وصف و معنى و تعريف كلمة بفوهاته:


بفوهاته: كلمة تتكون من سبع أحرف تبدأ بـ باء (ب) و تنتهي بـ هاء (ه) و تحتوي على باء (ب) و فاء (ف) و واو (و) و هاء (ه) و ألف (ا) و تاء (ت) و هاء (ه) .




معنى و شرح بفوهاته في معاجم اللغة العربية:



بفوهاته

جذر [ها]

  1. لَكِدَ الشيءُ بفيه:
    • إذا أَكل شيئًا لَزِجًا فَلَزِقَ بفيه من جوهره أَو لونه.
  2. وَزَمَ فلاناً بفِيه:
    • عضّهُ عضَّةً خفيفة.
  3. فَوَه : (اسم)
    • مصدر فَوِهَ
    • فَوَهُ الفَمِ : سَعَتُهُ
  4. فَوِهَ : (فعل)
    • فوِهَ يَفْوَه ، افوَهْ ، فَوَهًا ، فهو أَفْوَهُ، وهي فَوْهاءُ والجمع : فُوهٌ
    • فوِه الرجلُ : اتّسع فمُه
    • فوِه الرجلُ :انفرجت شفتاه عن أسنانه


  5. فَوه : (اسم)
    • مصدر فَاهَ
    • لَمْ يَكُنْ فَوْهُهُ سَلِيماً: نُطْقُهُ
  6. فُوْه : (اسم)
    • فُوْه : جمع فَوْهَاءُ
  7. فُوه : (اسم)
    • فُوه : جمع أفوهُ
  8. فوَّه : (اسم)
    • عُشب مُعَمَّر من الفصيلة الفوِّية ينبت في شواطئ البحر المتوسط، سيقانه حُمر متسلقة وبذوره حُمر يستخرج منها صبغ الحرير والصوف
  9. فوَّهَ : (فعل)
    • فوَّهَ يفوِّه ، تفويهًا ، فهو مُفوِّه ، والمفعول مُفوَّه
    • فوَّه الطعامَ :طيّبه بالأفاويه؛ التَّوابل
    • فوَّه الشَّيءَ: جعله أفوه، أي وسَّع فمَه
    • فَوَّهَ الثَّوْبَ : صَبَغَهُ بِالْفُوَّةِ
  10. فوه : (اسم)


    • الجمع : أَفْوَاهٌ و أَفاويهُ
    • الفُوهُ : الفمُ والجمع : أَفْوَاهٌ
    • الفُوهُ :الطِّيبُ
    • الفُوهُ: التَّابَلُ يُعالَجُ به الطَّعامُ والجمع : أَفاويهُ
,
  1. فاهُ
    • ـ فاهُ وفُوهُ ، وفِيهُ ، وفُوهَةُ وفَمُ : سواءٌ , ج : أفْواهٌ ، وأفْمامٌ ولا واحِدَ لَها ، لأَنَّ فَماً أصْلُهُ فَوَهٌ ، حُذِفَتِ الهاءُ ، كما حُذِفَتْ من سَنَةٍ ، وبَقِيَتِ الواوُ طَرَفاً مُتَحَرِّكةً ، فَوجَبَ إِبْدالُها ألفاً لانْفِتاحِ ما قَبْلَها ، فَبَقِيَ فاً ، ولا يكونُ الاسْم على حَرْفَيْنِ أحَدُهما التنوينُ ، فأُبْدِلَ مَكانَها حَرْفٌ جَلْدٌ مُشاكِلٌ لَها وهو الميمُ ، لأنهما شَفَهِيَّتان . وفي الميم هُوِيٌّ في الفَمِ ، يُضارِعُ امْتِدادَ الواوِ ، في تَثْنِيَتِه فَمَان وفَمَوان وفَمَيَانِ ، والأَخِيرانِ نادِرانِ .
      ـ فَوَهُ : سَعَةُ الفَمِ ، أو أن تَخْرُجَ الأَسْنانُ من الشَّفَتَيْنِ مع طُولِها ، وهو أفْوَهُ ، وهي فَوْهاءُ . وفَوَّهَهُ اللُّه .
      ـ أَفْوَهُ الأَزْدِيُّ : شاعِرٌ .
      ـ بِئْرٌ فَوْهاءُ : واسِعَةُ الفَمِ .
      ـ فاهَ به : نَطَقَ ، كتَفَوَّهَ .
      ـ مُفَوَّهٌ ، فَيِّهُ : مِنْطِيقٌ ، أو نَهِمٌ شَديدُ الأَكْلِ .
      ـ اسْتَفاهَ اسْتِفاهَةً واسْتِفاهاً : اشْتَدَّ أكْلُهُ أو شُرْبُهُ بعد قِلَّةٍ ، أو سَكَنَ عَطَشُهُ بالشُّرْبِ .
      ـ أَفْواهُ : التَّوابِلُ ، ونَوافِحُ الطِّيبِ ، وألْوانُ النَّوْرِ وضُرُوبُهُ ، وأصْنافُ الشيءِ وأنْواعُهُ ، الواحِدُ : فُوهٌ , جج : أفاوِيهُ وفاهاهُ .
      ـ فاوَهَهُ : ناطَقَهُ ، وفاخَرَهُ .
      ـ فُوَّهَةُ : القالَةُ ، أو تَقْطيعُ المُسْلِمِينَ بَعْضِهِمْ بَعْضاً بالغِيبَةِ ، واللَّبَنُ فيه طَعْمُ الحَلاوَةِ ،
      ـ فُوَّهَةُ من السكَّةِ والطَّريقِ والوادِي : فَمُهُ ، كَفُوهَتِهِ ، وأوَّلُ الشيءِ , ج : فُوَّهاتٌ وفَوائِهُ .
      ـ تَفاوَهُوا : تَكَلَّمُوا . ومَحالَةٌ فَوْهاءُ ، وطَعْنَةٌ فَوْهاءُ .
      ـ دَخَلوا في أفْواهِ البَلَدِ ، وخَرَجُوا من أرْجُلِها : وهي أوائِلُهُ وأواخِرُهُ .
      ـ لا فُضَّ فُوهُ ، أي : ثَغْرُهُ .
      ـ ماتَ لِفِيهِ : لِوَجْهِهِ .
      ـ لو وجَدْتُ إليه فا كَرِشٍ : أدْنَى طَريقٍ .
      ـ فاهَا لِفِيكَ : جَعَلَ الله فَمَ الدَّاهِيَةِ لِفَمِكَ .
      ـ سَقَى إِبِلَهُ على أفْواهِها ، أي : تَرَكَها تَرْعَى وتَسِيرُ .
      ـ شَرابٌ مُفَوَّهٌ : مُطَيَّبٌ . ومِنْطِيقٌ مُفَوَّهٌ ومَنْطِقٌ مُفَوَّهٌ .
      ـ رجُلٌ فَيِّهٌ ومُسْتَفِيهٌ : أكُولٌ .
      ـ فُوَّهُ : عُرُوقٌ رِقاقٌ طِوالٌ حُمْرٌ ، يُصْبَغُ بها ، نافعٌ لِلكَبِدِ ، والطِّحال ، والنَّسَا ، ووَجَعِ الوَرِكِ ، والخاصِرَةِ ، مُدِرٌّ جِدّاً ، ويُعْجَنُ بِخَلٍّ فَيُطْلَى به البَرَصُ ، فإِنه يَبْرَأُ .
      ـ ثَوْبٌ مُفوَّهٌ ومُفَوًّى : صُبغَ به .
      ـ تَفَوَّهَ المَكانَ : دَخَلَ في فُوَّهَتِهِ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. تَفِهَ
    • ـ تَفِهَ ، تَفَهاً وتُفوهاً : قَلَّ ، وخَسَّ ،
      ـ تَفِهَ فُلانٌ تُفُوهاً : حَمُقَ .
      ـ تَفَهَ وتَفِهَ : غَثَّ .
      ـ في حدِيثِ ابنِ مسعودٍ : '' القُرْآنُ لا يَتْفَهُ ولا يَنْتانُ ''، أي : لا يَغَثُّ ولا يَخْلُقُ .
      ـ الأطْعِمَةُ تَّفِهَةُ : ما ليس له طَعْمُ حَلاَوَةٍ أو حُموضَةٍ أو مَرارةٍ ، ومنهم مَن يَجْعَلُ الخُبْزَ واللَّحْمَ منها .
      ـ ابنُ تافِهٍ : محدِّثٌ .
      ـ ناقةٌ مُتْفَهَةٌ : ذَلُولٌ .
      ـ تُّفَهُ : عَنَاقُ الأرضِ ، فارِسيَّتُهُ : سِياهْ كُوْشْ .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. أفَّ
    • ـ أفَّ يَؤُفُّ ويَئِفُّ : تَأَفَّفَ من كَرْبٍ أو ضَجَرٍ .
      ـ أُفِّ : كَلِمَةُ تَكَرُّهٍ .
      ـ أفَّفَ تأفيفاً ، وتأفَّفَ : قالَها ، ولُغاتُها ، أربعون : أُفِّ وأُفُّ وأُفَّ وأُفٍّ وأُفٌّ وأُفّاً وأُفِ وأُفُ وأُفَ وأُفٍ وأُفٌ وأُفاً .
      أُفْ ، أُفّ ، أُفَّى بغيرِ إمالَةٍ ، وبالإِمالَة المَحْضَةِ ، وبالإِمَالَةِ بَيْنَ بَيْنَ ، والأَلِفُ في الثلاثَةِ للتأنيثِ ، أُفِّي ، أُفُّوهْ أُفُّهْ ، بالضم مُثَلَّثَةَ الفاءِ مُشَدَّدَةً ، وتُكْسَرُ الهمزةُ ، إفْ ، إفّ ، إفِ ، إفٍ إفٌ إفاً إفٍّ إفٌّ إفّاً ، إفُّ ، إفَّا ، إفَّى بالإِمالَةِ ، إفِّي أَفِّي ، أفْ ، أفِّ ، آفْ ، أفٍ آفٍ .
      ـ أفُّ : قُلامَةُ الظُّفُرِ ، أو وسَخُه ، أو وَسَخُ الأذُنِ ، وما رَفَعْتَه من الأرض من عُودٍ أو قَصَبَةٍ ، أو الأفُّ : وسَخُ الأُذُنِ ، والتَّفُّ : وسَخُ الظُّفُر ، أو الأفُّ : معناهُ : القِلَّةُ ، والتُّفُّ : إتْباعٌ .
      ـ أفَّةُ : الجَبانُ ، والمُعْدِمُ المُقِلُّ ، والرَّجُلُ القَذِرُ .
      ـ أَفَفُ : الضَّجَرُ ، والشيءُ القَلِيلُ .
      ـ يافُوفُ : الجَبانُ ، والمُرُّ من الطَّعامِ ، والسَّريعُ ، والحَديدُ القَلْبِ ، كالأفُوفِ ، وفَرْخُ الدُّرَّاجِ ، والعَيِيُّ الخَوَّارُ .
      ـ إِفُّ والإِفَّانُ والأفَفُ والتَّئِفَّةُ : الحينُ والأوَانُ .
      ـ أفُوفَةُ : المُكْثِرُ من قَوْلِ أُفِّ .

    المعجم: القاموس المحيط



  4. أفواه
    • أفواه - ج ، أفاويه
      1 - أفواه : توابل . 2 - أفواه : طيوب ، مواد عطرية . 3 - أفواه : أصناف الشيء وأنواعه .

    المعجم: الرائد

  5. أَفَاوِيهُ
    • جمع فُوَّهٌ . [ ف و و ]. ن . أفْوَاهٌ .

    المعجم: الغني

  6. أفوهُ
    • أفوهُ :-
      جمع فُوه ، مؤ فَوْهاءُ ، جمع مؤ فَوْهاوات وفُوه :
      1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فوِهَ : واسع الفم :- بئر فوهاءُ .
      2 - مَنْ تخرج أسنانُه من شفتيه مع طولها .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  7. فوِهَ

    • فوِهَ يَفْوَه ، افوَهْ ، فَوَهًا ، فهو أَفْوَهُ :-
      فوِه الرجلُ
      1 - اتّسع فمُه .
      2 - انفرجت شفتاه عن أسنانه .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  8. أفْواهٌ
    • جمع : أَفاويهُ . :- لاَ طَعَامَ دُونَ أفاوِيهَ :-: دُونَ تَوَابِلَ .

    المعجم: الغني

  9. أَفْواهٌ
    • جمع فوهٌ ، فَمٌ . [ ف و هـ ]. آل عمران آية 167 يَقولونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ في قُلوبِهِمْ ( قرآن ): الأَفْمامُ مَوْضِعُ خُروجِ الكَلامِ .

    المعجم: الغني

  10. تَفَوَّهَ
    • [ ف و هـ ]. ( فعل : خماسي لازم ، متعد بحرف ). تَفَوَّهْتُ ، أَتَفَوَّهُ ، تَفَوَّهْ ، مصدر تَفَوُّهٌ . :- تَفَوَّهَ بِالكَلاَمِ :- : نَطَقَ بِهِ .


    المعجم: الغني

  11. تَفَوُّهٌ
    • [ ف و هـ ]. ( مصدر تَفَوَّهَ ). :- اِحْتَرَسَ مِنَ التَّفَوُّهِ بِكَلاَمٍ بَذِيءٍ :- : مِنَ النُّطْقِ .

    المعجم: الغني

  12. تفوَّه
    • تفوه - تفوها
      1 - تفوه بالكلام : نطق به . 2 - تفوه المكان : دخل في « فوهته »، أي فمه .

    المعجم: الرائد

  13. فوهة
    • فوهة - ج ، فوهات وأفواه وفوائه
      1 - فوهة : قول الناس المنتشر ، قالتهم : « هو يخاف فوهة الناس ». 2 - فوهة : أول الشيء . 3 - فوهة من الطريق أو الوادي أو البركان أو المدفع : فمه . 4 - فوهة : لبن فيه طعم الحلاوة . 5 - فوهة : « الفوهة التنفسية » عند الحشرات من افذ جهاز التنفس . 6 - فوهة : « إنه لذو فوهة » : أي شديد الكلام في الناس .

    المعجم: الرائد



  14. تَفَوَّهَ
    • تَفَوَّهَ بالكلام : نَطَقَ .
      وتقول : ما تفوَّهتُ بهذا الأَمرِ : ما نطقتُ فيه بكلمة .
      و تَفَوَّهَ المكانَ : دَخَلَ في فُوَّهَتِه .

    المعجم: المعجم الوسيط

  15. تفوَّهَ
    • تفوَّهَ بـ يتفوّه ، تفوُّهًا ، فهو مُتفوِّه ، والمفعول مُتفوَّه به :-
      تفوَّه بالكلام نطق به ، تكلَّم :- لم يتفوّه بكلمة .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  16. تفَه
    • تفه - يتفه ، تفها وتفوها وتفاهة
      1 - تفه الشيء : قل وحقرت قيمته . 2 - تفه : حمق . 3 - تفه الطعام : كان من غير طعم .

    المعجم: الرائد

  17. فوه
    • " الليث : الفُوهُ أَصلُ بناء تأْسِيسِ الفمِ .
      قال أَبو منصور : ومما يَدُّلُّك على أَن الأَصل في فمٍ وفُو وفا وفي هاءٌ حُذِفَت من آخرها قولُهم للرجل الكثيرِ الأَكلِ فَيِّهٌ ، وامرأَة فَيِّهةٌ .
      ورجل أَفْوَهُ : عظيمُ الفَم طويلُ الاسنان .
      ومَحالةٌ فَوْهاء إذا طالت أَسنانها التي يَجْري الرِّشاءُ فيها .
      ابن سيده : الفاهُ والفُوهُ والفِيهُ والفَمُ سواءٌ ، والجمعُ أَفواهٌ .
      وقوله عزَّ وجل : ذلك قولُهم بأَفْواهِهم ؛ وكلُّ قولٍ إنما هو بالفم ، إنما المعنى ليس فيه بيانٌ ولا بُرْهانٌ ، إنما هو قولٌ بالفمِ ولا معنى صحيحاً تَحْتَه ، لأَنهم معترفون بأَنّ اللهَ لم يتَّخِذْ صاحبةً فكيف يَزْعُمون أَنَّ له ولداً ؟ أَما كونُه جمعَ فُوهٍ فبَيِّنٌ ، وأَما كونه جمع فِيهٍ فَمِنْ باب ريحٍ وأَرْواحٍ إذ لم نسْمَعْ أَفْياهاً ؛ وأَما كونُه جمعَ فاهٍ فإن الاشتقاق يؤْذن أَن فاهاً من الواو لقولهم مُفَوَّةٌ ، وأَما كونه جمع فِمٍ فلأَنَّ أَصلَ فَمٍ فَوَهٌ ، فحُذِفت الهاء كما حذفت مِنْ سَنةٍ فيمن ، قال عامَلْتُ مُسانَهةً ، وكما حُذِفت من شاةٍ ومن شَفَةٍ ومن عِضَةٍ ومن اسْتٍ ، وبقيت الواو طرفاً متحركة فوجب إبدالُها أَلفاً لانفتاح ما قبلها فبقي فاً ، ولا يكون الاسم على حرفين أَحدُهما التنوينُ ، فأُبْدل مكانَها حرفٌ جَلْدٌ مُشاكِلٌ لها ، وهو الميمُ لأَنهما شَفَهِيَّتان ، وفي الميم هُوِيٌّ في الفَمِ يُضارِعُ امتدادَ الواوِ .
      قال أَبو الهيثم : العربُ تستثقل وُقوفاً على الهاءِ والحاءِ والواوِ والياءِ إذا سَكَنَ ما قبلَها ، فتَحْذِفُ هذه الحروفَ وتُبْقي الاسمَ على حرفين كما حذفوا الواوَ من أَبٍ وأَخٍ وغَدٍ وهَنٍ ، والياءَ من يَدٍ ودَمٍ ، والحاءَ من حِرٍ ، والهاءَ من فُوهٍ وشَفةٍ وشاةٍ ، فلما حذفوا الهاءَ من فُوهٍ بقيت الواو ساكنة ، فاستثقلوا وقوفاً عليها فحذفوها ، فبقي الاسم فاءً وحدها فوصلوها بميم ليصيرَ حرفين ، حرفٌ يُبْتَدأُ به فيُحرَّك ، وحرفٌ يُسْكَت عليه فيُسَكِّن ، وإنما خَصُّوا الميم بالزيادة لِمَا كان في مَسْكَنٍ ، والميمُ من حروف الشَّفَتين تنطبقان بها ، وأَما ما حكي من قولهم أَفْمامٌ فليس بجمع فَمٍ ، إنما هو من باب مَلامِحَ ومَحاسِنَ ، ويدل على أَن فَماً مفتوحُ الفاء وُجُودك إياها مفتوحةً في هذا اللفظ ، وأَما ما حكى فيها أَبو زيد وغيرهُ من كسْرِ الفاء وضمِّها فضرْبٌ من التغيير لَحِقَ الكلمةَ لإعْلالِها بحذف لامِها وإبدال عيْنِها ؛ وأَما قول الراجز : يا لَيْتَها قد خَرَجَتْ مِنْ فُمِّهِ ، حتى يَعودَ المُلْك في أُسْطُمِّهِ يُرْوَى بضم الفاء من فُمِّه ، وفتحِها ؛ قال ابن سيده : القول في تشديد الميم عندي أَنه ليس بلغة في هذه الكلمة ، أَلا ترى أَنك لا تجد لهذه المُشدِّدةِ الميمِ تصَرُّفاً إنما التصرُّفُ كله على ف و ه ؟ من ذلك قولُ الله تعالى : يقولون بأَفْواهِهم ما ليْسَ في قُلوبِهم ؛ وقال الشاعر : فلا لَغْوٌ ولا تأْثِيمَ فيها ، وما فاهُوا به أَبداً مُقِيمُ وقالوا : رجلٌ مُفَوَّه إذا أَجادَ القولَ ؛ ومنه الأفْوَهُ للواسعِ الفمِ ، ولم نسْمَعْهم ، قالوا أَفْمام ولا تفَمَّمت ، ولا رجل أَفَمّ ، ولا شيئاً من هذا النحو لم نذكره ، فدل اجتماعهم على تصَرُّفِ الكلمة بالفاء والواو والهاء على أَن التشديد في فَمٍّ لا أَصل له في نفس المثال ، إنما هو عارضٌ لَحِقَ الكلمة ، فإن ، قال قائل : فإذا ثبت بما ذَكَرْتَه أَن التشديد في فَمٍّ عارض ليس من نفس الكلمة ، فمِنْ أَيْنَ أَتَى هذا التشديد وكيف وجهُ دخولهِ إياها ؟ فالجواب أَن أَصل ذلك أَنهم ثَقَّلوا الميمَ في الوقف فقالوا فَمّ ، كما يقولون هذا خالِدّ وهو يَجْعَلّ ، ثم إنهم أَجْرَوُا الوصل مُجْرَى الوقف فقالوا هذا فَمٌّ ورأَيت فَمّاً ، كما أَجْرَوُا الوصلَ مُجْرَى الوقف فيما حكاه سيبويه عنهم من قولهم : ضَخْمٌ يُحِبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا وقولهم أَيضاً : ببازِلٍ وَجْنَاءَ أَو عَيْهَلِّ ، كأَنَّ مَهْواها ، على الكَلْكَلِّ ، مَوْقِعُ كَفِّيْ راهِبٍ يُصَلِّي يريد : العَيْهَلَ والكَلْكَلَ .
      قال ابن جني : فهذا حكم تشديد الميم عندي ، وهو أَقوى من أَن تَجْعَل الكلمةَ من ذوات التضعيف بمنزلة همٍّ وحمٍّ ، قال : فإن قلت فإذا كان أَصلُ فَمٍ عندك فَوَه فما تقول في قول الفرزدق : هما نَفَثا في فيَّ مِنْْ فَمَوَيْهِما ، على النّابِحِ العاوِي ، أَشدَّ رِجام وإذا كانت الميم بدلاً من الواو التي هي عَيْنٌ فكيف جاز له الجمع بينهما ؟ فالجواب : أَن أَبا عليٍّ حكى لنا عن أَبي بكر وأَبي إسحق أَنهما ذهبا إلى أَن الشاعر جمعَ بين العِوَض والمُعَوَّض عنه ، لأَن الكلمة مَجْهورة منقوصة ، وأَجاز أَبو علي فيها وجهاً آخرَ ، وهوأَن تكون الواوُ في فمَوَيْهِما لاماً في موضع الهاء من أَفْواه ، وتكون الكلمة تَعْتَفِبُ عليها لامانِ هاءٌ مرة وواوٌ أُخرى ، فجرى هذا مَجْرى سَنةٍ وعِضَةٍ ، أَلا ترى أَنهما في قول سيبويه سَنَوات وأَسْنَتُوا ومُساناة وعِضَوات واوانِ ؟ وتَجِدُهما في قول من ، قال ليست بسَنْهاء وبعير عاضِهٌ هاءين ، وإذا ثبت بما قدَّمناه أَن عين فَمٍ في الأصل واوٌ فينبغي أََن تقْضِيَ بسكونها ، لأَن ال سكون هو الأَصل حتى تَقومَ الدلالةُ على الحركةِ الزائدة .
      فإن قلت : فهلاَّ قضَيْتَ بحركة العين لِجَمْعِك إياه على أَفْواهٍ ، لأَن أَفْعالاً إنما هو في الأَمر العامّ جمعُ فَعَلٍ نحو بَطَلٍ وأَبْطالٍ وقَدَمٍ وأَقْدامٍ ورَسَنٍ وأَرْسانٍ ؟ فالجواب : أَن فَعْلاً مما عينُه واوٌ بابُه أَيضاً أَفْعال ، وذلك سَوْطٌ وأَسْواطٌ ، وحَوْض وأَحْواض ، وطَوْق وأَطْواق ، ففَوْهٌ لأن عينَه واوٌ أَشْبَهُ بهذا منه بقَدَمٍ ورَسَنٍ .
      قال الجوهري : والفُوه أَصلُ قولِنا فَم لأَن الجمع أَفْواهٌ ، إلا أَنهم استثقلوا اجتماعَ الهاءين في قولك هذا فُوهُه بالإضافة ، فحذفوا منه الهاء فقالوا هذا فُوه وفُو زيدٍ ورأَيت فا زيدٍ ، وإذا أَضَفْتَ إلى نفسك قلت هذا فِيَّ ، يستوي فيه حالُ الرفع والنصبِ والخفضِ ، لأَن الواوَ تُقُلَبُ ياءً فتُذْغَم ، وهذا إنما يقال في الإضافة ، وربما ، قالوا ذلك في غير الإضافة ، وهو قليل ؛ قال العجاج : خالَطَ ، مِنْ سَلْمَى ، خياشِيمَ وفا صَهْباءَ خُرْطوماً عُقاراً قَرْقَفَا وصَفَ عُذوبةَ ريقِها ، يقول : كأَنها عُقارٌ خالَط خَياشِيمَها وفاها فكَفَّ عن المضاف إليه ؛ قال ابن سيده : وأَما قول الشاعر أَنشده الفراء : يا حَبَّذَا عَيْنا سُلَيْمَى والفَم ؟

      ‏ قال الفراء : أَراد والفَمَانِ يعني الفمَ والأَنْفَ ، فثَنَّاهُما بلفظ الفمِ للمُجاوَرةِ ، وأَجاز أَيضاً أَن يَنْصِبَه على أَنه مفعول معَه كأَنه ، قال مع الفم ؛ قال ابن جني : وقد يجوز أَن يُنصَب بفعل مضمر كأَنه ، قال وأُحِبُّ الفمَ ، ويجوز أَن يكون الفمُ في موضع رفع إلا أَنه اسم مقصورٌ بمنزلة عَصاً ، وقد ذكرنا من ذلك شيئاً في ترجمة فمم .
      وقالوا : فُوك وفُو زيدٍ ، في حدِّ الإضافة وذلك في حد الرفع ، وفا زيدٍ وفي زيدِ في حدِّ النصب والجر ، لأَن التنوين قد أُمِنَ ههنا بلزوم الإضافة ، وصارت كأَنها من تمامه ؛ وأَما قول العجاج : خالطَ مِنْ سَلْمَى خَياشِيمَ وفا فإنه جاءَ به على لغة من لم ينون ، فقد أُمِنَ حذْف الأَلف لالتقاء الساكنين كما أُمِنع في شاةٍ وذا مالٍ ، قال سيبويه : وقالوا كلَّمْتُه فاهُ إلى فِيَّ ، وهي من الأسماء الموضوعة مَوْضِعَ المصادر ولا ينفردُ مما بعده ، ولو قلتَ كلَّمتُه فاهُ لم يَجُزْ ، لأَنك تُخْبِر بقُرْبِك منه ، وأَنك كلَّمْتَه ولا أَحَدَ بينك وبينَه ، وإن شئت رفعت أَي وهذه حالُه .
      قال الجوهري : وقولهم كلَّمتُه فاه إلى فِيَّ أَي مُشافِهاً ، ونصْبُ فاهٍ على الحال ، وإذا أَفْرَدُوا لم يحتمل الواوُ التنوين فحذفوها وعوَّضوا من الهاءِ ميماً ، قالوا هذا فمٌ وفَمَانِ وفَمَوان ، قال : ولو كان الميمُ عِوَضاً من الواو لما اجتمعتا ، قال ابن بري : الميمُ في فَمٍ بدلٌ من الواو ، وليست عِوَضاً من الهاءِ كما ذكره الجوهري ، قال : وقد جاء في الشعر فَماً مقصور مثل عصاً ، قال : وعلى ذلك جاء تثنيةُ فَمَوانِ ؛

      وأَنشد : يا حَبَّذا وَجْهُ سُلَيْمى والفَما ، والجِيدُ والنَّحْرُ وثَدْيٌ قد نَما وفي حديث ابن مسعود : أَقْرَأَنِيها رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، فاهُ إلى فِيَّ أَي مُشافَهةً وتَلْقِيناً ، وهو نصبٌ على الحال بتقدير المشتق ، ويقال فيه : كلَّمني فُوهُ إلى فِيَّ بالرفع ، والجملة في موضع الحال ، قال : ومن أَمثالهم في باب الدعاء على الرجُل العرب تقول : فاهَا لِفِيك ؛ تريد فا الداهية ، وهي من الأَسماء التي أُجْرِيت مُجْرَى المصدر المدعوّ بها على إضمار الفعل غير المستعمل إظهارهُ ؛ قال سيبويه : فاهَا لِفِيك ، غير منون ، إنما يريد فا الداهيةِ ، وصار بدلاً من اللفظ بقول دَهاكَ اللهُ ، قال : ويَدُلُّك على أَنه يُريدُ الداهيةَ قوله : وداهِية مِنْ دَواهي المَنو نِ يَرْهَبُها الناسُ لا فا لها فجعل للداهية فماً ، وكأَنه بدلٌ من قولهم دَهاكَ الله ، وقيل : معناه الخَيْبة لَكَ .
      وأَصله أَنه يريدُ جَعَل اللهُ بفِيك الأَرضَ ، كما يقال بفيك الحجرُ ، وبفيك الأَثْلبُ ؛ وقال رجل من بَلْهُجَيْم : فقلتُ له : فاهَا بفِيكَ ، فإنها قَلوصُ امرئٍ قارِيكَ ما أَنتَ حاذِرهُ يعني يَقْرِيك من القِرَى ، وأَورده الجوهري : فإنه قلوصُ امرئ ؛ قال ابن بري : وصواب إنشاده فإنها ، والبيت لأَبي سِدْرة الأَسَديّ ، ويقال الهُجَيْميّ .
      وحكي عن شمر ، قال : سمعت ابن الأَعرابي يقول فاهاً بفِيك ، منوَّناً ، أَي أَلْصَقَ اللهُ فاكَ بالأَرضِ ، قال : وقال بعضهم فاهَا لفِيكَ ، غير مُنوَّن ، دُعاء عليه بكسر الفَمِ أَي كَسَر الله فَمَك .
      قال : وقال سيبويه فاهَا لفِيكَ ، غيرُ منوَّن ، إنما يريد فا الداهيةِ وصار الضميرُ بدلاً من اللفظ بالفعل ، وأُضْمِرَ كما أُضمر للتُّرب والجَنْدَل ، وصار بدلاً من اللفظ بقوله دَهاكَ الله ، وقال آخر : لئِنْ مالكٌ أَمْسَى ذليلاً ، لَطالَما سَعَى للَّتي لا فا لها ، غير آئِبِ أَراد لا فَمَ لها ولا وَجْه أَي للداهية ؛ وقال الآخر : ولا أَقولُ لِذِي قُرْبَى وآصِرةٍ : فاها لِفِيكَ على حالٍ من العَطَبِ ويقال للرجل الصغير الفمِ : فُو جُرَذٍ وفُو دَبَى ، يُلَقَّب به الرجل .
      ويقال للمُنْتِن ريحِ الفمِ : فُو فَرَسٍ حَمِرٍ .
      ويقال : لو وَجَدتُ إليه فَا كَرِشٍ أَي لو وجدت إليه سبيلاً .
      ابن سيده : وحكى ابن الأَعرابي في تثنية الفمِ فَمَانِ وفَمَيانِ وفَموانِ ، فأَما فَمانِ فعلى اللفظ ، وأَما فَمَيانِ وفَمَوانِ فنادر ؛ قال : وأَما سيبويه فقال في قول الفرزدق : هُما نَفَثا في فِيَّ مِنْ فَمَوَيْهِما إنه على الضرورة .
      والفَوَهُ ، بالتحريك : سَعَةُ الفمِ وعِظَمُه .
      والفَوَهُ أَيضاً : خُروجُ الأَسنانِ من الشَّفَتينِ وطولُها ، فَوِهَ يَفْوَهُ فَوَهاً ، فهو أَفْوَهُ ، والأُنثى فَوْهاء بيِّنا الفَوَهِ ، وكذلك هو في الخَيْل .
      ورجل أَفْوَهُ : واسعُ الفمِ ؛ قال الراجز يصف الأَسد : أَشْدَق يَفْتَرُّ افْتِرارَ الأَفْوَهَِ وفرس فَوْهاءِ شَوْهاء : واسعة الفم في رأْسها طُولٌ .
      والفَوَهُ في بعض الصفات : خروجُ الثَّنايا العُلْيا وطولُها .
      قال ابن بري : طول الثنايا العليا يقال له الرَّوَقُ ، فأَما الفَوَهُ فهو طول الأَسنانِ كلِّها .
      ومَحالةٌ فَوْهاء : طالت أَسنانُها التي يَجْري الرِّشاءُ بينها .
      ويقال لمحالة السانِيةِ إذا طالت أَسْنانُها : إنها لَفَوْهاءُ بيِّنة الفَوَهِ ؛ قال الراجز : كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَم وبئر فَوْهاء : واسَعةُ الفمِ .
      وطَعْنةٌ فَوْهاءُ : واسعةٌ .
      وفاهَ بالكلام يَفُوهُ : نَطَقَ ولَفَظَ به ؛

      وأَنشد لأُمَيَّةَ : وما فاهُوا به لَهُمُ مُقيم ؟

      ‏ قال ابن سيده : وهذه الكلمة يائيَّة وواويَّة .
      أَبو زيد : فاهَ الرجل يَفُوه فَوْهاً إذا كان مُتكلِّماً .
      وقالوا : هو فاهٌ بجُوعِه إذا أَظْهَرَه وباحَ به ، والأَصل فائِهٌ بجُوعِه فقيل فاهٌ كما ، قالوا جُرُفٌ هارٌ وهائرٌ .
      ابن بري : وقال الفراء رجل فاوُوهةٌ يَبُوح بكلِّ ما في نفسه وفاهٌ وفاهٍ .
      ورجل مُفَوَّهٌ : قادرٌ على المَنْطِق والكلام ، وكذلك فَيِّهٌ .
      ورجلٌ فَيِّهٌ : جَيِّدُ الكلامِ .
      وفَوهَه اللهُ : جعَلَه أَفْوََِهَ .
      وفاهَ بالكلام يَفُوه : لَفَظَ به .
      ويقال : ما فُهْتُ بكلمةٍ وما تَفَوَّهْتُ بمعنى أَي ما فتَحْتُ فمِي بكلمة .
      والمُفَوَّهُ : المِنْطِيقُ .
      ورجل مُفَوَّهُ بها .
      وإِنه لذُو فُوَّهةٍ أَي شديدُ الكلامِ بَسِيطُ اللِّسان .
      وفاهاهُ إذا ناطَقَه وفاخَرَه ، وهافاهُ إذا مايَلَه إلى هَواه .
      والفَيِّهُ أَيضاً : الجيِّدُ الأَكلِ .
      وقيل : الشديدُ الأَكلِ من الناس وغيرهم ، فَيْعِل ، والأُنثى فَيِّهةٌ كثيرةُ الأَكل .
      والفَيِّهُ : المُفَوَّهُ المِنْطِيقُ أَيضاً .
      ابن الأَعرابي : رجل فَيِّهٌ ومُفَوَّهٌ إذا كان حسَنَ الكلامِ بليغاً في كلامه .
      وفي حديث الأَحْنَفِ : خَشِيت أَن يكون مُفَوَّهاً أَي بليغاً مِنْطِيقاً ، كأنه مأْخوذ من الفَوَهِ وهو سَعةُ الفمِ .
      ورجل فَيِّهٌ ومُسْتَفِيهٌ في الطعام إذا كان أَكُولاً .
      الجوهري : الفَيِّهُ الأَكولُ ، والأَصْلُ فَيْوِهٌ فأُدْغم ، وهو المِنْطيقُ أَيضاً ، والمرأَةُ فَيِّهةٌ .
      واستَفاهَ الرجلُ اسْتِفاهةً واسْتِفاهاً ؛ الأَخيرة عن اللحياني ، فهو مُسْتَفِيهٌ : اشتَدَّ أَكْلُه بعد قِلَّة ، وقيل : اسْتَفاهَ في الطعام أَكثَرَ منه ؛ عن ابن الأَعرابي ولم يخصَّ هل ذلك بعدَ قلَّةٍ أَم لا ؛ قال أَبو زبيد يصف شِبْلَيْن : ثم اسْتَفاها فلمْ تَقْطَعْ رَضاعَهما عن التَّصَبُّب لا شَعْبٌ ولا قَدْعُ اسْتَفاها : اشتَدَّ أَكْلِهما ، والتَّصَبُّبُ : اكْتساءُ اللحمِ للسِّمَنِ بعد الفِطامِ ، والتَّحلُّم مثلُه ، والقَدْعُ : أَن تُدْفَعَ عن الأَمر تُريدُه ، يقال : قَدَعْتُه فقُدِعَ قَدْعاً .
      وقد اسْتَفاهَ في الأَكل وهو مُسْتَفِيهٌ ، وقد تكون الاسْتِفاهةُ في الشَّرابِ .
      والمُفَوَّهُ : النَّهِمُ الذي لا يَشْبَع .
      ورجل مُفَوَّهٌ ومُسْتَفِيهٌ أَي شديدُ الأَكلِ .
      وشَدَّ ما فَوَّهْتَ في هذا الطعام وتفَوَّهْتَ وفُهْتَ أَي شَدَّ ما أَكَلْتَ .
      وإِنه لمُفَوَّه ومُسْتَفِيهٌ في الكلام أَيضاً ، وقد اسْتَفاهَ اسْتِفاهةً في الأَكل ، وذلك إذا كنت قليلَ الطَّعْم ثم اشتَدَّ أَكْلُك وازْدادَ .
      ويقال : ما أَشَدَّ فُوَّهَةَ بعيرِك في هذا الكَلإ ، يريدون أَكْلَه ، وكذلك فُوّهة فرَسِك ودابَّتِك ، ومن هذا قولهم : أَفْواهُها مَجاسُّها ؛ المعنى أَن جَوْدةَ أَكْلِها تَدُلك على سِمَنِها فتُغْنيك عن جَسِّها ، والعرب تقول : سَقَى فلانٌ إِبلَه على أَفْواهِها ، إذا لم يكن جَبَي لها الماءَ في الحوض قبل ورُودِها ، وإِنما نزَعَ عليها الماءَ حين وَرَدَتْ ، وهذا كما يقال : سَقَى إبلَه قَبَلاً .
      ويقال أَيضاً : جَرَّ فلانٌ إبلَه على أَفْواهِها إذا تركها تَرْعَى وتسِير ؛ قاله الأَصمعي ؛

      وأَنشد : أَطْلَقَها نِضْوَ بُلَيٍّ طِلْحِ ، جَرّاً على أَفْواهِها والسُّجْحِ (* قوله « على أفواهها والسجح » هكذا في الأصل والتهذيب هنا ، وتقدم إنشاده في مادة جرر أفواههن السجح ).
      بُلَيّ : تصغير بِلُوٍ ، وهو البعير الذي بَلاه السفر ، وأَراد بالسُّجْحِ الخراطيمَ الطِّوال .
      ومن دُعائِهم : كَبَّهُ اللهُ لِمَنْخِرَيْه وفَمِه ؛ ومنه قول الهذلي : أَصَخْرَ بنَ عبدِ الله ، مَنْ يَغْوِ سادِراً يَقُلْ غَيْرَ شَكٍّ لليَدْينِ وللفَمِ وفُوَّهةُ السِّكَّةِ والطَّريقِ والوادي والنهرِ : فَمُه ، والجمع فُوَّهاتٌ وفَوائِهُ .
      وفُوهةُ الطريقِ : كفُوَّهَتِه ؛ عن ابن الأَعرابي .
      والزَمْ فُوهةَ الطريقِ وفُوَّهَتَهوفَمَه .
      ويقال : قَعَد على فُوَّهةِ الطريق وفُوَّهةِ النهر ، ولا تقل فَم النهر ولا فُوهة ، بالتخفيف ، والجمع أَفْواه على غير قياس ؛

      وأَنشد ابن بري : يا عَجَباً للأَفْلقِ الفَليقِ صِيدَ على فُوَّهةِ الطَّريقِ (* قوله « للأفاق الفليق » هو هكذا بالأصل ).
      ابن الأَعرابي : الفُوَّهةُ مصَبُّ النهر في الكِظَامةِ ، وهي السِّقاية .
      الكسائي : أَفْواهُ الأَزِقَّةِ والأَنْهار واحدتها فُوَّهةٌ ، بتشديد الواو مثل حُمَّرة ، ولا يقال فَم .
      الليث : الفُوَّهةُ فمُ النهر ورأْسُ الوادي .
      وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، خرج فما تفَوَّهَ البَقيع ؟

      ‏ قال : السلامُ عليكم ؛ يريد لما دَخَل فمَ البَقِيعِ ، فشَبَّهه بالفم لأَنه أَول ما يُدْخَل إلى الجوفِ منه .
      ويقال لأَوَّل الزُّقاقِ والنهر : فُوَّهَتُه ، بضم الفاء وتشديد الواو .
      ويقال : طَلع علينا فُوَّهةُ إبِلك أَي أَوَّلُها بمنزلة فُوَّهةِ الطريق .
      وأَفْواهُ المكان : أَوائُله ، وأَرْجُلُه أَواخِرُه ؛ قال ذو الرمة : ولو قُمْتُ ما قامَ ابنُ لَيْلى لقد هَوَتْ رِكابي بأَفْواهِ السَّماوةِ والرِّجْلِ يقول : لو قُمْتُ مَقامه انْقَطَعَتْ رِكابي : وقولهم : إنَّ رَدَّ الفُوَّهَةِ لَشَديدٌ أَي القالةِ ، وهو من فُهْتُ بالكلام .
      ويقال : هو يخاف فُوَّهَة الناسِ أَي فُهْتُ بالكلام .
      ويقال : هو يخاف فُوَّهةَ الناسِ أَ ؟

      ‏ قالتَهم .
      والفُوهةُ والفُوَّهةُ : تقطيعُ المسلمين بعضهم بعضاً بالغِيبة .
      ويقال : مَنْ ذا يُطِيق رَدَّ الفُوَّهةِ .
      والفُوَّهةُ : الفمُ .
      أَبو المَكَارم : ما أحْسَنْتُ شيئاً قطُّ كَثَغْرٍ في فُوَّهَةِ جاريةٍ حَسْناء أَي ما صادَفْت شيئاً حسناً .
      وأَفْواهُ الطيب : نَوافِحُه ، واحدُها فوه .
      الجوهري : الأفْواهُ ما يُعالج به الطِّيبُ كما أَنَّ التَّوابِلَ ما تُعالَج به الأَطْعمة .
      يقال : فُوهٌ وأَفْواه مثل سُوقٍ وأَسْواق ، ثم أفاويهُ وقال أَبو حنيفة : الأَفْواهُ أَلْوانُ النَّوْرِ وضُروبُه ؛ قال ذو الرمة : تَرَدَّيْتُ مِنْ أَفْواهِ نَوْرٍ كأَنَّها زَرابيُّ ، وارْتَجَّتْ عليها الرَّواعِدُ وقال مرَّة : الأَفْواهُ ما أُعِدَّ للطِّيبِ من الرياحين ، قال : وقد تكون الأَفْواه من البقول ؛ قال جميل : بها قُضُبُ الرَّيْحانِ تَنْدَى وحَنْوَةٌ ، ومن كلِّ أَفْواه البُقول بها بَقْلُ والأَفْواهُ : الأَصْنافُ والأَنواعُ .
      والفُوَّهةُ : عروقٌ يُصْبَغ بها ، وفي التهذيب : الفُوَّهُ عروقٌ يصبغ بها .
      قال الأَزهري : لا أَعرف الفُوَّهَ بهذا المعنى .
      والفُوَّهةُ : اللبَنُ ما دامَ فيه طعمُ الحلاوةِ ، وقد يقال بالقاف ، وهو الصحيح .
      والأَفْوه الأَوْدِيُّ : مِنْ شُعَرائهم ، والله تعالى أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى بفوهاته في قاموس معاجم اللغة

المعجم الوسيط
ترد على ثلاثة أوْجه: ( 1 ) تكون اسم فعل، بمعنى خُذْ، ويجوز مدّ ألفها: ( هاء )، ويستعملان بكاف الخطاب وبدونها، ويجوز في الممدودة أن يستغنى عن الكاف بتصريف همزتها تصاريف الكاف. فيقالُ: هَاءَ للمذكر، وهَاءِ للمؤنث، وهَاؤُما، وهاؤنَّ، وهاؤم، ومنه: {هَاؤُمُ اقرؤوا كِتَابِيَهْ}.( 2 ) وضميراً للمؤنَّث، فتستعمل مجرورة الموضع ومنصوبتَه، نحو: {فألهَمَهَا فُجُورَهَا وتقواهَا}.( 3 ) وللتنبيه، فتدخل على أربعة:أ- الإشارة غير المختصَّة بالبعيد، نحو: هذا، بخلاف ثمَّ، وهَنَّا بالتشديد، وهُنالك.ب- وضمير الرفع المخبر عنه باسم إشارة، نحو: ( هَا أنتم أُولاء ).ج- ونعت أيّ في النداء، نحو: أيها الرجل، وهي في هذا واجبة للتنبيه على أنَّه المقصود بالنِّداء، وقيل للتعويض عما تضاف إليه أيّ، ويجوز في هذه - في لغة بني أسد - أن تحذف ألِفُها، وأن تُضَمّ هاؤهَا إتباعاً، مثل: {أيّه الثقلان}.د- وتدخل في القسم على لفظ الجلالة عند حذف حرف القسم، نحو: ها أَللهِ بقطع الهمزة ووصلها، وكلاهما مع حذف ألفها و إثباتها.
لسان العرب
الهاء بفخامة الأَلف تنبيهٌ وبإمالة الأَلف حرفُ هِجاء الجوهري الهاء حرف من حروف المُعْجَمِ وهي من حُروف الزِّيادات قال وها حرفُ تنبيه قال الأَزهري وأَما هذا إِذا كان تنْبيهاً فإِن أَبا الهيثم قال ها تَنْبِيهٌ تَفْتَتِحُ العرب بها الكلام بلا معنى سوى الافتتاح تقولُ هذا أَخوك ها إِنَّ ذا أَخُوكَ وأَنشد النابغة ها إِنَّ تا عِذْرةٌ إِلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ فإِنَّ صاحِبَها قد تَاهَ في البَلَدِ ( * رواية الديوان وهي الصحيحة ها إن ذي عذرة إلا تكن نفعت ... فإن صاحبها مشاركُ النّكَدِ ) وتقول ها أَنتم هَؤلاء تجمع بين التنبيهين للتوكيد وكذلك أَلا يا هؤلاء وهو غير مُفارق لأَيّ تقول يا أَيُّها الرَّجُل وها قد تكون تلبية قال الأَزهري يكون جواب النداء يمد ويقصر قال الشاعر لا بَلْ يُجِيبُك حينَ تَدْعو باسمِه فيقولُ هاءَ وطالَما لَبَّى قال الأَزهري والعرب تقول أَيضاً ها إِذا أَجابوا داعِياً يَصِلُون الهاء بأَلف تطويلاً للصوت قال وأَهل الحجاز يقولون في موضع لَبَّى في الإِجابة لَبَى خفيفة ويقولون ايضاً في هذا المعنى هَبَى ويقولون ها إِنَّك زيد معناه أَإِنك زيد في الاستفهام ويَقْصُرُونَ فيقولون هإِنَّك زيد في موضع أَإِنك زيد ابن سيده الهاء حَرف هِجاءٍ وهو حرف مَهْمُوس يكون أَصلاً وبدلاً وزائداً فالأَصل نحو هِنْدَ وفَهْدٍ وشِبْهٍ ويبدل من خمسة أَحرف وهي الهمزة والأَلف والياء والواو والتاء وقضى عليها ابن سيده أَنها من ه و ي وذكر علة ذلك في ترجمة حوي وقال سيبويه الهاء وأَخواتها من الثنائي كالباء والحاء والطاء والياء إِذا تُهجِّيت مَقْصُورةٌ لأَنها ليست بأَسماء وإِنما جاءَت في التهجي على الوقف قال ويَدُلُّك على ذلك أَن القافَ والدال والصاد موقوفةُ الأَواخِر فلولا أَنها على الوقف لحُرِّكَتْ أَواخِرُهُنَّ ونظير الوقف هنا الحذفُ في الهاء والحاء وأَخواتها وإِذا أَردت أَن تَلْفِظَ بحروف المعجم قَصَرْتَ وأَسْكَنْتَ لأَنك لست تريد أَن تجعلها أَسماء ولكنك أَردت أَن تُقَطِّع حُروف الاسم فجاءَت كأَنها أَصوات تصَوِّتُ بها إِلا أَنك تَقِفُ عندها بمنزلة عِهْ قال ومن هذا الباب لفظة هو قال هو كناية عن الواحد المذكر قال الكسائي هُوَ أَصله أَن يكون على ثلاثة أَحرف مثل أَنت فيقال هُوَّ فَعَلَ ذلك قال ومن العرب من يُخَفِّفه فيقول هُوَ فعل ذلك قال اللحياني وحكى الكسائي عن بني أَسَد وتميم وقيسٍ هُو فعل ذلك بإسكان الواو وأَنشد لعَبيد ورَكْضُكَ لوْلا هُو لَقِيتَ الذي لَقُوا فأَصْبَحْتَ قد جاوَزْتَ قَوْماً أَعادِيا وقال الكسائي بعضهم يُلقي الواور من هُو إِذا كان قبلها أَلف ساكنة فيقول حتَّاهُ فعل ذلك وإِنَّماهُ فعل ذلك قال وأَنشد أَبو خالد الأَسدي إِذاهُ لم يُؤْذَنْ له لَمْ يَنْبِس قال وأَنشدني خَشَّافٌ إِذاهُ سامَ الخَسْفَ آلَى بقَسَمْ باللهِ لا يَأْخُذُ إِلاَّ ما احْتَكَمْ ( * قوله « سام الخسف » كذا في الأصل والذي في المحكم سيم بالبناء لما لم يسم فاعله ) قال وأَنشدنا أَبو مُجالِدٍ للعُجَير السَّلولي فبَيَّناهُ يَشْري رَحْلَه قال قائلٌ لِمَنْ جَمَلٌ رَثُّ المَتاعِ نَجِيبُ ؟ قال ابن السيرافي الذي وجد في شعره رِخْوُ المِلاطِ طَوِيلُ وقبله فباتتْ هُمُومُ الصَّدْرِ شتى يَعُدْنَه كما عِيدَ شلْوٌ بالعَراءِ قَتِيلُ وبعده مُحَلًّى بأَطْواقٍ عِتاقٍ كأَنَّها بَقايا لُجَيْنٍ جَرْسُهنَّ صَلِيلُ وقال ابن جني إِنما ذلك لضرورة في الشعر وللتشبيه للضمير المنفصل بالضمير المتصل في عَصاه وقَناه ولم يقيد الجوهري حذفَ الواو من هُوَ بقوله إِذا كان قبلها أَلف ساكنة بل قال وربما حُذِفت من هو الواو في ضرورة الشعر وأَورد قول الشاعر فبيناه يشري رحله قال وقال آخر إِنَّه لا يُبْرِئُ داءَ الهُدَبِدْ مِثْلُ القَلايا مِنْ سَنامٍ وكَبِدْ وكذلك الياء من هي وأَنشد دارٌ لِسُعْدَى إِذْهِ مِنْ هَواكا قال ابن سيده فإِن قلت فقد قال الآخر أَعِنِّي على بَرْقٍ أُرِيكَ وَمِيضَهُو فوقف بالواو وليست اللفظة قافيةً وهذه المَدَّة مستهلكة في حال الوقف ؟ قيل هذه اللفظة وإِن لم تكن قافيةً فيكون البيتُ بها مُقَفًّى ومُصَرَّعاً فإِن العرب قد تَقِفُ على العَروض نحواً من وُقوفِها على الضَّرْب وذلك لوقُوفِ الكلام المنثور عن المَوْزُون أَلا تَرَى إِلى قوله أَيضاً فأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَيْفةٍ فوقف بالتنوين خلافاً للوُقوف في غير الشعر فإِن قلت فإِنَّ أَقْصَى حالِ كُتَيْفةٍ إِذ ليس قافيةً أَن يُجْرى مُجْرى القافية في الوقوف عليها وأَنت ترى الرُّواةَ أَكثرَهم على إِطلاقِ هذه القصيدة ونحوها بحرف اللِّين نحو قوله فحَوْمَلي ومَنْزِلي فقوله كُتَيْفة ليس على وقف الكلام ولا وَقْفِ القافيةِ ؟ قيل الأَمرُ على ما ذكرته من خلافِه له غير أَنَّ الأَمر أَيضاً يختص المنظوم دون المَنْثُور لاستمرار ذلك عنهم أَلا ترى إِلى قوله أَنَّى اهْتَدَيْتَ لتَسْلِيمٍ على دِمَنٍ بالغَمْرِ غَيَّرَهُنَّ الأَعْصُرُ الأُوَلُ وقوله كأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدْوةً خَلايا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ ومثله كثير كلُّ ذلك الوُقوفُ على عَرُوضِه مخالف للوُقوف على ضَرْبه ومخالفٌ أَيضاً لوقوف الكلام غير الشعر وقال الكسائي لم أَسمعهم يلقون الواو والياء عند غير الأَلف وتَثْنِيَتُه هما وجمعُه هُمُو فأَما قوله هُم فمحذوفة من هُمُو كما أَن مُذْ محذوفة من مُنْذُ فأَما قولُك رأَيْتُهو فإِنَّ الاسام إِنما هو الهاء وجيء بالواو لبيان الحركة وكذلك لَهْو مالٌ إِنما الاسم منها الهاء والواو لما قدَّمنا ودَلِيلُ ذلك أَنَّك إِذا وقفت حذفت الواو فقلت رأَيته والمالُ لَهْ ومنهم من يحذفها في الوصل مع الحركة التي على الهاء ويسكن الهاء حكى اللحياني عن الكسائي لَهْ مالٌ أَي لَهُو مالٌ الجوهري وربما حذفوا الواو مع الحركة قال ابن سيده وحكى اللحياني لَهْ مال بسكون الهاء وكذلك ما أَشبهه قال يَعْلَى بن الأَحْوَلِ أَرِقْتُ لِبَرْقٍ دُونَه شَرَوانِ يَمانٍ وأَهْوَى البَرْقَ كُلَّ يَمانِ فظَلْتُ لَدَى البَيْتِ العَتِيقِ أُخِيلُهو ومِطْوايَ مُشْتاقانِ لَهْ أَرِقانِ فَلَيْتَ لَنا مِنْ ماء زَمْزَمَ شَرْبةً مُبَرَّدةً باتَتْ على طَهَيانِ قال ابن جني جمع بين اللغتين يعني إِثْبات الواو في أُخِيلُهو وإِسكان الهاء في لَهْ وليس إِسكان الهاء في له عن حَذْف لَحِقَ الكلمة بالصنعة وهذا في لغة أَزْد السَّراة كثير ومثله ما روي عن قطرب من قول الآخر وأَشْرَبُ الماء ما بي نَحْوَهُو عَطَشٌ إِلاَّ لأَنَّ عُيُونَهْ سَيْلُ وادِيها فقال نَحْوَهُو عطش بالواو وقال عُيُونَهْ بإِسكان الواو وأَما قول الشماخ لَهُ زَجَلٌ كأَنَّهُو صَوْتُ حادٍ إِذا طَلَبَ الوَسِيقةَ أَوْ زَمِيرُ فليس هذا لغتين لأَنا لا نعلم رِوايةً حَذْفَ هذه الواوِ وإِبقاء الضمةِ قبلها لُغةً فينبغي أَن يكون ذلك ضَرُورةً وصَنْعةً لا مذهباً ولا لغة ومثله الهاء من قولك بِهِي هي الاسم والياء لبيان الحركة ودليل ذلك أَنك إِذا وقفت قلت بِهْ ومن العرب من يقول بِهِي وبِهْ في الوصل قال اللحياني قال الكسائي سمعت أَعراب عُقَيْل وكلاب يتكلمون في حال الرفع والخفض وما قبل الهاء متحرك فيجزمون الهاء في الرفع ويرفعون بغير تمام ويجزمون في الخفض ويخفضون بغير تمام فيقولون إِنَّ الإِنسانَ لِرَبِّهْ لَكَنُودٌ بالجزم ولِرَبِّه لكَنُودٌ بغير تمام ولَهُ مالٌ ولَهْ مالٌ وقال التمام أَحب إِليَّ ولا ينظر في هذا إِلى جزم ولا غيره لأَنَّ الإِعراب إِنما يقع فيما قبل الهاء وقال كان أَبو جعفر قارئ أَهل المدينة يخفض ويرفع لغير تمام وقال أَنشدني أَبو حزام العُكْلِي لِي والِدٌ شَيْخٌ تَهُضُّهْ غَيْبَتِي وأَظُنُّ أَنَّ نَفادَ عُمْرِهْ عاجِلُ فخفف في موضعين وكان حَمزةُ وأَبو عمرو يجزمان الهاء في مثل يُؤدِّهْ إِليك ونُؤْتِهْ مِنها ونُصْلِهْ جَهَنَّمَ وسمع شيخاً من هَوازِنَ يقول عَلَيْهُ مالٌ وكان يقول عَلَيْهُم وفِيهُمْ وبِهُمْ قال وقال الكسائي هي لغات يقال فيهِ وفِيهِي وفيهُ وفِيهُو بتمام وغير تمام قال وقال لا يكون الجزم في الهاء إِذا كان ما قبلها ساكناً التهذيب الليث هو كناية تذكيرٍ وهي كنايةُ تأْنيثٍ وهما للاثنين وهم للجَماعة من الرجال وهُنَّ للنساء فإِذا وقَفْتَ على هو وَصَلْتَ الواو فقلت هُوَهْ وإِذا أَدْرَجْتَ طَرَحْتَ هاء الصِّلةِ وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال مَرَرْتُ بِهْ ومررت بِهِ ومررت بِهِي قال وإِن شئت مررت بِهْ وبِهُ وبِهُو وكذلك ضَرَبه فيه هذه اللغات وكذلك يَضْرِبُهْ ويَضْرِبُهُ ويَضْرِبُهُو فإِذا أَفردت الهاء من الاتصال بالاسم أَو بالفعل أَو بالأَداة وابتدأْت بها كلامك قلت هو لكل مذكَّر غائب وهي لكل مؤنثة غائبة وقد جرى ذِكْرُهُما فزِدْتَ واواً أَو ياء استثقالاً للاسم على حرف واحد لأَن الاسم لا يكون أَقلَّ من حرفين قال ومنهم مَن يقول الاسم إِذا كان على حرفين فهو ناقِصٌ قد ذهب منه حَرْفٌ فإِن عُرف تَثْنِيَتُه وجَمْعُه وتَصْغِيرُه وتَصْريفه عُرِفَ النَّاقِصُ منه وإِن لم يُصَغَّر ولم يُصَرَّفْ ولم يُعْرَفْ له اشتِقاقٌ زيدَ فيه مثل آخره فتقول هْوَّ أَخوك فزادوا مع الواو واواً وأَنشد وإِنَّ لِسانِي شُهْدةٌ يُشْتَفَى بِها وهُوَّ علَى مَنْ صَبَّه اللهُ عَلْقَمُ كما قالوا في مِن وعَن ولا تَصْرِيفَ لَهُما فقالوا مِنِّي أَحْسَنُ مِن مِنِّكَ فزادوا نوناً مع النون أَبو الهيثم بنو أَسد تُسَكِّن هِي وهُو فيقولون هُو زيدٌ وهِي هِنْد كأَنهم حذفوا المتحرك وهي قالته وهُو قاله وأَنشد وكُنَّا إِذا ما كانَ يَوْمُ كَرِيهةٍ فَقَدْ عَلِمُوا أَنِّي وهُو فَتَيانِ فأَسكن ويقال ماهُ قالَه وماهِ قالَتْه يريدون ما هُو وما هِيَ وأَنشد دارٌ لسَلْمَى إِذْهِ مِنْ هَواكا فحذف ياء هِيَ الفراء يقال إِنَّه لَهْوَ أَو الحِذْلُ ( * قوله « أو الحذل » رسم في الأصل تحت الحاء حاء أخرى اشارة إلى عدم نقطها وهو بالكسر والضم الأصل ووقع في الميداني بالجيم وفسره باصل الشجرة ) عَنَى اثْنَيْنِ وإِنَّهُمْ لَهُمْ أَو الحُرَّةُ دَبِيباً يقال هذا إِذا أَشكل عليك الشيء فظننت الشخص شخصين الأَزهري ومن العرب من يشدد الواو من هُوّ والياء من هِيَّ قال أَلا هِيْ أَلا هِي فَدَعْها فَإِنَّما تَمَنِّيكَ ما لا تَسْتَطِيعُ غُروزُ الأَزهري سيبويه وهو قول الخليل إِذا قلت يا أَيُّها الرجل فأَيُّ اسم مبهم مبني على الضمّ لأَنه منادى مُفْرَدٌ والرجل صِفة لأَيّ تقول يا أَيُّها الرَّجلُ أَقْبِلْ ولا يجوز يا الرجلُ لأَنَّ يا تَنْبيهٌ بمنزلة التعريف في الرجل ولا يجمع بين يا وبين الأَلف واللام فتَصِلُ إِلى الأَلف واللام بأَيٍّ وها لازِمةٌ لأَيٍّ للتنبيه وهي عِوَضٌ من الإِضافة في أَيٍّ لأَن أَصل أَيٍّ أَن تكون مضافةً إِلى الاستفهام والخبر وتقول للمرأَةِ يا أَيَّتُها المرأَةُ والقرّاء كلهم قَرَؤُوا أَيُّها ويا أَيُّها الناسُ وأَيُّها المؤمنون إِلا ابنَ عامر فإِنه قرأَ أَيُّهُ المؤمنون وليست بجَيِّدةٍ وقال ابن الأَنباري هي لغة وأَما قول جَرير يقولُ لي الأَصْحابُ هل أَنتَ لاحِقٌ بأَهْلِكَ ؟ إِنَّ الزَّاهِرِيَّةَ لا هِيا فمعنى لا هِيا أَي لا سبيل إِليها وكذلك إِذا ذكَر الرجل شيئاً لا سبيل إِليه قال له المُجِيبُ لا هُوَ أَي لا سبيل إِليه فلا تَذْكُرْهُ ويقال هُوَ هُوَ أَي هَوَ مَن قد عرَفْتُهُ ويقال هِيَ هِيَ أَي هِيَ الداهِيةُ التي قد عَرَفْتُها وهم هُمْ أَي هُمُ الذين عَرَفْتُهم وقال الهذلي رَفَوْني وقالوا يا خُوَيْلِدُ لَم تُرَعْ ؟ فقُلتُ وأَنْكَرْتُ الوجوهَ هُمُ هُمُ وقول الشنفرى فإِنْ يكُ مِن جِنٍّ لأَبْرَحُ طارِقاً وإِنْ يَكُ إِنْساً ما كَها الإِنْسُ تَفْعَلُ أَي ما هكذا الإِنْسُ تَفْعَل وقول الهذلي لَنا الغَوْرُ والأَعْراضُ في كلِّ صَيْفةٍ فذَلِكَ عَصْرٌ قد خَلا ها وَذا عَصْرُ أَدخلَ ها التنبيه وقال كعب عادَ السَّوادُ بَياضاً في مَفارقِهِ لا مَرْحَباً ها بذا اللَّوْنِ الذي رَدَفا كأَنه أَراد لا مَرْحَباً بهذا اللَّوْنِ فَفَرَقَ بين ها وذا بالصِّفة كما يفْرُقون بينهما بالاسم ها أَنا وها هو ذا الجوهري والهاء قد تكون كِنايةً عن الغائبِ والغائِبة تقول ضَرَبَه وضَرَبها وهو للمُذكَّر وهِيَ للمُؤنثِ وإِنما بَنَوا الواوَ في هُوَ والياء في هِيَ على الفتح ليَفْرُقُوا بين هذه الواو والياء التي هِيَ مِن نَفْسِ الاسم المَكْنِيِّ وبين الواو والياء اللتين تكونان صلة في نحو قولك رأَيْتُهو ومَرَرْتُ بِهِي لأَن كل مَبْنِيّ فحقه أَن يُبْنى على السكون إِلا أَن تَعْرِضَ عِلَّة تُوجِبُ الحَركة والذي يَعْرِضُ ثلاثةُ أَشياء أَحَدُها اجتماعُ الساكِنَيْنِ مِثْلُ كيف وأَيْن والثاني كونه على حَرْف واحد مثل الباء الزائدة والثالثُ الفَرْقُ بينه وبين غيره مثل الفِعل الماضِي يُبْنى على الفتح لأَنه ضارَعَ بعضَ المُضارعةِ فَفُرِقَ بالحَركة بينه وبين ما لم يُضارِعْ وهو فِعْلُ الأَمْرِ المُواجَهِ به نحو افْعَلْ وأَما قولُ الشاعر ما هِيَ إِلا شَرْبةٌ بالحَوْأَبِ فَصَعِّدِي مِنْ بَعْدِها أَو صَوِّبي وقول بنت الحُمارِس هَلْ هِيَ إِلاَّ حِظةٌ أَو تَطْلِيقْ أَو صَلَفٌ مِنْ بَينِ ذاكَ تَعْلِيقْ ؟ فإِنَّ أَهل الكوفة قالوا هي كِنايةٌ عن شيء مجهول وأَهل البَصرة يَتأَوَّلُونها القِصَّة قال ابن بري وضمير القصة والشأْن عند أَهل البصرة لا يُفَسِّره إِلا الجماعةُ دون المُفْرَد قال الفراء والعرب تَقِفُ على كل هاءِ مؤنَّث بالهاء إِلا طَيِّئاً فإِنهم يَقِفون عليها بالتاء فيقولون هذِ أَمَتْ وجاريَتْ وطَلْحَتْ وإِذا أَدْخَلْتَ الهاء في النُّدْبة أَثْبَتَّها في الوقْف وحذفْتها في الوصل ورُبما ثبتت في ضرورة الشعر فتُضَمُّ كالحَرْف الأَصليّ قال ابن بري صوابه فتُضَمُّ كهاء الضمير في عَصاهُ ورَحاهُ قال ويجوز كسره لالتقاء الساكنين هذا على قول أَهل الكوفة وأَنشد الفراء يا ربِّ يا رَبَّاهُ إِيَّاكَ أَسَلْ عَفْراء يا رَبَّاهُ مِنْ قَبْلِ الأَجلْ وقال قيس بنُ مُعاذ العامري وكان لمَّا دخلَ مكة وأَحْرَمَ هو ومن معه من الناس جعل يَسْأَلُ رَبَّه في لَيْلى فقال له أَصحابه هَلاَّ سأَلتَ الله في أَن يُريحَكَ من لَيْلى وسأَلْتَه المَغْفرةَ فقال دَعا المُحْرمُونَ اللهَ يَسْتَغْفِرُونَه بِمكَّةَ شُعْثاً كَيْ تُمحَّى ذُنُوبُها فَنادَيْتُ يا رَبَّاهُ أَوَّلَ سَأْلَتي لِنَفْسِيَ لَيْلى ثم أَنْتَ حَسِيبُها فإِنْ أُعْطَ لَيْلى في حَياتِيَ لا يَتُبْ إِلى اللهِ عَبْدٌ تَوْبةً لا أَتُوبُها وهو كثير في الشعر وليس شيء منه بحُجة عند أَهل البصرة وهو خارجٌ عن الأَصل وقد تزاد الهاء في الوقف لبيان الحركة نحو لِمَهْ وسُلْطانِيَهْ ومالِيَهْ وثُمَّ مَهْ يعني ثُمَّ ماذا وقد أَتَتْ هذه الهاء في ضرورة الشعر كما قال هُمُ القائلونَ الخَيرَ والآمِرُونَهُ إِذا ما خَشَوْا مِن مُعْظَمِ الأَمرِ مُفْظِعا ( * قوله « من معظم الامر إلخ » تبع المؤلف الجوهري وقال الصاغاني والرواية من محدث الأمر معظما قال وهكذا أنشده سيبويه ) فأَجْراها مُجْرَى هاء الإِضمار وقد تكون الهاء بدلاً من الهمزة مثل هَراقَ وأَراقَ قال ابن بري ثلاثة أَفعال أَبْدَلوا من همزتها هاء وهي هَرَقْت الماء وهَنَرْتُ الثوب ( * قوله « وهنرت الثوب » صوابه النار كما في مادة هرق ) وهَرَحْتُ الدابَّةَ والعرب يُبْدِلون أَلف الاستفهام هاء قال الشاعر وأَتَى صَواحِبُها فَقُلْنَ هذا الذي مَنَحَ المَوَدَّةَ غَيْرَنا وجَفانا يعني أَذا الذي وها كلمة تنبيه وقد كثر دخولها في قولك ذا وذِي فقالوا هذا وهَذِي وهَذاك وهَذِيك حتى زعم بعضهم أَنَّ ذا لما بَعُدَ وهذا لما قَرُبَ وفي حديث عليّ رضي الله عنه ها إِنَّ هَهُنا عِلْماً وأَوْمَأَ بِيَدِه إِلى صَدْرِه لو أَصَبْتُ له حَمَلةً ها مَقْصورةً كلمةُ تَنبيه للمُخاطَب يُنَبَّه بها على ما يُساقُ إِليهِ مِنَ الكلام وقالوا ها السَّلامُ عليكم فها مُنَبِّهَةٌ مؤَكِّدةٌ قال الشاعر وقَفْنا فقُلنا ها السَّلامُ عليكُمُ فأَنْكَرَها ضَيقُ المَجَمِّ غَيُورُ وقال الآخر ها إِنَّها إِنْ تَضِقِ الصُّدُورُ لا يَنْفَعُ القُلُّ ولا الكَثِيرُ ومنهم من يقول ها اللهِ يُجْرَى مُجْرى دابَّةٍ في الجمع بين ساكنين وقالوا ها أَنْتَ تَفْعَلُ كذا وفي التنزيل العزيز ها أَنْتم هَؤُلاءِ وهأَنْتَ مقصور وها مقصور للتَّقْريب إِذا قيل لك أَيْنَ أَنْتَ فقل ها أَنا ذا والمرأَةُ تقول ها أَنا ذِهْ فإِن قيل لك أَيْنَ فلان ؟ قلتَ إِذا كان قريباً ها هُو ذا وإِن كان بَعِيداً قلت ها هو ذاك وللمرأَةِ إِذا كانت قَريبة ها هي ذِهْ وإِذا كانت بعيدة ها هِيَ تِلْكَ والهاءُ تُزادُ في كلامِ العرب على سَبْعة أَضْرُب أَحدها للفَرْقِ بين الفاعل والفاعِلة مثل ضارِبٍ وضارِبةٍ وكَريمٍ وكَرِيمةٍ والثاني للفرق بين المُذَكَّر والمُؤَنث في الجنس نحو امْرئٍ وامرأَةٍ والثالث للفرق بين الواحد والجمع مثل تَمْرة وتَمْر وبَقَرةٍ وبَقَر والرابع لتأْنيث اللفظة وإِن لم يكن تحتَها حَقيقةُ تَأْنيث نحو قِرْبةٍ وغُرْفةٍ والخامس للمُبالَغةِ مثل عَلاَّمةٍ ونسّابةٍ في المَدْح وهِلْباجةٍ وفَقاقةٍ في الذَّمِّ فما كان منه مَدْحاً يذهبون بتأْنيثه إِلى تأْنيث الغاية والنِّهاية والداهِية وما كان ذَمّاً يذهبون فيه إِلى تأْنيث البَهِيمةِ ومنه ما يستوي فيه المذكر والمؤنث نحو رَجُل مَلُولةٌ وامرأَةٌ مَلُولةٌ والسادس ما كان واحداً من جنس يقع على المذكر والأُنثى نحو بَطَّة وحَيَّة والسابع تدخل في الجمع لثلاثة أَوجه أَحدها أَن تدل على النَّسب نحو المَهالِبة والثاني أَن تَدُلَّ على العُجْمةِ نحو المَوازِجةِ والجَوارِبةِ وربما لم تدخل فيه الهاء كقولهم كَيالِج والثالث أَن تكون عوضاً من حرف محذوف نحو المَرازِبة والزَّنادِقة والعَبادِلةِ وهم عبدُ اللهِ بن عباس وعبدُ الله بنُ عُمَر وعبدُ الله بنُ الزُّبَيْر قال ابن بري أَسقط الجوهري من العَبادِلة عبدَ اللهِ بنَ عَمْرو بن العاص وهو الرابع قال الجوهري وقد تكون الهاء عِوضاً من الواو الذاهِبة من فاء الفعل نحو عِدةٍ وصِفةٍ وقد تكون عوضاً من الواو والياء الذاهبة من عَيْن الفعل نحو ثُبةِ الحَوْضِ أَصله من ثابَ الماءُ يَثُوبُ ثَوْباً وقولهم أَقام إِقامةً وأَصله إِقْواماً وقد تكون عوضاً من الياء الذاهبة من لام الفعل نحو مائِةٍ ورِئةٍ وبُرةٍ وها التَّنبيهِ قد يُقْسَمُ بها فيقال لاها اللهِ ا فَعَلتُ أَي لا واللهِ أُبْدِلَتِ الهاء من الواو وإِن شئت حذفت الأَلف التي بعدَ الهاء وإِن شئت أَثْبَتَّ وقولهم لاها اللهِ ذا بغير أَلفٍ أَصلُه لا واللهِ هذا ما أُقْسِمُ به ففَرقْتَ بين ها وذا وجَعَلْتَ اسم الله بينهما وجَرَرْته بحرف التنبيه والتقدير لا واللهِ ما فعَلْتُ هذا فحُذِفَ واخْتُصِر لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم وقُدِّم ها كما قُدِّم في قولهم ها هُو ذا وهأَنَذا قال زهير تَعَلَّماً ها لَعَمْرُ اللهِ ذا قَسَماً فاقْصِدْ بذَرْعِكَ وانْظُرْ أَينَ تَنْسَلِكُ ( * في ديوان النابغة تعلَّمَنْ بدل تعلَّماً ) وفي حديث أَبي قَتادةَ رضي الله عنه يومَ حُنَينٍ قال أَبو بكر رضي الله عنه لاها اللهِ إِذاً لا يَعْمِدُ إِلى أَسَدٍ من أُسْدِ اللهِ يُقاتِلُ عن اللهِ ورسولِه فيُعْطِيكَ سَلَبَه هكذا جاء الحديث لاها اللهِ إِذاً ( * قوله « لاها الله إِذاً » ضبط في نسخة النهاية بالتنوين كما ترى ) والصواب لاها اللهِ ذا بحذف الهمزة ومعناه لا واللهِ لا يكونُ ذا ولا واللهِ الأَمرُ ذا فحُذِفَ تخفيفاً ولك في أَلف ها مَذْهبان أَحدهما تُثْبِتُ أَلِفَها لأَن الذي بعدها مُدْغَمٌ مثلُ دابةٍ والثاني أَن تَحْذِفَها لالتقاء الساكنين وهاءِ زَجْرٌ للإِبل ودُعاء لها وهو مبني على الكسر إِذا مدَدْتَ وقد يقصر تقول هاهَيْتُ بالإِبل إِذا دَعَوْتَها كما قلناه في حاحَيْتُ ومن قال ها فحكى ذلك قال هاهَيْتُ وهاءَ أَيضاً كلمة إِجابة وتَلْبِيةٍ وليس من هذا الباب الأَزهري قال سيبويه في كلام العرب هاءَ وهاكَ بمنزلة حَيَّهلَ وحَيَّهلَك وكقولهم النَّجاكَ قال وهذه الكاف لم تَجِئْ عَلَماً للمأْمورين والمَنْهِيِّينَ والمُضْمَرِين ولو كانت علماً لمُضْمَرِين لكانت خطأً لأَن المُضْمَرَ هنا فاعِلون وعلامةُ الفاعلين الواو كقولك افْعَلُوا وإِنما هذه الكاف تخصيصاً وتوكيداً وليست باسم ولو كانت اسماً لكان النَّجاكُ مُحالاً لأَنك لا تُضِيفُ فيه أَلفاً ولاماً قال وكذلك كاف ذلكَ ليس باسم ابن المظفر الهاء حَرْفٌ هَشٌّ لَيِّنٌ قد يَجِيءُ خَلَفاً من الأَلف التي تُبْنَى للقطع قال الله عز وجل هاؤُمُ اقْرؤُوا كِتابِيَهْ جاء في التفسير أن الرجل من المؤمنين يُعْطى كِتابه بيَمِينه فإِذا قرأَه رأَى فيه تَبْشِيرَه بالجنة فيُعْطِيه أَصْحابَهُ فيقول هاؤُمُ اقْرَؤوا كِتابي أَي خُذُوه واقْرؤوا ما فِيه لِتَعْلَمُوا فَوْزي بالجنة يدل على ذلك قوله إني ظَنَنْتُ أَي عَلِمْتُ أَنِّي مُلاقٍ حسابيَهْ فهو في عِيشةٍ راضِيَةٍ وفي هاء بمعنى خذ لغاتٌ معروفة قال ابن السكيت يقال هاءَ يا رَجُل وهاؤُما يا رجلانِ وهاؤُمْ يا رِجالُ ويقال هاءِ يا امرأَةُ مكسورة بلا ياء وهائِيا يا امرأَتانِ وهاؤُنَّ يا نِسْوةُ ولغة ثانية هَأْ يا رجل وهاءَا بمنزلة هاعا وللجمع هاؤُوا وللمرأَة هائي وللتثنية هاءَا وللجمع هَأْنَ بمنزلة هَعْنَ ولغة أُخرى هاءِ يا رجل بهمزة مكسورة وللاثنين هائِيا وللجمع هاؤُوا وللمرأَة هائي وللثنتين هائِيا وللجمع هائِينَ قال وإِذا قلتُ لك هاءَ قلتَ ما أَهاءُ يا هذا وما أَهاءُ أَي ما آخُذُ وما أُعْطِي قال ونحوَ ذلك قال الكسائي قال ويقال هاتِ وهاءِ أَي أَعْطِ وخذ قال الكميت وفي أَيامِ هاتِ بهاءِ نُلْفَى إِذا زَرِمَ النَّدَى مُتَحَلِّبِينا قال ومن العرب من يقول هاكَ هذا يا رجل وهاكما هذا يا رجُلان وهاكُمُ هذا يا رجالُ وهاكِ هذا يا امرأَةُ وهاكُما هذا يا امْرأَتان وهاكُنَّ يا نِسْوةُ أَبو زيد يقال هاءَ يا رجل بالفتح وهاءِ يا رجل بالكسر وهاءَا للاثنين في اللغتين جميعاً بالفتح ولم يَكْسِروا في الاثنين وهاؤُوا في الجمع وأَنشد قُومُوا فَهاؤُوا الحَقَّ نَنْزِلْ عِنْدَه إِذْ لم يَكُنْ لَكُمْ عَليْنا مَفْخَرُ ويقال هاءٍ بالتنوين وقال ومُرْبِحٍ قالَ لي هاءٍ فَقُلْتُ لَهُ حَيَّاكَ رَبِّي لَقدْ أَحْسَنْتَ بي هائي ( * قوله « ومربح » كذا في الأصل بحاء مهملة ) قال الأَزهري فهذا جميع ما جاز من اللغات بمعنى واحد وأَما الحديث الذي جاءَ في الرِّبا لا تَبيعُوا الذِّهَبَ بالذَّهبِ إِلاَّ هاءَ وهاء فقد اختُلف في تفسيره فقال بعضهم أَن يَقُولَ كلُّ واحد من المُتَبايِعَيْن هاءَ أَي خُذْ فيُعْطِيه ما في يده ثم يَفْترقان وقيل معناه هاكَ وهاتِ أَي خُذْ وأَعْطِ قال والقول هو الأَولُ وقال الأَزهري في موضع آخر لا تَشْتَرُوا الذَّهب بالذَّهب إِلاَّ هاءَ وهاء أَي إِلاَّ يَداً بيدٍ كما جاء في حديث الآخر يعني مُقابَضةً في المجلس والأَصلُ فيه هاكَ وهاتِ كما قال وجَدْتُ الناسَ نائِلُهُمْ قُرُوضٌ كنَقْدِ السُّوقِ خُذْ مِنِّي وهاتِ قال الخطابي أَصحاب الحديث يروونه ها وها ساكنةَ الأَلف والصواب مَدُّها وفَتْحُها لأَن أَصلها هاكَ أَي خُذْ فحُذفَت الكاف وعُوِّضت منها المدة والهمزة وغير الخطابي يجيز فيها السكون على حَذْفِ العِوَضِ وتَتَنزَّلُ مَنْزِلةَ ها التي للتنبيه ومنه حديث عمر لأَبي موسى رضي الله عنهما ها وإِلاَّ جَعَلْتُكَ عِظةً أَي هاتِ منْ يَشْهَدُ لك على قولك الكسائي يقال في الاستفهام إِذا كان بهمزتين أَو بهمزة مطولة بجعل الهمزة الأُولى هاء فيقال هأَلرجُل فَعلَ ذلك يُريدون آلرجل فَعل ذلك وهأَنت فعلت ذلك وكذلك الذَّكَرَيْنِ هالذَّكَرَيْن فإِن كانت للاستفهام بهمزة مقصورة واحدة فإِن أَهل اللغة لا يجعلون الهمزة هاء مثل قوله أَتَّخَذْتُم أَصْطفى أَفْتَرى لا يقولون هاتَّخَذْتم ثم قال ولو قِيلت لكانتْ وطيِّءٌ تقول هَزَيْدٌ فعل ذلك يُريدون أَزيدٌ فَعَلَ ذلك ويقال أَيا فلانُ وهَيا فلانُ وأَما قول شَبيب بن البَرْصاء نُفَلِّقُ ها مَنْ لم تَنَلْه رِماحُنا بأَسْيافِنا هامَ المُلوكِ القَماقِمِ فإِنَّ أَبا سعيد قال في هذا تقديم معناه التأُخر إِنما هو نُفَلِّقُ بأَسيافنا هامَ المُلوك القَماقِمِ ثم قال ها مَنْ لم تَنَلْه رِماحُنا فها تَنْبِيه
الرائد
* ها. تأتي على ثلاثة أوجه: 1-إسم فعل بمعنى «خذ»، نحو: «ها المال»، أي خذه. ويجوز مد ألفها «هاء»، وتستعملان «بكاف» الخطاب، نحو: «هاك الكتاب»، أو بدونها. 2-ضمير للمؤنث الغائب، وتستعمل في موضع النصب مع الفعل، نحو: «رأيتها»، وفي موضع الجر مع الاسم، نحو: «كتابها». فالهاء ضمير، والألف هي علامة التأنيث. 3-للتنبيه، وتدخل على أربعة: (أ) الإشارة غير المختصة بالبعيد، نحو: «هذا». (ب) ضمير الرفع، نحو: «ها أنتم أولاد». (ج) «أي» في النداء، نحو: «يا أيها الرجل المعلم غيره». (د) إسم الله في القسم عند حذف حرفه، نحو: «ها الله».


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: