَّعَ إِذا تَشدَّقَ وجاء بكلام لا معنى له . والتفْقِيعُ : صوْتُ الأَصابع إِذا ضرَب بعضها ببعض أَو فَرْقَعَها . وفي حديث ابن عباس : أَنه نَهى عن التفْقِيعِ في الصلاة . يقال : فَقَّعَ أَصابِعَه تَفْقِيعاً إِذا غَمَزَ مفاصِلَها فأَنْقَضَتْ ، وهي الفَرْقَعةُ أَيضاً . والتفْقِيعُ أَيضاً : أَن تأْخذ ورَقةً من الورد فتديرها ثم تغمزها بإِصبعك فتصوت إِذا انشقت . وتَفْقِيعُ الوَردةِ : أَن تُضْرَبَ بالكف فَتُفَقِّعَ وتَسْمَعَ لها صوتاً . والفَقاقِيعُ : هَناتٌ كأَمثالِ القَوارِيرِ الصغار مستديرة تَتَفَقَّعُ على الماء والشرابِ عند المَزْجِ بالماء ، واحدتها فُقَّاعةٌ ؛ قال عدي بن زيد يصف فَقاقِيعَ الخمر إِذا مُزِجَتْ : وطَفا فَوْقَها فَقاقِيعُ ، كاليا قُوتِ ، حُمْرٌ يُثِيرُها التصْفِيقُ وفي حديث أُم سلمة : وإِنْ تَفاقَعَتْ عيناكَ أَي رَمِصَتا ، وقيل ابيضَّتا ، وقيل انشقَّتا . والفُقَّاعُ : شَراب يتخذ من الشعير سمي به لما يعلوه من الزَّبَدِ . والفَقَّاعُ : الخبيثُ . والفاقِعُ : الغلامُ الذي قد تحَرَّكَ وقد تَفَقَّعَ ؛ قال جرير : بَني مالِكٍ ، إِنَّ الفَرَزْدَقَ لَمْ يَزَلْ يَجُرُّ المَخازِي مِنْ لَدُنْ أَنْ تَفَقَّعا والإِفْقاعُ : سوءُ الحالِ . وأَفْقَعَ : افْتَقَرَ . وفَقِيرٌ مُفْقِعٌ : مُدْقِعٌ فقير مجهود ، وهو أَسْوأُ ما يكون من الحال . وأَصابته فاقِعةٌ أَي داهِيةٌ . وفَواقِعُ الدهر : بَوائِقُه . وفي حديث شريح : وعليهم خِفافٌ لها فُقْعٌ أَي خَراطِيمُ . وهو خفٌّ مُفَقَّعٌ أَي مُخَرْطَمٌ . "
المعجم: لسان العرب
فطر
" فطَرَ الشيءَ يَفْطُرُه فَطْراً فانْفَطَر وفطَّرَه : شقه . وتَفَطَّرَ الشيءُ : تشقق . والفَطْر : الشق ، وجمعه فُطُور . وفي التنزيل العزيز : هل ترى من فُطُور ؛
وأَنشد ثعلب : شَقَقْتِ القلبَ ثم ذَرَرْتِ فيه هواكِ ، فَلِيمَ ، فالتَأَمَ الفُطُورُ وأَصل الفَطْر : الشق ؛ ومنه قوله تعالى : إذا السماء انْفَطَرَتْ ؛ أَي انشقت . وفي الحديث : قام رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حتى تَفَطَّرَتْ قدماه أَي انشقتا . يقال : تَفَطَّرَتْ بمعنى ؛، منه أُخذ فِطْرُ الصائم لأَنه يفتح فاه . ابن سيده : تَفَطَّرَ الشيءُ وفَطَر وانْفَطَر . وفي التنزيل العزيز : السماء مُنْفَطِر به ؛ ذكّر على النسب كما ، قالوا دجاجة مُعْضِلٌ . وسيف فُطَار : فيه صدوع وشقوق ؛ قال عنترة : وسيفي كالعَقِيقَةِ ، وهو كِمْعِي ، سلاحي لا أَفَلَّ ولا فُطارا ابن الأَعرابي : الفُطَارِيّ من الرجال الفَدْم الذي لا خير عنده ولا شر ، مأْخوذ من السيف الفُطارِ الذي لا يَقْطع . وفَطَر نابُ البعير يَفْطُر فَطْراً : شَقّ وطلع ، فهو بعير فاطِر ؛ وقول هميان : آمُلُ أن يَحْمِلَني أَمِيري على عَلاةٍ لأْمَةِ الفُطُور يجوز أَن يكون الفُطُور فيه الشُّقوق أَي أَنها مُلْتَئِمةُ ما تباين من غيرها فلم يَلْتَئِم ، وقيل : معناه شديدة عند فُطورِ نابها موَثَّقة . وفَطَر الناقة (* قوله « وفطر الناقة » من باب نصر وضرب ،. عن الفراء . وما سواه من باب نصر فقط أَفاده شرح القاموس ). والشاة يَفْطِرُها فَطْراً : حلبها بأَطراف أَصابعه ، وقيل : هو أَن يحلبها كما تَعْقِد ثلاثين بالإِبهامين والسبابتين . الجوهري : الفَطْر حلب الناقة بالسبابة والإِبهام ، والفُطْر : القليل من اللبن حين يُحْلب . التهذيب : والفُطْر شيء قليل من اللبن يحلب ساعتئذٍ ؛ تقول : ما حلبنا إلا فُطْراً ؛ قال المرَّار : عاقرٌ لم يُحْتلب منها فُطُرْ أَبو عمرو : الفَطِيرُ اللبن ساعة يحلب . والفَطْر : المَذْي ؛ شُبِّه بالفَطْر في الحلب . يقال : فَطَرْتُ الناقة أَفْطُِرُها فَطْراً ، وهو الحلب بأَطراف الأَصابع . ابن سيده : الفَطْر المذي ، شبه بالحَلْب لأَنه لا يكون إِلا بأَطراف الأَصابع فلا يخرج اللبن إِلا قليلاً ، وكذلك المذي يخرج قليلاً ، وليس المنيّ كذلك ؛ وقيل : الفَطْر مأْخوذ من تَفَطَّرَتْ قدماه دماً أَي سالَتا ، وقيل : سمي فَطْراً لأَنه شبّه بفَطْرِ ناب البعير لأَنه يقال : فَطَرَ نابُه طلع ، فشبّه طلوع هذا من الإِحْليلِ بطلوع ذلك . وسئل عمر ، رضي الله عنه ، عن المذي فقال : ذلك الفَطْرُ ؛ كذا رواه أَبو عبيد بالفتح ، ورواه ابن شميل : ذلك الفُطْر ، بضم الفاء ؛ قال ابن الأََثير : يروى بالفتح والضم ، فالفتح من مصدر فَطَرَ نابُ البعير فَطْراً إذا شَقّ اللحم وطلع فشُبِّه به خروج المذي في قلته ، أَو هو مصدر فَطَرْتُ الناقة أَفْطُرُها إذا حلبتها بأَطراف الأَصابع ، وأَما الضم فهو اسم ما يظهر من اللبن على حَلَمة الضَّرْع . وفَطَرَ نابُه إِذا بَزَل ؛ قال الشاعر : حتى نَهَى رائِضَه عن فَرِّهِ أَنيابُ عاسٍ شَاقِئٍ عن فَطْرِهِ وانْفَطر الثوب إِذا انشق ، وكذلك تَفَطَّر . وتَفَطَّرَت الأَرض بالنبات إِذا تصدعت . وفي حديث عبدالملك : كيف تحلبها مَصْراً أَم فَطْراً ؟ هو أَن تحلبها بإصبعين بطرف الإِبهام . والفُطْر : ما تَفَطَّر من النبات ، والفُطْر أَيضاً : جنس من الكَمْءِ أَبيض عظام لأَن الأَرض تَنْفطر عنه ، واحدته فُطْرةٌ . والفِطْرُ : العنب إِذا بدت رؤوسه لأَن القُضْبان تتَفَطَّر . والتَّفاطِيرُ : أَول نبات الرَسْمِيّ ، ونظيره التَّعاشِيب والتَّعاجيب وتَباشيرُ الصبحِ ولا واحد لشيء من هذه الأَربعة . والتَّفاطير والنَّفاطير : بُثَر تخرج في وجه الغلام والجارية ؛
قال : نَفاطيرُ الجنونِ بوجه سَلْمَى ، قديماً ، لا تفاطيرُ الشبابِ واحدتها نُفْطور . وفَطَر أَصابعَه فَطْراً : غمزها . وفَطَرَ الله الخلق يَفْطُرُهم : خلقهم وبدأَهم . والفِطْرةُ : الابتداء والاختراع . وفي التنزيل العزيز : الحمد لله فاطِرِ السمواتِ والأَرضِ ؛ قال ابن عباس ، رضي الله عنهما : ما كنت أَدري ما فاطِرُ السموات والأَرض حتى أَتاني أَعرابيّان يختصمان في بئر فقال أَحدهما : أَنا فَطَرْتُها أَي أَنا ابتدأْت حَفْرها . وذكر أَبو العباس أَنه سمع ابن الأَعرابي يقول : أَنا أَول من فَطَرَ هذا أَي ابتدأَه . والفِطْرةُ ، بالكسر : الخِلْقة ؛ أَنشد ثعلب : هَوِّنْ عليكََ فقد نال الغِنَى رجلٌ ، في فِطْرةِ الكَلْب ، لا بالدِّينِ والحَسَب والفِطْرةُ : ما فَطَرَ الله عليه الخلقَ من المعرفة به . وقد فَطَرهُ يَفْطُرُه ، بالضم ، فَطْراً أَي خلقه . الفراء في قوله تعالى : فِطْرَةَ اللهِ التي فَطَرَ الناسَ عليها ، لا تبديل لخلق الله ؛ قال : نصبه على الفعل ، وقال أَبو الهيثم : الفِطْرةُ الخلقة التي يُخْلقُ عليها المولود في بطن أُمه ؛ قال وقوله تعالى : الذي فَطَرَني فإِنه سَيَهْدين ؛ أَي خلقني ؛ وكذلك قوله تعالى : وما لِيَ لا أَعبدُ الذي فَطَرَني . قال : وقول النبي ، صلى الله عليه وسلم : كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفِطْرةِ ؛ يعني الخِلْقة التي فُطِرَ عليها في الرحم من سعادةٍ أَو شقاوة ، فإِذا ولَدَهُ يهوديان هَوَّداه في حُكْم الدنيا ، أَو نصرانيان نَصَّرَاه في الحكم ، أَو مجوسيان مَجَّساه في الحُكم ، وكان حُكْمُه حُكْمَ أَبويه حتى يُعَبِّر عنه لسانُه ، فإِن مات قبل بلوغه مات على ما سبق له من الفِطْرةِ التي فُطرَ عليها فهذه فِطْرةُ المولود ؛ قال : وفِطْرةٌ ثانية وهي الكلمة التي يصير بها العبد مسلماً وهي شهادةُ أَن لا إله إلا الله وأَن محمداً رسوله جاء بالحق من عنده فتلك الفِطْرةُ للدين ؛ والدليل على ذلك حديث البَرَاءِ بن عازِب ، رضي الله عنه ، عن النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَنه علَّم رجلاً أَن يقول إذا نام وقال : فإِنك إن مُتَّ من ليلتك مُتَّ على الفِطْرةِ . قال : وقوله فأَقِمْ وجهك للدين حنيفاً فِطْرَةَ الله التي فَطَرَ الناسَ عليها ؛ فهذه فِطْرَة فُطِرَ عليها المؤمن . قال : وقيل فُطِرَ كلُّ إنسان على معرفته بأَن الله ربُّ كلِّ شيء وخالقه ، والله أَعلم . قال : وقد يقال كل مولود يُولَدُ على الفِطْرة التي فَطَرَ الله عليها بني آدم حين أَخرجهم من صُلْب آدم كما ، قال تعالى : وإذ أَخذ ربُّكَ من بني آدم من ظهورهم ذُرّياتهم وأَشهدهم على أَنفسهم أَلَسْتُ بربكم ، قالوا بَلى . وقال أَبو عبيد : بلغني عن ابن المبارك أَنه سئل عن تأْويل هذا الحديث ، فقال : تأْويله الحديث الآخر : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، سُئِل عن أَطفال المشركين فقال : الله أَعلم بما كانوا عاملين ؛ يَذْهَبُ إلى أَنهم إنما يُولدون على ما يَصيرون إليه من إسلامٍ أَو كفرٍ . قال أَبو عبيد : وسأَلت محمد بن الحسن عن تفسير هذا الحديث فقال : كان هذا في أول الإِسلام قبل نزول الفرائض ؛ يذهب إلى أَنه لو كان يُولدُ على الفِطْرَةِ ثم مات قبل أَن يُهَوِّدَه أَبوان ما وَرِثَهُما ولا وَرِثَاه لأَنه مسلم وهما كافران ؛ قال أَبو منصور : غَبَا على محمد بن الحسن معنى قوله الحديث فذهب إلى أَنَّ قول رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : كلُّ مولود يُولد على الفِطْرةِ ، حُكْم من النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قبل نزول الفرائض ثم نسخ ذلك الحُكْم من بَعْدُ ؛ قال : وليس الأَمرُ على ما ذهب إليه لأَن معنى كلُّ مولود يُولد على الفِطْرةِ خبر أَخبر به النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عن قضاءٍ سبقَ من الله للمولود ، وكتابٍ كَتَبَه المَلَكُ بأَمر الله جل وعز من سعادةٍ أَو شقاوةٍ ، والنَّسْخ لا يكون في الأَخْبار إنما النسخ في الأَحْكام ؛ قال : وقرأْت بخط شمر في تفسير هذين الحديثين : أَن إِسحق ابن إِبراهيم الحَنْظلي روى حديثَ أَبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي ، صلى الله عليه وسلم : كلُّ مولودٍ يُولد على الفطرة « الحديث » ثم قرأَ أَبو هريرة بعدما حَدَّثَ بهذا الحديث : فِطْرَةَ الله التي فَطَرَ الناس عليها ، لا تَبْديل لخَلْقِ الله . قال إسحق : ومعنى قول النبي ، صلى الله عليه وسلم ، على ما فَسَّر أَبو هريرة حين قَرَأَ : فِطْرَةَ اللهِ ، وقولَه : لا تبديل ، يقول : لَتلْكَ الخلقةُ التي خَلَقهم عليها إِمَّا لجنةٍ أَو لنارٍ حين أَخْرَجَ من صُلْب آدم ذرية هو خالِقُها إلى يوم القيامة ، فقال : هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار ، فيقول كلُّ مولودٍ يُولَدُ على تلك الفِطْرةِ ، أَلا ترى غلامَ الخَضِر ، عليه السلام ؟، قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : طَبَعهُ الله يوم طَبَعه كافراً وهو بين أَبوين مؤمنين فأَعْلَمَ اللهُ الخضرَ ، عليه السلام ، بِخلْقته التي خَلَقَه لها ، ولم يُعلم موسى ، عليه السلام ، ذلك فأَراه الله تلك الآية ليزداد عِلْماً إلى علمه ؛ قال : وقوله فأَبواهُ يُهوِّدانِهِ ويُنَصِّرانِه ، يقول : بالأبوين يُبَيِّن لكم ما تحتاجون إليه في أَحكامكم من المواريث وغيرها ، يقول : إذا كان الأَبوان مؤمنين فاحْكُموا لِولدهما بحكم الأبوين في الصلاة والمواريث والأَحكام ، وإن كانا كافرين فاحكموا لولدهما بحكم الكفر . ( * كذا بياض بالأصل ). أَنتم في المواريث والصلاة ؛ وأَما خِلْقَته التي خُلِقَ لها فلا عِلْمَ لكم بذلك ، أَلا ترى أَن ابن عباس ، رضي ا عنهما ، حين كَتَبَ إليه نَجْدَةُ في قتل صبيان المشركين ، كتب إليه : إنْ علمتَ من صبيانهم ما عَلِمَ الخضُر من الصبي الذي قتله فاقْتُلْهُم ؟ أَراد به أَنه لا يعلم عِلْمَ الخضرِ أَحدٌ في ذلك لما خصه الله به كما خَصَّه بأَمر السفينة والجدار ، وكان مُنْكَراً في الظاهر فَعَلَّمه الله علم الباطن ، فَحَكَم بإرادة اللهتعالى في ذلك ؛ قال أَبو منصور : وكذلك أَطفال قوم نوح ، عليه السلام ، الذين دعا على آبائهم وعليهم بالغَرَقِ ، إنما الدعاء عليهم بذلك وهم أَطفال لأَن الله عز وجل أَعلمه أَنهم لا يؤمنون حي ؟
قال له : لن يُؤْمِنَ من قومك إلا منْ آمن ، فأَعْلَمه أَنهم فُطِروا على الكفر ؛ قال أَبو منصور : والذي ، قاله إِسحق هو القول الصحيح الذي دَلَّ عليه الكتابُ ثم السنَّةُ ؛ وقال أَبو إسحق في قول الله عز وجل : فِطْرَةَ الله التي فَطَرَ الناس عليها : منصوب بمعنى اتَّبِعْ فِطْرَةَ الله ، لأَن معنى قوله : فأَقِمْ وجهَك ، اتََّبِعِ الدينَ القَيّم اتَّبِعْ فِطْرَةَ الله أَي خِلْقةَ الله التي خَلَق عليها البشر . قال : وقول النبي ، صلى الله عليه وسلم : كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفِطرةِ ، معناه أَن الله فَطَرَ الخلق على الإِيمان به على ما جاء في الحديث : إن الله أَخْرَجَ من صلب آدم ذريتَه كالذَّرِّ وأَشهدهم على أَنفسهم بأَنه خالِقُهم ، وهو قوله تعالى : وإذ أَخذ ربُّك من بني آدم إلى قوله :، قالوا بَلى شَهِدْنا ؛ قال : وكلُّ مولودٍ هو من تلك الذريَّةِ التي شَهِدَتْ بأَن الله خالِقُها ، فمعنى فِطْرَة الله أَي دينَ الله التي فَطَر الناس عليها ؛ قال الأَزهري : والقول م ؟
قال إِسحقُ ابن إِبراهيم في تفسير الآية ومعنى الحديث ،، قال : والصحيح في قوله : فِطْرةَ اللهِ التي فَطَرَ الناس عليها ، اعلَمْ فِطْرةَ اللهِ التي فَطَرَ الناس عليها من الشقاء والسعادة ، والدليل على ذلك قوله تعالى : لا تَبديلَ لخلق الله ؛ أَي لا تبديل لما خَلَقَهم له من جنة أَو نار ؛ والفِطْرةُ : ابتداء الخلقة ههنا ؛ كما ، قال إسحق . ابن الأَثير في قوله : كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفِطْرةِ ،، قال : الفَطْرُ الابتداء والاختراع ، والفِطرَةُ منه الحالة ، كالجِلْسةِ والرِّكْبةِ ، والمعنى أَنه يُولَدُ على نوع من الجِبِلَّةِ والطَّبْعِ المُتَهَيِّء لقبول الدِّين ، فلو تُرك عليها لاستمر على لزومها ولم يفارقها إلى غيرها ، وإنما يَعْدل عنه من يَعْدل لآفة من آفات البشر والتقليد ، ثم بأَولاد اليهود والنصارى في اتباعهم لآبائهم والميل إلى أَديانهم عن مقتضى الفِطْرَةِ السليمة ؛ وقيل : معناه كلُّ مولودٍ يُولد على معرفة الله تعالى والإِقرار به فلا تَجِد أَحداً إلا وهو يُقِرّ بأَن له صانعاً ، وإن سَمَّاه بغير اسمه ، ولو عَبَدَ معه غيره ، وتكرر ذكر الفِطْرةِ في الحديث . وفي حديث حذيفة : على غير فِطْرَة محمد ؛ أَراد دين الإسلام الذي هو منسوب إليه . وفي الحديث : عَشْر من الفِطْرةِ ؛ أَي من السُّنّة يعني سُنن الأَنبياء ، عليهم الصلاة والسلام ، التي أُمِرْنا أَن نقتدي بهم فيها . وفي حديث علي ، رضي الله عنه : وجَبَّار القلوب على فِطَراتِها أَي على خِلَقِها ، جمع فِطَر ، وفِطرٌ جمع فِطْرةٍ ، وهي جمع فِطْرةٍ ككِسْرَةٍ وكِسَرَات ، بفتح طاء الجميع . يقال فِطْرات وفِطَرَات وفِطِرَات . ابن سيده : وفَطَر الشيء أَنشأَه ، وفَطَر الشيء بدأَه ، وفَطَرْت إصبع فلان أَي ضربتها فانْفَطَرتْ دماً . والفَطْر للصائم ، والاسم الفِطْر ، والفِطْر : نقيض الصوم ، وقد أَفْطَرَ وفَطَر وأَفْطَرَهُ وفَطَّرَه تَفْطِيراً . قال سيبويه : فَطَرْته فأَفْطَرَ ، نادر . ورجل فِطْرٌ . والفِطْرُ : القوم المُفْطِرون . وقو فِطْرٌ ، وصف بالمصدر ، ومُفْطِرٌ من قوم مَفاطير ؛ عن سيبويه ، مثل مُوسِرٍ ومَياسير ؛ قال أَبو الحسن : إنما ذكرت مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن يجمع بالواو والنون في المذكَّر ، وبالأَلف والتاء في المؤنث . والفَطُور : ما يُفْطَرُ عليه ، وكذلك الفَطُورِيّ ، كأَنه منسوب إليه . وفي الحديث : إذا أَقبل الليل وأَدبر النهار فقد أَفْطَرَ الصائم أَي دخل في وقت الفِطْر وحانَ له أَن يُفْطِرَ ، وقيل : معناه أَنه قد صار في حكم المُفْطِرين ، وإن لم يأْكل ولم يشرب . ومنه الحديث : أَفْطَرَ الحاجمُ والمحجومُ أَي تَعرَّضا للإفطارِ ، وقيل : حان لهما أَن يُفْطِرَا ، وقيل : هو على جهة التغليظ لهما والدعاء عليهما . وفَطَرَتِ المرأَةُ العجينَ حتى استبان فيه الفُطْرُ ، والفَطِير : خلافُ الخَمِير ، وهو العجين الذي لم يختمر . وفَطَرْتُ العجينَ أَفْطُِره فَطْراً إذا أَعجلته عن إدراكه . تقول : عندي خُبْزٌ خَمِيرٌ وحَيْسٌ فَطِيرٌ أَي طَرِيّ . وفي حديث معاوية : ماء نَمِيرٌ وحَيْسٌ فَطِير أَي طَريٌّ قَرِيبٌ حَدِيثُ العَمَل . ويقال : فَطَّرْتُ الصائمَ فأَفْطَر ، ومثله بَشَّرُتُه فأَبْشَر . وفي الحديث : أَفطر الحاجمُ والمَحْجوم . وفَطَر العجينَ يَفْطِرُه ويَفْطُره ، فهو فطير إذا اختبزه من ساعته ولم يُخَمّرْه ، والجمع فَطْرَى ، مَقصورة . الكسائي : خَمَرْتُ العجين وفَطَرْته ، بغير أَلف ، وخُبْز فَطِير وخُبْزة فَطِير ، كلاهما بغير هاء ؛ عن اللحياني ، وكذلك الطين . وكل ما أُعْجِلَ عن إدراكه : فَطِير . الليث : فَطَرْتُ العجينَ والطين ، وهو أَن تَعْجِنَه ثم تَخْتَبزَه من ساعته ، وإذا تركته ليَخْتَمِرَ فقد خَمَّرْته ، واسمه الفَطِير . وكل شيءٍ أَعجلته عن إدراكه ، فهو فَطِير . يقال : إِيايَ والرأْيَ الفَطِير ؛ ومنه قولهم : شَرُّ الرأْيِ الفَطِير . وفَطَرَ جِلْدَه ، فهو فَطِيرٌ ، وأَفْطَره : لم يُرْوِه من دِباغٍ ؛ عن ابن الأَعرابي . ويقال : قد أَفْطَرْتَ جلدك إذا لم تُرْوِه من الدباغ . والفَطِيرُ من السِّياطِ : المُحَرَّمُ الذي لم يُجَدْ دباغُه . وفِطْرٌ ، من أَسمائهم : مُخَدِّثٌ ، وهو فِطْرُ بن خليفة . "
المعجم: لسان العرب
فضل
" الفَضْل والفَضِيلة معروف : ضدُّ النَّقْص والنَّقِيصة ، والجمع فُضُول ؛ وروي بيت أَبي ذؤيب : وَشِيكُ الفُضُول بعيد الغُفُول روي : وَشِيك الفُضُول ، مكان الفُصُول ، وقد تقدم في ترجمة فصل ، بالصاد المهملة . وقد فَضَل يَفْضُل (* قوله « وقد فضل يفضل » عبارة القاموس : وقد فضل كنصر وعلم ، وأما فضل كعلم يفضل كينصر فمركبة منهما ) وهو فاضِل . ورجل فَضَّال ومُفَضَّل : كثير الفَضْل . والفَضِيلة : الدَّرَجة الرفيعة في الفَضْل ، والفاضِلة الاسم من ذلك . والفِضَال والتَّفاضُل : التَّمازِي في الفَضْل . وفَضَّله : مَزَّاه . والتَّفاضُل بين القوم : أَن يكون بعضهم أَفضَل من بعض . ورجل فاضِل : ذو فَضْل . ورجل مَفْضول : قد فَضَله غيره . ويقال : فَضَل فلان على غيره إِذا غلب بالفَضْل عليهم . وقوله تعالى : وفَضَّلناهم على كثير ممن خلقنا تَفْضِيلاً ، قيل : تأْويله أَن الله فضَّلهم بالتمييز ، وقال : على كثير ممن خلقنا ، ولم يقل على كل لأَن الله تعالى فَضَّل الملائكة فقال : ولا الملائكة المقرَّبون ، ولكن ابن آدم مُفَضَّل على سائر الحيوان الذي لا يعقل ، وقيل في التفسير : إِن فَضِيلة ابن آدم أَنه يمشي قائماً وأَن الدَّواب والإِبل والحمير وما أَشبهها تمشي منكَبَّة ، وابن آدم يتناول الطعام بيديه وسائر الحيوان يتناوله بِفِيه . وفاضَلَني ففَضَلْته أَفْضُلُه فَضْلاً : غلبته بالفَضْل ، وكنت أَفضَل منه . وتَفَضَّل عليه : تَمَزَّى . وفي التنزيل العزيز : يريد أَن يتفضَّل عليكم ؛ معناه يريد أَن يكون له الفَضْل عليكم في القَدْر والمنزلة ، وليس من التفضُّل الذي هو بمعنى الإِفْضال والتطوُّل . الجوهري : المتفضِّل الذي يدَّعي الفَضْل على أَقرانه ؛ ومنه قوله تعالى : يريد أَن يتفضَّل عليكم . وفَضَّلته على غيره تَفْضِيلاً إِذا حكَمْتَ له بذلك أَو صيَّرته كذلك . وأَفْضَل عليه : زاد ؛ قال ذو الإِصبع : لاه ابنُ عَمِّك ، لا أَفْضَلْتَ في حَسَب عَنِّي ، ولا انتَ دَيّاني فتَخْزُوني الدَّيَّان هنا : الذي يَلي أَمْرَك ويَسُوسُك ، وأَراد فتخزُوَني فأَسكن للقافية لأَن القصيدة كلها مُرْدَفة ؛ وقال أَوس بن حَجَر يصف قوساً : كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دون مِلْئِها ، ولا عَجْسُها عن مَوضِع الكَفِّ أَفْضَلا والفَواضِل : الأَيادي الجميلة . وأَفْضَل الرجل على فلان وتفَضَّل بمعنى إِذا أَناله من فضله وأَحسن إِليه . والإِفْضال : الإِحسان . وفي حديث ابن أَبي الزناد : إِذا عَزَب المالُ قلَّت فَواضِلُه أَي إِذا بعُدت الضَّيْعة قلَّ الرِّفْق منها لصاحبها ، وكذلك الإِبلُ إِذا عَزبت قلَّ انتفاع ربها بدَرِّها ؛ قال الشاعر : سأَبْغِيكَ مالاً بالمدينة ، إِنَّني أَرَى عازِب الأَموال قلَّتْ فواضِله والتَّفَضُّل : التَّطوُّل على غيرك . وتفضَّلْت عليه وأَفْضَلْتُ : تطوَّلت . ورجل مِفْضال : كثير الفَضْل والخير والمعروف . وامرأَة مِفْضالة على قومها إِذا كانت ذات فَضْل سَمْحة . ويقال : فَضَلَ فلان على فلان إِذا غلب عليه . وفَضَلْت الرجل : غلبته ؛
وأَنشد : شِمَالُك تَفْضُل الأَيْمان ، إِلاَّ يمينَ أَبيك ، نائلُها الغَزِيرُ وقوله تعالى : ويُؤْتِ كلَّ ذي فَضْل فَضْلَه ؛ قال الزجاج : معناه من كان ذا فَضْل في دينه فضَّله الله في الثواب وفضَّله في المنزلة في الدُّنيا بالدِّين كما فضَّل أَصحاب سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . والفَضْل والفَضْلة : البقيَّة من الشيء . وأَفْضَل فلان من الطعام وغيره إِذا ترك منه شيئاً . ابن السكيت : فَضِل الشيءُ يَفْضَل وفَضَل يَفْضُل ، قال : وقال أَبو عبيدة فَضِل منه شيء قليل ، فإِذا ، قالوا يَفْضُل ، ضموا الضاد فأَعادوها إِلى الأَصل ، وليس في الكلام حرف من السالم يُشْبه هذا ، قال : وزعم بعض النحويين أَنه يقال حَضِرَ القاضيَ امرأَة ثم يقولون تَحْضُر . الجوهري : أَفْضَلْت منه الشيء واسْتَفْضَلْته بمعنى ؛ وقوله أَنشده ثعلب للحرث بن وعلة : فلمَّا أَبَى أَرْسَلْت فَضْلة ثوبِه إِليه ، فلم يَرْجِع بحِلْم ولا عَزْم معناه أَقلعت عن لَومه وتركتُه كأَنه كان يمسك حينئذ بفَضْلة ثوبه ، فلما أَبى أَن يقبل منه أَرسل فضلة ثوبه إِليه فخلاَّه وشأْنه ، وقد أَفْضَل فَضْلَة ؛
قال : كِلا قادِمَيْها تُفْضِل الكَفُّ نِصْفَه ، كَجِيدِ الحُبارَى رِيشُهُ قد تَزَلَّعا وفَضَل الشيءُ يَفْضُل : مثال دخَل يدخُل ، وفَضِل يَفْضَل كحذِر يحذَر ، وفيه لغة ثالثة مركبة منهما فَضِل ، بالكسر ، يَفْضُل ، بالضم ، وهو شاذ لا نظير له ، وقال ابن سيده : هو نادر جعلها سيبويه كَمِتَّ تموت ؛ قال الجوهري :، قال سيبويه هذا عند أَصحابنا إِنما يجيء على لغتين ، قال : وكذلك نَعِمَ يَنْعُم ومِتَّ تَموت وكِدْت تَكُود . وقال اللحياني : فَضِل يَفْضَل كحَسِب يَحْسَب نادر كل ذلك بمعنى . وقال ابن بري عند قول الجوهري : كِدْت تَكُود ، قال : المعروف كِدْت تَكاد . والفَضِيلة والفُضَالة : ما فَضَل من الشيء . وفي الحديث : فَضْلُ الإِزار في النار ؛ هو ما يجرُّه الإِنسان من إِزاره على الأَرض على معنى الخُيَلاء والكِبْر . وفي الحديث : إِن لله ملائكةً سَيَّارة فُضْلاً أَي زيادة على الملائكة المرتبين مع الخلائق ، ويروى بسكون الضاد وضمها ، قال بعضهم : والسكون أَكثر وأَصوب ، وهما مصدر بمعنى الفَضْلة والزيادة . وفي الحديث : إِن اسْمَ دِرْعه ، عليه السلام ، كان ذات الفُضُول ، وقيل : ذو الفُضُول لفَضْلة كان فيها وسَعة . وفَواضِل المال : ما يأْتيك من مَرافقه وغَلَّته . وفُضُول الغنائم : ما فَضَل منها حين تُقْسَم ؛ وقال ابن عَثْمة : لك المِرْباعُ منها والصَّفَايا ، وحُكْمُك والنَّشيطَةُ والفُضُول وفَضَلات الماء : بقاياه . والعرب تقول لبقيَّة الماء في المَزادة فَضْلة ، ولبَقيَّة الشراب في الإِناء فَضْلة ، ومنه قول علقمة بن عبدة : والفَضْلَتين . وفي الحديث : لا يمنع فَضْل ؛ قال ابن الأَثير : هو أَن يسقي الرجل أَرضه ثم تبقى من الماء بقيَّة لا يحتاج إِليها فلا يجوز له أَن يبيعها ولا يمنع منها أَحداً ينتفع بها ، هذا إِذا لم يكن الماء ملْكه ، أَو على قول من يرى أَن الماء لا يملَك ، وفي رواية أُخرى : لا يمنع فَضْل الماء ليمنع به الكَلأ ؛ هو نَفْع البئر المُباحة ، أَي ليس لأَحد أَن يغلب عليه ويمنع الناس منه حتى يحوزه في إِناء ويملكه . والفَضْلة : الثياب التي تبتذل للنوم لأَنها فَضلت عن ثياب التصرُّف . والتفضُّل : التوشُّح ، وأَن يخالف اللابس بين أَطراف ثوبه على عاتِقِه . وثوب فُضُل ورجل فُضُل : متفضِّل في ثوب واحد ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : يَتْبَعها تِرْعِيَّة جافٍ فُضُل ، إِنْ رَتَعَتْ صَلَّى ، وإِلاَّ لم يُصَل وكذلك الأُنثى فُضُل ؛ قال الأَعشى : ومُسْتَجِيبٍ تَخال الصَّنْجَ يَسْمَعُه ، إِذا تُرَدّدُ فيه القَيْنَةُ الفُضُلُ وإِنها لحسَنة الفِضْلة من التفضُّل في الثوب الواحد ، وفلان حسَن الفِضْلة من ذلك . ورجل فُضُل ، بالضم ، مثل جنُب ومُتَفَضِّل ، وامرأَة فُضُل مثل جُنُب أَيضاً ، ومُتَفَضِّلة ، وعليها ثوب فُضُل : وهو أَن تخالف بين طرفيه على عاتقها وتتوشَّح به ؛
وأَنشد أَبيات الراعي : يَسُوقها تِرْعِيَّة جافٍ فُضُل الأَصمعي : امرأَة فُضُل في ثوب واحد . الليث : الفِضَال الثوب الواحد يتفضَّل به لرجل يلبسه في بيته : وأَلقِ فِضالَ الوَهْن عنه بوَثْبَةٍ حَواريَّةٍ ، قد طال هذا التَّفَضُّل وإِنه لحسَن الفِضْلة ؛ عن أَبي زيد ، مثل الجِلْسة والرِّكْبة ؛ قال ابن بري : ومنه قول الهذلي : مَشْيَ الهَلُوكِ عليه الخَيْعَل الفُضُل الجوهري : تَفَضَّلَت المرأَة في بيتها إِذا كانت في ثوب واحد كالخَيْعَل ونحوه . وفي حديث امرأَة أَبي حذيفة ، قالت : يا رسول الله إِن سالماً مولى أَبي حذيفة يراني فُضُلاً أَي متبذلة في ثياب مَهْنَتي . يقال : تفضَّلت المرأَة إِذا لبست ثياب مَِهْنَتِها أَو كانت في ثوب واحد ، فهي فُضُل والرجُلُ فُضُل أَيضاً . وفي حديث المغيرة في صِفة امرأَة فُضُل : صَبَأَتْ كأَنها بُغاثٌ ، وقيل : أَراد أَنها مُختالة تُفْضِل من ذيلها . والمِفْضَل والمِفْضَلة ، بكسر الميم : الثوب الذي تتفضَّل فيه المرأَة . والفَضْلة : اسم للخمر ؛ ذكره أَبو عبيد في باب أَسماء الخمر ، وقال أَبو حنيفة : الفَضْلة ما يلحق من الخَمْر بعد القِدَم ؛ قال ابن سيده : وإِنما سميت فَضْلة لأَن صَمِيمها هو الذي بقي وفَضَل ؛ قال أَبو ذؤيب : فما فَضْلة من أَذْرِعات هَوَتْ بها مُذكَّرَة عُنْسٌ ، كَهادِية الضَّحْل والجمع فَضَلات وفِضَال ؛ قال الشاعر : في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ ، عند الفِضَال قديمُهم لم يَدْثُر ؟
قال الأَزهري : والعرب تسمي الخمر فِضَالاً ؛ ومنه قوله : والشَّارِبُون ، إِذا الذَّوارِعُ أُغْلِيَتْ ، صَفْوَ الفِضالِ بِطارِفٍ وتِلادِ وقوله في الحديث : شهدت في دار عبد الله بن جُدْعان حِلْفاً لو دُعِيت إِلى مثله في الإِسلام لأَجَبْت ؛ يعني حِلْف الفُضُول ، سمي به تشبيهاً بحلْف كان قديماً بمكة أَيّام جُرْهُم على التناصف والأَخذ للضعيف من القويِّ ، والغريب من القاطِن ، وسمي حِلْف الفُضُول لأَنه قام به رجال من جُرْهُم كلهم يسمى الفَضْل : الفضل بن الحرث ، والفضل بن وَدَاعة ، والفضل بن فَضَالة ، فقيل حِلْف الفُضُول جمعاً لأَسماء هؤلاء كما يقال سَعْد وسُعود ، وكان عقَده المُطَيَّبون وهم خَمْس قبائل ، وقد ذكر مستوفى في ترجمة حلف . ابن الأَعرابي : يقال للخيَّاط القَرارِيُّ والفُضُولِيُّ . والفَضْل وفَضِيلة : اسمان . وفُضَيْلة : اسم امرأَة ؛
قال : لا تذْكُرا عندي فُضَيْلة ، إِنها متى ما يراجعْ ذِكْرها القَلْب يَجْهَلِ وفُضَالة : موضع ؛ قال سلمى بن المقعد الهذلي : عليكَ ذَوِي فضالة فاتَّبِعْهم ، وذَرْني إِن قُرْبي غير مُخْلي "
المعجم: لسان العرب
فعل
" الفِعل : كناية عن كل عمل متعدٍّ أَو غير متعدٍّ ، فَعَل يَفْعَل فَعْلاً وفِعْلاً ، فالاسم مكسور والمصدر مفتوح ، وفَعَله وبه ، والاسم الفِعْل ، والجمع الفِعال مثل قِدْح وقِداح وبِئر وبِئار ، وقيل : فَعَله يَفْعَله فِعْلاً مصدر ، ولا نظير له إِلا سَحَره يَسْحَره سِحْراً ، وقد جاء خَدَع يَخْدَع خَدْعاً وخِدْعاً ، وصَرَع صَرْعاً وصِرْعاً ، والفَعْل بالفتح مصدر فَعَل يَفْعَل ، وقد قرأَ بعضهم : وأَوحينا إِليهم فَعْلَ الخيرات ، وقوله تعالى في قصة موسى ، عليه السلام : وفَعَلْتَ فَعْلَتَك التي فَعَلْت ؛ أَراد المرة الواحدة كأَنه ، قال قَتَلْت النفس قَتْلَتَك ، وقرأَ الشعبي فِعْلَتَك ، بكسر الفاء ، على معنى وقَتَلْت القِتْلة التي قد عرفتها لأَنه قَتَله بوَكْزة ؛ هذا عن الزجاج ، قال : والأَول أَجود . والفَعال أَيضاً مصدر مثل ذَهَب ذَهاباً ، والفَعال ، بالفتح : الكرم ؛ قال هدبة : ضَرُوب بلَحْيَيْه على عَظْم زَوْرِه ، إِذا القوم هَشُّوا للفَعال تَقَنَّع ؟
قال الليث : والفَعال اسم للفِعْل الحسن من الجود والكرَم ونحوه . ابن الأَعرابي : والفَعال فِعْل الواحد خاصة في الخير والشر . يقال : فلان كريم الفَعال وفلان لئيم الفَعال ، قال : والفِعال ، بكسر الفاء ، إِذا كان الفعل بين الاثنين ؛ قال الأَزهري : وهذا هو الصواب ولا أَدري لمَ قَصَر الليثُ الفَعال على الحسَن دون القبيح ، وقال المبرد : الفَعال يكون في المدْح والذمِّ ، قال : وهو مُخَلَّص لفاعل واحد ، فإِذا كان من فاعِلَين فهو فِعال ، قال : وهذا هو الجيد . وكانت منه فَعْلة حسنة أَو قبيحة ، والفَعَلة صفة غالِبة على عَمَلةِ الطين والحفر ونحوهما لأَنهم يَفْعَلون ؛ قال ابن الأَعرابي : والنَّجَّار يقال له فاعل . قال النحويون : المفعولات على وُجوه في باب النحو : فمفعول به كقولك أَكرمت زيداً وأَعَنْت عمراً وما أَشبهه ، ومفعول له كقولك فَعَلْت ذلك حِذارَ غضبك ، ويسمى هذا مفعولاً من أَجلٍ أَيضاً ، ومفعول فيه وهو على وجهين : أَحدهما الحال ، والآخر في الظروف ، فأَما الظَّرْف فكقولك نِمْت البيتَ وفي البيت ، وأَما الحال فكقولك ضرب فلان راكباً أَي في حال رُكوبه ، ومفعول عليه كقولك عَلَوْت السطحَ ورَقِيت الدرَجة ، ومفعول بلا صِلةٍ وهو المصدر ويكون ذلك في الفعل اللازم والواقع كقولك حفِظْت حِفْظاً وفَهِمْت فَهْماً ، واللازم كقولك انكسر انكساراً ، والعرب تشتقُّ من الفعْل المُثُلَ للأَبنية التي جاءت عن العرب مثل فُعالة وفَعُولة وأُفْعُول ومِفْعِيل وفِعْليل وفُعْلول وفِعْوَلّ وفِعَّل وفُعُلّ وفُعْلة ومُفْعَنْلِل وفَعِيل وفِعْيَل . وكنى ابن جني بالتَّفْعِيل عن تَقْطِيع البيت الشعريِّ لأَنه إِنما يَزِنه بأَجزاء مادَّتها كلها « فعل » كقولك فَعُولن مَفاعِيلن وفاعِلانن فاعِلن ومُسْتَفْعِلن فاعِلن وغير ذلك من ضُروب مقطَّعات الشعر ؛ وفاعِليَّان : مثال صيغ لبعض ضُروب مربَّعِ الرَّمَل كقوله : يا خليليَّ ارْبَعا ، فاسْتَنْطِقا رَسْماً بِعُسْفان فقوله مَنْ بِعُسْفانْ فاعِليَّان . ويقال : شعر مُفْتَعَل إِذا ابتَدعه قائله ولم يَحْذُه على مِثالٍ تَقدَّمه فيه مَنْ قَبْلَه ، وكان يقال : أَعذب الأَغاني ما افتُعِل وأَظرَفُ الشعر ما افتُعِل ؛ قال ذو الرمة : غَرائِبُ قد عُرِفْن بكلِّ أُفْقٍ ، من الآفاق ، تُفْتَعَل افْتِعالا أَي يبتدَع بها غِناء بديع وصوت محدَث . ويقال لكل شيء يسوَّى على غير مِثال تقدَّمه : مُفْتَعَل ؛ ومنه قول لبيد : فرَمَيْت القوم رَشْقاً صائِباً ، ليس بالعُصْل ولا بالمُفْتَعَل وقوله تعالى : والذين هم للزكاة فاعِلون ؛ قال الزجاج : معناه مُؤتون . وفِعال الفَأْس والقَدُوم والمِطْرَقة : نِصابها ؛ قال ابن مقبل : وتَهْوِي ، إِذا العِيسُ العِتاق تَفاضَلَتْ ، هُوِيَّ قَدُومِ القَيْن حال فِعالها يعني نِصابَها وهو العَمُود الذي يجعل في خُرْتِها يعمَل به ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي : أَتَتْه ، وهي جانِحة يداها جُنوحَ الهِبْرقِيِّ على الفِعا ؟
قال ابن بري : الفَعال مفتوح أَبداً إِلاَّ الفِعال لخشبة الفأْس فإِنها مكسورة الفاء ، يقال : يا بابوسُ أَوْلِج الفِعال في خُرْت الحَدَثان ، والحَدَثان الفَأْس التي لها رأْس واحدة . والفِعال أَيضاً : مصدر فاعَل . والفَعِلة : العادة . والفَعْل : كناية عن حَياء الناقة وغيرها من الإِناث . وقال ابن الأَعرابي : سئل الدُّبَيْريُّ عن جُرْحه فقال أَرَّقَني وجاء بالمُفْتَعَل أَي جاء بأَمر عظيم ، قيل له : أَتَقولُه في كل شيء ؟، قال : نعم أَقول جاء مالُ فلان بالمُفْتَعَل ، وجاء بالمُفْتَعَل من الخطإِ ، ويقال : عَذَّبني وجَع أَسْهرَني فجاء بالمُفْتَعَل إِذا عانى منه أَلماً لم يعهَد مثله فيما مضى له . ابن الأَعرابي : افْتَعل فلان حديثاً إِذا اخْتَرقه ؛
وأَنشد : ذكْر شيءٍ ، يا سُلَيْمى ، قد مَضى ، وَوُشاة ينطِقون المُفْتَعَل وافْتَعل عليه كذباً وزُوراً أَي اختلَق . وفَعَلْت الشيء فانْفَعَل : كقولك كسَرْته فانكسَر . وفَعالِ : قد جاء بمعنى افْعَلْ وجاء بمعنى فاعِلة ، بكسر اللام . "
المعجم: لسان العرب
معنى الافعى في قاموس معاجم اللغة
معجم اللغة العربية المعاصرة
أفعًى [مفرد]: ج أفاعٍ، مذ أُفْعُوان: حيّة خبيثة سامَّة؛ رقْشاءُ دقيقة العنق؛ عريضة الرأس "فحيح الأفعى- تسكن الأفاعي الأماكن الخَرِبة- لدغته الأفعى"| لا تلد الأفعى حبلاً- لسان أفعى: نمّام، مغتاب.
المعجم الوسيط
فلانٌ: صار ذا شرّ بعد خير.( فَعَّى ) الشيءَ: وسمه بصورة الأفعى. وكانت من سمات الإبل.( تَفَعَّى ) فلان: تنكَّرَ ومال إلى الشرّ.( الأفْعَى ): حيَّة من شرار الحيَّات، رقشاء، دقيقة العُنُق، عريضة الرَّأْس، قاتلة السُّمّ. ( ج ) أفاعٍ.( الأفَاعي ): عروق تتشعب من الحالبين.( الأُفْعُوان ): ذكر الأفاعي. ( ج ) أفاعٍ.( المَفْعَاة ): أرض مفعاة: كثيرة الأفاعي.( المُفَعَّاة ): طابع بصورة الأفعى توسم به الإبل وغيرها. وـ ما وسمت بهذه السِّمَة تمييزاً لها.
الرائد
* فعى تفعية. (فعي) الجمل: وسمه «بالمفعاة»، وهي علامة بصورة الأفعى.