أيْش : منحوت من (أَيّ شيء) ، بمعناه ، وقد تكلمت به العرب
مَاشَ : (فعل)
مَاشَ مَيْشًا مَوْشًا
مَاشَ الشىءَ بالشىءِ : خلَطهُ
مَاشَ الخبرَ مَيْشًا: أَخبر ببعضه وكَتَمَ بعضَه
مَاشَ كَرْمَهُ مَوْشًا: طلب ما بقى فيه بعد القَطْف
,
شَزَرَهُ
ـ شَزَرَهُ وشَزَرَ إليه يَشْزِرُهُ : نَظَرَ منه في أحَدِ شِقَّيْه ، أو هو نَظَرٌ فيه إِعراضٌ ، أو نَظَرُ الغَضْبانِ بِمُؤْخِرِ العَيْنِ ، أو النَّظَرُ عن يَمينٍ وشِمالٍ ، ـ شَزَرَ فلاناً : طَعَنَه وأصابَه بالعَيْنِ ، ـ شَزَرَ الحَبْلَ يَشْزِرهُ ويَشْزُرُهُ : فَتَلَهُ عن اليسارِ ، أو فَتَلَ من خارِجٍ ، ورَدَّه إلى بَطْنِه ، كاسْتَشْزَرَهُ فاسْتَشْزَرَ هو . ـ غَزْلٌ شَزْرٌ : على غير اسْتِواءٍ . ـ طَحَنَ شَزْراً : أدَارَ يَدَهُ عن يَمِينهِ . ـ شَزْرُ : الشِّدَّةُ والصُّعُوبَةُ . ـ تَشَزَّرَ : غَضِبَ ، ـ تَشَزَّرَ لِلقِتالِ : تَهَيَّأَ . ـ شَيْزَرُ : بلد قُرْبَ حَماةَ . ـ تَشازَرُوا : نَظَرَ بعضُهُم إلى بعضٍ شَزْراً . ـ أَشْزَرُ من اللَّبَنِ : الأَحْمَرُ . ـ عَيْنٌ شَزْراءُ : حَمْراءُ ، وفي لَحْظِها شَزَرٌ . والاسمُ : الشُّزْرَةُ .
المعجم: القاموس المحيط
شَنَقَ
ـ شَنَقَ البعيرَ يَشْنُقُه ويَشْنِقُه : كفَّهُ بِزمامِه حتى ألْزَقَ ذِفْراهُ بقادِمةِ الرَّحْلِ ، أو رَفَعَ رأسَه وهو راكِبُه ، كأَشْنَقَه ، فأَشْنَقَ البعيرُ ، نادِرٌ . ـ شَنَقَ القِرْبَةَ : وكأَها ، ثم رَبَطَ طَرَفَ وِكائِها بيدَيْها ، ـ شَنَقَ رأسَ الفرسِ : شَدَّهُ إلى شجرةٍ أو وَتِدٍ مُرْتَفِعٍ ، ـ شَنَقَ الناقةَ أو البعيرَ : شَدَّهُ بالشِّناق ، ـ شَنَقَ الخَلِيَّةَ : جَعَلَ فيها ـ شَنيقاً ، كشَنَّقَها ، وهو : عُودٌ يُرْفَعُ عليه قُرْصَةُ عَسَلٍ ، ويُقامُ في عُرْضِ الخَلِيَّةِ ، يُفْعَلُ ذلك إذا أرْضَعَتِ النَّحْلُ أولادَها . ـ شَنْقاءُ من الطيرِ : التي تَزُقُّ فِراخَها . ـ شِناقُ : الطويل ، للمُذَكَّرِ ، والمُؤَنَّثِ والجمعِ ، وسَيْرٌ ، أو خَيْطٌ يُشَدُّ به فَمُ القِرْبَةِ ، والوَتَرُ . ـ شَنَقُ : الأَرْشُ ، والعَمَلُ ، وما بين الفَريضَتينِ في الزَّكاةِ ، ففي الغَنَمِ ما بين أربَعينَ ومئةٍ وعِشرينَ ، وقِسْ في غيرها ، وما دون الدِّيَةِ ، والفَضْلَةُ تَفْضُلُ ، والحَبْلُ ، والعِدْلُ ، ـ الشَّنَقُ الأَعْلَى في الدِّياتِ : عِشْرونَ جَذَعَةً ، والأسْفَلُ : عِشرونَ بنتَ مَخاضٍ ، وفي الزَّكاةِ الأَعْلَى : بنتُ مَخاضٍ في خَمْسٍ وعشرينَ ، والأَسْفَلُ : شاةٌ في خَمْسٍ من الإِبِلِ . ـ شَنَـقَ وشَنِقَ : هَوِيَ شيئاً فصار مُعَلَّقاً به . ـ قَلْبٌ شَنِقٌ : مُشْتاقٌ طامِحٌ إلى كلِّ شيءٍ . ـ شِنِّيقةُ : المرأةُ المُغازِلَةُ . ـ شِنِّيقُ : الشابُّ المُعْجبُ بنَفْسِه . ـ شِنِقْناقٌ : رَئيسٌ للجِنِّ ، والداهيةُ . ـ أشْنَقَ القِرْبَةَ : شَدَّها بالشِّناقِ ، وأخَذَ الأَرْشَ ، أو وَجَبَ عليه الأَرْشُ ، ضِدٌّ ، ـ أشْنَقَ عليه : تَطاوَلَ . ـ تَشْنيقُ : التَّقْطيعُ والتَّزْيينُ . ـ مُشَنَّقُ : المُقَطَّعُ ، والعَجينُ المُقَطَّعُ المَعْمولُ بالزَّيْتِ . ـ شانَقَه مُشانَقَةً وشِناقاً : خَلَطَ مالَهُ بمالِه . ـ شِناقُ : أخْذُ شيءٍ من الشَّنَقِ ، ومنه الحديثُ : '' لا شِناق ''.
المعجم: القاموس المحيط
شَوْصُ
ـ شَوْصُ : نَصْبُ الشيء بِيَدِكَ ، وزَعْزَعَتُهُ عن مكانِهِ ، والدَّلْكُ باليد ، ومَضْغُ السِّواكِ ، والاسْتِنانُ به ، أو الاسْتياكُ من سُفْلٍ إلى عُلْوٍ ، كالإِشاصَةِ والتَّشْوِيصِ ، ووجَعُ الضِّرْسِ والبَطْنِ ، وارْتِكاضُ الوَلَدِ في بَطْنِ أمِّهِ ، والغَسْلُ ، والتَّنْقِيَةُ ، يَشاصُ ويَشُوصُ في الكلِّ ، ـ شَوَصُ : الشَّوَسُ . ـ شَوْصةُ : وجعٌ في البَطْنِ ، أو ريحٌ تَعْتَقِبُ في الأضْلاَعِ ، أو ورمٌ في حِجابِهَا من داخِلٍ ، واخْتِلاَجُ العِرْقِ . ـ شَوْصَاءُ : العَيْنُ التي كأنَّهَا تَنْظُرُ من فَوْقِهَا . ـ شِيَاصُ : شَرَاسَةُ الخُلُقِ ، أصْلُهُ ، شِواصٌ .
المعجم: القاموس المحيط
شَمْسُ
ـ شَمْسُ : معروفة مُؤَنَّثَةٌ ، ج : شُموسٌ ، وضَرْبٌ من المَشْطِ ، وضَرْبٌ من القَلائدِ ، وصَنَمٌ قَديمٌ وعَيْنُ ماءٍ ، وأبو بطنٍ ، وسَمَّتْ : عبدَ شَمْسٍ ، ونَصَّ أبو علِيٍّ على منْعِهِ للتعْريفِ والتأنيثِ ، وأُضيفَ إلى شَمْسِ السماءِ ، لأنهم كانوا يَعْبدُونَها . والنِّسْبَةُ : عَبْشَميٌّ . ـ عَبْشَمْسُ بنُ سَعْدِ بنِ زيدِ مَناةَ : فأصلُه عَبُّ شَمْسٍ ، أي حَبُّها ، أي : ضَوءُها ، والعينُ مُبْدَلَةٌ من الحاءِ ، كما في عَبِّ قُرٍّ ، وهو البَرْدُ ، وإما أصلُهُ : عَبْءُ شَمْسٍ ، أي : نَظيرُها وعِدْلُها . ـ عينُ شَمسٍ : موضع بمِصْرَ بالمَطَرِيَّةِ . ـ شَمْسَتانِ : مُوَيْهتانِ في جَوْفِ غَريضٍ ، وهي قُنَّةٌ مُنْقادَةٌ في طَرَفِ النِّيرِ نِيرِ بني غاضِرَةَ . ـ شُمَيْسَتانِ : جَنَّتانِ بإِزاءِ الفِرْدَوْسِ . ـ شَمَّاسُ : من رُؤُوسِ النصارَى الذي يَحْلِقُ وَسَطَ رأسِهِ لازِماً للبِيعَةِ ، ج : شمامِسَةٌ ، وجَدُّ ثابِتِ بنِ قَيْسٍ الصحابِيِّ . ـ شَمَّاسِيَّةُ : مَحَلَّةٌ بِدِمَشْقَ ، وموضع قربَ رُصافَةِ بَغْدادَ . ـ شَمَسَ يَوْمُنَا يَشْمُسُ ويَشْمِسُ وشَمِسَ وأشْمَسَ : صارَ ذا شَمْسٍ . ـ شَمَسَ الفرسُ شُموساً وشِماساً : مَنَعَ ظَهْرَهُ ، فهو شامِسٌ وشَموسٌ ، من شُمْسٍ وشُمُسٍ . ـ شَموسُ : الخَمْرُ ، وبنتُ أبي عامِرٍ عبدِ عَمْرٍو الراهِبِ ، وبنتُ عَمْرِو بنِ حِزامٍ ، وبنتُ مالِكِ بنِ قَيْسٍ ، وبنتُ النُّعْمانِ : صحابيَّاتٌ ، وفرسٌ للأَسْوَد بنِ شَريكٍ ، وليزيدَ بنِ خَذَّاقٍ ، ولسُوَيْدِ بنِ خَذَّاقٍ ، ولعَبْدِ اللهِ بنِ عامِرٍ القُرَشِيِّ ، ولشبيبِ بنِ جَرادٍ أحدِ بني الوَحيد ، وهَضْبَةٌ صَعْبَةٌ المُرْتَقَى . ـ شَمَسَ له : أبْدَى له عَداوة . ـ تَشْميسُ : بَسْطُ الشيءِ في الشمسِ ، وعِبادَةُ الشمسِ . ـ مُتَشَمِّسُ : القويُّ الشديدُ ، والبخيلُ غايَةً ، والمُنْتَصِبُ للشمسِ ، ووالدُ أسيدٍ التابعِيِّ . ـ شُماسَةُ وشَماسَةُ : اسمٌ . ـ شامِسْتانُ : قرية . ـ جَزيرةُ شامِسَ : من الجَزائِرِ اليُونانيَّةِ ، ويقالُ : إنها فوقَ الثَّلاثِ مِئَةِ جَزيرة .
المعجم: القاموس المحيط
شَطَّ
ـ شَطَّ يَشِطُّ ويَشُطُّ شَطّاً وشُطوطاً : بَعُدَ ، ـ شَطَّ عليه في حُكْمِهِ يَشِطُّ شَطيطاً : جارَ ، كأَشَطَّ واشْتَطَّ ، ـ شَطَّ في سِلعَتِه شَطَطاً : جاوزَ القدر المحدود ، وتباعَدَ عن الحقِّ ، ـ شَطَّ في السَّومِ : أبعَدَ ، كأشطَّ ، وهذه أكْثَرُ ، ـ شَطَّ فلاناً شَطّاً وشُطوطاً : شق عليه ، وظَلَمَهُ . ـ شَطُّ : شاطئ النَّهرِ ، ج : شُطوطٌ ، وشُطَّانٌ ، وجانب السَّنامِ ، أو نِصفُهُ ، ج : شُطوطٌ وقرية باليمامة ، وموضع بالبَصْرَةِ يُضافُ إلى عُثْمَانَ بنِ أبي العاصِ الصحابِيِّ . ـ شَطاطُ وشِطَاطُ : الطُّولُ وحُسْنُ القَوامِ ، أو اعْتِدَالُهُ ، جاريةٌ شَطَّةٌ وشاطَّةٌ ، والبُعْدُ كالشِّطَّةِ ، وكُسارُ الآجُرِّ . ـ يقالُ : رجلٌ شاطٌّ ، بَيِّنُ الشَّطاطِ والشَّطاطَةِ والشِّطَاطِ : وهو البعيد ما بين الطَّرَفَيْنِ . ـ شَطَّطَ تَشْطِيطاً : بَالَغَ في الشَّطَطِ وقُرِئ ـ { ولا تُشَطِّطْ } وتُشْطِطْ وتَشْطُطْ ، وتُشاطِطْ : لا تُبْعِدْ عن الحَقِّ . ـ أشَطَّ في الطَلَبِ : أمْعَنَ ، ـ أشَطَّ في المفازَةِ : ذَهَبَ . ـ غَديرُ الأشْطَاطِ : موضع . ـ شَطْشاطُ : طائِرٌ . ـ شَطَوْطَى وشَطُوطُ : الناقَةُ الضَّخْمَةُ السَّنامِ ، ج : شَطَائِطُ . ـ شاطَّهُ : غالبهُ في الاشْتِطاطِ .
المعجم: القاموس المحيط
شُكْرُ
ـ شُكْرُ : عِرْفانُ الإِحْسان ونَشْرُه ، أو لا يكونُ إلاَّ عن يَدٍ ، ـ شُكْرُ من اللهِ : المُجازاةُ ، والثَّناءُ الجميلُ ، شَكَرَهُ ، وشَكَرَ له ، شُكْراً وشُكُوراً وشُكْراناً ، وشَكَرَ اللّهَ وللهِ وباللهِ وشَكَرَ نِعمَةَ اللهِ ، وشَكَرَ بها ، وتَشَكَّرَ لهُ بَلاءَهُ ، كشَكَرَهُ . ـ شَكُورُ : الكثيرُ الشُّكْرِ ، والدَّابَّةُ تَسْمَنُ عَلَى قِلَّةِ العَلَفِ . ـ شَكْرُ وشِكْرُ : الحِرُ أو لَحْمُها ، ـ شَكْرُ : النِّكاحُ ، ولَقَبُ وَالاَنَ بنِ عَمْرٍو ، أبي حَيٍّ بالسَّرَاةِ ، وجَبَلٌ باليمنِ . ـ شَكِرَتِ الناقَةُ : امْتَلأ ضَرْعُها ، فهي شَكِرَةٌ ومِشْكارٌ ، من شَكارَى وَشَكْرَى وشَكِراتٍ ، ـ شَكِرَتِ الدَّابَّةُ : سَمِنَتْ ، ـ شَكِرَ فلانٌ : سَخَا ، أو غَزُرَ عَطَاؤُهُ بعدَ بُخْلِهِ ، ـ شَكِرَتِ الشَّجَرَةُ : خَرَجَ منها الشَّكيرُ . ـ عُشْبٌ مَشْكَرَةٌ : مَغْزَرَةٌ للَّبَنِ . ـ أشْكَرَ الضَّرْعُ : امْتَلأَ ، كاشْتَكَرَ ، ـ أشْكَرَ القومُ : شَكِرَتْ إِبِلُهُم ، والاسْمُ : الشُّكْرَةُ . ـ اشْتَكَرَتِ السماءُ : جَدَّ مَطَرُها ، ـ اشْتَكَرَتِ الرِّياحُ : أتَتْ بالمَطَرِ ، ـ اشْتَكَرَ الحَرُّ ، واشْتَكَرَ البَرْدُ : اشْتَدَّا ، ـ اشْتَكَرَ في عَدْوِهِ : اجْتَهَدَ . ـ شَكيرُ : الشَّعَرُ في أصلِ عُرْفِ الفرسِ ، وما وَلِيَ الوَجْهَ والقَفَا من الشَّعَرِ ، ـ شَكيرُ من الإبِلِ : صغارُها ، ـ شَكيرُ من الشَّعَرِ والرِّيشِ والعِفَاءِ والنَّبْتِ : صِغارُه بين كِبارِه ، أو أوَّلُ النَّبْتِ على أثَرِ النَّبْتِ الهائِجِ المُغْبَرِّ ، وما يَنْبُتُ من القُضْبانِ الرَّخْصَةِ بين العاسِيَةِ ، وما يَنْبُتُ في أُصُولِ الشَّجَرِ الكِبارِ ، وفِراخُ النَّخْلِ ، والنَّخْلُ قَدْ شَكَرَ وشَكِرَ وأشْكَرَ ، والخوصُ الذي حَوْلَ السَّعَفِ ، والغُصُونُ ، ولِحاءُ الشَّجَرِ ، ج : شُكُرٌ ، والكَرْمُ يُغْرَسُ من قَضِيبِهِ ، والفِعْلُ من الكُلِّ : أشْكَرَ وَشَكَرَ واشْتَكَرَ . ـ هذا زَمَنُ الشَّكَرِيَّةِ : إذا حَفَلَتِ الإِبِلُ من الرَّبيعِ . ـ يَشْكُرُ بنُ عليِّ بنِ بَكْرِ بنِ وائِلٍ ، ويَشْكُرُ بنُ مُبَشِّرِ بنِ صَعْبٍ : أبو قَبيلَتينِ . ـ شُكَيْرُ : جَبَلٌ بالأَنْدَلُسِ لا يُفارِقُهُ الثَّلْجُ . ـ شُكَرٌ : جَزيرَةٌ بها . ـ شَكَّرُ : لَقَبُ محمدِ بنِ المُنْذِرِ الحافِظِ . ـ شُكْرُ وشَوْكَرُ : من الأَعْلاِمِ . ـ شاكِريُّ : الأَجيرُ والمُسْتَخْدَمُ ، مُعَرَّبُ جاكر . ـ شَكائِرُ : النواصِي . ـ مُشْتَكِرَةُ من الرِّياحِ : الشَّديدةُ . ـ شَيْكَرانُ وشَيْكُرانُ : نَبْتٌ ، أو الصوابُ بالسينِ ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ ، أو الصوابُ الشَّوْكَرانُ . ـ شاكَرْتُه الحديثَ : فاتَحْتُه . ـ شاكَرْتُه : أرَيْتُه أنِّي شاكِرٌ . ـ شَكْرَى : الفِدْرَةُ السَّمِينَةُ من اللحمِ .
المعجم: القاموس المحيط
شفي
" الشِّفاء : دواءٌ معروفٌ ، وهو ما يُبرئُ من السَّقَم ، والجمعُ أَشْفِيةٌ ، وأَشافٍ جمعُ الجْمع ، والفعل شَفاه الله من مَرَضهِ شِفاءً ، ممدودٌ . واسْتَشْفى فلانٌ : طلبَ الشِّفاء . وأَشْفَيتُ فلاناً إذا وهَبتَ له شِفاءً من الدواء . ويقال : شِفاءُ العِيِّ السؤَالُ . أَبو عمرو : أَشْفى زيد عمراً إذا وَصَفَ له دواءً يكون شِفاؤه فيه ، وأَشْفى إذا أَعْطى شيئاً ما ؛
وأَنشد : ولا تُشْفِي أَباها ، لوْ أَتاها فقيراً في مبَاءَتِها صِماما وأَشْفَيْتُك الشيءَ أَي أَعطيْتُكَه تَستَشْفي به . وشفاه بلسانه : أَبْرأَهُ . وشفاهُ وأَشْفاهُ : طلب له الشِّفاءَ . وأَشْفِني عَسَلاً : اجْعَلْه لي شِفاءً . ويقال : أَشْفاهُ اللهُ عسَلاً إذا جعله له شِفاءً ؛ حكاه أَبو عبيدة . واسْتَشْفى : طلب الشِّفاءَ ، واسْتَشْفى : نال الشِّفاء . والشَّفى : حرْفُ الشيءِ وحَدُّه ، قال الله تعالى : على شَفى جُرُفٍ هارٍ ؛ والاثنان شَفَوان . وشَفى كلِّ شيء : حَرْفُه ؛ قال تعالى : وكنتم على شَفى حُفْرة من النارِ ؛ قال الأَخفش : لمَّا لم تَجُزْ فيه الإمالةُ عُرِفَ أَنه من الواو لأَنَّ الإمالة من الياء . وفي حديث علي ، عليه السلام : نازلٌ بِشَفا (* قوله « تحت الروق إلخ » هكذا في الأصل ). وفْقُ هِلالٍ بينَ ليْلٍ وأُفُقْ ، أَمسى شَفىً أَو خَطُّهُ يومَ المَحَقْ الشَّفى : حَرْفُ كلِّ شيء ، أَراد أَنَّ قوْسَه كأَنَّها خَطُّ هلالٍ يوم المَحَق . وأَشْفْى على الشيء : أَشرفَ عليه ، وهو من ذلك . ويقال : أَشفى على الهلاك إذا أَشرفَ عليه . وفي الحديث : فأَشْفَوْا على المرْج أَي أَشرَفُوا ، وأَشْفَوْ على الموتِ . وأَشافَ على الشيء وأَشفى أَي أَشرَفَ عليه . وشَفَت الشمس تَشْفُوا : قارَبَت الغُروب ، والكلمة واوِيَّة ويائيَّة . وشفى الهلالُ : طَلعَ ، وشَفى الشخصُ : ظَهَرَ ؛ هاتان عن الجوهري . ابن السكيت : الشَّفى مقصورٌ بقيَّةُ الهلالِ وبقيةُ البصر وبقية النهار وما أَشبهه ؛ وقال العجاج : ومَرْبَإٍ عالٍ لِمَنْ تَشَرَّفا ، أَشْرَفْتُه بلا شَفى أَو بِشَفى قوله بلا شَفى أَي وقد غابَتِ الشمسُ ، أَو بشَفَى اي أَو قدْ بَقِيَتْ منها بقِيَّةٌ ؛ قال ابن بري : ومثله قول أَبي النجم : كالشِّعْرَيَيْن لاحَتا بعْدَ الشَّفى شبَّه عيني أَسَدٍ في حُمْرَتِهِما بالشِّعْرَيَيْن بعد غروب الشمس لأَنَّهما تَحْمَرَّان في أَوَّل الليلِ ؛ قال ابن السكيت : يقال للرجل عند موتهِ وللقمر عند امِّحاقِه وللشمس عند غروبها ما بَقِيَ منه إلا شَفىً أَي قليلٌ . وفي الحديث عن عطاء ، قال : سمعت ابن عباس يقول ما كانت المُتْعة إلاَّ رَحْمةً رَحِمَ اللهُ بها أُمَّة محمدٍ ، صلى الله عليه وسلم ، فلولا نَهْيُه عنها ما احتاج إلى الزِّنا أَحَدٌ إلاَّ شَفىً أَي إلاَّ قليلٌ من الناس ؛ قال : والله لكَأَنِّي أَسمَعُ قوله إلاَّ شفىً ؛ عطاء القائلُ ؛ قال أَبو منصور : وهذا الحديث يدلُّ على أَنَّ ابن عباس عَلِمَ أَنَّ النبيَّ ، صلى الله عليه وسلم ، نهى عن المُتْعة فرجع إلى تَحْرِيمِها بعدما كان باح بإحْلالِها ، وقوله : إلاَّ شَفىً أَي إلاَّ خَطِيئةً من الناس قليلةً لا يَجدونَ شيئاً يَسْتَحِلُّون به الفُروج ، من قولهم غابتِ الشمسُ إلا شَفىً أََي قليلاً من ضَوْئِها عند غروبها . قال الأَزهري : قوله إلا شَفىً أَي إلا أَنْ يُشْفيَ ، يعني يُشْرِفَ على الزِّنا ولا يُواقِعَه ، فأَقام الاسمَ وهو الشَّفى مُقامَ المصدرِ الحقيقي ، وهو الإشفاءُ على الشيء . وفي حديث ابن زِمْلٍ : فأَشْفَوْا على المَرْجِ أَي أَشرَفُوا عليه ولا يَكادُ يقالُ أَشْفَى إلا في الشَّرِّ . ومنه حديث سَعدٍ : مَرِضْتُ مَرَضاً أَشْفَيْتُ منه على الموت . وفي حديث عمر : لا تَنْظُروا إلى صلاة أَحدٍ ولا إلى صِيامِه ولكن انظروا إلى وَرَعه إذا أَشْفَى أَي إذا أَشرَف على الدُّنيا وأَقبَلَتْ عليه ، وفي حديث الآخر : إذا اؤْْتُمِنَ أَدَّى وإذا أَشْفَى وَرِع أَي إذا أَشرف على شيءً توَرَّعَ عنه ، وقيل : أَراد المَعْصِية والخِيانة . وفي الحديث : أَن رجُلاً أَصابَ من مَغْنَمٍ ذَهَباً فأَتى به النبيَّ ، صلى الله عليه وسلم ، يدْعُو له فيه فقال : ما شَفَّى فلانٌ أَفضلُ مما شَفَّيْتَ تَعَلَّمَ خَمسَ آياتٍ ؛ أَراد : ما ازْدادَ ورَبِحَ بتَعلُّمِه الآيات الخمسَ أَفضلُ مما اسْتَزَدْتَ ورَبِحْتَ من هذا الذَّهَبِ ؛ قال ابن الأَثير : ولعله من باب الإبْدالِ فإنَّ الشَّفَّ الزيادةُ والرِّبْحُ ، فكأَنّ أَصلَه شَفّفَ فأُبْدِلت إحدى الفاءَات ياءً ، كقوله تعالى : دَسّاها ، في دَسَّسَها ، وتقَضَّى البازي في تقَضَّضَ ، وما بقِيَ من الشَّمْسِ والقَمَرِ إلا شَفىً أَي قليلٌ . وشَفَتِ الشمسُ تَشْفي وشَفِيَتْ شَفىً : غَرَبَتْ ، وفي التهذيب : غابَتْ إلا قليلاً ، وأَتيتهُ بشَفىً من ضَوْءِ الشمسِ ؛
وأَنشد : وما نِيلُ مِصْرٍ قُبَيْلَ الشَّفَى ، إذا نفَحَتْ رِيحُه النافِحَهْ أَي قُبَيْلَ غروبِ الشمس . ولما أَمرَ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، حَسّانَ بهِجاءِ كُفارِ قُرَيْشٍ ففَعَلَ ، قال : شَفَى واشْتَفَى ؛ أَراد أَنه شفى المْؤمنين واشتَفَى بنفْسهِ أَي اخْتَصَّ بالشِّفاءِ ، وهو من الشِّفاءِ البُرْءِ من المرض ، يقال : شَفاهُ الله يَشْفيه ، واشتَفَى افتَعَل منه ، فنقَله من شِفاءِ الأَجسامِ إلى شِفاء القُلُوبِ والنُّفُوس . واشتَفَيْتُ بكذا وتشَفَّيْتُ من غَيْظي . وفي حديث الملْدُوغِ : فشَفَوْا له بكلِّ شيءٍ أَي عالَجُوهُ بكلِّ ما يُشْتَفَى به ، فوَضَعَ الشِّفاءَ مَوْضِعَ العِلاجِ والمُداواة . والإشْفَى : المِثْقَب ؛ حكى ثعلب عن العرب : إنْ لاطَمْتَه لاطَمْتَ الإشْفَى ، ولم يفسره . قال ابن سيده : وعندي أَنه إنما ذهَب إلى حِدَّتهِ لأَن ال إنسانَ لو لاطَمَ الإشْفَى لكان ذلك عليه لا له . والإشْفَى : الذي للأساكِفة ، قال ابن السكيت : الإشْفَى ما كان للأَساقي والمَزاود والقِرَبِ وأَشباهِها ، وهو مقصور ، والمِخْصَفُ للنِّعالِ ؛ قال ابن بري : ومنه قول الراجز : فحاصَ ما بينَ الشِّراكِ والقَدَمْ ، وَخْزَة إشْفَى في عُطُوفٍ من أَدَمْ وقوله أَنشده الفارسي : مِئَبَرةُ العُرْقُوبِ إشْفَى المِرْفَقِ عَنَى أَنَّ مِرْفَقَها حديدٌ كالإشْفَى ، وإن كان الجَوْهَر يقتضي وصفاً ما فإن العَرَب رُبما أَقامتْ ذلك الجَوْهَر مُقامَ تلك الصِّفةِ . يقولُ عليّ ، رضي الله عنه : ويا طَغامَ الأَحلامِ ، لأَنَّ الطَّغامةَ ضعيفةٌ فكأَنه ، قال : يا ضِعافَ الأَحلام ؛ قال ابن سيده : أَلِفُ الإشْفَى ياءٌ لوجُود ش ف ي وعدم ش ف و مع أَنها لامٌ . التهذيب : الإشفى السِّرادُ الذي يُخْرَزُ به ، وجمعه الأَشافي . ابن الأَعرابي : أَشْفَى إذا سار في شَفَى القمر ، وهو آخرُ الليل ، وأَشْفَى إذا أَشرف على وصِيَّةٍ أَو وَديعةٍ . وشُفَيَّة : اسم رَكِيّة معروفة . وفي الحديث ذكر شُفَيّة ، وهي بضم الشين مصغرة : بئر قديمة بمكة حفرتها بنو أَسد . التهذيب في هذه الترجمة : الليث الشَّفَةُ نُقْصانُها واوٌ ، تقول شَفَةٌ وثلاثُ شَفَواتٍ ، قال : ومنهم من يقول نُقْصانُها هاءٌ وتُجْمَعُ على شِفاهٍ ، والمُشافهة مُفاعَلة منه . الخليل : الباءُ والميمُ شَفَوِيّتانِ ، نسَبهُما إلى الشَّفَة ، قال : وسمعت بعض العرب يقول أَخْبَرَني فلانٌ خَبَراً اشْتَفَيْتُ به أَي انتَفَعْتُ بصحَّته وصدْقِه . ويقول القائلُ منهم : تشَفَّيْتُ من فلانٍ إذا أَنْكَى في عَدُوِّه نِكايةً تَسُرُّه . "
المعجم: لسان العرب
شهد
" من أَسماء الله عز وجل : الشهيد . قال أَبو إِسحق : الشهيد من أَسماء الله الأَمين في شهادته . قال : وقيل الشهيدُ الذي لا يَغيب عن عِلْمه شيء . والشهيد : الحاضر . وفَعِيلٌ من أَبنية المبالغة في فاعل فإِذا اعتبر العِلم مطلقاً ، فهو العليم ، وإِذا أُضيف في الأُمور الباطنة ، فهو الخبير ، وإِذا أُضيف إِلى الأُمور الظاهرة ، فهو الشهيد ، وقد يعتبر مع هذا أَن يَشْهَدَ على الخلق يوم القيامة . ابن سيده : الشاهد العالم الذي يُبَيِّنُ ما عَلِمَهُ ، شَهِدَ شهادة ؛ ومنه قوله تعالى : شهادَةُ بينِكم إِذا حضر أَحدَكم الموتُ حين الوصية اثنان ؛ أَي الشهادةُ بينكم شهادَةُ اثنين فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه . وقال الفراء : إِن شئت رفعت اثنين بحين الوصية أَي ليشهد منكم اثنان ذوا عدل أَو آخران من غير دينكم من اليهود والنصارى ، هذا للسفر والضرورة إِذ لا تجوز شهادة كافر على مسلم إِلا في هذا . ورجل شاهِدٌ ، وكذلك الأُنثى لأَنَّ أَعْرَفَ ذلك إِنما هو في المذكر ، والجمع أَشْهاد وشُهود ، وشَهيدٌ والجمع شُهَداء . والشَّهْدُ : اسم للجمع عند سيبويه ، وقال الأَخفش : هو جمع . وأَشْهَدْتُهُم عليه . واسْتَشْهَدَه : سأَله الشهادة . وفي التنزيل : واستشهدوا شَهِيدين . والشَّهادَة خَبرٌ قاطعٌ تقولُ منه : شَهِدَ الرجلُ على كذا ، وربما ، قالوا شَهْدَ الرجلُ ، بسكون الهاء للتخفيف ؛ عن الأخفش . وقولهم : اشْهَدْ بكذا أَي احْلِف . والتَّشَهُّد في الصلاة : معروف ؛ ابن سيده : والتَّشَهُّد قراءَة التحياتُ للهِ واشتقاقه من « أَشهد أَن لا إِله إِلا الله وأَشهد أَن محمداً عبده ورسوله » وهو تَفَعُّلٌ من الشهادة . وفي حديث ابن مسعود : كان يُعَلِّمُنا التَّشَهُّدَ كما يعلمنا السورة من القرآن ؛ يريد تشهد الصلاة التحياتُ . وقال أَبو بكر بن الأَنباري في قول المؤذن أَشهد أَن لا إِله إِلا الله : أَعْلَمُ أَن لا إِله إِلا الله وأُبَيِّنُ أَن لا إِله إِلا الله . قال : وقوله أَشهد أَن محمداً رسول الله أَعلم وأُبيِّن أَنَّ محمداً رسول الله . وقوله عز وجل : شهد الله أَنه لا إِله إِلا هو ؛ قال أَبو عبيدة : معنى شَهِدَ الله قضى الله أَنه لا إِله إِلا هو ، وحقيقته عَلِمَ اللهُ وبَيَّنَ اللهُ لأَن الشاهد هو العالم الذي يبين ما علمه ، فالله قد دل على توحيده بجميع ما خَلَق ، فبيَّن أَنه لا يقدر أَحد أَن يُنْشِئَ شيئاً واحداً مما أَنشأَ ، وشَهِدَتِ الملائكةُ لِما عاينت من عظيم قدرته ، وشَهِدَ أُولو العلم بما ثبت عندهم وتَبَيَّنَ من خلقه الذي لا يقدر عليه غيره . وقال أَبو العباس : شهد الله ، بيَّن الله وأَظهر . وشَهِدَ الشاهِدُ عند الحاكم أَي بين ما يعلمه وأَظهره ، يدل على ذلك قوله : شاهدين على أَنفسهم بالكفر ؛ وذلك أَنهم يؤمنون بأَنبياءٍ شعَروا بمحمد وحَثُّوا على اتباعه ، ثم خالَفوهم فَكَذَّبُوه ، فبينوا بذلك الكفر على أَنفسهم وإِن لم يقولوا نحن كفار ؛ وقيل : معنى قوله شاهدين على أَنفسهم بالكفر معناه : أَن كل فِرْقة تُنسب إِلى دين اليهود والنصارى والمجوس سوى مشركي العرب فإِنهم كانوا لا يمتنعون من هذا الاسم ، فَقَبُولهم إِياه شَهادَتهم على أَنفسهم بالشرك ، وكانوا يقولون في تلبيتهم : لبَّيْكَ لا شَريكَ لك إِلاَّ شريكٌ هو لكَ تَمْلِكُه وما ملك . وسأَل المنذريّ أَحمدَ بن يحيى عن قول الله عز وجل : شهد الله أَنه لا إِله إِلا هو ، فقال : كُلُّ ما كان شهد الله فإِنه بمعنى علم الله . قال وقال ابن الأَعرابي : معناه ، قال الله ، ويكون معناه علم الله ، ويكون معناه كتب الله ؛ وقال ابن الأَنباري : معناه بيَّن الله أَن لا إِله إِلا هو . وشَهِدَ فلان على فلان بحق ، فهو شاهد وشهيد . واسْتُشِهْدَ فلان ، فهو شَهِيدٌ . والمُشاهَدَةُ : المعاينة . وشَهِدَه شُهوداً أَي حَضَره ، فهو شاهدٌ . وقَوْم شُهُود أَي حُضور ، وهو في الأَصل مصدر ، وشُهَّدٌ أَيضاً مثل راكِع ورُكّع . وشَهِدَ له بكذا شَهادةً أَي أَدّى ما عنده من الشَّهادة ، فهو شاهِد ، والجمع شَهْدٌ مثل صاحِب وصَحْب وسافر وسَفْرٍ ، وبعضهم يُنْكره ، وجمع الشَّهْدِ شُهود وأَشْهاد . والشَّهِيدُ : الشَّاهِدُ ، والجمع الشُّهَداء . وأَشْهَدْتُه على كذا فَشَهِدَ عليه أَي صار شاهداً عليه . وأَشْهَدْتُ الرجل على إِقرار الغريم واسْتَشْهَدتُه بمعنًى ؛ ومنه قوله تعالى : واسْتَشْهِدُوا شَهيدَيْن من رجالكم ؛ أَي أَشْهِدُوا شاهِدَيْن . يقال للشاهد : شَهيد ويُجمع شُهَداءَ . وأَشْهَدَني إِمْلاكَه : أَحْضَرني . واسْتَشْهَدْتُ فلاناً على فلان إِذا سأَلته اقامة شهادة احتملها . وفي الحديث : خَيْرُ الشُّهَداءِ الذي يأْتي بِشهَادَتِه قبل إنْ يُسْأَلَها ؛ قال ابن الأَثير : هو الذي لا يعلم صاحبُ الحق أَنَّ له معه شَهادةً ؛ وقيل : هي في الأَمانة والوَديعَة وما لا يَعْلَمُه غيره ؛ وقيل : هو مثَلٌ في سُرْعَةِ إِجابة الشاهد إِذا اسْتُشْهِدَ أَن لا يُؤَخِّرَها ويَمْنَعَها ؛ وأَصل الشهادة : الإِخْبار بما شاهَدَه . ومنه : يأْتي قوم يَشْهَدون ولا يُسْتَشْهَدون ، هذا عامّ في الذي يُؤدّي الشهادَةَ قبل أَن يَطْلُبها صاحبُ الحق منه ولا تُقبل شهادَتُه ولا يُعْمَلُ بها ، والذي قبله خاص ؛ وقيل : معناه هم الذين يَشْهَدون بالباطل الذي لم يَحْمِلُوا الشهادَةَ عليه ولا كانت عندهم . وفي الحديث : اللّعَّانون لا يكونون شهداء أَي لا تُسْمَعُ شهادتهم ؛ وقيل : لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأُمم الخالية . وفي حديث اللقطة : فَلْيُشْهِدْ ذا عَدْل ؛ الأَمْرُ بالشهادة أَمْرُ تأْديب وإِرْشادٍ لما يُخافُ من تسويلِ النفس وانْبِعاثِ الرَّغْبة فيها ، فيدعوه إِلى الخِيانة بعد الأَمانة ، وربما نزله به حادِثُ الموت فادّعاها ورثَتُه وجعلوها قي جمل تَرِكَتِه . وفي الحديث : شاهداك أَو يَمِينُه ؛ ارتفع شاهداك بفعل مضمر معناه ما ، قال شاهِداكَ ؛ وحكى اللّحياني : إِنَّ الشَّهادةَ ليَشْهَدونَ بكذا أَي أَهلَ الشَّهادَة ، كما يقال : إِن المجلس لَيَشْهَدُ بكذا أَي أَهلَ المجلس . ابن بُزرُج : شَهِدْتُ على شَهادَة سَوْءٍ ؛ يريد شُهَداءَ سوء . وكُلاَّ تكون الشَّهادَة كَلاماً يُؤَذَّى وقوماً يَشْهَدُون . والشاهِدُ والشَّهيد : الحاضر ، والجمع شُهَداء وشُهَّدٌ وأَشْهادٌ وشُهودٌ ؛
وأَنشد ثعلب : كأَني ، وإِن كانَتْ شُهوداً عَشِيرَتي ، إِذا غِبْتَ عَنّى يا عُثَيْمُ ، غَريبُ أَي إِذا غِبْتَ عني فإِني لا أُكلِّم عشيرتي ولا آنَسُ بهم حجتى كأَني غريب . الليث : لغة تميمِ شهيد ، بكسر الشين ، يكسرون فِعِيلاً في كل شيء كان ثانيه أَحد حروف الحلق ، وكذلك سُفْلى مُصغر يقولون فِعِيلاً ، قال : ولغة شَنْعاءُ يكسرون كل فِعِيل ، والنصب اللغة العالية . وشَهدَ الأَمَر والمِصْرَ شَهادَةً ، فهو شاهدٌ ، من قوْم شُهَّد ، حكاه سيبويه . وقوله تعالى : وذلك يومٌ مَشْهودٌ ، أَي محضور يَحضُره أَهل السماءِ والأَرض . ومثله : إِنَّ قرآن الفجر كان مشهوداً ؛ يعني صلاة الفجر يَحْضُرها ملائكة الليل وملائكة النهار . وقوله تعالى : أَو أَلقى السمع وهو شهيد ؛ أَي أَحْضَرَ سمعه وقلبُهُ شاهدٌ لذلك غَيْرُ غائب عنه . وفي حديث عليّ ، عليه السلام : وشَهِيدُكَ على أُمَّتِك يوم القيامة أَي شاهِدُك . وفي الحديث : سيدُ الأَيام يوم الجمعة هو شاهد أَي يَشْهَدُ لمن حضر صلاتَه . وقوله : فشهادَةُ أَحدِهم أَربع شهادات بالله ؛ الشهادة معناها اليمين ههنا . وقوله عز وجلّ : إِنا أَرسلناك شاهداً ؛ أَي على أُمتك بالإِبْلاغ والرسالة ، وقيل : مُبَيِّناً . وقوله : ونزعنا من كل أُمة شهيداً ؛ أَي اخْتَرْنا منها نبيّاً ، وكلُّ نبي شَهِيدُ أُمَّتِه . وقوله ، عز وجل : تبغونها عِوَجاً وأَنْتم شُهَداء ؛ أي أَنتم تشهدون وتعلمون أَن نبوة محمد ، صلى الله عليه وسلم ، حق لأَن الله ، عز وجل ، قد بينه في كتابكم . وقوله عز وجل : يوم يقوم الأَشْهادُ ؛ يعني الملائكة ، والأَشهادُ : جمع شاهد مثل ناصر وأَنصار وصاحب وأَصحاب ، وقيل : إِن الأَشْهاد هم الأَنبياءُ والمؤمنون يَشْهدُون على المكذبين بمحمد ، صلى الله عليه وسلم ، قال مجاهد ويَتْلُوه شاهد منه أَي حافظٌ مَلَكٌ . وروى شمِر في حديث أَبي أَيوب الأَنصاري : أَنه ذكَرَ صلاة العصر ثم ، قال : قلنا لأَبي أَيوب : ما الشَّاهِدُ ؟، قال : النَّجمُ كأَنه يَشْهَدُ في الليل أَي يحْضُرُ ويَظْهَر . وصلاةُ الشاهِدِ : صلاةُ المغرب ، وهو اسمها ؛ قال شمر : هو راجع إِلى ما فسره أَبو أَيوب أَنه النجم ؛ قال غيره : وتسمى هذه الصلاةُ صلاةَ البَصَرِ لأَنه تُبْصَرُ في وقته نجوم السماء فالبَصَرُ يُدْرِكُ رؤْيةَ النجم ؛ ولذلك قيل له (* قوله « قيل له » أي المذكور صلاة إلخ فالتذكير صحيح وهو الموجود في الأَصل المعول عليه .) صلاةُ البصر ، وقيل في صلاةِ الشاهد : إِنها صلاةُ الفجر لأَنَّ المسافر يصليها كالشاهد لا يَقْصُرُ منها ؛
قال : فَصَبَّحَتْ قبلَ أَذانِ الأَوَّلِ تَيْماء ، والصُّبْحُ كَسَيْفِ الصَّيْقَل ، قَبْلَ صلاةِ الشاهِدِ المُسْتَعْجل وروي عن أَبي سعيد الضرير أَنه ، قال : صلاة المغرب تسمى شاهداً لاستواءِ المقيم والمسافر فيها وأَنها لا تُقْصَر ؛ قال أَبو منصور : والقَوْلُ الأَوَّل ، لأَن صلاة الفجر لا تُقْصَر أَيضاً ويستوي فيها الحاضر والمسافر ولم تُسَمَّ شاهداً . وقوله عز وجل : فمن شَهِدَ منكم الشهر قليصمه ؛ معناه من شَهْدِ منكم المِصْرَ في الشهر لا يكون إِلا ذلك لأَن الشهر يَشْهَدُهُ كلُّ حَيٍّ فيه ؛ قال الفراء : نَصَبَ الشهر بنزع الصفة ولم ينصبه بوقوع الفعل عليه ؛ المعنى : فمن شَهِدَ منكم في الشهر أَي كان حاضراً غير غائب في سفره . وشاهَدَ الأَمرَ والمِصر : كَشهِدَه . وامرأَة مُشْهِدٌ : حاضرة البعل ، بغير هاءٍ . وامرأَة مُغِيبَة : غاب عنها زوجها . وهذه بالهاءِ ، هكذا حفظ عن العرب لا على مذهب القياس . وفي حديث عائشة :، قالت لامرأَة عثمان بن مَظْعُون وقد تَرَكَت الخضاب والطِّيبَ : أَمُشْهِدٌ أَم مُغِيبٌ ؟، قالت : مُشْهِدٌ كَمُغِيبٍ ؛ يقال : امرأَة مُشْهِدٌ إِذا كان زوجها حاضراً عندها ، ومُغِيبٌ إِذا كان زوجها غائباً عنها . ويقال فيه : مُغِيبَة ولا يقال مُشْهِدَةٌ ؛ أَرادت أَن زوجها حاضر لكنه لا يَقْرَبُها فهو كالغائب عنها . والشهادة والمَشْهَدُ : المَجْمَعُ من الناس . والمَشْهَد : مَحْضَرُ الناس . ومَشاهِدُ مكة : المَواطِنُ التي يجتمعون بها ، من هذا . وقوله تعالى : وشاهدٍ ومشهودٍ ؛ الشاهِدُ : النبي ، صلى الله عليه وسلم ، والمَشْهودُ : يومُ القيامة . وقال الفراءُ : الشاهِدُ يومُ الجمعة ، والمشهود يوم عرفةَ لأَن الناس يَشْهَدونه ويَحْضُرونه ويجتمعون فيه . قال : ويقال أَيضاً : الشاهد يومُ القيامة فكأَنه ، قال : واليَوْمِ الموعودِ والشاهد ، فجعل الشاهد من صلة الموعود يتبعه في خفضه . وفي حديث الصلاة : فإِنها مَشْهودة مكتوبة أَي تَشْهَدُها الملائكة وتَكتُبُ أَجرها للمصلي . وفي حديث صلاة الفجر : فإِنها مَشْهودة مَحْضورة يَحْضُرها ملائكة الليل والنهار ، هذه صاعِدةٌ وهذه نازِلَةٌ . قال ابن سيده : والشاهِدُ من الشهادة عند السلطان ؛ لم يفسره كراع بأَكثر من هذا . والشَّهِيدُ : المقْتول في سبيل الله ، والجمع شُهَداء . وفي الحديث : أَرواحُ الشهَداءِ قي حَواصِل طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ من وَرَق (* قوله « تعلق من ورق إلخ » في المصباح علقت الإبل من الشجر علقاً من باب قتل وعلوقاً : أكلت منها بأفواهها . وعلقت في الوادي من باب تعب : سرحت . وقوله ، عليه السلام : أرواح الشهداء تعلق من ورق الجنة ، قيل : يروى من الأَول ، وهو الوجه اذ لو كان من الثاني لقيل تعلق في ورق ، وقيل من الثاني ، قال القرطبي وهو الأكثر .) الجنة ، والإسم الشهادة . واسْتُشْهِدَ : قُتِلَ شهِيداً . وتَشَهَّدَ : طلب الشهادة . والشَّهِيدُ : الحيُّ ؛ عن النصر بن شميل في تفسير الشهيد الذي يُسْتَشْهَدُ : الحيّ أَي هو عند ربه حيّ . ذكره أَبو داود (* قوله « ذكره أبو داود إلى قوله ، قال أبو منصور » كذا بالأصل المعول عليه ولا يخفى ما فيه من غموض . وقوله « كأن أرواحهم » كذا به أيضاً ولعله محذوف عن لان أرواحهم .) أَنه سأَل النضر عن الشهيد فلان شَهِيد يُقال : فلان حيّ أَي هو عند ربه حيّ ؛ قال أَبو منصور : أُراه تأَول قول الله عز وجل : ولا تحسبن الذين قُتِلوا في سبيل الله أَمواتاً بل أَحياءٌ عند ربهم ؛ كأَنَّ أَرواحهم أُحْضِرَتْ دارَ السلام أَحياءً ، وأَرواح غَيْرِهِم أُخِّرَتْ إِلى البعث ؛ ، قال : وهذا قول حسن . وقال ابن الأَنباري : سمي الشهيد شهيداً لأَن اللهَ وملائكته شُهودٌ له بالجنة ؛ وقيل : سُمُّوا شهداء لأَنهم ممن يُسْتَشْهَدُ يوم القيامة مع النبي ، صلى الله عليه وسلم ، على الأُمم الخالية . قال الله عز وجل : لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ؛ وقال أَبو إِسحق الزجاج : جاءَ في التفسير أَن أُمم الأَنبياء تكَذِّبُ في الآخرة من أُرْسِلَ إِليهم فيجحدون أَنبياءَهم ، هذا فيمن جَحَدَ في الدنيا منهم أَمْرَ الرسل ، فتشهَدُ أُمة محمد ، صلى الله عليه وسلم ، بصدق الأَنبياء وتشهد عليهم بتكذيبهم ، ويَشْهَدُ النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، لهذه بصدقهم . قال أَبو منصور : والشهادة تكون للأَفضل فالأَفضل من الأُمة ، فأَفضلهم من قُتِلَ في سبيل الله ، مُيِّزوا عن الخَلْقِ بالفَضْلِ وبيَّن الله أَنهم أَحياءٌ عند ربهم يُرْزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ؛ ثم يتلوهم في الفضل من عدّه النبي ، صلى الله عليه وسلم ، شهيداً فإِنه ، قال : المَبْطُونُ شَهيد ، والمَطْعُون شَهِيد . قال : ومنهم أَن تَمُوتَ المرأَةُ بِجُمَع . ودل خبر عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه : أَنَّ مَنْ أَنْكَرَ مُنْكَراً وأَقام حَقّاً ولم يَخَفْ في الله لَومَة لائم أَنه في جملة الشهداء ، لقوله ، رضي الله عنه : ما لكم إِذا رأَيتم الرجل يَخْرِقُ أَعْراضَ الناس أَن لا تَعْزِمُوا عليه ؟، قالوا : نَخافُ لسانه ، فقال : ذلك أَحْرَى أَن لا تكونوا شهداء . قال الأَزهري : معناه ، والله أَعلم ، أَنَّكم إِذا لم تَعْزِموا وتُقَبِّحوا على من يَقْرِضُ أَعْراضَ المسلمين مخافة لسانه ، لم تكونوا في جملة الشهداء الذين يُسْتَشهَدُون يوم القيامة على الأُمم التي كذبت أَنبياءَها في الدنيا . الكسائي : أُشْهِدَ الرجلُ إِذا استُشهد في سبيل الله ، فهو مُشْهَدٌ ، بفتح الهاءِ ؛
وأَنشد : أَنا أَقولُ سَأَموتُ مُشْهَداً وفي الحديث : المبْطُونُ شَهِيدٌ والغَريقُ شَهيدٌ ؛ قال : الشهيدُ في الأَصل من قُتِلَ مجاهداً في سبيل الله ، ثم اتُّسِعَ فيه فأُطلق على من سماه النبي ، صلى الله عليه وسلم ، من المَبْطُون والغَرِق والحَرِق وصاحب الهَدْمِ وذات الجَنْب وغيرِهم ، وسُمِّيَ شَهيداً لأَن ملائكته شُهُودٌ له بالجنة ؛ وقيل : لأَن ملائكة الرحمة تَشْهَدُه ، وقيل : لقيامه بشهادَة الحق في أَمْرِ الله حتى قُتِلَ ، وقيل : لأَنه يَشْهَدُ ما أَعدّ الله له من الكرامة بالقتل ، وقيل غير ذلك ، فهو فَعيل بمعنى فاعل وبمعنى مفعول على اختلاف التأْويل . والشَّهْدُ والشُّهْد : العَسَل ما دام لم يُعْصَرْ من شمَعِه ، واحدته شَهْدَة وشُهْدَة ويُكَسَّر على الشِّهادِ ؛ قال أُمية : إِلى رُدُحٍ ، من الشِّيزى ، مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ ، يُلْبَكُ بالشِّهادِ (* قوله « ملاء » ككتاب ، وروي بدله عليها .) أَي من لباب البر يعني الفالوذَق . وقيل : الشَّهْدُ والشُّهْدُ والشَّهْدَة العَسَلُ ما كان . وأَشْهَدَ الرجُل : بَلَغَ ؛ عن ثعلب . وأَشْهَدَ : اشْقَرَّ واخْضَرَّ مِئْزَرُه . وأَشْهَدَ : أَمْذَى ، والمَذْيُ : عُسَيْلَةٌ . أَبو عمرو : أَشْهَدَ الغلام إِذا أَمْذَى وأَدرَك . وأَشْهَدت الجاريةُ إِذا حاضت وأَدْركتْ ؛ وأَنشد : قامَتْ تُناجِي عامِراً فأَشْهَدا ، فَداسَها لَيْلَتَه حتى اغْتَدَى والشَّاهِدُ : الذي يَخْرُجُ مع الولد كأَنه مُخاط ؛ قال ابن سيده : والشُّهودُ ما يخرجُ على رأْس الولد ، واحِدُها شاهد ؛ قال حميد بن ثور الهلالي : فجاءَتْ بِمثْلِ السَّابِرِيِّ ، تَعَجَّبوا له ، والصَّرى ما جَفَّ عنه شُهودُها ونسبه أَبو عبيد إِلى الهُذَلي وهو تصحيف . وقيل : الشُّهودُ الأَغراس التي تكون على رأْس الحُوار . وشُهودُ الناقة : آثار موضع مَنْتَجِها من سَلًى أَو دَمٍ . والشَّاهِدُ : اللسان من قولهم : لفلان شاهد حسن أَي عبارة جميلة . والشاهد : المَلَك ؛ قال الأَعشى : فلا تَحْسَبَنِّي كافِراً لك نَعْمَةً على شاهِدي ، يا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ وقال أَبو بكر في قولهم ما لفلان رُواءٌ ولا شاهِدٌ : معناه ما له مَنْظَرٌ ولا لسان ، والرُّواءُ المَنظَر ، وكذلك الرِّئْيِ . قال الله تعالى : أَحسنُ أَثاثاً ورِئْياً ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي : لله دَرُّ أَبيكَ رَبّ عَمَيْدَرٍ ، حَسَن الرُّواءِ ، وقلْبُه مَدْكُوكُ ، قال ابن الأَعرابي : أَنشدني أَعرابي في صفة فرس : له غائِبٌ لم يَبْتَذِلْه وشاهِدُ ، قال : الشاهِدُ مِن جَرْيِهِ ما يشهد له على سَبْقِه وجَوْدَتِهِ ، وقال غيره : شاهِدُه بذله جَرْيَه وغائبه مصونُ جَرْيه . "