وأَنشد الجوهري لأَبي طالب : أَمِنْ أَجْلِ حَبْلٍ ، لا أَباكَ ، ضَرَبْتَه بمِنْسَأَة ؟ قد جَرَّ حَبْلُك أَحْبُل ؟
قال ابن بري : صوابه قد جَرَّ حَبْلَك أَحْبُلُ ؛ قال : وبعده : هَلُمَّ إِلى حُكْمِ ابن صَخْرة ، إِنَّه سَيَحكُم فيما بَيْننا ، ثم يَعْدِلُ والحبْل : الرَّسَن ، وجمعه حُبُول وحِبال . وحَبَل الشيءَ حَبْلاً : شَدَّه بالحَبْل ؛
قال : في الرأْس منها حبُّه مَحْبُولُ ومن أَمثالهم : يا حابِلُ اذْكُرْ حَلاًّ أَي يا من يَشُدُّ الحَبْلَ اذكر وقت حَلِّه . قال ابن سيده : ورواه اللحياني يا حامل ، بالميم ، وهو تصحيف ؛ قال ابن جني : وذاكرت بنوادر اللحياني شيخنا أَبا علي فرأَيته غير راض بها ، قال : وكان يكاد يُصَلِّي بنوادر أَبي زيد إِعْظاماً لها ، قال : وقال لي وقت قراءتي إِياها عليه ليس فيها حرف إِلاَّ ولأَبي زيد تحته غرض مّا ، قال ابن جني : وهو كذلك لأَنها مَحْشُوَّة بالنُّكَت والأَسرار ؛ الليث : المُحَبَّل الحَبْل في قول رؤبة : كل جُلال يَمْلأ المُحَبَّلا وفي حديث قيس بن عاصم : يَغْدو الناس بِحبالهم فلا يُوزَع رجل عن جَمَل يَخْطِمُه ؛ يريد الحِبال التي تُشَدُّ فيها الإِبل أَي يأْخذ كل إِنسان جَمَلاً يَخْطِمُه بحَبْله ويتملكه ؛ قال الخطابي : رواه ابن الأَعرابي يغدو الناس بجمالهم ، والصحيح بحِبالهم . والحابُول : الكَرُّ الذي يُصْعد به على النخل . والحَبْل : العَهْد والذِّمَّة والأَمان وهو مثل الجِوار ؛
وأَنشد الأَزهري : ما زلْتُ مُعْتَصِماً بحَبْلٍ منكُم ، مَنْ حَلِّ ساحَتَكم بأَسْبابٍ نَجا بعَهْدٍ وذِمَّةٍ . والحَبْل : التَّواصُل . ابن السكيت : الحَبْل الوِصال . وقال الله عز وجل : واعتصموا بحَبْل الله جميعاً ؛ قال أَبو عبيد : الاعتصام بحَبْل الله هو ترك الفُرْقة واتباعُ القرآن ، وإِيَّاه أَراد عبد الله بن مسعود بقوله : عليكم بحَبْل الله فإِنه كتاب الله . وفي حديث الدعاء : يا ذا الحَبْل الشديد ؛ قال ابن الأَثير : هكذا يرويه المحدثون بالباء ، قال : والمراد به القرآن أَو الدين أَو السبب ؛ ومنه قوله تعالى : واعتصموا بحَبْل الله جميعاً ولا تَفَرَّقوا ؛ ووصفه بالشدَّة لأَنها من صِفات الحِبال ، والشدَّةُ في الدين الثَّباتُ والاستقامة ؛ قال الأَزهري : والصواب الحَيْل ، بالياء ، وهو القُوَّة ، يقال حَيْل وحَوْل بمعنى . وفي حديث الأَقرع والأَبرص والأَعمى : أَنا رجل مسكين قد انقطعت بي الحِبال في سَفَري أَي انقطعت بي الأَسباب ، من الحَبْل السَّبَبِ . قال أَبو عبيد : وأَصل الحَبْل في كلام العرب ينصرف على وجوه منها العهد وهو الأَمان . وفي حديث الجنازة : اللهم إِن فلانَ بْنَ فلانٍ في ذمتك وحَبْل جِوارك ؛ كان من عادة العرب أَن يُخِيف بعضها بعضاً في الجاهلية ، فكان الرجل إِذا أَراد سفراً أَخذ عهداً من سيد كل قبيلة فيأْمن به ما دام في تلك القبيلة حتى ينتهي إِلى الأُخرى فيأْخذ مثل ذلك أَيضاً ، يريد به الأَمان ، فهذا حَبْل الجِوار أَي ما دام مجاوراً أَرضه أَو هو من الإِجارة الأَمان والنصرة ؛ قال : فمعنى قول ابن مسعود عليكم بحبل الله أَي عليكم بكتاب الله وترك الفُرْقة ، فإِنه أَمان لكم وعهد من عذاب الله وعقابه ؛ وقال الأَعشى يذكر مسيراً له : وإِذا تُجَوِّزها حِبالُ قَبِيلة ، أَخَذَتْ من الأُخرى إِليك حِبالَها وفي الحديث : بيننا وبين القوم حِبال أَي عهود ومواثيق . وفي حديث ذي المِشْعار : أَتَوْك على قُلُصٍ نَواجٍ متصلة بحَبائل الإِسلام أَي عهوده وأَسبابه ، على أَنها جمع الجمع . قال : والحَبْل في غير هذا المُواصَلة ؛ قال امرؤ القيس : إِني بحَبْلك واصِلٌ حَبْلي ، وبِرِيش نَبْلِك رائش نَبْلي والحَبْل : حَبْل العاتق . قال ابن سيده : حَبْل العاتق عَصَب ، وقيل : عَصَبة بين العُنُق والمَنْكِب ؛ قال ذو الرمة : والقُرْطُ في حُرَّة الذِّفْرى مُعَلَّقُهُ ، تَباعَدَ الحَبْلُ منها ، فهو يضطرب وقيل : حَبْل العاتق الطَّرِيقة التي بين العُنُق ورأْس الكتف . الأَزهري : حَبْلُ العاتق وُصْلة ما بين العاتق والمَنْكِب . وفي حديث أَبي قتادة : فضربته على حَبْل عاتقه ، قال : هو موضع الرداء من العنق ، وقيل : هو عِرْق أَو عَصَب هناك . وحَبْل الوَرِيد : عِرْق يَدِرُّ في الحَلْق ، والوَرِيدُ عِرْق يَنْبِض من الحيوان لا دَم فيه . الفراء في قوله عز وجل : ونحن أَقرب إِليه من حَبْل الوريد ؛ قال : الحَبْل هو الوَرِيد فأُضيف إِلى نفسه لاختلاف لفظ الاسمين ، قال : والوَرِيد عِرْق بين الحُلْقوم والعِلْباوَيْن ؛ الجوهري : حَبْل الوَرِيد عِرْق في العنق وحَبْلُ الذراع في اليد . وفي المثل : هو على حَبْل ذراعك أَي في القُرب منك . ابن سيده : حَبْل الذراع عِرْق ينقاد من الرُّسْغ حتى ينغمس في المَنْكِب ؛
قال : خِطَامُها حَبْلُ الذراع أَجْمَع وحَبْل الفَقار : عِرق ينقاد من أَول الظهر إِلى آخره ؛ عن ثعلب ؛
وأَنشد البيت أَيضاً : خِطامها حبل الفَقار أَجْمَع مكان قوله حَبْل الذراع ، والجمع كالجمع . وهذا على حَبْل ذراعك أَي مُمْكِن لك لا يُحال بينكما ، وهو على المثل ، وقيل : حِبال الذراعين العَصَب الظاهر عليهما ، وكذلك هي من الفَرَس . الأَصمعي : من أَمثالهم في تسهيل الحاجة وتقريبها : هو على حَبْل ذراعك أَي لا يخالفك ، قال : وحَبْل الذراع عِرْق في اليد ، وحِبال الفَرَس عروق قوائمه ؛ ومنه قول امرئ القيس : كأَنَّ نُجوماً عُلِّقَتْ في مَصامِه ، بأَمراس كَتَّانٍ إِلى صُمِّ جَنْدَل والأَمراس : الحِبال ، الواحدة مَرَسة ، شَبَّه عروق قوائمه بحِبال الكَتَّان ، وشبه صلابة حوافره بصُمِّ الجَنْدَل ، وشبه تحجيل قوائمه ببياض نجوم السماء . وحِبال الساقين : عَصَبُهما . وحَبائِل الذكر : عروقه . والحِبالة : التي يصاد بها ، وجمعها حَبائل ، قال : ويكنى بها عن الموت ؛ قال لبيد : حَبائلُه مبثوثة بَسبِيلهِ ، ويَفْنى إِذا ما أَخطأَتْه الحَبائل وفي الحديث : النِّساء حَبائل الشيطان أَي مَصايِدُه ، واحدتها حِبالة ، بالكسر ، وهي ما يصاد بها من أَيّ شيء كان . وفي حديث ابن ذي يَزَن : ويَنْصِبون له الحَبائل . والحَابِل : الذي يَنْصِب الحِبالة للصيد . والمَحْبُول : الوَحْشيُّ الذي نَشِب في الحِبالة . والحِبالة : المِصْيَدة مما كانت . وحَبَل الصيدَ حَبْلاً واحْتَبَله : أَخذه وصاده بالحِبالة أَو نصبها له . وحَبَلَته الحِبالةُ : عَلِقَتْه ، وجمعها حبائل ؛ واستعاره الراعي للعين وأَنها عَلِقَت القَذَى كما عَلِقَت الحِبالةُ الصيدَ فقال : وبات بثَدْيَيْها الرَّضِيعُ كأَنه قَذًى ، حَبَلَتْه عَيْنُها ، لا يُنيمُها وقيل : المَحْبُول الذي نصبت له الحِبالة وإِن لم يقع فيها . والمُحْتَبَل : الذي أُخِذ فيها ؛ ومنه قول الأَعشى : ومَحْبُول ومُحْتَبَل الأَزهري : الحَبْل مصدر حَبَلْت الصيد واحتبلته إِذا نصبت له حِبالة فنَشِب فيها وأَخذته . والحِبالة : جمع الحَبَل . يقال : حَبَل وحِبال وحِبالة مثل جَمَل وجِمال وجِمالة وذَكَر وذِكار وذِكارة . وفي حديث عبد الله السعدي : سأَلت ابن المسيَّب عن أَكل الضَّبُع فقال : أَوَيأْكلها أَحد ؟ فقلت : إِن ناساً من قومي يَتَحَبَّلُونها فيأْكلونها ، أَي يصطادونها بالحِبالة . ومُحْتَبَل الفَرَس : أَرْساغه ؛ ومنه قول لبيد : ولقد أَغدو ، وما يَعْدِمُني صاحبٌ غير طَوِيل المُحْتَبَل أَي غير طويل الأَرساغ ، وإِذا قَصُرت أَرساغه كان أَشدّ . والمُحْتَبَل من الدابة : رُسْغُها لأَنه موضع الحَبْل الذي يشدّ فيه . والأُحْبُول : الحِبالة . وحبائل الموت : أَسبابُه ؛ وقد احْتَبَلهم الموتُ . وشَعرٌ مُحَبَّل : مَضْفور . وفي حديث قتادة في صفة الدجال ، لعنه الله : إِنه مُحبَّل الشعر أَي كأَن كل قَرْن من قرون رأْسه حَبْل لأَنه جعله تَقاصيب لجُعُودة شعره وطوله ، ويروى بالكاف مُحَبَّك الشَّعر . والحُبال : الشَّعر الكثير . والحَبْلانِ : الليلُ والنهار ؛ قال معروف بن ظالم : أَلم تر أَنَّ الدهر يوم وليلة ، وأَنَّ الفتى يُمْسِي بحَبْلَيْه عانِيا ؟ وفي التنزيل العزيز في قصة اليهود وذُلِّهم إِلى آخر الدنيا وانقضائها : ضُرِبَت عليهم الذِّلَّة أَينما ثُقِفُوا إِلاَّ بحَبْل من الله وحَبْل من الناس ؛ قال الأَزهري : تكلم علماء اللغة في تفسير هذه الآية واختلفت مذاهبهم فيها لإِشكالها ، فقال الفراء : معناه ضربت عليهم الذلة إِلا أَن يعتصموا بحَبْل من الله فأَضمر ذلك ؛ قال : ومثله قوله : رَأَتْني بحَبْلَيْها فَصَدَّت مَخافةً ، وفي الحَبْل رَوْعاءُ الفؤاد فَرُوق أَراد رأَتني أَقْبَلْتُ بحَبْلَيْها فأَضمر أَقْبَلْت كما أَضمر الاعتصام في الآية ؛ وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى أَنه ، قال : الذ ؟
قاله الفراء بعيد أَن تُحْذف أَن وتبقى صِلَتُها ، ولكن المعنى إِن شاء الله ضُرِبَت عليهم الذلة أَينما ثُقِفوا بكل مكان إِلا بموضع حَبْل من الله ، وهو استثناء متصل كما تقول ضربت عليهم الذلة في الأَمكنة إِلا في هذا المكان ؛ قال : وقول الشاعر رأَتني بحَبْلَيْها فاكتفى بالرؤية من التمسك ، قال : وقال الأَخفش إِلا بحَبْل من الله إِنه استثناء خارج من أَول الكلام في معنى لكن ، قال الأَزهري : والقول ما ، قال أَبو العباس . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : أُوصيكم بكتاب الله وعِتْرَتي أَحدهما أَعظم من الآخر وهو كتاب الله حَبْل ممدود من السماء إِلى الأَرض أَي نور ممدود ؛ قال أَبو منصور : وفي هذا الحديث اتصال كتاب الله (* قوله « اتصال كتاب الله » أي بالسماء ) عز وجل وإِن كان يُتْلى في الأَرض ويُنسَخ ويُكتَب ، ومعنى الحَبْل الممدود نور هُدَاه ، والعرب تُشَبِّه النور الممتدّ بالحَبْل والخَيْط ؛ قال الله تعالى : حتى يتبين لكم الخيط الأَبيض من الخيط الأَسود من الفجر ؛ يعني نور الصبح من ظلمة الليل ، فالخيط الأَبيض هو نور الصبح إِذا تبين للأَبصار وانفلق ، والخيط الأَسود دونه في الإِنارة لغلبة سواد الليل عليه ، ولذلك نُعِتَ بالأَسود ونُعِت الآخر بالأَبيض ، والخَيْطُ والحَبْل قريبان من السَّواء . وفي حديث آخر : وهو حَبْل الله المَتِين أَي نور هداه ، وقيل عَهْدُه وأَمانُه الذي يُؤمِن من العذاب . والحَبْل : العهد والميثاق . الجوهري : ويقال للرَّمْل يستطيل حَبْل ، والحَبْل الرَّمْل المستطيل شُبِّه بالحَبل . والحَبْل من الرمل : المجتمِعُ الكثير العالي . والحَبْل : رَمْل يستطيل ويمتدّ . وفي حديث عروة بن مُضَرِّس : أَتيتك من جَبَلَيْ طَيِّء ما تركت من حبل إِلا وقفت عليه ؛ الحَبْل : المستطيل من الرَّمْل ، وقيل الضخم منه ، وجمعه حِبال ، وقيل : الحِبال في الرمل كالجِبال في غير الرمل ؛ ومنه حديث بدر : صَعِدْنا على حَبْل أَي قطعة من الرمل ضَخْمة ممتدَّة . وفي الحديث : وجَعَل حَبْلَ المُشاة بين يديه أَي طريقَهم الذي يسلكونه في الرَّمْل ، وقيل : أَراد صَفَّهم ومُجْتَمعهم في مشيهم تشبيهاً بحَبْل الرمل . وفي صفة الجنة : فإِذا فيها حَبائل اللؤلؤ ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء في كتاب البخاري والمعروف جَنابِذُ اللؤلؤ ، وقد تقدم ، قال : فإِن صحت الرواية فيكون أَراد به مواضع مرتفعة كحِبال الرمل كأَنه جمع حِبالة ، وحِبالة جمع حَبْل أَو هو جمع على غير قياس . ابن الأَعرابي : يقال للموت حَبِيلَ بَراح ؛ ابن سيده : فلان حَبِيل بَراح أَي شُجاعٌ ، ومنه قيل للأَسد حَبِيل بَراح ، يقال ذلك للواقف مكانه كالأَسد لا يَفِرُّ . والحبْل والحِبْل : الداهية ، وجَمْعها حُبُول ؛ قال كثيِّر : فلا تَعْجَلي ، يا عَزّ ، أَن تَتَفَهَّمِي بنُصْحٍ أَتى الواشُونَ أَم بحُبُول وقال الأَخطل : وكنتُ سَلِيمَ القلب حتى أَصابَني ، من اللاَّمِعات المُبْرِقاتِ ، حُبول ؟
قال ابن سيده : فأَما ما رواه الشيباني خُبُول ، بالخاء المعجمة ، فزعم الفارسي أَنه تصحيف . ويقال للداهية من الرجال : إِنه لحِبْل من أَحْبالها ، وكذلك يقال في القائم على المال . ابن الأَعرابي : الحِبْل الرجل العالم الفَطِن الداهي ؛ قال وأَنشدني المفضل : فيا عَجَبا لِلْخَوْدِ تُبْدِي قِناعَها ، تُرَأْرِئُ بالعَيْنَيْنِ لِلرَّجُل الحِبْل يقال : رَأْرَأَتْ بعينيها وغَيَّقَتْ وهَجَلَتْ إِذا أَدارتهما تَغْمِز الرَّجُل . وثار حابِلُهم على نابِلِهم إِذا أَوقدوا الشرَّ بينهم . ومن أَمثال العرب في الشدة تصيب الناس : قد ثار حابِلُهم ونابِلُهم ؛ والحابل : الذي يَنْصِب الحِبالة ، والنابلُ : الرامي عن قوسه بالنَّبْل ، وقد يُضرب هذا مثلاً للقوم تتقلب أَحوالهم ويَثُور بعضهم على بعض بعد السكون والرَّخاء . أَبو زيد : من أَمثالهم : إِنه لواسع الحَبْل وإِنه لضَيِّق الحَبْل ، كقولك هو ضَيِّق الخُلُق وواسع الخُلُق ؛ أَبو العباس في مثله : إِنه لواسع العَطَن وضَيِّق العَطَن . والْتَبَس الحابل بالنابِل ؛ الحابِلُ سَدَى الثوب ، والنابِلُ اللُّحْمة ؛ يقال ذلك في الاختلاط . وحَوَّل حابِلَه على نابِلِه أَي أَعلاه على أَسفله ، واجْعَل حابِلَه نابِلَه ، وحابله على نابله كذلك . والحَبَلَةُ والحُبَلَةُ : الكَرْم ، وقيل الأَصل من أُصول الكَرْم ، والحَبَلة : طاق من قُضْبان الكَرْم . والحَبَلُ : شجر العِنَب ، واحدته حَبَلة . وحَبَلة عَمْرو : ضَرْب من العنب بالطائف ، بيضاء مُحَدَّدة الأَطراف متداحضة (* قوله « والحبالة الانطلاق » وفي القاموس : من معانيها الثقل ، قال شارحه : يقال ألقى عليه حبالته وعبالته أي ثقله )؛ وحكى اللحياني : أَتيته على حَبَالَّة انطلاق ، وأَتيته على حَبَالَّة ذلك أَي على حين ذلك وإِبَّانه . وهي على حَبَالَّة الطَّلاق أَي مُشْرِفة عليه . وكل ما كان على فَعَالَّة ، مشددة اللام ، فالتخفيف فيها جائز كحَمَارَّة القَيْظ وحَمَارَته وصَبَارَّة البَرْد وصَبَارتَه إِلاَّ حَبَالَّة ذلك فإِنه ليس في لامها إِلاَّ التشديد ؛ رواه اللحياني . والمَحْبَل : الكتاب الأَوَّل . وبنو الحُبْلى : بطن ، النسب إِليه حُبْلِيّ ، على القياس ، وحُبَليُّ على غيره . والحُبَل : موضع . الليث : فلان الحُبَليّ منسوب إِلى حَيٍّ من اليمن . قال أَبو حاتم : ينسب من بني الحُبْلى ، وهم رهط عبد اٍّلله ابن أُبيٍّ المنافق ، حُبَليُّ ، قال : وقال أَبو زيد ينسب إِلى الحُبْلى حُبْلَويٌّ وحُبْليٌّ وحُبْلاوِيٌّ . وبنو الحُبْلى : من الأَنصار ؛ قال ابن بري : والنسبة إِليه حُبَليٌّ ، يفتح الباء . والحَبْل : موضع بالبصرة ؛ وقول أَبي ذؤَيب : وَرَاحَ بها من ذي المَجَاز ، عَشِيَّةً ، يُبَادر أُولى السابقين إِلى الحَبْ ؟
قال السكري : يعني حَبْلَ عَرفة . والحابل : أَرض ؛ عن ثعلب ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي : أَبنيَّ ، إِنَّ العَنْزَ تمنع ربَّها من أَن يَبِيت وأَهْله بالحابِل والحُبَليل : دُويَّبة يموت فإِذا أَصابه المطر عاش ، وهو من الأَمثلة التي لم يحكها سيبويه . ابن الأَعرابي : الأَحْبَل والإِحْبَل والحُنْبُل اللُّوبِيَاء ، والحَبْل الثِّقَل . ابن سيده : الحُبْلة ، بالضم ، ثمر العِضاه . وفي حديث سعد بن أَبي وَقَّاص : لقد رأَيتُنا مع رسول اٍّلله ، صلى اٍّلله عليه وسلم ، وما لَنا طعام إِلاَّ الحُبْلة وورق السَّمُر ؛ أَبو عبيد : الحُبْلة والسَّمُر ضَرْبان من الشجر ؛ شمر : السَّمُر شبه اللُّوبِيَاء وهو الغُلَّف من الطَّلْح والسِّنْف من المَرْخ ، وقال غيره : الحُبْلة ، بضم الحاء وسكون الباء ، ثمر للسَّمُر يشبه اللُّوبِيَاء ، وقيل : هو ثمر العِضَاه ؛ ومنه حديث عثمان ، رضي اٍّلله عنه : أَلَسْتَ تَرْعَى مَعْوتَها وحُبْلتها ؟ الجوهري : ضَبُّ حابِل يَرْعَى الحُبْلة . وقال ابن السكيت : ضَبٌّ حابِلٌ ساحٍ يَرْعَى الحُبْلة والسِّحَاء . وأَحْبَله أَي أَلقحه . وحِبَال : اسم رجل من أَصحاب طُلَيْحة بن خويلد الأَسدي أَصابه المسلمون في الرِّدَّة فقال فيه : فإِن تَكُ أَذْوادٌ أُصْبِنَ ونِسْوة ، فلن تَذْهَبوا فَرْغاً بقتل حِبَال وفي الحديث : أَنَّ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَقْطَع مُجَّاعة بن مَرَارة الحُبَل ؛ بضم الحاء وفتح الباء ، موضع باليمامة ، والله أَعلم . "