المعجم: القاموس المحيط
المعجم: عربي عامة
المعجم: مختار الصحاح
المعجم: الغني
المعجم: المعجم الوسيط
المعجم: اللغة العربية المعاصر
المعجم: الرائد
المعجم: لسان العرب
شَنَأَه كمَنَعَه وسَمِعه الأُولى عن ثعلب يَشْنَؤُه فيهما شَنْأً ويثلَّث قال شيخنا : أَي يُضبط وسَطه أَي عينه بالحركات الثلاث قلت : وهو غيرُ ظاهرٍ بل التثليث في فائِه وهو الصواب فالفتح عن أَبِي عبيدة والكسر والضمّ عن أَبِي عمرٍو الشيبانيِّ وشَنْأَة كحَمْزة ومَشْنَأَة بالفتح مَقيس في البابين ومَشْنُؤَة كمَقْبُرة مسموع فيهما وشَنْآناً بالتسكين وشَنَآناً بالتحريك فهذه ثمانية مصادر وذكرها المصنف وزيد : شَنَاءة ككَراهة قال الجوهريّ : وهو كثيرٌ في المكسور وشَنَأ محرَّكة ومَشْنَأ كمَقْعَد ذكرهما أَبو إسحاق إبراهيم بن محمد الصفاقسي في إعراب القرآن ونقل عنه الشيخ يس الحِمصيّ في حاشية التصريح ومَشْنِئَة بكسر النون . وشَنَان بحذف الهمزة حكاه الجوهريّ عن أَبِي عبيدة وأَنشد للأَحوص :
وما العَيْشُ إِلاَّ ما تَلَذُّ وتَشْتَهِي ... وإِنْ لامَ فيه ذُو الشَّنَانِ وفَنَّدَا
فهذه خمسةٌ صار المجموع ثلاثةَ عشرَ مصدراً وزاد الجوهريّ شَنَاء كسحاب فصار أَربعةَ عشرَ بذلك قال شيخنا : واستقصى ذلك أَبو القاسم ابن القطَّاع في تصريفه فإنَّه قال في آخره : وأَكثر ما وقع من المصادر للفعل الواحد أَربعة عشر مصدراً نحو شَنِئْت شَنْأً وأَوصل مصادره إلى أربعة عشر وقَدَرَ ولَقِيَ ووَرَدَ وهَلَكَ وتَمَّ ومَكَثَ وغابَ ولا تاسع لها وأَوصل الصفاقسي مصادر شَنِئَ إلى خمسة عشر وهذا أَكثر ما حُفِظ وقُرئَ بهما أَي شَنَآن بالتحريك والتسكين قوله تعالى " ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنآنُ قَوْمٍ " فمن سكَّن فقد يكون مصدراً ويكون صفةً كسكْران أَي مُبْغِضُ قوم قال : وهو شاذٌّ في اللفظ لأنَّه لم يَجيءْ شيء من المصادر عليه ومن حرَّكَ فإنَّما هو شاذ في المعنى لأنَّ فَعَلان إِنَّما هو بناء ما كانَ معناه الحَركةَ والاضطراب كالضَّرَبان والخَفَقان . وقال سيبويه : الفَعَلان بالتحريك مصدرُ ما يدلُّ على الحركة كجَوَلان ولا يكون لفعلٍ متعدٍّ فيشِذّ فيه من وجْهَيْنِ لأنَّه متعدٍّ ولعدم دلالته على الحركة قال شيخنا : فإن قيل إنَّ في الغضبِ غَليانَ القلبِ واضطرابه فلذا ورد مصدره كما نقله الخفاجيُّ وسُلِّم . قلت : لا مُلازمة بين البُغْضِ والغَضَب إذْ قد يُبْغِض الإنسان شخصاً وينطَوِي على شَنَآنِه من غير غضبٍ كما لا يخفى انتهى . وفي التهذيب : الشَّنَآنُ مصدرٌ على فَعَلانٍ كالنَّزَوانِ والضَّرَبانِ . وقرأَ عاصمٌ شَنْآن بإسكان النون وهذا يكون اسماً كأَنَّه قال : ولا يَجْرِمَنَّكُمْ بَغيضُ قومٍ قال أَبو بكر : وقد أَنكر هذا رجلٌ من البصرة يُعرف بأَبي حاتم السِّجستانيِّ معه تَعَدٍّ شديدٌ وإقدامٌ على الطَّعْنِ في السَّلَف قال فحكَيْتُ ذلك لأحمدَ بن يحيى فقال : هذا من ضِيقِ عَطَنه وقلَّة معرِفتِه أمَا سمعَ قول ذو الرُّمَّة :
فأُقْسِمُ لا أَدْري أَجَوْلانُ عَبْرَةٍ ... تَجودُ بها العَيْنَانِ أَحْرَى أَمِ الصَّبْرُقال : قلت له : هذا وإن كانَ مصدراً فيه الواو فقال : قد قالت العرب : وَشْكَانَ ذا فهذا مصدر وقد أَسْكَنه وحكى سَلَمة عن الفرَّاء : من قرأَ شَنَآنُ قومٍ فمعناه بُغْضُ قومٍ شَنِئْتُه شَنَآناً وشَنْآناً وقيل قولُه شَنَآنُ قوم لي بغضاؤُهُم ومن قرأَ شَنْآنُ قومٍ فهو الاسمُ لا يَحْمِلَنَّكم بُغْضُ قومٍ . وقال شيخنا في شرح نظم الفصيح بعد نقلِه عبارة الجوهريّ : والتسكين شاذٌّ في اللفظ لأنَّه لم يجيءْ شيءٌ من المصادر عليه قلت : ولا يَرِد لَوَاهُ بدَيْنِهِ لَيَّاناً بالفتح في لغة لأنَّه بمفرده لا تُنْتَقص به الكُلِّيَّات المُطَّرِدة وقد قالوا لم يجيءْ من المصادر على فَعْلان بالفتح إِلاَّ لَيَّان وشَنْآن لا ثالث لهما وإن ذكر المصنف في زاد زَيْداناً فإنَّه غير معروف : أَبغضه به فسَّره الجوهريّ والفيّوُميُّ وابن القوطيَّة وابنُ القَطَّاع وابن سِيده وابنُ فارس وغيرُهم وقال بعضهم : اشتدَّ بُغْضُه إيَّاه ورجلٌ شَنانِيَةٌ كعَلانيةٍ وفي نسخة شَنائِيَة بالياء التحتية بدل النون وشَنْآن كسكْران وهي أَي الأُنثى شَنْآنة بالهاء وشَنْأَى كسكَرى ثمَّ وجدْت في أُخرى عن الليث : رجلٌ شَنَاءةٌ وشَنَائِيَة بوزن فَعَالة وفَعَالِيَة أَي مُبْغِض سَيِّئُ الخلق . والمَشْنوء كمقروء : المُبَغَّض كذا هو مُقيَّد عندنا بالتشديد في غير ما نُسخ وضبطه شيخنا كمُكْرَم من أَبْغَض الرباعيِّ لأنَّ الثلاثيّ لا يُستعمل متعدِّياً ولو كانَ جَميلاً كذا في نسختنا وفي الصحاح والتهذيب ولسان العرب : وإن كانَ جميلاً وقد شُنِئَ الرجل بالضَّمِّ فهو مَشْنوءٌ . والمَشْنَأُ كمَقْعَدٍ : القَبيحُ الوجه وقال ابن بَرِّيّ : ذكر أَبو عُبَيد أَنَّ المَشْنَأَ مثل المَشْنَع : القَبيحُ المنظرِ وإن كانَ مُحَبَّباً قال شيخنا : الواقع في التهذيب والصحاح : وإن كانَ جَميلاً قلت : إِنَّما عبارتهما تلك في المَشْنوءِ لا هنا يَستوي فيه الواحدُ والجمع والذَّكر والأُنثى قاله الليث أَو المَشْنَأُ وكذا المِشْنَاءُ كمِحرابٍ على قولِ عليّ بن حمزة الأَصبهانيّ الذي يُبْغِض الناسَ . والمِشْناءُ كمِحرابٍ من يُبْغِضه الناسُ عن أَبِي عبيدٍ قال شيخنا نقلاً عن الجوهريّ : هو مثل المَشْنَإِ السابق فهو مثله في المعنى فإفراده على هذا الوجه تطويل بغير فائدةٍ . قلت : وإن تأَمَّلْت في عبارة المُؤَلِّف حقَّ التَّأَمُّلِ وجدتَ ما قاله شيخنا ممَّا لا يُعَرَّجُ عليه ولو قيل : من يُكثِرُ ما يُبْغَضُ لأَجلِه لحَسُنَ قال أَبو عُبَيد لأنَّ مِشْناءً من صِيَغِ الفاعل وقوله الذي يُبْغِضه النَّاس في قوَّة المفعول حتَّى كأنَّه قال المِشْناءُ المُبْغَض وصيغة المفعول لا يُعبَّرُ بها عن صيغة الفاعل فأَمَّا رَوْضَةٌ مِحْلالٌ فمعناه أَنَّها تُحِلُّ النَّاسَ أَو تَحُلُّ بهم أَي تجعلهم يَحُلُّون وليست في معنى مَحْلولةٍ وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ : لا تَشْنَؤُهُ من طُولٍ قال ابن الأَثير كذا جاءَ في روايةٍ أَي لا يُبْغَضُ لفَرْطِ طولِه . ورُوِي : لا يَتَشَنَّى أُبدل من الهمزة ياءٌ يقال شَنِئْتُه أَشْنَؤُهُ شَنْأً وشَنَآناً ومنه حديث عليّ رضي الله تعالى عنه : ومُبْغِضٌ يحمِله شَنَآني على أَن يَبْهَتَني وفي التنزيل " إِنَّ شانِئَكَ هو الأَبْتَر " أَي مُبْغِضُك وعدُوُّك قاله الفَرَّاء وقال أَبو عمرو : الشانئ : المُبْغِض والشَّنْءُ والشُّنْءُ بالكسر والضمّ : البِغْضة قال أَبو عبيدة : والشَّنْءُ بإسكان النون : البِغْضة وقال أَبو الهيثم : يقال شَنِئْتُ الرجلَ أَي أَبْغَضْتُه ولغةٌ ردِيَّة شَنَأْتُ بالفتح وقولهم : أَي لمُبْغِضك قال ابن السكِّيت : هي كِناية عن قولك أَبا لَكَ . والشَّنُوءُ ممدودٌ مقصورٌ المُتَقَزِّزُ بالقاف والزايين على صيغة اسم الفاعل وفي بعض النُّسخ المُتَعَزِّز بالعين وهو تصحيفٌ والتَّقَزُّزُ من الشَّيْءِ هو التناطسُ والتباعُدُ عن الأَدناس وإدامَةُ التَّطَهُّرِ ورجلٌ فيه شَنُوءةٌ وشُنُوءةٌ أَي تقزُّزٌ فهو مرَّةً صفةٌ ومرَّةً اسمٌ وغَفل المُؤَلِّف هنا عن تَوهيمه للجوهريّ حيث اقتصر على معنى الصِّفة كما لم يُصرِّح المُؤَلِّف بالقصر في الشَّنوءة وسكت شيخنا مع سعة اطِّلاعه ويُضَمُّ لو قال بدله : ويُقْصَرُ كانَ أَحسن لأنَّهم لميتعرَّضوا للضمّ في كتبهم ومنه سمِّي أَزْدُ شَنُوءةَ بالهمز على فَعُولة ممدودة وقد تُشدَّد الواوُ غير مهموز قاله ابن السكِّيت : قبيلةٌ من اليمنِ سُمِّيت لشَنَآنٍ أَي تباغض وقع بينهم أَو لتباعُدهم عن بلدهم وقال الخفاجِي لعُلُوِّ نَسبهم وحُسْنِ أَفعالهم من قولهم : رجلٌ شَنُوءة أَي طاهرُ النَّسب ذو مُروءةٍ نقله شيخنا قلت : ومثله قول أَبِي عبيدة وهكذا رأَيتُه في أَدب الكاتب لابن قتيبة وفي شرح النَّبتيتي على مِعراج الغَيْطِي . والنِّسبة إليها شَنَئِيٌّ بالهمز على الأَصل أَجْرَوا فَعُولة مجرى فَعيلة لمشابهتها إيَّاها من عدَّةِ أَوجُهٍ منها أنَّ كلّ واحد من فَعُولة وفَعِيلة ثلاثيٌّ ثمَّ إنَّ ثالثَ كلِّ واحدٍ منهما حرفُ لِينٍ يجري مجرى صاحبه ومنها أَنَّ في كلِّ واحدٍ من فَعولة وفَعيلة تاءَ التأْنيث ومنها اصْطِحاب فَعولة وفَعيلة على الموضع الواحد نحو أَثُوم وأَثيم ورَحُوم ورَحيم فلمَّا استمرَّت حالُ فُعولة وفَعيلة هذا الاستمرار جرتْ واوُ شَنُوءة مجرى ياء حَنيفة فكما قالوا : حنَفِيٌّ قياساً قالوا : شَنَئِيٌّ قاله أَبو الحسن الأَخفش ومن قال شَنُوَّة بالواو دون الهمز جعل النِّسبة إليها شَنَوِيّ تبعاً للأَصل نقله الأَزهريُّ عن ابن السكِّيت وقال : وا للضمّ في كتبهم ومنه سمِّي أَزْدُ شَنُوءةَ بالهمز على فَعُولة ممدودة وقد تُشدَّد الواوُ غير مهموز قاله ابن السكِّيت : قبيلةٌ من اليمنِ سُمِّيت لشَنَآنٍ أَي تباغض وقع بينهم أَو لتباعُدهم عن بلدهم وقال الخفاجِي لعُلُوِّ نَسبهم وحُسْنِ أَفعالهم من قولهم : رجلٌ شَنُوءة أَي طاهرُ النَّسب ذو مُروءةٍ نقله شيخنا قلت : ومثله قول أَبِي عبيدة وهكذا رأَيتُه في أَدب الكاتب لابن قتيبة وفي شرح النَّبتيتي على مِعراج الغَيْطِي . والنِّسبة إليها شَنَئِيٌّ بالهمز على الأَصل أَجْرَوا فَعُولة مجرى فَعيلة لمشابهتها إيَّاها من عدَّةِ أَوجُهٍ منها أنَّ كلّ واحد من فَعُولة وفَعِيلة ثلاثيٌّ ثمَّ إنَّ ثالثَ كلِّ واحدٍ منهما حرفُ لِينٍ يجري مجرى صاحبه ومنها أَنَّ في كلِّ واحدٍ من فَعولة وفَعيلة تاءَ التأْنيث ومنها اصْطِحاب فَعولة وفَعيلة على الموضع الواحد نحو أَثُوم وأَثيم ورَحُوم ورَحيم فلمَّا استمرَّت حالُ فُعولة وفَعيلة هذا الاستمرار جرتْ واوُ شَنُوءة مجرى ياء حَنيفة فكما قالوا : حنَفِيٌّ قياساً قالوا : شَنَئِيٌّ قاله أَبو الحسن الأَخفش ومن قال شَنُوَّة بالواو دون الهمز جعل النِّسبة إليها شَنَوِيّ تبعاً للأَصل نقله الأَزهريُّ عن ابن السكِّيت وقال :
" نحنُ قُرَيْشٌ وهُمُ شَنُوَّهْ
" بِنا قُرَيْشاً خُتِمَ النُّبُوَّهْ واسم الأَزد عبد الله أَو الحارث بن كَعب وأَنشد الليث :
فما أَنْتُمُ بالأَزْدِ أَزْدِ شَنُوءةٍ ... ولا مِنْ بَني كَعْبِ بنِ عَمْرِو بْنِ عامِرِوسُفيان بن أَبِي زُهَيْرٍ واسمه القِرْد قاله خليفة وقيل نُمَير بن مَرارة ابن عبد الله بن مالك النَّمَرِيّ الشَّنَائِيُّ بالمد والهمز كذلك في صحيح البخاريّ وفي رواية الأَكثر ويقال الشَّنَوِيُّ كذا في رواية السَّمَرْقَنْديّ وعبدوس وكلاهما صحيح وصرَّح به ابنُ دُريد وعند الأَصيليّ : الشَّنُوِّيّ بضمّ النون قال عيَّاض : ولا وجْه له إِلاَّ أن يكون ممدوداً على الأَصل وزُهَيْرُ بن عبد الله الشَّنَوِيُّ قاله الحَمَّادان وهشام وشذَّ شُعْبة فقال : هو محمد بن عبد الله بن زُهَير وقال أَبو عُمَر : زُهير بن أَبِي جَبَل هو زهير بن عبد الله بن أَبِي جَبَل صحابيَّان أمَّا الأوَّل فحديثه في البخاريّ من رواية عبد الله بن الزُّبير عنه وروى أيضاً من طريق السَّائب بن يَزيد عنه قال : هو رجلٌ من أَزْد شَنُوءة من أَصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم " من اقْتَنَى كَلْباً " الحديث وأَمَّا الثاني فقد ذكره البغَوِيُّ وجماعةٌ في الصحابة وهو تابعيٌّ قال ابن أَبِي حاتم في المراسيل : حديثه مُرْسَل ثمَّ إنَّ ظاهر كلام المصنف أَنَّه إِنَّما يقال الشَّنَوِيُّ بالوجهين في هذين النَّسبين لأنَّ ذكرهما فيهما واقتصر في الأوَّل على الشَّنائي بالهمز فقط وليس كذلك بل كلُّ منسوبٍ إلى هذه القبيلة يقال فيه الوجهان على الأَصل وبما رواه الأَصيليّ توسُّعاً . وقال أَبو عُبَيد شَنِئَ له حقَّهُ كفرِح : أَعطاه إيَّاه وقال ثعلب : شَنَأَ إليه أَي كمَنَعَ وهو أَي الفتح أَصحّ فأَمَّا قول العجاج :
" زلَّ بنُو العَوَّامِ عن آلِ الحَكَمْ
" وشَنِئُوا المُلْك لِمُلْكٍ ذِي قَدَمْ فإنَّه لمُلْكٍ ولمَلْكٍ فمن رواه لمُلْكٍ فوجهه شَنِئُوا : أَخرجوا من عندهم كما في العباب ومن رواه لمَلْكٍ فالأَجود شَنَئُوا أَي تبرَّؤُوا إليه وشَنِئَ به : أَقرَّ قال الفرزدق :
فلوْ كانَ هذا الأَمْرُ في جاهِلِيَّةٍ ... عَرَفْتَ مَنِ المَوْلى القَليلُ حُلاَئِبُهْ ولو كانَ هذا الأَمْرُ في غَيْرِ مُلْكِكُمْ شَنِئْت به أَو غَصَّ بالماءِ شَارِبُهْأَو أَعطاه حقَّهُ وتبرَّأَ منه ولا يخفى أنَّ الإعطاء مع التبرِّي من معاني شَنَأَ بالفتح إِذا عُدِّي بإلى كما قاله ثعلب فلو قال : وإليه : أَعطاه وتبرَّأَ منه كانَ أَجمع للأَقوال كَشَنَأَ أَي كمَنَعَ وقضيَّة اصطلاحه أَن يكون ككَتَب ولا قائل به قاله شيخنا ثمَّ إنَّ ظاهر قوله يدلُّ على أنَّ شَنَأَ كمَنَعَ في كلِّ ما استعمل شَنِئَ بالكسر ولا قائل به كما قد عرفت من قول أَبِي عُبَيد وثعلب ولم يستعملوا كمَنَعَ إِلاَّ في المُعَدَّى بإلى دون به وله وقد أغفلَه شيخنا . وشَنَأَ الشَّيْءَ : أَخرجَهُ من عنده وقال أَبو عُبَيد : شَنِئَ حقَّه أَي كعلِم إِذا أَقرَّ به وأَخرجه من عنده . وفي المحكم شَوانِئُ المالِ : التي لا يُضَنُّ أَي لا يُبْخَل بها عن ابن الأَعْرابِيّ نقلاً من تذكِرة أَبِي عليٍّ الفارسيّ وقال : كأَنَّها شُنِئَتْ أَي بُغِضت فجيدَ بها أَي أُعْطِي بها لعدم عزَّتها على صاحبها فهو يجودُ بها لبُغضه إيَّاها وقال : أَخرجه مُخْرَجَ النَّسب فجاءَ به على فاعلٍ قال شيخنا : ثمَّ الظاهر أَنَّ فاعِلاً هنا بمعنى مفعول أَي مَشْنوء المال ومُبْغَضُه فهو كماءٍ دافِق وعِيشة راضية . والشَّنَآنُ بن مالكٍ محرَّكةً رجل شاعرٌ من بني مُعاوية بنِ حَزْنِ بن عُبادَةَ بنِ عَقيلِ بن كَعْب . وممَّا بقي على المُؤَلِّف : المَشْنِيئَة ففي حديث عائشة رضي الله عنها : عليكم بالمَشْنيئَةِ النافعَةِ التَّلْبينَةِ تعني الحَساءَ وهي مَفعولة من شَنِئْت إِذا أَبغضت قال الرياشي : سأَلْت الأَصمَعِيّ عن المَشْنِيئَةِ فقال : البغيضة قال ابنُ الأَثير : وهي مَفْعولَة من شَنِئْت إِذا أَبغضت وهذا البناء شاذٌّ بالواو ولا يقال في مَقْرُوٍّ ومَوْطُوٍّ مَقْرِيّ ومَوْطِيّ ووجهه أَنَّه لما خفَّف الهمزةَ صارت ياءً فقال مَشْنِئٌ كمرْضِيّ فلمَّا أَعاد الهمزة استصْحَب الحالَ المُخَفَّفَةَ وقولها : التَّلْبينة هي تفسير للمشْنِيئة وجعلتْها بغيضة لكراهتها . وفي حديث كعبٍ " يوشِكُ أَنْ يُرْفَعَ عنكُم الطَّاعونُ ويَفيضَ فيكم شَنَآنُ الشِّتاءِ " قيل : ما شَنَآنُ الشِّتاءِ ؟ قال : " بَرْدُه " استعار الشَّنَآنَ للبَرْدِ لأنَّه بغيضٌ في الشِّتاء وقيل : أَراد بالبَرْدِ سهولةَ الأَمرِ والرَّاحة لأنَّ العرب تَكْنِي بالبَرْد عن الراحة والمعنى : يُرْفَع عنكم الطَّاعونُ والشِّدَّة ويكثُر فيكم التباغُضُ أَو الرَّاحة والدَّعَة . وتَشَانَئُوا أَي تباغَضُوا كذا في العُباب