هَادَى فلانٌ فلانًا : أَرسل كلٌّ منهما بهديَّة إِلى صاحبه
هَادَى فلانٌ فلانًا الشِّعرَ : هاجاه
هوَّدَ: (فعل)
هوَّد الشَّخصُ : مشى رويدًا
هوَّد الشَّخصُ : نامَ
غنَّى ، رجَّع الصَّوتَ في لين
هوَّد فلانًا : حوَّله إلى دين اليهود كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ [ حديث ]
هوَّد فلانًا : طرَّبه وألهاه
هوَّده الشَّرابُ : أسكرهُ فأنامه
هود: (اسم)
اسم نبيّ أُرسل إلى قومه عاد ، وكانوا عبدة أوثانٍ فلم يستجيبوا له ، فأرسل الله عليهم ريحًا عاصفًا فأهلكتهم
هُداة: (اسم)
هُداة : جمع هاد
,
الهَادُّ
الهَادُّ : صوتُ الهدِّ . و الهَادُّ صوتٌ من البحر فيه دويّ .
المعجم: المعجم الوسيط
الهادّ
صوت البحر وماء السواحل
المعجم: معجم الاصوات
هود
" الهَوْدُ : التَّوْبَةُ ، هادَ يَهُودُ هوْداً وتَهَوَّد : تابَ ورجع إِلى الحق ، فهو هائدٌ . وقومٌ هُودٌ : مِثْلُ حائِكٍ وحُوكٍ وبازِلٍ وبُزْلٍ ؛ قال أَعرابي : إِنِّي امرُؤٌ مِنْ مَدْحِهِ هائِد وفي التنزيل العزيز : إِنَّا هُدْنا إِليك ؛ أَي تُبْنا إِليك ، وهو قول مجاهد وسعيد بن جبير وإِبراهيم . قال ابن سيده : عدّاه بإِلى لأَن فيه معنى رجعنا ، وقيل : معناه تبنا إِليك ورجعنا وقَرُبْنا من المغفرة ؛ وكذلك قوله تعالى : فتُوبوا إِلى بارِئِكم ؛ وقال تعالى : إِن الذين آمنوا والذين هادوا ؛ وقال زهير : سِوَى رُبَعٍ لم يَأْتِ فيها مَخافةً ، ولا رَهَقاً مِنْ عابِدٍ مُتَهَوِّ ؟
قال : المُتَهَوِّد المُتَقَرِّبُ . شمر : المُتَهَوِّدُ المُتَوَصِّلُ بِهَوادةٍ إِليه ؛ قال :، قاله ابن الأَعرابي . والتَّهَوُّدُ : التوبةُ والعمل الصالح . والهَوادَةُ : الحُرْمَةُ والسبب . ابن الأَعرابي : هادَ إِذا رجَع من خير إِلى شرّ أَو من شرّ إِلى خير ، وهادَ إِذا عقل . ويَهُودُ : اسم للقبيلة ؛
قال : أُولئِكَ أَوْلى مِنْ يَهُودَ بِمِدْحةٍ ، إِذا أَنتَ يَوْماً قُلْتَها لم تُؤنَّب وقيل : إِنما اسم هذه القبيلة يَهُوذ فعرب بقلب الذال دالاً ؛ قال ابن سيده : وليس هذا بقويّ . وقالوا اليهود فأَدخلوا الأَلف واللام فيها على إِرادة النسب يريدون اليهوديين . وقوله تعالى : وعلى الذين هادُوا حَرَّمْنا كلَّ ذي ظُفُر ؛ معناه دخلوا في اليهودية . وقال الفراء في قوله تعالى : وقالوا لَنْ يَدْخُلَ الجنةَ إِلا من كان هُوداً أَو نصارى ؛ قال : يريد يَهُوداً فحذف الياء الزائدة ورجع إِلى الفعل من اليهودية ، وفي قراءة أُبيّ : إِلا من كان يهوديّاً أَو نصرانيّاً ؛ قال : وقد يجوز أَن يجعل هُوداً جمعاً واحده هائِدٌ مثل حائل وعائط من النُّوق ، والجمع حُول وعُوط ، وجمع اليهوديّ يَهُود ، كما يقال في المجوسيّ مَجُوس وفي العجمي والعربيّ عجم وعرب . والهُودُ : اليَهُود ، هادُوا يَهُودُون هَوْداً . وسميت اليهود اشتقاقاً من هادُوا أَي تابوا ، وأَرادوا باليَهُودِ اليَهُودِيِّينَ ولكنهم حذفوا ياء الإِضافة كما ، قالوا زِنْجِيٌّ وزنْج ، وإِنما عُرِّف على هذا الحد فجُمِع على قياس شعيرة وشعير ، ثم عُرّف الجمع بالأَلِف واللام ، ولولا ذلك لم يجز دخول الأَلِف واللام عليه لأَنه معرفة مؤنث فجرى في كلامهم مجرى القبيلة ولم يجعل كالحيّ ؛
وأَنشد علي بن سليمان النحوي : فَرَّتْ يَهُودُ وأَسْلَمَتْ جِيرانَها ، صَمِّي ، لِما فَعَلَتْ يَهُودُ ، صَمام ؟
قال ابن برِّيّ : البيت للأَسود بن يعفر . قال يعقوب : معنى صَمِّي اخْرسي يا داهيةُ ، وصَمامِ اسم الداهيةِ علم مثل قَطامِ وحَذامِ أَي صَمِّي يا صَمامِ ؛ ومنهم من يقول : الضمير في صمي يعود على الأُذن أَي صَمِّي يا أُذُن لما فعلتْ يَهُود . وصَمامِ اسم للفعل مثل نَزالِ وليس بنداء . وهَوَّدَ الرجلَ : حَوّلَه إِلى ملة يَهُودَ . قال سيبويه : وفي الحديث : كلُّ مَوْلُود يُولَدُ على الفِطْرَةِ حتى يكون أَبواه يُهَوِّدانِه أَو يُنَصِّرانِه ، معناه أَنهما يعلمانه دين اليهودية والنصارى ويُدْخِلانه فيه . والتَّهْوِيدُ : أَن يُصَيَّرَ الإِنسانُ يَهُوديًّا . وهادَ وتَهَوَّد إِذا صار يهوديّاً . والهَوادةُ : اللِّينُ وما يُرْجَى به الصلاحُ بين القوم . وفي الحديث : لا تأْخُذُه في الله هَوادةٌ أَي لا يَسْكُنُ عند حد الله ولا يُحابي فيه أَحداً . والهَوادةُ : السُّكونُ والرُّخْصة والمحاباة . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه ، أُتِيَ بِشاربٍ فقال : لأَبْعَثَنَّكَ إِلى رجل لا تأْخُذُه فيك هَوادةٌ . والتَّهْوِيدُ والتَّهْوادُ والتَّهَوُّدُ : الإِبْطاءُ في السَّيْر واللِّينُ والتَّرَفُّقُ . والتَّهْوِيدُ : المشيُ الرُّوَيْدُ مثل الدَّبيب ونحوه ، وأَصله من الهَوادةِ . والتَّهْوِيدُ : السَّيْرُ الرَّفِيقُ . وفي حديث عِمْران بن حُصين أَنه أَوْصَى عند موتِه : إِذا مُتُّ فَخَرَجْتُمْ بي ، فأَسْرِعُوا المَشْيَ ولا تُهَوِّدُوا كما تُهَوِّدُ اليهودُ والنصارى . وفي حديث ابن مسعود : إِذا كنتَ في الجَدْبِ فأَسْرِعِ السَّيْرَ ولا تُهَوِّد أَي لا تَفْتُرْ . قال : وكذلك التَّهْوِيدُ في المَنْطِقِ وهو الساكِنُ ؛ يقال : غِناءٌ مُهَوِّد ؛ وقال الراعي يصف ناقة : وخُود منَ اللاَّئي تَسَمَّعْنَ ، بالضُّحى ، قَرِيضَ الرُّدافَى بالغِناءِ المُهَوِّد ؟
قال : وخُود الواو أَصلية ليست بواو العطف ، وهو من وَخَدَ يخد إِذا أَسرعَ . أَبو مالك : وهَوّدَ الرجلُ إِذا سكَن . وهَوَّدَ إِذا غَنَّى . وهَوَّدَ إِذا اعتَمد على السير ؛
وأَنشد : سَيْراً يُراخِي مُنَّةَ الجَلِيدِ ذا قُحَمٍ ، وليس بالتَّهْوِيدِ أَي ليس بالسَّيْر اللَّيِّن . والتهوِيدُ أَيضاً : النومُ . وتَهْوِيدُ الشراب : إِسكارُه . وهَوَّدَه الشرابُ إِذا فَتَّرَه فأَنامَه ؛ وقال الأَخطل : ودافَعَ عَني يومَ جِلَّقَ غَمْزُه ، وصَمَّاءُ تُنْسِيني الشرابَ المُهَوِّدا والهَوادَةُ : الصُّلْحُ والمَيْلُ . والتهوِيدُ والتَّهْوادُ : الصوتُ الضعيفُ اللَّيِّنُ الفاتِرُ . والتهوِيدُ : هَدْهَدةُ الريحِ في الرمل ولِينُ صوتها فيه . والتَّهْوِيدُ : تَجاوُبُ الجنِّ لِلِينِ أَصواتِها وضَعْفِها ؛ قال الراعي : يُجاوِبُ البومَ تَهْوِيدُ العَزِيفِ به ، كما يَحِنُّ لِغَيْثٍ جِلَّةٌ خُورُ وقال ابن جَبَلَةَ : التهوِيدُ الترجيعُ بالصوت في لِين . والهَوادةُ : الرُّخْصة ، وهو من ذلك لأَن الأَخذ بها أَلْيَنُ من الأَخذ بالشدّة . والمُهاوَدةُ : المُوادَعَةُ . والمُهاوَدةُ : المُصالَحَةُ والمُمايَلةُ . والمُهَوِّدُ : المُطْرِبُ المُلْهِي ؛ عن ابن الأَعرابي . والهَوَدَةُ ، بالتحريك : أَصل السنامِ . شمر : الهَوَدةُ مجتَمَعُ السَّنامِ وقَحَدَتُه ، والجمع هَوَدٌ ؛
وقال : كُومٌ عليها هَوَدٌ أَنضادُ وتسكن الواو فيقال هَوْدةٌ . وهُودٌ : اسم النبي ، صلى الله على نبينا محمد وعليه وسلم ، ينصرف ، تقول : هذه هُودٌ إِذا أَردْتَ سورة هُودٍ ، وإِن جعلت هُوداً اسم السورة لم تصرفه ، وكذلك نُوحٌ ونُونٌ ، والله أَعلم . "
المعجم: لسان العرب
,
الهَادّةُ
الهَادّةُ : الرَّعدُ .
المعجم: المعجم الوسيط
الهادة
صوت الرعد
المعجم: معجم الاصوات
الهَادُّ
الهَادُّ : صوتُ الهدِّ . و الهَادُّ صوتٌ من البحر فيه دويّ .
المعجم: المعجم الوسيط
الهَدَاةُ
الهَدَاةُ : لغةٌ في الأَدَاة .
المعجم: المعجم الوسيط
الهادّ
صوت البحر وماء السواحل
المعجم: معجم الاصوات
هدد
" الهَدُّ : الهَدْمُ الشديد والكسر كحائِط يُهَدُّ بمرَّة فَيَنْهَدِم ؛ هَدَّه يَهُدُّه هَدًّا وهُدُودا ؛ قال كثير عزة : فَلَوْ كان ما بي بالجِبال لَهَدَّها ، وإِن كان في الدُّنيا شَدِيداً هدُوُدُها الأَصمعي : هَدَّ البِناءَ يَهُدُّه هَدًّا إِذا كسره وضَعْضَعَه . قال : وسمعت هادًّا أَي سمعت صوت هَدِّهِ . وانهدَّ الحبَلُ أَي انكسر . وهَدَّني الأَمرُ وهدَّ رُكْني إِذا بلغ منه وكسَره ؛ وقول أَبي ذؤيب : يَقولوا قَدْ رأَيْنا خَيْرَ طِرْفٍ بِزَقْيَةَ لا يُهَدُّ ولا يَخِيب ؟
قال ابن سيده : هو من هذا . وروي عن بعضهم أَنه ، قال : ما هَدَّني موتُ أَحد ما هدَّني موتُ الأَقْران . وقولهم : ما هدَّه كذا أَي ما كَسَره كذا . وهدَّته المصيبةُ أَي أَوهَنَت رُكْنه . والهَدّة : صوت شديد تسمعه من سقوط ركن أَو حائط أَو ناحية جبل ، تقول منه : هَدَّ يَهِدُّ ، بالكسر ، هديداً ؛ وفي الحديث عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه كان يقول : اللهم إني أَعوذ بك من الهَدِّ والهِدَّة ؛ قال أَحمد بن غياث المروزي : الهَدُّ الهَدْمُ والهَدءة الخُسوف . وفي حديث الاستسقاء : ثم هَدّتْ ودَرَّتْ ؛ الهَدَّةُ صوت ما يقع من السماء ، ويروى : هَدَأَتْ أَي سكنت . وهَدُّ البعير : هَدِيرُه ؛ عن اللحياني . والهَدُّ والهَدَدُ : الصوت الغليظ ، والهادُّ : صوت يسمعه أَهل السواحل يأْتيهم من قِبَلِ البحر له دَوِيٌّ في الأَرض وربما كانت منه الزَّلْزَلةُ ، وهَدِيدُه دَوِيُّه ؛ وفي التهذيب : ودَوِيُّه هَدِيدُه ؛
وأَنشد : داعٍ شَدِيدُ الصَّوْتُ ذُو هَدِيدِ وقد هَدَّ يَهِدُّ . وما سمعنا العامَ هادّةً أَي رَعْداً . والهَدُّ من الرجال : الضعيف البدن ، والجمع هَدُّونَ ولا يُكْسَرُ ؛ قال العباس بن عبد المطلب : ليسوا بِهَدِّينَ في الحُروبِ ، إِذا تُعْقَدُ فَوْقَ الْحراقِفِ النُّطُقُ وقد هدَّ يَهَدُّ ويَهِدُّ هَدًّا . والأَهَدُّ : الجبان . ويقول الرجل للرجل إِذا أَوعده : إِني لغيرُ هَدٍّ أَي غيرُ ضعيف . وقال ابن الأَعرابي : الهَدُّ من الرجال الجَوادُ الكريم ، وأَما الجبان الضعيف ، فهو الهِدّ ، بالكسر . ابن الأَعرابي : الهَدّ ، بفتح الهاء ، الرجل القَويّ ، قال : وإِذا أَردت الذم يالضعف قلت : الهِدُّب بالكسر . وقال الأَصمعي : الهَدُّ من الرجال الضعيف ؛ وأَباها ابن الأَعرابي بالفتح . شمر : يقال رجل هدٌّ وهَدادةٌ وقوم هَدادٌ أَي جُبناء ؛
وأَنشد قول أُمية : فأَدْخَلَهُم على رَبِذٍ يداهُ بِفعْلِ الخَيْرِ لَيْسَ من الهَدادِ والهَدِيدُ والفَدِيدُ : الصوتُ . واسْتَهْدَدْتُ فلاناً أَي اسْتَضْعَفْتُه ؛ وقال عدي بن زيد : لم أَطْلُبِ الخُطَّةَ النَّبِيلَة بالْقُوَّةِ ، إن يُسْتَهَدَّ طالِبُها وقال الأَصمعي : يقال للوعيدِ : من ورَاءُ ورَاءُ الفَدِيدُ والهَدِيدُ . وأَكَمَةٌ هَدُودٌ : صَعْبَةُ المُنْحَدَر . والهَدُودُ : العَقَبةُ الشاقَّةُ . والهَدِيدُ : الرجل الطويلُ . ومررت برجل هَدَّكَ من رجل أَي حَسْبُك ، وهو مدح ؛ وقيل : معناه أَثْقَلَكَ وصْف محاسنِه ، وفيه لغتان : منهم مَنْ يُجْرِيه مُجْرى المصدر فلا يؤنثه ولا يثنيه ولا يجمعه ، ومنهم من يجعله فِعْلاً فيثنى ويجمع ، فيقال : مررت برجل هَدّكَ من رجل ، وبامرأَة هَدَّتْكَ من امرأَة ، كقولك كفَاكَ وكفَتْك ؛ وبرجلين هدّاك وبرجال هَدُّوك ، وبامرأَتين هَدَّتاك وبِنسوةٍ هَدَّتَاك ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي : ولي صاحبٌ في الغارِ هَدَّكَ صاحِبا ؟
قال : هَدّك صاحباً أَي ما أَجَلَّه ما أَنْبَلَهُ ما أَعلمه ، يَصِفُ ذِئْباً . وفي الحديث : أَن أَبا لهب ، قال : لَهَدَّ ما يَحَرَكم صاحِبُكُم ؛ قال : لَهَدَّ كلمة يتعجب بها ؛ يقال : لَهَدَّ الرجلُ أَي ما أَجْلَدَه . غيره : وفلان يُهَدُّ ، على ما لم يُسمّ فاعله ، إِذا أُثْنِيَ عَلَيْه بالجَلَد والقُوّة . ويقال : إِنه لهَدّ الرَّجلُ أَي لَنِعْمَ الرجلُ وذلك إِذا أُثني عليه بِجَلَدٍ وشدّة ، واللام للتأْكيد . ابن سيده : هَدَّ الرجلُ كما تقول : نِعمَ الرجل . ومَهْلاً هَدادَيْك أَي تَمَهَّلْ يَكْفِكَ . والتَّهَدُّدُ والتهْديدُ والتَّهْدادُ : من الوعيد والتخوف . وهُدَدُ : اسم لملك من ملوكِ حِمْيَر وهو هُدَدُ بن هَمَّال (* قوله « هدد بن همال » الذي اقتصر عليه البخاري في التفسير من صحيحه وصاحب القاموس هدد بن بدد . راجع القسطلاني تقف على الخلاف في ضبط هدد وبدد ). ويروى أَن سليمان بن داود ، عليهما السلام ، زَوَّجَه بَلْقَه وهي بلقيس بنت بَلْبَشْرَح (* قوله « بنت بلبشرح » كذا في الأصل مضبوطاً والذي في البيضاوي والخطيب بنت شراحيل ولعل في اسمه خلافاً أو أحدهما لقب .)؛ وقول العجاج : سَيْباً ونُعْمى من إِلهٍ في دِرَرْ ، لا عَصْفَ جارٍ هَدَّ جارُ المُعْتَصَرْ قوله : لا عَصْف جارٍ أَي ليسَ من كسْب جارٍ إنما الله تعالى ، ثم ، قال : هَدَّ جارُ المعتَصرْ كقولك هَدَّ الرجلُ جَلُدَ الرجل جارُ المُعْتَصَرِ أَي نِعْم جارُ الملتَجَإِ . وفي النوادر : يُهَدْهَدُ إِليَّ كذا ويُهَدَّى إِليَّ كذا ويُسَوَّلُ إِليَّ كذا ويُهَدى لي كذا ويُهَوَّلُ إِليَّ كذا ولي ويُوَسْوَسُ إِليَّ كذا ويُخَيَّلُ إِليَّ ولي ويُخالُ لي كذا : تفسيره إِذا شَبَّه الإِنسان في نفسه بالظن ما لم يُثْبِتْه ولم يَعْقِد عليه إِلا التشبيه . وهَدْهَدَ الطائرُ : قَرْقَر . وكلُّ ما قَرْقَرَ من الطير : هُدْهُدٌ وهُداهِدٌ ؛ قالل الأَزهري : والهُداهِدُ طائر يشبه الخَمان ؛ قال الراعي : كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جَناحَه ، يَدْعُو بقارِعةِ الطَّريقِ هَدِيلا والجمع هَداهِدُ ، بالفتح ، وهَداهِيدُ ؛ الأَخيرة عن كراع ؛ قال ابن سيده : ولا أَعرف لها وجهاً إِلا أَن يكون الواحد هَدْهاداً . وقال الأَصمعي : الهُداهِد يعْني به الفاخِتَةُ أَو الدُّبْسِيُّ أَو الوَرَشانُ أَو الهُدْهُدُ أَو الدُّخَّلُ أَو الأَيْكُ ؛ وقال اللحياني :، قال الكسائي : إِنما أَراد الراعي في شعره بِهُداهِدٍ تصغير هُدْهُد فأَنكر الأَصمعي ذلك ، قال : ولا أَعرفه تصغيراً ، قال : وإِنما يقال ذلك في كل ما هَدَلَ وهَدَرَ ؛ قال ابن سيده : وهو الصحيح لأَنه ليس فيه ياء تصغير إِلا أَنَّ من العرب من يقول دُوابَّة وشُوابَّة في دُوَيْبّة وشُوَيْبّة ، قال : فعلى هذا إِنما هو هُدَيْهِدٌ ثم أَبدل الأَلف مكان الياء على ذلك الحدّ ، غير أَن الذين يقولون دُوابَّة لا يجاوزون بناء المدغم . وقال أَبو حنيفة : الهُدهُدُ والهُداهِد الكثيرُ الهَديرِ من الحمام . وفَحْلٌ هُداهدٌ : كثير الهَدْهَدَةِ يَهْدِرُ في الإِبل ولا يَقْرَعُها ؛
قال : فَحَسْبُكَ مِنْ هُداهِدَةٍ وزَغْدِ جعله اسماً للمصدر وقد يكون على الحذف أَي من هَدِيد هُداهِد أَوْ هَدْهَدَةِ هُداهِدٍ . الجوهري : وهَدْهَدَةُ الحَمامِ إِذا سمعت دَوِيَّ هَدِيرِه ، والفحل يُهَدْهِدُ في هَدِيرِه هَدْهَدة ، وجمع الهَدْهَدَةِ هَداهِدُ ؛ قال الشاعر : يَتْبَعْنَ ذا هَداهِدٍ عَجَنَّسا مُواصِلا قُفّاً ، ورَمْلا أَدْهَسَا والهُدْهُدُ : طائر معروف ، وهو مما يُقَرْقِرُ ، وهَدْهَدَتُه : صوته ، والهُداهِدُ مثله ؛
قال ابن بري : الهَدِيل صوته ، وانتصابه على المصدر على تقدير يَهْدِلِ هَديلاً لأَنَّ يَدْعو يدل عليه ، والمُشَيَّهُ بالهدهد الذي كُسِرَ جَناحُه ، هو رجل أَخذ المُصَدِّقُ إِبله بدليل قوله في البيت قبله : أَخَذوا حَمُولَته فأَصبَحَ قاعِداً ، لا يَسْتَطِيعُ عن الدِّيارِ حَوِيلا يَدْعُو أَميرَ المؤمِنِينَ ، ودونَه خَرْقٌ تَجُرُّ به الرِّياحُ ذُيُول ؟
قال ابن سيده : وبيت ابن أَحمر : ثم اقْتَحَمْتُ مُناجِداً ولَزِمْتُه ، وفؤَادُه زَجِل كعَزْفِ الهُدْهُدِ يروى : كعَزْفِ الهُدْهُد ، وكعَزْف الهَدْهَد ، فالهُدهُدُ : ما تقدم ، والهَدْهَدُ قيل في تفسيره : أَصواتُ الجنِّ ولا واحد له . وهَدْهَدَ الشيءَ مِنْ عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ : حَدَرَه . وهَدْهَدَهُ : حرَّكه كما يُهِدْهَدُ الصبيُّ في المَهْدِ . وهَدْهَدَت المرأَةُ ابنها أَي حرَّكَتْه لِينام ، وهي الهَدْهَدَةُ . وفي الحديث عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : جاء شيطان فَحَمَلَ بلالاً فجعل يُهَدْهِدُه كما يُهَدْهَدُ الصبيُّ ؛ وذلك حين نام عن إَِيقاظه القَوْمَ للصلاة . والهَدْهَدَةُ : تحريك الأُم ولدها لينام . وهُداهِد : حي من اليمن . وهَدْهادٌ : اسم . وهَداد : حَيٌّ من اليمن . "
المعجم: لسان العرب
هود
" الهَوْدُ : التَّوْبَةُ ، هادَ يَهُودُ هوْداً وتَهَوَّد : تابَ ورجع إِلى الحق ، فهو هائدٌ . وقومٌ هُودٌ : مِثْلُ حائِكٍ وحُوكٍ وبازِلٍ وبُزْلٍ ؛ قال أَعرابي : إِنِّي امرُؤٌ مِنْ مَدْحِهِ هائِد وفي التنزيل العزيز : إِنَّا هُدْنا إِليك ؛ أَي تُبْنا إِليك ، وهو قول مجاهد وسعيد بن جبير وإِبراهيم . قال ابن سيده : عدّاه بإِلى لأَن فيه معنى رجعنا ، وقيل : معناه تبنا إِليك ورجعنا وقَرُبْنا من المغفرة ؛ وكذلك قوله تعالى : فتُوبوا إِلى بارِئِكم ؛ وقال تعالى : إِن الذين آمنوا والذين هادوا ؛ وقال زهير : سِوَى رُبَعٍ لم يَأْتِ فيها مَخافةً ، ولا رَهَقاً مِنْ عابِدٍ مُتَهَوِّ ؟
قال : المُتَهَوِّد المُتَقَرِّبُ . شمر : المُتَهَوِّدُ المُتَوَصِّلُ بِهَوادةٍ إِليه ؛ قال :، قاله ابن الأَعرابي . والتَّهَوُّدُ : التوبةُ والعمل الصالح . والهَوادَةُ : الحُرْمَةُ والسبب . ابن الأَعرابي : هادَ إِذا رجَع من خير إِلى شرّ أَو من شرّ إِلى خير ، وهادَ إِذا عقل . ويَهُودُ : اسم للقبيلة ؛
قال : أُولئِكَ أَوْلى مِنْ يَهُودَ بِمِدْحةٍ ، إِذا أَنتَ يَوْماً قُلْتَها لم تُؤنَّب وقيل : إِنما اسم هذه القبيلة يَهُوذ فعرب بقلب الذال دالاً ؛ قال ابن سيده : وليس هذا بقويّ . وقالوا اليهود فأَدخلوا الأَلف واللام فيها على إِرادة النسب يريدون اليهوديين . وقوله تعالى : وعلى الذين هادُوا حَرَّمْنا كلَّ ذي ظُفُر ؛ معناه دخلوا في اليهودية . وقال الفراء في قوله تعالى : وقالوا لَنْ يَدْخُلَ الجنةَ إِلا من كان هُوداً أَو نصارى ؛ قال : يريد يَهُوداً فحذف الياء الزائدة ورجع إِلى الفعل من اليهودية ، وفي قراءة أُبيّ : إِلا من كان يهوديّاً أَو نصرانيّاً ؛ قال : وقد يجوز أَن يجعل هُوداً جمعاً واحده هائِدٌ مثل حائل وعائط من النُّوق ، والجمع حُول وعُوط ، وجمع اليهوديّ يَهُود ، كما يقال في المجوسيّ مَجُوس وفي العجمي والعربيّ عجم وعرب . والهُودُ : اليَهُود ، هادُوا يَهُودُون هَوْداً . وسميت اليهود اشتقاقاً من هادُوا أَي تابوا ، وأَرادوا باليَهُودِ اليَهُودِيِّينَ ولكنهم حذفوا ياء الإِضافة كما ، قالوا زِنْجِيٌّ وزنْج ، وإِنما عُرِّف على هذا الحد فجُمِع على قياس شعيرة وشعير ، ثم عُرّف الجمع بالأَلِف واللام ، ولولا ذلك لم يجز دخول الأَلِف واللام عليه لأَنه معرفة مؤنث فجرى في كلامهم مجرى القبيلة ولم يجعل كالحيّ ؛
وأَنشد علي بن سليمان النحوي : فَرَّتْ يَهُودُ وأَسْلَمَتْ جِيرانَها ، صَمِّي ، لِما فَعَلَتْ يَهُودُ ، صَمام ؟
قال ابن برِّيّ : البيت للأَسود بن يعفر . قال يعقوب : معنى صَمِّي اخْرسي يا داهيةُ ، وصَمامِ اسم الداهيةِ علم مثل قَطامِ وحَذامِ أَي صَمِّي يا صَمامِ ؛ ومنهم من يقول : الضمير في صمي يعود على الأُذن أَي صَمِّي يا أُذُن لما فعلتْ يَهُود . وصَمامِ اسم للفعل مثل نَزالِ وليس بنداء . وهَوَّدَ الرجلَ : حَوّلَه إِلى ملة يَهُودَ . قال سيبويه : وفي الحديث : كلُّ مَوْلُود يُولَدُ على الفِطْرَةِ حتى يكون أَبواه يُهَوِّدانِه أَو يُنَصِّرانِه ، معناه أَنهما يعلمانه دين اليهودية والنصارى ويُدْخِلانه فيه . والتَّهْوِيدُ : أَن يُصَيَّرَ الإِنسانُ يَهُوديًّا . وهادَ وتَهَوَّد إِذا صار يهوديّاً . والهَوادةُ : اللِّينُ وما يُرْجَى به الصلاحُ بين القوم . وفي الحديث : لا تأْخُذُه في الله هَوادةٌ أَي لا يَسْكُنُ عند حد الله ولا يُحابي فيه أَحداً . والهَوادةُ : السُّكونُ والرُّخْصة والمحاباة . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه ، أُتِيَ بِشاربٍ فقال : لأَبْعَثَنَّكَ إِلى رجل لا تأْخُذُه فيك هَوادةٌ . والتَّهْوِيدُ والتَّهْوادُ والتَّهَوُّدُ : الإِبْطاءُ في السَّيْر واللِّينُ والتَّرَفُّقُ . والتَّهْوِيدُ : المشيُ الرُّوَيْدُ مثل الدَّبيب ونحوه ، وأَصله من الهَوادةِ . والتَّهْوِيدُ : السَّيْرُ الرَّفِيقُ . وفي حديث عِمْران بن حُصين أَنه أَوْصَى عند موتِه : إِذا مُتُّ فَخَرَجْتُمْ بي ، فأَسْرِعُوا المَشْيَ ولا تُهَوِّدُوا كما تُهَوِّدُ اليهودُ والنصارى . وفي حديث ابن مسعود : إِذا كنتَ في الجَدْبِ فأَسْرِعِ السَّيْرَ ولا تُهَوِّد أَي لا تَفْتُرْ . قال : وكذلك التَّهْوِيدُ في المَنْطِقِ وهو الساكِنُ ؛ يقال : غِناءٌ مُهَوِّد ؛ وقال الراعي يصف ناقة : وخُود منَ اللاَّئي تَسَمَّعْنَ ، بالضُّحى ، قَرِيضَ الرُّدافَى بالغِناءِ المُهَوِّد ؟
قال : وخُود الواو أَصلية ليست بواو العطف ، وهو من وَخَدَ يخد إِذا أَسرعَ . أَبو مالك : وهَوّدَ الرجلُ إِذا سكَن . وهَوَّدَ إِذا غَنَّى . وهَوَّدَ إِذا اعتَمد على السير ؛
وأَنشد : سَيْراً يُراخِي مُنَّةَ الجَلِيدِ ذا قُحَمٍ ، وليس بالتَّهْوِيدِ أَي ليس بالسَّيْر اللَّيِّن . والتهوِيدُ أَيضاً : النومُ . وتَهْوِيدُ الشراب : إِسكارُه . وهَوَّدَه الشرابُ إِذا فَتَّرَه فأَنامَه ؛ وقال الأَخطل : ودافَعَ عَني يومَ جِلَّقَ غَمْزُه ، وصَمَّاءُ تُنْسِيني الشرابَ المُهَوِّدا والهَوادَةُ : الصُّلْحُ والمَيْلُ . والتهوِيدُ والتَّهْوادُ : الصوتُ الضعيفُ اللَّيِّنُ الفاتِرُ . والتهوِيدُ : هَدْهَدةُ الريحِ في الرمل ولِينُ صوتها فيه . والتَّهْوِيدُ : تَجاوُبُ الجنِّ لِلِينِ أَصواتِها وضَعْفِها ؛ قال الراعي : يُجاوِبُ البومَ تَهْوِيدُ العَزِيفِ به ، كما يَحِنُّ لِغَيْثٍ جِلَّةٌ خُورُ وقال ابن جَبَلَةَ : التهوِيدُ الترجيعُ بالصوت في لِين . والهَوادةُ : الرُّخْصة ، وهو من ذلك لأَن الأَخذ بها أَلْيَنُ من الأَخذ بالشدّة . والمُهاوَدةُ : المُوادَعَةُ . والمُهاوَدةُ : المُصالَحَةُ والمُمايَلةُ . والمُهَوِّدُ : المُطْرِبُ المُلْهِي ؛ عن ابن الأَعرابي . والهَوَدَةُ ، بالتحريك : أَصل السنامِ . شمر : الهَوَدةُ مجتَمَعُ السَّنامِ وقَحَدَتُه ، والجمع هَوَدٌ ؛
وقال : كُومٌ عليها هَوَدٌ أَنضادُ وتسكن الواو فيقال هَوْدةٌ . وهُودٌ : اسم النبي ، صلى الله على نبينا محمد وعليه وسلم ، ينصرف ، تقول : هذه هُودٌ إِذا أَردْتَ سورة هُودٍ ، وإِن جعلت هُوداً اسم السورة لم تصرفه ، وكذلك نُوحٌ ونُونٌ ، والله أَعلم . "
المعجم: لسان العرب
هدي
" من أَسماء الله تعالى سبحانه : الهادي ؛ قال ابن الأَثير : هو الذي بَصَّرَ عِبادَه وعرَّفَهم طَريقَ معرفته حتى أَقرُّوا برُبُوبيَّته ، وهَدى كل مخلوق إِلى ما لا بُدَّ له منه في بَقائه ودَوام وجُوده . ابن سيده : الهُدى ضدّ الضلال وهو الرَّشادُ ، والدلالة أُنثى ، وقد حكي فيها التذكير ؛ وأَنشد ابن بري ليزيد بن خَذَّاقٍ : ولقد أَضاءَ لك الطرِيقُ وأَنْهَجَتْ سُبُلُ المَكارِمِ ، والهُدَى تُعْدِ ؟
قال ابن جني :، قال اللحياني الهُدَى مذكر ، قال : وقال الكسائي بعض بني أَسد يؤنثه ، يقول : هذه هُدًى مستقيمة . قال أَبو إِسحق : قوله عز وجل : قل إِن هُدَى الله هو الهُدَى ؛ أَي الصِّراط الذي دَعا إِليه هو طَرِيقُ الحقّ . وقوله تعالى : إِنَّ علينا لَلْهُدَى ؛ أَي إِنَّ علينا أَنْ نُبَيِّنَ طريقَ الهُدَى من طَرِيق الضَّلال . وقد هَداه هُدًى وهَدْياً وهِدايةً وهِديةً وهَداه للدِّين هُدًى وهَداه يَهْدِيه في الدِّين هُدًى . وقال قتادة في قوله عز وجل : وأَما ثَمُودُ فهَدَيْناهُم ؛ أَي بَيَّنَّا لهم طَرِيقَ الهُدى وطريق الضلالة فاسْتَحَبُّوا أَي آثرُوا الضلالة على الهُدَى . الليث : لغة أَهل الغَوْرِ هَدَيْتُ لك في معنى بَيَّنْتُ لك . وقوله تعالى : أَوَلم يَهْدِ لهم ؛ قال أَبو عمرو بن العلاء : أَوَلم يُبَيِّنْ لهم . وفي الحديث : أَنه ، قال لعليّ سَلِ اللهَ الهُدَى ، وفي رواية : قل اللهم اهْدِني وسَدِّدْني واذكر بالهُدَى هِدايَتك الطريقَ وبالسَّدادِ تَسْدِيدَك السَّهْمَ ؛ والمعنى إِذا سأَلتَ الله الهُدَى فأَخْطِر بقَلْبك هِدايةَ الطَّريق وسَلِ الله الاستقامة فيه كما تتَحَرَّاه في سُلوك الطريق ، لأَنَّ سالكَ الفَلاة يَلزم الجادّةَ ولا يُفارِقُها خوفاً من الضلال ، وكذلك الرَّامِي إِذا رَمَى شيئاً سَدَّد السَّهم نحوه ليُصِيبه ، فأَخْطِر ذلك بقلبك ليكون ما تَنْويه مِنَ الدُّعاء على شاكلة ما تستعمله في الرمي . وقوله عز وجل : الذي أَعْطَى كلَّ شيء خَلْقَه ثم هَدَى ؛ معناه خَلَق كلَّ شيء على الهيئة التي بها يُنْتَفَعُ والتي هي أَصْلَحُ الخَلْقِ له ثم هداه لمَعِيشته ، وقيل : ثم هَداه لموضعِ ما يكون منه الولد ، والأَوَّل أَبين وأَوضح ، وقد هُدِيَ فاهْتَدَى . الزجاج في قوله تعالى : قُلِ اللهُ يَهْدِي للحقِّ ؛ يقال : هَدَيْتُ للحَقِّ وهَدَيْت إِلى الحق بمعنًى واحد ، لأَنَّ هَدَيْت يَتَعدَّى إِلى المَهْدِيّين ، والحقُّ يَتَعَدَّى بحرف جر ، المعنى : قل الله يهدي مَن يشاء للحق . وفي الحديث : سُنَّة الخُلفاء الرَّاشِدِين المَهْدِيّينَ ؛ المَهْدِيُّ : الذي قد هَداه الله إِلى الحق ، وقد اسْتُعْمِل في الأَسماء حتى صار كالأَسماء الغالبة ، وبه سُمي المهْدِيُّ الذي بَشَّر به النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه يجيء في آخر الزمان ، ويريد بالخلفاء المهديين أَبا بكر وعمر وعثمان وعليّاً ، رضوان الله عليهم ، وإِن كان عامّاً في كل من سار سِيرَتَهم ، وقد تَهَدَّى إِلى الشيء واهْتَدَى . وقوله تعالى : ويَزِيدُ الله الذين اهْتَدَوْا هُدًى ؛ قيل : بالناسخ والمنسوخ ، وقيل : بأَن يَجْعَلَ جزاءهم أَن يزيدهم في يقينهم هُدًى كما أَضَلَّ الفاسِق بفسقه ، ووضع الهُدَى مَوْضِعَ الاهْتداء . وقوله تعالى : وإِني لَغَفّار لمن تابَ وآمَنَ وعَمِل صالحاً ثمَّ اهْتَدَى ؛ قال الزجاج : تابَ مِنْ ذنبه وآمن برَبِّهِ ثم اهْتدى أَي أَقامَ على الإِيمان ، وهَدَى واهْتَدَى بمعنى . وقوله تعالى : إِنَّ الله لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ ؛ قال الفراء : يريد لا يَهْتدِي . وقوله تعالى : أَمْ مَنْ لا يَهَدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى ، بالتقاء الساكنين فيمن قرأَ به ، فإِن ابن جني ، قال : لا يخلو من أَحد أَمرين : إِما أَن تكون الهاء مسكنة البتة فتكون التاء من يَهْتَدِي مختلسة الحركة ، وإِما أَن تكون الدال مشدَّدة فتكون الهاء مفتوحة بحركة التاء المنقولة إِليها أَو مكسورة لسكونها وسكون الدال الأُولى ، قال الفراء : معنى قوله تعالى : أَمْ مَنْ لا يَهَدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى ؛ يقول : يَعْبُدون ما لا يَقْدِر أَن يَنتقل عن مكانه إِلا أَن يَنْقُلُوه ، قال الزجاج : وقرئ أَمْ مَن لا يَهْدْي ، بإسكان الهاء والدال ، قال : وهي قراءة شاذة وهي مروية ، قال : وقرأَ أَبو عمرو أَمْ مَن لا يَهَدِّي ، بفتح الهاء ، والأَصل لا يَهْتَدِي . وقرأَ عاصم : أم مَنْ لا يَهِدِّي ، بكسر الهاء ، بمعنى يَهْتَدِي أَيضاً ، ومن قرأَ أَمْ من لا يَهْدِي خفيفة ، فمعناه يَهْتَدِي أَيضاً . يقال : هَدَيْتُه فَهَدَى أَي اهْتَدَى ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : إِنْ مَضَى الحَوْلُ ولم آتِكُمُ بِعَناجٍ تَهتدِي أَحْوَى طِمِرّْ فقد يجوز أَن يريد تهتدي بأَحوى ، ثم حذف الحرف وأَوصل الفعل ، وقد يجوز أَن يكون معنى تهتدي هنا تَطْلُب أَن يَهْدِيها ، كما حكاه سيبويه من قولهم اخْتَرَجْتُه في معنى استخرجته أَي طلبت منه أَن يَخْرُج . وقال بعضهم : هداه اللهُ الطريقَ ، وهي لغة أَهل الحجاز ، وهَداه للطَّريقِ وإِلى الطريقِ هِدايةً وهَداه يَهْدِيه هِدايةً إِذا دَلَّه على الطريق . وهَدَيْتُه الطَّريقَ والبيتَ هِداية أَي عرَّفته ، لغة أَهل الحجاز ، وغيرهم يقول : هديته إِلى الطريق وإِلى الدار ؛ حكاها الأَخفش . قال ابن بري : يقال هديته الطريق بمعنى عرّفته فيُعَدَّى إلى مفعولين ، ويقال : هديته إِلى الطريق وللطريق على معنى أَرشَدْته إِليها فيُعدَّى بحرف الجر كأَرْشَدْتُ ، قال : ويقال : هَدَيْتُ له الطريقَ على معنى بَيَّنْتُ له الطريق ، وعليه قوله سبحانه وتعالى : أَوَلمْ يَهْدِ لهم ، وهَدَيْناه النَّجْدَيْن ، وفيه : اهْدِنا الصِّراطَ المستقيم ، معنى طَلَب الهُدَى منه تعالى ، وقد هَداهُم أَنهم قد رَغِبُوا منه تعالى التثبيت على الهدى ، وفيه : وهُدُوا إِلى الطَّيِّب من القَوْل وهُدُوا إِلى صِراطِ الحَميد ، وفيه : وإِنك لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيم . وأَمّا هَدَيْتُ العَرُوس إِلى زوجها فلا بدّ فيه من اللام لأَنه بمعنى زَفَفْتها إِليه ، وأَمَّا أَهْدَيْتُ إِلى البيت هَدْياً فلا يكون إِلا بالأَلف لأَنه بمعنى أَرْسَلْتُ فلذلك جاء على أَفْعَلْتُ . وفي حديث محمد بن كعب : بلغني أَن عبد الله بن أَبي سَلِيط ، قال لعبد الرحمن بن زَيْدِ بن حارِثةَ ، وقد أَخَّر صلاة الظهر : أَكانوا يُصَلُّون هذه الصلاة السَّاعةَ ؟، قال : لا واللهِ ، فَما هَدَى مِمّا رَجَعَ أَي فما بَيِّنَ وما جاء بحُجَّةٍ مِمّا أَجاب ، إِنما ، قال لا واللهِ وسَكَتَ ، والمَرْجُوعُ الجواب فلم يجيءْ بجواب فيه بيان ولا حجة لما فعل من تأْخير الصلاة . وهَدَى : بمعنى بيَّنَ في لغة أَهل الغَوْر ، يقولون : هَدَيْتُ لك بمعنى بَيَّنْتُ لك . ويقال بلغتهم نزلت : أَوَلم يَهْدِ لهم . وحكى ابن الأَعرابي : رَجُل هَدُوٌّ على مثال عدُوٍّ ، كأَنه من الهِداية ، ولم يَحكها يعقوب في الأَلفاظ التي حصرها كحَسُوٍّ وفَسُوٍّ . وهَدَيْت الضالَّةَ هِدايةً . والهُدى : النَّهارُ ؛ قال ابن مقبل : حتى اسْتَبَنْتُ الهُدى ، والبِيدُ هاجِمةٌ يخْشَعْنَ في الآلِ غُلْفاً ، أَو يُصَلِّينا والهُدى : إِخراج شيء إِلى شيء . والهُدى أَيضاً : الطاعةُ والوَرَعُ . والهُدى : الهادي في قوله عز وجل : أَو أَجِدُ على النارِ هُدًى ؛ والطريقُ يسمَّى هُدًى ؛ ومنه قول الشماخ : قد وكَّلْتْ بالهُدى إِنسانَ ساهِمةٍ ، كأَنه مِنْ تمامِ الظِّمْءِ مَسْمولُ وفلان لا يَهْدي الطريقَ ولا يَهْتَدي ولا يَهَدِّي ولا يَهِدِّي ، وذهب على هِدْيَتِه أَي على قَصْده في الكلام وغيره . وخذ في هِدْيَتِك أَي فيما كنت فيه من الحديث والعَمَل ولا تَعْدِل عنه . الأَزهري : أَبو زيد في باب الهاء والقاف : يقال للرجل إِذا حَدَّث بحديث ثم عَدل عنه قبل أَن يَفْرُغ إِلى غيره : خذ على هِدْيَتِك ، بالكسر ، وقِدْيَتِك أَي خذ فيما كنت فيه ولا تَعْدِل عنه ، وقال : كذا أَخبرني أَبو بكر عن شمر ، وقيده في كتابه المسموع من شمر : خذ في هِدْيَتِك وقِدْيَتِك أَي خذ فيما كنت فيه ، بالقاف . ونَظَرَ فلان هِدْيةَ أَمرِه أَي جِهةَ أَمرِه . وضلَّ هِدْيَتَه وهُدْيَتَه أَي لوَجْهِه ؛ قال عمرو بن أَحمر الباهليّ : نَبَذَ الجُؤارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِه ، لمَّا اخْتَلَلْتُ فؤادَه بالمِطْرَدِ أَي ترَك وجهَه الذي كان يُرِيدُه وسقَط لما أَنْ صَرَعْتُه ، وضلَّ الموضعَ الذي كان يَقْصِدُ له برَوْقِه من الدَّهَش . ويقال : فلان يَذْهَب على هِدْيَتِه أِي على قَصْدِه . ويقال : هَدَيْتُ أَي قصدْتُ . وهو على مُهَيْدِيَتِه أَي حاله ؛ حكاها ثعلب ، ولا مكبر لها . ولك هُدَيّا هذه الفَعْلةِ أَي مِثلُها ، ولك عندي هُدَيَّاها أَي مثلُها . ورمى بسهم ثم رمى بآخرَ هُدَيَّاهُ أَي مثلِه أَو قَصْدَه . ابن شميل : اسْتَبَقَ رجلان فلما سبق أَحدُهما صاحبَه تَبالحا فقال له المَسْبُوق : لم تَسْبِقْني فقال السابقُ : فأَنت على هُدَيَّاها أَي أُعاوِدُك ثانيةً وأَنت على بُدْأَتِكَ أَي أُعاوِدك ؛ وتبالحا : وتَجاحَدا ، وقال : فَعل به هُدَيَّاها أَي مِثلَها . وفلان يَهْدي هَدْيَ فلان : يفعل مثل فعله ويَسِير سِيرَته . وفي الحديث : واهْدُوا بهَدْي عَمَّارٍ أَي سِيرُوا بسِيرَتِه وتَهَيَّأُوا بهَيْئَتِه . وما أَحسن هَدْيَه أَي سَمْتَه وسكونه . وفلان حسَنُ الهَدْي والهِدْيةِ أَي الطريقة والسِّيرة . وما أَحْسَنَ هِدْيَتَهُ وهَدْيَه أَيضاً ، بالفتح ، أَي سِيرَته ، والجمع هَدْيٌ مثل تَمْرة وتَمْرٍ . وما أَشبه هَدْيَه بهَدْي فلان أَي سَمْتَه . أَبو عدنان : فلان حَسَنُ الهَدْي وهو حُسْنُ المذهب في أُموره كلها ؛ وقال زيادةُ بن زيد العدوي : ويُخْبِرُني عن غائبِ المَرْءِ هَدْيُه ، كفى الهَدْيُ عما غَيَّبَ المَرْءُ مُخْبِرا وهَدى هَدْيَ فلان أَي سارَ سَيْره . الفراء : يقال ليس لهذا الأَمر هِدْيةٌ ولا قِبْلةٌ ولا دِبْرةٌ ولا وِجْهةٌ . وفي حديث عبد الله بن مسعود : إِن أَحسَنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمدٍ أَي أَحسَنَ الطريقِ والهِداية والطريقة والنحو والهيئة ، وفي حديثه الآخر : كنا نَنْظُر إِلى هَدْيهِ ودَلِّه ؛ أَبو عبيد : وأَحدهما قريب المعنى من الآخر ؛ وقال عِمْرانُ بنِ حطَّانَ : وما كُنتُ في هَدْيٍ عليَّ غَضاضةٌ ، وما كُنْتُ في مَخْزاتِه أَتَقَنَّعُ (* قوله « في مخزته » الذي في التهذيب : من مخزاته .) وفي الحديث : الهَدْيُ الصالح والسَّمْتُ الصالِحُ جزء من خمسة وعشرين جُزءاً من النبوَّة ؛ ابن الأَثير : الهَدْيُ السِّيرةُ والهَيْئة والطريقة ، ومعنى الحديث أَن هذه الحالَ من شمائل الأَنبياء من جملة خصالهم وأَنها جُزْء معلوم من أَجْزاء أَفْعالهم ، وليس المعنى أَن النبوّة تتجزأ ، ولا أَنَ من جمع هذه الخِلال كان فيه جزء من النُّبُوّة ، فإِن النبوّةَ غير مُكْتَسبة ولا مُجْتَلَبةٍ بالأَسباب ، وإِنما هي كرامةٌ من الله تعالى ، ويجوز أَن يكون أَراد بالنبوّة ما جاءت به النبوّة ودعت إِليه ، وتَخْصيصُ هذا العدد ما يستأْثر النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بمعرفته . وكلُّ متقدِّم هادٍ . والهادي : العُنُقُ لتقدّمه ؛ قال المفضل النُّكْري : جَمُومُ الشَّدِّ شائلةُ الذُّنابي ، وهادِيها كأَنْ جِذْعٌ سَحُوقُ والجمع هَوادٍ . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَنه بَعَثَ إِلى ضُباعةَ وذَبَحت شاةً فطَلَب منها فقالت ما بَقِيَ منها إِلا الرَّقَبَةُ فبَعَثَ إِليها أَن أَرْسِلي بها فإِنها هادِةُ الشايةِ . والهادِيةُ والهادي : العنُقُ لأَنها تَتَقَدَّم على البدَن ولأَنها تَهْدي الجَسَد . الأَصمعي : الهادِيةُ من كل شيء أَوَّلُه وما تقَدَّمَ منه ، ولهذا قيل : أَقْبَلَتْ هَوادي الخيلِ إِذا بَدَتْ أَعْناقُها . وفي الحديث : طَلَعَتْ هَوادي الخيل يعني أَوائِلَها . وهَوادي الليل : أَوائله لتقدمها كتقدُّم الأَعناق ؛ قال سُكَيْن بن نَضْرةَ البَجَليّ : دَفَعْتُ بِكَفِّي الليلَ عنه وقد بَدَتْ هَوادي ظَلامِ الليلِ ، فالظُّلُّ غامِرُهُ وهوادي الخيل : أَعْناقُها لأَنها أَولُ شيء من أَجْسادِها ، وقد تكون الهوادي أَولَ رَعيل يَطْلُع منها لأَنها المُتَقَدِّمة . ويقال : قد هَدَت تَهْدي إِذا تَقَدَّمتْ ؛ وقال عَبيد يذكر الخيل : وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً ، تَهْدي أَوائلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ أَي يَتَقَدَّمُهن ؛ وقال الأَعشى وذكر عَشاه وأَنَّ عَصاه تَهْدِيه : إِذا كان هادي الفَتى في البلا دِ ، صَدْرَ القَناةِ ، أَطاع الأَمِيرا وقد يكون إِنما سَمَّى العَصا هادِياً لأَنه يُمْسِكها فهي تَهْديه تتقدَّمه ، وقد يكون من الهِدايةِ لأَنها تَدُلُّه على الطريق ، وكذلك الدليلُ يسمى هادِياً لأَنه يَتَقَدَّم القومَ ويتبعونه ، ويكون أَن يَهْدِيَهم للطريقِ . وهادِياتُ الوَحْشِ : أَوائلُها ، وهي هَوادِيها . والهادِيةُ : المتقدِّمة من الإِبل . والهادِي : الدليل لأَنه يَقْدُمُ القومَ . وهَداه أَي تَقَدَّمه ؛ قال طرفة : لِلْفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ به ، حيثُ تَهْدي ساقَه قَدَمُهْ وهادي السهمِ : نَصْلُه ؛ وقول امرئ القيس : كأَنَّ دِماء الهادِياتِ بنَحْرِه عُصارة حِنَّاءٍ بشَيْبٍ مُرَجَّلِ يعني به أَوائلَ الوَحْشِ . ويقال : هو يُهادِيه الشِّعرَ ، وهاداني فلان الشِّعرَ وهادَيْتُه أَي هاجاني وهاجَيْتُه . والهَدِيَّةُ : ما أَتْحَفْتَ به ، يقال : أَهْدَيْتُ له وإِليه . وفي التنزيل العزيز : وإِني مُرْسِلة إِليهم بهَدِيَّةٍ ؛ قال الزجاج : جاء في التفسير أَنها أَهْدَتْ إِلى سُلَيْمَانَ لَبِنة ذهب ، وقيل : لَبِنَ ذهب في حرير ، فأَمر سليمان ، عليه السلام ، بلَبِنة الذهب فطُرحت تحت الدوابِّ حيث تَبولُ عليها وتَرُوت ، فصَغُر في أَعينهم ما جاؤُوا به ، وقد ذكر أَن الهدية كانت غير هذا ، إِلا أَن قول سليمان : أَتُمِدُّونَنِي بمال ؟ يدل على أَن الهدية كانت مالاً . والتَّهادِي : أَن يُهْدي بعضُهم إِلى بعض . وفي الحديث : تَهادُوا تَحابُّوا ، والجمع هَدايا وهَداوَى ، وهي لغة أَهل المدينة ، وهَداوِي وهَداوٍ ؛ الأَخيرة عن ثعلب ، أَما هَدايا فعلى القياس أَصلها هَدائي ، ثم كُرهت الضمة على الياء فأُسكنت فقيل هَدائىْ ، ثم قلبت الياء أَلفاً استخفافاً لمكان الجمع فقيل هَداءا ، كما أَبدلوها في مَدارَى ولا حرف علة هناك إِلا الياء ، ثم كرهوا همزة بين أَلفين لأَن الهمزة بمنزلة الأَلف ، إِذ ليس حرف أَقرب إِليها منها ، فصوروها ثلاث همزات فأَبدلوا من الهمزة ياء لخفتها ولأَنه ليس حرف بعد الأَلف أَقرب إِلى الهمزة من الياء ، ولا سبيل إِلى الأَلف لاجتماع ثلاث أَلفات فلزمت الياء بدلاً ، ومن ، قال هَداوَى أَبدل الهمزة واواً لأَنهم قد يبدلونها منها كثيراً كبُوس وأُومِن ؛ هذا كله مذهب سيبويه ، قال ابن سيده : وزِدْته أَنا إيضاحاً ، وأَما هَداوي فنادر ، وأَما هَداوٍ فعلى أَنهم حذفوا الياء من هَداوي حذفاً ثم عوض منها التنوين . أَبو زيد : الهَداوي لغة عُلْيا مَعَدٍّ ، وسُفْلاها الهَدايا . ويقال : أَهْدَى وهَدَّى بمعنًى ومنه : أَقولُ لها هَدِّي ولا تَذْخَري لَحْمي (* قوله « أقول لها إلخ » صدره كما في الاساس : لقد علمت أم الاديبر أنني ) وأَهْدَى الهَدِيَّةَ إِهْداءً وهَدّاها . والمِهْدى ، بالقصر وكسر الميم : الإِناء الذي يُهْدَى فيه مثل الطَّبَقِ ونحوه ؛ قال : مِهْداكَ أَلأَمُ مِهْدًى حِينَ تَنْسُبُه ، فُقَيْرةٌ أَو قَبيحُ العَضْدِ مَكْسُورُ ولا يقال للطَّبَقِ مِهْدًى إِلاَّ وفيه ما يُهْدَى . وامرأَة مِهْداءٌ ، بالمد ، إِذا كانت تُهْدي لجاراتها . وفي المحكم : إِذا كانت كثيرة الإِهْداء ؛ قال الكميت : وإِذا الخُرَّدُ اغْبَرَرْنَ مِنَ المَحْـ لِ ، وصارَتْ مِهْداؤُهُنَّ عَفِيرا (* قوله « اغبررن » كذا في الأصل والمحكم هنا ، ووقع في مادة ع ف ر : اعتررن خطأ .) وكذلك الرجل مِهْداءٌ : من عادته أَن يُهْدِيَ . وفي الحديث : مَنْ هَدَى زُقاقاً كان له مِثْلُ عِتْقِ رَقَبةٍ ؛ هو من هِدايةِ الطريقِ أَي من عَرَّف ضالاًّ أَو ضَرِيراً طَرِيقَه ، ويروى بتشديد الدال إما للمبالغة من الهِداية ، أَو من الهَدِيَّةِ أَي من تصدَّق بزُقاق من النخل ، وهو السِّكَّةُ والصَّفُّ من أَشجاره ، والهِداءُ : أَن تجيءَ هذه بطعامِها وهذه بطعامها فتأْكُلا في موضع واحد . والهَدِيُّ والهِدِيَّةُ : العَرُوس ؛ قال أَبو ذؤيب : برَقْمٍ ووَشْيٍ كما نَمْنَمَتْ بمِشْيَتِها المُزْدهاةُ الهَدِيّ والهِداء : مصدر قولك هَدَى العَرُوسَ . وهَدَى العروسَ إِلى بَعْلِها هِداء وأَهْداها واهْتَداها ؛ الأَخيرة عن أَبي علي ؛ وأَنشد : كذَبْتُمْ وبَيتِ اللهِ لا تَهْتَدُونَها وقد هُدِيَتْ إِليه ؛ قال زهير : فإِنْ تَكُنِ النِّساءُ مُخَبَّآتٍ ، فحُقَّ لكلِّ مُحْصِنةٍ هِداء ابن بُزُرْج : واهْتَدَى الرجلُ امرأَتَه إِذا جَمَعَها إِليه وضَمَّها ، وهي مَهْدِيَّةٌ وهَدِيٌّ أَيضاً ، على فَعِيلٍ ؛ وأَنشد ابن بري : أَلا يا دارَ عَبْلةَ بالطَّوِيّ ، كرَجْعِ الوَشْمِ في كَفِّ الهَدِيّ والهَدِيُّ : الأَسيرُ ؛ قال المتلمس يذكر طَرفة ومَقْتل عَمرو بن هِند إِياه : كطُرَيْفةَ بنِ العَبْدِ كان هَدِيَّهُمْ ، ضَرَبُوا صَمِيمَ قَذالِه بِمُهَنَّد ؟
قال : وأَظن المرأَة إِنما سميت هَدِيًّا لأَنها كالأَسِير عند زوجها ؛ ، قال الشاعر : كرجع الوشم في كف الهدي ؟
قال : ويجوز أَن يكون سميت هَدِيًّا لأَنها تُهْدَى إِلى زوجها ، فهي هَدِيٌّ ، فَعِيلٌ بمعنى مفعول . والهَدْيُ : ما أُهْدِيَ إِلى مكة من النَّعَم . وفي التنزيل العزيز : حتى يبلغ الهَدْيُ مَحِلَّه ، وقرئ : حتى يبلغ الهَدِيُّ مَحِلَّه ، بالتخفيف والتشديد ، الواحدة هَدْيةٌ وهَدِيَّةٌ ؛ قال ابن بري : الذي قرأَه بالتشديد الأَعرج وشاهده قول الفرزدق : حَلَفْتُ برَبِّ مَكَّةَ والمُصَلَّى ، وأَعْناقِ الهَدِيِّ مُقَلَّداتِ وشاهد الهَدِيَّةِ قولُ ساعدةَ بن جُؤَيَّة : إني وأَيْدِيهم وكلّ هَدِيَّة مما تَثِجُّ له تَرائِبُ تَثْعَبُ وقال ثعلب : الهَدْيُ ، بالتخفيف ، لغة أَهل الحجاز ، والهَدِيُّ ، بالتثقيل على فَعِيل ، لغة بني تميم وسُفْلى قيس ، وقد قرئ بالوجهين جميعاً : حتى يَبْلُغَ الهَدي محله . ويقال : مالي هَدْيٌ إِن كان كذا ، وهي يمين . وأَهْدَيْتُ الهَدْيَ إِلى بيت اللهِ إِهْداء . وعليه هَدْيةٌ أَي بَدَنة . الليث وغيره : ما يُهْدى إِلى مكة من النَّعَم وغيره من مال أَو متاعٍ فهو هَدْيٌ وهَدِيٌّ ، والعرب تسمي الإِبل هَدِيًّا ، ويقولون : كم هَدِيُّ بني فلان ؛ يعنون الإِبل ، سميت هَدِيّاً لأنها تُهْدَى إِلى البيت . غيره : وفي حديث طَهْفةَ في صِفة السَّنةِ هَلَكَ الهَدِيُّ ومات الوَديُّ ؛ الهَدِيُّ ، بالتشديد : كالهَدْي بالتخفيف ، وهو ما يُهْدى إِلى البَيْتِ الحَرام من النعم لتُنْحَر فأُطلق على جميع الإِبل وإِن لم تكن هَدِيّاً تسمية للشيء ببعضه ، أَراد هَلَكَتِ الإِبل ويَبِسَتِ النَّخِيل . وفي حديث الجمعة : فكأَنَّما أَهْدى دَجاجةً وكأَنما أَهْدى بَيْضةً ؛ الدَّجاجةُ والبَيضةُ ليستا من الهَدْيِ وإِنما هو من الإِبل والبقر ، وفي الغنم خلاف ، فهو محمول على حكم ما تُقدَّمه من الكلام ، لأَنه لما ، قال أَهْدى بدنةً وأَهْدى بقرةً وشاة أَتْبَعه بالدَّجاجة والبيضة ، كما تقول أَكلت طَعاماً وشَراباً والأَكل يختص بالطعام دون الشراب ؛ ومثله قول الشاعر : مُتَقَلِّداً سَيفاً ورُمْحاً والتَّقَلُّدُ بالسيف دون الرمح . وفلانٌ هَدْيُ بني فلان وهَدِيُّهمْ أَي جارُهم يَحرم عليهم منه ما يَحْرُم من الهَدْي ، وقيل : الهَدْيُ والهَدِيُّ الرجل ذو الحرمة يأْتي القوم يَسْتَجِير بهم أَو يأْخذ منهم عَهْداً ، فهو ، ما لم يُجَرْ أَو يأْخذِ العهدَ ، هَدِيٌّ ، فإِذا أَخَذ العهدَ منهم فهو حينئذ جارٌ لهم ؛ قال زهير : فلَمْ أَرَ مَعْشَراً أَسَرُوا هِدِيّاً ، ولمْ أَرَ جارَ بَيْتٍ يُسْتَباءُ وقال الأَصمعي في تفسير هذا البيت : هو الرَّجل الذي له حُرمة كحُرمة هَدِيِّ البيت ، ويُسْتَباء : من البَواء أَي القَوَدِ أَي أَتاهم يَسْتَجير بهم فقَتلُوه برجل منهم ؛ وقال غيره في قِرْواشٍ : هَدِيُّكُمُ خَيْرٌ أَباً مِنْ أَبِيكُمُ ، أَبَرُّ وأُوْفى بالجِوارِ وأَحْمَدُ ورجل هِدانٌ وهِداءٌ : للثَّقِيل الوَخْمِ ؛ قال الأَصمعي : لا أَدري أَيّهما سمعت أَكثر ؛ قال الراعي : هِداءٌ أَخُو وَطْبٍ وصاحِبُ عُلْبةٍ يَرى المَجْدَ أَن يَلْقى خِلاءً وأَمْرُعا (* قوله « خلاء » ضبط في الأصل والتهذيب بكسر الخاء .) ابن سيده : الهِداء الرجل الضعيف البَليد . والهَدْيُ : السُّكون ؛ قال الأَخطل : وما هَدى هَدْيَ مَهْزُومٍ وما نَكَلا يقول : لم يُسْرِعْ إِسْراعَ المُنْهَزم ولكن على سكون وهَدْيٍ حَسَنٍ . والتَّهادي : مَشْيُ النِّساء والإِبل الثِّقال ، وهو مشي في تَمايُل وسكون . وجاء فلان يُهادَى بين اثنين إِذا كان يمشي بينهما معتمداً عليهما من ضعفه وتَمايُله . وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، خرج في مرضه الذي مات فيه يُهادى بين رَجُلَيْن ؛ أَبو عبيد : معناه أَنه كان يمشي بينهما يعتمد عليهما من ضَعْفِه وتَمايُلِه ، وكذلك كلُّ مَن فعل بأَحد فهو يُهاديه ؛ قال ذو الرمة : يُهادينَ جَمَّاء المَرافِقِ وَعْثةً ، كَلِيلةَ جَحْمِ الكَعْبِ رَيَّا المُخَلْخَلِ وإِذا فَعلت ذلك المرأَة وتَمايَلَتْ في مِشْيتها من غير أَن يُماشِيها أَحد قيل : تَهادى ؛ قال الأَعشى : إِذا ما تأَتَّى تُريدُ القِيام ، تَهادى كما قد رأَيتَ البَهِيرا وجئتُكَ بَعْدَ هَدْءٍ مِن الليلِ ، وهَدِيٍّ لغة في هَدْءٍ ؛ الأَخيرة عن ثعلب . والهادي : الراكِسُ ، وهو الثَّوْرُ في وسط البَيْدَر يَدُور عليه الثِّيرانُ في الدِّراسة ؛ وقول أَبي ذؤيب : فما فَضْلةٌ من أَذْرِعاتٍ هَوَتْ بها مُذَكَّرةٌ عنْسٌ كهادِيةِ الضَّحْلِ أَراد بهادِيةِ الضَّحْلِ أَتانَ الضَّحْلِ ، وهي الصخرة المَلْساء . والهادِيةُ : الصخرة النابتةُ في الماء . "
* هاد (الهادي). 1-فا. ج هادون وهداة. 2-و ج هواد: متقدم. 3-عنق. 4-نصل: «هادي السهم». 5-عصا. 6-أسد. 7-نتوء صغير على مدفع السلاح الناري يسدد الاتجاه إلى الهدف. 8-«هوادي الليل»: أوائله. 9-«هوادي الجمال»: أول ما يطلع منها.