الوَجْسُ كالوَعْدِ : الفَزَعُ يَقَعُ في القَلْبِ أَو في السَّمْعِ من صَوْتٍ أو غَيْرِه قالَهُ اللَّيْثُ كالوَجَسَانِ مُحَرَّكَةً . وقالَ أَبو عُبَيْدٍ : الوَجْسُ : الصَّوْتُ الخَفِيُّ ومنه الحَدِيثُ : دَخَلْتُ الجَنَّةَ فسَمِعْتُ في جَانِبِهَا . وَجْساً فَقِيلَ : هذا بِلالٌ . ومنه أَيْضاً ما جاءَ في الحَدِيثِ أَنَّه نَهَى عن الوَجْسِ هُوَ : أَنْ يَكُونَ مع جارِيَتهِ أَو امْرَأَتِه والأُخْرَى تَسْمَعُ حِسَّهُ . الأَوْلَى حِسَّهُما وقد سُئِلَ عنه الحَسَنُ فقالَ : كَانُوا يَكْرَهُونَ الوَجْسَ . والأَوْجَسُ كأَحْمَدَ : الدَّهْرُ وقد تُضَمُّ الجِيمُ عن يَعْقُوبَ نقله الجَوْهَريُّ والفَتْحُ أَفْصَحُ ومنه قولُهم الآتي : لا أَفْعَلُه سَجِيسَ الأَوْجَسِ وقد رُوِيَ بالوَجْهَيْنِ . والأَوْجَسُ : القَلِيلُ من الطَّعَام والشَّرَابِ يَقُولُون : ما ذُقْتُ عِنْدَه أَوْجَسَ أَي : طَعَاماً عن الأُمَويّ وما فِي سِقَائِه أَوْجَسُ أَيْ قَطْرَةٌ هكذا ذَكَرُوه ولم يَذْكُرُوا الشَّرَابَ قالوا : ولا يُسْتَعْمَلُ إلاّ في النَّفْي . والوَاجِسُ : الهَاجِسُ وهو الخَاطِرُ كما سَيَأْتِي . ومِيجَاسٌ كمِحْرَاب : عَلَمٌ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ . وقَوْلُهَ تَعالَى : فأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً وكذا قَوْلُه تَعالَى : فأَوْجَسَ في نَفْسِه خِيفَةً . أيْ أَحَسَّ وأَضْمَرَ وقال أبَو إِسْحَاقَ : مَعْنَاهُ فأَضْمَرَ منهم خَوْفاً وقالَ في مَوْضِعٍ آخَرَ : معنَى أَوْجَسَ : وَقَعَ في نَفْسِه الخَوْفُ . وتَوَجَّسَ الرَّجُلُ : تَسَمَّعَ إلى الوَجْسِ هو الصَّوْت الخَفِيّ قال ذُو الرُّمَّة يَصِفُ صائِداً :
إذا تَوَجَّسَ رِكْزاً من سَنَابِكِهَا ... أَوْ كَانَ صاحِبَ أَرْضٍ أَو بِهِ المُومُ
وقيلَ : إذا أحَسَّ بهِ فسَمِعَهُ وهو خائِفٌ ومنه قَوْلُه : فغَدَا صبيحَةَ صَوْتِهَا مُتَوَجِّساً . وتَوَجَّسَ الطَّعَامَ والشَّرَابَ إذا تَذَوَّقَه قلِيلاً قَلِيلاً . وقَوْلُهُم : لا أَفْعَلُه سَجِيسَ الأَوْجَسِ يُرْوَى بفَتْحِ الجِيمِ وضَمِّها أي أَبَداً عن ابنِ السِّكِّيتِ وحَكَى الفارِسِيُّ : سَجِيسَ عُجَيْسِ الأَوْجَسِ أَي لا أَفْعَلُه طُولَ الدَّهْرِ . قالَ الصّاغَانِيُّ : والتَّرْكِيبُ يَدُلّ على إِحْسَاسٍ بشَيْءٍ وتَسَمُّع له . ومِمّا شَذَّ عن هذا التَّرْكِيبِ : لا أَفْعَلُه سَجِيسَ الأَوْجَسِ وما ذُقْتُ عِنْدَكَ أَوْجَسَ . ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه : الوَجْسُ : إضْمارُ الخَوْفِ . وأَوْجَسَتِ الأُذُنُ وتَوَجَّسَت : سَمِعَتْ حِسًّا . والوَجّاسُ في قَوْلِ أَبِي ذُؤَيْبٍ :
حَتّى أُتِيحَ له يَوْماً بمُحْدَلَةٍ ... ذُو مِرَّةٍ بدِوارِ الصَّيْدِ وَجّاسُ قالَ ابنُ سِيدَه : إنّه عِنْدِي عليِ النَّسَبِ ؛ إذْ لا نَعْرِفُ له فِعْلاً وقالَ السُّكَّرِيُّ : وَجّاسٌ أَي يَتَوَجَّسُ . وقالَ ابنُ القَطّاعِ : وَجَسَ الشيْءُ وَجْساً أَي خَفِىَ . وقالَ الصّاغَانِيُّ : ما فِي سِقَائِهِ أَوْجَسُ أَي قَطْرَةُ ماءٍ . ومِيجاسٌ كمِحْرَابٍ : مَوْضِعٌ بالأَهْوَازِ وكانَ بهِ وَقْعَةٌ للخَوَارِجِ وأَمِيرُهُم أبو بِلالٍ مِرْداسٌ قالَ عِمْرَانُ بنُ حِطّانَ :
واللهِ ما تَرَكُوا مِن مَتْبَعٍ لِهُدىً ... ولا رَضُوا بالهُوَيْنَي يَوْمَ مِيجَاسِِ و - د - س