القَهْرُ : الغَلَبَةُ والأَخْذُ من فَوْقٍ عَلَى طَرِيقِ التَّذْلِيل . قَهَرَهُ كمَنَعَهُ قَهْراً : غَلَبَهُ . ويُقَال : قَهَرَه : إِذا أَخَذَه قَهْراً من غَيْرِ رِضَاه . والقَهْرُ : ع ببِلادِ بَنِي جَعْدَةَ قال المُسَيِّبُ بنُ عَلَسٍ : سُفْلَى العِراقِ وأَنْتَ بالقَهْرِ . وأَنشد الصاغانِيّ لِلَبِيد :
فصُوائِقٌ إِنْ أَيْمَنَتْ فمَظِنَّةٌ ... منها وِحَافُ القَهْرِ أَو طِلْخَامُها وفي مختصر البُلْدَان : هو جَبَلٌ في ديارِ الحارِثِ بنِ كَعْبٍ وأَسافِل الحِجازِ مِمّا يَلِي نَجْدَ منْ قِبَلِ الطائفِ . والقاهِرُ والقَهّارُ : مِنْ صِفَاتِه تعالَى قَهَرَ خَلْقَه بسُلْطَانِه وقُدْرَتِه وصَرَّفَهُم على ما أَرادَ طَوْعاً وكَرْهاً . وقال ابنُ الأَثِيرِ : القاهِرُ : هو الغالِبُ جَمِيعَ الخَلْقِ . وأَقْهرَ الرَّجُلُ : صارَ أَصْحابُه مَقْهُورِينَ أَذِلاّءَ . وبه فَسَّر الأَزْهَرِيُّ قَوْلَ المُخَبَّل السَّعْدِيِّ يَهْجُو الزِّبْرِقانَ وقَوْمه وهم المعروفُون بالجِذَاعِ :
تمَنَّى حُصَيْنٌ أَنْ يَسُودَ جِذَاعُهُ ... فأَمْسَى حُصَيْنٌ قد أُذلَّ وأُقْهِرَا بالبِناءِ للمَفْعُول . وحُصَيْنٌ : اسمٌ الزِّبْرِقان . وجِذاعُه : قَوْمه من تَمِيم . والأَصمعيّ يَرْوِيه : قد أَذَلَّ وأَقْهَرَا أَي صارَ أَمْرُه إِلى الذُّلّ والقَهْرِ وهو من قِيَاسِ قَوْلِهِم : أَحْمَدَ الرَّجُلُ : صار أَمْرُه إِلى الحَمْد . وأَقْهَرَ فُلاناً : وَجَدَه مَقْهُوراً وبه فَسَّر بعضُهُم بَيْتَ المُخَبّل : قد أُذِلّ وأُقْهِرَا . أَي وُجِد كذَلِك . ومن المَجَازِ : فَخِذٌ قَهِرَةٌ كفَرِحَة : قَلِيلَةُ اللَّحْمِ . والقَهِيرةُ كسفِينَة : مَحْضٌ يَلْقَي فيه الرَّضْفُ فإِذا غَلَي ذُرَّ عليه الدَّقِيقُ وسِيطَ له ثمّ أُكِل وهي الفَهِيرة بالفاءِ . قال ابنُ سِيدَه : وَجَدْناهُ في نُسَخِ الإِصْلاحِ لِيَعْقُوبَ بالقَاف . والقاهِرَةُ : قاعِدَةُ الدِّيَار المِصْريَّة ودارُ مُلْكِهَا وهي مِصْرُ الجَديدَة عمَرَها المُعِزّ لِدِينِ الله أَبو تَمِيم مَعَدُّ بنُ إِسْمَاعِيلَ بنِ مُحَمَّدِ بن عُبَيْدِ اللهِ المَهْدِيُّ العُبَيْدِيُّ رابِعُ الخُلَفَاءِ وأَوَّلُ مَنْ مَلَكَ مِصْرَ منهم وعَمَرَ القاهِرَةَ وتَمَّمَهَا في سنة 362 ، وجَعَلها دارَ المُلْك وكان شُجَاعاً ودَوْلَتُه أَقْوَى من دَوْلَةِ آبَائه . وإِليْه انْتَسَب الإِمَامُ المُؤَرِّخُ أَحمدُ بنُ عليٍّ المَقْرِيزِيّ . وسيأْتِي بَيَانُ ذلك في حرف الزَّاي إِنْ شاءَ الله تَعَالَى . وتُوفِّيَ أَبو تَمِيمٍ سنة 365 . والقاهِرَةُ : البادِرَةُ من كُلِّ شَيْءٍ وهي التَّرِيبَةُ والصَّدْرُ نقله الصاغانيُّ . ومن المَجَاز : القُهَرَةُ من النِّسَاءِ كهُمَزَةٍ : الشِّرِّيرَةُ وهُنَّ قهَرَاتٌ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : هو قُهْرَةٌ للناس بالضَّمّ : يَقْهَرُه كُلُّ أَحَدٍ . وتقول : قُهْراً وبُهْراً بالضَّم فيهما . وجِبَالٌ قَوَاهِرُ : شَوَامِخُ . وقَهِرَ اللَّحْمُ كفَرِح ولَحْمٌ مَقْهُورٌ : أَوّلُ ما تَأخُذُه النارُ فَيَسِيلُ ماؤُه . وتَقُول : أَطْعَمَنا خُبْزَة بلَحْم مَقْهُورٍ وشَحْمٍ مَصْهُورٍ . وهو مَجاز . والقَاهِرَةُ : حِصْنٌ عَظِيمٌ مِنْ عَمَلِ وَادِي آشَ ثُمَّ غَرْناطَةَ